البابُ الثّالِثُ - مفاتیح الجنان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الجنان - نسخه متنی

عباس بن محمد رضا القمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






البابُ الثّالِثُ



في الزّيارات وَتحتوي عَلى مُقدّمة وَفُصول وَخاتمة






المقدّمة في آداب السَّفر : اذا أردت الخروج الى السّفر فينبغي لك أن تصوم الاربعاء والخميس والجمعة وأن تختار من أيّام الاسبوع يوم السّبت أو يوم الثّلاثاء أو يوم الخميس واجتنب السّفر في يوم الاثنين والاربعاء وقبل الظّهر من يوم الجُمعة واجتنب السّفر في اليوم الثّالث من الشّهر والخامس منه والثّالث عشر والسّادس عشر والحادي والعشرين
والرّابع والعشرين، والخامس والعِشرين وقد نظمت هذه الايّام في بيتين بالفارسيّة :




  • هفت روزى نحس باشد در مهى
    سه وپنج وسيزده با شانزده
    بيست ويك با بيست وچار وبيست وپنج



  • زان حذر كن تا نيابى هيچ رنج
    بيست ويك با بيست وچار وبيست وپنج
    بيست ويك با بيست وچار وبيست وپنج




ولا تسافر في محاق الشّهر ولا اذا كان القمر في برج العقرب وإن دعت ضرُورة الى الخروج في هذه الاحوال والاوقات فليدع المُسافر بدعوات السّفر ويتصدّق ويخرج متى شاء، وروي انّ رجلاً من أصحاب الباقر (عليه السلام) أراد السّفر فأتاه ليودّعه فقال له : انّ أبي عليّ بن الحسين (عليهما السلام) كان اذا أراد الخروج الى بعض أمواله اشترى السّلامة من
الله عزوجل بما تيسّر أي بالصّدقة بما تيسّر له ويكون ذلك اذا وضع رجله في الرّكاب، واذا سلّمه الله وعاد مِن سفره حمد الله وشكره أيضاً بما تيسّر له، فودّعه الرّجل ومضى ولم يعمل بما وصّاه الباقر (عليه السلام) فهلك في الطّريق، فأتى الخبر الباقر (عليه السلام) فقال : قد نُصح الرّجل لو كان قَبِلَ، وينبغي أن تغتسل قبل التوجّه ثمّ تجمع أهلك بين يديك وتصلّي ركعتين وتسأل الله الخيرة وتقرأ آية
الكرسي وتحمد الله وتثني عليه وتصلّي على النّبي وآله صلوات الله عليهم وتقول :



اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْتَوْدِعُكَ الْيَوْمَ نَفْسِيوَاَهْلي وَمالي وَوُلْدي وَمَنْ كانَ مِنّي بِسَبيل، الشّاهِدَ مِنْهُمْ وَالْغائِبَ، اَللّـهُمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِ الاِْيْمانِ وَاحْفَظْ عَلَيْنا، اَللّـهُمَّ اجْعَلْنا في رَحْمَتِكَ وَلا تَسْلُبْنا فَضْلَكَ اِنّا اِلَيْكَ راغِبُونَ، اَللّـهُمَّ اِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ
وَعْثاءِ السَّفَرِ، وَكابَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الاَْهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ هذَا التَّوَجُّهَ طَلَباً لِمَرْضاتِكَ وَتَقَرُّباً اِلَيْكَ، اَللّـهُمَّ فَبَلِّغْني ما اُؤَمِّلُهُ وَاَرْجُوهُ فيكَ وَفي اَوْلِيائِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .



ثمّ ودّع أهلك وانهض وَقف بالباب فسبّح الله بتسبيح الزّهراء (عليها السلام) واقرأ سورة الحمد أمامك وعن يمينك وعن شمالك وكذلك آية الكرسي وقُل :



اَللّـهُمَّ اِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي، وَعَلَيْكَ خَلَّفْتُ اَهْلي وَمالي وَما خَوَّلْتَني، وَقَدْ وَثِقْتُ بِكَ فَلا تُخَيِّبْني يا مَنْ لا يُخَيِّبُ مَنْ اَرادَهُ، وَلا يُضَيِّعُ مَنْ حَفِظَهُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاحْفَظْني فيـما غِبْتُ عَنْهُ، وَلا تَكِلْني اِلى نَفْسي يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ...
الدّعاء .



ثمّ اقرأ سورة قُلْ هُوَ اللهُ احدى عشرة مرّة وسورة اِنّا اَنزَلْناهُ وآية الكرسي وسورة قُلْ اَعوذُ بِرَبِّ النّاسِ وقُلْ اَعوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثمّ أمرر بيدك على جميع جسدك وتصدّق بما تيسّر وقُل :



اَللّـهُمَّ اِنّي اشْتَرَيْتُ بِهذِهِ الصَّدَقَةِ سَلامَتي وَسَلامَةَ سَفَرِي وَما مَعي، اَللّـهُمَّ احْفَظْني وَاحْفَظْ ما مَعِيَ وَسَلِّمْني وَسَلِّمْ ما مَعِيَ، وَبَلِّغْني وَبَلِّغْ ما مَعِيَ بِبَلاغِكَ الْحَسَنِ الْجَميلِ .



وتأخذ معك عصى مِن شجر اللّوز المرّ فقد رُوي عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انّه قال : من خرج الى السّفر ومعه عصى لوز مرّ وتلا قوله تعالى (وَلَمّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ اِلى وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكيلٌ) وهو في سورة القصص أمّنه
الله تعالى مِن كلّ سبع ضار، ومن كلّ لُصّ عاد، ومن كلّ ذات حمة حتّى يرجع الى منزله وكان (معه سَبع وسبعون من المعقّبات الملائكة) يستغفرون له حتّى يرجع ويضعها، ويستحبّ أن يخرج معتماً متحنّكاً لكي لا يصيبه السّرق ولا الغرق ولا الحرق، وتأخذ معك شيئاً من تربة الحسين (عليه السلام) وقُل اذا أخذتها :



اَللّـهُمَّ هذِهِ طينَةُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ اتَّخَذْتُها حِرْزاً لِما اَخافُ وَما لا اَخافُ وخذ معك خاتم العقيق والفيروزج، والاحسن أن يكون العقيق أصفر منقوشاً على أحد وجهيه ما شاءَ اللهُ
لا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ اَسْتَغْفِرُ اللهَ وعلى الوجه الثّاني محمّد وعليّ .



روى السّيد ابن طاووس في أمان الاخطار عن أبي مُحمّد قاسم بن علاء عن الصّافي خادم الامام عليّ النّقي (عليه السلام)قال : استأذنته في الزّيارة الى طوس فقال لي : يكون معك خاتم فصّه عقيق اصفَر عليه ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ اَسْتَغْفِرُ اللهَ،
وعلى الجانب الاخر محمّد وعليّ، فانّه أمانٌ من القطع، وأتمّ للسّلامة، وأصون لدينك ، قال : فخرجت وأخذت خاتماً على الصّفة التي أمرني بها، ثمّ رجعت اليه لوداعه فودّعته وانصرفت، فلمّا بعدت أمر بردّي فرجعت اليه فقال : يا صافي ، قلت : لبّيْكَ يا سَيِّدي قال : ليكن معك خاتم آخر من فيروزج فانّه يلقاك
في طريقك أسد بين طوس ونيشابور فيمنع القافلة من المسير، فتقدّم اليه وأره الخاتم وقل له: مَولاي يقول لك تنحّ عن الطّريق، ثمّ قال : ليكن نقشه (اَللهُ المَلكُ) وعلى الجانب الاخر (اَلْمُلْكُ للهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ) فانّه
خاتم امير المؤمنين (عليه السلام) كان عليه اَللهُ المَلكُ فلمّا ولّى الخلافة نقش على خاتمه اَلْمُلْكُ للهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ، وكان فصّه فيرُوزج، وهو أمان من السّباع خاصّة وظفر في الحرب .



قال الخادم : فخرجت في سفري ذلك فلقيني والله السّبع ففعلت ما أمرت به فلمّا رجعت حدّثته ، فقال لي : بقيت عليك خصلة لم تحدّثني بها إن شئت حدّثتك بها، فقلت: ياسيّدي اذكر علىّ لعلّي نسيتها ، فقال : نعم ، بتّ ليلة بطوس عند القبر فصار الى القبر قوم من الجن لزيارته فنظروا الى الفص في يدك وقرأوا نقشه فأخذوه عن يدك
وصاروا به الى عليل لهم وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرأ، وردّوا الخاتم اليك وكان في يدك اليمنى فصيّروه في يدك اليسرى، فكثر تعجّبك من ذلك ولم تعرف السّبب فيه، ووجدت عند رأسك حجراً ياقوتاً فأخذته وهو معك، فاحمله الى السّوق فانّك ستبيعه بثمانين ديناراً وهو هديّة القوم اليك، فحملته الى السّوق فبعته بثمانين ديناراً كما قال سيّدي (عليه السلام)، وعن الصّادق (عليه السلام) قال : من
قرأ آية الكرسي في السّفر في كلّ ليلة سلم وسلم ما معهُ ويقول : اَللّـهُمَّ اجْعَلْ مَسيري عِبَراً وَصَمْتي تَفَكُّراً وَكَلامي ذِكْراً وعن الامام زين العابدين (عليه السلام) قال : لا اُبالي اذا قلت هذه الكلمات ان لو اجتمع عليّ الجنّ والانس :



بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَمِنَ اللهِ وَاِلَى اللهِ وَفي سَبِيلِ اللهِ، اَللّـهُمَّ اِلَيْكَ اَسْلَمْتُ نَفْسِيوَاِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي، وَاِلَيْكَ فَوَّضْتُ اَمْرِى، فَاحْفَظْني بِحِفْظِ الاِْيْمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَىَّ وَمِنْ خَلْفي، وَعَنْ يَميني وَعَنْ شِمالِي، وَمِنْ فَوْقي وَمِنْ تَحْتي وَادْفَعْ عَنّي بِحَوْلِكَ
وَقُوَّتِكَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهَ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ .



أقول : دَعواتُ السّفر وآدابُه كثيرة ونحن هنا نقتصر بذكر عدّة آداب :



الاوّل : ينبغي للمرء أن لا يترك التسمية عند الرّكوب .



الثّاني : أن يحفظ نفقته في موضِع مصُون ، فقد روي انّ من فقه المُسافر حفظ نفقته .



الثّالث : أن يُساعد اصحابه في السّفر ولا يحجم عن السّعي في حوائجهم كي ينفس الله عنه ثلاثاً وسبعين كربة، ويجيره في الدّنيا من الهمّ والغم، وينفس كربه العظيم يوم القيامة ، وروي انّ الامام زين العابدين (عليه السلام) كان لا يسافر الّا مع رفقة
لا يَعرفُونه ليخدمهم في الطّريق فانّهم لو عرفوه منعُوه عن ذلك، ومن الاخلاق الكريمة للنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)انّه كان مع صحابته في بعض الاسفار فارادوا ذبح شاة تاتون بها ، فقال أحدهم : عليّ ذبحها ، وقال آخر : عليّ سلخ جلدها ، وقال الاخر : عليّ طبخها ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : عليّ الاحتطاب ، فقالوا : يا رسول الله نحن نعمل ذلك فلا تتكلّفه أنت، فأجاب أنا
أعلم انّكم تعملونه ولكن لا يسرّني أن أمتاز عنكم فانّ الله يكره أن يرى عبده قد فضّل نفسه على أصحابه ، واعلم انّ أثقل الخلق على الاصحاب في السّفر من تكاسل في الاعمال وهو في سلامة من اعضائه وجوارحه فهو لا يؤدّي شيئاً من وظائفه ، مرتقباً رفقته يقضُون له حوائجه .



الرّابع : أن يصاحِب الرجل من يماثله في الانفاق .



الخامس : أن لا يشرب من ماء أي منزل يرده الّا بعد أن يمزجه بماء المنزل الذي سبقه، ومن اللاّزم أن يتزوّد المُسافر من تربة بلده وطينته الّتي ربّي عليها، وكلّما ورد منزلاً طرح في الاناء الّذي يشرب منه الماء شيئاً من الطّين الّذي تزوّده من بلده ويشرب الماء والطّين في الانية بالتّحريك ويؤخّر شربه حتّى يصفو .



السّادس : أن يحسن أخلاقه ويتزيّن بالحلم، وسيأتي في آداب زيارة الحسين (عليه السلام) ما يناسب المقام .



السّابع : أن يتزوّد لسفره، ومن شرف المرء أن يطيّب زاده لا سيّما في طريق مكّة ، نعم لا يستحسن في سفر زيارة الحسين (عليه السلام) أن يتّخذ زاداً لذيذاً كاللّحم المشوي والحلويّات وغير ذلك كما سيأتي في آداب زيارته (عليه السلام)، وقال ابن الاعسم :




  • مِنْ شَرَفِ الاِْنْسانِ فِي الاَْسْفارِ
    وَلْيُحْسِنِ الاِْنْسانُ فِي حالِ السَّفَرْ
    وَلْيَدْعُ عِنْدَ الْوَضْعِ لِلْخِوانِ
    وَلْيُكْثِرِ الْمَزْحَ مَعَ الصَّحْبِ اِذا
    مَنْ جاءَ بَلْدَةً فَذا ضَيْفٌ عَلى
    يُبَرُّ لَيْلَتَيْنِ ثُمَّ لْيَأكُلِ
    مِنْ اَكْلِ اَهْلِ الْبَيْتِ في الْمُسْتَقْبِلِ



  • تَطييبُهُ الزّادَ مَعَ الاَْكْثارِ
    اَخْلاقَهُ زِيادَةً عَلَى الْحَضَرْ
    مَنْ كانَ حاضِراً مِنَ الاِْخْوانِ
    لَمْ يُسْخِطِ اللهَ وَلَمْ يَجْلِبْ اَذى
    اِخْوانِهِ فيها اِلى اَنْ يَرْحَلا
    مِنْ اَكْلِ اَهْلِ الْبَيْتِ في الْمُسْتَقْبِلِ
    مِنْ اَكْلِ اَهْلِ الْبَيْتِ في الْمُسْتَقْبِلِ




الثّامن : من أهمّ الاشياء في السّفر المحافظة على الفرائض بشرائطها وحدودها واداؤها في بدء أوقاتها، فما أكثر ما يشاهد الحجّاج والزّوار في الاسفار يضيعون الفرائض بتأخيرها عن أوقاتها أو بأدائها راكبين أو في المحامل أو متيمّمين بلا وضوء أو مع نجاسة البدن أو الثّياب وغيرها من اشباهها، فهذه كلّها تنشأ عن استخفافهم بشأن الصّلاة وعدم
مُبالاتهم، بها هذا وقد روي في الحديث عن الصّادق (عليه السلام)قال : صلاة الفريضة أفضل من عشرين حجّة، وحجّة واحدة أفضل من دار ملئت ذهباً يتصدّق به حتّى تفرغ، ولا تدع بعد الصّلاة المقصُورة أن تقول ثلاثين مرّة سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا
اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ فهو من السُنن المؤكّدة .



الفَصلُ الاوَّلْ :
في آدابِ الزِّيارَة


وهي عديدة نقتصر منها على امور :



الاوّل : الغُسل قبل الخروج لسفر الزّيارة .



الثّاني : أن يتجنّب في الطّريق التكلّم باللّغو والخصام والجدال .



الثّالث : أن يغتسل لزيارة الائمة (عليهم السلام) وأن يدعو بالمأثورة من دعواته، وستذكر في أوّل زيارة الوارث .



الرّابع : الطّهارة من الحدث الاكبر والاصغر .



الخامس : أن يلبس ثياباً طاهرة نظيفة جديدة ويحسن أن تكون بيضاء .



السّادس : أن يقصر خطاه اذا خرج الى الرّوضة المقدّسة، وان يسير وعليه السّكينة والوقار، وأن يكون خاضعاً خاشعاً، وأن يطأطِيء رأسه فلا يلتفت الى الاعلى ولا الى جوانبه .



السّابع : أن يتطيّب بشيء من الطّيب فيما عدا زيارة الحسين (عليه السلام) .



الثّامن : أن يشتغل لسانه وهو يمضي الى الحرم المطهّر بالتكبير والتّسبيح والتّهليل والتّمجيد، ويعطّر فاه بالصّلاة على محمّد وآله (عليهم السلام) .



التّاسع : أن يقف على باب الحرم الشّريف ويستأذن ويجتهد لتحصيل الرّقّة والخضوع والانكسار والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد المنوّر وجلاله، وانّه يرى مقامه ويسمع كلامه ويردّ سلامه كما يشهد على ذلك كلّه عندما يقرأ الاستئذان، والتّدبّر في لطفهم وحُبّهم لشيعتهم وزائريهم، والتّأمّل في فساد حال نفسه وفي جفائه عليهم برفضه ما لا يحصى من
تعاليمهم، وفيما صدر عنه نفسه من الاذى لهم أو لخاصّتهم وأحبابهم وهو في المال اذىً راجع اليهم (عليهم السلام) فلو التفت الى نفسه التفات تفكير وتدقيق لتوقّفت قدماه عن المسير وخشع قلبه ودمعت عينه، وهذا هو لُبّ آداب الزّيارة كلّها، وينبغي لنا هُنا أن نورد أبيات السّخاوي والحديث الّذي رواه العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في البحار نقلاً عن كتاب عيون المعجزات، امّا أبيات السّخاوي وهي ما ينبغي
أن يتمثّل به في تلك الحالة فهي :






  • قالُوا غَدًا نَأْتي دِيارَ الْحِمى
    فَكُلُّ مَنْ كانَ مُطيعاً لَهُمْ
    قُلْتُ فَلي ذَنْبٌ فَما حيلَتي
    قالُوا اَلَيْسَ الْعَفْوُ مِنْ شَاْنِهِمْ
    فَجِئْتُهُم اَسْعى اِلى بابِهِمْ
    اَرْجُوهُمُ طَوْراً وَاَخْشاهُمُ



  • وَيَنْزِلُ الرَّكْبُ بِمَغْناهُمُ
    اَصْبَحَ مَسْرُوراً بِلُقْياهُمُ
    بَاَيّ وَجْه اَتَلَقّاهُمُ
    لا سِيَّما عَمَّنْ تَرَجّاهُمُ
    اَرْجُوهُمُ طَوْراً وَاَخْشاهُمُ
    اَرْجُوهُمُ طَوْراً وَاَخْشاهُمُ



وأمّا الرّواية الشريفة فهي انّه استأذن ابراهيم الجمّال وكان من الشّيعة على عليّ بن يقطين وهو وزير هارون الرّشيد، فحجبه لانّه جمّال، فحجّ عليّ بن يقطين في تلك السّنة فاستأذن بالمدينة على موسى بن جعفر (عليه السلام) فحجبه فرآه ثاني يومه
خارج الدّار ، فقال عليّ بن يقطين : يا سيّدي ما ذنبي ؟ فقال : حجبتك لانّك حجبت أخاك ابراهيم الجمّال وقد أبى الله أن يشكر سعيك أو يغفر لك ابراهيم الجمّال ، قال عليّ : فقلت يا سيّدي ومولاي من لي بابراهيم الجمّال في هذا الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة ؟ فقال : اذا كان الليل فامض الى البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك، وتجد نجيباً هناك مسرّجاً فاركبه وامض الى الكوفة ، فوافى
البقيع وركب النّجيب ولم يلبث أن أناخه على باب ابراهيم الجمّال بالكوفة (في مدّة قصيرة) فقرع الباب وقال : أنا عليّ بن يقطين ، فقال ابراهيم الجمّال من داخل الدّار : وما يعمل عليّ بن يقطين الوزير ببابي ، فقال عليّ بن يقطين : ما هذا انّ أمري عظيم وآلى عليه أن يأذن له، فلمّا دخل قال : يا ابراهيم انّ المولى (عليه السلام) أبى أن يقبلني أو تغفر لي ، فقال : يغفر الله لك، فآلى عليّ بن يقطين على ابراهيم
الجمّال أن يطأ خدّه، فامتنع ابراهيم من ذلك، فآلى عليه ثانياً ففعل فلم يزل ابراهيم يطأ خدّه وعليّ بن يقطين يقول : اَللّـهُمَّ اشْهَدْ، ثمّ انصرف وركب النّجيب ورجع الى المدينة من ليلته وأناخه بباب المولى موسى بن جعفر (عليه السلام) فأذن له ودخل عليه فقبله .



من هذا الحديث يعرف مبلغ حقوق الاخوان .



العاشر : تقبيل العتبة العالية المباركة ، قال الشّيخ الشّهيد (رحمه الله): ولو سجد الزّائر ونوى بالسّجدة الشكر لله تعالى على بلوغه تلك البقعة كان أولى .



الحادي عشر : أن يقدّم للدّخول رجله اليمنى ويقدّم للخروج رجله اليُسرى كما يصنع عند دخُول المساجد والخروج منها .



الثّاني عشر : أن يقف على الضّريح بحيث يمكنه الالتصاق به، وتوهّم انّ البعد أدب وهم، فقد نص على الاتّكاء على الضّريح وتقبيله .



الثّالث عشر : أن يقف للزّيارة مستقبلاً القبر مُستدبِراً القبلة وهذا الادب ممّا يخصّ زيارة المعصوم على الظّاهر، فاذا فرغ من الزّيارة فليضع خدّه الايمن على الضّريح ويدعو الله بتضرّع ثمّ ليضع الخدّ الايسر ويدعو الله بحقّ صاحب القبر أن
يجعله من أهل شفاعته ويبالغ في الدّعاء والالحاح ثمّ يمضي الى جانب الرّأس فيقف مُستقبل القبلة فيدعو الله تعالى .



الرّابع عشر : أن يزُور وهُو قائم على قَدَميه الّا اذا كان له عُذر منْ ضعف أو وجع في الظّهر أو في الرّجل أو غير ذلك من الاعذار .



الخامس عشر : أن يكبّر اذا شاهد القبر المطهّر قبل الشّروع في الزّيارة، وفي رواية انّ من كبّر امام الامام (عليه السلام) وقال : لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ كتب له رضوان الله الاكبر .



السّادس عشر : أن يزُور بالزّيارات المأثورة المرويّة عن سادات الانام (عليهم السلام) ويترك الزّيارات المخترعة التي لفقها بعض الاغبياء من عوام النّاس الى بعض الزّيارات فأشغل بها الجهّال .



روى الكليني (رحمه الله) عن عبد الرّحيم القصير ، قال : دخلت على الصّادق (عليه السلام) فقلت : جعلت فداك قد اخترعت دعاءاً من نفسي ، فقال (عليه السلام) : دعني عن اختراعك اذا عرضتك حاجة فلذ برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصلّ ركعتين واهدهما اليه الخ .



السّابع عشر : أن يصلّي صلاة الزّيارة وأقلّها ركعتان ، قال الشّيخ الشّهيد : فان كان الزّيارة للنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فليصلّ الصّلاة في الرّوضة، وإن كانت لاحد الائمة فعند الرّأس، ولو صلاها بمسجد المكان أي مسجد الحرم جاز، وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) : انّ صلاة الزّيارة وغيرها فيما أرى يفضل أن تؤتى خلف القبر أو عند الرّأس
الشّريف، وقال أيضاً العلامة بحر العلوم في الدرّة :






  • وَمِنْ حَديثِ كَرْبَلا وَالْكَعْبَةْ
    وَغَيْرُها مِنْ سائِرِ الْمَشاهِدِ
    وَراعِ فيهِنَّ اقْتِرابَ الرَّمْسِ
    وَصَلِّ خَلْفَ الْقَبْرِ فَالصَّحيحُ
    وَالْفَرْقُ بَيْنَ هذِهِ الْقُبُورِ
    فَالسَّعْيُ لِلصَّلاةِ عِنْدَها نُدِبْ
    وَقُرْبُها بَلِ اللُّصُوقُ قَدْ طُلِبْ



  • لِكَرْبَلا بانَ عُلُوُّ الرُّتْبَةْ
    اَمْثالُها بِالنَّقْلِ ذِي الشّواهِدِ
    وَآثِرِ الصَّلاةَ عِنْدَ الرَّأسِ
    كَغَيْرِهِ في نَدْبِها صَريحُ
    وَغَيْرِها كَالنُّورِ فَوْقَ الطُّورِ
    وَقُرْبُها بَلِ اللُّصُوقُ قَدْ طُلِبْ
    وَقُرْبُها بَلِ اللُّصُوقُ قَدْ طُلِبْ





الثّامن عشر : تلاوة سورة يس في الرّكعة الاولى وسورة الرّحمن في الثّانية ان لم تكن صلاة الزّيارة التي يصلّيها مأثورة على صفة خاصّة، وان يدعو بعدها بالمأثور أو بما سنح له في امور دينه ودُنياه، وليعمّم الدّعاء فانّه أقرب الى الاجابة .



التّاسع عشر : قال الشّهيد (رحمه الله) : ومن دخل المشهد والامام يصلّي بدأ بالصّلاة قبل الزّيارة وكذلك لو كان قد حضر وقتها والّا فالبدء بالزّيارة أولى لانّها غاية مقصده، ولو أقيمت الصّلاة استحبّ للزّائرين قطع الزّيارة والاقبال على الصّلاة ويكره تركه، وعلى ناظر الحرم أمرهم بذلك .



العشرون : عدّ الشّهيد (رحمه الله) من آداب الزّيارة تلاوة شيء من القرآن عند الضّريح واهداؤه الى المزور والمنتفع بذلك الزّائر وفيه تعظيم للمزور .



الحادي والعشرون : ترك اللّغو وما لا ينبغي من الكلام وترك الاشتغال بالتكلّم في امور الدّنيا فهو مذموم قبيح في كلّ زمان ومكان، وهو مانع للرّزق ومجلبة للقساوة لا سيّما في هذه البقاع الطّاهرة والقُباب السّامية التي أخبر الله تعالى بجلالها وعظمتها في سورة نور (في بُيُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ
تُرْفَعَ) الاية .



الثّاني والعشرون : أن لا يرفع صوته بما يزور به كما نبّهت عليه في كتاب هديّة الزّائر .



الثّالث والعشرون : أن يودّع الامام (عليه السلام) بالمأثور أو بغيره اذا أراد الخروج من البلد .



الرّابع والعشرون : أن يتوب الى الله ويستغفر من ذنوبه، وأن يجعل أعماله وأقواله بعد الزّيارة خيراً منها قبلها .



الخامس والعشرون : الانفاق على سدنة المشهد الشّريف، وينبغي لهؤلاء أن يكونوا من أهل الخير والصّلاح والدّين والمروّة، وأن يحتملوا ما يصدر من الزّوار فلا يصبوا سخطهم عليهم ولا يحتدموا عليهم، قائمين بحوائج المحتاجين، مُرشدين للغُرباء اذا ضلّوا، وبالاجمال فالخدم ينبغي أن يكونوا خداماً قائمين بما لزم من تنظيف البُقعة الشّريفة
وحراستها ومُحافظة الزّائرين وغير ذلك من الخدمات .



السّادس والعشرون : الانفاق على المجاورين لتلك البُقعة من الفقراء والمساكين المتعفّفين والاحسان اليهم لا سيّما السّادة وأهل العلم المنقطعين الذين يعيشُون في غُربة وضيق وهم يرفعون لواء ا لتّعظيم لشعائر الله وقد اجتمعت فيهم جهات عديدة تكفي احداها لفرض اعانتهم ورعايتهم .



السّابع والعشرون : قال الشّهيد: انّ من جُملة الاداب تعجيل الخُروج عند قضاء الوطر من الزّيارة لتعظم الحُرمة وليشتد الشّوق، وقال أيضاً: والنّساء اذا زُرن فليكنّ منفردات عن الرّجال والاولى أن يزرن ليلاً وليكنّ متنكّرات أي يبدلن الثّياب النّفيسة بالدّانية الرّخيصة لكي لا يعرفن وليبرزن متخفّيات متستّرات ولو زرن بين الرّجال جاز وإن
كره .



أقول : من هذه الكلمة تُعرف مبلغ القُبح والشّناعة في ما دأبت عَليه النّسوة في زماننا من أن يتبرّجن للزّيارة فيبرزن بنفايس الثّياب فيزاحمن الاجانب من الرّجال في الحرم الطّاهر ويضاغطنهم بأبدانهنّ مقتربات من الضّرائح الطّاهرة أو يجلسن في قبلة المُصلّين من الرّجال ليقرأن الزّيارة فيلفتن الخواطر ويصدّن القائمين بالعبادة في تلك
البُقعة الشّريفة من المصلّين والمتضرّعين والباكين عن عبادتهم، فيكنّ بذلك من الصّادات عن سبيل الله الى غير ذلك من التّبعات وأمثال هذه الزّيارات ينبغي حقّاً أن تعدّ من منكرات الشّرع لا من العبادات، وتحصى من المُوبقات لا القربات ، وقد روي عن الصّادق (عليه السلام) انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لاهل العراق : يا أهل العراق نُبّئتُ انّ نِساءكُم يوافينَ الرّجال في الطّريق أما تستحيون؟
وقال : لعن الله من لا يغار .



وفي الفقيه روى الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال : سمعته يقول : يظهر في آخر الزّمان واقتراب السّاعة وهو شرّ الازمنة نسوة كاشِفات عاريات متبرّجات، من الدّين خارجات، داخلات في الفِتن، مائلات الى الشّهوات، مسرعات الى اللّذات، مستحلاّت المحرّمات، في جهنّم خالدات .



الثّامن والعشرون : ينبغي عند ازدحام الزّائرين للسّابقين الى الضّريح أن يخفّفوا زيارتهم وينصرفوا ليفُوز غيرهم بالدّنوّ من الضّريح الطّاهر كما كانوا هم من الفائزين .



أقول لزيارة الحسين صلوات الله عليه آداب خاصّة سنذكرها في مقام ذكر زيارته (عليه السلام) .



الفَصلُ الّثاني :
في
ذِكر الاِسْتِئذانِ لِلدُّخولِ في كُلٍّ منَ الرَّوضاتِ الشَّريفة .


وهُنا نثبت استئذانين :



الاوّل : اذا أردت دخول مسجد النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أحد المشاهد الشّريفة لاحد الائمة (عليهم السلام) فقل :



اَللّـهُمَّ اِنّي وَقَفْتُ عَلى باب مِنْ اَبْوابِ بُيُوتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَقَدْ مَنَعْتَ النّاسَ اَنْ يَدْخُلُوا إلاّ بِاِذْنِهِ، فَقُلْتَ يا اَيُّها الَّذينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبيِّ إلاّ اَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هذَا الْمَشْهَدِ الشَّريفِ
في غَيْبَتِهِ كَما اَعْتَقِدُها في حَضْرَتِهِ، وَاَعْلَمُ اَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفاءَكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ اَحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ، يَرَوْنَ مَقامي، وَيَسْمَعُوَن كَلامي، وَيَرُدُّونَ سَلامي، وَاَنِّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعي كَلامَهُمْ، وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمي بِلَذيذِ مُناجاتِهِمْ، وَاِنّي اَسْتَأذِنُكَ يا رَبِّ اوَّلاً وَاَسْتَأذِنُ رَسُولَكَ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ ثانِياً، وَاَسْتَأذِنُ خَليفَتَكَ الاِْمامَ الْمَفْرُوضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ (فُلانَ بْنَ فُلان) (واذكر اسم الامام الذي تزُوره واسم أبيه ، فقل في زيارة الحسين (عليه السلام) مثلاً : الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ وفي
زيارة الامام الرّضا (عليه السلام) عَلِيِّ بْنَ مُوسَى الرِّضا عَلَيْهِ السَّلامُ وهكذا ثمّ قل :) وَالْمَلائِكَةَ الْمُوَكَّلينَ بِهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ ثالِثاً، أَاَدْخُلُ يا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا حُجَّةَ اللهِ
أَاَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ الْمُقَرَّبينَ الْمُقيمينَ في هذَا الْمَشْهَدِ، فَأذَنْ لي يا مَوْلايَ في الدُّخُولِ اَفْضَلَ ما اَذِنْتَ لاَِحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ، فَاِنْ لَمْ اَكُنْ اَهْلاً لِذلِكَ فَاَنْتَ اَهْل ٌ لِذلِكَ .



ثمّ قبّل العتبة الشّريفة وادخل وقُلْ : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَتُبْ عَلَيَّ اِنَّكَ اَنْتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ .



الثّاني : الاستئذان الّذي رواه المجلسي (قدس سره) عن نسخة قديمة من مؤلّفات الاصحاب للدّخول في السّرداب المقدّس وفي البقاع المنوّرة للائمة (عليهم السلام) وهو هذا، تقول :



اَللّـهُمَّ اِنَّ هذِهِ بُقْعَةٌ طَهَّرْتَها، وَعَقْوَةٌ شَرَّفْتَها، وَمَعالِمُ زَكَّيْتَها، حَيْثُ اَظْهَرْتَ فيها اَدِلَّةَ التَّوْحيدِ، وَاَشْباحَ الْعَرْشِ الَْمجيدِ، الَّذينَ اصْطَفَيْتَهُمْ مُلُوكاً لِحِفْظِ النِّظامِ، وَاخْتَرْتَهُمْ رُؤَساءَ لِجَميعِ الاَْنامِ، وَبَعَثْتَهُمْ لِقِيامِ الْقِسْطِ فِي ابْتِدآءِ
الْوُجُودِ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ بِاسْتِنابَةِ اَنْبِيائِكَ لِحِفْظِ شَرايِعِكَ وَاَحْكامِكَ، فَاَكْمَلْتَ بِاسْتِخْلافِهِمْ رِسالَةَ الْمُنْذِرينَ، كَما اَوْجَبْتَ رِياسَتَهُمْ في فِطَرِ الْمُكَلَّفينَ، فَسُبْحانَكَ مِنْ اِلـه ما اَرْاَفَكَ، وَلا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ مِنْ مَلِك ما اَعْدَلَكَ، حَيْثُ طابَقَ صُنْعُكَ ما فَطَرْتَ عَلَيْهِ
الْعُقُولَ، وَوافَقَ حُكْمُكَ ما قَرَّرْتَهُ فِي الْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى تَقْديرِكَ الْحَسَنِ الْجَميلِ، وَلَكَ الشُّكْرُ عَلى قَضائِكَ الْمُعَلَّلِ بِاَكْمَلِ التَّعْليلِ، فَسُبْحانَ مَنْ لا يُسْأَلُ عَنْ فِعْلِهِ، وَلا يُنازِعُ في اَمْرِهِ، وَسُبْحانَ مَنْ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قَبْلَ ابْتِداءِ خَلْقِهِ، وَالْحَمْدُللهِ الَّذي
مَنَّ عَلَيْنا بِحُكّام يَقُومُونَ مَقامَهُ لَوْ كانَ حاضِراً فِي الْمَكانِ، وَلا اِلـه اِلاَّ اللهُ الَّذي شَرَّفَنا بِاَوْصِياءَ يَحْفَظُونَ الشَّرايِعَ في كُلِّ الاَْزْمانِ، وَاللهُ اَكْبَرُ الَّذي اَظْهَرَهُمْ لَنا بِمُعْجِزات يَعْجَزُ عَنْهَا الثَّقَلانِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، الَّذي اَجْرانا عَلى عَوائِدِهِ الْجَميلَةِ فِي
الاُْمَمِ السّالِفينَ، اَللّـهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ وَالثَّناءُ الْعَلِىُّ كَما وَجَبَ لِوَجْهِكَ الْبَقاءُ السَّرْمَدِىُّ، وَكَما جَعَلْتَ نَبِيَّنا خَيْرَ النَّبِيّينَ، وَمُلُوكَنا اَفْضَلَ الَْمخْلُوقينَ، وَاخْتَرْتَهُمْ عَلى عِلْم عَلَى الْعالَمينَ، وَفِّقْنا للِسَّعْىِ اِلى اَبْوابِهِمُ الْعامِرَةِ اِلى يَوْمِ الدّينِ، وَاجْعَلْ اَرْواحَنا تَحِنُّ إلَى مَوْطِئ
اَقْدامِهِمْ، وَنُفُوسَنا تَهْوِى النَّظَرَ اِلى مَجالِسِهِمْ وَعَرصاتِهِمْ، حَتّى كَاَنَّنا نُخاطِبُهُمْ في حُضُورِ اَشْخاصِهِمْ، فَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سادَة غائِبينَ، وَمِنْ سُلالَة طاهِرينَ، وَمِنْ اَئمَّة مَعْصُومينَ، اَللّـهُمَّ فَأذَنْ لَنا بِدُخُولِ هذِهِ الْعَرَصاتِ الَّتي اسْتَعْبَدْتَ بِزِيارَتِها اَهْلَ الاَْرَضينَ وَالسَّماواتِ، وَاَرْسِلْ
دُمُوعَنا بِخُشُوعِ الْمَهابَةِ، وَذَلِّلْ جَوارِحَنا بِذُلِّ الْعُبُودِيِّةِ وَفَرْضِ الطّاعَةِ، حَتّى نُقِرَّ بِما يَجِبُ لَهُمْ مِنَ الاَْوْصافِ، وَنَعْتَرِفُ بِاَنَّهُمْ شُفَعاءَ الْخَلايِقِ اِذا نُصِبَتِ الْمَوازينُ في يَوْمِ الاَْعْرافِ، وَالْحَمْدُ للهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذينَ اصْطَفى مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ .



ثمّ قبّل العتبة وادخل وأنت خاشِع باك فذلك اذن منهم صلوات الله عليهم أجمعين في الدُّخول .



الفَصلُ الثّالِثُ :
في زِيارَة النّبيّ والزّهراء والائمّة بالبقيع صلوات الله عليهم أجمعين في المدينة الطيّبة .



اعلم انّه يستحبّ أكيداً لكافة النّاس ولا سيّما للحجّاج أن يتشرّفوا بزيارة الرّوضة الطّاهرة والعتبة المنوّرة لمفخرة الدّهر مولانا سيّد المرسلين محمّد بن عبد الله صلوات الله وسلامُه عليه، وترك زيارته جفاء في حقّه يوم القيامة .



وقال الشّهيد (رحمه الله) : فإن ترك النّاس زيارته فعلى الامام أن يجبرهم عليها، فان ترك زيارته جفاء محرّم، روى الصّدوق عن الصّادق (عليه السلام) : اذا حجّ أحدكم فليختم حجّه بزيارتنا لانّ ذلك من تمام الحجّ، وروي ايضاً عن امير المؤمنين (عليه السلام)قال : اتمّوا بزيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حجّكم فانّ تركه بعد الحجّ جفاء وبذلك
أمرتم واتمّوه بالقبُور التي ألزمكم الله عزوجل حقّها وزيارتها واطلبوا الرّزق عندها .



وروي أيضاً عن أبي الصّلت الهروي قال : قلت للرّضا (عليه السلام) : ياابن رسول الله ما تقول في الحديث الّذي يرويه أهل الحديث انّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة ـ ويعني الرّاوي بسؤاله انّ الرّواية إن صحّت ما معناها وهي بظاهرها تحتوي على ما لا يستقيم مع الاعتقاد الحقّ ـ فأجابه (عليه السلام) فقال : يا أبا الصّلت انّ الله تبارك
وتعالى فضّل نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) على جميع خلقه من النّبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته ومبايعته مُبايعته وزيارته زيارته ، فقال الله عزوجل : « مِنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ اَطاعَ اللهَ » وَقالَ : « اِنَّ الَّذينَ يُبايِعُونَكَ اِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ اَيْديهِمْ » ، وقال النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : مَن زارني في حياتي أو بعد مماتي فقد زار
الله تعالى الخ .



وروى الحميري في قُرب الاسناد عن الصّادق (عليه السلام) عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : من زارني حيّاً أو ميّتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة .



وفي الحديث انّه شهد الصّادق (عليه السلام) عيداً بالمدينة فانصرف فدخل على النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلّم عليه ثمّ قال لِمن حضره امّا لقد فضّلنا على أهل البلدان كلّهم مكّة فمن دُونها لسلامنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .



وروى الطّوسي (رحمه الله) في التّهذيب عن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عَن جدّه انّه قال : دخلت على فاطمة (عليها السلام) فبدأتني بالسّلام ثمّ قالت : ما غدا بِكَ ، قلت : طلب البركة ، قالت : اخبرني أبي وهُو ذا هُو انّه من سلّم عليه وعليّ ثلاثة أيّام أوجب الله له الجنّة ، قلت لها : في حياته وحياتك ؟ قالت : نعم وبعد موتنا .



قال العلامة المجلسي (رحمه الله) : روي في حديث مُعتبر عن عبد الله بن عبّاس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : مَنْ زار الحسن (عليه السلام) بالبقيع ثبت قدمه على الصّراط يوم تزُول فيه الاقدام ، وفي المقنعة عن الصّادق (عليه السلام) : من زارني غفرت ذنُوبه ولم يصب بالفقر والفاقة . وروى الطّوسي في التّهذيب عن الامام الحسن العسكري (عليه
السلام) قال : من زار جعفر الصّادق وأباه لم يشكُ عينه ولم يصبه سقم ولم يمت مبتلى . وروى ابن قولويه في الكامل في حديث طويل عن هشام بن سالم عن الصّادق (عليه السلام) انّه أتاه رجل فقال : هل يزار والدك ؟ فقال : نعم ، قال : فما لمن زاره ؟ قال : الجنّة إن كان يأتمّ به ، قال : فما لمن تركه رغبة عنه ، قال : الحسرة يوم الحسرة الخ، والاحاديث في ذلك كثيرة حَسبنا منها ما ذكرناه .



وأمّا كيفيّة زيارة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي كما يلي :



اذا وردت ان شاء الله تعالى مدينة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاغتسل للزّيارة فاذا أردت دخول مسجده (صلى الله عليه وآله وسلم) فقف على الباب واستأذن بالاستئذان الاوّل ممّا ذكرناه وادخل من باب جبرئيل وقدّم رجلك اليُمنى عند الدّخول ثمّ قل : اَللهُ اَكْبَرُ مائة
مرّة، ثمّ صلّ ركعتين تحيّة المسجد، ثمّ امض الى الحجرة الشّريفة فاذا بلغتها فاستلمها بيدك وقبّلها وقُل :



اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنَكَرِ،
وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ، ثمّ قف عند الاُسطوانة المقدّمة من جانب القبر الايمن مُستقبل القبلة ومنكبك الايسر الى جانب القبر ومنكبك الايمن ممّا يلي المنبر فانّه موضِعُ رأس النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقل :



اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَاَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لاُِمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ، وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّى اَتاكَ
الْيَقينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَدَّيْتَ الَّذي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَاَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنينَ، وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرينَ، فَبَلَّغَ اللهُ بِكَ اَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي اِسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اَللّـهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ
الْمُقَرَّبينَ، وَاَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ، وَعِبادِكَ الصّالِحينَ، وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُوِلِكَ وَنَبِيِّكَ وَاَمينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَ صَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ اَعْطِهِ الدَّرَجَةَ
الرَّفيعَةَ، وَآتِهِ الْوَسيلَةَ مِنَ الْجَّنَةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الاَْوَّلُونَ وَالاْخِرُونَ، اَللّـهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ: (وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً) وَاِنّي اَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِرًا تائِباً مِنْ ذُنُوبي، وَاِنّي اَتَوَجَّهُ
بِكَ اِلَى اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي .



فإن كانت لك حاجة فانّه احرى أن تقضى ان شاء الله تعالى .



وروى ابن قولويه بسند معتبر عن محمّد بن مسعود قال : رأيت الصّادق (عليه السلام) انتهى الى قبر النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فوضع يده عليه وقال : اَسْاَلُ اللهَ الَّذي اجْتَباكَ وَاخْتارَكَ وَهَداكَ وَهَدى بِكَ اَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ ثمّ
قال : اِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يا اَيُّها الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً، وقال الشّيخ في المصباح : فاذا فرغت من الدّعاء عند القبر فأت المنبر وامسحه بيدك وخُذ برمانتيه وهُما السُفلاوان وامسح وجهك وعَينيك به فانّ فيه شفاءاً للعين
وقُم عنده واحمد الله واثنُ عليه وسل حاجتك فانّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة ومنبري على باب من أبواب الجنّة . ثمّ تأتي مقام النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فتصلّي فيه ما بدا لك واكثر من الصّلاة في مسجد النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فانّ الصّلاة فيه بألف صلاة، واذا دخلت المسجد أو خرجت منه فَصَلّ على النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وصلّ
في بيت فاطمة (عليها السلام) وأت مقام جبرئيل (عليه السلام) وهو تحت الميزاب فانّه كان مقامه اذا استأذن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقل : اَسْاَلُكَ اَىْ جَواد اَىْ كَريمُ اَىْ قَريبُ اَىْ بَعيدُ اَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ، ثمّ زر فاطمة (عليها السلام) مِن عند الرّوضة، واختلف في
موضع قبرها ، فقال قوم : هي مدفونة في الرّوضة أي ما بين القبر والمنبر ، وقال آخرون : في بيتها ، وقالت فرقة ثالثة : انّها مدفونة بالبقيع والذي عليه اكثر أصحابنا انّها تزار مِن عِند الرّوضة ومَن زارَها في هذه الثّلاثة مواضِع كان أفضل واذا وقفت عليها للزّيارة فقل :



يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا
بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ .



ويستحبّ أيضاً أن تقول : اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صَفىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ
اَمينِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ اَفْضَلِ اَنْبِياءِ اللهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ الْبَرِّيَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا سِيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ وَلِيِّ اللهِ وَخَيْرِ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَىْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الصِّدّيقَةُ الشَّهيدَةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ، اَلسـَّلامُ عـَلَيْكِ اَيَّتـُهَا الْفاضِلـَةُ الزَّكِيـَّةُ، اَلسـَّلامُ عـَلَيْكِ اَيَّتـُهَا الْحَوْراءُ الاِْنْسِيَّةُ، اَلسـَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا
التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الُْمحَدَّثَةُ الْعَليمَةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الْمَغْصُوبَةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الْمُضْطَهَدَةُ الْمَقْهُورَةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ، اَشْهَدُ اَنَّكِ
مَضَيْتِ عَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّكِ، وَاَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ جَفاكِ فَقَدْ جَفا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ آذاكِ فَقَدْ آذى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، لاَِنَّكِ بِضْعَةٌ مِنْهُ وَرُوحُهُ الَّذي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، اُشْهِدُ اللهَ وَرُسُلَهُ وَمَلائِكَتَهُ اَنّي راض عَمَّنْ رَضَيتِ عَنْهُ، ساخِطٌ عَلى مَنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ مُتَبَرِّىءٌ مِمَّنْ تَبَرَّأْتِ مِنْهُ، مُوال لِمَنْ والَيْتِ، مُعاد لِمَنْ عادِيْتِ، مُبْغِضٌ لِمَنْ اَبْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ اَحْبَبْتِ، وَكَفى بِاللهِ
شَهيداً وَحَسيباً وَجازِياً وَمُثيباً .



ثمّ تصلّي على النّبي والائمة الاطهار (عليهم السلام) .



أقول : قد ذكرنا في اليوم الثّالث من شهر جمادى الاخرة زيارة اخرى لها صلوات الله عليها، وقد أورد العلماء لها صلوات الله عليها زيارة مبسوطة تتّفق في ألفاظها مع هذه الزّيارة التي نقلناها عن الشّيخ من أوّلها وهي : اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ الى
اُشْهِدُ اللهَ وَرُسُلَهُ وَمَلائِكَتَهُ، وتختلف عنها هُنا فتكُون : اُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ اَنّي وَلِيُّ لِمَنْ والاكِ، وَعَدُوٌّ
لِمَنْ عاداكِ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكِ، اَنَا يا مَوْلاتي بِكِ وَبِاَبيكِ وَبَعْلِكِ وَالاَْئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكِ مُوقِنٌ، وَبِوِلايَتِهِمْ مُؤْمِنٌ، وَلِطاعَتِهِمْ مُلْتَزِمٌ، اَشْهَدُ اَنَّ الدّينَ دينُهُمْ، وَالْحُكْمَ حُكْمُهُمْ، وَهُمْ قَد بَلَّغُوا عَنِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَدَعَوْا اِلى سَبيلِ اللهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ لا تَأخُذُهُمْ فِي اللهِ
لَوْمَةُ لائِم، وَصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكِ وَعَلى اَبيكِ وَبَعْلِكِ وَذُرِّيَّتِكِ الاَْئِمَّةِ الطّاهِرينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلَى الْبَتُولِ الطّاهِرَةِ الصِّديقَةِ الْمَعْصُومَةِ التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الْمَرْضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ الرَّشيدَةِ الْمَظْلُومَةِ الْمَقْهُورَةِ الْمَغْصُوبَةِ حَقَّهَا،
الْمَمْنُوعَةِ اِرْثَهَا، الْمَكْسُورَةِ ضِلْعَهَا، الْمَظْلُومِ بَعْلُهَا، الْمَقْتُولِ وَلَدُها فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِكَ، وَبِضْعَةِ لَحْمِهِ، وَصَميمِ قَلْبِهِ، وَفِلْذَةِ كَبِدِهِ، وَالنُّخْبَةِ مِنْكَ لَهُ وَالتُّحْفَةِ، خَصَصْتَ بِها وَصِيَّهُ، وَحَبيبَةِ الْمُصْطَفى، وَقَرينَةِ الْمُرْتَضى، وَسَيِّدَةِ النِّساءِ، وَمُبَشِّرَةِ الاَْوْلِياءِ، حَليفَةِ
الْوَرَعِ وَالزُّهْدِ، وَتُفّاحَةِ الفِرْدَوْسِ وَالْخُلْدِ، الَّتي شَرَّفْتَ مَوْلِدَها بِنِساءِ الْجَنَّةِ، وَسَلَلْتَ مِنْها اَنْوارَ الاَْئِمَّةِ، وَاَرْخَيْتَ دُونَها حِجابَ النُّبُوَّةِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْها صَلاةً تَزيدُ في مَحَلِّها عِنْدَك وَشَرَفِها لَدَيْكَ، وَمَنْزِلَتِها مِنْ رِضاكَ، وَبَلِّغْها مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في
حُبِّها فَضْلاً وَاِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً، اِنَّكَ ذُو الْعَفْوِ الْكَريمِ .



أقول : قال الشّيخ في التّهذيب: انّ ما روي في فضل زيارَتها صلوات الله عليها أكثر من أن يحصى، وروى العلامة المجلسي عن كتاب مصباح الانوار عن الزّهراء صلوات الله عليها قالت : قال لي أبي : من صلّى عليك غفر الله عزّوجل له وألحقه بي حيثما كنت من الجنّة .



/ 29