كتاب القاف
قبّ : القاف والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على جمع وتجمُّع . من ذلك القُبَّة ، وهي معروفة ، وسمِّيت لتجمُّعها . والقَبقَب : البطن ، لأنَّه مجتَمع الطَّعام . والقَبُّ في البَكَرة . وأمّا قولُهم : إنّ القَبَب : دِقَّة الْخَصْر فإنّما معناه تجمُّعُه حتَّى يُرَى أنّه دقيق . وكذلك الخيلُ القُبّ ، هي الضَّوامر ، وليس ذلك إلاَّ لذَهابِ لُحُومِها والصَّلابةِ التي فيها . وأمّا ألقابّة فقال ابنُ السِّكِّيت : القابّة : القَطْرة من المَطَر . قال : وكان الأصمعي يصحِّف ويقول : هي الرَّعد . والذي قاله ابنُ السِّكِّيت أصحُّ وأقْيَس؛ لأنَّها تَقُبُّ التُّرْبَ أي تجمعه .
وممّا شذَّ عن هذا الباب تسميتُهم العام الثالث القُباقِب ، فيقولون عامٌ ، وقابلٌ ، وقُباقِب .
وممّا شذَّ أيضاً قولُهم : اقتبَّ يدَه ، إذا قَطعَها .
قبح : القاف والباء والحاء كلمةٌ واحدة تدلُّ على خلاف الحُسْن ، وهو القُبْح . يقال : قَبحَه الله ، وهذا مقبوحٌ وقَبيح . وزعم ناسٌ أنَّ المعنى في قَبَحه : نحّاهُ وأبعدَه . ومنه قوله تعالى : )وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ( القصص : 42 .
وممّا شذَّ عن الأصل وأحسبَهُ من الكلام الذي ذَهَبَ مَن كان يُحْسِنُه ، قولُهم كِسْرُ قَبيح ، وهو عَظْمُ السّاعد ، النِّصف الذي يلي المِرْفَق . قال :
لو كنتَ عَيْراً كنتَ عَيْرَ مَذَلَّة
ولو كنتَ كِسْراً كُنْتَ كِسْرَ قَبِيحِ
ولو كنتَ كِسْراً كُنْتَ كِسْرَ قَبِيحِ
ولو كنتَ كِسْراً كُنْتَ كِسْرَ قَبِيحِ
قبر : القاف والباء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على غموض في شيء وتطامُن . من ذلك القَبْر : قَبْر الميِّت . يقال : قَبَرْتُه أقْبُرُه . قال الأعشى :
لو أسندَتْ ميتاً إلى نَحْرِها
عاشَ ولم يُنْقَلْ إلى قابِرِ
عاشَ ولم يُنْقَلْ إلى قابِرِ
عاشَ ولم يُنْقَلْ إلى قابِرِ
فإن جعلتَ له مكاناً يُقْبَرُ فيه قلتَ : أقْبَرْتُهُ ، قال الله تعالى : ) ثُمَّ أَماتَه فَأَقْبَرَهُ ( . قلنا : ولولا أنَّ العلماء تجوَّزُوا في هذا لَما رأينا أنْ يُجمَعَ بين قَوْلِ الله وبين الشِّعْرِ في كتاب ، فكيف في وَرَقَة أو صفحة . ولكنّا اقتدَيْنا بهم ، والله تعالى يَغفر لنا ، ويعفو عَنّا وعنهم .
وقال ناسٌ من أهل التَّفسير في قوله تعالى : ) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ( عبس : 21 : ألهمَ كيف يُدْفَن . قال ابنُ دُرَيد : أرض قَبُورٌ : غامضة . ونَخْلَةٌ قَبُور وكَبُوسٌ : يكون حَمْلُها في سَعَفها . ومكانُ القبور مَقْبَرَة ومَقْبُرَة .
قبس : القاف والباء والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على صفة من صفات النّار ، ثمَّ يستعار . من ذلك القَبَس : شُعْلَةُ النّار . قال الله تعالى في قِصَّة موسى (عليه السلام) : ) لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَس ( طه : 10 . ويقولون : أَقْبَسْتُ الرّجُلَ عِلماً ، وقَبَسْتُه ناراً .
قال ابنُ دريد : قَبَسْتُ من فلان ناراً ، واقتَبَسْتُ منه علماً ، وأَقْبَسَنِي قَبَساً .
ومن هذا القياس قولهم : فَحْلٌ قَبِيسٌ ، وذلك إذا كان سريعَ الإلقاح ، كأنَّهُ شُبِّهَ بِشُعْلَةِ النّار . قـال :
فَأُمٌّ لَقِْوَةٌ وأبٌ قَبِيسُ
فأمّا القِبْس فيقال إنّه الأصل .
قبص : القاف والباء والصّاد أصلانِ يدُلُّ أحدَهما على خِفّة وسُرعة ، والآخَر على تجمُّع .
فالأوَّل القَبَص ، وهو الخِفَّة والنَّشاط . والقَبُوص : الذي إذا جَرَى لم يُصِبِ الأرضَ منهُ إلاّ أطرافُ سَنابِكه . ومن ذلك القَبْصُ ، وهو تناوُلُ الشَّيءِ بأطراف الأصابع ، ولا يكون ذلك إلاَّ على خِفّة وعَجَلة . وقرئت : ) فَقَبَصْتُ قَبْصَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ( ، بالصّاد . وذلك المأخوذُ قُبْصة .
والأصل الآخر القِبْص ، وهو العَدَد الكثير . قال :
لكم مَسجدا اللهِ المَزُورانِ والحَصَى
لكُمْ قِبْصُه من بينِ أثْرَى وأَقْتَرا
لكُمْ قِبْصُه من بينِ أثْرَى وأَقْتَرا
لكُمْ قِبْصُه من بينِ أثْرَى وأَقْتَرا
ومن هذا الباب القَبَص في الرَّأْس : الضَّخَم ، ويقال منه هامَةٌ قَبْصاء . قال أبو النّجم :
قَبْصاءَ لَم تُفطَحْ ولم تُكَتَّلِ
وممّا شذَّ عن هذين الأصلين : القَبْصَ ، وهو وجعٌ عن أكْل الزَّبيب . قال :
أرفقة تشكو الجُحافَ والقَبَصْ
قبض : القاف والباء والضّاد أصلٌ واحد صحيحٌ يدلُّ على شيء مأخوذ ، وتجمُّع في شيء .
تقول : قَبَضْتُ الشَّيءَ من المال وغيرِه قَبْضاً . ومَقْبِض السَّيف ومَقْبَضُه : حيث تَقبِضُ عليه . والقَبَض ، بفتح الباء : ما جُمِع من الغنائم وحُصِّل . يقال : اطرَحْ هذا في القَبَض؛ أَي في سائر ما قُبِض من المَغْنَم . وأمّا القَبْض الذي هو الإسراع ، فمن هذا أيضاً ، لأنَّه إذا أسرَع جَمَع نَفْسَهُ وأطرافَه . قال الله تعالى : ) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافّات وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ( الملك : 19 ، قالوا : يُسْرِعْن في الطَّيَران . وهذه اللَّفظَةُ من قولهم : راع قُبَضَةٌ ، إذا كان لا يتفسَّح في مَرعى غَنَمه . يقال : هو قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ؛ أَي يَقبِضُها حتّى إذا بَلَغَ المكانَ يؤُمُّه رَفَضها . ويقولون للسّائق العنيف : قَبّاضةٌ وقابض . قال رؤبة :
قبّاضَةٌ بينَ العنيفِ واللَّبِقْ
ومن الباب : انقبَضَ عن الأمر وتقبّض ، إذا اشمأَزَّ .
قبط : القاف والباء والطاء أصلٌ صحيحٌ . قال ابن دريد : القَبْط : جَمْعُكَ الشَّيءَ بيدِك . يقال : قَبَطْتُه أَقْبِطُه قَبْطاً . قال : وبه سُمِّيَ القُبّاط ، هذا النّاطف ، عربيٌّ صحيح .
وممّا ليس من هذا الباب القِبط : أهلُ مصر ، والنِّسبة إليهم قِبطيٌّ ، والثِّياب القُبطيّةُ لعلَّها منسوبةٌ إلى هؤلاء ، إلاّ أنَّ القافَ ضُمَّت للفَرْق . قال زُهَير :
لَيَأْتِيَنَّكَ مِنِّي مَنْطِقٌ قَذَعٌ
باق كَمَا دَنَّسَ القُبْطِيّةَ الوَدَكُ
باق كَمَا دَنَّسَ القُبْطِيّةَ الوَدَكُ
باق كَمَا دَنَّسَ القُبْطِيّةَ الوَدَكُ
وتجمع قَباطيّ .
قبع : القاف والباء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شبه أن يَخْتَبِئ الإنسانُ أو غيرُه . يقال : قَبَع الخنزيرُ والقنفذُ ، إذا أدْخَلَ رأسَه في عُنقه ، قَبْعاً . وجارية قُبَعَة طُلَعة ، إذا تخبَّأت تارةً وتطلَّعَتْ تارة . والقُبَعة : خِرقة كالبُرنُس ، تسمِّيها العامّة : القُنْبُعَة . والقُباع : مكيالٌ واسعٌ ، كأَنَّه سمِّي قُباعاً لما يَقْبَعُ فيه من شيء . وقَبَع الرّجُلُ : أعيا وانبَهَر . وسُمِّي قابعاً لأنَّه يَتقبض عند إعيائه عن الحركة .
وممّا شذَّ عن هذا الباب قَبِيعةُ السَّيف ، وهي التي على طَرَف قائمِهِ من حديد أو فِضَّة .
قبعث : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً القَبَعْثَر : العظيم الخَلْق .
قبل : القاف والباء واللام أصلٌ واحدٌ صحيحٌ تدلُّ كلمهُ كلُّها على مواجهةِ الشَّيء للشَّيء ، ويتفرّع بعد ذلك .
فالقُبُل من كلِّ شيء : خلافُ دُبُره . وذلك أنَّ مُقْدِمَه يُقْبِلُ على الشَّيء . والقَبيل : ما أقبَلَتْ به المرأةُ من غَزْلها حين تَفتِله . والدَّبير : ما أدبرَتْ به . وذلك معنَى قولهم : « ما يَعْرِف قبيلاً من دَبِير » . والقِبلةُ سُمِّيت قِبلةً لإقبال النّاس عليها في صَلاتِهِم ، وهي مُقْبِلةٌ عليهم أيضاً . ويقال : فَعَل ذلك قِبَلاً؛ أَي مُواجَهَة . وهذا من قِبَل فلان؛ أَي من عنده ، كأنَّه هو الذي أقبَلَ به عليك . والقِبال : زمام البَعيرِ والنَّعل . وقابَلْتُها : جَعَلْتُ لها قِبالَينِ؛ لأنَّ كُلَّ واحد منهما يُقْبِلُ على الآخَر . وشاةٌ مُقابَلة : قُطِعَت من أُذنها قِطعةٌ لم تَبِنْ وتُرِكَتْ مُعلَّقة من قُدُم . فإن كانت من أُخُر فهي مُدابَرة . والقابلة : الليلة المقْبلة . والعامُ القابل : المُقْبل . ولا يقال منه : فَعَلَ . والقابلة : التي تَقْبَلُ الولدَ عند الوِلادِ . والقَبُول من الرِّياح : الصَّبا ، لأنّها تُقابِل الدَّبور أو البيتَ . وقَبِلْتُ الشَّيءَ قَبولاً . والقَبَل في العين : إقبالُ السَّوادِ على المَحْجِر ، ويقال بل هو إقبالُه على الأنف . والقَبَل : النَّشَْزُ من الأرض يستقبِلُك . تقول : رأيتُ بذلك القَبَل شخصاً . والقبيل : الكفيل؛ يقال : قَبِل به قَبالةً ، وذلك أنَّه يُقْبِل على الشَّيء يَضْمنُه . وافعَلْ ذلك إلى عشر من ذي قَبَل ؛ أَي فيما يُستَأنف من الزمان . ويقال : أقبَلْنا على الإبل ، إذا استقينا على رؤوسها وهي تشرب . و ذلك هو القَبَل . وفلانٌ مُقْتَبَل الشَّباب : لم يَبِنْ فيه أثر كِبَر ولم يُولِّ شبابُه . وقال :
ليس بِعَلٍّ كبير لا شبابَ به
لكن أُثَيْلةُ صافي اللَّونِ مُقْتَبَلُ
لكن أُثَيْلةُ صافي اللَّونِ مُقْتَبَلُ
لكن أُثَيْلةُ صافي اللَّونِ مُقْتَبَلُ
والقابل : الذي يَقْبَل دَلْوَ السّانيَة . قال :
وقابلٌ يتغنَّى كلَّما قَبضتْ
على العَراقِي يداه قائماً دَفَقا
على العَراقِي يداه قائماً دَفَقا
على العَراقِي يداه قائماً دَفَقا
قال ابن دُريد : القَبَلة : خرزة شبيهة بالفَلْكَة تُعَلَّق في أعناق الخيل ، ويقال القَبَلة : شيءٌ تتّخذه السّاحرة تقبل بوجه الإنسان على الآخَر . وقبائل الرَّأس : شُعَبُه التي تَصل بينها الشُّؤون؛ وسمِّيت ذلك لإقبال كلِّ واحدة منها على الأُخرى؛ وبذلك سمِّيت قبائلُ العرب . وقَبِيل القوم : عَرِيفُهم . وسمِّي بذلك لأنَّه يُقبِل عليهم يتعرَّف أُمورَهم . قال :
أَوَ كُلَّما وَرَدَتْ عُكاظَ قبيلة
بَعثوا إليَّ قبيلَهم يتوسَّمُ
بَعثوا إليَّ قبيلَهم يتوسَّمُ
بَعثوا إليَّ قبيلَهم يتوسَّمُ
ونحن في قَبالة فلان؛ أَي عِرافته ، وما لفلان قِبلةٌ؛ أَي جهةٌ يتوجَّه إليها ويُقبِل عليها . ويقولون : القَبِيل : جماعةٌ من قبائلَ شتَّى ، والقبيلةُ : بنو أب واحد . وهذا عندنا قد قيل ، وقد يقال لبني أب واحد قبيل . قال لبيد :
وقَبِيلٌ من عُقَيل صادقٌ
فأمّا قولهم : لا قِبَلَ لي به ؛ أَي لا طاقَة ، فهو من الباب؛ أَي ليس هو كما يمكِّنني الإقبال . فأمّا قَبْلُ الذي هو خلافُ بعد ، فيمكن أن يكون شاذّاً عن الأصل الذي ذكرناه ، وقد يُتَمحَّل له بأن يقال هو مقبلٌ على الزّمان . وهو عندنا إلى الشُّذوذ أقرب .
قبن : القاف والباء والنّون . يقولون : قَبَن في الأرض : ذهب . وحمار قَبّان : دويْبّة .
قبو : القاف والباء والواو كلمةٌ صحيحة ، تدلُّ على ضمٍّ وجَمع . يقال : قَبَوْت الشَّيءَ : جمعتُه وضَممتُه . وأهلُ المدينة يسمُّون الرّفعَ في الحركات قَبْواً . وهذا حَرفٌ مقْبُوّ . ويقال : إنّ القَباء مشتقٌّ منه؛ لأنّ الإنسانَ يجمعُه على نفْسه .
قتب : القاف والتاء والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على آلة من آلات الرِّحال أو غيرها . فالقَتَب للجمل معروفٌ . ويقال للإبل تُوضَع عليها أحمالها : قَتُوبة . قال ابنُ دريد : القَتَب : قَتَب البعير ، إذا كان ممّا يحمل عليه ، فإنْ كان من آلة السّانية فهو قِتْب بكسر القاف . وأمّا الأقتابُ فهي الأمعاء ، واحدها قتب ، وتصغيرها قُتَيْبة ، وذلك على معنى التَّشبيهِ بأقتاب الرِّحال .
قتّ : القاف والتاء فيه كلمتانِ متباينتان ، إحداهما القَتُّ ، وهو نَمُّ الحديث . وجاء في الأثر : « لا يدخُلُ الجنّةَ قَتّاتٌ » ، وهو النَّمّام . والقَتُّ : نَباتٌ . والقَتُّ والتَّقتِيتُ : تطييبُ الدُّهن بالرَّياحين .
قتد : القاف والتاء والدال أصلٌ صحيحٌ ، وهو كلمتان : القَتَد : خشَبُ الرَّحْل ، وجمعه أقتادٌ وقُتود . والكلمة الأُخرى القَتاد : ضربٌ من العِضاهِ ، ليس فيه غير هذا . ويقولون : قُتائِد : مكان .
قتر : القاف والتاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تجميع وتضييق . من ذلك القُتْرة : بيت الصّائد؛ وسمِّي قُترةً لضيقِهِ وتجمُّع الصّائد فيه؛ والجمع قُتَر . والإقْتار : التَّضييق . يقال : قَتَرَ الرّجلُ على أهله يَقتُر ، وأقْتَر وقَتَّر . قال الله تعالى : ) والَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ( الفرقان : 67 . ومن الباب : القَتَر : ما يَغْشَى الوجهَ من كَرْب . قال الله تعالى : ) وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَترٌ وَلاَ ذِلَّة( يونس : 26 . والقَتَر : الغُبار . والقاتر من الرحال : الحسَنُ الوقوعِ على ظَهْر البعير . وهو من الباب؛ لأنَّه إذا وقع وُقوعاً حَسَناً ضَمَّ السَّنام . فأمّا القُتار فالأصل عندنا أنَّ صيادَ الأسدِ كان يُقتِّر في قُتْرتِه بلحم يَجِدُ الأسدُ ريحَهُ فيُقْبِل إلى الزُّبْية ، ثمَّ سمِّيت ريحُ اللَّحمِ المشويِّ كيف كان قُتاراً . قال طرَفة :
وتَنادَى القومُ في نادِيهِمُ
أقُتارٌ ذاكَ أم رِيحُ قُطُرْ
أقُتارٌ ذاكَ أم رِيحُ قُطُرْ
أقُتارٌ ذاكَ أم رِيحُ قُطُرْ
وقَتَّرت للأسد ، إذا وضعتَ له لحماً يجد قُتارَه . قال ابن السِّكِّيت : قتَر اللَّحمُ يَقْتُر : ارتفَع دخانُه ، وهو قاتر .
ومن الباب القتير ، وهو رؤوس الحَلَق في السَّردِ . والشَّيبُ يسمَّى قتيراً تشبيهاً برؤوس المسامير في البياضِ والإضاءة . وأمّا القُتْر فالجانب ، وليس من هذا لأنَّه من الإبدال ، وهو القُطْر ، وقد ذُكر .
وممّا شذَّ عن هذا الباب : ابن قِتْرة : حيّة خبيثةٌ ، إلى الصِّغر ما هُو . كذا قال الفرّاء . قال : كأنَّه إنّما سمِّي بالسَّهم الذي لا حديدة فيه ، يُقال له : قِتْرَة ، والجمع قِتْر .
قتع : القاف والتاء والعين كلمةٌ . يقال : إنّ القَتَع : دودٌ حُمرٌ يأكل الخشَب ، واحدتها قَتعَة . قال :
خُشْبٌ تَقَصَّعُ في أجوافها القَتَعُ
وحكى ابنُ دريد : قَتَعَ الرّجُل قُتُوعاً ، إذا انقمَعَ من ذُلّ .
قتل : القاف والتاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إذلال وإماتة . يقال : قَتَلَهُ قَتْلاً . والقِتْلَة : الحالُ يُقْتَلُ عليها . يقال : قَتَله قِتلةَ سَوء . والقَتْلة : المرّة الواحدة . ومَقاتِلُ الإنسان : المواضع التي إذا أُصِيبت قَتَلَه ذلك . ومن ذلك : قَتلتُ الشَّيءَ خُبراً وعِلْماً . قال الله سبحانه : ) وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً( النساء : 157 . ويقال : تقتَّلت الجاريةُ للرّجُل حتَّى عَشِقَها ، كأنَّها خَضَعَتْ له . قال :
تَقَتَّلْتِ لي حتّى إذا ما قتلتنِي
تنسَّكْتِ ، ما هذا بفعل النّواسِكِ
تنسَّكْتِ ، ما هذا بفعل النّواسِكِ
تنسَّكْتِ ، ما هذا بفعل النّواسِكِ
وأقْتَلتُ فلاناً : عرّضْته للقَتل . وقلبٌ مُقَتَّلٌ ، إذا قَتَّلَهُ العِشْق . قال امرؤ القيس :
وما ذَرَفَتْ عيناك إلاّ لتَضربِي
بسهميكِ في أعشارِ قلب مقتَّلِ
بسهميكِ في أعشارِ قلب مقتَّلِ
بسهميكِ في أعشارِ قلب مقتَّلِ
قال أهلُ اللُّغة : يقال : قتِلَ الرّجل ، فإنْ كان من عشق قيل : اقْتُتِل ، وكذلك إذا قَتَلَهُ الجِنّ . قال ذو الرُّمّة :
إذا ما امرؤٌ حاوَلْنَ أن يَقتَتِلنَه
بلا إِحنَة بين النُّفوس ولا ذَحلِ
بلا إِحنَة بين النُّفوس ولا ذَحلِ
بلا إِحنَة بين النُّفوس ولا ذَحلِ
وقُتِلت الخمرُ بالماء ، إذا مُزِجَت؛ وهذه من حَسَن الاستعارة . قال :
إنّ التي عاطَيَتني فرددتُها
قُتِلَتْ قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقتَلِ
قُتِلَتْ قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقتَلِ
قُتِلَتْ قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقتَلِ
وممّا شَذّ عن هذا الباب ويمكنُ أن يقاسَ عليه بلُطف نَظَر : القِتْل : العدوّ ، وجمعه أقتال . قال :
واغترابِي عن عامرِ بن لؤيٍّ
في بلاد كثيرةِ الأقتالِ
في بلاد كثيرةِ الأقتالِ
في بلاد كثيرةِ الأقتالِ
ووجهُ قياسِه أن يجعل القِتل هو الذي يقاتِل كالسِّبِّ الذي يُسابُّ . وليس هذا ببعيد . وقولُهم : هما قِتْلاَنِ؛ أَي مثلان ، وهو من هذا . فأمّا القَتال فيقال هي النَّفْس ، يقال : ناقةٌ ذات قَتال ، إذا كانتْ وثيقةً . وقال بعضُ أهلِ العلم : هذا إبدالٌ ، والأصل الكَتال . وهو يدلُّ على تجمُّع الجسم ، يقال : تكتَّلَ الشَّيءُ ، إذا تجمَّع . وهذا وجهٌ جَيِّد .
قتم : القاف والتاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على غُبْرَة وسَواد . وكلُّ لون يعلوه سوادٌ فهو أقْتَمُ . ويقال : القَتام الغُبار الأسود ، ومنه باز أقتمُ الرِّيش . ومكانٌ قاتِمٌ : مُغْبَرٌّ مظلمُ النَّواحي . قال رؤبة :
وقاتِم الأعماقِ خاوِي المخْترَقْ
قتن : القاف والتاء والنّون كلمة صحيحة . يقولون : القَتِين : المرأةُ القليلة الطُّعم ، وقد قَتُنَتْ قَتانةً . قال الشمّاخ :