كتاب الحاء - معجم مقاییس اللغة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

معجم مقاییس اللغة - نسخه متنی

ابن فارس، احمد بن فارس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




كتاب الحاء





حأ : الحاء والهمزة قبيلة. قال :


طلبتُ الثأْرَ في حَكَم وحاءِ


حبّ : الحاء والباء أُصول ثلاثة؛ أحدها : اللزوم والثَّبات، والآخر : الحَبّة من الشَّيء ذي الحَبّ، والثالث : وصف القِصَر.


فالأوّل الحَبّ ، معروفٌ من الحنطة والشعير. فأمّا الحِبُّ بالكسر فبُزور الرّياحين، الواحدُ حِبَّة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوم : « يخرُجون من النَّار فيَنبتُون كما تنبت الْحِبَّةُ في حَميلِ السَّيل ».


قال بعض أهل العلم : كلُّ شيء له حَبٌّ فاسم الحَبّ منه الحِبّة. فأمَّا الحِنطة والشعير فحَبٌّ لا غير.


ومن هذا الباب حَبّة القلب؛ سُوَيداؤه، ويقال : ثمرته.


ومنه الحَبَب وهو تَنَضُّد الأسنان. قال طرفة :




  • وإذا تَضْحك تُبدِي حَبَباً
    كرُضَابِ المِسْكِ بالماء الخَصِرْ



  • كرُضَابِ المِسْكِ بالماء الخَصِرْ
    كرُضَابِ المِسْكِ بالماء الخَصِرْ




وأمّا اللزوم فالحُبّ والمَحبّة، اشتقاقه من أحَبَّه إذا لزمه. والمُحبّ : البعير الذي يَحْسَِر فيلزمُ مكانَه. قال :




  • جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسّبَبْ
    فهُنَّ بعدُ كلُّهُنَّ كالمُحِبّْ



  • فهُنَّ بعدُ كلُّهُنَّ كالمُحِبّْ
    فهُنَّ بعدُ كلُّهُنَّ كالمُحِبّْ




ويقال : المحَبُّ بالفتح أيضاً. ويقال : أحبَّ البَعير إذا قام . قالوا : الإحباب في الإبل مثل الحِران في الدوابّ. قال :


ضَرْبَ بَعيرِ السَّوْء إِذْ أحَبّا 


أي وقَف. وأنشد ثعلبٌ لأعرابيَّة تقول لأبيها :




  • يا أَبَتا وَيْهاً أَبَهْ
    حَسَّنْتَ إلاّ الرَّقَبَهْ



  • حَسَّنْتَ إلاّ الرَّقَبَهْ
    حَسَّنْتَ إلاّ الرَّقَبَهْ






  • فزيِّنَنْها يا أَبَهْ (  )
    حَتَّى يجِيءَ الْخَطَبَهْ



  • حَتَّى يجِيءَ الْخَطَبَهْ
    حَتَّى يجِيءَ الْخَطَبَهْ






  • بإِبل مُحَبْحَبَهْ (  )
    بإِبل مُحَبْحَبَهْ (  )





معناه أنّها من سمنها تَقِف. وقد روي بالخاء « مُخَبخَبه »، وله معنى آخر، وقد ذكر في بابه. وأنشد أيضاً :




  • مُحِبٌّ كإِحباب السَّقيم وإنَّما
    به أسَفٌ أن لا يَرَى مَن يُساوِرُه



  • به أسَفٌ أن لا يَرَى مَن يُساوِرُه
    به أسَفٌ أن لا يَرَى مَن يُساوِرُه




وأمّا نعت القِصَر فالحَبْحاب : الرجُل القصير. ومنه قول الهُذليّ  :




  • دَلَجِي إذا ما اللَّيلُ جَــ 
    ـنَّ على المُقَرَّنَةِ  الحَباحبْ



  • ـنَّ على المُقَرَّنَةِ  الحَباحبْ
    ـنَّ على المُقَرَّنَةِ  الحَباحبْ




فالمقرّنة : الجبالُ  يدنو بعضُها من بعض، كأنّها قُرِنت. والحَباحِب : الصِّغار، وهو جمع حَبْحاب. وأظنُّ أنَّ حَبَاب الماءِ من هذا. ويجوز أن يكون من الباب الأوّل كأنّها حَبَّاتٌ. وقد قالوا : حَباب الماء : مُعْظَمه في قوله :




  • يشقُّ حَبابَ الماءِ حَيزومُها بها
    كما قَسَم التُّربَ المفَايِلُ باليَدِ



  • كما قَسَم التُّربَ المفَايِلُ باليَدِ
    كما قَسَم التُّربَ المفَايِلُ باليَدِ




والحُباحب : اسمُ رجل، مشتقٌّ من بعض ما تقدَّم ذكره. ويقال : إنّه كان لا يُنْتَفَع بناره، فنُسِبت إليه كلُّ نار لا يُنتَفع بها. قال النابغة :




  • تَقُدُّ السَّلوقيَّ المضاعَفَ نَسجُه
    ويُوقِدْن بالصُّفَّاحِ نَار الحُباحبِ



  • ويُوقِدْن بالصُّفَّاحِ نَار الحُباحبِ
    ويُوقِدْن بالصُّفَّاحِ نَار الحُباحبِ




وممّا شذَّ عن الباب الحُباب، وهو الحيَّة. قالوا : وإنّما قيل الْحُباب اسمُ شيطان لأنّ الحيّة شيطان. وأنشد :




  • تُلاعبُ مَثْنَى حَضْرميٍّ كأنّه
    تمعُّجُ شيطان بذي خِرْوَع قَفْرِ



  • تمعُّجُ شيطان بذي خِرْوَع قَفْرِ
    تمعُّجُ شيطان بذي خِرْوَع قَفْرِ




حبج : الحاء والباء والجيم ليس عندي أصلاً يعوّل عليه ولا يُفَرّع منه، وما أدري ما صحّة قولهم : حَبَجَ العَلَمُ : بَدَا، وحَبَجَت النّارُ : بَدَتْ بَغْتةً. وحَبِجَت الإبلُ؛ إذا أكَلَت العَرفَج فاشتكت بُطونَها، كلُّ ذلك قريبٌ في الضَّعف بعضُه مِن بعض. وأمّا حَبَجَ بها، فالجيم مبدلةٌ من قاف.


 حبجر  : الرباعيَّ وما زاد يكون منحوتاً،  و موضوعاً كذا وضعاً من غير نحت. فمن المنحوت : الحبجر : هو الوتر الغليظ، ويقال في غير الوتر أيضاً، والحاء فيه زائدة، وإنّما الأصل الباء والجيم والراء. وكلُّ شديد عظيم بَجْرٌ وبُجْر. وقد مَرَّ.


حبر : الحاء والباء والراء أصلٌ منقاسٌ مطّرد، وهو الأثَرُ في حُسْن وبَهاء، فالحَبَار : الأثَر. قال الشّاعر  يصف فرساً :




  • ولم يقلِّبْ أرضَها البَيْطارُ
    ولا لِحَبْليه بها حَبَارُ



  • ولا لِحَبْليه بها حَبَارُ
    ولا لِحَبْليه بها حَبَارُ




ثمّ يتشعَّب هذا فيُقال للذي يُكتَب به : حِبرٌ، وللذي يَكتُب بالحِبرِ : حِبْرٌ وحَبْرٌ، وهو العالِم، وجمعُه أحبار. والحَِبْر : الجمالُ والبَهاءُ. ويقال : ذو حَِبْر وسَِبْر. وفي الحديث : « يخرج من النّار رجلٌ قد ذَهب حَِبْرُه وسَِبْرُه ». وقال ابن أحمر :




  • لبِسْنا حِبْرَهُ حتّى اقتُضِينا
    لأعمال وآجال قُضِينا



  • لأعمال وآجال قُضِينا
    لأعمال وآجال قُضِينا




والمُحَبَّر : الشَّيء المزَيَّن. وكان يقال لطُفيل الغنويِّ : مُحبِّر؛ لأنَّه كان يُحبِّر الشعرَ ويُزيِّنُه.


وقد يجيء في غير الحُسْنِ أيضاً قياساً. فيقولون : حَبِر الرجلُ، إذا كان بجلده قروحٌ فبرِئتْ وبقيت لها آثار. والحَِبِْر  : صُفرةٌ تَعلُو الأسنانَ. وثوبٌ حَبِيرٌ من الباب الأوّل : جديدٌ حَسَن. والحَبْرَةُ : الفرح. قال الله تعالى : ) فَهُمْ فِي رَوْضَة يُحْبَرُونَ ( الروم : 15، ويقال : قِدْحٌ مُحبَّر، أُجيد بَرْيُه. وأرضٌ مِحبارٌ : سريعة النبات. والحَبِير من السحاب : الكثير الماء.


وممّا شذَّ عن الباب قولهم : ما فيه حَبَرْبَرٌ؛ أَي شيءٌ. والحُبَارَى : طائر. ويقولون : « مات فلانٌ كَمَدَ الحُبارَى » وذلك أنّها تُلقِي ريشَها مع إلقاء سائر الطيرِ ريشَه ويُبطئ نباتُ ريشها فإذا طار الطير ولم تَقْدِر هي على الطَّيران ماتت كَمَداً. قال :




  • وزَيدٌ ميِّتٌ كَمَد الحُبارَى
    إذا ظعنَت هُنَيْدةُ أو مُلِمُّ



  • إذا ظعنَت هُنَيْدةُ أو مُلِمُّ
    إذا ظعنَت هُنَيْدةُ أو مُلِمُّ




أي مقاربٌ. وقال الراعي في الحُبارى :




  • حلفتُ لهم لا يحسبون شَتِيمَتِي
    بعَيْنَيْ حُبارَى في حِبالةِ مُعْزِبِ



  • بعَيْنَيْ حُبارَى في حِبالةِ مُعْزِبِ
    بعَيْنَيْ حُبارَى في حِبالةِ مُعْزِبِ






  • رأتْ رجلاً يسعَى إلَيها فحَملَقَتْ
    إلَيه بمَأْقِي عينِها المتقلِّبِ



  • إلَيه بمَأْقِي عينِها المتقلِّبِ
    إلَيه بمَأْقِي عينِها المتقلِّبِ






  • تَنوشُ بِرِجلَيها وقَد بَلَّ رَيشَها
    رَشاشٌ كغِسْلِ الوفرةِ. . .



  • رَشاشٌ كغِسْلِ الوفرةِ. . .
    رَشاشٌ كغِسْلِ الوفرةِ. . .




المُعْزِب  : الصائد؛ لأنَّه لا يأوي إلى أهله. وحَمْلَقتْ : قَلَبت حملاقَ عينِها. والمعنى أنّ شتمكم إيّاي لا يذهب باطلاً، فأكون بمنزلةِ الحبارى التي لا حيلة عندها إذا وقعت في الحِبالة إلاّ تقليبُ عينها. وهي من أذَلّ الطير. وتنوشُ برجليها : تضربُ بهما. والغِسْل : الخِطْمي. يريد سلحَتْ على ريشها. ومثله قول الكُميت :




  • وَعِيدَ الحُبارَى من بعيد تنفَّشت
    لأزرقَ مَعْلولِ الأظافير بالخَضْبِ



  • لأزرقَ مَعْلولِ الأظافير بالخَضْبِ
    لأزرقَ مَعْلولِ الأظافير بالخَضْبِ




 حبرك  : الرباعيَّ وما زاد يكون منحوتاً،  و موضوعاً كذا وضعاً من غير نحت. أمّا الذي هو عندنا موضوعٌ وضعاً فقد يجوز أن يكون له قياسٌ خَفِيَ علينا موضعُه، فمنه : الحَبَرْكَى : الطويل الظَّهر القصير الرِّجْلين.


 حبركل  : الْحَزَنْبَلُ والحَبْرَكَل : القصير.


حبس : الحاء والباء والسين. يقال : حَبَسْتُه حَبْساً. والحَبْس : ما وُقِف. يقال : أحْبَسْتُ فرساً في سبيل الله . والحِبْسُ : مَصنعةٌ للماء، والجمع أحباس.


حبش : الحاء والباء والشين كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على التجمُّع. فالأحابيشُ : جماعات يتجمَّعون من قبائلَ شتَّى. قال ابن رَوَاحَة :




  • وجئنا إلى موج من البحر زاخر
    أحابِيشَ منهم حاسرٌ ومُقَنَّعُ



  • أحابِيشَ منهم حاسرٌ ومُقَنَّعُ
    أحابِيشَ منهم حاسرٌ ومُقَنَّعُ




حبص : الحاء والباء والصاد ليس أصلاً. ويزعمون أنّ فيه كلمةً واحدة.


ذكر ابن دريد  : حَبَصَ الفَرَسُ، إذا عدا عدْواً شديداً.


حبض : الحاء والباء والضاد أصلان : أحدهما التحرّك، والآخَرَ النقص.


فالحَبَضُ : التحرُّك، ومنه الحابض، وهو السَّهم الذي يقع بين يدي رامِيهِ، وذلك نقصانه على الغرض . ويقال : حَبَضَ ماءُ الرّكِيَّة : نَقَص.


ويقال في الثاني : أحْبَض فلانٌ بِحَقِّي إحباضاً؛ أَي أبطله. وأمَّا المحابض، وهو المَشاوِر : عيدانٌ تُشْتار بها العَسَل ، فممكن أن يكون من الأوّل. قال ابن مُقبِل :




  • كأنَّ أصواتَها من حيثُ تسمعُها
    صَوْتُ المحابض ينزِعن المَحارينا



  • صَوْتُ المحابض ينزِعن المَحارينا
    صَوْتُ المحابض ينزِعن المَحارينا




حبط : الحاء والباء والطاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على بطلان أو أَلَم. يقال : أحبط اللهُ عملَ الكافر؛ أَي أبطله.


وأمّا الألَم فالحَبَط : أن تأكل الدَّابةُ حَتَّى تُنْفَخ لذلك بطنُها. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إنّ ممّا يُنبِت الرَّبيعُ ما يقتُل حَبَطاً أو يُلِمّ ».


وسُمِّي الحارثُ الحَبَِطَ  لأنَّه كان في سفر؛ فأصابه مثلُ هذا. وهم هؤلاء الذين يُسَمَّوْن الحَبِطَاتِ من تميم.


وممّا يقرب من هذا الباب حَبِطَ الجِلدُ، إذا كانت به جراحٌ فَبَرَأت وبقيتْ بها آثارٌ.


ويقال : احْبَنْطَى، إذا انتفَخَ كالمُتَغضِّب. وهذه الكلمة قد مرَّ قياسُها في الحَبَط.


حبق : الحاء والباء والقاف ليس عندي بأصل يُؤخَذُ به ولا معنَى له. لكنّهم يقولون حبَّق متاعَه، إذا جمعه. ولا أدري كيف صحَّتُه.


حبك : الحاء والباء والكاف أصل منقاسٌ مطّرِد؛ وهو إحكام الشَّيء في امتداد واطِّراد. يقال : بعيرٌ مَحْبُوكُ القَرَى؛ أَي قويُّه. ومن الاحتباك الاحتباء، وهو شدّ الإزار؛ وهو قياس الباب.


وحُبُك السماء في قوله تعالى : ) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ( الذاريات : 7 فقال قومٌ : ذاتِ الخَلْق الحَسن المُحْكَم. وقال آخرون : الحُبُك الطرائق، الواحدة حَبِيكة. ويراد بالطّرائِق النُّجوم.


ويقال : كساءٌ مُحَبَّكٌ؛ أَي مخطَّط.


 حبكر  : الرباعيَّ وما زاد يكون منحوتاً،  و موضوعاً كذا وضعاً من غير نحت. أمّا الذي هو عندنا موضوعٌ وضعاً فقد يجوز أن يكون له قياسٌ خَفِيَ علينا موضعُه، فمنه : حَبَوْكَرٌ : الدَّاهية.


حبل : الحاء والباء واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على امتداد الشَّيء. ثمّ يحمل عليه، ومَرْجِع الفروع مرجعٌ واحد. فالحبل الرَّسَن، معروف، والجمع حِبال. والحبل : حبل العاتق. والحَبل : القطعة من الرّمل يستطيل.


والمحمول عليه الحَبْل، وهو العهد. قال الأعشى :




  • وإذا تُجَوِّزها حبالُ قبيلة
    أخذت من الأُخرى إليك حبالَها



  • أخذت من الأُخرى إليك حبالَها
    أخذت من الأُخرى إليك حبالَها




ويريد الأمانَ وعُهودَ الخَُِفارة. يريد أنّه يُخفَر من قبيلة حتّى يصل إلى قبيلة أُخرى، فتخفر هذه حتّى تبلغ. والحِبالة : حِبالة الصائد. ويقال : احتَبَلَ الصّيدَ، إذا صادَهُ بالحبالة. قال الكميت :




  • ولا تجعلوني في رجائِيَ وُدَّكُمْ
    كَراج على بيض الأنوق احتبالَها



  • كَراج على بيض الأنوق احتبالَها
    كَراج على بيض الأنوق احتبالَها




لا تجعلوني كَمنْ رجا مَن لا يكون؛ لأنّ الرخَمَة لا يُوصَل إليها، فمَنْ رجا أن يَصِيدَها على بيضها فقد رجا مالاً يكون.


وأمّا قول لبيد :




  • ولقد أغْدُو وما يُعْدِمُني
    صاحبٌ غَيْرُ طويلِ المُحْتَبَلْ



  • صاحبٌ غَيْرُ طويلِ المُحْتَبَلْ
    صاحبٌ غَيْرُ طويلِ المُحْتَبَلْ




فإنّه يريد بمحتَبَلِهِ أرساغَه، لأنّ الحبلَ يكون فيها إذا شُكِلَ.


ويقال للواقف مكانَه لا يفرّ : « حَبِيلُ بَرَاح »، كأنّه محبولٌ؛ أَي قد شُدّ بالحِبال. وزعم ناسٌ أنّ الأسدَ يقال له : حَبِيلُ بَرَاح.


ومن المشتقّ من هذا الأصل الحِبْل ـ بكسر الحاء ـ : وهي الداهية. قال :




  • فلا تَعْجَلِي يا عَزَّ أن تتفهَّمِي
    بنُصْح أتَى الواشونَ أم بِحُبولِ



  • بنُصْح أتَى الواشونَ أم بِحُبولِ
    بنُصْح أتَى الواشونَ أم بِحُبولِ




ووجْهُهُ عندي أنّ الإنسان إذا دُهِي فكأنّه قد حُبِل؛ أَي وقع في الحِبالة كالصَّيد الذي يُحبَل. وليس هذا ببعيد.


ومن الباب الحَبَل، وهو الحَمْل، وذلك أنّ الأيَّام تَمْتَدُّ به. وأمّا الكَرْم فيقال له : حَبْلة وحَبَلَة، وهو من الباب، لأنَّه في نباتِهِ كالأرشية. وأمّا الجُبْلَة فثمر العِضاه. وقال سعد بن أبي وقّاص : « كنّا نَغْزُو مع النبيِّ (صلى الله عليه وآله) وما لنا طعامٌ إلاّ الحُبْلَة وورق السَّمُر ». وفيما أحسب أنّ الحُبْلَة، وهي حَلْي يُجعَل في القلائد، من هذا، ولعلَّه مشبَّه بثمرِهِ. قال :




  • وَيزِينها في النَّحر حَلْيٌ واضِحٌ
    وقلائدٌ من حُبْلَة وسُلوسِ



  • وقلائدٌ من حُبْلَة وسُلوسِ
    وقلائدٌ من حُبْلَة وسُلوسِ




 حبلق  : الرباعيَّ وما زاد يكون منحوتاً،  و موضوعاً كذا وضعاً من غير نحت. أمّا الذي هو عندنا موضوعٌ وضعاً فقد يجوز أن يكون له قياسٌ خَفِيَ علينا موضعُه، فمنه : الحَبَلَّقُ : جماعة الغنَم.


حبن : الحاء والباء والنون أصلٌ واحدٌ، فيه كلمتان محمولةٌ إحداهما على الأُخرى. فالحِبْن كالدُّمَّل في الجسَد، ويقال : بل الرّجُل الأحْبَن الذي به السَِّقْي . والكلمة الأُخْرى أمُّ حُبَيْن، وهي دابّة قدرُ كفِّ الإنسان.


حبو : الحاء والباء والحرف المعتلّ أصلٌ واحد، وهو القُرْب والدنُوّ؛ وكلّ دان حاب : وبه سُمِّي حَبِيُّ السَّحاب، لدنُوِّه من الأُفق. ومن الباب حبَوْتُ الرّجلَ، إذا أعطيتَه حُبْوة وحِبْوة، والاسم الحِباء. وهذا لا يكون إلاّ للتألُّف والتقريب. ومنه احتَبَى الرّجُل، إذا جَمَعَ ظَهْرَه وساقَيه بثوب، وهي الحِبوة والحُبْوة أيضاً، لغتانِ. والحابي : السهم الذي يزحَفُ إلى الهَدَف. والعرب تقول: حبَوْت للخَمْسِينَ، إذا دنوتَ لها. وذكر الأصمعيُّّ كلمةً لعلّها تبعد في الظاهر من هذا الأصل قليلاً، وليست في التحقيق بعيدة قال : فلان يَحْبُو ما حَوْلَه؛ أَي يحميه ويَمنعُه. قال ابنُ أحمر :




  • وراحَتِ الشَّوْلُ ولم يَحْبُها
    فَحْلٌ ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِرّْ



  • فَحْلٌ ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِرّْ
    فَحْلٌ ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِرّْ




ويقال : وهو القياس المطَّرِد، إنّ الحِبَى مقصور مكسور الحاء : خاصّةُ المَلِك، وجمعه أحْبَاء. وقال بعضهم : بل الواحد حَبَأٌ مهموز مقصور. وسمّي بذلك لقُربه ودُنُوِّه. فلم يُخْلِفْ من الباب شيءٌ. والله أعلم.


حتأ : الحاء والتاء والهمزة كلمةٌ واحدةٌ ليست أصلاً، وأظنُّها من باب الإبدال وأنّها مبدلة من كاف. يقولون أَحْتَأْتُ الثَّوبَ إحتاءً، إذا فَتَلْتَه ، ظنّاً أنّه من الإبدال  فمن أحكَأْت العُقدة. وقد مضى تفسير ذلك. ويقول...


حتّ : الحاء والتاء أصلٌ واحد، وهو تساقُطُ الشَّيء، كالورق ونحوِه ويُحمل عليه ما يقارِبُه. فالحتُّ حتُّ الوَرَقِ من الغصن. وتحاتَّت الشجرة. ويقال : حَتّهُ مئةَ سوْط؛ أَي عجَّلَها له، كأنّ ذلك من حَتِّ الورق، وهو قريبٌ. ويقال : فَرَسٌ حَتٌّ؛ أَي ذَريعٌ يَحُتُّ العَدْوَ حَتّاً، والجمع أَحْتَاتٌ. قال :




  • على حتِّ البُرَايةِ زَمْخَرِيِّ الــ 
    ـسَّواعِدِ ظَلَّ في شَرْي طُِوالِ



  • ـسَّواعِدِ ظَلَّ في شَرْي طُِوالِ
    ـسَّواعِدِ ظَلَّ في شَرْي طُِوالِ




وحُتاتُ : اسمُ رجل من هذا.


حتد : الحاء والتاء والدال أصلٌ واحد، وهو استِقرار الشَّيءِ وثباتُهُ. فالحَتْد : المُقَام بالمَكَان. حَتَد يَحْتِد. ومنه المَحْتِدُ، وهو الأصل؛ يقال : هو في مَحتِدِ صِدق. والحُتُد : العين لا ينقطع ماؤُها، وهو قياس الباب.


حتر : الحاء والتاء والراء أصلانِ : أحدهما إطافةُ الشَّيء بالشيء واستدارةٌ مِنه حَوْلَه، والثاني تقليلُ شيء وتزهيدُه.


فالأوّل الحَتَارُ : ما استدار بالعَين من باطن الجَفْن، وجمعه حُتُرٌ. وحَتَار الظُّفْر : ما أحاط به. ومن الباب الحَتَار، وهو هُدْب الشِّقّة وكِفَّتها، والجمع حُتُر. قال أبو زيد الكلابيُّ : الحُتُر ما يُوصَل بأسفل الخِباء إذا ارتفع عن الأرض وقَلَصَ ليكونَ سِتْراً. ويقال : حَتَرْتُ البيتَ. وقال بعض أهل اللغة : الحَتر تحديق العين عند النظر إلى الشَّيء . وقال : حَتِرَ يَحْتِرُ حَتْراً؛ وهو قياس الباب. ومن الباب احْتَرْتُ العُقْدَةَ؛ إذا أحكمتَ عقْدَها، وهو من الأوّل؛ لأنّ العَقْد لا يكون إلاّ وقد دار شيءٌ على شيء.


والأصل الثاني : احترتُ القَومَ ولِلقومِ، إذا فَوَّتَّ عليهم طعامَهم. قال الشنفري :




  • وأُمَُِّ عِيال قد شهدْتُ تقُوتُهم
    إذ أطعَمَتْهم أحْتَرَتْ وأقلّتِ



  • إذ أطعَمَتْهم أحْتَرَتْ وأقلّتِ
    إذ أطعَمَتْهم أحْتَرَتْ وأقلّتِ




ويقال : الحُتْرَة الوَكِيرة . يقال : حَتِّرْ لنا، وليس ببعيد؛ لأنَّ الوَكيرة أقلُّ الولائم والدّعوات. ويقولون : إنّ الحَتْرَة رضْعَة . ويقولون : ما حَتَرْتُ اليومَ شيئاً أي ما ذُقْت. قال الشّاعر :




  • أنتمُ السّادة الغُيوث إذا البا
    زِلُ لم يُمْسِ سَقْبُها محتُورا



  • زِلُ لم يُمْسِ سَقْبُها محتُورا
    زِلُ لم يُمْسِ سَقْبُها محتُورا




يقول : لم يكن لها لبنٌ كثير، ولا لها لبنٌ قليل ترضعُه سَقْبَها.


 حترش  : الرباعيَّ وما زاد يكون منحوتاً،  و موضوعاً كذا وضعاً من غير نحت. فمن المنحوت : تَحَتْرَشَ القومُ : حَشَدوا، والتاء فيه زائدة، وإنّما الأصل الحرش والتحريش، وقد مرَّ. وفيه أيضاً أن يكون من حَتَر، وأصله حَتَار الخَيمة وما أطاف بها من أذيالها، فكذلك هؤلاء تجمَّعُوا وأطافَ بعضُهم ببعض، فقد صارت الكلمة إذاً من باب النحت.


حتف : الحاء والتاء والفاء كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاس عليها؛ وذلك أنّه لا يُبنى منها فِعل، وهو الحَتْف، وجمعه حُتُوف، وهو الهلاك.


حتك : الحاء والتاء والكاف يدلُّ على مقاربة وصِغَر؛ فالحَتْك : أن يقارب الْخَطْو ويُسْرِع رَفْع الرِّجل ووضْعَها، وهو صحيح من الكلام معروفٌ. ويُبْنَى منه الحَتَكان، وهو غير الحَيَكان. والحواتِكُ : صغارُ النّعامِ. والحَوْتَكُ : القَصيرُ.


حتل : الحاء والتاء واللام ليس هو عندي أصلاً، وما أحُقُّ أيضاً ما حكَوْه فيه، وهو يدلُّ علَى القِلَّة والصِّغَر. يقولون : الحَوْتَل الغلام حين يُرَاهِق . ويقولون لِفراخ القطا حَوْتَل. وهذا عندي تصحيفٌ، إنّما هو حَوْتك بالكاف، وقد ذُكِر. ويقال : حَتَلَ له : أعطاه. وليس بشيء.


حتم : الحاء والتاء والميم، ليس عندي أصلاً، وأكثر ظنِّي أنّه أيضاً من باب إبدال التاء من الكاف، إلاّ أنّ الذي فيه من إحكام الشَّيء. يقال : حتم عليه، وأصله على ما ذكرناه حَكَم، وقد مضى تفسيره.


والحاتم : الذي يقضي الشَّيء. فأمّا تسميتُهم الغُرَابَ حاتِماً فمن هذا؛ لأنّهم يزعمون أنّه يَحتِم بالفراق. وهو كالحُكْم منه. قال :




  • ولقد غَدَوْتُ وكنتُ لا
    أغْدُو على وَاق وحاتِمْ



  • أغْدُو على وَاق وحاتِمْ
    أغْدُو على وَاق وحاتِمْ




وفي الباب كلمةٌ أُخرى ويقرب أيضاً من باب الإبدال. ويقولون : الحُتَامة : ما بقي من الطَّعام على المائدة ـ وهذا عندي من باب الطاء ـ لأنَّه شيءٌ يتَحتَّم  أي يتَفتَّت ويتَكسَّر. وقد مرَّ تفسيرُه.


حتن : الحاء والتاء والنون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تساوي الأشياء. فالحَِتن : القِرْن؛ يقال : هما حَِتْنان أي سِيَّان. وتَحَاتَنُوا، إذا تساوَوْا. ويقال : وقعت النَّبْلُ في الهدَف حَتْنَى ـ على فَعْلَى ـ إذا تقاربَتْ مواقِعُها. وكلّ شيء لا يخالف بعضُه بعضاً فهو مُحتَتِنٌ.


حتو : الحاء والتاء والحرف المعتلّ بعده أصلٌ واحدٌ، يدلُّ على شدَّة. فالحَتْو : العَدْوُ الشديد، يقال : حتا يحتو حَتْواً. والحَتْو : كَفُّكَ هُدْبَ الكِساء، تقول : حَتَوْتُه. فأمّا الحَتِيُّ فيقال : إنّه سَويق المُقْلِ، وهو شاذ. وقد يجوز أن يُقْتَاسَ  له بابٌ فيه بعض الخُشونة. قال الهذليّ  :




  • لا دَرَّ درِّيَ إِنْ أطعمْتُ نازلَكُم
    قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البرُّ مكنُوزُ



  • قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البرُّ مكنُوزُ
    قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البرُّ مكنُوزُ




حثّ : الحاء والثاء أصلان : أحدهما الحضُّ على الشَّيء، والآخر يَبيسٌ مِن يبيس الشَّيء.


فالأوّل قولهم : حَثَثْتُه على  الشَّيء أحُثّه. ومنه الحَثِيث؛ يقال : ولَّى حَثِيثاً؛ أَي مسرِعاً. قال سَلامة :




  • ولَّى حثيثاً وهذا الشيبُ يطلُبه
    لو كان يدركه ركضُ اليعاقِيبِ



  • لو كان يدركه ركضُ اليعاقِيبِ
    لو كان يدركه ركضُ اليعاقِيبِ




ومنه الحَثْحثَة، وهو اضطرابُ البرق في السَّحاب.


وأمّا الآخر فالحُثُّ وهو الحطام اليَبِيس، ويقال : الحُثّ الرّمل اليابس الخَشِن. قال :


حتّى يُرَى في يابِس الثّرْياء حُثّْ


حثر : الحاء والثاء والراء أصلٌ واحد، يدلُّ على تَحَبُّب في الشَّيءِ وغِلَظ. ويقال : حَثِرَتْ عَيْنُ الرجل حَثَراً، إذا غَلُظَتْ أجفانُها مِن بكاء  أو رَمد. وحَثِرَ العَسل، إذا تحبَّبَ. والحَوْثَرَة : بعضُ أعضاءِ الرَّجُل . وليس من قياس الباب. والحَواثِرُ : قومٌ من عبد القَيس. وحُثارةُ التَّبْنِ : حُطامُه.


 حثرم  : الرباعيَّ وما زاد يكون منحوتاً،  و موضوعاً كذا وضعاً من غير نحت. فمن المنحوت : الحِثْرِمَة : هي الدائرة التي تحت الأنْف وَسَطَ الشفةِ العُلْيا. وهذه منحوتةٌ من حَثَم وثرم. فحثم من الجمع؛ وثَرَم من أن ينثرم الشَّيء.


حثل : الحاء والثاء واللام أصلٌ واحد يدلُّ على سُوء وحَقَارة. فحُثالة البُرِّ : ردِيُّه. وحُثالة الدُّهن وما أشبهه : ثُفْلُهُ. والمُحْثَل : السيِّئ الغِذاء. قال متمم :




  • وأرْمَلة تمشِي بأشْعَثَ مُحْثَل
    كفَرخ الحُبارَى رأسُه قد تَصَوَّعا



  • كفَرخ الحُبارَى رأسُه قد تَصَوَّعا
    كفَرخ الحُبارَى رأسُه قد تَصَوَّعا




شبَّهه بفرخ الحُبارَى لأنَّه قبيحُ المنظر منَتَّفُ الرِّيش.


حثم : الحاء والثاء والميم يدلُّ على شدّة. فالحَثْمَة : الأكَمَة، وبها سمِّيت المرأة « حَثْمة ». وقال بعضُ أهل اللُّغة : حثَمتُ الشَّيْءَ حثْماً : دلكتُه .


 حثوى : الحاء والثاء والحرف المعتلّ يدلّ على دَرْو الشَّيءِ الخَفيف السبيح . من ذلك الحَثَا، وهو دُقاق التِّبْن. قال :




  • وأغبَرَ مَسْحولِ التُّرَابِ تَرَى له
    حَثّاً طردَتْه الرِّيح من كل مَطْرَد



  • حَثّاً طردَتْه الرِّيح من كل مَطْرَد
    حَثّاً طردَتْه الرِّيح من كل مَطْرَد




وقال الراجز :


كأنّه غِرارَةٌ مَلاَْى حَثَا 


ويقال : حَثَا التُّرابَ يَحْثُوه. قال :




  • الحُصْنُ أدْنَى لو تريدِينَه
    من حَثْوِكِ التُّربَ على الراكبِ



  • من حَثْوِكِ التُّربَ على الراكبِ
    من حَثْوِكِ التُّربَ على الراكبِ




ويقال : حَثَى يَحْثِي حَثْياً. وهو أفصح. قال :


أحْثِي على دَيْسَمَ مِن جَعْدِ الثَّرى


ويقال : أرضٌ حَثْواء : كثيرة التُّراب.


حجب : الحاء والجيم والباء أصل واحد، وهو المنع. يقال : حجبته عن كذا؛ أَي منَعتُه. وحِجابُ الجَوْف : ما يَحْجُبُ بين الفُؤَاد وسائر الجَوْف. والحاجبان العظمان فوق العينين بالشّعَْر واللّحم. وهذا على التشبيه، كأنّهما تحجبان شيئاً يصل إلى العينين. وكذلك حاجبُ الشّمس، إنّما هو مشبَّه بحاجب الإنسان. وكذلك الحَجَبة : رأس الوَرِك، تشبيهٌ أيضاً لإشرافِهِ.


حجّ : الحاء والجيم أُصولٌ أربعة. فالأوّل : القصد، وكل قَصْد حجٌّ. قال :




  • وأشهَدَُ مِن عَوْف حُلولاً كثيرةً
    يَحُجُّون سِبّ الزِّبرِقانِ المزَعْفَرا



  • يَحُجُّون سِبّ الزِّبرِقانِ المزَعْفَرا
    يَحُجُّون سِبّ الزِّبرِقانِ المزَعْفَرا




ثمّ اختُصَّ بهذا الاسمِ القصدُ إلى البيت الحرام للنُّسُْك. والحَجِيج : الحاجّ. قال :




  • ذكرتُكِ والحجيجُ لهم ضجيجٌ
    بمكّةَ والقلوبُ لها وجيب



  • بمكّةَ والقلوبُ لها وجيب
    بمكّةَ والقلوبُ لها وجيب




ويقال لهم : الحُِجُّ أيضاً. قال :


حُِجٌّ بأسفَلِ ذي المجاز نزولُ


وفي أمثالهم : « لَجَّ فَحَجَّ ». ومن أمثالهم : « الحاجَّ أسْمَعْتَ »، وذلك إذا أفشَى السرّ. أي إِنَّك إذا أسْمَعْت الحُجّاج فقد أسمعتَ الخلق.


ومن الباب المحَجَّة، وهي جَادَّة الطريق. قال :




  • ألاَّ بَلِّغا عَنِّي حُرَيثاً رِسالةً
    فإنّك عن قَصد المَحَجَّة أنكَبُ



  • فإنّك عن قَصد المَحَجَّة أنكَبُ
    فإنّك عن قَصد المَحَجَّة أنكَبُ




وممكن أن يكون الحُجَّة مشتقّةً من هذا؛ لأنّها تُقْصَد، أو بها يُقْصَد الحقُّ المطلوب. يقال : حاججت فلاناً فحجَجْته أي غلبتُه بالحجّة، وذلك الظفّرُ يكون عند الخصومة، والجمع حُجَج. والمصدر الحِجَاج.


ومن الباب حَجَجْت الشَّجَّة، وذلك إذا سَبَرْتَها بالمِيل، لأنّك قصدت معرفةَ قَدْرِها. قال :


يَحُجُّ مأمُومَةً في قعرها لَجَفٌ


ويقال : بل هو أن يصبّ على دَم الشَّجَّة السَّمن، فيظهرَ فيُؤخَذَ بقُطْنة. قال أبو ذؤيب :




  • وصُبَّ عليها المِسْكُ حتّى كأنّها
    أسِيٌّ على أُمِّ الدِّماغ حَجِيجُ



  • أسِيٌّ على أُمِّ الدِّماغ حَجِيجُ
    أسِيٌّ على أُمِّ الدِّماغ حَجِيجُ




والأصل الآخر : الحِجَّة وهي السّنَة. وقد يمكن أن يُجمع هذا إلى الأصل الأوّل؛ لأنّ الحجّ في السنة لا يكون إلاّ مرَّةً واحدة، فكأنَّ العام سُمِّي بما فيه من الحَجّ حِجّة. قال :




  • يَرْضُن صِعابَ الدُّرِّ في كلّ حِجَّة
    ولو لم تكن أعناقُهن عَواطلا



  • ولو لم تكن أعناقُهن عَواطلا
    ولو لم تكن أعناقُهن عَواطلا




قال قوم : أراد السّنَة؛ وقال قوم : الحِجَّة هاهنا : شَحْمة الأُذُن. ويقال : بل الحِجَّة الخَرزَة أو اللؤلؤة تعلَّق في الأُذُن. وفي القولين نظرٌ.


والأصل الثالث : الحِجَاجُ، وهو العظْم المستدير حَولَ العَين. يقال للعظيمِ الحِجَاجِ أحَجُّ، وجمع الحِجَاج أحِجَّة.


وزعم أبو عمرو أنّه يقال للمكان المتكاهف  من الصَّخرة : حجاج.


والأصل الرابع : الحَجْحَجة النُّكوص. يقال : حَمَلوا علينا ثمَّ حَجْحَجُوا. والمُحَجْحِج : العاجز. قال :


ضَرْباً طَِلَخْفاً ليس بالمحَجْحِج


ويقال : أنا لا أُحَجْحِجُ في كذا؛ أَي لا أشكّ. يقولون : لا تذهبَنَّ بك حَجْحجةٌ ولا لَجْلجة. وَرَجُلٌ حَجْحجٌ  : فَسْلٌ.


حجر : الحاء والجيم والراء أصلٌ واحد مطَّرد، وهو المنْع والإحاطة على الشَّيء. فالحَجْر حَجْجرُ الإنسانِ، وقد تكسر حاؤه. ويقال : حَجَر الحاكمُ على السَّفيه حَجْراً؛ وذلك منْعُه إيَّاه من التصرُّف في ماله. والعَقْل يسمَّى حِجْراً لأنَّه يمنع من إتيانِ ما لا ينبغي، كما سُمِّي عَقْلاً تشبيهاً بالعِقال. قال الله تعالى : ) هَلْ فِي ذ لِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْر) الفجر : 5. وحَجْرٌ : قَصبَةُ اليَمامة.


والحَجَر معروف، وأحسَِب أنَّ البابَ كلَّه محمولٌ عليه ومأخوذ منه، لشدَّته وصلابته. وقياسُ الجمْع في أدنى العدد أحجار، والحجارة أيضاً له قياس، كما يقال : جمل وجِمالة، وهو قليل. والحِجْر : الفرس الأُنثى؛ وهي تصانُ ويُضَنُّ بها. والحاجرُ : ما يُمْسك الماءَ من مكان منْهَبِط، وجمعه حُجْرانٌ . وحَجْرة القوم : ناحية دارهم وهي حِماهُم. والحُجْرة من الأبنية معروفة. وحَجَّر القَمَرُ، إذا صارت حولَه دارةٌ.


وممّا يشتقُّ من هذا قولهم : حَجَّرْتُ عينَ البعير، إذا وسمْتَ حولَها بمِيسم مستدير. ومَحْجِر العَين : ما يدور بها، وهو الذي يظهر من النِّقاب. والحِجْر : حطِيم مَكَّة، هو المُدَار بالبيت. والحِجْر : القرابة. والقياس فيها قياس الباب؛ لأنّها ذِمامٌ وذِمارٌ يُحمَى ويُحفَظ. قال :




  • يُرِيدُونَ أن يُقْصُوهُ عَنِّي وإنّه
    لَذُو حَسَب دان إليَّ وذو حِجْرِ



  • لَذُو حَسَب دان إليَّ وذو حِجْرِ
    لَذُو حَسَب دان إليَّ وذو حِجْرِ




والحِجْر : الحرام. وكان الرجل يَلقَى الرجلَ يخافُه في الأشُهرِ الحُرُم، فيقول : حِجْراً؛ أَي حراماً؛ ومعناه حرامٌ عليك أن تنالَني بمكروه، فإذا كان يومُ القيامة رأَى المشركون ملائكة العذاب فيقولون : ) حِجْراً مَحْجُوراً ( الفرقان : 22 فظنُّوا أنّ ذلك ينفعهم في الآخرة كما كان ينفعُهم في الدُّنيا. ومن ذلك قول القائل :




  • حَتّى دَعَوْنا بأرحام لهم سَلَفَتْ
    وقال قائلُهم إنِّي بحاجُورِ



  • وقال قائلُهم إنِّي بحاجُورِ
    وقال قائلُهم إنِّي بحاجُورِ




والمحاجر : الحدائق، واحدها مَحْجِر. قال لبيد :


تُرْوِي المَحَاجِرَ بازلٌ عُلْكومُ


حجز : الحاء والجيم والزاء أصلٌ واحدٌ مطَّرد القياس، وهو الحَوْلُ بين الشيئين. وذلك قولهم : حَجَزْتُ بين الرجلين وذلك أن يُمنَع كلُّ واحد منهما مِن صاحبه. والعرب تقول : « حَجَازَيْك » على وزن حَنانَيْك؛ أَي احْجُِزْ بينَ القوم وإنّما سمِّيت الحجازُ حجازاً لأنّها حَجَزَت بين نجد والسَّراة. وحُجْرَة الإزار : مَعْقِده. وحُجْزة السراويل : موضع التِّكَّة. وهذا على التَّشبيه والتمثيل، كأنّه حجز بين الأعلى والأسفل. ويقال : « كانت بينَ القوم رِمِّيَّا ثمّ صارت إلى حِجِّيزَي »؛ أَي ترامَوْا ثمّ تحاجَزُوا. فأمّا قول القائل :




  • رِقاقُ النِّعال طيِّبٌ حُجُزَاتُهُمْ
    يُحَيَّوْنَ بالرّيحانِ يومَ السباسبِ



  • يُحَيَّوْنَ بالرّيحانِ يومَ السباسبِ
    يُحَيَّوْنَ بالرّيحانِ يومَ السباسبِ




وهي جمع حُجْزة، كنايةٌ عن الفُروج؛ أَي إنّهم أَعِفّاء.


حجف : الحاء والجيم والفاء كلمةٌ واحدةٌ لا قياس، وهي الحَجَفَة، وهي الترس الصَّغيرُ يُطارَق بين جِلْدين وتُجعَل منهما حَجَفة. والجَمْع حَجَفٌ. قال :




  • أيمنَعُنا القومُ ماءَ الفرات
    وفينا السُّيوفُ وفينا الحَجَفْ



  • وفينا السُّيوفُ وفينا الحَجَفْ
    وفينا السُّيوفُ وفينا الحَجَفْ




حجل : الحاء والجيم واللام ليس يتقارَبُ الكلامُ فيه إلاّ من جهة واحدة فيها ضعف، يقال على طريقة الاحتمال والإمكان إنّه شيءٌ يطيف بشيء. فالحِجْلُ : الخَلْخالُ، وهو مُطِيفٌ بالسَّاقِ، والحَجَلةُ : حَجَلةُ العَرُوسِ. ومرَّ فلانٌ يَحْجُِلُ في مِشْيتِه؛ أَي يَتَبَخْتَرُ. وهو قياسُ ما ذكرناه، كأنّه يدُور على نفْسه. وتَحجِيلُ الفَرَسِ : بَياضٌ يُطيفُ بِأرساغِه. والحَوْجَلَةُ : القارورَةُ. قال الراجز  :




  • كأنَّ عينَيْهِ من الغُؤُورِ
    قَلْتَانِ في صَفْحِ صَفاً منْقُورِ



  • قَلْتَانِ في صَفْحِ صَفاً منْقُورِ
    قَلْتَانِ في صَفْحِ صَفاً منْقُورِ






  • أذاكَ أم جَوْجَلَتَا قَارُورِ
    أذاكَ أم جَوْجَلَتَا قَارُورِ





وقال علقمة :


كأَنَّ أعيُنَها فيها الحواجيلُ


وممّا شذّ عن الباب الحَجَلُ، هذا الطائر. ومن الباب قول الأصمعيّ : حَجَّلَت العَينُ : غارَت.


حجم : الحاء والجيم والميم أصلٌ واحد، وهو ضربٌ من المنْع والصَّدْف . يقال : أحجَمْتُ عن الشَّيء، إذا نكَصْتَ عنه. وحُجِمَ البعيرُ، إذا شُدَّ فمُه بأدَم ولِيف.


وممّا شذَّ عن الباب الحَوْجَمَة : الوردة الحمراء، والجمع حَوْجَم. والحَجْم : فِعل الحاجم.

/ 228