كتاب الصاد
صأ : الصاد والهمزة كلمة واحدة. يقال : صأصأ الجَرْوُ ، إذا حرَّك عينَيه ليفتحَهما. وفي حديث بعض التابعين : : « فقَّحْنا وصأصأتم ». ويقال : صأصأت النَّخْلة ، إذا لم تقبل اللَّقاح.
صبّ : الصاد والباء أصلٌ واحدٌ ، وهو إراقة الشَّيء ، وإليه ترجع فروعُ البابِ كلِّه.
من ذلك صَببت الماءَ أصبُّه صَبّاً. ويُحمَل على ذلك فيقال لِمَا انحدَرَ من الأرض صَبَبٌ ، وجمعه أصبابٌ ، كأنّه شيءٌ منصبٌّ في انحداره. وفي الحديث : « أنَّه كان (صلى الله عليه وآله) إذا مشى فكأنَّما يمشي في صَبَب ». وقال الرّاجز :
بل بَلَد ذي صُعُد وأصبابْ
والصُّبَّة : القِطعةُ من الخيل ، كأنَّها تنصبُّ في الإغارَةِ انصباباً ، والقِطعةُ من الغَنَم أيضاً صُبَّة ، لذلك المعنى. ويقال للحيَّات الأساودِ : الصُّبُّ ، وذلك أنَّها إذا أرادت النكْزَ انصبَّتْ على الملدوغ انصباباً. فأمّا الصَّبيب فيقال إنّه ماءُ ورق السِّمسِم ، ويقال : بل هو عُصارة الحِنّاء. وقال الشّاعر ، وهو يدلُّ على صحّة القول الأوّل :
فأوردتُها ماءً كأنَّ جِمامَه
من الأَجْنِ حِنّاءٌ مَعاً وصَبيبُ
من الأَجْنِ حِنّاءٌ مَعاً وصَبيبُ
من الأَجْنِ حِنّاءٌ مَعاً وصَبيبُ
وقال قومٌ : الصَّبيب : الدمَّ الخالص ، والعُصفُر المُخْلَص. والصُّبَابة : البقيَّة من الماء في الإناء. والصَّبَابة مِن صَبّ إليه. ورجلٌ صَبٌّ ، إذا غَلبَه الهوى ، وهو من انصباب القَلْب. ويقال : تصبَّبَ الحرُّ : اشتدَّ ، كأَنَّه شيء صُبَّ على الأرض صبّاً. وتصبصب الشَّيء : ذَهَب ومُحِقَ ، كأنّه صُبَّ صبّاً. ويقال : تصابَبْتُ الإناء ، إذا شربتَ صُبَابَتَه. وكذلك تصابَبتُ الشَّيء ، إذا نِلتَه قليلاً. قال الشَّماخ :
لَقَومٌ تَصَابَبْتُ المعيشة بعدَهم
أحبُّ إليَّ من عِفاء تَغَيَّرا
أحبُّ إليَّ من عِفاء تَغَيَّرا
أحبُّ إليَّ من عِفاء تَغَيَّرا
صبح : الصاد والباء والحاء أصلٌ واحدٌ مطّرد. وهو لونٌ من الألوان قالوا أصله الحُمْرة. قالوا : وسمِّيَ الصُّبْحُ صُبْحاً لحُمْرَته ، كما سمِّيَ المِصْباح مِصباحاً لحُمْرَته. قالوا : ولذلك يقال وجهٌ صَبيحٌ. والصَّباح : نُورُ النَّهار. وهذا هو الأصل ثمّ يُفَرَّع. فقالوا لِشُرْب الغَداة الصَّبوح ، وقد اصطَبَحَ ، وتلك هي الجاشِرِيَّة. قال :
إذا ما اصطبحنا الجاشريّة لم نُبَلْ
أميراً وإن كان الأميرُ من الأزْدِ
أميراً وإن كان الأميرُ من الأزْدِ
أميراً وإن كان الأميرُ من الأزْدِ
ويقال : « أكذَبُ من الأخيذ الصَّبْحَان » ، يعنون الأسير المصطَبِح ، وأصله أنّ قوماً أسرُوا رجلاً فسألوه عن حَيِّه فكَذَبَهُمْ وأومَأَ إلى شُقَّة بعيدة ، فطعنوه فسَبَقَ اللّبَنُ الذي كان اصطبحه الدّمَ ، فقالوا : « أكذَبُ من الأخيذ الصَّبْحَان ». والمِصباح : الناقة تَبْرُك في معرَّسِها فلا تَنْبَعِثْ حتى تُصْبِح. والتَّصَبُّح : النَّوْم بالغداة. ويوم الصَّباح : يوم الغَارة. قال الأعشى :
به تَرْعُفُ الألفَ إذا أُرْسِلَتْ
غَداةَ الصَّبَاحِ إذا النَّقْعُ ثارا
غَداةَ الصَّبَاحِ إذا النَّقْعُ ثارا
غَداةَ الصَّبَاحِ إذا النَّقْعُ ثارا
ويقال : أتيتُه أصبوحةَ كلِّ يوم ، ولقيتُه ذا صَبوح. والمصابيح : الأقداح التي يُصطَبَح بها. ويقال : أتانا لصُبْح خامسة وصِبْحِ خامسة.
ومن الكلمة الأُولى : الصَّبَح : شدّةُ حمرة في الشعَر؛ يقال : أسدٌ أصبَحُ.
صبر : الصاد والباء والراء أُصول ثلاثة : الأوّل الحبْس ، والثاني أعالي الشَّيء ، والثالث جنسٌ من الحجارة.
فالأوّل : الصَّبْر ، وهو الحَبْس. يقال : صبَرْتُ نفسي على ذلك الأمر؛ أَي حبَسْتُها. قال :
فصَبَرْتُ عارفةً لذلك حُرّةً
ترسُو إذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ
ترسُو إذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ
ترسُو إذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ
والمصبورة المحبوسة على الموت. ونهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قتل شيء من الدوابّ صَبْراً.
ومن الباب : الصَّبير ، هو الكَفِيل ، وإنَّما سمِّي بذلك لأنَّه يُصبَرُ على الغُرم. يقال : صَبَرت نفسي به أَصبِرُ صَبْراً ، إذا كَفَلْتَ به ، فأنا به صَبير. وصَبَرتُ الإنسانَ ، إذا حَلَّفْته بالله جَهْدَ القَسَم.
وأمّا الثاني فقالوا : صُبْر كلِّ شيء : أعلاه. قالوا : وأصبارُ الإناء : نواحيه ، والواحد صُبْر. وقال :
فملأتها عَلَقاً إلى أصبارِها
وأمَّا الأصل الثالث فالصُّبرة من الحجارة : ما اشتدَّ وغلُظ ، والجمع صِبَارٌ. وفي كتاب ابن دريد : « الصُّبَارة : قطعةٌ من حديد أو حجر » في قول الأعشى :
مَن مُبلِغٌ عَمراً بأنّ المرءَ لَم يُخلَق صُبَارَه
قال ابن دريد : وروَى البغداديّون : «صَبارَهْ» وما أدري ما أرادوا بهذا. قلنا : والذي أراده البغداديّون ما رُوي أنّ الصِّبَار : ما اشتدّ وغلُظ. وهو في قول الأعشى :
قُبَيلَ الصُّبح أصواتُ الصِّبَارِ
فالذي أراده البغداديّون هذا ، وتكون الهاء داخلةً عليه للجمع.
قال أبو عُبيد : الصُّبْرُ : الأرض التي فيها حصباءُ وليست بغليظة ، ومنه قيل للحرّة : أُمُّ صَبَّار.
وممّا حُمِل على هذا قول العرب : وقَعَ القومُ في أُمُّ صَبُّور ، إذا وقعوا في أمر عظيم.
صبع : الصاد والباء والعين أصل واحد ، ثمّ يستعار. فالأصل إصبع الإنسان ، واحدةُ أصابعه. قالوا : هي مؤنّثة. وقالوا : قد يذكَّر. وروي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : « هل أنت إلاّ إصبعٌ دميتِ ، وفي سبيل الله ما لقيتِ ». هكذا على التأنيث. ويقال : صَبَع فلان بفلان ، إذا أشار نحوه بإصبعه ، مُغْتاباً له.
والإصبع : الأثر الحسَن ، وهذا مستعارٌ. ومثلٌ يقال : لفلان في ما له إِصبَع؛ أَي أثَرٌ جميل. ويقال للرَّاعي الحسنِ الرِّعْيَة للإبل ، الجميلِ الأثر فيها : إنّ له عليها إصبعاً. قال الرّاعي يَصِفُ راعياً :
ضعيف العَصَا بادِي العُروق ترى له
عليها إذا ما أجدَبَ النَّاسُ إصبعا
عليها إذا ما أجدَبَ النَّاسُ إصبعا
عليها إذا ما أجدَبَ النَّاسُ إصبعا
والصَّبْع : إراقتُك ما في الإناء من بين إِصبعَيك.
صبغ : الصاد والباء والغين ، أصلٌ واحد ، وهو تلوين الشَّيء بلون ما. تقول : صبغته أصبغه . ويُقال للرُّطَبة : قد صَبَّغَتْ. فأمّا قولُه تعالى : ) صِبْغَة الله( البقرة : 138 فقال قوم : هي فِطرتُه لخلْقِه. وقال آخرون : كلُّ ما تُقُرِّب به إلى الله تعالى صِبغة. والأصبغ : الفرس في طرف ذَنَبِه بياض. وذلك دون الأشعل ، والأوّل مشبَّه بالشيء يُصبَغ طرَفُه.
صبى : الصاد والباء والحرف المعتلّ ثلاثة أُصول صحيحة : الأوّل يدلُّ على صغر السّنّ ، والثاني ريحٌ من الرياح ، والثالث الإمالة .
فالأوّل واحد الصِّبْيَة والصِّبيان. ورأيته في صباه؛ أَي صغره. والمُصْبي : الكثيرُ الصِّبيان. والصَّباء ، ممدود الصِّبا ، ويمدُّ مع الفتح . أنشد أبو عمرو :
أصبحتُ لا يَحمِل بعضي بعضاً
كأنّما كان صَبَائي قَرْضا
كأنّما كان صَبَائي قَرْضا
كأنّما كان صَبَائي قَرْضا
ومن الباب : صبا إلى الشَّيء يصبُو ، إذا مال قلبُه إليه. والاشتقاق واحد ، والاسم الصَّبْوة. وقال العجَّاج في الصِّبا :
وإنّما يأتي الصِّبا الصَّبيُّ
والثاني : ريح الصَّبَا ، وهيَ التي تستقبل القبلة. يقال : صبَتْ تصبُو.
الثالث : قول العرب : صَابيْتُ الرُّمح .
فأمّا المهموز فهو يدلُّ على خروج وبروز. يقال : صبأ من دين إلى دين؛ أَي خرج. وهو قولهم : صبأ نابُ البعير ، إذا طلع. والخارجُ من دين إلى دين صابئ والجمع صابئون وصُبَّاءٌ.
صتّ : الصاد والتاء أصلٌ يدلُّ على نِزاع وخصومة وافتراق ، يقال للجَلَبَة الصَّتِيت. وما زلتُ أُصَاتُّ فلاناً؛ أَي أُخاصمِهُ. والصَّتُّ ، فيما يقال : الصَّدْم. والصَّتيت : الفِرْقَة. ويقولون إنّ الصَّت الصَّدُّ.
صتع : الصاد والتاء والعين كلمتان : إحداهما مُختلفٌ في تأويلها ، والأُخرَى تردُّدٌ في الشَّيء.
قال ابن دريد : « الصَّتَع ، أصل بناء الصُّنْتع ». ثمّ اختلف قولُه وقولُ الخليل : الصَّتَع : الشَّابّ الغليظ. وأنشد :
وما وِصال الصَّتَع القُمدِّ
وقال ابن دريد : الصُّنْتع الظَّليم الصّغير الرأس.
والكلمة الأُخرَى : التَّصَتُّع : التردّد في الأمر مجيئاً وذَهاباً.
صتم : الصاد والتاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تمام وقوّة. قال ابن دريد : الصَّيْتَمة : الصَّخَرة. قال : وأعطيتُه ألفاً صَتْماً. وأمّا الصَّتَم فالشَّاب القويُّ الخَلْق.
صحب : الصاد والحاء والباء أصلٌ واحد يدلُّ على مقارَنة شيء ومقاربته. من ذلك الصَّاحب والجمع الصَّحْب ، كما يقال راكب ورَكْبٌ. ومن الباب : أصحب فلانٌ ، إذا انقاد. وأصْحَبَ الرّجُل ، إذا بلغ ابنُه. وكلُّ شيء لاءم شيئاً فقد استصحبه. ويقال للأديم إذا تُرِك عليه شَعَرُه مُصْحَبٌ. ويقال : أصحب الماءُ ، إذا علاه الطُّحْلَب.
صحّ : الصاد والحاء أصل يدلُّ على البَراءة من المرض والعَيب ، وعلى الاستواء. من ذلك الصِّحَّة : ذَهاب السُّقْم ، والبراءةُ من كلِّ عَيب. والصَّحِيح والصَّحَاح بمعنىً. والمُصِحُّ : الذي أهلُه وإبلُه صِحَاحٌ وأصِحَّاء. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لا يُورِدَنَّ ذو عاهة على مُصِحّ »؛ أَي الذي إبلُه صِحاحٌ. والصَّحْصح والصَّحصَحانُ والصَّحصَاحُ : المكان المستوِي.
صحر : الصاد والحاء والراء أصلان : أحدهما البَرَاز من الأرض ، والآخر لونٌ من الألوان.
فالأوّل الصحراء : الفضاء من الأرض. ويقال : أصحر القَومُ ، إذا بَرَزوا. ومن الباب قولُهم : لقيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ ، إذا لم يكن بينك وبينه سِتْر. والصُّحْرة : الصَّحراء في قول أبي ذؤيب :
سَبيٌّ مِن يَرَاعَتِهِ نفاه
أتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ
أتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ
أتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ
والأصل الآخر : الصُّحْرة ، وهو لونٌ أبيضُ مُشْرَبٌ حمرةً. وأتانٌ صحراءُ : في لونها صُحْرة ، وهي كُهبةٌ في بياض وسواد. ويقال : اصحارَّ النّبتُ ، إذا هَاج؛ وذلك أنّ لونَه يتغيَّر ويختلِط.
صحف : الصاد والحاء والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انبساط في شيء وسَعَة. يقال : إنّ الصَّحِيفَ : وجهُ الأرض. والصَّحِيفة : بَشرَةُ وجهِ الرجلِ. قال البَعِيث :
وكلُّ كُلَيْبّي صحيفةُ وجَهِهِ
أذَل لأقدامِ الرِّجال مِن النَّعلِ
أذَل لأقدامِ الرِّجال مِن النَّعلِ
أذَل لأقدامِ الرِّجال مِن النَّعلِ
ومن الباب : الصَّحيفة ، وهي التي يُكتَب فيها ، والجمع صحائفُ ، والصُّحفُ أيضاً ، كأنَّه جمع صحيف. قال :
لمّا رأَوْا غُدوَةً جَبَاهَهُمُ
حنّتْ إلينا الأرحام والصُّحُفُ
حنّتْ إلينا الأرحام والصُّحُفُ
حنّتْ إلينا الأرحام والصُّحُفُ
والصَّحْفَة : القَصعة المُسْلنطِحَة. وقال الشّيبانيّ : الصِّحاف مَناقِعُ صغارٌ تُتَّخَذ للماء ، الجمع صُحُف.
صحل : الصاد والحاء واللام كلمة ، وهي بَحَحٌ في الصَّوت. يقال للأبحِّ الأصحل ، والمصدر الصَّحَل ، وهو صَحِلٌ ، قال الأعشى :
صَحِل الصّوت أبَحّ
صحم : الصاد والحاء والميم أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على لون. فالأصْحَم : الأغبر إلى السَّواد. وبلدةٌ صَحْماءُ : مغْبَرَّة. وأصحامَّت البَقْلة : اخضارَّت. وإنَّما قيل لها ذاك لأنّها إذا رَوِيت فكأنّها سوداء. ولذلك يقال : إِدْهامَّتْ.
صحن : الصاد والحاء والنون أُصَيلٌ يدلُّ على اتّساع في شيء. من ذلك الصَّحْن : وَسْط الدَّار. ويقولون : جَوْبَة تنجاب في الحَرَّة. وبذلك شُبِّه العُسُّ العظيم فقيل له صَحْن.
وممّا شَذَّ عن الباب قولهم : صَحَنْتُ بينَ القوم ، إذا أصلحتَ بينهم. وربَّما قالوا صحنتُه شيئاً ، إذا أعطيتَه. ويقولون : صَحَنَه صَحَنات؛ أَي ضَرَبَه ضَرَبات. وناقةٌ صَحُونٌ؛ أَي رَمُوح.
صحو : الصاد والحاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انكشاف شيء. من ذلك الصَّحْو : خِلاف السُّكْر. يقال : صحا يصحو السَّكْرانُ فهو صاح. ومن الباب : أصْحَت السَّماءُ فهي مُصْحِيَة. وروي عن أبي حاتم قال : العامّة تظنُّ أنّ الصَّحو لا يكون إلاّ ذهابَ الغَيم؛ وليس كذلك ، إنَّما الصحو ذَهاب البَرْدِ ، وتفرُّقُ الغَيم.
وممّا شذَّ عن هذا الأصل المِصحاةُ ، كالجام يُشرَب فيه.
صخب : الصاد والخاء والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على صوت عال. من ذلك الصَّخَب : الصَّوْت والجَلَبة. وقال بعضُهم : رجلٌ صَخْبانٌ : كثير الصّخْب. وماءٌ صَخِبُ الآذِيِّ : إذا كان له صوت.
صخّ : الصاد والخاء أصلٌ يدلُّ على صوت من الأصوات. من ذلك الصَّاخَّة. يقال : إنَّها الصَّيحةُ تُصِمُّ الآذان. ويقال : ضَرَبْت الصخرةَ بحجر فسمعتُ لها صَخّاً . ويقال : صَخَّ الغُرَابُ بمنقارِهِ في دَبَرة البَعير ، إذا طَعَن.
صخد : الصاد والخاء والدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شدّة في حَرٍّ وغيره. فالصَّيْخَد : شدّة الحَرّ. ويقال الصَّيخَد : عين الشَّمس. واصطَخَدَ الْحِرْباءُ : تَصَلَّى بحرِّ الشَّمس. ويومٌ صَخَدان ، على فَعَلان : شديد الحَرّ. ويقال : صَخَد النهار يَصْخَد من شدّة الحرّ ، وصَخِد يَصْخَد . والصَّخْرة الصَّيخود : الشّديدة.
وممّا يقارِب هذا في باب الشدِّدّة قولهم : صَخَد الصُّرَد ، إذا صاح صِياحاً شديداً. وكذلك صَخَد الرّجُل.
صخر : الصاد والخاء والراء كلمةٌ صحيحة ، وهي الصَّخْرة : الحَجَرةُ العظيمة. ويقال : صَخْرَةٌ وصَخَرَة.
صخم : الصاد والخاء والميم كلمة. يقال للمنتصب مُصْطَخِم.
صخى : الصاد والخاء والياء كلمة ، يقال : صخِيَ الثَّوبُ يَصْخَى؛ وهو وسَخٌ ودَرَن ، فهو صَخ. والاسم الصَّخَى.
صدح : الصاد والدال والحاء أُصَيلٌ يدلُّ على صوت. يقال : صدح الدِّيك والغُراب. وكان اللِّحيانيّ يقول : إنّه لَصَيْدَحٌ؛ أَي مرتفع الصَّوت. ويقولون ـ وليس هو من هذا القياس ـ : إنّ الصُّدْحَة خَرَزة يُؤَخَّذ بها. ويقال : الصَّدَح : الإكام . والله أعلم.
صدّ : الصاد والدال معظمُ بابِه يَؤُول إلى إعراض وعُدول. ويجيء بعد ذلك كلماتٌ تَشِذّ. الصَّدُّ : الإعراض. يقال : صَدَّ يصُدُّ ، وهو مَيلٌ إلى أحد الجانبين. ثمّ تقول : صدَدْتُ فلاناً عن الأمر ، إذا عَدَلْتَه عنه. والصُّـَدَّانِ : جانِبا الوادي ، الواحد صَُدٌّ ، وهو القياس؛ لأنَّ الجانبَ مائلٌ لا محالة. ويقولون : إنّ الصَّدَدَ ما استَقْبَلَ . يقال : هذه الدّارُ على صَدَدِ هذه. ويقولون : الصَّدد : القُرب. والصُّدَّاد : الطَّريق إلى الماء. والصُّـَدُّ : الجبَل. وهذه الكلماتُ التي ذكرتُها فليست عندي أصلاً؛ لبُعدها عن القياس ، وإنْ صحَّتْ فهي محمولةٌ على الأصل.
وممّا هو صحيحٌ وليس من هذا الباب ، قولهم : صَدَّ يَصِدُّ ، وذلك إذا ضَجَّ. وقرأ قومٌ : ) إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( الزخرف : 57 ، قالوا : يَضِجُّون. والصَّديد : الدّمُ المختلِط بالقَيح ، يقال منه أصَدَّ الجُرْح.
صدر : الصاد والدال والراء أصلان صحيحان ، أحدُهما يدلُّ على خلاف الوِرْد ، والآخَر صَدْر الإنسان وغيره.
فالأوّل قولُهم : صَدَرَ عن الماء ، وصَدَر عن البِلاد ، إذا كان وَرَدَها ثمّ شَخَص عنها.
وقال الأحْمَر : يقال : صَدَرت عن البِلاد صَدَراً ، وهو الاسم ، فإن أردْتَ المصدر جزمت الدّال. وأنشد :
وليلة قد جَعَلْتُ الصُّبح موعدَها
صَدْرَ المطيَّة حتَّى تعرِفَ السَّدَفا
صَدْرَ المطيَّة حتَّى تعرِفَ السَّدَفا
صَدْرَ المطيَّة حتَّى تعرِفَ السَّدَفا
صَدْر المطية مصدر.
وأمَّا الآخر فالصَّدر للإِنسان ، والجمع صُدور ، قال الله تعالى : ) وَلـكِنْ تَعْمى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ( الحج : 46. ثمّ يشتقُّ منه. فالصِّدَار : ثوبٌ يغطِّي الرَّأس والصَّدْر. والصِّدَار : سِمَةٌ على صدر البعير. والتَّصدير : حبل يُصدَّر به البعير لئلاَّ يُرَدَّ حِمْلُه إلى خَلْفه. والمُصَّدر : الأسَد ، سُمِّي بذلك لقوّة صَدْرِه. والمصدور : الذي يشتكي صَدْرَه.
صدع : الصاد والدال والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انفراج في الشَّيء. يقال : صَدَعْتُه فانصدَعَ وتصدَّع. وصَدَعتُ الفلاةَ : قطعتُها. ودليلٌ هاد مِصدَع. والصَّدْع : النّبات؛ لأنَّه يَصدَع الأرض ، في قوله تعالى : ) وَالاَْرْضَ ذَاتِ الصَّدْع( الطارق : 12.
ومن الباب : صَدَع بالحقِّ ، إذا تكلَّمَ به جهاراً. قال سبحانَه لنبيِّه (عليه السلام) : ) فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ( الحجر : 94. ويقال : تصدَّع القَوْمُ : إذا تفرّقُوا. والصِّدْعَة من الإبل : قِطعةٌ كالسِّتِّين ونحوِها ، كأنَّها انصدعت عن العَسكَر العظيم.
وممّا شذَّ عن الباب : الصَّدَع : الفَتِيُّ من الأوعال.
صدغ : الصاد والدال والغين أصلان ، أحدهما عضوٌ من الأعضاء ، والآخَر يدلُّ على ضَعْف.