المصادر - آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


المصادر

ـ عبد الرحمن منيف ، مدن الملح، الأخدود، بيروت، 1988.

ـ إميل حبيبي، سداسية الأيام الستة: الوقائع الغربية في اختفاء سعيد أبي النحس المتسائل، وقصص أخرى، بيروت، 1980.

Joseph Conrad, Nostromo, London. 1904.

Raymond Williams, The Long Revolution, London. 1961.

ما تبقى لكم...

ذاكرة ليست للنسيان

لا ينكر غسان كنفاني تأثير فولكنر عليه في قصته "ما تبقّى لكم"، وكما يلاحظ فاروق وادي، فقد اعترف غسان كنفاني بذلك في آخر حديث إذاعي له، نشر في مجلة الهدف بعد رحيله.

وفي موقع آخر ذكر إنَّه تصوّر فولكنر يصافحه مهنئاً بعد أن أتمَّ القصة المذكورة.

لكنَّ الفنان الحقّ يمتلك القدرة على تطويع مصدر التأثير ليناسب موهبته الفنيّة، وفي النهاية يخرج بمنظور جديد يتمتّع بأصالة تشٌّق طريقها عبر المصدر الأصلي مبتعدة بذلك عن التقليد والمحاكاة، محتفظة بالإيحاء الذي يولِّد في الفنان المعجب بغيره طاقة توجه هذا الفنان الوجهة التي تنسجم مع موهبته الفردية وسياق منظوره الفني الذي لابدَّ أن يكون مختلفاً عن المصدر الذي يتأثّر به. فكل عمل أصيل ينأى بطبيعته عن التكرار.

من المعروف أنَّ فولكنر اجتزأ عنوان قصّته "الصخب والغضب" من مسرحية شكسبير الخالدة مكبث، وهي عبارة قالها مكبث في أواخر أيّامه وهو يشرف على النهاية معلّلاً النفس وهي على وشك الهلاك بالحكمة البالغة، مستشفاً خبايا الكون وأسراره من خلال تجربة الطموح والألم المضني الذي يولِّده الصراع مع الشر والوقوف على الخط الفاصل بين المجد المهلك والصحوة المتأخرة التي لا يمكن أن تفضي إلى الخلاص. ومن ثمَّ تلك هي المأساة.

يقول مكبث وهو يودّع الدنيا وقد تجرّع كأس الطموح الزائف حتى الثمالة:"إنَّ الحياة حكاية مليئة بالصخب والغضب ولا مغزى لها" يتأثّر فولكنر بالجزء الأخير الذي ربما يصعب ترجمته وهو (Signifying nothing)، وتكاد تكون هذه العبارة تكوّن المرتكز الأساسي لقصة فولكنر. إذ أنَّ منظور الرواية الشمولية هو العبثية. وفعلاً يفرّغ فولكنر حياة شخصياته من أي معنى ويجعلها تعيش حياة عبث خارجة عن أبعاد الزمان والمكان التي تربطنا عادة بمعنى الحياة، من الناحية التقليدية على الأقل.

عند أول قراءة لقصة كنفاني ربّما يتبادر للذهن أنَّ كنفاني قدّم قراءة لعبارة مكبث تختلف في جوهرها عن القراءة التي قدّمها لنا فولكنر. فبينما نرى فولكنر فسّر العبارة على أنها عبثية الحياة، وهذا ما تشير إليه كلمة اللاشيء

(Nothing)، وانطلق إلى بثّ روح العبثية في قصّته من أولها إلى آخرها، رأى كنفاني أنَّ اللاشيء يعني بالضرورة المغزى اللغوي المألوف في اللغة نتيجة التطابق الحرفي بين (Signifier - signified)، وأنَّ المغزى إن وجد أصلاً فهو يتعدّى المعاني المعروفة (Knowable)، وهو أوسع من دال لغوي ومدلول قاموسي فحسب. وفي جميع الأحوال، حتى اللاشيء يمثل وجوداً

(being)، وليس كما أعتقد فولكنر أنَّ لا وجود لأي وجود.

ويحضرنا هنا عبارة كيتس في قصيدته المشهورة عن مخاوفه بعنوان "عندما تمتلكني المخاوف أنَّه يمكن أن ينتهي أجلي"، إذ يقول في آخرها: "عندما يغرق الحب في اللاشيء". ويجمع النقّاد على أنَّ القصيدة ليست تعبيراً مباشراً وحرفياً عن خوفه الفعلي من أن يفقد حب عشيقته فاني براون، بل إنَّ اللاشيء هنا تشير كما يعتقد النقّاد المحدثون إلى التحرّر من قيد الزمن الذي يكبّل حبّه ومن البعث الجديد لهذا الحب في فضاء اللا زمن.

/ 137