نثر الدر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نثر الدر - نسخه متنی

ابو سعد منصور بن الحسین الآیی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تحجر عليه. فحجر عليهما جميعاً.
قال بعضهم: جالسني رجل فغبر لا يكلمني
ساعةً، ثم قال: هل جلست قط على رأس تنور
فخريت فيه آمناً مطمئناً? قال: قلت: لا. قال:
فإنك لم تعرف شيئاً من النعيم قط.
وقال هشام بن عبد الملك ذات يوم لأصحابه:
أي شيء ألذ? فقال له الأبرش بن حسان: أصابك
جرب قط فحككته? قال: مالك? أجرب الله جلدك،
ولا فرج عنك، وكان آنساً به.
دخل كردم الدارع أرض قوم يذرعها، فلما
انتهى إلى زنقة منها لم يحسن أن يذرعها.
فقال: هذه ليست لكم. قالوا: هي لنا ميراث،
وما نازعنا فيها أحد قط. قال: لا، والله ما
هي لكم. قالوا: فحصّل لنا حساب ما لا نشك
فيه. فقال: عشرون في عشرين عشرون. قالوا: من
أجل هذا الحساب صارت الزنقة ليست لنا.
وقال قاسم النمار: التوى مني عرق حين قعدت
منها مقعد الرجل من الغلام.
مات رجل من جند أهل الشام عظيم القدر،
فحضر جنازته الحجاج، فصلّى عليه وجلس على
شفير قبره وقال: لينزل قبره بعض إخوانه،
فنزل أحدهم فقال وهو يسوّي عليه: يرحمك
الله أبا قنان، إن كنت - ما علمت - لتجيد
الغناء، وتسرع رد الكأس، لقد وقعت في موضع
سوء لا تخرج - والله - منه إلى يوم الدكة.
فما تمالك الحجاج أن ضحك فاكثر وكان لا
يكثر الضحك في جد ولا هزل. فقال له: هذا
موضع هذا لا أم لك? قال: أصلح الله الأمير،
فرسه حبيس في سبيل الله لو سمعته يتغنّى:
يا لُببني أوقدي النارا
لانتشر الأمير على سعنة - وكان الميت يلقب
سعنة، وكان من أوحش الخلق صورةً وأدّمهم -
فلم يبق أحد إلا استفرغ ضحكاً. وقال
الحجاج: أخرجوه، إنا لله! يا أهل الشام، ما
أبين حجة أهل العراق في جهلكم!.
خرج رجل من المغفلين فرأى في زرعه فساداً
فقال: يا رب أنت تنهى عن الفحشاء، فهذا حسن
هو? قال بعضهم: رأيت رجلاً محموماً مصدعاً،
وهو يأكل التمر، ويتكرّهه. فقلت له: ويحك!
لم تأكل هذا في حالك هذه? هذا يقتلك. فقال:
عندنا شاة تُرضع، وليس لها نوىً، فأنا آكل
هذا التمر مع كراهيتي له؛ لأطعمها النوى.
قال: فقلت: فأطعمها التمر بالنوى. قال: أو
يجوز هذا? قلت: نعم. قال: قد - والله - فرّجت
عني، لا إله إلا الله، ما أحسن العلم!.
أخرج صبي رأسه من منظرة، فوقعت عليه بردة
فأوجعته، فشتم من رمى، فاطّلع أبوه من
الكوة لينظر من رمى فلما رأى البردة رفع
رأسه إلى السماء وقال: ارم سيدي ما عرفك
الصبي.
الباب الثالث والعشرون
نوادر ابن الجصاص
كان ابن الجصاص يتّجر في الجواهر، وكانت
له ثروة عظيمة، ومحلّ عند الخلفاء.
ونُكب في أيام المقتدر، فبلغت مصادرته
التي أداها ثمانية آلاف ألف دينار، وكان
مغفّلاً.
وهو الذي كانت في فمه درة وأراد أن يبصق،
فبصق على الخليفة ورمى بالدرة في دجلة،
وهو يظن أنه قد ناول الخليفة الدرة وبصق في
الماء.
وعرض على بعض الخلفاء عقداً مثمّناً فقال:
هل رأيت في عرس أمك مثله? وكان إذا قنت يقول
في دعائه: يا أويس القرني، يا كعب الأحبار
بحقّ محمد وجرجيس إلا وسعت أمتك على
الدقيق.
وكان يقول أيضاً في دعائه: اللهم اغفر لي
من ذنوبي ما تعلم وما لا تعلم.
ودخل يوماً على ابن الفرات فقال: يا سيدي،
عندنا في الجزيرة كلاب لا يتركونا ننام من
الصياح والقتال. قال: أحسبهم جراءً. قال: لا
تظن ذلك أيها الوزير، كل كلب مثلي ومثلك.
ونظر يوماً في المرآة فقال: اللهم سوّد
وجوهنا يوم تسودّ الوجوه، وبيّضها يوم
تبيض الوجوه.
وقال بعضهم: اطلعت عليه وهو يقرأ في
المصحف ويبكي وينتحب ويشهق، فقلت له: مالك?
قال: أكلت اليوم مع الجواري المخيض بالبصل
فآذاني، فلما رأيته في المصحف "ويسألونك
عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في
المحيض" قلت: ما أعظم قدرة الله! قد بيّن كل
شيء حتى أكل اللبن مع الجواري.
وأراد مرة أن يدنو من بعض جواريه فمنعته
وتشاجت عليه، فقال: قد - والله - أغضبتني،
أُعطى الله عهداً إن قربتك سنة، ولا قربك
أحد بسببي.
وقرأ مرةً في المصحف، فجعل يقول: رخيص،
فقيل له في ذلك. فقال: ويحك! أما ترى تفضّل
الله جلّ وعزّ، يقول: "ذرهم يأكلوا
ويتمتعوا" أما هذا رخيص? وعزّاه إنسان عن
ميّت له وقال: لا تجزع واصبر. فقال: نحن قوم
لم نتعوّد الموت.
وقال يوماً: أنا أشتهي بغلة مثل بغلة
النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسميها دلدل.
وقال يوماً: قد خريت على يدي، لو غسلتها
ألف مرة لم تتنظف حتى أغسلها مرتين.
ونظر في المرآة ثم قال لإنسان عنده: ترى
لحيتي قد طالت? فقال له ذلك الحاضر: المرآة
في يدك. فقال: صدقت، ولكن يرى الشاهد ما لا
يرى الغائب.

/ 584