(أنَّى يُحيي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مُوتِها فأمَاتَهُ اللهُ مائةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ) (2).يضاف إلى ذلك أنَّ نفوس الظالمين تأبى إقامة العدل وإحقاق الحق لما
اقترفته أيديهم الآثمة من الظلم والجور والمنكرات ، والرجعة تنطوي على
أمرٍ يحقق العدالة الاِلهية في أرض الواقع بانتصاف الظالم من المظلوم
وإدالة أهل الحق من أهل الباطل ، ولهذه العلة أبت نفوس المكابرين من
أهل الجاهلية الاعتقاد بالمعاد والنشور رغم أنّهم عاينوا المعجزات
وضربت لهم الاَمثال الواضحة وأقيمت لهم الدلائل البينة والبراهين
الساطعة ، لاَنّ قبول هذا الاعتقاد يعني الانصياع للحق والعدل بالوقوف
أمام المحكمة الاِلهية الكبرى ( يَومَ تَشْهَدُ عَلَيهِم ألسِنَتُهُم وأيديهِم وَأرجُلُهُم
بِما كانُوا يَعمَلُونَ ) (3).
أدلة الرجعة :
أورد الحر العاملي في الباب الثاني من كتابه (الايقاظ من الهجعة
بالبرهان على الرجعة) اثني عشر دليلاً على صحة الاعتقاد بالرجعة ،
وأهم ما استدل به الاِمامية على ذلك هو الاَحاديث الكثيرة المتواترة عن
النبي والاَئمة عليهم السلام المروية في الكتب المعتمدة ، وإجماع الطائفة المحقة
على ثبوت الرجعة حتى أصبحت من ضروريات مذهب الاِمامية عند
جميع العلماء المعروفين والمصنفين المشهورين ، كما استدلوا أيضاً
____________
(1) سورة آل عمران 3 : 49 .(2) عقائد الاِمامية ، للشيخ المظفر : 111 ـ 112 . والآية من سورة البقرة 2 : 259 .(3) سورة النور 24 : 24 .