إحياء قتيل بني إسرائيل :
روى المفسرون أنَّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قريباً له غنياً ليرثهوأخفى قتله له ، فرغب اليهود في معرفة قاتله ، فأمرهم الله تعالى أن
يذبحوا بقرة ويضربوا بعض القتيل ببعض البقرة ، ليحيا ويخبر عن قاتله ،
وبعد جدال ونزاع قاموا بذبح البقرة ، ثم ضربوا بعض القتيل بها ، فقام حياً
وأوداجه تشخب دماً وأخبر عن قاتله ، قال تعالى ( فَقُلنا اضرِبُوهُ بِبَعضِهَا
كَذلِكَ يُحيي اللهُ الموتى ويُريكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ ) (1).
إحياء الطيور لاِبراهيم عليه السلام بإذن الله :
ذكر المفسرون أنّ إبراهيم عليه السلام رأى جيفة تمزّقها السباع ، فيأكل منهاسباع البرّ وسباع البحر ، فسأل الله سبحانه قائلاً « يا ربِّ ، قد علمت أنّك
تجمعها في بطون السباع والطير ودواب البحر ، فأرني كيف تحييها لاُعاين
ذلك » ؟ قال سبحانه : ( وإذ قالَ إبراهيمُ ربِّ أرِني كيفَ تُحيي المَوتى قالَ أوَلَمْ
تُؤمِنْ قالَ بلى ولكِن لِيطمئنَ قَلبي قَالَ فَخُذ أربعةً مِنَ الطيرِ فَصُرهُنَّ إليكَ ثُمَّ
اجعل على كُلِّ جَبلٍ مِنهُنَّ جُزءاً ثُمَّ ادعهُنَّ يأتِينَكَ سعياً واعلم أنَّ اللهَ عزيزٌ
حَكيمٌ) (2) .فأخذ طيوراً مختلفة الاَجناس ، قيل : إنّها الطاووس والديك والحمام
والغراب ، فقطعها وخلط ريشها بدمها ، ثم فرقها على عشرة جبال ، ثم
أخذ بمناقيرها ودعاها باسمه سبحانه فأتته سعياً ، فكانت تجتمع ويأتلف
____________
(1) سورة البقرة 2 : 73 . وراجع قصص الاَنبياء، للثعلبي : 204 ـ 207 المكتبة الثقافية ـ بيروت.(2) سورة البقرة 2 : 260 .