يفرّق بين معنى التناسخ وبين المعاد الجسماني ، والرجعة من نوع المعاد
الجسماني ، فإنّ معنى التناسخ هو انتقال النفس من بدن إلى بدن آخر
منفصل عن الاَول ، وليس كذلك معنى المعاد الجسماني ، فإنَّ معناه
رجوع نفس البدن الاَول بمشخصاته النفسية ، فكذلك الرجعة .وإذا كانت الرجعة تناسخاً ، فإنَّ إحياء الموتى على يد عيسى عليه السلام كان
تناسخاً ، وإذا كانت الرجعة تناسخاً كان البعث والمعاد الجسماني
تناسخاً(1).وبعد هذا ليس لمتطفّل على العلم أن يقول : وفكرة الرجعة شبيهة مع
فارق كبير إلى الفكرة التناسخية التي جاء بها فيثاغورس... (2).
الشبهة الخامسة :
ظهور اليهودية في التشيع بالقول بالرجعة .يقول أحمد أمين في كتابه (فجر الاِسلام) : فاليهودية ظهرت فيالتشيع بالقول بالرجعة ! وقد أجاب أعلام الطائفة بما يفنّد مدّعاه الذي لا
يقوله ذو مِسكه إذا أراد الانصاف .يقول الشيخ المظفر : فأنا أقول على مدّعاه : فاليهودية أيضاً ظهرت في
القرآن بالرجعة ، كما تقدم ذكر القرآن لها في الآيات المتقدمة (3)، ونزيده
فنقول : والحقيقة أنه لا بدَّ أن تظهر اليهودية والنصرانية في كثير من
____________
(1) عقائد الاِمامية ، للمظفر : 110 . والالهيات 2 : 809 . والملل والنحل 6 : 364 .(2) الشيعة والتصحيح ، موسى الموسوي : 142 ـ 143 .(3) ذكرنا الآيات التي آشار إليها في مقدمة البحث ، وهي تدل على وقوع الرجعة في الاُمم
السابقة، وقد صرّح القرآن الكريم بذكرها بما لا يقبل التأويل .