فتح مكةوقد كان في صلح الحديبية أن خزاعة دخلت في حلف (محمد)، وبني بكر دخلت في حلف قريش. فعدت بنو بكر وقريش على خزاعة بالحرب العدواني. فجاء مستصرخ خزاعة إلى (محمد) فتوجه في سنة ثمان بجيشه إلى مكة في عشرة آلاف بعدة كاملة. ولما خافت منه قريش وأحلافها وضعفوا عن مقاومته لم تحمله سوء أفعاله على الانتقام منهم. بل دخل مكة بأرأف دخول وأكرم معاملة. فكأنه ساق إلى قريش جيش العفو وامتنان الرحمة وكرم الأخلاق.
حرب هوازن
حرب هوازنولما سمعت هوازن بفتح مكة جمعت جموعها لحرب (محمد). فقصدهم وحاربهم وغنم أموالهم وذراريهم. فوفد رجالهم عليه بعد أن أسلموا في هزيمتهم طوعا. فاسترحموه، فخيرهم بين رد السبي ورد الأموال. فاختاروا رد السبي، فاسترضى المسلمين في ذلك فأجابوه، فرد السبي وكان نحو ستة آلاف ما بين امرأة وطفل. وقد كانت ثقيف من جملة المنهزمين من جيش هوازن فرجعوا إلى الطائف وتحصنوا بحصونهم لحرب (محمد) فوجه إليهم بعض جيشه.
حرب مؤتة . وحرب تبوك
حرب مؤتة . وحرب تبوكوأما بعثه الجيش إلى الشام حيث حاربوا حيش الروم والعرب والرومانيين في (البلقا) شرقي بحيرة لوط. ومسيره بجيشه إلى تبوك فكان الداعي لذلك أن هؤلاء تظاهروا بالعداوة للاسلام و (محمد) واستخفوا بحرمته وقتلوا رسله الذين أرسل معهم كتبه لدعوة التوحيد. مع أن العادة المستمرة أن الرسول حامل الكتاب محترم لا يقتل. ولا يقتله إلا من تجاهر بالطغيان والعداوة لمن أرسله، فإن (محمدا) كاتب ملك الروم في الدعوة إلى صلاح الاسلام وتوحيده الحقيقي حينما كان قيصر راجعا مع جيشه من انتصاره على الفرس. فتجرأ شرحبيل الغساني على قتل الرسل حامل الكتاب، واستعد الروم وأتباعهم لعداء (محمد) وحربه فاستعد لدفاعهم وعدم الخضوع لجرأتهم التي تهدد دعوة التوحيد والاصلاح.