ما معنى كون القرآن مهيمنا على ما بين يديه من الكتاب - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ما معنى كون القرآن مهيمنا على ما بين يديه من الكتاب

ما معنى كون القرآن مهيمنا على ما بين يديه من الكتاب

عمانوئيل: هل يمكن أن نقول: إن اليهود والنصارى قد حرفوا كتابا جاء القرآن مهيمنا عليه وقد قال المفسرون: إن معنى (مهيمنا) رقيبا على سائر الكتب يحفظها من التغيير ويشهد لها بالصحة والثبات. فهل يمكن لك أن تقول. إن اليهود والنصارى حرفوا تلك الكتب بالرغم من محافظة القرآن عليها.

الشيخ: يا عمانوئيل هذا الكلام الذي تقوله أنت قد رأيناه في كتاب الغريب ابن العجيب في صحيفة 10 و 11 وقد أخذه ممن قبله. فهل أنت لا تدري بأن القرآن كلام منزل فيه بيان الهدى أنزل على الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد المسيح بنحو ستمائة سنة.

وليس القرآن رجلا بيده سيف وهو متجرد للمراقبة إلى زمان نزوله من زمان القضاة لبني إسرائيل، وفي أيام ملوكهم، وعند ارتداداتهم عن التوحيد. وعند تخريبهم لبيت المقدس وتنجيسه وجعله بيتا للأصنام، وعند مهاجمات المشركين على الأمة الإسرائيلية، وعند نهب مقدساتهم. وعند إحراق بيت المقدس وبيوت أورشليم. وملاشاة الأمة بالقتل والأسر، وعند تفرد حلقيا وعزرا بإظهار التوراة. وبعد سبي بابل. وبعد زمان المسيح. وحينما كانت كتب العهدين محجوبة في كل أدوارها ونشأتها عن أعين العموم بسبب استقلال الروحانيين برؤيتها. فيكون القرآن ذلك الرجل الشاهر سيفه المتجرد للمراقبة، مترصدا في جميع تلك الأوقات والأحوال يقطع يد كل من يمد يده إلى كتب العهدين بالإعدام أو تجديد الولادة أو التحريف. يا عمانوئيل هل تقول: إن القرآن إذا كان مهيمنا على التوراة والانجيل فلا بد من أن يعمل بسيفه كما ذكرناه قبل نزوله في مدة ألفي سنة.

عمانوئيل: لا يا شيخ لا يمكن أن أقول ذلك ولا يقبله شعوري فإن لي والحمد لله من الشعور ما أعرف به أن القرآن كلام هدى وبيان لا سيف قدرة أو سلطان. وإنما يكون مهيمنا وحافظا ببيانه في زمان وجوده. لكن يا شيخ أليس من اللازم عليك أن تبين معنى معقولا لكون القرآن بعد نزوله مهيمنا على ما تقدم عليه من نوع الكتاب المقدس. الشيخ: إن القرآن الكريم بحكمة بيانه ولطائف إشاراته لأولي الألباب قد قام لكتب الوحي الحقيقية بحماية ومحافظة كبيرة فكان مهيمنا عليها ببيانه بعد نزوله لئلا تتلوث معارفها الإلهية وقدس أنبيائها وكرامة قصصها بخرافات الشرك وتعاليم الوثنية وسخافة الاختلاف والتناقض.

فذكر قصص آدم وإبراهيم وواقعة العجل على حقيقتها المعقولة وأشار بذلك إلى براءة كتب الوحي مما أدخل على هذه القصص وشوه صورتها. وذكر قول الله جل اسمه لإبراهيم في الإمامة والرياسة الدينية (لا ينال عهدي الظالمين) وأشار بذلك إلى براءة الكتب الحقيقة مما لوثت به الكتب الرائجة قدس لوط ويعقوب وموسى وهرون وداود وسليمان والمسيح (عليهم السلام) هؤلاء الأنبياء الكرام الذين شهد القرآن أيضا بنبوتهم وقدسهم وصلاحهم. وقال في الآية الثانية والثمانين من سورة النساء: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) وأشار بذلك إلى براءة الكتب الإلهية الحقيقية من وصمة الاختلاف والتناقض كما يوجد في التوراة والأناجيل الرائجة وغيرها. فانظر أقلا الجزء الأول من كتاب الهدى في صحيفة 197 إلى 234. وقال في الآية الرابعة والستون من سورة أل عمران: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا) أي لا نتخذ من البشر أربابا. وقال في الآية التاسعة والسبعين والثمانين من سورة آل عمران أيضا: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي... ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر) فالقرآن بهذا الكلام يبرئ المسيح (عليه السلام) وإنجيله الحقيقي ممات تقدم ذكره في الجزء الأول في صحيفة 73 عن أناجيل متي ومرقس ولوقا من نسبتها إلى المسيح قوله بتعدد الأرباب واحتجاجه بالتحريف للمزامير. وقال في الآية الثالثة عشر من سورة التغابن المكية: (الله لا إله إلا هو) وفي الآية الثانية والعشرين والثالثة والعشرين من سورة الحشر المكية: (هو الله الذي لا إله إلا هو) وفي الآية المائة وثلاث ستون من سورة البقرة: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو) وأيضا في الآية الخامسة والخمسين بعد المأتين منها: (الله لا إله إلا هو) وقد تكرر هذا في القرآن الكريم أكثر من أربعين مرة. وقال في سورة النمل المكية في الآية الحادية والستين إلى الخامسة والستين في مقام التوبيخ الشديد خمس مرات (أإله مع الله، بل أكثرهم لا يعلمون - قليلا ما تذكرون - تعالى الله عما يشركون) والقرآن بمثل هذا وبشهادته برسالة المسيح وقدسه يشير إلى براءته وبراءة الانجيل الحقيقي من القول بتعدد الآلهة والاحتجاج الواهي له مع تبديل معنى المزامير كما مر في الجزء الأول في صحيفة 73.

/ 482