تعليم القرآن بالأخلاق الفاضلة - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تعليم القرآن بالأخلاق الفاضلة

تعليم القرآن بالأخلاق الفاضلة

عمانوئيل: يا شيخ إن الأخلاق الفاضلة هي الحياة الانسانية وروح المدنية وناموس الاجتماع ومعراج السعادة والرقي. ولا يليق بالكتاب المنسوب إلى الوحي أن يخلو من التعليم بها. فهل تسمعنا شيئا من تعليم القرآن بالأخلاق الفاضلة وتشرح مراد القرآن فيما تقرأه. الشيخ: أما القراءة فاقرأ بعون الله. وأما الشرح فإني أحب أن يكون حضرة القس هو المتولي له بحسب ما يفهمه هو من لفظ القرآن وأسلوبه. الشيخ: فتحت المصحف الشريف فأطرق القس للإصغاء وابتدأت بالتلاوة من الآية الثالثة والستين من سورة الفرقان المكية وقرأت بسم الله الرحمن الرحيم (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). القس: عجبا يا أصحابنا ألا ترون كيف اشترط في الأبرار الذين يريدون السعادة بالانتساب إلى عبودية الرحمن والتحرز من عبودية الهوى والشيطان وأوضح أن الرقي إلى فضيلة عبودية الرحمن إنما هو للذين يمشون على الأرض هونا بحسن السلوك بالأخلاق الفاضلة وكريم الأدب مع النفس بتهذيبها ومع الناس بعدل المدنية وبحسن الاجتماع فيسلكون على هونهم في تحري الطريق ولزوم الجادة واتباع البصيرة، والتوقي من عثرة الاسترسال وورطات الجهل المركب والعجب والغرور من دون تسرع يورطهم في هفوات الشهوات وطفرات الغضب والظلم ويدنسهم برذائل العجب والغرور فيزل بهم تسرعهم عن النهج المستقيم، ويضر بسعادة أنفسهم وراحة بني نوعهم. فجمعت هذه الكلمة الواحدة للتعليم بكل خير وخلق فاضل يتكفل بالسعادة والعمران الحقيقي وراحة المجتمع الانساني، والتعليم باجتناب الهرولة إلى بطالة التقشف البارد ومسكنة العجز المضرتين برقي النفس في الكمال والمعاضدة في العمران. وإذا تعرض الجاهلون لهؤلاء الفضلاء بكلام الجهل أجابوهم بما فيه السلام حسبما تقتضيه الظروف والأحوال من الملاطفة بالارشاد أو الموعظة وما يصلح للجواب بالسلام: إقرأ يا شيخ جزاك الله خيرا. الشيخ: فقرأت: (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما * والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما * إنها ساءت مستقرا ومقاما)(1). القس: هذه هي المظاهر في الرابطة الحقيقية في عبودية الله والخضوع له وعبادته الخالصة، وحقيقة الرهبة منه، وهي الحقيقة المعقولة الجامعة بين الرغبة في طاعة الله وعبادته لأجل عظمته ومعرفة أهليته للعبادة الصادقة، وبين الرهبة بالالتفات إلى وبال المعصية، وبطلب المعونة من الله والتوفيق للخلاص من المعاصي واستحقاق عقابها

1 ـ سورة الفرقان: الآيات / 64 - 66. (*)

/ 482