داروين والتنازع في البقاء لحفظ الصفوف العالية - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

داروين والتنازع في البقاء لحفظ الصفوف العالية

داروين والتنازع في البقاء لحفظ الصفوف العالية

اليعازر: ومما يجعلونه في احتجاجهم على تسلسل الأنواع وتحولاتها مسألة حفظ الصفوف العالية في التنازع في البقاء وارتباط هذه بمسألة الانتخاب الطبيعي وقد أشبع داروين فيها الكلام.

عمانوئيل: يا سيدي وهل ذكر في ذلك إلا ما هو السنة الجارية في الكائنات الحية من أن بعض الحيوانات يتغذى ببعض. وبعض الحيوانات يعادي بعضا آخر. وبعض النبات يحتاج في حياته وترقيه إلى محل صالح يتمتع به في نموه بحيث تضره في حياته ونموه مزاحمة النبات الآخر. وبعض النبات يكون ساما للنبات الآخر. وبعضه يكون مصلحا للآخر. وبعض أنواع الحيوان يبيد. وبعض النبات يترقى ويتحسن بعناية الفلاحة. يا والدي ولتملأ الصحف من أمثلة ذلك. لكن من أين يدل ذلك أن الغاية منه قصدا أو صدفة إنما هو حفظ الصفوف العالية. ومن أين يجئ اتصاله بالانتخاب الطبيعي. وبأي وجه يرتبط بتسلسل الأنواع. ألسنا نرى أقسام السباع تقتل الانسان وتأكله وتعاديه. والحيوانات السامة كالحية والعقرب تعادي الانسان وتقتله. وهذا المكروب بالاكتشافات الحديثة يقتل الانسان بالمهاجمات الوبائية. أو ليس الانسان الذي منه العالم والفيلسوف والقوقاسي هو أعلى صفوف الكائنات الحية. وقد شاهدنا في بعض البراري في أمكنة كثيرة سوادا متراكما في الأرض فقصدناه فوجدناه مشتملا على قسمين من النمل. القسم الأصفر النحاسي الصغار والقسم الأسود الكبار الطيار ذي الأجنحة.

وقد اجتمع النمل الصغار على الكبار بتهاجم كبير يتعلق بالنملة الكبيرة جماعة كثيرة من الصغار حتى تقتلها فكانت تلك القطعة مملوءة من النمل الكبار ما بين أسير، وفي آخر رمق، وقتيل، ومأكول بعضه. فهل كان ذلك لحفظ الصف العالي؟ وإن المنقولات من أصحاب الأحافير تفيد أن كثيرا مما وجدوه من الحيوانات البائدة هو من أعلى صفوف الحيوان في كبر الجثة وإتقان البنية كما أودعوا صورها في المتاحف.

ودع عنك ما لم يعثروا عليه. فمن ذلك (البرونتوزورس) ويقدر طوله بخمسة عشر مترا. ومنه. (الديبلودوكس) ويقدر طوله ببضعة عشر مترا وعلوه بخمسة أمتار. ومنه (مثلث القرون) من ذوات الأربع من نحو فرس البحر وقدروا طوله بثمانية أمتار، وعلوه بمناسبتها في ذوات الأربع. ومنه (الميلودون) وهو عظيم الجثة هائل قدروه بأنه يأخذ النخلة الكبيرة فيميلها إليه. ومنه (الكسلان) وهو قريب من الميلودون. ومنه (الموا) في زيلانذا وهو طير قدروا علوه بنحو أربعة أمتار وأكثر. ومنه (دينوسور) زحاف مجنح عظيم هائل. ومه (دينو سور) زحاف كبير قدروا طوله عشرة أمتار وعلوه من قمة رأسه إلى إبهام رجله نحو خمسة أمتار.

اليعازر: ومن الظرائف أن بعض الصحافيين والكتبة المنهمكين برأي داروين لما رأوا أن انقراض هذه الصفوف العالية من الحيوان قادح في مذهب داروين في التناحر في البقاء قال: إنها انقرضت بأسباب طبيعية اقتضاها الانتخاب الطبيعي وحل محلها حيوانات أصغر حجما وأضعف بنية ولكنها أقرب إلى حاجيات الناس. إنتهى. ويا ليت هذا الكاتب يبين أنه متى درس طبايع هذه الحيوانات المنقرضة فعلم أن الحيات، والعقاب، والسباع، والسبع المكلوب بطبعه هي أقرب إلى حاجيات الناس من هذه المنقرضة. ولماذا لم تجتمع المنقرضة في الوجود مع ما هو أقرب إلى حاجيات الانسان. هل تقول: إن علم هذا الكاتب عظيم كحكمة الانتخاب الطبيعي وشعوره الراقي؟

/ 482