مذهب داروين ومزاعم الأعضاء الأثرية - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عمانوئيل: ومن حججهم على تسلسل الأنواع ما يجدونه من المشابهة في بعضها لبعض كمشابهة بعض القرود لبعض أصناف الانسان. هل ذلك لأنهم لم يأذنوا لصدفة الطبيعة العمياء أن لا توجد الأنواع متشابهة في بعض أجزائها؟ أو لم يأذنوا للخالق الحكيم بأن يخلق الأنواع متشابهة لكي يدل على قدرته الباهرة بجعل التباين العظيم بين الأنواع في الخصائص الكبيرة والآثار العظيمة مع الاختلاف اليسير في الأعضاء؟ أتراهم لم يعطوا امتيازا في إيجاد الأنواع إلا على نحو التسلسل؟ ومن حججهم أن بعض الأعضاء لا فائدة فيها فهي أثرية في هذا النوع المتحول قد بقيت من آثار النوع السابق الذي كان محتاجا إليها. ومثلوا لذلك في الانسان بعضلات الأذن، والزوائد الدودية في المعاء الأعور. يا ساداتنا وهذا من أدهى الدواهي المعرقلة للعلم عن سيره في البحث عن الحقائق واكتشاف أسرارها واستخراج كنوزها.

أما إن العلماء لا غيرهم يتمجدون باعترافهم بأن في الكون حقائق كبيرة كثيرة لم يكشف البحث عن نقابها فهم يمدون يد السير في العلم إلى رفع حجابها. فهل يجعل الجهل دليلا علميا؟ من أين علم أن عضلات الأذن تنحصر فائدتها بالتحريك فلا فائدة لها في الانسان لا في تعديل وضع أذنه ولا في حاجيات جهاز سمعه؟ من أين علم أن الزوائد الدودية ذات الصمام لا حاجة لحياة الانسان بها؟ لماذا لا يظن أن العناية بحياة الانسان قد وظفت الدودية بوضعها الخاص لأمر يعجز عنه الأعور البسيط. كما جعلت الأعور في البط أطول مما تقتضيه النسبة مع باقي الحيوانات. يا ساداتنا هذه حجج أصحاب تسلسل الأنواع. هل ترون قعقعتها تكون ظنا ولو من أضعف الظنون؟ هل ينفخ فيها روح العلم قول دارون (بيد أنا لا نفقه لها معنى ولا نكشف عنها غطاء إذا اعتبرنا أن الأنواع قد خلقت خلقا مستقلا)؟؟

القس: يا عمانوئيل كأني ببعض المنهمكين بالمذهب الداروني يقولون لك في جواب كلامك وبحثك (عذرك جهلك) كما كتبه شبلي شميل لبعض العلماء الباحثين في هذا الموضوع.

عمانوئيل: يا سيدي إن ناموس العلم قد أدبني على أن أعترف بالجهل بكثير من الحقايق التي لا أهتدي لها سبيلا بنور الحجة العلمية الكافية. وما نقص الانسان إلا بالجهل المركب ووهن الحجة ولئن قال: لي قائل (عذرك جهلك) كما قيل لبعض العلماء الباحثين بتحقيق حينما أعي القائل جوابه فإني أرجو من سماحة هذا القائل لي أن يعلمني ولا يضطهد الانسانية والعلم بهذا القول السهل علي.. والصعب على الشرف.

مذهب داروين ومزاعم الأعضاء الأثرية

مذهب داروين ومزاعم الأعضاء الأثرية

القس: إنهم يتشبثون لمزاعمهم في التحول ببعض أجزاء الانسان وبعض الأجزاء من كثير من الحيوان التي يسمونها (أثرية) كالعضلات الأذنية. وكالزوائد الدودية في المعاء الأعور. وكالثديين للمذكور من كثير من الحيوان.

عمانوئيل: من أين علموا أن هذه الأجزاء لا حاجة فيها ولا عمل لها لا في حياة الشخص ولا في بقاء النوع حتى إنهم من أجل علمهم هذا حكموا بأنها أثرية أي أثر باق من التحول عن النوع الذي كان ينتفع بها؟ من أين علموا أن فائدة العضلات في البدن منحصرة بالتحريك لكي يقولوا إن الانسان لا يحتاج إلى تحريك أذنيه فيستنتجوا من ذلك أن عضلات أذنه أثرية باقية من تحوله عن الحيوان الذي يحتاج إلى تحريك أذنيه؟ إذن فماذا يقولون في العضلة الهرمية على عظم أنف الانسان. والعضلة الضاغطة للأنف. وماذا يقولون في عضلات الحياة الآلية التي لا تتعلق بالإرادة والتحريك كالتي تكون في الحوصلة المرارية والقناة الصفراوية المشتركة. وفي كؤوس الكلية، وحوضها، والحالبين وفي طبقات الشرايين، والأوردة - وماذا يقولون في العضلة الهدبية الموضوعة على الوجه الظاهر للطبقة المشيمية للعين، وفي العضلة الركانية في باطن الأذن. وأما العضلات الخاصة بالحياة الارادية التي يسمونها عضلات الحياة الحيوانية فإن جملة كثيرة منها ليست لأجل موافقة الإرادة بتحريك العضو بل هي لإرجاع العضو إلى وضعه أو مركزه بعد تحريكه بالإرادة أو بالقسر. وذلك كالمحيطة الجفنية، والشاذة للجفن، والخافضة للأنف، والعضلة الباطنة للأضلاع. ولماذا لم يحتملوا أو يظنوا أقلا أن الفائدة في عضلات الأذن الكبار والصغار هو حفظ مركز الصماخ وصورته عندما تطرأ عليه الحركات القسرية فتكون بانقباضها الطبيعي بمنزلة المرونة التي ترد الجسم المرن إلى مركزه وصورته كالعضلات الباطنة للأضلاع. هب إن العلم سامحهم في جميع ذلك فلماذا لم يقولوا إن عضلات الأذن جزء لا فائدة فيه كما قالوه في الغدة الدرقية وبعض الغدد الوحيدة. ولماذا يحكمون بأنها أثرية انهماكا بمذهب داروين أو ليس الواجب في شرف العلم أن الجزء الذي لا نعرف فائدته يوكل أمره إلى مستقبل العلم التجريبي عسى أن يوقف الناس في معرفة فائدته على قدم ثابتة. فإنه يوجد في مركز الشبكية عند النقطة التي تقابل محور العين أثر مستدير مرتفع مائل إلى الصفرة يقال له بقعة (سويمرين) وفي مركز الأثر انخفاض يقال له الحفرة المركزية. وإلى الآن لم تعرف فائدة هذا الأثر.

/ 482