المقدمة الخامسةوأيضا لم يزل الانسان ولا يزال منذ مبادي شعوره متحرزا من الوقوع في المضرة المحتملة طالبا للاطمئنان بالسلامة منها.حتى إن الطفل يجري أيضا على هذا الناموس كما هو ظاهر، ولا يبقى الانسان مقدما على احتمال المضرة إلا أن يكون له هوى يغلبه أو حاجة لا يعتني العقلاء معها بتلك المضرة أو باحتمالها. وأما المضرة العظيمة التي لا يوازنها شئ ولا يوازن خوفها فإن الانسان مطبوع على عدم التقحم في خوفها وعلى عدم الاستراحة إلا بالاطمئنان بالسلامة من وبالها وبالأمن منها.