الأثير لا يكون واجب الوجودالشيخ: الأثير الافتراضي لا يكون واجب الوجود فإن (غوستاف لبون) يقول (إن الأثير تكاثف في القديم بسبب لا نعرفه فصار مادة) فالأثير تغير كيانه إلى المادة المتغيرة على الدوام فلا يكون واجب الوجود. وأما على قول (طمسن) بأن الأثير سائل تام مالئ للخلاء والجواهر الفردة أجزاء ذلك السائل تتحرك فيه بحركات زوبعية فتحدث منها الصور المتنوعة) فنقول إن تلك الجواهر الفردة المتحركة التي هي أجزاء الأثير إن كانت أثيرا متحركا فقد تغير كيان إلى التحرك الزوبعي وتغير أيضا بتغير تلك المتحركات إلى الصور المتنوعة بالتغير الذي لا يحصى على مدى الدهور. وإن قلتم إن الأثير تغير كيانه فصار جواهر فردة متحركة تلحقها التغيرات التي لا تحصى. قلنا إن الذي يتغير كيانه لا يكون واجب الوجود. يا من ينتهي بتعليل الكائنات إلى افتراض الأثير المزعوم. هل عندك طريق في تعليلك لا يستلزم تغير كيان الأثير؟ كلا. لا تجد طريقا. الموجود المادي لا يكون واجب الوجود. ولا يمكن أن يوقف عليه بالتعليل للموجودات موقفا علميا مهما تحركت زوابع الدعاوى وتسلست أنواع المصادرات. الدكتور: هل بقي وجه يمنع من الوقوف بالتعليل على الجواهر الفردة أو الأثير.
موجد هذا الكون المنتظم عالم بغاياته
موجد هذا الكون المنتظم عالم بغاياتهالشيخ: إن الذين يفترضون الجواهر الفردة أو الأثير يفترضونها عديمة الشعور. والذي يصح الوقوف عليه بالتعليل إنما هو موجد العالم والكائنات. وهذا الموجد الأزلي هو عالم يوجد على الحكمة والغايات المعلومة له. فإن كل ناظر إلى هذا الكون يراه في جميع عوالمه وأنواعه وأطواره وأدواره ومواليده منتظما على نظام فائق متناسب وحكمة باهرة وغايات كبيرة شريفة.