ومن حجج القرآن الكريم - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ومن حجج القرآن الكريم

ومن حجج القرآن الكريم

الشيخ: وقال الله تعالى تأكيدا للحجة وقطعا للمعاذير في الآية الثانية من سورة الجاثية المكية: إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين) بالحقايق المتجلية، لا يغالط إيمانهم بها غمزات العصبية وفلتات التقليد الأعمى ومكابرة الوجدان الحر بعبودية الهوى وشكوك الوساس. فترى هؤلاء يهتدون بنور عقولهم ووجدانهم الحر في العرفان. كما يهتدون بذلك في سائر الأمور (وفي خلقكم) أيها الناس وما فيه من عجائب الغايات وإتقان للصنع وبدايع الحكمة الباهرة كما ذكرنا وذكر العلم منه قليلا من كثير (وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون) على نهج مستقيم في الاهتداء بأسباب اليقين ودلائل العلم. فلا تراهم يصرفهم الهوى عن اليقين مع وضوح الحجة أو يلوي أفكارهم إلى زخارف الأوهام. وفي الآية السادسة من سورة يونس المكية (إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون) وبال الجمود الأعمى، ونقائص الجهل المركب، ورذيلة اتباع الأهواء، ومكابرة الحجة الواضحة والوجدان الحر، ومضار الانحراف عن النهج الواضح، وهلكة الوقوع في تيه الضلال. لا حاجة لنا في أن نبهض الهيئة الجديدة بأن نقول إن السموات أفلاك تامة منضدة في غاية اللطافة والشفافية بحيث لا تحجب عن النظر شيئا.

ولا حاجة لنا أيضا في الطالبة بالحجة الكافية على أنه ليس هناك أفلاكا موجودة وسماوات منضدة وأنه ليس الموجود إلا أجرام الكواكب تدور سياراتها في الفضاء ويستقر مركز ثوابتها في الفضاء - ولا تحسب أنا نعتمد على الهيئة القديمة وما خيلته من دعاوى الأبعاد والأجرام والأفلاك الجزئية. فإن حجة القرآن الكريم لا مساس لها بشئ من ذلك. بل يمكن أن نجاري الهيئة الجديدة ونقول إن المراد من السماوات مراتب العلو المحددة بمدارات السيارات. وكيف كانت الحقيقة فانظر إلى ما في السماوات من الكواكب العجيبة من ثابتة في مركزها وسائرة في مداراها على نظامات مستمرة. هذه الثوابت لماذا لم تعمل بها جاذبية وبماذا لزم كل كوكب مركزه.

ولنتكلم على وفق الهيئة الجديدة، فانظر إلى حركة أرضنا وسيرها على منطقة البروج بمدار بيضي، أبعده عن الشمس يكون عند السرطان في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وأقربها عند الجدي في النصف الجنوبي. وإن أردت أن تلتفت إلى ما في هذا الوضع من الغاية العجيبة والحكمة الباهرة في التعديل وموازنة الحر والبرد والقرب والبعد من الشمس بحسب اليابسة المسكونة فاعرف أن أقصى وصول اليابسة من أرضنا في جهة الجنوب إنما هو رأس القرن من أمريكا الجنوبية وهو لا يزيد على الدرجة الخامسة والخمسين من العرض الجنوبي مع قلة المسافة فيما بين المشرق والمغرب وقلة الساكنين.

واعرف أن اليابسة المسكونة من آسيا وأورپا وأمريكا الشمالية تمتد إلى نحو الدرجة الثمانين من العرض الشمالي مع كثرة المسافة جدا في ما بين المشرق والمغرب وكثرة الساكنين فالنصف الشمالي إن قرب من الشمس من حيث البروج بعد عنها من حيث المدار البيضي، وإن بعد عنها من حيث البروج قرب منها من حيث المدار البيضي. كل ذلك مراعاة لأهمية العمران في القسم الشمالي الواسع بحسن التعديل والموازنة. ثم انظر إلى دور الأرض على الشمس على منطقة البروج وحركتها اليومية على نفسها فكم ترى في ذلك من الغايات الكبيرة في موازنة الآثار، وتعديل العمران، وتوزيع المنافع، وأخذ كل جزء من الأرض حظه من النور بناموس مقدر على الدوام، وتعديل الحرارة والبرودة، وتنفس الاستراحة، واستنشاق النسيم الخالص، وموازنة الزمان، وحفظ التاريخ. وانظر إلى قمر أرضنا كيف تبع الأرض في دورها على الشمس واستقل بمداره على الأرض مائلا متحايدا عن منطقة البروج بهيئة مقدرة وحركة متوازنة. وانظر إلى ما في ذلك من الغايات الكبيرة التي منها جعل تاريخ شهري يعرفه العموم، وتوقيت تجريبي للناس في ليالي الشهر بحسب الطلوع والغروب والعلو والانخفاض ودليل هاد في غمرات البحار وفلوات البوادي.



/ 482