الأرض اليابسة - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وإن كنت تريد المسير في الجادة إلى كرينلاندا وايسلاندا وبريطانيا ونروج فاطلب الشعبة المارة بهذه البلاد. ويا من يطلب السفر من أميركا إلى مشارق آسيا اسلك في الجادة الأمينة من قرب (بيرو) إلى جزائر (ماليزا) وإن كان لك غرض في جزائر (أسيانيكا) فإنها على القرب من جادتك. وإن كان لك غرض في زيلاندا الجديدة فسر في الشعبة الشمالية ولك حسن الدلالة والأمان من كثير من الأخطار. يا أهل الشواطئ الباردة لكم البشرى بتعديل البرودة بحرارة التيارات الاستوائية المارة بشواطيكم، واستنبتوا بعض النباتات التي لا تنبت فيما يساوي بلادكم في درجة العرض حيث لا تزورها التيارات الاستوائية، وأقبلوا زيارة الأخشاب الاستوائية وانتفعوا بها. ويا سكان الشواطئ الحارة ويا سالكي البحار بشراكم بتعديل الحرارة بالتيارات القطبية الباردة.

وإن كنتم تعدون من فوائدها ضغط البخار لكي يتصاعد فينعقد سحابا ماطرا فاعرفوا شرف هذه الغاية. ألا وإن اختصاص التيارات بمجاريها من جنوبي خط الاستواء، ولزومها لها ودوامها على حالها وتشعها في نقاط مخصوصة ورجوع بعضها من الغرب إلى الشرق وذهاب بعضها إلى الجنوب بميلة إلى الغرب كالمار بشواطي البرازيل إلى آخر أميركا الجنوبية. وميل بعضها إلى الشمال الشرقي كالمار من خليج المكسيك إلى الأرض الجديدة والمار من جزائر ماليزا إلى بوغاز بهرنج ووجود التيارات القطبية المتوجهة إلى جهة خط الاستواء لا إلى الغرب هذا كله مما يعرفك الخطأ في الوجوه التي ذكروها لتعليل التيار بأمور طبيعية.

بحيث لا يقف زيف هذه الوجوه أمام النقد العلمي على رعم الصدقة العمياء الممشوقة والطبيعة البكماء المحبوبة. ألا: تعجب ممن يعرض عن البحث عن غاية الكائن ولا يجد السير في اكتشاف فوائده النافعة في الحياة والعمران. ومع ذلك يتقهقر إلى أوهامه في تعاليل الصدفة العمياء فيضطهد شرف الغايات ويصرف عنها الأنظار لولا بقية روح علمي بقي من تأسيس السلف يحرك على طلب الفوائد والغايات فيما ينفع البشر.

الأرض اليابسة

الأرض اليابسة

وانظر إلى مسكننا الأرض كيف قد مهد الكثير منها للسكنى والزراعة واختلفت أوضاع الباقي للقيام بلوازم العمران ودوام الراحة في المسكون وتعديل لوازمه، وكيف جعل تفجر العيون من الأعالي لكي يتهيأ عموم الري، وأمدتها الأمطار لإكمال النفع. أفلا تنظر إلى سيول الأمطار وذوبان الثلوج وجري الأنهار الكبيرة، كم تحمل من الجبال والوهاد في سيلها الجارف من الأطيان والصخور على مر الدهور والأحقاب وتقذفه في البحار على وجه لو أهملت العناية إصلاح هذا الحال وتداركه لاضمحلت الجبال والهضبات وملأ الطين أعماق البحار والخلجان فاستولى الماء على المسكون. وها أنت وكل الناس تعلمون أن الجبال. والهضبان، والبراري والوديان والبحار والخلجان على حالها منذ زمان يبلغه التاريخ بجهده. وهذه الآية الكبيرة التي يكفي العاقل فيها أقل تنبيه قد أشار إليها القرآن الكريم واستلفت العقول إلى أعجوبتها وحجتها بقوله تعالى في سورة الذاريات المكية في الآية الثامنة والأربعين (والأرض فرشناها فنعم الماهدون).

/ 482