إرادة النفس ونزعاتها - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عمانوئيل: نذكرك أولا بأنا قد بينا لك على أول كلامك في النفس أن أتقن قضية استقرائية جرى فيها التتبع لغالب الأفراد لا تحظى إلا بالظن الذي كثيرا ما ينكشف فيه الخلاف كما في بعض حيوانات استراليا فلا يفوز عموم في قانون باليقين إلا باستقلال النفس وامتيازها بادرا له وإدراك تعليله.

ولما كانت النفس محجوبة عن مزيتها بكثافة المادة بقدر ارتباطها وعلاقها بماديتها صارت تستطيع إلى ما يحجب عنها (وهي القوانين التي تشير إليها) من خلال ذلك الحجاب من ناحية الحواس التي هي آلة لأعمال مزيتها فيكون الاحساس والتجربة بقليل من الأفراد بمنزلة التجسس على المطلوب من خلال الحجاب وتكون الحواس بمنزلة النوافذ من الحجاب تعبر النفس منها بالتحسس إلى إدراكاتها وتعليلها وعموماتها ويقينها ومزاياها الخاصة بها. فليست الحواس هي الآلة لتلك الادراكات والقوانين اليقينية بل إنما هي معبر للنفس إليها. وننبهك ثانيا أنه يكفيك في إثبات النفس لمزيتها واستقلالها قانون واحد تستقل بإدراكه من دون مداخلة لحس أو تجربة فكيف ولها من ذلك قوانين وإدراكات وأحكام يقينية كثيرة. وأيضا ترى النفس في حال ارتباطها بالبدن واتحادها به وإدارة شؤونه في حياته ونموه وحواسه وحاجياته يكون لها جهتان تتغالب آثارهما. جهة جسمانية وشهوانية وغضبية ينبعث منها حجاب الجهل والنزوع إلى الشخصيات.

وجهة روحانية عقلية تشع بالشعور والادراك وترى النوعيات والحقائق الصالحة. فترى من نتائج ذلك التغالب لأعمالها أقساما: (منها) ما يقوم بآلية الجسد أي بالحواس الظاهرة والباطنة فتراه يقوى بقوة الآلة الجسدية ويضعف بضعفها ويأخذ بالضعف نوعا بعد سن الوقوف وذلك كالإحساسات الجزئية والحفظ والتذكير. (ومنها) ما تستقل به النفس وتدافع به الحجاب فهو يقوى بعد سن الوقوف وتخلخل الحجاب المادي ويكون حينئذ أدق وأتقن وأكمل وأوصل إلى الحقائق وذلك كالتعليل وإدراك القوانين العامة أمهات العلم وأساس التعليم والتعلم. (ومنها) ما يحتاج في مدافعة الحجاب إلى التجربة والتفكير فإنه من حيث الاحساس والتجربة يتبع الآلة وضعفها كالقسم المذكور أولا ومن حيث التعليل والوصول إلى الحقائق يجري على ناموس القسم المذكور ثانيا.

إرادة النفس ونزعاتها

إرادة النفس ونزعاتها

وإما الإرادة فمنشأها هو توجه النفس إلى مطلوباتها أما من حيث نزعتها الروحية وأما من حيث نزعتها المتولدة من اتحادها بالجسد وبالحري أن نسميها النزعة الجسمانية ثم ينمو ذلك التوجه بحسب الدواعي والاستحسانات والمدافعات من النزعتين الجسمانية والروحانية إلى أن يبلغ الإرادة الفعالة فتحرك النفس آلاتها وتعمل أعمالها.

/ 482