دود الحرير وأعمال النفس فيه4 - هذه المشاهدات في الأدوار المستمرة لدود القز والحرير في نشأته وأطواره ومواليده تعرفنا كيف تغادر نفسه جسده وتتركه فاقد الحياة قد استولت على عامة أعضائه آثار الموت وتغيرات الفناء كالجمود والتقلص والذبول المشوه والمعدم للصورة فيظهر عليه ذلك بأجلى مظاهر الموت زمانا ثم تعود النفس إليه ليعود حيوانا حيا طريا قويا ذا هيئة جميلة يفعل الأفعال العجيبة ويخلف نسلا تجري به نفسه على نواميسه السالفة يكون حبا أصفر ثم يسود ثم يكون في أول آذار دودا كالنمل يتغذى بغذاء أسلافه وينمو نمو أسلافه بخلقتهم وأعمالهم ونواميس تطوراتهم ونشأتهم. أما أن مظاهر الذبول والتقلص والتغير وانعدام الصورة تدافع الشك في موته وفي مغادرة النفس له وتجعل الشك في ذلك سفسطة فارغة. وإن جريانه في حياته الثانية على نواميس أسلافه ينادي بأن النفس التي أكسبته الحياة ثانيا هي تلك النفس التي غادرته.قد استقلت بذاتها ومزاياها زمانا ثم عادت إليه عودة الأم الحنون. رمزي: إن كثيرا من الحيوانات الرخوة كالذباب وأمثاله ربما تعرض عليه العوارض كالبرد ونحوه فيستولي عليها السكون أياما ثم تفيق من دون أن تفارقها نفوسها فلماذا لا تكون الحالة في دود القز مثل ذلك من دون أن نحكم بمفارقة النفس.عمانوئيل: من أين علمت أن هذه الحيوانات لم تفارقها نفوسها في الأحوال المذكورة.