تأثير التفكير في الوجدان - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التملق ومصانعة الأغراض. وكم من جبان يكون شجاعا في كثير من الموارد. وكم شجاع مقدام تراه يجبن ويحجم في كثير من الموارد. وكم ترى ذا خلق تغير خلقه إلى ضده. كم ترى من بخيل صار سخيا وكم ترى من سخي صار بخيلا. أو حليم زال عن حلمه، أو غضوب صار حليما أو متكبر صار متواضعا أو متواضع تشامخ بالكبرياء.. ترى الانسان إذا توفق للتقوى والورع أخذت تقواه وورعه وأفكارهما بمخانق أخلاقه المضادة لهما في الآثار. وإذا انقلب والعياذ بالله إلى الشرارة والدعارة تلاعبت أفكار شرارته ودعارته بما عنده من الأخلاق الجميلة. كم وكم ترى الأخلاق محكومة لسوانح التفكير المختلفة.. لا لا ترى في الأخلاق ما هو سالب للاختيار وملجئ للعمل على طبقه بل ترى الخلق مهما بلغ محكوما لسلطان التفكير..


أي سلطان هو سلطان التفكير؟


تأثير التفكير في الوجدان



تأثير التفكير في الوجدان


أنظر إلى تفكير النفس ونظرها في وجوه الأمور الماثلة لديها كيف يتصرف بالوجدان والعواطف؟ ترى الانسان قد يجوع هو وأولاده وتضعف قواهم ويتألم من أجل ذلك فيحرر فكره للنظر في أحوال بني نوعه فيفكر في أنه يقدر على رفع جوعه وجوع أطفاله ببذل المال وإن كان كثيرا وليس بينه وبين الشبع إلا السعي في ذلك. ولكن الكثير من بني نوعه من الأطفال والأيتام والأرامل والعاجزين من لا يقدر على القوت لا من حيث المال ولا من حيث السعي ولا أمل لهم بالقوت والشبع. فترى هذا التفكر الحميد يرفع عنه وجدان جوعه وألمه وعاطفته على أولاده ويبدل ذلك بعاطفة الحنان والرحمة فيقوى وينشط لأعمال كبيرة في سبيل هذه العاطفة الحميدة على بني نوعه. وهكذا ترى كثيرا ممن يمسهم العطش. يرى الانسان داره لا تقوم بحاجته التي ينزع إليها بحسب اختلاف الفصول والحر والبرد والاعتدال والعائلة والضيف ونظام رفاهيته فيجد من ذلك ألما دائما وسخطا لحالة داره وربما يبعثه ذلك على نية الإقدام على الحرام والظلم لأجل توسعة داره. ولكنه إذا فكر في أمر الكثيرين الذين رآهم أو سمع بهم من الفقراء القاطنين في البر وليس لهم بيوت إلا من أسمال خلقة لا تقيهم من حر ولا برد ولا مطر وهم عرضة لرياح السموم المحرقة ورياح البرد القارس. تتغير ألوانهم في الحر والبرد. فإن هذا التفكير يبدل وجدانه الأول بوجدان الرضا والأنس بداره والاقلاع عما كان ينويه. ويجمع له مع هذا الوجدان وجدان الحنان والرحمة للفقراء. يموت بعض أولاد الانسان فيجد الحزن الشديد المؤلم ويستولي عليه الجزع والقلق وكثير ممن يبتلي بمثل دلك يفكر في أن وجود ولده وحياته وموته وعافيته حياته ليست بيده مع أنه قوي له رجاء بولادة الأولاد وعنده أولاد متعددون. ولكن هلم المصيبة في فلان وفلانة الشيخين الفانيين الفقيرين العاجزين بالعمى أو الاقعاد لم يكن لهم إلا ولد وحيد شاب حسن الشمائل والأخلاق بار بوالديه يسعى في قوتهما وخدمتهما وحوائجهما وأنسهما ورضاهما وقد فقدا ذلك الشاب الصالح البار العامل وفوق ذلك أنهما صبرا صبر الأحرار على مصيبتهما الكبيرة من كل وجهة. فترى هذا المفكر ينقلب وجدانه الأول إلى الصبر والسلو والسكون مع الحنان والرحمة لذينك المسكينين ما أكثر الأمثلة لذلك في الوقوع بكثرة عظيمة.


/ 482