إحداث التفكير للوجدان - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إحداث التفكير للوجدان



إحداث التفكير للوجدان


ألا ترى أن التفكير كيف يحدث الوجدان. ترى ذلك بكثرة مدهشة كثيرا ما يكون الانسان لا يجد شهوة وشوقا لمقاربة النساء ولكنه يمثل في تصوره امرأة جميلة بادية المحاسن ثم يتصور أنواع الملاطفة والملاعبة معها فيهيج فيه وجدان الشهوة ثم يترقى في تصور أنواع الملاعبة ويؤكد في تمثيلها للنفس حتى يجد من نفسه ميلا هائجا إلى أن تهيج تلك التصورات أعصابه إلى الانتصاب ومادة التناسل إلى الخروج والأمناء. كثيرا ما يكون الانسان هادئا آمنا فيلتفت بتصور الله إلى بعض الأحوال فيجد الخوف وكثيرا ما ينعكس الأمر ويجري مثل ذلك في المحبة والكراهية والابتهاج والحزن والرجاء واليأس. وكثيرا ما تشتغل النفس بتصوراتها عن وجدان الألم واللذة وكم وكم يحصل لها الابتهاج والتألم بمحض التصورات.


قدرة الانسان على تغيير أفكاره وتعديلها وصرف النفس عن نزعاتها الجسدية



قدرة الانسان على تغيير أفكاره وتعديلها وصرف النفس عن نزعاتها الجسدية


كثيرا ما تعرض لنا الأمور المزعجة التي كلما دام عليها التصور زاد الانزعاج الذي قد يبعث على أعمال مذمومة فنقصد بنزعتنا العقلية أن تتخلص من الانزعاج وعاقبته الذميمة فنصرف الفكر إلى تصور ما يسكن الانزعاج حتى يضمحل، أو نشغل الفكر بتوجيهه إلى أمور أخر حتى ننسى الانزعاج أو نتشاغل بأعمال تلهينا عن الانزعاج أو نبتعد عن أسباب الانزعاج فننساه ومن هذا النحو إرشاد أئمة الدين الاسلامي في تسكين الغضب والتخلص من آثاره وأعماله وتعليمهم بأن الغضبان يغير حالته وأقل ذلك أن يقوم إذا كان قاعدا ويقعد إذا كان قائما.. وكذا عند عروض الشهوانيات وإقبال النفسية عليها. نعم قد يسهل ما ذكرناه في عوان الكلام وقد يحتاج إلى إعمال المقدمات والاستعانة والاعانة بحسب ما يحصل من إلفة النفس لوقوفها على التصورات النفسية الجسدية ومجانبتها لتوجيه تصورها إلى الحقائق الصالحة العقلية أو من عكس في ألفة النفس وتصوراتها للاستضاءة بنور الحقائق العقلية والتنور بالوقوف عليها كما هو حقها فترى كثيرا من الناس من يحتاج في صلاحه إلى مرشد يعدل أفكاره وقرين صالح يروض فكره بنصائح أقواله وقدوة أعماله مع ترويض النفس على إمالة وجهها إلى النزعة العقلية وصرف خيالاتها عن النزعة الجسدية أو مع الابتعاد عن موارد الغواية وعدواها. وترى كثيرا من الناس من تحتاج غوايته والعياذ بالله إلى مقدمات هي على العكس مما تقدم. وللناس بحسب أحوالهم في ذلك مراتب مختلفة ترى ما ذكرناه جليا في أحوال البشر وعليه عملهم. طالما نستعمله في تفكيرنا وتعديله وصرف أميالنا وأفكارنا عن وجهها ويشترك جميع الناس في عملهم على ذلك في أميالهم الجسدية وتعديلها فيما بينها فضلا عن صرف الفكر إلى العقليات الصالحة. مهما ثار غبار الشبهات والمغالطات فإن الالتفات إلى ما ذكرناه يجلو للانسان جو الحقائق فيراها مائلة للعيان ملموسة بيد البداهية.. يعرف الانسان منها أن المصدر لاختيار الأفعال والتروك إنما هو ذلك الجوهر المدرك المشرف بإدراكه على الأمور الشخصية والنوعية الجسدية والعقلية صالحها وفاسدها وجهات منافعها ومضارها وإليه ترجعون موازنتها وتصريف الأفكار فيها وتعديلها وأنه أي تصور يقبل إليه ويقف عليه تنشأ عنه الإرادة للفعل فتحرك العضلات والأعضاء أو الإرادة للترك فتمسكها عن الحركة.


ومن أجل احتجاب هذا الجوهر عن آثار نورانيته بحجاب الجسمانية وظلمتها وكثافتها كان محتاجا في جودة إدراكه إلى مدافعة الحجاب بالتعلم والتفكير والتجول في ميدان الحقائق لاستجلائها لبصيرته. كما أنه من ارتباطه بالجسد ووحدتهما في الأنانية يحصل له الوجدان بجميع العوارض الجسدية. يحصل له الجوع والعطش والألم واللذة والشهوة والغضب والاحتياج والميل والحب والبغض والعاطفة والابتهاج والحزن والرجاء واليأس. فيحصل له مات ذلك نزعات جسدية تقف له صفا في مقابلة النزعات العقلية الصالحة فيرجع الأمر إلى اختياره لحسن التفكير والموازنة أو اختياره للإقبال على النزعات الجسدية والاعراض عن النظر في وجوه الصالحات. إذن فكلما يكون من آثار الجسد وسحنته ومن آثار الوجدان لا أثر له في الأعمال والتروك إلا بتمثله أمام تصور النفس كتمثل الحقائق العقلية الصالحة. وأما تعليل العمل والترك فهو راجع إلى إرادة النفس بحسب ما يقف عليه تصورها بحسب اختيارها لإجادة التفكير أو تقصيرها فيه مع مقدرتها على إجادته وسحق المعاثر في سبيله ولو بالتوسل بمعونة الأسباب والمقدمات التي أشرنا إليها قريبا. فلا توجه للمسؤولية إلا على النفس التي هي العلة الفاعلة. وأي توجه للمسؤولية على الجسد الذي هو جماد لولا ارتباط النفس. إذا وقف الظالم المبطل والمظلوم المحق أمام القاضي الذي بيده إجراء قضائه وتنفيذه. فقضى جورا وأجرى جور قضائه فعلى من تكون مسؤولية الجور في القضاء..


/ 482