ضعف الإرادة وقوتها - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فهل تريد هذه النفس أن تستهزئ بالأديان بواسطة العهدين؟ وما أقبح ظلم النفس الأثيمة هي التي تريد الفساد وتسخر الجسد لإرادتها في أعمالها الفاسدة ومع ذلك تتزكى وتصف الجسد بالفساد ظلما وزورا. رمزي: وافترضوا أن الانسان يقول إلهي إني لست سوى خليقة مخلوقة وإذا كانت طبيعتي فاسدة فذلك لم يكن باختياري ولا عمل يدي خلقت ميالا للذنوب فأذنبت وإلى ارتكاب الشرور فارتكبت و و و. نعم جعلت في عقلا لأميز به النافع والضار والخير والشر ينير لي ظلمات الحياة ويهديني إلى الصراط المستقيم لكن ما حيلتي إذا خلقت وإرادتي ضعيفة لا طاقة لها على مقاومة التجاريب.


اليعازر: هل يخفى أن الانسان الأثيم والانسان الصالح لا يختلفان من حيث الطبيعة البشرية، ويوضح ذلك ما ذكره عمانوئيل والشيخ من الصحيفة 541 إلى هنا فكيف يقال: (إن طبيعة الانسان فاسدة ولم يكن ذلك باختياره ولا عمل يده) ألسنا نعرف كثيرا كل من نوع الانسان من يختار فضيلة الصلاح ويترقى باختياره إلى الدرجات الرفيعة. ألسنا نعرف كثيرا من الناس نشأوا على الصلاح وقضوا أيامهم عليه، ألسنا نشاهد الأثيم من الناس إذا أحسن تفكيره أقلع عن أمياله واختار ما هو الصالح المعقول؟ نرى كثيرا من نوع الانسان في زمان واحد يخلط في أعماله بين الفاسد والصالح حسبما يختار من تحسين الفكر والتساهل فيه. ونرى الكثير منهم من إذا اختار أن يحل بين الصالحين للقدوة بهم رغب في الأعمال الصالحة ونشط لها وأقلع عن الأعمال السيئة واشمأز منها. وإذا حل بين الفساق هوى في اختيار الفسوق وابتعد عن اختيار الصلاح. كم من إنسان فاسد الأعمال يلفته إلى الصلاح يسير من الموعظة والتنبيه. وكم من إنسان قضى كثيرا من عمره على الفسوق والفساد ثم اهتدى إلى خير حال الصلاح والأعمال الصالحة.


ضعف الإرادة وقوتها



ضعف الإرادة وقوتها


من الأغلاط الكبيرة أن يقال إن الانسان خلق وإرادته ضعيفة؟؟ لم تخلق إرادة الانسان حين خلقه. وإنما تتكون الارادات على طول حياة الانسان متدرجة بحسب الدواعي المتجددة ونتائج التفكير. خلق الانسان قادرا على التفكير مختارا في توجيهه وتعديله ولو بالوسائل العملية الاختيارية. وبحسب وجوه التفكير قد تكون له إرادة قوية لا تتزعزع سواء كانت في الخير أوالشر وقد تكون له إرادة ضعيفة قد ينصرف عنها حتى بعد أعمال شطر من مقدمات الشئ الذي يريده سواء كانت أيضا في الخير أو الشر وقد تكون له إرادات متوسطة مختلفة في مراتب القوة والضعف تحتاج في الانصراف عنها إلى ما يرجح على دواعيها في التفكير. ترى الانسان الواحد في نوع العمل الواحد يكون في زمان قوي الإرادة فيه ويكون في الزمان الآخر ضعيف الإرادة أو متوسطها كل ذلك بحسب أحوال التفكير واختيار التساهل فيه أو عدم التساهل والاقبال بالتصور أو الاعراض.


مقاومة التجاريب والاغواء



مقاومة التجاريب والاغواء


ومن الأغلاط الكبيرة أن يقال (إن الانسان خلق لا طاقة له على مقاومة التجاريب أي الإغواءات)! كم ترى من الناس من يقاوم التجاريب والاغواء ويطردها خاسئة. كم ترى من الفساق من تحدق به التجاريب وأسباب الغواية القوية في كثير من الأحوال فيقاومها بأمور يقبل عليها بتصوره ووجهة تفكيره وهي طفيفة بالنسبة إلى غيرها. يسمع فلان. أخجل من فلان. أراعي جانب فلان. معشوقتي تغار من ذلك. تعرض عني. امرأتي تتكدر. تغضب علي. أحتشم فلان. التاجر الفلاني لا يأتمنني. الحاكم لا يستخدمني. هذا العمل يخل بمقصدي الفلاني. ونحو ذلك. وكم ترى هذا الانسان ينقاد للضعيف من التجاريب ولا يقاومها بأقوى الروادع. ولا تجد السبب في ذلك إلا أنه يوجه تصوره تارة إلى الروادع فيرغم التجاريب مهما كانت من القوة أو يوجه تصوره إلى تسويلات التجاريب ويعرض عن الروادع ويغالط فيها فيسقطها عن التأثير. كثيرا ما ترى الانسان الواحد يقاوم التجاريب في الغواية بنوع من الروادع وينقاد لتلك التجاريب وما دونها في مقام آخر على رغم ذلك النوع من الروادع وعلى رغم ما هو أقوى منه لا تجد ميزانا في ذلك إلا حالة تفكير الانسان وإقباله بتصوره أو إعراضه وتغاضيه بحسب اختياره. الشيخ: نعم ربما ينبعث الانسان من المداومة على العمل القبيح ومتابعة نفسانيته الأهوائية والإعراض من هدى عقله وإرشاد المرشدين ويحصل له من ذلك نوع ألفة وانهماك بالأعمال الردية وانغزال؟ عادة الصلاح فيتوهم حينئذ أنه يعسر عليه أن يتوب من أعماله الردية ويتزين بالصلاح. ولكنه توهم فاسد فإنه متى قابل ما ذكر من الألفة والانهماك وعارضه بحسن النظر والتفكير في قبح تلك الأعمال وقبح عاقبتها وأحسن الاقبال بفكره على ذلك فإن تلك الألفة وذلك الانهماك يضمحلان ويبطل أثرهما.


/ 482