في الحج في دين الاسلام - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في الحج في دين الاسلام



في الحج في دين الاسلام


رمزي: قد يعترض المعترض على الحج في دين الاسلام لما يرى فيه من المشقات وصرف الأموال الكثيرة. ولما يرى فيه من الأحوال الغريبة وتقييد الانسان بقيود الاحرام ومنعه عن كثير من الملاذ وتكليفه بأعمال تخل بشرفه ككشف رأسه والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة. والهرولة في السعي. فما هو الوجه في هذه الأعمال. بل يقال في أول السؤال ما وجه تخصيص (مكة) وما يتبعها والكعبة بالحج وفرضه وهذه الأعمال.


مكة وتاريخها وحجة القرآن له



مكة وتاريخها وحجة القرآن له


الشيخ: أما السؤال عن تخصيص مكة والكعبة بالحج فلأن الكعبة أول بيت وضع بعد الطوفان لعبادة الله والاخلاص بتوحيده حينما كانت الأرض قد استولت عليها العبادة الأوثانية والشرك فكانت الكعبة باكورة مشاعر التوحيد وعبادة الله الخالصة وقد بناه أول ناهض في دعوة التوحيد ومعارضة الشرك والوثنية وهو إبراهيم خليل الله ومعه ولده إسماعيل مبارك الله. فكانت الكعبة هي المكان الجدير بأن يبقى تذكاره في عبادة الله وتعظيم شعائره مدى الأيام. والقرآن الكريم يشير إلى هذا الوجه في قوله تعالى في الآيتين السادسة والتسعين والتسعين من سورة آل عمران (إن أول بيت وضع للناس) ليكون لهم مشعرا عاما لعبادة الله والاخلاص في توحيده (للذي ببكة) إسم مكة وقد أكد الله الأخبار بأوليته علما منه بما يقع من حسد الحاسدين وجحود الجاحدين (مباركا هدى للعالمين) إذ يتوجهون إلى عبادة الله واتباع رسله دعاة الهدى والتوحيد لا يختص بقوم دون قوم ولا بعصر دون عصر بل هو للعالمين (فيه آيات بينات) تهدي إلى كرامته بكرامة بانيه وغاية بنائه وحفظ تاريخه وشرف انتسابه ومباديه فقد كثرت بتعددها القرون بنحو خمسة وعشرين قرنا واختلفت بتداولها الأيدي وتقلبت بشؤونها الأحوال وتشعبت بنحلها الأديان وتوفرت دواعي الحسد لإسماعيل ومجده واستفحل ضلال الوثنية وغواية الأصنام في محو آثار الرسالة ودين رسل الله والتوحيد ومع هذا كله بقي تذكار إبراهيم رسول الله ومجد إسماعيل ومشعر التوحيد وتاريخ بناء البيت تذكارا خالدا في كل زمان وقرن بين ملايين من البشر متسلسل التاريخ المجيد بين الأمم يدا بيد ونسلا بعد نسل لم يخف أنوار تاريخه المجيد المسلسل غبار الجحود من الإسرائيليين ولا قومية القحطانيين ولا أهواء الوثنيين ولا جبروت الأمم ولا سطوة الحبشة بل كان في القرون والأجيال في جزيرة العرب على رغم مرور الدهور واختلاف البواعث والنزعات وتداول الأيدي ودام في خصوصيات مجده نارا على علم محفوفا بمجد النسبة إلى إبراهيم وإسماعيل وشعار الجلال والاحترام وشرف المنسكية والمشعرية والمسجدية العامة. وتلك آيات بينات من عناية الله بهذا البيت وحفظه لمجد تاريخه وشرفه بأحسن ما يحفظ به التاريخ.


/ 482