فصل : في لمسابقة بالسخاء والنفقة في سبيلالله
المشهور من الصحابة بالنفقة في سبيل اللهعلي وأبو بكر وعمر وعثمان
و عبد الرحمن وطلحة، ولعلي في ذلك فضايللان الجود جودان نفسي ومالي، قال:
(جاهدوا بأموالكم وأنفسكم)، وقال النبيصلّى الله عليه وآله: أجود الناس من جادبنفسه في
سبيل الله الخبر، فصار قوله (لا يستويمنكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك
أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعدوقاتلوا؟) أليق بعلي (ع) لأنه جمع بينهماولم يجمع
لغيره، وقولهم: ان أبا بكر أنفق على النبيأربعين ألفا فان صح هذا الخبر فليس فيه
انه كان دينارا أو درهما وأربعون ألف درهمهو أربعة آلاف دينار ومال خديجة أكثر
من ماله ونفع ذلك للمسلمين عامة وقد شرحتذلك في كتابي المشهور، فاما قوله (فاما
من أعطى واتقى) عموم ويعارض بقوله (ووجدكعائلا فأغنى) بمال خديجة،
وروي انه نزلت في علي (ع)، وفيه يقولالعبدي:
أبوكم هو الصديق آمن واتقى
وأعطى وماأكدى وصدق بالحسنى
وأعطى وماأكدى وصدق بالحسنى
وأعطى وماأكدى وصدق بالحسنى
الآية. ابن عباس والسدي ومجاهد والكلبيوأبو صالح والواحدي والطوسي
والثعلبي والطبرسي والماوردي والقشيريوالثمالي والنقاش والفتال وعبيد الله بنالحسين
وعلي بن حرب الطائي في تفاسيرهم انه كانعند علي بن أبي طالب أربعة دراهم من
الفضة فتصدق بواحد ليلا وبواحد نهاراوبواحد سرا وبواحد علانية فنزل (الذين
ينفقون أموالهم بالليل) الآية، فسمى كلدرهم مالا وبشره بالقبول، رواه النطنزي
في الخصايص.
تفسير النقاش وأسباب النزول قال الكلبيفقال له النبي: ما حملك على هذا؟ قال:
حملني ان استوجب على الله الذي وعدني،فقال له رسول الله: ألا ان ذلك، فأنزل الله
هذه الآية، قال الحميري:
وأنفق ماله ليلا وصبحا
وصدق ماله لما أتاه
الفقير بخاتمالمتختمينا
وأسرارا وجهرالجاهرينا
الفقير بخاتمالمتختمينا
الفقير بخاتمالمتختمينا
الآية، بعث عبد الرحمن بن عوف بدنانيركثيرة إلى أصحاب الصفة حتى أغناهم،
وبعث علي بن أبي طالب في جوف الليل بوسق منتمر، فكان أحب الصدقتين إلى الله