و أحد الوجهين لا يجوز عليه تعالى لقوله«لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ» «1» و قوله«لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» والاخر يجوز عليه، فهذا من المحكم الذي يرداليه المتشابه.و من ذلك قوله «كُلٌّ مِنْ عِنْدِاللَّهِ» «2» فرددناه الى المحكم الذي هوقوله «وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِاللَّهِ وَ ما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِوَ يَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَوَ هُمْ يَعْلَمُونَ» «3».فان قيل: كيف عددتم من جملة المحكم قوله«لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ» معالاشتباه فيه بدخول الكاف؟قلنا: انما قلنا انه محكم، لان مفهومه ليسكمثله شيء على وجه من الوجوه دون أن يكونعند أحد من أهل التأويل ليس مثل مثلهشيء، فدخول الكاف و ان اشتبه على بعضالناس لم دخلت، فلم يشتبه عليه المعنىالاول الذي من أجله كان محكما.و قد حكينا فيما مضى عن المرتضى رحمهاللّه علي بن الحسين الموسوي أنه قال:الكاف ليست زائدة، و انما نفى أن يكونلمثله مثل، فإذا ثبت ذلك علم أنه لا مثلله، لأنه لو كان له مثل، لكان له أمثال، وكان يكون لمثله مثل، فإذا لم يكن له مثل دلعلى أنه لا مثل له، غير أن هذا تدقيق فيالمعنى، فتصير الاية على هذا متشابهة، لانذلك معلوم بالادلة.فصل: قوله «رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا»الاية: 8.قيل: في معنى «لا تُزِغْ قُلُوبَنا»قولان:أحدهما: لا تزغ قلوبنا عن الحق بمنع اللطفالذي يستحق معه أن تنسب(1) سورة الشورى: 11.(2) سورة النساء: 77.(3) سورة آل عمران: 78.