ذكر خبر اسر ابن البعيث و موته
و في هذه السنه قدم بغا الشرابي بابنالبعيث في شوال و بخليفته ابى الأغر وباخوى ابن البعيث صقر و خالد- و كانا نزلابأمان- و بابن لابن البعيث، يقال لهالعلاء، خرج بأمان، و قدم من الأسرى بنحومن مائه و ثمانين رجلا، و مات باقيهم قبلان يصلوا، فلما قربوا من سامرا حملوا علىالجمال يستشرفهم الناس، فامر المتوكلبحبسه و حبسهم، و اثقله حديدا فذكر عن علىبن الجهم، انه قال: اتى المتوكل بمحمد بنالبعيث، فامر بضرب عنقه، فطرح على نطع، وجاء السيافون فلوحوا له، فقال المتوكل، وغلظ عليه: ما دعاك يا محمد الى ما صنعت؟قال: الشقوة، و أنت الحبل الممدود بين اللهو بين خلقه، و ان لي فيك لظنين اسبقهما الىقلبي أولاهما بك، و هو العفو، ثم اندفع بلافضل، فقال:
ابى الناس الا انك اليوم قاتلى
و هل انا الا جبله من خطيه
فإنك خير السابقين الى العلا
و لا شك انخير الفعالين تفعل
امامالهدى و الصفح بالناس اجمل
و عفوك من نورالنبوه يجبل
و لا شك انخير الفعالين تفعل
و لا شك انخير الفعالين تفعل