منع الاحتكار - سیاست نامه امام علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیاست نامه امام علی(علیه السلام) - نسخه متنی

محمد محمدی ری شهری، سید محمدکاظم طباطبایی، سید محمود طباطبایی نژاد، محمدعلی مهدوی راد؛ ترجمه: مهدی مهریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

منع الاحتكار

204- الإمام عليّ عليه السلام- من كتابه إلى رفاعة-: إنْهَ عن الحُكرة، فمن ركب النهيَ فأوجِعه، ثمّ عاقبه بإظهار ما احتكر [ دعائم الإسلام 80:36:2. ]

205- عنه عليه السلام- في عهده إلى مالك الأشتر-: ثمّ استوصِ بالتّجار وذوي الصناعات...واعلم- مع ذلك- أنّ في كثير منهم ضيقاً فاحشاً، وشُحّاً قبيحاً، واحتكاراً للمنافع، وتحكّماً في البياعات، وذلك باب مضرّة للعامّة، وعيب على الولاة، فامنع من الاحتكار، فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله منع منه. وليكن البيع بيعاً سمحاً، بموازين عدل، وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع.

فمن قارف حُكرة بعد نهيك إيّاه فنكّل به، وعاقبه في غير إسراف [ نهج البلاغة: الكتاب 53، تحف العقول: 140. ]

جلوگيرى از احتكار

204. امام على عليه السلام- از نامه اش به رفاعه-: از احتكار، بازدار و آن كس را كه احتكار كند، تأديب كن و با آشكار ساختن آنچه احتكار شده، او را كيفر ده.

205. امام على عليه السلام- در عهدنامه اش به مالك اشتر-: به بازرگانان و صنعتگران، نيكى كن... و بدان كه با اين همه، در ميان بسيارى از آنان، سختگيرىِ رسوا، بُخلِ زشت، و احتكار اموال، و زورگويى در داد و ستد وجود دارد و اين، زيانى است براى همگان، و عيبى است بر زمامداران. پس از احتكار، باز دار كه رسول خدا از آن منع كرد؛ و آن كه پس از منع تو دست به احتكار زند، او را كيفر ده و بدون زياده روى، مجازات كن.

سياسة أخذ الخراج

206- الإمام عليّ عليه السلام- في كتابه إلى اُمراء الخراج-: بسم اللَّه الرحمن الرحيم. من عبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلى اُمراء الخراج، أمّا بعد، فإنّه من لم يحذر ما هو صائر إليه لم يقدّم لنفسه ولم يحرزها، ومن اتّبع هواه وانقاد له على ما يعرف نفع عاقبته عمّا قليل ليصبحنّ من النادمين.

ألا وإنّ أسعد الناس في الدنيا من عدل عمّا يعرف ضرّه، وإنّ أشقاهم من اتّبع هواه. فاعتبروا.

واعلموا أنّ لكم ما قدّمتم من خير، وما سوى ذلك وددتُم لو أنّ بينكم وبينه أمَدَاً بعيداً، ويحذّركم اللَّه نفسه، واللَّه رؤوف ورحيم بالعباد. وإنّ عليكم ما فرّطتم فيه. وإنّ الذي طلبتم لَيسير، وإنّ ثوابه لكبير.
ولو لم يكن فيما نُهيَ عنه من الظلم والعدوان عقابٌ يخاف، كان في ثوابه ما لا عذرَ لأحدٍ بترك طَلِبته، فارحموا تُرحموا، ولا تعذّبوا خلق اللَّه، ولا تكلّفوهم فوق طاقتهم، وأنصفوا الناس من أنفسكم، واصبروا لحوائجهم؛ فإنّكم خزّان الرعيّة. لا تتّخِذُنّ حُجّاباً، ولا تَحجُبُنّ أحداً عن حاجته حتى ينهيها إليكم، ولا تأخذوا أحداً بأحد، إلّا كفيلاً عمّن كفل عنه، واصبروا أنفسكم على ما فيه الاغتباط، وإيّاكم وتأخير العمل، ودفع الخير؛ فإنّ في ذلك الندم. والسلام [ وقعة صفّين: 108؛ المعيار والموازنة: 122 نحوه وراجع نهج البلاغة: الكتاب 51. ]

207- الكافي عن مهاجر عن رجل من ثقيف: استعملني عليّ بن أبي طالب عليه السلام على بانقيا وسواد من سواد الكوفة، فقال لي- والناس حضور-: انظر خراجك فجُد فيه، ولا تترك منه درهماً، فإذا أردتَ أن تتوجّه إلى عملك فمُرّبي.

قال: فأتيتُه، فقال لي: إنّ الذي سمعتَ منّي خدعة، إيّاك أن تضرب مسلماً أو يهوديّاً أو نصرانيّاً في درهم خراج، أو تبيع دابّة عمل في درهم، فإنّما اُمرنا أن نأخذ منهم العفو [ الكافي 8:540:3، تهذيب الأحكام 275:98:4 عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن رجل من ثقيف، من لا يحضره الفقيه 1605:24:2. ]

208- السنن الكبرى عن عبد الملك بن عمير: أخبرني رجل من ثقيف قال: استعملني عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه على بُزُرْجَسابور، فقال: لاتضربنّ رجلاً سوطاً في جباية درهم، ولا تبيعنّ لهم رزقاً، ولا كسوة شتاء ولا صيف، ولا دابّة يعتملون عليها، ولا تُقِم رجلاً قائماً في طلب درهم.
قال: قلتُ: يا أميرالمؤمنين، إذاً أرجع إليك كما ذهبتَ من عندك! قال: وإن رجعتَ كما ذهبتَ، وَيحك إنّما اُمرنا أن نأخذ منهم العفو- يعني الفضل- [ [ السنن الكبرى 18736:345:9، اُسد الغابة 98:4:م

3789 وفيه مدرج سابور بدل بُزُرْجسابور، كنز العمّال 11488:501:4 نقلاً عن سنن سعيد بن منصور وفيه برج سابور.] ]

209- تاريخ دمشق عن عبد الملك بن عمير: حدّثني رجل من ثقيف أنّ عليّاً استعمله على عُكبَرَا [ عُكبَرَا- يمدّ ويقصر: قال حمزة الأصبهاني، بُزُرْجَسابور معرّب عن وزرك شافور وهي المسمّاة بالسريانيّة عُكْبَرَا... وهو اسم بُليدة من نواحي دُجيل، قرب صريفين وأوانا، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ "معجم البلدان 142:4". ]- قال: ولم يكن السواد يسكنه المصلّون- فقال لي بين أيديهم: لتستوفي خراجهم، ولا يجدون فيك رخصة، ولا يجدون فيك ضعفاً. ثمّ قال لي: إذا كان عند الظهر فرُح إليَّ. فرُحتُ إليه، فلم أجد عليه حاجباً يحجبني دونه، وجدتُه جالساً وعنده قدح وكوز فيه ماء، فدعا مطيّبه [ كذا، وفي حلية الأولياء: بطينة وفي هامشه: كذا في ز وفي ج بظبية، ولعله الصحيح، والظبية: جراب صغير أو هي شبه الخريطة والكيس. ]، فقلتُ في نفسي: لقد أمنني حتى يُخرِج إليَّ جوهراً [ في المصدر جوهر والصحيح ما أثبتناه كما في حلية الاولياء. ]- إذ لا أدري ما فيها، فإذا عليها خاتم، فكسر الخاتم فإذا فيها سويق، فأخرج منه وصبّ في القدح، فصبّ عليه ماء، فشرب وسقاني.

فلم أصبر أن قلت له: يا أميرالمؤمنين، أتصنع هذا بالعراق؟!! طعام العراق أكثر من ذلك!!

قال: أما واللَّه ما أختم عليه بُخلاً عليه، ولكنّي أبتاع قدر ما يكفيني، فأخاف
إن نمى [ كذا في المصدر، وفي حلية الأولياء: فأخاف أن يغنى فيُصنع من غيره وهي أظهر. ] فيصنع فيه من غيره، فإنّما حفظي لذلك، وأكره أن اُدخل بطني إلّا طيّباً.

وإنّي لم أستطِع أن أقول لك إلّا الذي قلتُ لك بين أيديهم، إنّهم قوم خدع، ولكنّي آمرك الآن بما تأخذهم به، فإن أنت فعلتَ وإلّا أخذك اللَّه به دوني، فإن يبلغني عنك خلاف ما أمرتُك عزلتُك! فلا تبيعنّ [ في الطبعة المعتمدة: يتبعنّ وهو تصحيف والتصحيح من تاريخ دمشق ترجمة الامام عليّ عليه السلام تحقيق محمّدباقر المحمودي "1249:199:3". ] لهم رزقاً يأكلونه، ولا كسوة شتاء ولا صيف،ولا تضربنّ رجلاً منهم سوطاً في طلب درهم، ولا تُقبّحه في طلب درهم؛ فإنّا لم نؤمر بذلك، ولا تبيعنّ لهم دابّة يعملون عليها، إنّما اُمرنا أن نأخذ منهم العفو.

قال: قلت: إذاً أجيؤك كما ذهبتُ! قال: وإن فعلت.

قال: فذهبت فتتبّعتُ ما أمرني به، فرجعتُ واللَّه ما بقي عليَّ درهم واحد إلّا وفيته [ تاريخ دمشق 487:42، حلية الأولياء 82:1 وفيه إلى طيّباً وراجع المعيار والموازنة: 248 وكنز العمّال 14346:773:5 وشرح الأخبار 726:364:2. ]

210- الإمام عليّ عليه السلام- من عهده إلى بعض عمّاله وقد بعثه على الصدقة-:آمره بتقوى اللَّه في سرائر أمره، وخفيّات عمله، حيث لا شهيد غيره، ولا وكيل دونه. وآمره أن لا يعمل بشي ء من طاعة اللَّه فيما ظهر، فيخالف إلى غيره فيما أسرّ، ومن لم يختلف سرّه وعلانيته وفعله ومقالته، فقد أدّى الأمانة، وأخلص العبادة.

وآمره أن لا يَجبَهُهم، ولا يَعضَهُهم، ولا يرغب عنهم، تفضّلاً بالإمارة عليهم؛
فإنّهم الإخوان في الدين، والأعوان على استخراج الحقوق.

وإنّ لك في هذه الصدقة نصيباً مفروضاً، وحقّاً معلوماً، وشركاء أهل مسكنة، وضعفاء ذوي فاقة، وإنّا موفّوك حقّك، فوفِّهم حقوقَهم، وإلّا تفعل فإنّك من أكثر الناس خصوماً يوم القيامة، وبؤسى لمن خصمُه عند اللَّه الفقراءُ والمساكين والسائلون والمدفوعون والغارمون وابن السبيل.

ومن استهان بالأمانة، ورتع في الخيانة، ولم ينزّه نفسه ودينه عنها، فقد أحلّ بنفسه الذلّ والخزي في الدنيا، وهو في الآخرة أذلّ وأخزى. وإنّ أعظم الخيانة خيانة الاُمّة، وأفظع الغشّ غشّ الأئمّة. والسلام [ نهج البلاغة: الكتاب 26، بحارالأنوار 719:528:33 وراجع دعائم الإسلام 252:1. ]

211- عنه عليه السلام- من وصيّة له كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات [ قال الشريف الرضي: وإنّما ذكرنا هنا جملاً ليعلم بها أنّه عليه السلام كان يقيم عماد الحقّ ويشرع أمثلة العدل في صغير الاُمور وكبيرها ودقيقها وجليلها. ]-: انطلق على تقوى اللَّه وحده لا شريك له، ولا تَروعن مسلماً، ولا تجتازنّ عليه كارهاً، ولا تأخذنّ منه أكثر من حقّ اللَّه في ماله، فإذا قدمت على الحيّ فانزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم، ثمّ امضِ إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلّم عليهم، ولا تُخدِج بالتحيّة لهم، ثمّ تقول: عبادَ اللَّه، أرسلني إليكم وليّ اللَّه وخليفته لآخذ منكم حقّ اللَّه في أموالكم، فهل للَّه في أموالكم من حقّ فتؤدّوه إلى وليّه؟ فإن قال قائل: لا، فلا تراجعه. وإن أنعم لك منعم فانطلق معه من غير أن تُخيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه، فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة. فإن كان له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلّا بإذنه، فإنّ أكثرها له، فإذا أتيتَها فلا تدخل عليها
دخول متسلّط عليه ولا عنيف به.

ولا تُنفِّرنّ بهيمة ولا تُفزِعنَّها، ولا تَسوءنَّ صاحبَها فيها. واصدع المال صدعين، ثمّ خيّره، فإذا اختار فلا تَعرضنَّ لما اختاره. ثمّ اصدع الباقي صدعين، ثمّ خيّره، فإذا اختار فلا تَعرضنَّ لما اختاره. فلا تزال كذلك حتى يبقى ما فيه وفاء لحقّ اللَّه في ماله، فاقبض حقّ اللَّه منه. فإن استقالك فأقِله، ثمّ اخلطهما، ثمّ اصنع مثل الذي صنعت أوّلاً حتى تأخذ حقّ اللَّه في ماله.

ولا تأخذنّ عَوداً، ولا هَرِمة، ولا مكسورة، ولا مهلوسة، ولا ذات عوار، ولا تَأمننَّ عليها إلّا من تثقُ بدينه، رافقاً بمال المسلمين حتى يوصله إلى وليّهم فيقسمه بينهم، ولا تُوكّل بها إلّا ناصحاً شفيقاً، وأميناً حفيظاً، غير مُعنِفٍ ولا مُجحفٍ، ولا مُلغِبٍ ولا مُتعِبٍ. ثمّ احدُر إلينا ما اجتمع عندك نُصيِّره حيث أمر اللَّه به.

فإذا أخذها أمينُك فأوعز إليه ألَّا يَحولَ بين ناقة وبين فصيلها، ولا يمصُر لبنها فيضرّ ذلك بولدها، ولا يَجهدنّها ركوباً، وليعدل بين صواحباتها في ذلك وبينها، وليُرفِّه على اللاغب.

وليَستأنِ بالنَّقِبْ والظالِع، وليوردها ما تمرّ به من الغُدُر، ولا يَعدِل بها عن نبت الأرض إلى جوادّ الطرقِ، وليُروِّحها في الساعات، وليُمهِلها عند النِّطافِ والأعشاب؛ حتى تأتينا بإذن اللَّه بُدّنا مُنقِيات غير مُتعَبات ولا مَجهودات، لنقسمها على كتاب اللَّه وسنّة نبيه صلى الله عليه وآله؛ فإنّ ذلك أعظم لأجرك، وأقرب لرشدك،
إن شاء اللَّه [ نهج البلاغة: الكتاب 25، الكافي 1:536:3، تهذيب الأحكام 274:96:4 كلاهما عن بريد ابن معاوية، المقنعة: 255 عن بريد العجلي،الغارات 126:1 عن عبد الرحمن بن سليمان وكلّها عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلام نحوه. ]

212- عنه عليه السلام- في عهده إلى مالك الأشتر-: وتفقّد أمرَ الخراج بما يصلح أهله؛ فإنّ في صلاحه وصلاحهم صلاحاً لمن سواهم، ولا صلاحَ لمن سواهم إلّا بهم؛ لأنّ الناس كلّهم عيال على الخراج وأهله. وليَكُن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لأنّ ذلك لا يُدرك إلّا بالعمارة؛ ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد، وأهلك العباد، ولم يستقم أمرهُ إلّا قليلاً. فإنْ شكوا ثقلاً أو علّةً، أو انقطاع شربٍ أو بالّة، أو إحالة أرضٍ اغتمرها غرقٌ، أو أجحف بها عطشٌ، خفّفت عنهم بما ترجو أن يصلح به أمرهم؛ ولا يثقلنّ عليك شي ءٌ خفّفت به المؤونة عنهم، فإنه ذخرٌ يعودون به عليك في عمارة بلادك، وتزيين ولايتك، مع استجلابك حسن ثنائهم وتبجّحك باستفاضة العدل فيهم، معتمداً فضل قوّتهم بما ذخرت عندهم من إجمامك لهم، والثقة منهم بماعوّدتهم من عدلك عليهم ورفقك بهم، فربّما حدث من الاُمور ما إذا عوّلت فيه عليهم من بعدُ احتملوه طيّبةً أنفسهم به؛ فإن العمران محتملٌ ما حمّلته، وإنّما يؤتى خراب الأرض من إعواز أهلها، وإنّما يُعوز أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع وسوء ظنّهم بالبقاء، وقلّة انتفاعهم بالعِبر [ نهج البلاغة: الكتاب 53 وراجع دعائم الإسلام 362:1. ]
213- عنه عليه السلام- في عهده إلى مالك الأشتر "في رواية تحف العقول"-: فاجمع إليك أهل الخراج من كلّ بلدانك، ومُرهم فليُعلموك حال بلادهم وما فيه صلاحهم ورخاء جبايتهم، ثمّ سَل عمّا يرفع إليك أهل العلم به من غيرهم؛ فإن كانوا شكوا ثقلاً أو علّة من انقطاع شرب أو إحالة أرض اغتمرها غرق أو أجحف بهم العطش أو آفة خفّفتَ عنهم ما ترجو أن يصلح اللَّه به أمرهم، وإن سألوا معونة على إصلاح ما يقدرون عليه بأموالهم فاكفهِم مؤونته؛ فإنّ في عاقبة كفايتك إيّاهم صلاحاً، فلا يثقلنّ عليك شي ء خفّفت به عنهم المؤونات؛ فإنّه ذخر يعودون به عليك لعمارة بلادك، وتزيين ولايتك، مع اقتنائك مودّتهم وحسن نيّاتهم، واستفاضة الخير، وما يسهّل اللَّه به من جلبهم، فإنّ الخراج لا يُستخرج بالكدّ والأتعاب، مع أنّها عقد تعتمد عليها إن حدثَ حدثٌ كنتَ عليهم معتمداً؛ لفضل قوّتهم بما ذخرت عنهم من الجَمام، والثقة منهم بما عوّدتهم من عدلك ورفقك،ومعرفتهم بعذرك فيما حدث من الأمر الذي اتّكلت به عليهم، فاحتملوه بطيب أنفسهم، فإنّ العمران محتمل ما حمّلته، وإنّما يؤتى خراب الأرض لإعواز أهلها، وإنّما يعوز أهلها لإسراف الولاة وسوء ظنّهم بالبقاء وقلّة انتفاعهم بالعبر [ تحف العقول: 137. ]

/ 170