مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هذا وقد عثر حديثاً على آثار في أمارة "ابي
ظبي" وفي مواضع اخرى من سواحل الخليج، قد
تقدم لنا علماً جديداً بلهجات عربية قديمة
لا نعرف اليوم من امرها شيئاً، وبذلك يتسع
علمنا عن لهجات العرب قبل الإسلام، وقد
نستطيع بواسطتها الوقوف على كيفية تطور
اللغة العربية القرآنية وعلى حصر المواضع
التي كان سكانها يتكلمون بها، أو بلهجات
قريبة منها.

بل ارى ضرورة دراسة اللغات السامية
للاستفادة من هذه الدراسة المقارنة في فهم
خصائص اللغة العربية ولحل بعض مشاكلها في
النحو والصرف والالفاظ. وقد
بذل-المستشرقون-والحق يقال- جهوداً يشكرون
عليها في دراسة هذه اللغات دراسة مقارنة.
ولدينا اليوم مؤلفات كثيرة في هذه
الدراسة، تعرضت للحروف بنوعيها الصامتة
"The consonant sounds" والحروف المتحركة "The vowels
"وللضمائر، وللأسماء الموصولة وادوات
الوصل، وللأسماء، وللجموع وللأفعال،
ولحروف الجر، وغير ذلك من الموضوعات التي
تجدها في الكتب التي بحثت عنها.

ومن أهم الموضوعات التي يجب توجيه
العناية اليها، موضوع: علم الاموات
"Phonology"بالنسبة إلى اللغات السامية، مثل
دراسة مخارج الحروف، والحركات، والأمالة،
والتفخيم، والاشمام في العربية على وجه
خاص، ثم دراسة صرف هذه اللغات "Morphology"، مثل
جذور الالفاظ التي يغلب عليها الطابع
الثلاثي "Triconsonantal"المكون من الحروف
الصامتة، بينما تقل فيها الجذور المكونة
من حرفين صامتين أو من اربعة حروف صامتة.

ومثل دراسة كيفية تكون الأسماء،
وأبنيتها، ودراسة الجنس في هذه اللغات،
والعلأمات التي تميز الجنس:المؤنث عن
المذكر، ثم العدد:المفرد، والمثنى
والجمع، جموع التذكير وجموع التأنيث،
وجموع التكسير، ثم الظرف، وحروف الجر،
والعطف، ودراسة الافعال بأنواعها، وحالات
الجمل، وغير ذلك من أمور تخص علم اللغات.

وقد عالج بعض العلماء موضوعات خاصة من
موضوعات النحو والصرف، مثل موضوع الفعل في
اللغات السامية. وموضوع الصلة بين
العربيات الجنوبية وبين اللغة الحبشية.
والصلة بين العربية وبين اللغات السامية
الاخرى، أو بين لغة سامية ولغة سامية اخرى
من حيث قواعد النحو والصرف.

الفصل السادس والاربعون بعد المئة
الشعر

الشعر والحكم والكهانة والخطابة
وأضرابها، هي أهم المظاهر التي تحدد لنا
العقلية الجاهلية، وتعطينا فكرة عامة عن
العقل الجاهلي.

أما الشعر الجاهلي، فلم يصل الينا من
الجاهلية مدوناً قط، وانما وصل الينا
مدوناً في الإسلام. وأقصد اننا لم نعثر حتى
الآن على أي شئ منه مكتوباً بقلم جاهلي أو
محفوراً على نص جاهلي. وكل ما نحفظه ونعرفه
من ذلك الشعر، هو مما وصل الينا بنقول
الاسلاميين.

وللعلماء، من اسلاميين قدامى ومحدثين،
ومن مستشرقين، آراء في هذا الشعر. منهم من
يبالغ في اليقين، فيرى ان كل ما وصل الينا
منه صحيح، ومنهم من يبالغ في الشك، فيرى ان
أكثر ما وصل هو شعر منتحل فاسد موضوع، وضع
لأغراض عديدة يذكرونها: دينية وسياسية
وجنسية وغير ذلك، ومنهم من يتوسط فيرى أن
فيه الصحيح وفيه الفاسد المدسوس، وان من
الخير البحث فيه من نواح متعددة ودرسه
دراسة علمية حديثة ونقده نقداً علمياً
لتمييز صحيحه من فاسده، ولكل فريق حجج
وأدلة مدونة، وكتب افردوها، فيها رأيهم
وحججهم، اليها استحسن رجوع من يريد الوقوف
على تلك الاراء.

ومن الكتب المؤلفة في الأدب الجاهلي،
واشتهرت خاصة بين ادباء العربية بنقد
الشعر الجاهلي وبتوجيه الشك إلى صحة
أكثره، فأثارت لذلك ضجة كبيرة كتاب الفه
الدكتور طه حسين في العربية بعنوان:"في
الادب العربي". وقد رد عليه أدباء عديدون
في مصر وغيرها من البلاد العربية الاخرى.
وقد أوضح الدكتور في كتابه العوامل التي
حملته عيى تكوين رأيه المذكور في الادب
الجاهلي.

وليس مرجع هذا الاختلاف هو في حقيقة وجود
شعر جاهلي اصلاً، أو فيعدم وجوده. فوجود
شعر للجاهليين، حقيقة لا يشك فيها ابداً،
لأن الجاهليين هم مثل سائر الناس، لهم حس
ولهم شعور، وما دام الحس موجوداً، فلال بد
ان يظهر على شكل شعر أو نثر. وانما
الاختلاف هو في هذا الشعر المروي لنا،
والمدون في بطون الكتب. هل هو جاهلي حقاً،
أو هو منحول فاسد محمول على الجاهليين؟ أو
وسط بين بين، وفي كمية الصحيح منه؟،
بالنسبة إلى مقدار الفاسد منه؟ هذا موضع
الاختلاف بين العلماء.

/ 456