مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولا بد من ذكر "السكري" في هذا المكان. وهو
"ابو سعيد الحستن بن الحسين" السكري
اللغوي، المتوفى سنة "275 ه". فله مؤلفات
عديدة عن الشعر، وشروح للدواوين. منها: شرح
اشعار هذيل، وديوان أبي كبير الهذلي بشرح
السكري، وكتاب أخبار اللصوص، جمع فيه
اشعار لصوص البدو المشهورين، واشعار
اليهود، وشرح ديوان زهير، وديوان امرىء
القيس، بروايته، وشرح ديوان حسان، وقد نقل
منه "البغدادي"، وديوان الحطيئة، وهو
روايته عن ابن حبيب، وديوان أبي ذؤيب
الهذلي، وشرحه على ديوان عبد الله بن قيس
الرقيات، وديوان اللخطل، وهو روايته عن
محمد بن حبيب عن ابن الاعرابي، وديوان
الفرزدق.

وقد اخذ السكري من الموارد التي الفت
قبله، كما اخذ من علماء المصرين: البصرة
والكوفة، دون تعصب أو تحزب، وكان راوية
البصريين.

الفصل الرابع والخمسون بعد المئة
تنقيح الشعر والدواوين

والذي يطالع كتب الادب والاخبار، ويقرأ
ما ورد فيها عن الشعراء الجاهليين، ويخرج
منها بانطباع خلاصته إن اكثر شعراء
الجاهلية، لم يكونوا يهذبون شعرهم، وام
يكونوا يثقفونه، ولم يكونوا يجرون عليه
تحويرا أو تغييرا أو تعديلا، بعد انشادهم
له، وات اغلبهم كان يقول شعره ارتجالا من
غير تحضير سابق ولا تهيئة، فهو من عفو
الخاطر. جرت على ذلك سنة الشعراء في
الجاهلية، فكان شاعرهم يرتجل شعره حسب
الظروف والمناسبات.

وتصدق دعوى اهل الأخبار هذه في شعر
المناسبات مفي المفاجآت، أي في الحالات
التي لا يكون الشاعر فيها على علم مسبق
بانه سيقول فيها شيئا من الشعر فتضطره
المناسبة إلى قول شيء منه، اما في الحالات
الاخرى، فان دعواهم هذه لا يمكن قبولها،
بسبب اننا نجدهم يذكرون إن الشاعر كان
يهيء شعره قبل القائه، وانه كان إذا نظم
يحفظه رواته، أو يدونه على صحيفة، وقد
ينقح فيه ويجود وان من الشعراء من كان يحرص
على ألا يذيع شعره الا بعد امد والا بعد إن
يعرضه على خاصته ليروا رأيهم فيه، فيغير
فيه ويبدل، فاذا سمع آراءهم وملاحظاتهم
ووجدوها وجيهة، اخذ بها، وصقل شعره
بموجبها، وعندئذ يذيعه ويعطيه روايته
لينشره بين الناس.

جاء في "طبقات الشعراء" إن الرسول سأل "عبد
الله بن رواحة": "كيف تقول الشعر إذا قلت ؟"
فاجابه: "انظر في ذلك ثم اقول". فامره إن
يقول شعرا تقتضيه الساعة، واخذ ينظر اليه:
فانبعث عبد الله شعرا، ثم قال: "ولم اكن
اعددت شيئا". وجاء في كتاب "الشعر والشعراء"
عن "الحارث بن حلزة"، وهو القائل:




  • آذنتنا بينـهـا اسـمـاء
    رب ثاو ٍيمل منه الثواء



  • رب ثاو ٍيمل منه الثواء
    رب ثاو ٍيمل منه الثواء



ويقال انه ارتجلها بين يدي عمرو بن هند
ارتجالا". ثم قال: "قال الاصمعي: قد اقوى
الحارث بن حلزة في قصيدته التي ارتجلها،
قال:




  • فملكنا بذلك النـاس اذ مـا
    ملك المنذر بن ماء السماء



  • ملك المنذر بن ماء السماء
    ملك المنذر بن ماء السماء



قال ابو محمد: لن يضر ذلك في هذه القصيدة،
لانه ارتجلها فكانت كالخطبة". فاعتذر عن
الاقواء بالارتجال، ومعنى هذا انه لو كان
قد هيأها واعدها من قبل، كما هي العادة لما
وقع في الاقواء.

وفي جواب "عبد الله بن رواحة" "لم اكن اعددت
شيئا"، وفي اعتذار المعتذر عن اقواء
"الحارث بن حلزة"، دلالة بينه على إن
الشعراء كانوا يهيؤن شعرهم وينقحونه قبل
انشاده، وانهم كانوا لا يقولون شيئا منه
الا بعد إن يكون قد اختمر في رؤوسهم ورضوا
عنه، حتى يكون سديدا اللهم الا في
الناسبات وفي الظروف الحرجة الت تهز
الشاعر فتحمله على نظم الشعر.

وورد إن "الحارث بن حلزة" اليشكري، قال
لقومه، "وهو رئيس بكر ابن وائل: اني قد قلت
قصيدة، فمن قام بها ظفر بحجته وفلج على
خصمه، فرواها ناسا منهم، فلما قاموا بين
يديه لم يرضهم، فحين علم انه لا يقوم بها
احد مقامه، قال لهم: والله اني لاكره إن
آتي الملك فكلمني من وراء سبعة ستور،
وينضح أثري بالماء إذا انصرفت عنه، وكان
لبرص كان به، غير اني لا ارى احدا يقوم بها
مقامي، وانا محتمل ذلك لكم"، مما يدل على
انه كان قد اعدها ونظمها بعد تروٍ ودراسة،
ثم القاها على الملك، مع اننا نرى الكتب،
تذكر انه ارتجلها ارتجالا، بمعنى انها
كانت من وحي الموقف والساعة، ولم تكن
مهيأة من قبل.

/ 456