مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وهكذا نهاه أن
يضع لفظة رسول، موضع لفظة نبيّ، مع أن
كليهما حق لا يحيل معنى، إذ هو رسول ونبي
معاً، فكيف كان يجيز أن يوضع في القرآن
مكان عزيز حكيم، غفور رحيم، أو سميع عليم،
وكيف نقبل هذه الرواية التي تذكر أن "عبد
الله بن مسعود" أقرأ رجلا كلمة "الفاجر"
بدلاً من كلمة الأثيم في الآية: إن شجرة
الزقوم طعام الأثيم، مع ورود المنع عن
تغير أي حرف من حروف القرآن، وهل يعقل قيام
"ابن مسعود" بذلك، وسكوت الصحابة عن عمله،
لو صحّ أنه فعل ذلك.

ولو كان القرآن قد نزل بلغة قريش وحدها،
فلمَ كان الصحابة من قريش مثل "أبو بكر" و
"عمر" وغيرهما، يتحرون في تفسر ألفاظ وردت
فيه، أو يلجأون إلى الشعر يستعينون به في
تفسير القرآ ن، والشعر هو شعر العرب، لا
شعر قريش وحدها، قال "ابن عباس" "إن الشعر
ديوان العرب"،وكان إذا سئل عن عربية
القرآن أنشد الشعر، و قال: "إذا قرأتم
شيئاً من كتاب الله، فلم تعرفوه، فاطلبوه
في أشعار العرب، فإن الشعر ديوان العرب،
وكان إذا سئل عن شيء من القرآن انشد فيه
شعرا ً".

قال "ابن قتيبة": "العرب لا تستوي.في
المعرفة بجميع ما في القرآن من الغريب
والمتشابه بل لبعضها الفضل في ذلك على
بعض، والدليل عليه قول الله عزً وجلّ: وما
يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في
العلم... ويدل عليه قول بعضهم: يا رسول اذ:
انك لتأتينا بالكلام من كلام العرب ما
نعرفه، ونحن العرب حقاً. فقال: إن ربي
علمني فتعلمت".

الفصل التاسع والئلاثون بعد المئة،
العربية الفصحى

نطلق اليوم على العربية التي ندون بها
أفكارنا: "العربية الفصحى"، وهي كما نعلم
لغة الفكر والإدارة في العالم العربي.
والعربية الفصحى، هي لغة الفصاحة
والبيان، ومدار تركيب الفصاحة على الظهور
والابانة. يقال: أفصح إذا تكلم بالفصاحة.
وفصح الأعجمي فصاحة، إذا تكلم العربية
وفهم منه. وهي اللغة العربية العالية التي
لا تدانيها لغة عربية أخرى من اللغات
العربية الباقية، واللسان الذي يحاول أن
ينطق به كل مثقف مهذب، وأن يؤلف ويعبر عن
مراده به.

وعرفت العربية الفصيحة بالعربية
العالية، وكان علماء اللغة إذا وسموا كلمة
بسمة الفصاحة، قالوا: كلمة فصيحة، وكلمة
عالية، وإذا وسموها بالضعف وبالركاكة،
قالوا: ليست بعربية فصيحة، أو ليست
بالعالية. "قال ابن سيده: أشكد لغة ليست
بالعالية". وقالوا في "لغة رديئة"، وقالوا: "
وهي لغة أهل العالية". "والعالية ما فوق أرض
نجد إلى تهامة والى ما وراء مكة، وهي
الحجاز وما والاها.. وقيل عالية الحجاز،
أعلاها بلداً وأشرفها موضعا ًوهي بلاد
واسعة، والمسمى بالعالية: قرى بظاهر
المدينة المشرفة، وهي العوالي، وأدناها
من المدينة على أربعة أميال وأبعدها من
جهة نجد ثمانية، والنسبة إليها عالي على
القياس، ويقال أيضاً علوي بالضم، وهي
نادرة على غير قياس".

وعرفت هذه العربية
العالية بالعربية المبينة، دعيت بذلك،
لأن "اسماعيل" أول من فتق لسانه بها، فأبان
وأفصح، وأرى أنها إنما نعتت بذلك، من
القرآن الكريم، ففيه "بلسان عربي مبين"، و
"هذا لسان عربي مبين"، وقصد العلماء من
قولهم:"ليست بالعالية"، بمعنى ليمت
بفصيحة،ولم يقصدوا النسبة إلى "العالية"
التي هي الأرض المذكورة. غير أننا نجدهم
أحياناً يقصدون بها أهل العالية فنرى
"الطري" يذكر في تفسيره في قراءة "فيسحتكم":
"والقول في ذلك عدنا أنهما قراءتان
مشهورتان ولغتان معروفتان بمعنى واحد،
فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب. غير أن الفتح
فيها أعجب إليّ، لأنها لغة أهل العالية.
وهي أفصح، والأخرى وهي الضم في نجد "ْ.

والعالية ما فوق أرض نجد إلى ارض تهامة
والى ما وراء مكة. وهي الحجاز وما والاها
"وقيل: عالية الحجاز أعلاها بلداً وأشرفها
موضعاً، وهي بلاد واسعة، والمسمى
بالعالية قرى بظاهر المدينة المشرفة، وهي
العوالي". "وعليا مضر بالضم أعلاها، وقيل
قريش وقيس، وما عداهم سفلى مضر".

ونجد علماء العربية يستعملون مصطلح: "وليس
بالعالي"، أو " ليس في اللغة العالية"، و
"الفصيح..."، أو " والفصحاء يقولون"، في
تقييم الكلم، كما استعملوا: " وليس
بالمعروف"، أو "والأول أعلى"، و"لغة
مجهولة"، أو "متروكة"، أو و " يحتمل أن يكون
من أمثلة المنكر"، و " كلام قدم قد ترك"، و
"وهذا لا يعرف في أصل اللغة"، أو و "
المعروف"، وأمثال ذلك من مصطلحات للتعبير
عن درجة الكلمة ومكانتها في مقاييس علماء
اللغة من حيث الفصاحة و الركاكة وما
بينهما من درجات.

/ 456