ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

عمر موسی باشا، علی عقلة عرسان، جمانة طه، أسعد علی، محمد حسین جمعة، تور ولید مشوح، علی ابوزید، راتب سکر، سامی غانم، مروان المصری، محمد عبدالغنی حسن، عبدالکریم الزهری الیافی، عدنان عبدالبدیع الیافی، حسین حموی، حسان الکاتب، احمد جاسم الحسین، فیصل جرف، مصطفی عکرمة، عبدالعزیز الأهوانی، شوقی ضیف، محمد المبارک، عبدالکریم خلیفة، محمد أبو الفضل إبراهیم، مصطفی جواد، احمد الجندی، عبدالغنی حسن، رکس سمیث، مصطفی الرافعی، جورج عبدالمسیح، احمد مطلوب، محمد عنبر، روحی فیصل، محمد عبدالغنی حسن، نعیم الیافی، محمود المقداد، ولید مشوح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الدكتور عمر موسى باشا

والتأريخ الأدبي

الدكتورةماجدة حمود

أحس الأستاذ.د. عمر موسى باشا بالظلم الكبير الذي وقع على الأدب العربي في العصر الذي سُمِّيَ بعصرِ الانحطاط، فقد أهمله المثقفون العرب ونظر إليه الباحثون شزراً ولم يميزوا فيه بين فترة وأخرى، فجعلوا العصر الذي هزمنا فيه المغول والصليبيين في كفة واحدة مع العصر الذي هُزِمْنَا فيه أمام الأتراك، لهذا رأى من واجبهِ إِنْصاف هذا العصر عن طريق تقديم تأريخ أدبي لـه وبذلك يمكننا أن نعدّهُ من الرواد الأوائل الذين غامروا بدخول أدغال هذا العصر واكتشاف مجاهيله. وبذل من أجل ذلك جلّ جهده، ومنح هذا العصر كل وقته تقريباً فأخلص لـه الحب والجهد والحماسة.

يعد كتابه "الأدب في البلاد الشام"، من أوائل البحوث العلمية في مجال تأريخ الأدب في بلاد الشام، رصد فيه تطور الأدب عبر فترة هامة من تاريخ بلاد الشام أي بدءاً من دخول الصليبيين وحتى خروج التتار، فاشتمل علىعصور الزنكيين والأيوبيين وجزء من العصر المملوكي الأول، وذلك في القرنين السادس والسابع الهجريين، وقد وضح لنا في هذا الكتاب تأثير الأحداث التاريخية الكبرى في الأدب العربي آنذاك، إذ أخرجته من عمقه وجموده. فقدم صورة واضحة لما دهم البلاد من مصائب وكوارث.

وتبدو لنا النظرة الشمولية واضحة لدى د.موسى باشا فهو يشير إلى أنه من العسير على الباحث في هذا العصر أن يدرس أدب قطر معين، وذلك لقيام وحدة سياسية شاملة تصدت للخطر الخارجي الداهم. وقضت على خطر العزلة الجاثم، فنجده يبرز للعيان النقاط التي تؤسس هذه الوحدة (منها أنَّ الدول المتتابعة الزنكية والأيوبية والمملوكية حكمت معظم أقطار الوطن العربي، النشأة الثقافية الواحدة لأدباء تلك العصور إذ ينتقلون من قطر إلى آخر سعياً وراء العلم والمجد والشهرة، بالإضافة إلى اللغة والدين والتاريخ والثقافة المشتركة...)، لذلك نجده يرى أنه من الطبيعي ألا ينفصل الأدب في بلاد الشام عن قافلة الأدب العربي في عصور الدول المتتابعة لهذا شكل مع الآداب العربية في الأقطار الأخرى صورة واحدة.

ومن أجل إبراز هذه الوحدة نجده في الباب الأول يبين الوحدة التاريخية والسياسية، فيقف عند أهم الأحداث التي جرت في ذلك العصر (فتح بارين، فتح الرها، معركة حطين، تحرير بيت المقدس).

كما يبين وحدة المظاهر الاجتماعية التي سادت في ذلك العصر، فيقف عند فئات المجتمع. والحياة الدينية بما فيها من طوائف مذهبية أو متصوفة. ثم يظهر لنا أخلاق ذلك العصر وأهم مظاهر انحلاله (الحشيش، الخمر، الزندقة...) ليتحدث بعد ذلك عن مظاهر النهضة العلمية التي سادت البلاد بعد القرن الخامس، فقد رعى الزنكيون والأيوبيون والمماليك، العلماء والمشايخ، وأسبغوا عليهم العطايا، وأقاموا لهم دور العلم والمساجد، فازدهرت علوم الدين وعلوم اللغة العربية إلى جانب العلوم العقلية وخاصة الفلسفة ولم ينس د.عمر موسى باشا الإشارة إلى أن كثيراً من فلاسفة الشام قد آثروا السلامة لأنفسهم وفتور همتهم عن المتابعة وزهدهم في العلم.

إذن من الطبيعي ألا تتم دراسة الأدب بمعزل عن مظاهر الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، فقد شكل الأدب صورة تعكس مظاهر الحياة بتخلفها وبتطورها، وكذلك تشكل دراسة هذه المظاهر اللبنة الأولى للتأريخ الأدبي.

وبعد هذا التمهيد لدراسته نجده يتوقف عند أهم أ دباء تلك الفترة متتبعاً طريقة التسلل الزمني في ترتيبهم، فبدأ بشعراء القرن السادس وكتابه، ثم تناول شعراء القرن السابع وكتّابه. ويلاحظ أنه بدأ بدراسة الشعراء، وتناول كل شاعر على حدة، فاهتم بمراحل حياته، وذكر آثاره الأدبية، ثم تناول أغراض شعره التقليدية (مدح، غزل، هجاء...)، وإن وجد أغراضاً جديدة انتشرت في ذلك العصر ذكرها (كشعر المطارحات الأخوانية، الثغريات، الأحداث الكبرى)..

وهو لا يهتم بالمضمون على حساب الشكل، بل نجده يقيم توازناً بينهما، فهو يلاحق المذهب الفني لدى كل شاعر، مبرزاً نواحي التجديد أو التقليد لديه.

ويمكن أن يلاحظ المرء أن هذه الطريقة نفسها قد اتبعها د. عمر موسى باشا في دراسته للكتاب أيضاً.

ولكي يعطي صورة شاملة ودقيقة عن العصر نجده يتناول، بعد ذلك، الأغراض الشعرية التقليدية موضحاً التطور الذي طرأ عليها ثم يتناول الفنون الشعرية المستحدثة (الموشحات الشرقية، الأزجال العامية، الرباعيات أو الدوبيتات، المواليات الشعبية، المسمطات والمخمسات).

هنا نلاحظ سعة صدر د. عمر موسى باشا وتفتحه، إذ يقبل على دراسة فنون شعبية تستخدم لغة أقرب إلى العامية (الزجل، المواليا..) لا يلتفت إليها الباحثون التقليديون، بل يعدونها عالة على الأدب لا جزءاً من فنونه. لأنها تبتعد عن اللغة الفصحى وقواعد إعرابها...

وهو برغم انشغاله بالأغراض التقليدية للشعر والفنون المستحدثة، نجده يتوقف عند الأساليب والمذاهب الفنية، فيبين التصنع البلاغي الذي سيطر على الشعر في القرن السادس والقرن السابع، ثم تعمق في دراسة بنية القصيدة العربية (الألفاظ والتراكيب، الأوزان، القافية).

وقد اتبع في مجال الفنون النثرية الطريقة ذاتها (تحدث عن أنواع الفنون النثرية، المذاهب الفنية، بنية النثر الفني). إن معظم هذه الفنون قد نشأت في رعاية الحكام وتابعيهم، وإنه كان قد شهد هذا العصر ميلاد أدب قصصي وعظي جديد بين الطبقات الشعبية بعيداً عن القصور والدواوين فهو لم يقف كغيره من الباحثين الذين أرّخوا لهذا العصر عند النثر الديواني، وإنما نجده يتابع النثر الوجداني أيضاً.

أما كتابه "الأدب العربي في العصر المملوكي والعصر العثماني، فهو استمرار لما بدأه من تأريخ أدبي في كتابه "الأدب في بلاد الشام"، الذي توقف فيه عند العصر المملوكي الأول، فنجده في هذا الكتاب يتابع أدب العصر المملوكي ثم أدب العصر العثماني.

وهكذا قدم لنا تاريخاً أدبياً غير منعزل عن التاريخ الاجتماعي والسياسي، وغير مغرق فيه، فالهم الأدبي في تاريخه يبدو جلياً وبذلك لم يتحول التاريخ الأدبي لديه إلى وثيقة اجتماعية

أو سياسية تطغى على الجانب الأدبي.



(1)ـ د. عمر موسى باشا، الأدب في بلاد الشام، "عصر الزنكيين، والأيوبيين والمماليك"، المكتبة العباسية، دمشق، ط2، 1972، ص12.

(2)ـ د.عمر موسى باشا، "الأدب العربي في العصر المملوكي والعصر العثماني"، الجزء الثاني، جامعة دمشق، 1985- 1986، ص 36.



/ 136