مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وأرى في الوقت نفسه ان من الضروري وجوب
تقصي الأخبار عن الشعر المصنوع، وتتبع
المراجع للوصول إلى أقدم مرجع ورد فيه كل
شعر مصنوع، وتسجيل الأبيات والقطع
والقصائد التي ترد لأول مرة في أقدم مورد
من الموارد، والنص على أسم المورد، وعلى
سنده إن كان مذكوراً، لنتمكن بهذه الدراسة
من الوصول إلى اسم صانع الشعر، أو الزمن
الذي ظهر فيه ذلك الشعر ان كان الاسم
مجهولاً، كما نقوم بتسجيل الموارد التي
يرد فيها شعر الشعراء، وما أختلف فيه
بعضها عن بعض من حيث الألفاظ، أز ترتيب
الأبيات، أو عددها، ثم أسماء من نسبت
اليهم تلك الأشعار، فقد ينسب الشعر الواحد
إلى جملة شعراء، وتسجيل أسماء من روى ذلك،
واسم المصدر، وبذلك نكون قد قمنا بدراسة
علمية قيّمة عن الشعر المصنوع وعن الشعر
الأصيل الذي لم يشك في أصالته عالم من
علماء الشعر، ثم نعرض النتائج للبحث
بأساليب النقد الحديثة لاستخراج الزائف
منه، ولاستبعاد صدور بعضه من الشعراء
الجاهليين، نفعل ذلك حتى في حالة عدم ورود
رواية لعالم قديم تشك في صحة شعر، لأن سكوت
العلماء عن الشك في شعر، لا يكون حجة على
صحة ذلك الشعر.

الفصل السادس والخمسون بعد المئة
أولية الشعر الجاهلي

لانملك نصوصاً جاهليى مدونة عن مبدأ
الشعر عند العرب، وعن كيفية ظهوره وتطوره
إلى بلوغه المرحلة التي وصلها عند ظهور
الإسلام. ولم يعثر العلماء على شعر مدون
بقلم جاهلي، ليكون لنا نبراساً يعيننا في
تكوين صورة عن ذلك الشعر وعن هيكله ومادته
التي تكوّن منها. وكل ما نعرفه عن هذا
الشعر مستمد من موارد اسلامية، أخذت علمها
به من أفواه الرواة، فلما جاء التدوين دوّن
ما وعته الذاكرة مما أخذته عن المتقدمين
بالرواية، فتثبت واستقر، بعد أن كان
المروي عرضة للتغيير والتحريف كلما تنقل
من لسان إلى لسان، ومن وقت إلى وقت.

وقد تعرض "الجاحظ" لموضوع قدم الشعر
العربي وتأريخه، فقال: "وأما الشعر فحديث
الميلاد، صغير السن، أول من نهج سبيله،
وسهل الطريق اليه، امرؤ القيس بن حجر،
ومهلهل بن ربيعة. . . فإذا استظهرنا الشعر،
وجدنا له إلى أن جاء الله بالإسلام -خمسين
ومائة عام، وإذا استظهرنا بغاية
الاستظهار فمائتي عام". وذهب "عمر بن شبّة"
إلى أن "للشعر والشعراء أول لا يوقف عليه،
وقد اختلف في ذلك العلماء، وادعت القبائل
كل قبيلة لشاعرها أنه الأول. . فادعت
اليمانية لامرئ القيس، وبنو أسد لعبيد بن
الأبرص، وتغلب لمهلهل، وبكر لعمرو بن
قميئة والمرقش الأكبر، وإياد لأبي دُاؤد. .
. وزعم بعضهم أن الأفوه الأودي أقدم من
هؤلاء، وانه أول من قصد القصيد، قال:
وهؤلاء النفر المدعى لهم التقدم في الشعر
متقاربون، لعل أقدمهم لا يسبق الهجرة
بمائة سنة أو نحوها". وذهب "الأصمعي" إلى ان
بين أول شاعر معروف، قال كلمة تبلغ ثلاثين
بيتاً من الشعر، وهو "مهلهل"، وبين الإسلام
أربعمائة سنة. " وكان امرئ القيس بعد هؤلاء
بكثير".

وقال "الأصمعي" في رواية تنسب اليه، " ان
أول من يروى له كلمة تبلغ ثلاثين بيتاً من
الشعر مهلهل، ثم ذؤيب بن كعب بن عمرو بن
تميم، ثم ضمرة، رجل من بني كنانة، والأضبط
بن قريع. قال: وكان بين هؤلاء وبين الإسلام
أربعمائة سنة، وكان امرؤ القيس بعد هؤلاء
بكثير". "وزعم أبو عمرو بن العلاء: ان الشعر
فتح بامرئ القيس وختم بذي الرمة".

وذكر انه "لم يكن لأوائل العرب من الشعر
إلا الأبيات التي يقولها الرجل في حاجته،
وانما قصدت القصائد، وطوّل الشعر على عهد
عبد المطلب، أو هاشم ابن عبد مناف".

وذكر "المرزباني"، أن "بكر بن وائل"، تزعم
أن "عمر الضائع" "أول من قال الشعر وقصد
القصيد، كان امرؤ القيس بن حجر استصحبه
لما شخص إلى قيصر يستمده على بني أسد، فمات
في سفره ذلك فسمته بكر عمراً الضائع". فعمرو
الضائع، هو أول من قال الشعر وقصد القصيد
على رأي بكر بن وائل على رواية "المرزباني".

وقد أورد "ابن اسحاق" شعراً نسبه إلى "عمرو
بن الحارث بن مضاض" الجرهمي، زعم أنه قاله
لما خرج بقومه من مكة إلى اليمن، أوله:

/ 456