مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل الحادي والستون بعد المئة
شعراء القرى العربية

والقرى العربية فينظر "ابن سلام" خمس هن:
مكة والمدينة والطائف واليمامة والبحرين.
و"القرية" في تفسير علماء العربية المصر
الجامع، وقيل كل مكان اتصلت به الأبنية
واتخذ قراراً وتقع على المدن وغيرها. وقد
جاءت اللفظة في مواضع عديدة من القرآن. كما
وردت فيه: "القريتين"، بمعنى مكة والطائف، و
"أم القرى"، بمعنى "مكة"، و "أهل القرى"، و
"القرى". ومكة و المدينة و الطائف قرى، أما
"اليمامة" فمصر جامع، ضم قرى، و كذلك
البحرين. ولم تدخل " الحيرة"، أو الأنبار،
في القرى العربية لكونها خارج حدود جزيرة
العرب في عرف العلماء.

وذكر "ابن سلام" ان أشعر أهل القرى الخمس،
أهل قرية "المدينة"، أي يثرب. وقد أخرجت
خمسة من الفحول: ثلاثة من الخزرج و اثنان
من الأوس. فمن الخزرج من "بني النجار" حسان
بن ثابت، ومن بني سلمة: "كعب بن مالك"، و من
"بلحارث بن الخزرج" " عبد الله بن رواحة".

ومن الأوس: قيس بن الخطيم، من "بني ظفر"، و
"أبو قيس ابن الأسلت" من "بني عمرو بن عوف".

وروي عن "أبي عبيدة" قوله: "اجتمعت العرب
على ان شعر أهل المدر: يثرب، ثم عبد القيس،
ثم ثقيف، وعلى ان أشعر أهل المدر: حسان بن
ثابت، ثم قال: "حسان شاعر الأنصار في
الجاهلية، وشاعر اليمن في الإسلام، وهو
شاعر أهل القرى". وروي انه كان أشعر أهل
الحضر.

وفال ابن سلام في حديثه عن مكة: "وبمكة
شعراء" ووصف أشعار قريش بأنها أشعار فيها
لين، وهي سهلة سلسة إذا قيست بأشعار أهل
البادية، يتغلب عليها طابع الحضارة، و
كذلك شعر باقي القرى. و قال عن الطائف،
وبها شعراء وليس بالكثير. وعلل ذلك بقوله:
"وانما يكثر الشعر بالحروب التي تكون بين
الأحياء، نحو حرب الأوس و الخزرج، أو قوم
يغيرون ويغار عليهم. و الذي قلل شعر قريش
انه لم يكن بينهم ثائرة، و لم يحاربوا.
وذلك الذي قلل شعر عمان و أهل الطائف". و
قال عن "اليمامة": "ولا أعرف باليمامة
شاعراً مشهوراً".

ولم تنفرد أشعار قريش و حدها باللين، و
انما الليونة والسهولة في الشعر من طبائع
الشعر الحضري أجمع. ففي طبيعة الحياة في
الحاضرة سهولة غير موجودة في حياة
البداوة، و راحة ودعة و استقرار، وهي أمور
لا توجد في البادية، ثم فيها اجتماع و
احتكاك بعالم خارجي، وميل إلى جمع المال
والاستمتاع به، و الابتعاد عن الغزو و
الحرب، وكراهة القتال و تعريض النفس
للخطر، و النفس عزيزة غالية عند الحضر،
وهي هينة رخيصة عند الأعراب، وما الذي
يجعل الأعرابي يحرص على حياته حرص أهل
الحواضر، و كل ما عنده جوع و فقر و طبيعة
قاسيةتجعله لا يحصل على قوته الا بالاغارة
على غيره لاستلاب ما عنده من رزق. فلا غرابة
إذا ما غلظ شعره وخشن شعوره المتمثل في
نظمه، ولأن شعر الحضري في مقابله.

ولم يذكر "ابن سلام" السبب الذي جعل
"اليمامة" فقيرة في الشعر، حيث يقول: "ولا
أعرف باليمامة شاعراً مشهوراً"، ولا
الأسباب التي حملته على القول بعدم و قوفه
على شاعر شهير فيها، مع أن "الأعشى" منها،
وهو شاعر شهير، والمرقش الأكبر، والمرقش
الأصغر، وهما شاعران مشهوران من "قيس ابن
ثعلبة"، و "قيس ابن ثعلبة" من القبائل
النازلة باليمامة، وقد ذكرها "ابن سلام" في
طبقاته، كما ذكر "المتلمس"، في طبقاته، وهو
شاعر معروف من شعراء اليمامة كذلك. و يظهر
أنه نسي أسمائهم، لأنه كان يعلم أن الغلبة
كانت لبني حنيفة على اليمامة عند ظهور
الإسلام، و لم يحفظ الرواة -لسبب لا نعرفه-
شعراً لشعراء من بني "حنيفة"، فعمم قوله
على كل اليمامة، و الحكم بالتعميم شئ
مألوف بين أهل الأخبار.

وقد ذهب "الجاحظ" ال ان "بني حنيفة" أهل
اليمامة، كانوا أقل الناس شعراً، اذ يقول:
"وبنو حنيفة مع كثرة عددهم، وشدة بأسهم،
وكثرة وقائعهم، و حسد العرب لهم على دارهم
و تخومهم وسط أعدائهم، حتى كأنهم وحدهم
يعدلون بكراً كلها، و مع ذلك لم نر قبيلة
قط أقل شعراً منهم. و في اخوتهم عجل قصيد
ورجز، وشعراء و زجّالون". وقد أنكر أن يكون
ذلك بسبب مكان الخصب و انهم أهل المدر، أي
حضر، و انما رجع ذلك إلى الطبع، و إلى "قدر
ما قسم الله لهم من الحظوظ والغرائز، و
البلاد و الأعراق مكانها".

ويلاحظ أن علماء اللغة، جعلوا "اليمامة"
في جملة الأرضين التي لم يرجعوا إلى
لغتها، فذكروا أنهم لم يأخذوا اللغة "لا من
بني حنيفة و سكّان اليمامة، ولا من ثقيف و
أهل الطائف، لمجاورتهم تجار اليمن
المقيمين عندهم"، و ذلك في الإسلام
بالطبع، لأن تدوين اللغة لم يبدأ به الا في
هذا الحين.

/ 456