مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولفظة "القدمان" من الألفاظ
العربية الجنوبية التي ترد بكثرة في
كتابات المسند، ترد مع أسماء بعض الأشهر
التي يتكرراسمها، على نحو قولنا في
العربية: "ربيع الأول" و "ربيع الثاني"، و
"جمادى الأولى" و "جمادى الاخرة"،
فيستعملون "قد من" "قدمان" للأول، أي الأقدم
والمتقدم، ويستعملون "اخرن" "اخران"
للثاني، أي الاخر والمتأخر، وتعني "قدمان"
القدامى والقدماء كذلك.

ونجد في ثنايا كتابه مصطلحات وألفاظاً
أخرى من هذا القبيل استعملها هو، أو هلها عن غيره، أو من الكتب، وهي ترجع
إلى اللهجات العربية القديمة، وقد لا تجد
لها وجوداً في معاجم اللغة. كذلك يجب البحث
في كتب "سعيد ابن نشوان" الحميري وفي كتب
غيره من المؤلفين من أهل العربية الجنوبية
إلى يومنا هذا، لنلتقط ما قد يكون في
ثناياها من كلم عربي جنوبي قديم، ومن
امثلة وجمل، وأسماء أشهر وغير ذلك.، إضافة
إلى دراسة لهجات الأحياء منهم، ووجوب
الحفر حفراً علمياً في مواضع الآثار
لاستخراج ما فيها من نفائس مكتوبة أو غير
مكتوبة لتعيننا في الوقوف على أصول لغة
العرب الجنوبيين قبل الإسلام. ولا بد لنا
اليوم من وجوب القيام بمسح لغوي جغرافي،
للغات جزيرة العرب ولقبائل العراق وبلاد
الشام، لمعرفة ما تبقى عندها من أثر
للهجاتها القدبمة. مسح عام لكلامها الذي
تنطق به، ولشعرها الذي تنظمه في الوقت
الحاضر، وللأسماء الغريبة التي تتسمى
بها، ومسح مثل هذا سيعين الباحثين كثيرأَ
في الوقوف على أسرار اللهجات العربية قبل
الإسلام.

الفصل الحادي والاربعون بعد المئة
المعربات

والاختلاط بين الأمم، بمختلف وسائله، ومن
ذلك الاتصال التجاري، يؤدي إلى حدوث تفاعل
في اللغة، فقد يولد هذا الاحتكاك ألفاظاً
جديدة يطلقونها على أشياء لم يكن لأهل تلك
اللغة علم بها، وقد يضطر أصحابها إلى
استعمال المسميات الأجنبية كما هي، أو
بشيء من التبديل والتغيير ليناسب النطق
بتلك اللغة. وقد وقع ما أقوله في كل
اللغات، ويقع الآن أيضاً، وسيقع في
المستقبل إلى ما شاء الله، لا استثناء في
ذلك، ولا تفاضل، ولا امتياز. فاللغات
كلها، ومنها اللغة العربية في جاهليتها
واسلاميتها، تخضع لهذا والقانون وليس
الأخذ والعطاء دليلا على وجود نقص في لغة
ما، أو وجود ضعف في تفكير المتكلمين بها.

فكل اللغات مهما بلغت من النمو والكمال
والسعة، لآ بد لها من أن تأخذ وأن تطور
مدلول مفرداتها أو تضع مفردات جديدة لأمور
لم تكن معروفة وموجودة عندها. ولا نعرف لغة
ما من اللغات الميتة أو الحية، انفردت
بنفسها انفراداً تاماً، فلم تأخذ شيئاً
ولم تعط شيئاً.

والعربية بجميع لهجاتها وألسنتها مثل
اللغات الأخرى، وفي جملتها اللغات
السامية أخذت وأعطت، قبل الإسلام وبعد
الإسلام، ولا تزال تأخذ وتعطي ما دام
أصحاب اللسان العربي باقين في هذا الكون.
والأخذ والعطاء ووضع. مفردات جديدة في لغة
ما، هما من دلائل، الحيوية ومن أمارات
القرة رالتكامل في تلك اللغة. ومن دلائل
هذا الأخذ والعطاء، ما حدث في العصور
الإسلامية: من أخذ وعطاء بين العربية
واللغات الأعجمية، فطعمت العربيةُ
الفارسيةَ والتركية والرومية وغيرها
بمادة غزيرة من الكلمات، كما أخذت هي
حاجتها منها. ومن دلائله أيضاً ما يقع
اليوم من وضع المصطلحات لمعاني لا عهد
لعربية بها.من قبل كمخترعات تظهر دوماً
ومعاني علمية ليس للعلماء عهد بها، ولا بد
من وضع ما يقابل في العربية، بوضع لفظ
عربي، أو تعريب المصطلح وتكييفه وفق النطق
العربي إن كان من غير الممكن إخضاعه
للمفردات العربية.

وقد يزعج هذا الرأي فريقاً من الناس
يذهبون إلى أن العربية لغة نقية صافية لم
تتأثر بغيرها من اللغات، فلم تأخذ من
اللغات شيئاً، ولم يدخل إليها لفظ أجنبي،
أو إن ما دخل إليها من دخيل معرب هو قليل،
وهم في منطقهم هذا محافظون متزمتون لا
يعترفون بنظرية الأخذ والعطاء في اللغات.
فإذا قلت لهم إن اللفظة الفلانية لفظة
معربة واصلها أعجمي، أجابوك: ولكنها وردت
في القرآن الكريم، ووردت في شعر فلان،
وفلان من الشعراء الجاهليبن. واذا قلت لهم:
ولكن دخولها العربية كان قبل الإسلام
بزمن، وقبل ذلك الشاعر بزمن طويل، وأن
الجاهليين نسوا أصلها واستعملوها استعمال
الألفاظ العربية، فحكمها اذن حكم الألفاظ
العربية في أيام ذلك الشاعر، وعند نزول
الوحي، أجابوك أيضاً:

/ 456