تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة القصص من آية 76
إلى الآية 88

(إن قارون كان من قوم موسى) عالما كبلعم بن باعوراء (فبغى عليهم)
لاحتجابه بنفسه وعلمه بالتكبر والاستطالة عليهم، فغلب عليه الحرص. ومحبة الدنيا
ابتلاء من الله لغروره واحتجابه برؤيته زينة نفسه بكمالها، فمال هواه إلى الجهة السفلية،
فخسف به فيها محجوبا ممقوتا.

(تلك الدار الآخرة) من العالم القدسي الباقي (نجعلها للذين) لا يحتجبون
بنفوسهم وصفاتها فتصير فيهم الإرادة الفطرية الطالبة للترقي والعلو في سماء الروح هوى
نفسانية تطلب الاستعلاء والاستطالة والتكبر على الناس في الأرض، ويصير صلاحهم
بطلب المعارف واكتساب الفضائل والمعالي فسادا يوجب جمع الأسباب والأموال وأخذ
حقوق الخلق بالباطل (والعاقبة) للمجردين الذين تزكت نفوسهم عن الرذائل المردية
والأهواء المغوية.

(إن الذي فرض عليك القرآن) أوجب لك في الأزل عن البداية والاستعداد
الكامل الذي هو العقل القرآني الجامع لجميع الكمالات وجوامع الكلم والحكم (لرادك إلى معاد) ما أعظمه لا يبلغ كنهه ولا يقدر قدره هو الفناء في الله في أحدية الذات
والبقاء بالتحقق به بجميع الصفات (قل ربي أعلم من جاء بالهدى) أي: لا يعلم حالي
وكنه هدايتي وما أوتيت من العلم اللدني المخصوص به إلا ربي لا أنا ولا غيري، لفنائي
فيه عن نفسي واحتجاب غيري عن حالي (ومن هو في ضلال مبين) من هو محجوب
عن الحق لعدم الاستعداد وكثافة الحجاب لكون غيري محجوبا عن حال استعدادي فما
علمته بل هو العالم به لا أنا، لفنائي فيه وتحققي به.

(وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب) كتاب العقل الفرقاني بتفصيل ما جمع
فيك لكونك في حجب النشأة مغمورا، وعما أودع فيك محجوبا (الآ) أي: لكن ألقى
إليك لتجلي صفة الرحمة الرحيمية (من ربك) وظهور فيضها فيك شيئا فشيئا حتى
صارت وصفك (فلا تكونن ظهيرا للكافرين) المحجوبين باحتجابك بها عن الفناء في
الذات، فتظهر أنائتيك برؤية كمالها (ولا يصدنك عن آيات الله) وتجليات صفته فتقف
مع أنائيتك كوقوفهم مع الغير فتكون من المشركين بالنظر إلى نفسك وإشراكها بالله في
الوجود (وادع إلى ربك) به لا إلى نفسك بها، فإنك الحبيب، والحبيب لا يدعو إلى
نفسه ولا يكون بنفسه بل إلى حبيبه بحبيبه (لا إله إلا هو) فلا تدع معه غيرا لا نفسك
ولا غيرها.

فمن امتثال قوله: (وادع إلى ربك) حصل له وصف ما طغى ومن قوله:
(ولا تدع مع الله)، (ما زاغ البصر) [النجم، الآية: 17]. (كل شيء هالك إلا وجهه)
أي: ذاته، إذ لا موجود سواه (له الحكم) بقهره كل ما سواه تحت صفاته (وإليه ترجعون) بالفناء في ذاته.

/ 400