تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة الروم من آية 22
إلى الآية 30

(واختلاف ألسنتكم) من لسان النفس والقلب والسر والروح والخفاء بكل مقال
في كل مقام، فإنه لا ينحصر وجوه اختلافات هذه الألسن (وألوانكم) تلوناتكم
وتلويناتكم في السماوات السبع والأرض (لآيات) من تجليات الصفات والأفعال
للعلماء العارفين في مراتب علومهم (منامكم) غفلتكم في ليل النفس ونهار القلب
بظهور صفاتها (وابتغاؤكم من فضله) بالترقي في الكمالات واكتساب الأخلاق
والمقامات (يسمعون) كلام الحق بسمع القلب، فيفهمون معناه بحسب مقاماتهم في
الأطوار.

(يريكم) برق اللوامع والطوالع في البدايات، خائفين من انقضاضها وخفوقها
وبقائكم في الظلمة بفواتها، وطامعين في رجوعها ومزيدكم بها، وينزل مياه الواردات
والمكاشفات بعدها من سماء الروح وسحاب السكينة، فيحيي بها أراضي النفوس
والاستعدادات الهامدة بعد موتها بالجهل (يعقلون) بمطاوعة نفوسهم للدواعي العقلية
معاني الواردات وما يصلحهم من الحكم والمعقولات.

(وله المثل الأعلى)

أي: الوصف الأعلى بالفردانية في الوجود والوحدة الذاتية،
وما أحسن قول مجاهد في معناه أنه: لا إله إلا هو.

(فأقم وجهك) لدين التوحيد وهو طريق الحق تعالى، ولذلك أطلق من غير
إضافة أي: هو الدين مطلقا وما سواه ليس بدين لانقطاعه دون الوصول إلى المطلوب،
والوجه هو الذات الموجودة مع جميع لوازمها وعوارضها، وإقامته للدين تجريده عن
كل ما سوى الحق قائما بالتوحيد والوقوف مع الحق غير ملتفت إلى نفسه ولا إلى غيره
فيكون سيره حينئذ سير الله ودينه وطريقته اللذان هو عليهما دين الله وطريقته إذ لا يرى
غيره موجودا (حنيفا) مائلا منحرفا عن الأديان الباطلة التي هي طرق الأغيار والأنداد
لمن أثبت غيره فأشركه بالله (فطرة الله) أي: الزموا فطرة الله، وهي الحالة التي فطرت
الحقيقة الإنسانية عليها من الصفاء والتجرد في الأزل وهي الدين القيم أزلا وأبدا، لا
يتغير ولا يتبدل عن الصفاء الأول، ومحض التوحيد الفطري.

وتلك الفطرة الأولى
ليست إلا من الفيض الأقدس الذي هو عين الذات، من بقي عليها لم يمكن انحرافه عن
التوحيد واحتجابه عن الحق، إنما يقع الانحراف والاحتجاب من غواشي النشأة
وعوارض الطبيعة عند الخلقة أو التربية والعادة. أما الأول فلقوله عليه السلام في
الحديث الرباني: '' كل عبادي خلقت حنفاء فاحتالتهم الشياطين عن دينهم وأمروهم أن
يشركوا بي غيري ''.

/ 400