سورة الصافات
تفسير سورة الصافات من آية 1 - 5
بسم الله الرحمن الرحيم(والصافات صفا) أقسم بنفوس السالكين في سبيله طريق التوحيد، الصافات فيمقامهم ومراتب تجلياتهم ومواقف مشاهداتهم (صفا) واحدا في التوجه) (إليه) (فالزاجرات) في دواعي الشياطين، وفوارغ التمنيات النفسانية في الأحايين (زجرا)
بالأنوار والأذكار والبراهين (فالتاليات) نوعا من أنواع الأذكار بحسب أحوالهم باللسان
أو القلب أو السر أو الروح كما ذكر غير مرة على وحدانية معبودهم لتثبيتهم في التوجه
عن الزيغ والانحراف بالالتفات إلى الغير (رب) سماوات الغيوب السبعة التي هم
سائرون فيها، وأرض البدن (وما بينهما ورب) مشارق تجليات الأنوار الصفاتية، وصفه
بالوحدانية الذاتية في أطوار الربوبية الكاشفة عن وجوه التحولات بتعدد الأسماء
ليتحفظوا عند تعدد وتجليات الصفات وترتب المقامات من الاحتجاب بالكثرة.
تفسير سورة الصافات من آية 6
إلى الآية 40
(إنا زينا السماء الدنيا) أي: العقل الذي هو أقرب السماوات الروحانية بالنسبةإلى القلب (بزينة) كواكب الحجج والبراهين، كقوله: (بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين) [الملك، الآية: 15]
(وحفظا) أي: وحفظناها (من كل شيطان) من شياطين الأوهام والقوى التخيلية
عند الترقي إلى أفق العقل بتركيب الموهومات والمخيلات في المغالطات والتشكيكات
(مارد) خارج عن طاعة الحق والعقل.(لا يسمعون إلى الملإ الأعلى) من الروحانيات والملكوت السماوية بتلك
الحجج (من كل جانب) من جميع الجهات السماوية، أي: من أي وجه من وجوه
المغالطة والتخييل يركبون القياس ويرتقون به، يقذفون بما يبطله من الدحور والطرد، أو
مدحورين مطرودين (ولهم عذاب واصب) دائم الرياضات وأنواع الزجر في
المخالفات.(إلا من خطف الخطفة) في الاستراق فموه كلامه بهيئة جلية وأوهم الحق بصورة
نورية استفادها من كلمة حقة ملكية (فأتبعه شهاب ثاقب) من برهان نير عقلي، أو
إشراق نور قدسي فأبطلها وطرد الجني بنفي الصورة الوهمية التي أوهمها.(إلا عباد الله المخلصين) استثناء منقطع، أي: لكن عباد الله المخصوصون به
لفرط عنايتهم به، الذين أخلصهم الله عن شوب الغيرية والأنائية والبقية واستخلصهم
لنفسه بفناء الأنائية والإثنينية.
تفسير سورة الصافات من آية 41 - 61
(أولئك لهم رزق معلوم) يعلمه الله دون غيره وهو معلومات الله المقوية لقلوبهمالمغذية لأرواحهم.