• عدد المراجعات :
  • 3768
  • 3/7/2012
  • تاريخ :

التوصيات المتعلقة في المباشرة

الحب

 

من أجل سلامة الجنين الجسدية والنفسية وضع الإسلام برنامجا سهلا يسيرا لا كلفة فيه ولا عسر ولا شدة.

فقد أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمنع الزوجة في أسبوعها الأول من (الألبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض)، لتأثير هذه المواد على تأخر الانجاب واضطرابه وعسر الولادة، والإصابة ببعض الأمراض (1) التي تؤثر سلبيا على الحمل وعلى الوليد.

كما حذر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام) من المباشرة في أوقات معينة، وهذا التحذير لا يصل مرتبة الحرمة، ولكن فيه كراهة، لانعكاساته السلبية على سلامة الجنين وصحته الجسدية والنفسية، ومن هذه الأوقات: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق، وبعد الظهر مباشرة، وفي أول الشهر ووسطه وآخره، وفي الأوقات التي ينخسف فيها القمر، وتنكسف فيها الشمس، وفي أوقات الريح السوداء والحمراء والصفراء، والأوقات التي تحدث فيها الزلازل، وشجع (صلى الله عليه وآله وسلم) على غير هذه الأوقات، فبعض الأوقات لها تأثير على الجانب العاطفي للطفل وخصوصا الأوقات المخيفة، فينشأ الطفل مضطربا هيابا مترددا، والأوقات الأخرى قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالجذام والحمق والجنون (2).

وهنالك بعض التوصيات المتعلقة في المباشرة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا تتكلم عند الجماع، فإنه ان قضى بينكما ولد لا يؤمن ان يكون أخرس، ولا ينظرن أحد في فرج امرأته، وليغض بصره عند الجماع، فان النظر إلى الفرج يورث العمى في الولد " (3).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " يكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى، فان فعل ذلك فخرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه " (4).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا تجامع امرأتك من قيام، فان ذلك من فعل الحمير، وان قضى بينكما ولد كان بوالا في الفراش.. " (5).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك، فاني أخشى إن قضي بينكما ولد أن يكون مخنثا، مؤنثا، مخبلا " (6).

ويفهم من هذه الرواية الشريفة ان لا يتخيل الرجل امرأة أخرى في أثناء المباشرة.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا وأنت على وضوء،

فإنه ان قضي بينكما ولد يكون أعمى القلب، بخيل اليد " (7).

وفي كل الأوقات يشجع الإسلام على ذكر الله تعالى قبل المباشرة والتسمية عندها، إضافة إلى استخدام الأساليب المعمقة لروابط الحب والود والرباط المقدس، كالتقبيل والعناق ورقة الكلمات وعذوبتها (8).

المحيط الأول للطفل

رحم الأم هو المحيط الأول الذي ينشأ به الإنسان، ولهذا المحيط تأثيراته الايجابية والسلبية على الجنين لأنه الإطار الذي يتحرك فيه، ويعتبر الجنين جزءا من الأم، تنعكس عليه جميع الظروف التي تعيشها الام، وقد أثبتت الدراسات العلمية تأثير الأم على نمو الجنين الجسدي والنفسي، فالاضطراب والقلق والخوف والكبت وغير ذلك يترك أثره في اضطراب الوليد عاطفيا (9).

فالجنين يتأثر بالأم ومواصفاتها النفسية وما يطرأ عليها في مرحلة الحمل من عوامل ايجابية أو سلبية، وإن (الاضطرابات العصبية للأم توجه ضربات قاسية إلى مواهب الجنين قبل تولده، إلى درجة أنها تحوله إلى موجود عصبي لا أكثر، ومن هنا يجب أن نتوصل إلى مدى أهمية التفات الأم في دور الحمل إلى الابتعاد عن الأفكار المقلقة، والهم والغم، والاحتفاظ بجو الهدوء والاستقرار) (10).

وشهور فترة الحمل تؤثر في الثبات العاطفي للطفل إيجابا أو سلبا.(11)

وقد أكد الإسلام على هذه الحقيقة قبل أن يكتشفها علماء النفس في يومنا هذا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " الشقي من شقى في بطن أمه، والسعيد من سعد في بطن أمه " (12).

والمقصود من الشقاء والسعادة في بطن الام، هو تلك الانعكاسات التي تطرأ على الجنين تأثرا بالحالة الصحية الجسدية والنفسية للأم، فتولد فيه استعدادا للشقاء أو للسعادة، فبعض الأمراض الجسدية تؤثر على الجنين فيولد مصابا ببعضها وتلازمه الإصابة إلى الكبر فتكون مصدر الشقاء له، أو يكون سالما من الأمراض فتكون السلامة ملازمة له، وكذلك الحالة النفسية والعاطفية، فالقلق أو الاطمئنان، والاضطراب أو الاستقرار، والخوف وعدمه، وغير ذلك يؤثر في الجنين ويبقى ملازما له ما لم يتوفر له المحيط الاجتماعي المثالي لكي ينقذه من آثار الماضي أو يبعده عن السلامة في صحته الجسدية والنفسية، وفيما يلي الاجراءات الوقائية التي اتخذها الاسلام لابعاد الجنين عن الظواهر السلبية المؤثرة في نموه الجسدي والنفسي.

المصادر:

(1) مكارم الأخلاق: 2ظ 9.

(2) الكافي 5: 498 / 1 باب الأوقات التي يكره فيها الباه. مكارم الأخلاق: 2ظ 8 - 2ظ 9.

(3) مكارم الأخلاق: 2ظ 9.

(4) مكارم الأخلاق: 2ظ 9.

(5) مكارم الأخلاق: 21ظ .

(6) مكارم الأخلاق: 211.

(7) مكارم الأخلاق: 211.

(8) مكارم الأخلاق: 212.

(9) علم النفس التربوي، للدكتور فاخر عاقل: 46 - 47.

(10) الطفل بين الوراثة والتربية، لمحمد تقي فلسفي 1: 1ظ 6 - دار التعارف 1381 ه ‍ عن كتاب نحن والأبناء 27.

(11) مشاكل الآباء في تربية الأبناء، للدكتور سپوك: 263 - 198ظ  م ط 3.

(12) بحار الأنوار، للمجلسي 3: 44 - مؤسسة الوفاء 14ظ 3 ه ‍ ط 2.


الجنس بين القمح و الاباحة

أسس العلاقة الزوجية الناجحة في حديث الكساء

انسجام المراة و الرجل 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)