حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
يا ابن رسول الله رجلان من أهل العراق منشيعتكم قدما يسألان، فأجبت كل واحد منهمابغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: يا زرارة انهذا خير لنا و أبقى لكم. و لو اجتمعتم علىأمر واحد لصدقكم الناس علينا و لكان أقللبقائنا و بقائكم. قال: ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام: شيعتكملو حملتموهم على الأسنة أو على النارلمضوا و هم يخرجون من عندكم مختلفين، قال:فأجابني بمثل جواب أبيه). فانظر إلى صراحة هذا الخبر في اختلافأجوبته عليه السلام في مسألة واحدة فيمجلس واحد و تعجب زرارة، و لو كان الاختلافإنما وقع لموافقة العامة لكفى جواب واحدبما هم عليه، و لما تعجب زرارة من ذلك،لعلمه بفتواهم عليهم السلام أحيانا بمايوافق العامة تقية، و لعل السر في ذلك أنالشيعة إذا خرجوا عنهم مختلفين كل ينقل عنامامه خلاف ما ينقله الآخر، سخف مذهبهم فينظر العامة، و كذبوهم في نقلهم، و نسبوهمالى الجهل و عدم الدين، و هانوا في نظرهم،بخلاف ما إذا اتفقت كلمتهم و تعاضدتمقالتهم، فإنهم يصدقونهم و يشتد بغضهم لهمو لإمامهم و مذهبهم، و يصير ذلك سببالثوران العداوة، و الى ذلك يشير قوله عليهالسلام: (و لو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناسعلينا. إلخ). و من ذلك ايضا ما رواه الشيخ في التهذيب فيالصحيح- على الظاهر- عن سالم أبي خديجة عنأبي عبد الله (ع) قال: (سأله إنسان و أناحاضر فقال: ربما دخلت المسجد و بعض أصحابنايصلي العصر، و بعضهم يصلي الظهر؟ فقال: أناأمرتهم بهذا، لو صلوا على وقت واحد لعرفوافأخذ برقابهم) و هو أيضا صريح في المطلوب،إذ لا يخفى أنه لا تطرق للحمل هنا علىموافقة العامة، لاتفاقهم على التفريق بينوقتي الظهر و العصر و مواظبتهم على ذلك.