الكتاب: الوافي بالوفيات
المؤلف: الصفدي
الجزء: 24
الوفاة: 764
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى
الطبعة:
سنة الطبع: 1420 - 2000م
المطبعة: بيروت - دار إحياء التراث
الناشر: دار إحياء التراث
ردمك:
ملاحظات:
((بسم الله الرحمن الرحيم))
((حرف الفاء))
((فرقد))
3 (الربعي الصحابي))
فرقد العجلي الربعي ويقال التميمي العنبري يذكر في الصحابة ذهبت به أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت له ذوائب فمسح بيده عليه وبرك ودعا له
3 (صحابي آخر))
فرقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وطعم على مائدته الطعام
قال البخاري حدثنا محمد بن سلام عن الحسن بن مهران الكرماني قال رأيت فرقدا صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وطعمت معه وكان قد أكل على مائدة النبي صلى الله عليه وسلم
((الألقاب))
ابن الفرس الحافظ المغربي اسمه محمد بن عبد الرحيم وابن الفرس المالكي اسمه عبد المنعم بن محمد
ابن الفرس عبد الرحمن بن عبد المنعم)
الفركاح تاج الدين عبد الرحمن بن إبراهيم الفرغاني محمد بن يعقوب
الفرنسيس الإفرنجي اسمه بواش

5
((فروة))
3 (البياضي الصحابي))
فروة بن عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر البياضي شهد العقبة وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد وآخي رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مخرمة العامري
روى مالك حديثه في الموطأ ولم يسمه كان ابن وضاح وابن مزين يقولان إنما سكت مالك عن اسمه لأنه مكان أعان على قتل عثمان رضي الله عنه
قال ابن عبد البر هذا لا يعرف ولا وجه لما قالاه ولم يكن لقائل هذا علم بما كان ممن الأنصار يوم الدار
قد خولف مالك في حديثه ذلك فرواه حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقمه حماد والقول قول مالك ولم يختلف في اسم البياضي هذا
3 (الجذامي الصحابي))
فروة بن عمرو بن النافرة الجذامي ثم النفاثي كتب بإسلامه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وكامن موضعه بمعان من أرض فلسطين وكان عاملا للروم على فلسطين وما حولها وعلى ما يليه من العرب
3 (الجذامي الصحابي هو الأول))
فروة بن عامر كذا قال الخطيب لا ابن عمرو قال بعث فروة بن عامر الجذامي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه وأهدى له بلغة بيضاء
وكان فروة عاملا لقيصر على ما يليه من العرب وكان منزله عمان وما حولها فلما بلغ الروم ذلك حبسوه فلما أجمعوا على صلبه على ماء يقال له عفراء بفلسطين وذكر أبياتا قالها حينئذ منها)
* أبلغ سراة المسلمين بأنني
* سلم لربي أعظمي وبناني
*
3 (الأنصاري))
فروة بن النعمان وقيل ابن الحارث بن النعمان بن يساف الأنصاري

6
الخزرجي من بني مالك بن النجار قتل يوم اليمامة شهيدا وكان قد شهد أحدا وما بعدها من المشاهد
3 (المرادي اليمني))
فروة بن مسيك وقيل ابن مسيكة والأول أكثر ابن الحارث بمن سلمة بن الحارث بن كريب الغطيفي ثم المرادي أصله من اليمن
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع فأسلم وقيل سنة عشر وانتقل إلى الكوفة زمن عمر رضي الله عنه
روى عنه الشعبي وأبو سبرة النخعي وسعيد بن أبيض أبو هانئ المرادي
وكان من وجوه قومه وهو شاعر محسن وأنشد له ابن إسحاق في السير شعرا حسنا وهو القائل
* إن نغلب فغلابون قدما
* وإن نهزم فغير مهزمينا
*
* وما إن طبنا ولكن
* منايانا ودولة آخرينا
*
* كذاك الدهر دولته سجال
* تكر صروفه حينا فحينا
*
* ومن يغرر بريب الدهر يوما
* يجد ريب الزمان له خؤونا
*
* فقل للشامتين بنا أفيقوا
* سيلقى الشامتون كما لقينا
* وقد تمثل بالثلاثة الأول يزيد بن المهلب لما نظر إلى مسلمة بن عبد الملك وجميع أهل الشام معه وقيل إن الحسين رحمة الله عليه تمثل بها أيضا يوم قتل
وينسب إليه أيضا ما في الحماسة وهو
* فلو أن قومي أنطقتني رماحهم
* نطقت ولكن الرماح أجرت
*
3 (الأشجعي الصحابي))
فروة بن مالك الأشجعي روى عنه أبو إسحاق السبيعي قال ابن عبد البر حديثه مضطرب لا يثبت وقد قيل فيه فروة بن نوفل وهو من الخوارج خرج على المغيرة بن شعبة في صدر الخلافة معاوية مع)
المستورد فبعث إليهم المغيرة خيلا فقتلوا سنة خمس أربعين فإن كان هذا فلا صحبة له ولا رؤية وإنما يروي عن أبيه وعن عائشة

7
روى عنه أبو إسحاق الهمداني وهلال بن يساف وشريك بن طارق وتوفي في حدود الثمانين للهجرة
وقال المرزباني في معجمه فروة بن نوفل الأشجعي كوفي كان رئيس الشراة بالنخيلة وهو القائل
* ما إن نبالي إذا أرواحنا قبضت
* ماذا فعلتم بأجساد وأبشار
*
* لقد علمت وخير العلم أنفعه
* أن السعيد الذي ينجو من النار
*
3 (الصحابي الأسدي))
فروة بن خميصة الأسدي أعرابي يماني شاعر كان يصيب الطريق بنواحي فيد
وهاجى عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير وله سبع عشرة سنة وعمارة قد جاوز الستين فمن قول فروة بن عمارة
* وابن المراغة عائذ من خوفنا
* بالوشم منزلة الذليل الصاغر
*
* يخشى الرياح بأن تكون طليعة
* أو أن تحل به عقوبة بادر
*
* وليت ظهرك واتقيت بنسوة
* سود المعاصم والوجوه حواسر
*
* وأجوب في الهرب البقاء وقد ترى
* سبب المنية قد بدا للناظر
* فأجابه عمارة بقصيدة منها
* ما في السوية أن تجر عليهم
* فتكون يوم الروع أول صادر
* وكان فروة قتل بيده ثلاثة من بني حنظلة فلما قال عمارة هذا البيت استفز فروة وكان صبيا لم يجرب وحمله على أن صبر في الحرب بعد أن انصرف أصحابه وقاتل وحده فقتل فقيل لعمارة قتلت فروة فقال ما قتلته ولكنب عرضته للقتل
3 (الصحابي مولى اللخميين))
فروة بن مجالد مولى اللخميين من أهل فلسطين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم يجعلون حديثه مرسلا روى عنه حسان بن عطية والمغيرة بن المغيرة)
وكان فروة هذا معدودا في الأبدال مستجاب الدعوة
3 (الجهني الصحابي))
فروة الجهني شامي له صحبة روى عن بشير مولى

8
معاوية أنه سمعه في عشرة من أصحابه يقولون إذا رأوا الهلال اللهم اجعل شهرنا الماضي خير شهر وخير عاقبة وأدخل عليما شهرنا هذا بالسلامة واليمن والإيمان والعافية والرزق الحسن
3 (الكندي الكوفي))
فروة بن أبي المغراء أبو القاسم بم معدي كرب الكندي الكوفي روى عنه البخاري وروى الترمذي عن رجل عنه وعبد الله الدارمي وأبو زرعة وأبو حاتم
قال أبو حاتم هو صدوق وتوفي سنة خمس وعشرين ومئتين
((الألقاب))
ابن أبي فروة إسحاق بن عبد الله
ابن أبي فروة عبد الله بن كيسان
الفروي إسحاق بن محمد
((فريدة))
3 (الكبرى المغنية))
فريدة الكبرى كانت مولدة نشأت بالحجاز ثم وقعت إلى آل الربيع فعلمت الغناء في دورهم ثم صارت إلى البرامكة
فلما قتل جعفر هربت وطلبها الرشيد فلم يجدها ثم إنها صارت إلى الأمين فلما قتل خرجت فتزوجت الهيثم بن سالم فولدت له ابنه عبد الله ثم مات عنها فتزوجها السندي بن الجرشي وماتت عنده
وكان لها صنعة جيدة في الغناء ولها صوت فيشعر الوليد بن يزيد وهو
* ويح سلمى لو تراني
* لعناها ما عناني
*
* واقفا في الدار أبكي
* عاشقا حور الغواني
*
3 (جارية الواثق))
فريدة الصغرى جارية الواثق بالله كانت لعمرو بن بانة المغني وأهداها للواثق كانت من الموصوفات المحسنات
قال محمد بن الحارث ابن بسخنر طلبني الواثق يوما في غير نوبتي فسرت إليه مرتاعا وأدخلت إلى دور الحريم وهو في رواق أرضه وحيطانه مفروشة بالصخر ملبسة بالوشي المنسوج بالذهب

9
وغلى جانبه فريدة عليها مثل ذلك وفي حجرها عود فلما رآني قال أقبل وبادر إلينا فطلب لي أكلا فقلت أكلت يا أمير المؤمنين فقال هاتوا لمحمد رطلا في قدح فأحضرت ذلك وغنت فريدة
* أهابك إجلالا وما بك قدرة
* علي ولكن ملء عين حبيبها
*
* وما هجرتك النفس يل ليل أنها
* قلتك ولا أن قل منك نصيبها
*
* ولكنهم يا أملح الناس أولعوا
* يقول إذا ما جئت هذا حبيبها
* قال فجاءت والله بالسحر وجعل الواثق يجاوبها وفي خلال ذلك تغني الصوت بعد الصوت وأغني أنا في خلال غنائهما فمر لنا يوم أحسن ما مر لأحد
فإنا لكذلك إذ رفع رجله فضرب بها صدر فريدة ضربة تدحرجت منها من أعلى السرير إلى)
الأرض وتفتت عودها ومرت تعدو وتصيح وبقيت أنا مروعا لم أشك أن عينه وقعت علي فنظرت إلي أو نظرت إليها فأطرقت إلى الأرض متحيرا أتوقع ضرب العنق فإني لكذلك إذ قال لي يا محمد فوثبت قائما فقال أرأيت أعجب من هذا فقلت الساعة تخرج روحي فعلى من أصابتنا عينه لعنة الله فما السبب أو الذنب قال لا والله ولكني فكرت أن جعفرا يعني أخاه المتوكل يقعد هذا المقعد وتقعد معه فريدة كما قعدت معي فلم أطق الصبر وخامرني ما أخرجني إلى ما رأيت فقلت بل يقتل الله جعفرا ويحيا أمير المؤمنين و وقبلت الأرض وقلت الله الله يا سيدي ارحمها فقال لبعض الخدم مر فجئ بها فأقبلت وفي يدها عود وعليها غير الثياب الأولى فلما رآها جذبها إليه وعانقها وبكى وبكت وبكيت أنا فقالت ما ذنبي يا سيدي فأعاد ذلك عليها فقالت سألت بالله يا أمير المؤمنين إلا ضربت عنقي الساعة واسترح من الفكر في هذا وبكينا ساعة ثم أشار إلى الخدم فأحضروا أكياسا فيها عين وورق ورزم ثياب كثيرة ودرجا فتحه وأخرج منه عقدا ما رأيت مثله فألبسه إياها وأمر لي ببدلة وخمسة تخوت وعدنا إلى أمرنا ولم نزل إلى الليل ثم تفرقنا
وضرب الدهر ضرباته ومات الواثق وولي المتوكل فإني لفي يوم غير نوبتي إذ طلبت مثل ذلك الطلب فدخلت إلى تلك الديار بعينها والحجرة بعينها وإذا المتوكل قاعد على سرير الواثق وفريدة إلى جانبه فقال لي ويحك ما ترى إلى ما أنا فيه مع هذه أنا منذ غدوة أطلبها أن تغني فتأبى فقلت لها بحياته غني لنا فاندفعت فغنت

10
* مقيم بالمجازة من قنونا
* وأهلك بالأجيفر فالثماد
*
* فلا تبعد فكل فتى سيأتي
* عليه الموت يطرق أو يغادي
* ثم رمت بالعود إلى الأرض ورمت بنفسها عن السرير ومرت تعدو وتصيح واسيداه فقال لي ويحك ما هذا قلت لا أدري قال فما ترى قلت أنا أنصرف أنا وتحضر هذه ومعها غيرها فإن الأمر إلى ما يريد أمير المؤمنين قال فانصرف فانصرفت ولم أدر ما كانت القصة
((فريعة))
3 (الصحابية بنت معوذ))
فريعة بنت معوذ بن عفراء لها صحبة وكانت مجابة الدعوة حديثها في الرخصة في الغناء وضرب الدف في العرس من حديث أهل البصرة وهي أخت الربيع بنت معوذ
3 (الصحابية أخت أبي سعيد الخدري))
فريعة بنت مالك بن سنان أخت أبي سعيد الخدري شهدت بيعة الرضوان وأمها حبيبة بنت عبد الله بن أبي بن سيلول
روت عن الفريعة هذه زينب بنت كعب بن عجرة حديثها في سكنى المتوفى عنها زوجها في بيتها حتى يبلغ الكتاب أجله استعمله أكثر فقهاء الأمصار
((الألقاب))
الفريابي الحافظ جعفر بن محمد
ابن فسوة عتيبة بن مرداس
الفسوي الحافزظ يعقوب بن سفيان
ابن فسايخس جماعة منهم الوزير محمد بن العباس ومنهم العباس بن موسى ومنهم سعيد بن عبد الله
فستقة الحافظ محمد بن علي بن الفضل

11
3 (الفصيح))
3 (الحلي العجلي))
الفصيح بن علي بن عبد السلام بن عطا بن إبراهيم بن محمد العجلي من بلاد الحلة كان يذكر أنه من أولاد أبي دلف العجلي
كان أديبا فاضلا له شعر ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة وتوفي سنة تسع عشرة وستمائة ومن شعره
* هذي الديار وهذا الضال والسلم
* وحيث كانت قباب الحبي والخيم
*
* يا صاحبي قفا بي في منازلهم
* نبكي الديار التي كنا بها وهم)
* (وأي عذر لقلب لا يحركه
* طيب الأسى ولدمع العين ينسجم
*
* ليت الأحبة إذ جد الفراق بهم
* بما المحبون فيه وبعدهم علموا
*
* بانوا فكم دمعة في إثر عيسهم
* سحت وكم لوعة في الدار اضطرم
*
* نلوم صرف النوى فيما بنا صنعت
* واللوم أولى به الوخادة الرسم
*
* لم تخل لولا المطايا وهي آهلة
* دار ولا شت شمل وهو ملتئم
*
((الألقاب))
الفصيحي النحوي علي بن محمد بن علي
((فضالة))
3 (الأنصاري الصحابي فضالة بن عبيد))
فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس بن صهيب الأنصاري العمري الأوسي أبو محمد أول مشاهد أحد ثم شهد

12
المشاهد كلها ثم انتقل إلى الشام وسكن دمشق وبنى دارا وكان فيها قاضيا لمعاوية ومات بها سنة ثلاث وخمسين للهجرة وقيل تسع وستين والأول أصح
وحمل معاوية سريره وقال لابنه عبد الله أعني يا بني وإنك لا تحمل بعده مثله
لما حضرت أبا الدرداء الوفاة قال له معاوية رضي الله عنه من لهذا الأمر قال فضالة بن عبيد فولاه القضاء لما خرج إلى صفين وقال له أمات إني لم أحبك بها ولكن استترت بك من النار فاستر
ثم أمره معاوية على الجيش فغزا الروم في البحر وشتا بأرضهم وكان فضالة أحد من بايع بيعة الرضوان وروى له مسلم والأربعة
3 (الليثي الصحابي))
فضالة الليثي قال ابن عبد البر اختلف في اسم أبيه فقيل فضالة بن عبد الله وقيل فضالة بن وهب بن بحرة بن يحيى بن مالك الأكبر الليثي وقال بعضهم الزهراني فأخطأ والزهراني غير الليثي الزهراني تابعي
يعد فضالة الليثي في أهل البصرة حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حافظ على العصرين يعني الصبح والعصر روى عنه ابنه عبد الله
3 (مولى النبي صلى الله عليه وسلم))
)
فضالة مذكور في موالي رسول صلى الله عليه وسلم قال ابن عبد البر لا أعرفه بغير ذلك
3 (الأسدي الشاعر))
فضالة بن شريك كان من بني أسد شاعرا فاتكا له ابنان شاعران أحدهما عبد الله بن فضالة الذي وفد على عبد الله بن الزبير والقائل له إن ناقتي قد نقبت ودبرت فقال له ارقعها بجلد وأخصفها بهلب وسر بها البردين فقال إني جئتك مستحملا لا مستشيرا فلعن الله ناقة حملتني إليك فقال ابن الزبير إن وراكبها فانصرف وقال
* أقول لغلمتي شدوا ركابي
* أجاوز بطن مكة في سواد
*
* فمالي حين أقطع ذات عرق
* إلى ابن الكاهلية من معاد
*

13
* شكوت إليه أن نقبت قلوصي
* فرد جواب مشدود الصفاد
*
* يضن بناقة ويروم ملكا
* محال ذاكم غير السداد
* وهي طويلة ذكرها صاحب الأغاني في ترجمة فضالة
وقيل إن هذه القصة تمت لفضالة نفسه فلما ولي عبد الملك سأل عنه فقيل مات فأمر لورثته مائة ناقة برا وتمرا
وهجا فضالة عاصم بن عمر بن الخطاب فاستعدى عليه عمرو بن سعيد بن العاص وهو أمير المدينة فهرب فضالة حتى أتى يزيد بن معاوية فعرفه ذنبه فأعاذه وكتب إليه إن فضالة أتاني واستجار بي وإنه يحب أن تهبه لي وضمن أنه لا يعود لهجائه فقل ذلك عاصم فقال فضالة يمدح يزيد
* إذا ما قريش فاخرت بقديمها
* فخرت بمجد يا يزيد تليد
*
* بمجد أمير المؤمنين ولم يزل
* أبوك أمين الله غير بليد
*
* به عصم الله الأنام من الردى
* وأدرك تبلا من معاشر صيد
*
* ومجد أبي سفيان ذي الباع والندى
* وحرب وما حرب العلى بزهيد
*
* فمن ذا الذي إن عدد الناس مجده
* يجيء بمجد مثل مجد يزيد
*
3 (ابن الناقد))
)
أبو الفضائل ابن الناقد المهذب كان طبيبا مشهورا وعالما مذكورا وكان يهوديا مشهورا بالطب والكحل إلا أن الكحل كان أغلب عليه وكان كثير المعاش وكان أكثر الطلبة يشتغلون عليه وهو راكب في وقت دورناه وافتقاده للمرضى
وتوفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة بالقاهرة وأسلم ولده أبو الفرج وكان كحالا أيضا
أتى إلى أبي الفضائل صاحب له من اليهود ضعيف الحال وطلب منه أن يرفده بشيء فأجلسه عند داره وقال له معاشي اليوم لك بختك رزقك وركب حماره ودار على المرضى والرمدا ولما عاد أخرج عدة الكحل وفيها قراطيس كثيرة مصرورة وجعل يفتحها شيئا بعد شيء فيجحد منها ما فيه الدينار والأكثر وما فيه الدراهم الناصرية وما فيه دراهم السواد فكان ذلك ما يقارب الثلاثمائة درهم وقال له والله ما أعرف الذي أعطاني الذهب من الدراهم
3 (الناصرية من الدراهم السوداء))

14
فضة جارية المستنصر بالله أمير المؤمنين العباسي لها ذكر وترجمة في ترجمة المستنصر واسمه منصور بن محمد فليكشف من هناك عن ترجمتها والله الموفق
3 (الفضل))
3 (النحوي المقرئ))
الفضل بن إبراهيم بن عبد الله الكوفي أبو العباس النحوي المقرئ أخذ القراءة عن الكسائي له اختيار في أحرف يسيرة
3 (المسترشد بالله))
الفضل بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن حمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب أمير المؤمنين الإمام أبو منصور المسترشد بالله ابن المستظهر بن المقتدي بن القائم بن القادر بن المقتدر بن المعتضد بن الموفق بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور بويع بالخلافة ليلة الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وخمسمائة)
وأول من بايعه اخوته أبو عبد الله محمد وأبو طالب العباس وأبو إسحاق إبراهيم وأبو نصر محمد وأبو القاسم إسماعيل وأبو الفضل عيسى ثم تلاهم عمومته أولاد المقتدي
قال الصولي بايعه سبعة من أولاد الخلفاء وكان المسترشد أشقر أعطر أشهل خفيف العارضين وجلس بكرة الخميس جلوسا عاما وبايعه الناس وكان المتولي لأخذ البيعة قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني وبايع الناس إلى الظهر ثم أخرجت جنازة المستظهر فصلى عليه المسترشد وكبر عليه أربعا وجلس للعزاء أياما وكان عمره لما بويع سبعا وعشرين سنة لأن مولده سنة ست وثمانين وأربعمائة
وكان أبوه خطب له بولاية العهد ونقش اسمه على السكة في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين
وكان يتنسك في أول زمانه ويلبس الصوف ويتفرد في بيت للعبادة وختم القرآن وتفقه وكان مليح الخط لم يكن قبله في الخفاء من كتب أحسن منه وكان يستدرك على كتابه أغاليطهم وكان ابن الأنباري يقول أنا وراق الإنشاء ومالك الأمر يتولى ذلك بنفسه الشريفة

15
وكان ذا هيبة وإقدام وشجاعة وضبط الخلافة ورتبها أحسن ترتيب وأحيا رميمها وشيد أركان الشريعة وخرج عدة نوب إلى الحلة والموصل وطريق خراسان
لم تزل أيامه مكدرة بكثرة التشويش من المخالفين وكان يخرج بنفسه لدفع ذلك ومباشرته إلى أن خرج الخرجة الأخيرة فكسر وأسر وقتله الملاحدة جهزهم عليه السلطان مسعود فهجموا عليه وخيمه بظاهر مراغة سنة تسع وعشرين وخمسمائة
وكانت خلافته سبع عشرة سنة وثمانية أشهر وأياما وكان عمره خمسا وأربعين سنة وأشهرا
وكان قد سمع الحديث مع اخوته من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز ومن مؤدبه أبي البركات أحمد بن عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي
وحدث وروى عنه وزيره علي بن طراد الزينبي وأبو الفتوح حمزة بن علي بن طلحة الرازي وأبو علي إسماعيل بن طاهر بن الملقب وغيرهم ومن شعره لما كسر وأشير عليه بالهزيمة قالوا تقيم وقد أحاط بك العدو ولا تفر
* فأجبتهم المرء ما
* لم يتعظ بالوعظ غر)
* (لا نلت خيرا ما حيي
* ت ولا عداني الدهر شر
* إن كنت أعلم أن غير الله ينفع أو يضر ومن شعره
* أقول لشرخ الشباب اصطبر
* فولى ورد قضاء الوطر
*
* فقلت قنعت بهذا المشيب
* وإن زال غيم فهذا مطر
*
* فقال المشيب أيبقى الغبار
* على جمرة ذاب منها الحجر
* ومنه
* أنا الأشقر الموعود بي في الملاحم
* ومن يملك الدنيا بغير مزاحم
*
* ستبلغ أرض الروم خيلي وتنتضى
* بأقصى بلاد الصين بيض صوارمي
* ومنه لما استؤسر
* ولا عجبا للأسد أن ظفرت بها
* كلاب الأعادي من فصيح وأعجم
*
* فحربة وحشي سقت حمزة الردى
* وموت علي من حسام ابن ملجم
*

16
ومنه وقد خرج لقتال الأعاجم لأقلقلن العيس دامية الأخفاق من بلد إلى بلد
* إما يقال مضى فأحرزها
* أو لا يقال مضى ولم يعد
* قال مسعود بن عبد الله التيتاري اتفق أن المسترشد رأى فيما يرى النائم في الأسبوع الذي استشهد فيه كأن على يده حمامة مطوقة فأتاه آت وقال خلاصك في هذا فلما أصبح حكى لابن سكينة الإمام ما رآه فقال ما أولته يا أمير المؤمنين قال أولته ببيت أبي تمام الطائي
* هن الحمام فإن كست عيافة
* من حائهن فهن حمام
* وخلاصي في حمامي وليت من يأتيني فيخلصني مما أنا فيه من الذل والحبس فقتل بعد المنام بأيام
وكان المسترشد قد خرج للإصلاح بين السلاطين السلجوقية واختلاف الأجناد وكان معه جمع كثير من الأتراك فغدر أكثرهم له ولحقوا بالسلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه ثم التقى الجمعان فلم يلبثوا إلا قليلا وانهزموا عن المستشرد وقبض على المسترشد وعلى خواصه وحملوا إلى قلعة بقرب همذان وحبسوا بها وكان ذلك في شهر رمضان وبقي معه إلى)
النصف من ذي القعدة وحمل مع مسعود إلى مراغا وأنزل بناحية من ا المعسكر فدخل عليه جماعة من الباطنية من شرخ الخيمة وتعلقوا به وضربوه بالسكاكين فوقعت الصيحة وقتل معه جماعة منهم أبو عبد الله ابن سكينة وابن الجزري وخرج جماعة منهزمين فتقلوا وأضرمت النار فيهم وبقيت يد أحدهم لم تحترق وهي خارجة من النار مضمومة كلما ألقيت النار عليها لا تحترق ففتحوا يدعه فإذا هي يده وفيها شعرات من كريمته فأخذها السلطان مسعود وجعلها في تعويذ ذهب ثم جلس السلطان للعزاء وخرج الخادم ومعه المصحف وعليه الدم إلى السلطان وخرج أهل المراغة وعليهم المسوح وعلى وجوههم الرماد الصغار والكبار وهم يستغيثون ودفنوه عندهم في مدرسة أحمدك وبقي العزاء بمراغة أياما
وخلف من الأولاد أبا جعفر منصورا الراشد وأبا العباس أحمد وأبا القاسم عبد الله وإسحاق توفي في حياته ووزر له ربيب الدولة محمد بن الحسين نيابة عن أبيه وأبو علي بن صدقة
وعلي بن طراد وانو شروان بن خالد وقضاته أبو الحسن علي بن محمد

17
الدامغاني وعلي بن الحسين الزينبي وحجابه ابن المعوج وابن البقشلام وابن الصاحبي
3 (أبو عامر الجرجاني))
الفضل بن إسماعيل التميمي أبو عامر الجرجاني كان أديبا أريبا فاضلا مليح الخط صحيح الضبط حسن التأليف له نظم ونثر
له كتاب البيان في علوم القرآن وكتاب عروق الذهب في أشعار العرب وكتاب سلوة الغرباء وقلائد الشرف في الشعر وغير ذلك
سمع من أبي سعد ابن رامش وأبي نصر ابن رامش المقرئ وأبي بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي
كان موجودا في حياة الحافظ عبد الغافر وذكره الباخرزي في الدمية
ومن شعره في هرة
* إن لي هرة خضبت شواها
* دون أولاد منزلي بالرقون
*
* ثم قلدتها لخوفي عليها
* ودعات ترد شر العيون
*
* كل يوم أعولها قبل أهلي
* بزلال صاف ولحم سمين
*
* وهي تلعابة إذا ما رأتني
* عابس الوجه وارم العرنين)
* (فتغني طورا وترقص طورا
* وتلهى بكل ما يلهيني
*
* لا أريد الصلاء إن ضاجعتني
* عند برد الشتاء في كانون
*
* وإذا ما حككتها لحستني
* بلسان كالمبرد المسنون
*
* وإذا ما جفوتها استعطفتني
* بأنين من صوتها ورنين
*
* وإذا ما وترتها كشفت لي
* عن حراب ليست متاع العيون
* أملح الخلق حين تلعب بالفار فتلقيه في العذاب المهين
* وإذا مات حسه أنشرته
* بشمال مكرومة أو يمين
* وتصاديه بالغفول فإن رام انحجارا علته كالشاهين
* وإذا ما رجا السلامة منها
* عاجلته ببطشة التنين
*

18
وكذاك الأقدار تفترس المرء وتغتاله بقطع الوتين
* بينما كان في نشاط وأنس
* إذا سقاه ساق بكأس المنون
* ومن شعره وكان غواصا على المعاني
* علقتها بيضاء ظامئة الحشا
* تسبي القلوب بحسنها وبطيبها
*
* مثل الشقائق في احمرار خدودها
* للناظرين وفي اسوداد قلوبها
*
* وقد يستقيم المرء فيما ينوبه
* كما يستقيم العود في عرك أذنه
*
* ويرجح من فضل الكلام إذا مشى
* كما يرجح الميزان من فضل وزنه
* ومنه
* إني بليت بشادن
* يبلواه عندي تستحب
*
* فإذا بلوت طباعه
* فالماء يشرب وهو عذب
*
* وإذا نضوت ثيابه
* فاللوز يقشر وهو رطب
*
* وقصار وصفي أنه
* فيما أحب كما أحب
* ومه
* أصبحت مثل عطارد في طبعه
* إذ صرت مثل الشمس في الإشراق
*
* فلذاك ما ألقاك يوما واحدا
* إلا قضيت علي بالإحراق
* ومنه)
* قد ضاق صدري من صدور زماننا
* فهم جماع الشر بالإجماع
*
* يتضارطون فإن شكوت ضراطهم
* شفعوا سماع الضرط بالإسماع
*
* هذا يفرقع بالضراط وذاكم
* يرمي بمثل حجارة المقلاع
*
* ومن البلية أن تعاشر معشرا
* يتضارطون الدهر بالإيقاع
* ومنه

19
* ونائم عن سهري قال لي
* وقد طواني حبه طيا
*
* أأنت حي بعد قلت انتبه
* فالميت في النوم يرى حيا
* ومن شعره قوله
* عذيري من شادن لأغضبوه
* فجرد لي مرهفا باتكا
*
* وقال أنا لك يا ابن الوكيل
* وهل لي رجاء سوى ذلكا
* وقد أوردتهما في ترجمة صدر الدين محمد بن عمر وتكلمت عليهما
ومن شعر أبي عامر الجرجاني عود لسانك أن يلين على الخطابة والخطاب وتعهد الفكر الحديد بصرفه في كل باب فتآكل السيف الصقيل بطول مكث في القراب ومنه لا تنكرن حق الأديب لأن ترعى من ثيابه فالسيف أهيب ما يكون إذا تجرد من قرابه ومنه
* ما في زمانك واحد
* لو قد تأملت الشواهد
*
* فاشهد بصدق مقالتي
* أو لا فكذبني بواحد
* قلت هو مثل قول ابن حسول
* قد مات في دهرنا الكرام ومن
* يعرف قدر الثناء والمدح
*
* وإن شككتم في الذي قلته
* فكذبوني بواحد سمح
* ومن شعر أبي عامر الجرجاني)
* تختم في اليسار فلست تلقى
* طراز الكم إلا في اليسار
*
* وما نقصوا اليمين به ولكن
* لباس الزين أولى بالصغار
*
* كذاك ترى الأباهم عاطلات
* وهن على الأكف من الكبار
*

20
ومه
* إني بليت بحاجب حجب الورى
* بمطاله عن نيله المطلوب
*
* أبت الملاحة أن تفتح عينه
* إلا بقدر تبسم المكروب
* ومنه
* استرزق الله فالأرزاق في يده
* ولا تمد إلى غير الإله يدا
*
* وحاذر الدهر أن يلقاك منفردا
* فمهرك النرد مأخوذ إذا انفردا
* ومنه
* يا رب كوماء خضبت نحرها
* بمدية مثل القضاء السابق
*
* كأنها والدم جاش حولها
* سوسنة زرقاء في الشقائق
* قلت ذكرت هنا قولي أنا
* وسيوف إذا بدت في جراح
* قلت هذا بنفسج في شقيق
*
* ينشد الجسم روحه من ظباها
* ودماه بين النقا والعقيق
* ومن شعر أبي عامر الجرجاني
* ادرع الصبر وكن آخذا
* بالرفق والإشفاق والخوف
*
* ولا تكن أعجل من فيشة
* عنانها أطلق في الجوف
* ومنه
* أوجعت قلبك إذ أهديت لي مائة
* فالله يجزيك عني يا أبا الفرج
*
* الضرط في ذقنك المنتوف شاربه
* والأير في است أمك المنهوكة الشرج
* ومنه
* يا ذا الذي ضاف أبا مجد
* فبات في جوع وفي جهد
*
* تغد في البيت إذا ضفته
* فخبزه في ربعة الند
* ومنه وقد قيل له إن غلامك يهرب على فرس لك)
* أتهرب مع فرسي يا خبيث
* أراحني الله من شركا
*
* ولست أظنك تقوى عليه
* وإن أنت دققت في فكركا
*
* فإن مقيلي على ظهره
* وإن مبيتي على ظهركا
*

21
ومنه يهجو خطيبا
* أما تسحي ويك من منظرك
* ومن سوء ما شاع من مخبرك
*
* وتزعم أنك أنت الخطيب
* فلم يخطبون على منبرك
* وقال عبد القاهر الجرجاني يصف أبا عامر الجرجاني المذكور
* ما أبو عامر سوى اللطف شيء
* إنه جملة كما هو روح
*
* كل ما لا يلوح من سر معنى
* عند تفكيره فليس يلوح
* وقال أبو الفرج ابن هندو أيضا
* هذا سروري بأبي عامر
* مغرقي في لجه الغامر
*
* فتى إذا جاراه في مفخر
* مساجل خاطر بالخاطر
*
* النثر جسم وهو روح له
* والنظم عين وهو كالناظر
* ومن شعر أبي عامر الجرجاني يهدجو أهل نيسابور
* أرى أهل نيسابور كالمعدن الذي
* ينال الجدى منه بحفر المعاول
*
* إذا فزعوا كانوا بغاثا مسفة
* وإن أمنوا طاروا بريش الأجادل
* ومنه
* أقول له لما تلبس خلعة
* تحشرج فيها من أولي العلم عالم
*
* رأيتك مثل النعش لم ير لابسا
* لخلعته إلا وفي الحي مأتم
* ومه
* خذوا صفة الزمان عني فإن لي
* لسانا عن الأوصاف غير قصير
*
* حقاق كأمثال الكرات تضمنت
* فصوص بلخش في غشاء حرير
* ومنه
* يا نرجسا لم تعد قامته
* سهم الزمرد حين ينتسب
*
* فرصافه عظم وقذته
* قطع اللجين وفوقه ذهب
*

22
)
ومنه
* وسهم من الميناء فضض رأسه
* بقدرة باريه وذهب فوقه
*
* يغايظ أحداق الغواني وإنها
* تراجع إن قيست به ويوفق هو
*
3 (ابن المنجم النحوي))
الفضل بن ثابت بن محمد البغدادي الكرخي المعروف بابن المنجم
قال محب الدين ابن النجار رأيت له كتابا سماه السامي في شرح اللمع لابن جني بخط يده وتصنيفه
3 (أمير المؤمنين المطيع))
الفضل بن جعفر أمير المؤمنين المطيع لله أبو القاسم بن المقتدر بن المعتضد ولي بعد المستكفي وأمه أم ولد اسمها مشغلة أدركت خلافته بويع سنة أربع وثلاثين ومولده أول سنة إحدى وثلاثمائة وتوفي سنة أربع وستين وثلاثمائة
قال ابن شاهين وخلع نفسه غير مكره فيما صح عندي في ذي القعدة سنة ثلاث وستين ونزل عن الخلافة لولده أبي بكر عبد الكريم ولقبوه الطائع لله وسنه يومئذ ثمان وأربعون سنة
ثم إن الطائع خرج إلى واسط ومعه أبوه المطيع لله فمات في المحرم من السنة المذكورة وماتت أم المطيع سنة خمس وأربعين وثلاثمائة
وكان المطيع أبيض تعلوه صفرة أقنى جميل الوجه وكانت خلافته تسعا وعشرين سنة وخمسة أشهر وواحدا وعشرين يوما
وفي أيامه أعيد الحجر الأسود إلى البيت من القرامطة ولم يزل قائما بالأمر إلى أن وقع الخلف بين سبكتكين مولى معز الدولة حاجبه وبين أولاد معز الدولة بختيار ومحمد وإبراهيم وعاونهم الديلم وعاون سبكتكين الأتراك وجرت بينهم مناوشة وحرب
وأحرق الحاجب سوق الثلاثاء إلى الرحبة الكبيرة وحصر محمدا وإبراهيم ابني معز الدولة في دارهما وبختيار بالأهواز ثم إن الحاجب أسر محمدا وإبراهيم وأمهما وأحدرهما إلى واسط وجرت فتنة عظيمة بين الأتراك والديلم واستدعى المطيع القاضي عبيد الله بن أحمد بن معروف وأربعة من الشهود وأشهدهم على نفسه أنه جعل الخلافة في ابنه أبي بكر عبد الكريم وخلع نفسه)
وكان كاتب المطيع أبو أحمد ابن الفضل بن عبد الرحمن

23
بن جعفر ثم إبراهيم بن علي بن عيسى بن داود بن سعيد النصراني ثم الحسن بن محمد الصالحي ثم أبو سعيد وهب بن إبراهيم بن طازاد وحاجبه أحمد بن خاقان ثم أبو بكر عبد الواحد المعروف بابن أبي عمرو الشرابي ثم أخوه أبو الحسن محمد بن عثمان وخلفه ابنه أبو المنصور عبد الرحمن بن محمد
ومن شعره يمدح به سيف الدولة ابن حمدان
* تخيرت سيفا من سيوف كثيرة
* فلم أر فيها مثل سيف لدولتي
*
* أرى الناس في وسط المجالس يشربوا
* وذاك بثغر الشام يحفظ بيضتي
*
3 (أبو علي البصير))
الفضل بن جعفر بن يونس أبو علي النخعي الشاعر المعروف بالبصير من أهل الكوفة سكن ببغداد وكان قدم من سر من رأى أول خلافة المعتصم ومدحه ومدح جماعة من قواده ومدح المتوكل والفتح بن خاقان وكان يتشيع تشيعا فيه بعض الغلو وله في ذلك أشعار وكان أعمى وإنما لقب بالبصير على العادة في التفاؤل وقيل إنما لقب بذلك لأنه كان يجتمع مع إخوانه على النبيذ فيقوم من صدر المجلس يريد البول فيتخطى الزجاج وكل ما في المجلس من آلة ويعود إلى مكانه ولم يؤخذ بيده
وبقي إلى أيام المعتز وقيل توفي في الفتنة وقيل توفي بعد الصلح وهو القائل
* لئن كان يهديني الغلام لوجهتي
* ويقتاني في السير إذ أنا راكب
*
* فقد يستضيء القوم بي في أمورهم
* ويخبو ضياء العين والرأي ثاقب
* ومنه
* قلت لأهلي وراموا أن أميرهم
* بماء وجهي ولم أفعل ولم أكد
*
* لا يستوي أن تهينوني وأكرمكم
* ولا يقوم على تقويمكم أودي
*
* فطيبوا عن رقيق العيش أنفسكم
* ولا تمدوا إلى أيدي اللئام يدي
*
* تبلغوا وادفعوا الحاجات ما اندفعت
* ولا يكن همكم في يومكم لغد
*

24
* فرب مدخر ما ليس آكله
* ومستعد ليوم ليس في العدد
*
* ورب مجتهد ما ليس بالغه
* وبالغ ما تمنى غير مجتهد
* وقال يمدح إسحاق بن سعد)
* ما عليها أحد أقصده
* كل من أبلوه أستبعده
*
* خول المال أناس كلهم
* ما له رب له يعبده
*
* والذي تسمو به همته
* للعلى فالدهر لا يسعده
*
* غير إسحاق بن سعد إنه
* عقلت عنه لساني يده
* إن إسحاق بن سعد رجل يحسن اليوم ويرجى غده
* قد بلوناه على علاته
* فخبرنا منه ما نحمده
*
* فاقتعدناه أخا ننهضه
* في الملمات فما يقعده
*
* واعترفنا بالذي أودعنا
* وعدو العرف من يجحده
* ومنه
* فلا تعتذر بالشغل عنا فإنما
* تناط بك الحاجات ما اتصل الشغل
* وقال
* إذا ما غدت طلابة العلم ما لها
* من العلم إلا ما يخلد في الكتب
*
* غدوت بتشمير وجد عليهم
* ومحبرتي سمعي ودفترها قلبي
* وقال
* في كل يوم لي ببابك وقفة
* أطوي إليه سائر الأبواب
*
* فإذا حضرت وغبت عنك فإنه
* ذنب عقوبته على البواب
* وقال إن أرم شامخا من العز أدركه بذرع رحب رباع طويل وإذا نابني من الأمر مكروه تلقيته بصبر جميل ما ذممت المقام في بلد يوما فعاتبته بغير الرحيل

25
وقال
* يا أحمد ابن أبي دواد دعوة
* يقوى بها المتهضم المستضعف
*
* كم من يد لك قد نسيت مكانها
* وعوارف لك عند من لا يعرف
*
* نفسي فداؤك للزمان وريبه
* وصروف دهر لم تزل بك تصرف
* وتغير عقل أبي على قبل موته بقليل من سوداء عرضت له ولم تزل به إلى أن مات وكان)
ربما ثاب إليه عقله في بعض الأوقات وفي ذلك يقول أحمد ابن أبي طاهر
* خبا مصباح عقل أبي علي
* وكانت تستضيء به العقول
*
* إذا الإنسان مات الفهم منه
* فإن الموت بالباقي كفيل
*
3 (الوزير ابن الفرات ابن حنزابة))
الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات أبو الفتح الكاتب المعروف بابن حنزابة تقدم ذكر أخيه فيه جعفر وضبط اسم أمه هناك كان كاتبا مجودا ودينا متأهلا مؤثرا للخير محبا لأهله وزر للمقتدر بالله يوم اثنين لليلتين بقيتا من شهر ربيع الآخر سنة عشرين وثلاثمائة إلى أن قتل المقتدر وولي القاهر فولاه الدواوين ولما خلع القاهر وولي الراضي ولاه الشام فتوجه إليها
ثم إنه وزر للراضي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وهو مقيم بحلب وعقد له الأمر وكوتب بالمصير إلى الحضرة فوصل إلى بغداد فرأى اضطراب الأمور واستيلاء الأمير أبي بكر محمد بن رائق عليها فأطمع ابن رائق في أن يحمل إليه الأموال من مصر والشام وشخص إلى هناك واستخلف أبا بمكر عبد الله بن علي النقري بالحضرة
فأدركه أجله بغزة وقيل بالرملة لثمان خلون من جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وسنه سبع وأربعون سنة
3 (الجمحي ابن الحباب))
الفضل بن الحباب بن محمد بن شعيب بن صخر

26
الجمحي أبو خليفة كان من رواة الأخبار والأشعار والآداب والأنساب وهو ابن أخت محمد بن سلام الجمحي
توفي بالبصرة سنة خمس وثلاثمائة وكان أعمى وولي القضاء بالبصرة
روى عن خاله كتبه وعن غيره
ومن شعره
* شيبان والكبش حدثاني
* شيخان بالله عالمان
*
* قالا إذا كنت فاطميا
* فاصبر على نكبة الزمان
* قلت الكبش أبو داود الطيالسي وشيبان هو ابن فروخ الأبلي)
وألقيت إليه رقعة فيها
* قل للحكيم أبي خليفة
* يا زين شيعة أبي حنيفة
*
* إني قصدتك للذي
* كاتمت من حذر وخيفه
*
* ماذا تقول لطفلة
* في الجسر منزلها شريفه
*
* تصبو إلى زين الورى
* من غير ما بأس عفيفه
* فقرأ الرقعة ثم كتب على ظهرها
* يا من تكامل ظرفها
* حال الهوى حال شريفه
*
* إن كنت صادقة الذي
* كاتمت من حذر وخيفه
* فلك السعادة والشهادة والجلالة يا شريفه
* هذا النصاح بعينه
* وبه يقول أبو حنيفة
* وكان أبو خليفة كثير استعمال السجع في كلامه وكان في البصرة رجل يتحامق ويتشبه به يعرف بأبي الرطل لا يتكلم إلا بالسجع هزلا كله فقدمت هذا الرجل امرأته إلى أبي حنيفة وادعت عليه الزوجية والصداق فأقر بهما لها فقال له أبو خليفة أعطها مهرها فقال أبو الرطل كيف أعطيها مهرها ولم تفلح مسحاتي نهرها فقال له أبو خليفة فأعطها نصف

27
صداقها فقال لا أو أرفع بساقها وأضعه في طاقها فأمر به أبو خليفة فصفع
وكان هذا أبو الرطل إذا سمع رجلا يقول لا تنكر لله قدرة قال هو ولا للهندباء خضرة ولا للزردج صفرة ولا للعصفر حمرة ولا للقفا نقرة
وكان هذا أبو خليفة يتشيع وكان يقرأ عليه سرا ديوان عمران بن حطان ويبكي في مواضع منه فقال المفجع البصري
* أبو خليفة مطوي على دخن
* للهاشميين في سر وإعلان
*
* ما زلت أعرف ما يخفي وأنكره
* حتى اصطفى شعر عمران بن حطان
* واشترى القاضي أبو خليفة جارية فوجدها خشنة فقال يا جارية هل من بزاق أو بصاق أو بساق العرب تنقل السين صادا وزايا فتقول أبو الصقر والزقر والسقر فقالت الجارية الحمد لله الذي ما أماتني حتى رأيت حرى قد صار ابن الأعرابي يقرأ عليه غريب اللغة
3 (أبو معاذ النحوي الباهلي))
)
الفضل بن خالد أبو معاذ النحوي المروزي مولى باهلة روى عن عبد الله بن المبارك وعبيد بن سليم وروى عنه محمد بن علي بن الحسن بن شقيق وأهل بلده مات سنة إحدى عشرة ومائتين له كتاب في القرآن حسن
وروى عنه الأزهري في كتاب التهذيب وأكثر وذكره محمد بن حبان في تاريخ الثقات في الطبقة الرابعة
3 (ابن سهل))
الفضل بن الحسن بن سهل كان المعتصم قد انحرف عن الحسن بن سهل بعد وفاة المأمون وحاز عنه وعن أولاده كثيرا من ضياعهم فذكر الجهشياري في كتاب الوزراء أن بوران قالت لأخيها الفضل إني نظرت في حساب هذا فوجدته يدل على شيء يجب أن يحذر عليه في هذا الوقت معه نكبة من جهة الخشب فاجتمع معها على النظر في ذلك فوجد الأمر على ما قالت فقال لها لست آمن مع انحرافه عنا أن لا يقع هذا منه موقعه فقالت اقض ما عليك وهو أعلم بما يختار فصار إلى باب المعتصم واستأذن استئذان من ينهي شيئا مهما فلما عرف خبره استثقله وأذن له على كره فلما وصل إليه قدم مقدمة من ذكر ما يلزمه من النصح والصدق عما يقف عليه وعرفه ما وقف عليه من أحكام

28
النجوم فقلق المعتصم لذلك فقال له أتأذن لي أن ألزم حضرتك إلى انقضاء الوقت قال افعل فلزمه يومه وليلته إلى آخرها لم يجد شيئا ينكره فلما كان في وقت الصبح أقبل الخادم بالماء للوضوء والمساويك فنهض الفضل فقبض على المساويك فمنعه الخادم منه فقال ليس والله بد من أن آخذه وارتفع الكلام بينهما إلى أن سمعهما المعتصم فقال له أعطه المسواك فدفعه إليه فقال تقدم يا أمير المؤمنين إلى هذا الخادم بأن يستاك بهذا السواك فلما استاك به سقطت أسنانه ولثته وسقط ميتا من وقته فوقع ذلك من المعتصم وكان سببا لرجوع الحسن بن سهل وأولاده
3 (ابن تازي كره))
الفضل بن الحسين أبو العباس الهمذاني الحافظ المعروف بابن تازي كره كان ثقة توفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة أملى عن إبراهيم بن ديزيل ويحيى بن عبد الله الكرابيسي وروى عنه صالح بن أحمد والحسن بن علي بن بشار والهمذانيون))
3 (أبو سعيد الميهني الصالح))
الفضل بن أبي الخير أبو سعيد الميهني صاحب الأحوال والمناقب تكلم فيه ابن حزم وتوفي سنة أربعين وأربعمائة
3 (وزير بغداد))
الفضل بن الربيع بن يونس بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة كيسان مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه هو أبو العباس تقدم ذكر أبيه في حرف الراء لما آل الأمر إلى هارون الرشيد واستوزر البرامكة كان الفضل يتشبه بهم ويعارضهم ولم يكن له من القدرة ما يدرك اللحاق بهم فكان في نفسه منهم إحن وشحناء
قال عبيد الله بن سليمان بن وهب إذا أراد الله إهلاك قوم وزوال نعمتهم جعل لذلك أسبابا فمن زوال ملك البرامكة تقصيرهم بالفضل با الربيع وسعي الفضل بهم وتمكن بالمجالسة من الرشيد فأوغر قلبه عليهم ومالأه على ذلك كاتبهم إسماعيل بن صبيح حتى كان ما كان
ويحكى أن الفضل دخل يوما على يحيى بن خالد وقد جلس لقضاء حوائج الناس وولده جعفر بين يديه يوقع على القصص فعرض الفضل عليه عشر رقاع للناس فتعلل يحيى في كل رقعة بعلة ولم يوقع على شيء مكنها فجمع الفضل الرقاع وقال ارجعن خائبات

29
خاسئات وخرج يقول
* عسى وعسى يثني الزمان عنانه
* بتصريف حال والزمان عثور
*
* فتقضى لبانات وتشفى حسائف
* ويحدث من بعد الأمور أمور
* فسمعه يحيى ينشد ذلك فقال له عزمت عليك يا أبا العباس إلا رجعت فرجع فوقع له في جميع القصص ثم ما كان إلا قليل حتى نكبوا على يده وولي بعدهم وزارة الرشيد
وفي ذلك يقول أبو نواس وقيل أبو حرزة
* ما رعى الدهر آل برمك لما
* أن رمى ملكهم بأمر فظيع
*
* إن دهرا لم يرع عهدا ليحيى
* غير راع ذمام آل الربيع
* وفي ترجمة منصور النمري الشاعر للفضل ذكر حسن ومديح يأتي إن شاء الله تعالى في موضعه)
وتنازع جعفر يوما هو والفضل بن الربيع بحضرة الرشيد فقال جعفر للفضل يا لقيط إشارة إلى ما كان يقال عن أبيه الربيع لأنه كان لا يعرف أبوه فقال الفضل اشهد يا أمير المؤمنين وأنت حاكم الحكامومات الرشيد والفضل مستمر على وزارته وكان في صحبة الرشيد فقرر الأمر للأمين ولم يعرج على المأمون وهو بخراسان ولا التفت إليه فعزم المأمون على أن يجهز إليه عسكرا يعترضونه في طريقه لما انفصل عن طوس فأشار على المأمون الفضل بن سهل أن لا يتعرض له
وزين الفضل بن الربيع للأمين خلع المأمون ويجعل ولاية العهد لموسى بن الأمين
ولما قويت شوكة المأمون استتر الفضل في شهر رجب سنة ست وتسعين ثم ظهر ولما ولي إبراهيم بن المهدي الخلافة ببغداد اتصل به الفضل بن الربيع فلما اختلت حال إبراهيم استتر الفضل ثانيا وشرح ذلك يطول
ثم إن طاهر بن الحسين سأل المأمون الرضى عن الفضل وأدخله عليه ولم يزل بطالا إلى أن مات سنة ثمان ومائتين وعمره ثمان وستون سنة
وكتب إليه أبو نواس يعزيه بالرشيد ويهنئه بولاية الأمين
* تعز أبا العباس عن خير هالك
* بأكرم حي كان أو هو كائن
*
* حوادث أيام تدور صروفها
* لهن مساو مرة ومحاسن
*
* وفى الحي بالميت الذي غيب الثرى
* فلا أنت مغبون ولا الموت غابن
*

30
وفيه قول أبي نواس المشهور
* وليس لله بمستنكر
* أن يجمع العالم في واحد
* وتحيز الفضل بن الربيع بعد موت الرشيد إلى محمد الأمين ووزر له وكان مع الرشيد بطوس لما مات فساق العسكر والأموال إلى الأمين ولم يعرج على المأمون وحسن للأمين خلع المأمون وساعده بكر بن المعتمر فقال يوسف بن محمد الحربي شاعر طاهر بن الحسين
* أضاع الخلافة رأي الوزير
* وحمق الأمير وجهل الوزير
*
* فبكر مشير وفضل وزير
* يريدان ما فيه حتف الأمير
*
* فما كان إلا طريقا غرورا
* وشر المسالك طرق الغرور)
* (فيا رب فاقبضهم عاجلا
* إليك وخلدهم في السعير
*
* ونكل بفضل وأشياعه
* وصلبهم حول هذي الجسوء
* ومنها
* ومن يؤثر الفسق يخل به
* وتنفر عنه بنات الضمير
*
* لواط الخليفة أعجوبة
* وأعجب منه بغاء الوزير
*
* فهذا ينيك وهذا يناك
* كذلك لعمري اختلاف الأمور
*
* فلو يستعفان هذا بذا
* لكانا بعرضة أمر ستير
*
* ولكن ذا لج في كوثر
* ولم تشف هذا أيور الحمير
* ولما رأى الفضل بن الربيع قوة المأمون واتصال ضعف الأمين وتخليطه وانفلال الناس عنه وتمزق الأموال التي كانت في يده استتر في شهر رجب سنة ست وتسعين ومائة
3 (أبو نعيم الملائي))
الفضل بن دكين أبو نعيم الإمام الكوفي الملائي الأحول روى عنه البخاري وروى الجماعة عن رجل عنه وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين

31
وإسحاق بن راهويه وأبو خيثمة ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم
قال بشر بن عبد الواحد رأيت أبا نعيم في المنام فقلت ما فعل الله بك يعني فيما كان يأخذ على الحديث فقال نظر القاضي في أمري فوجدني ذا عيال فعفا عني وكان أبو نعيم أجل شيخ للبخاري
وتوفي سنة تسع عشرة ومائتين
3 (أبو البركات كاتب صاحب حماة))
الفضل بن سالم بن مرشد أبو البركات التنوخي المعري الكاتب صاحب الإنشاء والترسل لصاحب حماة روى عن أبيه وكان ذا حظوة وتقدم عند مخدومه وله شعر
توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة
3 (وزير المأمون))
الفضل بن سهل أبو العباس السرخسي أخو الحسن بن سهل وقد تقدم ذكر أخيه في مكانه)
من حرف الحاء أسلم على يد المأمون سنة تسعين ومائة وقيل إن أبا سهل أسلم على يد المهدي ووزر الفضل للمأمون واستولى عليه حتى ضايقه في جارية أراد شرائها
ولما عزم يحيى بن خالد البرمكي على استخدام الفضل للمأمون وصفه بحضرة الرشيد فقال الرشيد أوصله إلي فلما أدخله لحقته حيرة فنظر الرشيد إلى الوزير يحيى نظر منكر لاختياره له فقال الفضل يا أمير المؤمنين إن من أعدل الشواهد على فراهة المملوك أن تملك قلبه هيبة سيده فقال الرشيد لئن كنت سكت لتوصغ هذا الكلام لقد أحسنت وإن كان بديهة لأحسن وأحسن ثم لم يسأله بعد ذلك عن شيء إلا أجاب بما يصدق وصف يحيى له
وكانت له فضائل وكان يلقب ذا الرياستين لأنه تقلد الوزارة والسيف وكان يتشيع وكان من أخبر الناس بعلم النجامة وأكثرهم إصابة في أحكامه
يقال أنه اختار لطاهر بن الحسين لما خرج إلى الأمين وقتا وعقد له فيه لواء وسلمه إليه وقال عقدت لك لواء لا يحل خمسا وستين سنة
وكان بين خروج طاهر ذلك الوقت إلى أن قبض يعقوب بن الليث الصفار على محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بنيسابور ستون سنة
ولما توفي الفضل طلب المأمون من والدة الفضل ما خلفه فحملت إليه سلة مختومة مقفلة ففتح قفلها فإذا صندوق صغير مختوم وإذا فيه درج وفي الدرج مكتوب بخطه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قضى الفضل بن سهل على نفسه قضى أنه يعيش

32
ثمانيا وأربعين سنة ثم يقتل بين ماء ونار فعاش هذه المدة وقتله غالب خادم المأمون في حمام بسرخس وكان قد ثقل أمره على المأمون فدس عليه غالبا مغافصة ومعه جماعة وذلك في سنة اثنتين ومائتين وقيل ثلاث ومائتين
وفيه يقول مسلم بن الوليد
* أقمت خلافة وأزلت أخرى
* جليل ما أقمت وما أزلتا
* وفيه يقول إبراهيم بن العباس الصولي
* لفضل بن سهل يد
* تقاصر عنها المثل
*
* فنائلها للغنى
* وسطوتها للأجل
*
* وباطنها للندى
* وظاهرها للقبل
*)
وفيه يقول ابن أيوب التميمي
* لعمرك ما الأشراف في كل بلدة
* وإن عظموا للفضل إلا صنائع
*
* ترى عظماء الناس للفضل خشعا
* إذا ما بدا والفضل لله خاشع
*
* تواضع لما زاده الله رفعة
* وكل جليل عنده متواضع
* وقال الفضل يوما لثمامة بن الأشرس ما أدري ما أصنع في طلاب الحاجات فقد كثروا علي وأضجروني فقال له زل من موضعك وعلي أن لا يلقاك أحد منهم قال صدقت ثم إنه انتصب لقضاء أشغال الناس
قال الحسن بن سهل لما قتل المخلوع جمعت حمزة العطارة وكانت تتولى خزن الجوهر ما بقي من الجوهر بعد ما فرقه المخلوع ووهبه وشخصت به إلى خراسان ووردت على المأمون ومعها جمع كثير من الخدم البيض والسود والنساء الذين كانوا حفظة خزائن الجوهر فبعث المأمون إلى ذي الرياستين الفضل بن سهل وعلى من في خدمته ليعرض الجوهر عليهم فأحضرت حمزة العطارة أسفاط الجوهر وخرائط كثيرة وعلى كل خريطة ورقة رقعة بعدد ما فيه من الجوهر وأصنافه وأوزانه وقيمته فقال المأمون يا أبا محمد أرج قيمة هذا الجوهر فأرجتها فبلغت ألف ألف ألف ثلاث مرات ومائة ألف ألف مرتين وستة عشر ألف ألف درهم مرتين فتحمد المأمون الله عز وجل وشكره وشكر الفضل شكرا كثرا

33
ووصف تدبيره وكثرة مناقبه وحسن آثاره في خدمته وفي دولته ثم قال له وقد جعلت هذا الجوهر لك فأكب ذو الرياستين على يديه ورجليه يقبلهما ويقول يا أمير المؤمنين هذا جوهر الخلافة وذخرها فكيف آخذه وما أصنع به واستعفاه فقال فخذ نصفه فناشده الله فقال فخذ النيف على آلاف آلاف الألف فأبى فضرب المأمون يده إلى عقد قيمته ألف ألف دينار وقال فخذ هذا العقد وحده فامتنع فغضب المأمون وكنت إلى جانب أخي وقلت له قد راجعت الأمير المؤمنين حتى أغضبته فخذه ثم اررده وقتا آخر فأخذه فانصرفنا فدعا بعبد الله بن بشير قهرمانه فدفعه إليه
قال الحسن فحدثني عبد الله قال بينا أنا ليلة من الليالي في فلراشي إذ أتاني رسول ذي الرياستين في الحضور فحضرت فوجدته قاعدا في فراشه وعليه صدار وإزار فقال أحضرني العقد الساعة فأحضرته وكان في سفطين أحدهما داخل الآخر فنظر إليه ورده)
وقال أكاتب في الجلد بسم الله الرحمن الرحيم أحضرني أمير المؤمنين يوم كذا من شهر كذا سنة كذا ودعا بحمزة العطارة فعرضت عليه ما قدمت به من الجواهر التي سلمت بعد الفتنة وأرجنا قيمته بين يديه على ما ثبت في الرقاع الموجودة عليه وذكر القيمة فوهبه لي أمير المؤمنين فاستعفيت وراجعني وأمرني بأخذ نصفه فامتنعت فأمرني بأخذ ما ينيف على آلاف آلاف الألف فامتنعت فأخذ هذا العقد وقيمته ألف ألف دينار فدفعه إلي فامتنعت فازداد غضبه فأخذته منه معتقدا أنه وديعة عندي فإن حدث بي في هذه الليلة أو فيما بعدها حدث فهذا العقد للإمام المأمون أمير المؤمنين ليس لي ولا لورثتي فيه قليل ولا كثير
ثم علق الجلد على السفط وختمه وأمرني بإحرازه
ولما قتل الفضل أحضر المأمون كل من اتهم بقتله وضرب أعناقهم وبعث برؤوسهم إلى أخيه الحسن بن سهل ومنهم سراج الخادم وقد مر ذكره مكانه وعبد العزيز بن عمران وقد مر ذكره مكانه ومؤنس الخادم وسوف يأتي ذكره مكانه
قال الفضل بن مروان قال لي المأمون اجتهدت بالفضل بن سهل كل الجهد أن أزوجه بعض بناتي فأبى وقال لو قتلتني ما فعلت
وفي تلقيبه بذي الرياستين يقول إبراهيم بن العباس من يلقب بغير معنى فقد لقبت يا ذا الرياستين بحق وإذا ما الخطوب جلت وكاع القوم عنها في رتق أمر وفتق
* بذهم ذو الرياستين برأي
* واعتزام منه بحزم ورفق
*
* نصحه للإمام نصح طباع
* لا اختلاف ولا مشوب بمذق
*

34
وكان الفضل بن سهل أول وزير لقب وأول وزير اجتمع له الوزارة واللقب والتأمير
ولما مات قال إبراهيم بن العباس يرثيه بقصيدة منها
* إحدى الملات الجلائل
* أودت بفضل والفضائل
*
* برزت غداة حلولها
* من كل منزلة بثاكل
* يا ذا الرياسة والسياسة وابن ذادتها الأوائل عمرت ببهجتك القبور وأوحشت منك المنازل
* والأرض أصبح ظهرها
* وحشا وبطن الأرض آهل
*)
كانت حياتك للعفاة ويوم موتك للواحل اليوم أعفيت المطيعطى لضرورة الحل وعطلت منها الرواحل اليوم أيتمت العفاة وصال بالإسلام صائل
* من للعديم وللغريم
* ولليتامى والأرامل
* من يحمل الخطب الجليل ويقصم البطل الحلاحل
* نزلت بآل محمد
* والناس منسية النوازل
* درست سبيل الراغبين وعطلت منها المناهل
* يا فضل دعوة لائذ
* في الحزن والدرر الهوامل
* عدم الأسى فيك المصاب وأنت أسرة كل هابل
* الموت بعدك نعمة
* والعيش بعدك غير طائل
*
* ما مت بل مات الذي
* أبقيت من عاف وآمل
* إما يزول بك الزمان فإن ذكرك غير زائل ما مات من حسن أخوه ومثله في ما يحاول وقال فيه مسلم بن الوليد
* ذهلت فلم أمنع عليك بعبرة
* وأكبرت أن ألفي بيومك ناعيا
*
* فلما بدا لي أنه لاعج الأسى
* وأن لس إلا الدمع للعين شافيا
*

35
* أقمت لك الأنواح فارتج بينها
* نوادب يندبن اللهى والمعاليا
*
* عفت بعدك الأيام لا بل تبدلت
* وكن كأعياد فعدن مباكيا
*
* فلم تر عيني بعد يومك ضاحكا
* ولم أر إلا بعد موتك باكيا
*
3 (أبو المعالي الأثير الحلبي))
الفضل بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد أبو المعالي الإسفراييني ابن أبي الفرج الواعظ كان يعرف بالأثير الحلبي ولد بمصر ونشأ بالقدس وقدم دمشق مع والده وكان والده محدثا مشهورا وسمع بدمشق من أبي القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي وأبي سعيد الطريثيثي وأبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وغيرهم
وسمع من والده كثيرا وأخذ له والده من أبي بكر الخطيب إجازة بجميع مروياته ومصنفاته)
وسافر إلى حلب وأقام بها يعقد مجلس الوعظ مدة وأرسل إلى بغداد فأقام بها إلى أن مات
وكان عسرا في التحديث وانخرط في سلك الكتاب وأرباب الدواوين وبقي معهم مدة وتوفي سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وفجأة
ومن شعره
* يا صاحب المرآة من قاده
* إلى لقائي قدر نافذ
*
* أريتني وجهي بثمن وما
* يسوى الذي أنظر ما تأخذ
* وله وقد حضر مجلي أنس ولم يشرب فسكر من الرائحة
* سكرت من ريح ما شربتم
* والراح محمودة الفعال
*
* فيا لها سكرة حلالا
* كأنها زورة الخيال
*
3 (الحافظ البغدادي الأعرج))
الفضل بن سهل أبو العباس البغدادي الأعرج الحافظ

36
أحد الأثابت روى عنه البخاري وملم وأبو داود والترمذي والنسائي وكان موصوفا بالذكاء والمعرفة والإتقان وتوفي في حدود الستين والمائتين
3 (اليمامي النحوي))
الفضل بن صالح أبو المعالي اليمامي الحسني النحوي توفي في نيف وثمانين وأربعمائة قاله عبد الغافر قال وحضر نيسابور وسمع الحديث من مشايخنا الذين رأيناهم ولا شك أنه سمع في أسفاره الكثير
3 (العباسي نائب دمشق))
الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس نائب دمشق ووالي الديار المصرية للمهدي مولده سنة اثنتين وعشرين ومائة ووفاته سنة اثنتين وسبعين ومائة وهو الذي عمل أبواب جامع دمشق والقبة التي في الصحن وتعرف بقبة المال وهو ابن عم المنصور
3 (القائد الفاطمي))
الفضل بن صالح القائد الفاطمي وإليه تنسب منية القائد فضل بالديار المصرية كان رجلا كبيرا نبيلا كريما ممدحا وكان مكينا في دولة الحاكم ثم إنه نقم عليه وحبسه وضرب عنقه في مجلسه في ذي القعدة سنة تسع وتعسين وثلاثمائة ولم يظهر منه جزع)
ولف في حصيرة وأخرج من الحجرة التي كان بها محبوسا
ومن شعر عبيد الغفار شاعر دولة الحاكم ابن العزيز
* إنما الفضل غرة
* في وجوه المدائح
*
* أريحي رياحه
* عبقات الروائح
*
* كعبة الجود كفه
* بين غاد ورائح
* إنما تصلح الأمور برأي ابن صالح
3 (حفيد المأمون))
الفضل بن العباس بن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين وهو حفيد أمير المؤمنين المأمون

37
3 (الحافظ فضلك الرازي))
الفضل بن العباس أبو بكر الرازي الملقب بفضلك الصائغ الحافظ رحل وطوف وتوفي في حدود السبعين والمائتين
ابن أبي لهب الشاعر الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب هو أحد شعراء بني هاشم وفصحائهم مر بالأحوص وهو ينشد وعليه الناس مجتمعين فحسده فقال له الأحوص إنك شاعر ولكنك لا تعرف الغريب ولا تعرب قال بلى والله إني لأبصر الناس بالغريب والإعراب قال فأسألك قال نعم فقال
* ما ذات حبل يراها الناس كلهم
* وسط الجحيم ولا تخفى على أحد
*
* كل الحبال حبال الناس من شعر
* وحبلها وسط أهل النار من مسد
* فقال الفضل
* ماذا أردت إلى شتمي ومنقصتي
* ماذا أردت إلى حمالة الحطب
*
* ذكرت بنت قروم سادة نجب
* كانت حليلة شيخ ثاقب النسب
* وانصرف عنه
وحكي أنه مر به الحزين الشاعر يوم جمعة وعنده قوم ينشدهم فقال له الحزين أتنشد الشعر والناس يروحون إلى الصلاة فقال له الفضل ويحك يا حزين أتتعرض لي كأنك لا تعرفني)
قال بلى والله إني لأعرفك ويعرفك معي من يقرأ سورة تبت
وقال يهجوه
* إذا ما كنت مفتخرا بجد
* فعرج عن أبي لهب قليلا
*
* فقد أخزى الإله أباك دهرا
* وقلد عرسه حبلا طويلا
* فأعرض عنه الفضل وتكرم عن جوابه
وكان الفضل بخيلا ثقيل البدن إذا أراد حاجة استعار مركوبا فطال ذلك عليه فقال له بعض بني هاشم أنا أشتري لك حمارا تركبه فاشترى له حمارا وكان يستعير السرج

38
فتواصى الناس بأن لا يعيروه سرجا فلما طال ذلك عليه اشترى سرجا بخمسة دراهم وقال
* ولما رأيت المال ما كف أهله
* وصان ذوي الأقدار أن يتبذلوا
*
* رجعت إلى مالي فعاتبت بعضه
* فأعتبني إني كذلك أفعل
* ثم قال للذي اشترى له الحمار إني لا أطيق علفه فإما أن تبعث لي بقوته وإلا رددته وكان يبعث بعلفه كل ليلة من التبن والشعير ولا يدع هو أن يطلب من كل من يأنس به علفا لحماره فيبعث إليه وكان يعلفه التبن ويبيع الشعير فهزل الحمار وكاد يعطب فرفع الحزين إلى ابن حزم قصة وكتب في رأسها قصة حمار اللهبي وشكا فيها أنه يركبه ويأخذ علفه وقضيمه من الناس ويبيع الشعير ويعلفه التبن ويسأل أن ينصف منه فضحك منه وأمر بتحويل حمار اللهبي إلى إصطبله ليعلفه وإذا أراد ركوبه دفع إليه
3 (العدوي الاستراباذي))
الفضل بن العباس بن موسى أبو نعيم العدوي الاستراباذي كان فاضلا مقبول القول عند العام والخاص عبر أحمد بن عبد الله الطاغي على أسترباذ فعزم على نهبها فاشتراها منه بستمائة ألف درهم ووزعها على الناس
ويقال إن محمد بن زيد العلوي قتله سرا وروى عن الفضل بن دكين وكان ثقة توفي سنة سبعين ومائتين
3 (أبو أحمد كاتب المستكفي))
الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي أبو أحمد الكاتب قدم بغداد وكان يكتب بين يدي الوزير أبي علي ابن مقلة وله به اختصاص)
وتنقلت به الأحوال واستكتبه المستكفي بالله مدة قبل خلافته وبعدها ثم كتب للمطيع مدة وعزله فلحق بعضد الدولة بشيراز فأقام عنده إلى أن توفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة
وكان يكتب خطا مليحا شبيها طريق ابن مقلة
ومن شعره
* أروع حين يأتيني رسول
* وأكمد حين لا يأتي الرسول
*
* أؤملكم وقد أيقنت أني
* إلى تكذيب آمالي أؤول
* ومنه
* أهلا وسهلا بالحبيب الذي
* يصفيني الود وأصفيه
*
* محاسن الناس التي فرقت
* فيهم غدت مجموعة فيه
*
* قد فضح البدر بإشراقه
* والغصن غضا من تثنيه
*
* وجل في سائر أوصافه
* عن كل تمثيل وتشبيه
*
* أفديه أحميه وقلت له
* من عبده أفديه أحميه
*

39
3 (الرقاشي الشاعر))
الفضل بن عبد الصمد الرقاشي البصري من فحول الشعراء مدح الخلفاء والكبار وبينه وبين أبي نواس مهاجاة ومباسطة
توفي في حدود المائتين وكان مولى رقاش وهو من ربيعة وكان مطبوعا قال أبو الفرج صاحب الأغاني قبل إنه كان من العجم من أهل الري ومدح الرشيد وأجازه إلا أن انقطاعه كان إلى بني برمك فأغنوه عن سواهم وكان كثير التعصب لهم ولما صلب جعفر اجتاز به الرقاشي وهو على الجذع فبكى أحر بكاء وقال الأبيات الميمية التي منها
* على اللذات والدنيا جميعا
* ودولة آل برمك السلام
* وهي مذكورة في ترجمة جعفر البرمكي فكبت أصحاب الأخبار إلى الرشيد فأحضره وقال ما حملكم على ما قلت فقال يا أمير المؤمنين كان إلي محسنا فلما رأيته على تلك الحال حركني إحسانه فما ملكت نفسي حتى قلت الذي قلت قال فكم كان يجري عليك قال ألف دينار في كل سنة قال فأنا قد أضعفتها لك
قال ابن المعتز حدثني أبو مالك قال قال الفضل بن الربيع للفضل بن عبد الصمد الرقاشي)
ويلك يا رقاشي ما أردت بوصيتك إلا الخلاف على الصالحين فقال له جعلت فداك لو علمت أني أعافى من علتي ما أوصيت بها فإنها من الذخائر النفيسة التي تدخر للممات
ووصيته هذه أرجوزة مزدوجة يأمر فيها باللواط وشرب الخمر والقمار والهراش بين الديكة والكلاب وزهو يزعم لتهتكه وخلاعته أنها من الفوائد التي تدخر للوصية عند الموت وأولها
* أوصى الرقاشي إلى إخوانه
* وصية المحمود في أخدانه
* وهي مشهورة موجودة
ولما قال أبو دلف قصيدته التي يقول فيها ناوليني الدرع قد طال عن الحرب فطامي أجابه الرقاشي فقال جنبني الدرع قد طال عن القصف جمامي واكسري البيضة والمطرد وآبدي بالحسام

40
واقذفي في لجة البحر بقوسي وسهامي
* وبترسي وبرمحي
* وبسرجي ولجامي
* واعقري مهري أصاب الله مهري بالصدام أنا لا أطلب أن يعرف في الحرب مقامي
* وبحسبي أن تراني
* بين فتيان كرام
* سادة تغدو مجدين على حرب المدام واصطفاق العود والنايات في جوف الظلام
* نهزم الراح إذا ما
* هم قوم بانهزام
* ونخلي الضرب والطعن لصداء وهام لشقي قال قد طال عن الحرب فطامي
3 (الفضل بن عبد العزيز))
الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن الفضل بن يعقوب قال السمعاني هو والد شيخنا هبة الله الشاعر توفي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة
3 (أبو طالب النحوي))
)
الفضل بن عبد الواحد بن عبد المحسن بن أبي الوقار الأنصاري أبو طالب النحوي الدمشقي سكن بغداد وسمع بها أبا الوفاء علي بن عقيل بن علي الحنبلي وأبا لقاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين وغيرهما
وكان مولده اثنتين وتسعين وأربعمائة
3 (ابن ابن حزم))
الفضل بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم أبو رافع القرطبي ابن الحافظ أبي محمد ابن حزم كان ذا أدب ونباهة وروى عن أبيه وابن عبد البر وكتب بخطه علما كثيرا وتوفي سنة تسع وسبعين وأربعمائة وقد تقدم ذكر والده الحافظ أبي محمد في حرف العين مكانه وذكر جده أحمد بن سعيد في الأحمدين مكانه
وقتل أبو رافع في نوبة الزلاقة مع مخدومه المعتمد بن عباد
3 (أبو الكرم الشيباني))
الفضل بن عمار بن فياض أبو الكرم الشيابني الضرير ذكره أبو سعد السمعاني وقال شاب له معرفة باللغة والأدب أظنه من بعض سواد بغداد إذ رأيته

41
بالمسجد الذي على باب دار شيخنا أبي الفتح ابن البطي وكتبت عنه أنشدنا لنفسه
* أمن شجن عيناك جادت شؤونها
* نجيعا وما ضنت بذاك جفونها
*
* نأت بنت عوف بن الخطيم غدية
* إلى الحلة الرجلاء تحدى ظعونها
*
* فإن تك هند حلت الرمث فالغضا
* فلسنا وإن شط المزار نخونها
*
3 (أبو المعالي الحلواني))
الفضل بن عمر بن أبي منصور الحلواني أبو المعالي المقرئ البغدادي قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على أبي عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط وسمع الكثير من محمد بن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر وسعد الخير الأنصاري وجماعة من أصحاب أبي نصر وطراد بن الزينبي وابن البطر وابن طلحة وأقرأ الناس القرآن
قال محب الدين ابن النجار وما أظنه روى شيئا وكتب لنفسه كثيرا وكان متعففا متقللا
3 (ابن الرائض المجود))
)
الفضل بن عمر بن منصور بن علي أبو منصور يعرف بابن الرائض الكاتب البغدادي قرأ بالعشر على علي بن عساكر البطائحي وخطه جيد إلى الغاية على طريقة ابن البواب
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وتوفي سنة تسع وستمائة
ابن أخي القاضي إمام الدين القزويني الشافعي فضل الله بن عمر بن أحمد بن محمد هو القاضي بدر الدين ابن إمام الدين القزويني الشافعي قدم دمشق ليحج ونزل بتربة أم الصالح عند ابن أخيه القاضي إمام الدين والخطيب جلال الدين وحصل له ضعف فلم يمكنه السفر
وكان في شيخوخته يكرر على الوجيز وكانت له حلقة إقراء بتبريز ثم ولي قضاء نيكسار بلدة بالروم
وكان له خبرة بالحساب وغير ذلك توفي سنة ست وتسعين وستمائة وشيعه الخلق لأجل ابن أخيه
3 (الوسطي الخزاز))
الفضل بن عنبسة الواسطي الخزاز قال أحمد بن حنبل ثقة من كبار أصحاب الحديث توفي سنة سبع وتسعين ومائة وقيل سنة ثلاث وتسعين وروى له البخاري والنسائي

42
3 (أبو النجم الشاعر))
الفضل بن قدامة العجلي الراجز من طبقة العجاج في الرجز وربما قدمه بعضهم على العجاج له مدائح في هشام بن عبد الملك توفي في حدود العشرين ومائة
قال معاوية يوما لجلسائه أي أبيات العرب في الضيافة أحسن فأكثروا فقال قاتل الله أبا النجم حيث يقول
* لقد علمت عرسي فلانة أنها
* طويل سنا ناري بعيد خمودها
*
* إذا حل ضيفي بالفلاة فلم أجد
* سوى منبت الأطناب شب وقودها
* وكان الأصمعي يغمز عليه
وأبو النجم القائل)
* والمرء كالحالم في المنام
* يقول إني مدرك أمامي
*
* في قابل ما فاتني في العام
* والمرء يدنيه من الحمام
*
* مر الليالي السود والأيام
* إن الفتى يصبح للأسقام
*
* كالغرض المنصوب للسهام
* أخطأ رام أم أصاب رام
* بعث الجنيد بن عبد الرحمن المري إلى خالد بن عبد الله القسري بسبي من الهند فجعل يهب أهل البيت كما هو للرجل منق ريش من وجوه الناس حتى بقيت عنده جارية واحدة كان يدخرها لجمالها فقال لأبي النجم هل عندك فيها شيء حاضر وتأخذها الساعة قال نعم أصلحك الله
فقال العريان بن الهيثم النخعي كذب ما يقدر على ذلك وكان على شرطة خالد فقال أبو النجم
* علقت خودا من بنات الزط
* ذات جهاز مضغط ملط
*
* رابي المجس جيد المحط
* كأنه قط على مقط
*
* إذا بدا منه الذي تغطي
* كأن تحت ثوبها المنعط
*
* شطا رميت فوقه بشط
* لم يعل في البطن ولم يخط
*
* فيه شفاء من أذى التمطي
* كهامة الشيخ اليماني الثط
*

43
وأومأ بيده إلى هامة العريان فضحك خالد وقال للعريان هل تراه احتاج أن يروي فيها فقال لا والله ولكنه ملعون ابن ملعون ثم أخذ الجارية وانصرف
وقال هشام يوما لأبي النجم يا أبا النجم حدثني قال عني أو عن غيري قال لا بل عنك
قال إني لما كبرت عرض لي البول فوضعت عندي شيئا أبول فيه فقمت من الليل أبول فيه فخرج مني صوت فتشددت ثم عدت فخرج مني صوت آخر فأويت إلى فراشي فقلت يا أم الخيار هل شمعت شيئا فقالت لا ولا واحدة منهما فضحك هشام وأم الخيار هذه هي التي قال فيها
* قد أصبحت أم الخيار تدعي
* علي ذنبا كله لم أصنع
* وهي أرجوزة طويلة
قلت ولأرباب المعاني والبيان عليه كلام طويل لأنه متى روى علي ذنبا كله لم أصنع)
برفع اللام من كله كان له معنى وهو أنها ادعت عليه ذنبا لم يصنع شيئا منه ومتى روي كله لم أصنع بفتح اللام تغير معناه وهو أنها ادعت عليه ذنبا صنع بعضه دون كله لأن العموم في الرفع وعدمه في النصب لم يكن لخصوصية إعمال الفعل في الحل وترك إعماله فيه وإنما هو لتسلط الكلية على النفي عند الإعمال وتسلطه عليها عنده حيث كان حرف النفي بحيث يصح انفصاله عن الفعل لكان المعنى واحدا أأعمل الفعل أم لم يعمل كقوله ما كل رأي الفتى يدعو إلى الرشد وحديث ذي اليدين في قوله يا
رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذلك لم يكن فقال ذو اليدين بعض ذلك قد كان
والمعنى عليه السلام نفى كون كل واحد منهما ولو قال لم يكن كل ذلك لكان اعترافا بأنه قد كان بعضه وعلى هذا فلا يجوز أن يقال كلهم لم يأتني لكن بعضهم لتناقضه ويجوز لم يأتني كلهم لكن بعضهم إذ لا تناقض ولا يحتمل هذا المكان أكثر من هذا الكلام لأنه ليس بموضعه
رجع وقال هشام لأبي النجم كم لك من الولد والمال قال أما المال فلا مال وأما الولد فلي ثلاث بنات وبني يقال له شيبان قال هل أخرجت من بناتك أحدا قال نعم زوجت ابنتين وبقيت واحدة تجمز في أبياتنا كأنها نعامة قال وما وصيت به الأولى قال وصيتها واسمها برة

44
* أوصيت من برة قلبا حرا
* بالكلب خيرا والحماة شرا
*
* لا تسأمي ضربا لها وجرا
* حتى ترى حلو الحياة مرا
*
* وإن كستك ذهبا ودرا
* والحي عميهم بشر طرا
* فضحك هشام وقال فما قلت للأخرى قال قلت
* سبي الحماة وابهتي عليها
* وإن دنت فازدلفي إليها
*
* وأوجعي بالفهر ركبتيها
* ومرفقيها واضربي رجليها
* وظاهري النذر لها عليها فقال هشام ريحك ما هذه الوصية يعقوب ولده فقال ولا أنا كيعقوب يا أمير المؤمنين قال)
فما قلت للثالثة قال قلت
* أوصيك يا بنتي فإني ذاهب
* أوصيك أن يحمدك القرائب
*
* والجار والضيف الكريم الساغب
* ويرجع المسكين وهو خائب
*
* ولا تني أظفارك السلاهب
* منهن في وجه الحماة كاتب
* والزوج إن الزوج بئس الصاحب قال وأي شيء قلت في تأخير زواجها قال قلت
* كأن ظلامة أخت شيبان
* يتيمة ووالداها حيان
*
* الرأس قمل كله وصئبان
* وليس في الساقين إلا خيطان
* تلك التي يفزع منها الشيطان فضحك هشام حتى ضحك النساء لضحكه فقال هشام للخصي كم بقي من نفقتك قال ثلاثمائة دينار قال أعطه إياها ليجعلها في رجل ظلامة مكان الخيطين
3 (أبو برزة الحاسب))
الفضل بن محمد أبو برزة الحاسب كان حيسوب بغداد وثقه الخطيب توفي في حدود الثلاثمائة
3 (أبو العباس اليزيدي))
الفضل بن محمد بن أبي محمد اليزيدي أبو العباس تقدم

45
ذكر جماعة من أهل بيته كان أبو العباس أحد الرواة العلماء النحاة النبلاء أخذ الناس عنه وروى العلم عنه الجم الغفير
وتوفي سنة ثمان وتسعين ومائتين
كتب الفضل يوما إلى أبي صالح ابن يزداد وكان يداعبه وجرت بينهما جفوة
* استحي من نفسك في هجري
* واعرف بنفسي أنت لي قدري
*
* واذكر دخولي لك في كل ما
* يجمل أو يقبح من أمري
*
* قد مر لي شهر ولم ألقكم
* لا صبر للي أكثر من شهر
* وقال إبراهيم بن المدبر اجتمع يوما عندي الفضل اليزيدي والبحتري وأبو العيناء فجلس الفضل يلقي على بعض فتياننا نحوا فقال له أبو العناء فيم أنتم فقال فقي باب الفاعل والمفعول فقال هذا بابي وباب الوالدة حفظها الله فغضب الفضل وانصرف وخرج البحتري)
إلى سامراء وكتب إلي أوله ذكرتنيك روحة للشمول وهجا فيها الفضل فقال جل ما عمده التردد في الفاعل من والديه والمفعول قال إبراهيم فأمرت أن يكتب جواب الكتاب ويوجه إليه بمائة دينار ودخل أبو العيناء فأقرأته الشعر فقال أعطني نصف المائة فإنه هجاه والله بكلامي فأخذ خمسين وووجهت إلى البحتري بخمسين وعرفته الخبر فكتب إلي والله صدق ما بنيت أبياتي إلا على معناه
3 (القصباني النحوي))
الفضل بن محمد بن علي بن الفضل أبو القاسم القصباني النحوي البصري هو شيخ الحريري صاحب المقامات كان واسع العلم غزير الفضل إماما في علم العربية وإليه كانت الرحلة في زمانه
وكان مقيما بالبصرة توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة أيام القائم
وأخذ عنه أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي وله كتاب في النحو وكتاب حواش على الصحاح كتاب الأمالي كتاب في مختار أشعار العرب وهو كبير وسمه بالصفوة
ومن شعره

46
* في الناس من لا يرتجى نفعه
* إلا إذا مس بأضرار
*
* كالعود لا يطمع في ريحه
* إلا إذا أحرق بالنار
* وكان القصباني أعمى
3 (الصوفي الواعظ النيسابوري))
الفضل بن محمد بن عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي بن سعيد بن عاصم بن عبد الله بن سلمة أبو محمد الصوفي الواعظ النيسابوري سمع عبد الرحمن بن حمدان النصروي وعبد القاهر بن طاهر البغدادي ومحمد بن أحمد بن جعفر المزكي وعبد الغافر بن محمد الفارسي وعمر بن أحمد بن مسرور وأبا القاسم عبد الكريم القشيري وسمع بأصبهان وولد سنة عشرين وأربعمائة وتوفي سنة ست وخمسمائة
3 (الهروي الكاتب الشافعي))
)
الفضل بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد أبو بكر الهروي الكاتب الشافعي قدم بغداد سنة أربع وستين وأربعمائة ومع بها من جماعة وحدث بجامع المنصور بحديث واجحد موضوع رواه عن أبي بكر محمد بن علي الشاشي ذكر أنه سمعه منه بلوهور من بلاد ورواه عنه من أهل بغداد أبو البركات ابن السقطي وسعد الله بن علي بن الحسين بن أيوب وكتب عنه أبو عبد الله الحميدي أناشيد
مولده قبل العشرين وأربعمائة وكان ثقة
3 (ناصح الدين السامري الشافعي))
فضل الله بن محمد بن أبي الشريف أحمد بن محمد بن أحمد أبو محمد السامري الشافعي الواعظ سبط أبي طاهر محمد بن درستويه بن محمد الواعظ المفسر المعروف بالقصار الهمذاني كان يلقب بالناصح
قرأ الفقه والخلاف وسمع الحديث وسافر في طلبه وسكن تستر وتولى الخطابة بها وحظي عند أمرائها بني شملة
ولما أزيلت أيديهم عن البلاد رجع إلى بغداد سنة أربع وتسعين وخمسمائة ولقي بها قبولا من الديوان وجلس للوعظ بباب تربة الجهة أم الخليفة وحضره خلق عظيم
ثم ولي خطابة جامع ابن المطلب ثم نفذ رسولا إلى بعض الأطراف فمضى وعاد ولم تحمد طريقه ولم يكن حافظا للسانه عما ينبغي فعزل وقبض عليه فحبس إلى أن مات سنة ثمان وتسعين وخمسمائة
3 (الحافظ الشعراني))
الفضل بن محمد بن المسيب أبو محمد البيهقي الشعراني من

47
ذرية باذان الملك باليمن الذي أسلم بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم هو الحافظ كان يقال لم تبق مدينة لم يدخلها أبو الفضل لطلب الحديث
قال الحاكم كان أديبا فقيها عابدا عارفا بالرجال كان يرسل شعره فلقب بالشعراني توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين
3 (وزير المعتصم))
الفضل بن مروان بن ماسرجس وزير المعصم)
هو أبو العباس أخذ البيعة للمعتصم وكان يومئذ ببلاد الروم مع أخيه المأمون لما توفي فاعتد له المعتصم بها يدا عنده وفوض إليه الوزارة يوم دخوله بغداد مستهل رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين وخلع عليه ورد أموره كلها إليه فغلب عليه بطول خدمته وتربيته إياه وكان نصراني الأصل ليس له خبرة بعلم وإنما يخبر خدمة الخلفاء وله ديوان رسائل
وكتاب المشاهدات والأخبار التي شاهدها
ومن كلامه مثل الكاتب كالدولاب متى تعطل انكسر وكان قد جلس يوما لقضاء أشغال الناس ورفعت إليه قصص العامة فرأى في جملتها وقة فيها مكتوب
* تفرعنت يا فضل بن مروان فاعتبر
* فقبلك كان الفضل والفضل والفضل
*
* ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم
* أبادتهم الأقياد والحبس والقتل
*
* وإنك قد أصبحت في الناس ظالما
* ستودي كما أودى الثلاثة من قبل
* أراد بذلك الفضل بن يحيى والفضل بن الربيع والفضل بن سهل
ثم إن المعتصم تغير عليه وقبض عليه في شهر رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين وقال عصى الله في طاعتي فسلطني عليه ثم خدم بعد ذلك جماعة من الخلفاء وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة خمسين ومائتين وعمرهخ ثمانون سنة وقيل ثلاث وتسعون
وأخذ المعتصم منه لما نكبه ألف ألف دينار عينا وأثاثا وآنية بألف ألف دينار وحبسه خمسة أشهر ثم أطلقه واستوزر بعده أحمد بن عمار وقيل ابن الزيات وسبب تغيره عليه أن المعتصم كان يكثر الإطلاق على اللهو وكان الفضل لا يمضي ذلك في بعض الأحايين
ومن كلامه لا تتعرض لعدوك وهو مقبل فإن إقباله يعينه عليك ولا تتعرض له وهو مدبر فإن إدباره يكفيك أمره
وقوله أيضا مثل عامل السلطان كمثل الخياط يقطع يوما ديباجا بألف دينار ويوما قوهيا بعشرين درهما

48
وقال أبو هفان كنت يوما عند الفضل بن مروان فقال لي في شيء جرى الله المستعان ما أحسن بالرجل أن يذكر ربه على كل حال قال فقلت له هذا الذي ذكرته ليس هو ربك فقال لي قد قلت لك غير مرة إني لو كنت أحسن العروض كنت أقول الشعر مثلك وكما تقوله أنت)
وقال علي بن الحسين الإسكافي جلس المعتصم للمظالم بعد قبضه على الفضل بن مروان ووزيره أحمد بن عمار بين يديه يقرأ القصص عليه فمرت قصة فيها
* لا تعجبن فما بالدهر من عجب
* ولا من الله من حصن ولا هرب
*
* يا فضل لا تجزعن مما بليت به
* من خاصم الدهر جاثاه على الركب
*
* كم من كريم نشا في بيت مكرمة
* أتاك مختنقا بالهم والكرب
*
* أوليته منك إذلالا ومنقصة
* فخاب منك ومن ذي العرش لم يخب
*
* وكم وثبت على قوم ذوي شرف
* فما تحرجت من وزر ولا كذب
*
* خنت الإمام وهذا الخلق قاطبة
* وجرت حتى أتى المقدار بالعجب
*
* جمعت شتى وقد أديتها جملا
* لأنت أخسر من حمالة الحطب
* فقال المعتصم علي بصاحب الرقعة فدعي فلم يجب فقال والله لو أجاب لأنصفته ولو أتت مظلمته على ما بقي من ماله
3 (السيناني))
الفضل بن موسى السيناني بالسين المهملة وياء آخر الحروف ونونين بينهما ألف وسينان قرية من قرى مرو
قال وكيع أعرفه ثقة صاحب سنة وقال أبو نعيم هو أثبت من ابن المبارك توفي سنة إحدى وتسعين ومائة وروى له الجماعة وكان أحد الأئمة الأعلام
3 (ابن البانياسي))
الفضل بن نبا بن أبي المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم أبو المجد ابن البانياسي الحميري الدمشقي ولد بحلب وسمع جده لأمه الحافظ بهاء الدين ابن عساكر وأبا طاهر الخشوعي وكان أديبا فصيحا شاعرا لكنه تكلم في ديته وتوفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة

49
3 (البرمكي وزير الرشيد))
الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك أبو العباس البرمكي أخو جعفر البرمكي وقد تقدم ذكره كان الفضل كمن أكثرهم كرما أكرم من أخيه جعفر ولكن جعفر أبلغ في الرسائل والكتابة منه)
ولاه الرشيد الوزارة قبل أخيه جعفر فقال يوما لأبيه يحيى يا أبت إني أريد الخاتم الذي لأخي الفضل لأخي جعفر وكانت أم الفضل قد أرضعت الرشيد واسمها زبيدة من مولدات المدينة والخيزران أم الرشيد قد أرضعت الفضل فكانا أخوين من الرضاعة وفي ذلك قال مروان بن أبي حفصة يمدح الفضل
* كفى لك فضلا أن أفضل حرة
* غذتك بثدي والخليفة واحد
*
* لقد زنت يحيى في المشاهد كلها
* كما زان يحيى خالدا في المشاهد
* وقال الرشيد ليحيى وقد احتشمت من الكتابة إلى الفضل في ذلك فاكفينه
فكتب والده إليه قد أمر أمير المؤمنين بتحويل الخاتم من يمنك إلى شمالك فكتب الفضل قد سمعت مقالة المؤمنين في أخي وأبلغت وما انتقلت عني نعمة صارت إليه ولا غربت عني نعمة طلعت عليه فال جعفر لله أخي فما أنفس نفسه وأقوى منة العقل فيه وأوسع في البلاغة ذرعه
وكان الرشيد قد جعل ولده محمدا في حجر الفضل والمأمون في حجر جعفر
ثم إن الرشيد قلد الفضل عمل خراسان فتوجه إليها وأقام بها مدة فوصل كتاب صاحب البريد بخراسان إلى الرشيد ويحيى جالس بين يديه ومضمونه أن الفضل بن يحيى متشاغل بالصيد وإدمان اللذات عن النظر في أمور الرعية عن هذا فكتب إليه يحيى على ظهر كتاب صاحب البريد حفظك الله يا بني وأمتع بك قد انتهى إلى أمير المؤمنين ما أنت عليه من التشاغل بالصيد والمداومة اللذات عن النظر في أمور الرعية ما أنكره فعاود ما هو أزين بك فإنه من عاد إلى ما يزينه أو يشينه لم يعرفه أهل دهره إلا به
وكتب في أسفله
* انصب نهارا في طلاب العلى
* واصبر على فقد لقاء الحبيب
*
* حتى إذا الليل أتى مقبلا
* واستترت فيه وجوه العيوب
*
* فكابد الليل بما تشتهي
* فإنما الليل نهار الأريب
*
* كم من فتى تحسبه ناسكا
* يستقبل الليل بأمر عجيب
*

50
* غطى عليه الليل أستاره
* فبات في لهو وعيش خصيب
*
* ولذة الأحمق مكشوفة
* يسعى بها كل عدو رقيب
*)
والرشيد ينظر إلى ما يكتب فلما فرغ قال أبلغت يا أبت فلمال ورد الكتاب على الفضل لم يفارق السجد نهارا إلى أن انصرف من عمله
وكان الفضل لما ورد إلى خراسان دخل إلى بلخ وهي وطنهم وبها النوبهار وهو بيت النار التي كانت المجوس تعبدها وكان جدهم خالد خادم ذلك البيت فأراد الفضل هدم ذلك البيت فلم يقدر عليه لإحكام بنائه فهدم منه ناحية وبنى فيها مسجدا
ولما وصل إلى خراسان أزال سيرة الجور وبنى المساجد والحياض والربط وأحرق مراكز البغايا وزاد الجند ووصل الزوار والقواد والكتاب في سنة سبع بعشرة آلاف ألف درهم واستخلف على عمله وشخص آخر السنة إلى العراق فتلقاه الرشيد وجمع لها الناس وأكرمه غاية الإكرام وأمر الرشيد الشعراء بمدحه والخطباء بذكر فضله فكثر المادحون له فقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي
* لو كان بيني وبين الفضل معفرة
* فضل بن يحيى لأعداني على الزمن
*
* هو الفتى الماجد الميمون طائره
* والمشتري الحمد بالغالي من الثمن
* وكان أبو الهول الحميري قد هجا الفضل فرآه راغبا إليه فقال له ويلك بأي وجه تلقاني فقال بالوجه الذي ألقى به ربي عز وجل وذنوبي إليه أكثر من ذنوبي إليك فضحك ووصله
ومن كلام الفضل ما سرور الموعود بالفائدة كسروري بالإنجاز
ويحكى أنه دخل عليه حاجبه يوما وقال إن بالباب رجلا يزعم أن له سببا يمت إليك به فقال أدخله فدخل شاب حسن رث الهيئة فسلم فأومأ إليه بالجلوس فجلس فقال له بعد ساعة ما حاجتك فقال أعلمتك بها رثاثة حالي قال نعم فما الذي تمت به قال ولادة تقرب من ولادتك وجوار يدنو من جوارك واسم مشتق من اسمك فقال أما الجوار فيمكن وقد يوافق الاسم الاسم ولكن من أعلمك بالولادة قال أخبرتني أمي أنها لما ولدتني قيل لها ولد هذه الليلة ليحيى بن خالد غلام وقد سماه الفضل فسمتني فضيلا إكبارا
لاسمك أن تلحقني به وصغرته لقصور قدري عن قدرك فتبسم الفضل وقال كم

51
أتى عليك من السنين قال خمس وثلاثون سنة قال صدقت هذا القدر أعد قال فما فعلت أمك قال ماتت قاتل فما منعك من اللحاق بنا قديما قال لم أرض نفسي للقائك لأنها كانت في عامية معها حداثة تقعد بي عن لحاق الملوك وعلق هذا بقلبي منذ أعوام فشغلت نفسي بما يصلح للقائك حتى رضيت)
عن نفسي قال فما تصلح له قال للكبير من الأمر والصغير قال يا غلام أعطه لكل سنة مضت من سنيه ألف درهم وأعطه عشرة آلاف درهم يتجمل بها إلى وقت استعماله وأعطاه مركوبا سريا
وكان الرشيد قد غضب على العتابي فشفع له الفضل فرضي عنه فقال
* ما زلت في غمرات الموت مطرحا
* يضيق عني وسيع الرأي من حيلي
*
* فلم تزل دائبا تسعى بلطفك لي
* حتى اختلست حياتي من يدي أجلي
* وقال فيه بعض الشعراء
* ما لقينا من جود فضل بن يحيى
* ترك الناس كلهم شعراء
* وعابوه كونه مفردا فقال أبو العذافر ورد القمي علم المفحمين أن ينظموا الأشعار ومنا الباخلين السخاء وفي الفضل يقول مروان بن أبي حفصة
* ألم تر أن الجود من كف آدم
* تحدر حتى صار في راحة الفضل
*
* إذا ما أبو العباس غامت سماؤه
* فيا لك من هطل ويا لك من ويل
* وفيه يقول أيضا
* إذا أم طفل راعها جوع طفلها
* غذته بذكر الفضل فاستطعم الطفل
*
* لحي بك الإسلام إنك عزه
* وإنك من قوم صغيرهم كهل
* فوصله بمائة ألف درهم ووهب له طيفور جاريته كاسية حالية وشيئا كثيرا من العروض فقيل حصل له سبعمائة ألف درهم ولأبي نواس فيه مدائح كثيرة منها قوله
* طرحتم من الترحال أمرا فغمنا
* فلو قد رحلتم صبخ الموت بعضنا
*

52
وركب محمد بن إبراهيم الإمام دين فصار إلى الفضل ومعه حق فيه جوهر فقال له قصرت غلاتنا وأغفل أمرنا خليفتنا وتزايدت مؤننا ولزمنا دين احتجنا لأدائه إلى ألف ألف درهم وكرهت بذل وجهي للتجار وإذالة عرضي بينهم فاطلب من شئت منهم ومره بذلك فإن معي رهنا ثقة بذلك فدعا الفضل بالحق ورأى ما فيه وختمه بخاتم محمد بن إبراهيم ثم قال له نجح الحاجة أن تقيم في منزلنا عندنا اليوم فقال إن في المقام علي مشقة فقال له وما يشق عليك من ذلك إن رأيت أن تلبس شيئا من ثيابنا دعوت به وإلا أمرت بإحضار ثياب من)
منزلك فأقام ونهض الفضل فدعا بوكيله وأمره بحمل المال وتسليمه إلى خادم محمد وتسليم الحق الذي فيه الجوهر إلى الغلام بخاتمه وأخذ خطه بقبض المال
وأقام محمد عنده إلى المغرب وليس عنده شيء من الخير وانصرف إلى منزله فرأى المال وأحضره الخادم الحق فغدا على الفضل ليشكره فوجده قد سبقه بالركوب إلى دار الرشيد فانصرف إلى منزله فوجد الفضل قد وجه إليه بألف ألف درهم أخر فغدا عليه ليشكره فأعلمه أنه أنهى أمره إلى الرشيد فأمره بالتقدير له ولم يزل بما كسبه له إلى أن تقرر الأمر له على ألف ألف درهم وأنه ذكر أنه لم يصلك بمثلها قط ولا زادك على عشرين ألف دينار فشركته وسألته أن يصك بها صكا بخطه ويجعلني الرسول فقال محمد صدق أمير المؤمنين إنه لم يصلني قط بأكثر مما ذكر وهذا إنما تهيأ بك وعلى يدك وما أقدر على شيء أقضي به حقك ولا عن شكر ما أودي معروفك غير أن
علي وعلي أيمانا مؤكدة إن وقفت بباب أحد سواك ولا سألت غيرك حاجة أبدا ولو استففن التراب فكان لا يركب إلى غير دار الخليفة ويعود إلى منزله
وعوتب بعد تقضي أيام البرامكة في إتيان الفضل بن الربيع فقال والله لو عمرت ألف عام ثم مصصت الثماد ما وقفت بباب أحد بعد الفضل بن يحيى ولا سألته حاجة أبدا ولم يزل على ذلك إلى أن مات
وكانت ولادة الفضل لسبع بقين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين ومائة وقيل سنة ثمان
ووفته بالسجن سنة ثلاث وتسعين ومائة في المحرم غداة جمعة بالرقة وقيل في شهر رمضان
وقال لما بلغت الرشيد وفاته قال أمري قريب من أمره وكذا كان فإن الرشيد توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة وقيل في جمادى الأولى
وكان الرشيد لما قتل أخاه جعفرا قبض على أبيه يحيى وأخيه الفضل وكانا عنده ثم توجه الرشيد إلى الرقة وهما معه وجميع البرامكة في التوكيل غير يحيى
فلما وصلوا إليها وجه الرشيد إلى يحيى أقم بالرقة أو حيث شئت فوجه إليه إني أحب أن أكون مع ولدي فوجه إليه أترضى بالحبس فقال نعم فحبس معه ووسع عليهما ثم كانا حينا يوسع عليهما وحينا يضيق ثم إن الرشيد سير مسرورا الخادم إلى السجن فقال للمتوكل أخرج الفضل فأخرجه فقال له إن أمير

53
المؤمنين يقول لك إني أمرتك أن تصدقني عن)
أموالكم فزعمت أنك قد فعلت وقد صح عندي أنك قد بقيت لك مالا كثيرا وقد أمرني إن لم تطلعني على المال أن أضربك مائتي سوط وأرى لك أن لا تؤثر مالك على نفسك
فقال والله ما كذبت قط فيما أخبرت ولو خيرت بين الخروج من ملك الدنيا وأن أضرب سوطا واحدا لاخترت الخروج من الدنيا وأمير المؤمنين يعلم بذلك وأنت تعلم أنا كنا نصون أعراضنا بأموالنا
فأخرج مسرور أسواطا كانت معه في منديل فضربه مائتي سوط وتولى ضربه الخدم فضربوه أشد الضرب وهم لا يحسنون الضرب فكادوا يتلفونه
وكان هناك رجل بصير بالعلاج فطلبوه لمعالجته فقال يكون قد ضربوه خمسين سوطا فقيل له بل مائتي سوط فقال ما هذا إلا أثر خمسين سوطا لا غير ولكن يحتاج أن ينام على ظهره على بارية وأدوس صدره فجزع الفضل من ذلك ثم أجاب إليه فألقه على ظهره وداسه ثم أخذ بيده وجذبه عن البارية فتعلق بها من لحم ظهره شيء كثير ثم اقبل يعالجه إلى أن نظر يوما إلى ظهره فخر المعالج ساجدا فقيل له ما بالك قال قد برئ ونبت في ظهره لحم حي ثم قال ألست قد قلت هذا قد ضرب خمسين سوطا أما والله لو ضرب ألف سوط ما كان أثره بأشد من هذا وإنما قلت ذلك لتقوى نفسه فيعينني على علاجه
ثم إن الفضل اقترض من بعض أصحابه عشرة آلاف درهم وسيرها إليه فردها عليه فاعتقد أنه استقلها فاقترض عليها عشرة أطلاف درهم أخرى وسرها فأبى أن يأخذها وقال ما كنت لآخذ على معالجة رجل من الكرام أجرة والله لو كانت عشرين ألف دينار ما قلتها فلما بلغ ذلك الفضل قال والله إن الذي فعله هذا أبلغ من الذي فعلناه في جميع أيامنا من المكارم وكان قد بلغه أن ذلك المعالج في شدة وضائقة
وقيل إن الفضل مر بعمرو بن جميل وهو يطعم الناس فقال ينبغي أن نعين هذا على مروءته فبعث إليه بألف ألف درهم وكانت عطاياه من هذه النسبة
وكان بارا بأبيه وكان يحيى لا يستطيع أن يشرب الماء البارد في السجن وكان الفضل يدع آنية الماء في عبه دائما ليسخن الماء لأجل والده
ولما نقل الفضل بعد وفاة أبيه يحيى من محبس إلى محبس وجد في ثني مصلاه رقعة فيها مكتوب)
* إن العزاء على ما فات صاحبه
* في راحة من عناء النفس والتعب
*

54
* والصبر خير معين يستعان به
* على الزمان ومن فيه لم يصب
*
* لو لم تكن هذه الدنيا لها درك
* من البرية بالآفات والعطب
*
* إذن صفت لأناس قبلنا وبهم
* كانت تليق ذوي الأخطار والحسب
*
* ولم تنلنا وفيما قد ذكرت أسى
* وعبرة لذوي الألباب والأدب
*
* ألستم مثل من قد كان قبلكم
* فارضوا وإن أسخطتكم نوبة العقب
*
* والله ما أسفي إلا لواحدة
* أن لا أكون تقدمت المنون أبي
*
* فكان يؤجر في ثكلي وينفعني
* دعاؤه ودعاء الوالد الحدب
* فسئل السجان عنها فقال قالها البارحة لما أتيته بالمصباح
ولما مات الفضل بن يحيى رحمهما الله تعالى تضاغط الناس وازدحموا في جنازته ودفن إلى جانب قبر أبيه وقال بعض الشعراء
* ليس نبكيكم لكم يا بني بر
* مك أن زال ملككم فتقضى
*
* بل نبكيكم لنا ولأنا
* لم نر الخير بعدكم حل أرضا
*
3 (أبو القاسم العلوي الحاجب))
الفضل بن يحيى بن عبد الله بن جعفر بن زيد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو القاسم ابن أبي جعفر ابن أبي علي العلوي الحسيني البغدادي ولد بحلب ونشأ بالموصل وقدم بغداد واستوطنها وصاهر بيت المعمر النقباء
وكان صدرا نبيلا وقورا أديبا حسن الأخلاق متواضعا تولى حجابة باب النوبي سنة أربع وستمائة وعاد إلى الكرخ ولزم منزله إلى حين وفاته سنة أربع وعشرين وستمائة
3 (الرخامي))
الفضل بن يعقوب البغدادي الرخامي روى عنه البخاري وابن ماجة قال الدارقطني ثقة حافظ توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين
3 (الجزري))
الفضل بن يعقوب الجزري)
روى عنه أبو داود وابن ماجة وتوفي بعد الخمسين والمائتين

55
3 (قائد العزيز))
فضل القائد المصري كان من أكبر قواد العزيز قربه الحاكم وأدناه ثم إنه نقم عليه وضرب عنقه سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وإليه تنسب منية القائد
3 (جارية المتوكل))
فضل جارية المتوكل الشاعرة كانت من مولدات اليمامة لم يكن في زمانها امرأة أفصح منها ولا أشعر أدبها رجل من عبد القيس
توفيت في حدود الستين والمائتين قال لها يوما علي بن الجهم
* لاذ بها يشتكي إليها
* فلم يجد عندها ملاذا
* فقال لها المتوكل أجيزي فقالت
* ولم يزل ضارعا إليها
* تهطل أجفانه رذاذا
*
* فعاتبوه فزاد عشقا
* فمات وجدا فكان ماذا
* وقال ابن المعتز كانت تهاجي الشعراء ويجتمع عندها الأدباء
ولها في الخلفاء وسائر الملوك مدائح كثيرة وكانت تتشيع وتتعصب لأهل مذهبها وتقضي حوائجهم بجاهها عند الملوك والأشراف
وعشقت سعيد بن حميد الكاتب وكان من أشد الناس نصبا وانحرافا عن آل البيت رضي الله عنهم وكانت فضل نهاية في التشيع فلما هويت سعيدا انقلبت إلى مذهبه ولم تزل على ذلك إلى أن توفيت ومن قولها فيه
* يا حسن الوجه سئ الأدب
* شبت وأنت الغلام في الأدب
* ويحك إن القيان كالشرك المنصوب بين الغرور والكذب
* بينا تشكى إليك غذ خرجت
* من لحظات الشكوى إلى الطلب
*
* فلحظ هذا ولحظ ذاك وذا
* لحظ محب بعين مكتسب
* قال أبو الفرج الأصبهاني حدثني جعفر بن قدامة حدثني سعيد بن حميد قال قلت لفضل الشاعرة أجيزي)
من لمحب أحب في صغره فقالت غير متوقفة فصار أحدوثة على كبره

56
فقلت من نظر شفه وأرقه فقالت وكان مبدأ هواه من نظره
ثم شغلت هنيهة وقالت
* لولا الأماني لمات من كمد
* مر الليالي يزيد في فكره
*
* ليس له مسعد يساعده
* بالليل في طوله وفي قصره
* ومن شعرها قد بدا شبهك يا مولاي يحدو بالظلام فانتبه نقض لبانات اعتناق والتثام قبل أن تفضحنا عودة أرواح النيام وألقى عليها يوما أبو دالف العجلي
* قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم
* أشهى المطي إلي ما لم يركب
*
* كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة
* من بين حبة لؤلؤ لم تثقب
* فقالت تجيبه
* إن المطية لا يلذ ركوبها
* ما لم تذلل بالزمام وتركب
*
* والحب ليس بنافع أربابه
* ما لم يؤلف بالنظام ويثقب
* وقال علي بن الجهم كنت يوما عند الفضل فلحظتها لحظة استرابت بها فقالت بديهة مسرعة ولم تتوقف
* يا رب رام حسن تعرضه
* يرمي ولا يشعر أنى غرضه
* فقلت مجيبا لها
* أي فتى لحظك ليس يمرضه
* وأي عقد محكم لا ينقضه
* فضحكت وقالت خذ في غير هذا
وبوم أهديت إلى المتوكل قال لها أشاعرة أنت قالت كذا يزعم من باعني واشتراني فضحك)
وقال أنشدينا شيئا من شعرك فأنشدته
* استقبل الملك إمام الهدى
* عام ثلاث وثلاثينا
*
* خلافة أفضت إلى جعفر
* وهو ابن سبع بعد عشرينا
*

57
* إنا لنرجو يا إمام الهدى
* أن تملك الدنيا ثمانينا
*
* لا قدس الله امرءا لم يقل
* عند دعائي لك آمينا
* فاستحسن الأبيات وأمر لها بخمسين درهم
3 (وزير بغداد))
أبو الفضل عماد الدين القزويني الوزير الكبير صاحب الديوان ببغداد ولي العراق لهولاكو بعد ابن العلقمي فكان ظالما فقتل سنة تسع وخمسين وستمائة بسيف المغل وولي بعده الصاحب علاء الدين صاحب الديوان
3 (رأس الحدثية))
فضل الحدثي المعتزلي رتب الطائفة الحدثية من المعتزلة مذهبهم كمذهب الحائطية إلا أنهم زادوا عليه بالقول بالتناسخ وأن الحيوان جنس واحد متحمل للتكليف وكل حيوان مكلف
وهؤلاء كفار لاعتقاد التناسخ وقد تقدم ذكر الحائطية في حرف أحمد بن حائط في الأحمدين
3 (الوزير رشيد الدولة))
فضل الله ابن أبي الخير بن عالي هو رشيد الدولة فخر الوزراء مشير الدول الهمذاني الطبيب العطار والده تشتغل بالطب وعلوم الأوائل وأسلم ومات أبوه على دين اليهود واتصل هو بغازان وخربندا وعظم شأنه جدا وكثرت أمواله وصار في رتبة الملوك
ولما طبب خربندا وهلك شغب عليه الوزراء علي شاه فدارى عن نفسه بقناطير من الذهب والجواهر فيقال إن جوبان أخذ منه ألف ألف مثقال ثم قتلوه وقتلوا ابنه قبله سنة ست عشرة وسبعمائة وكان فيه حلم وتواضع وسخاء وبذل للعلماء والصلحاء وكان لهر أي ودهاء ومروءة وفسر القرآن وأدخل الفلسفة فيه ويقال إنه كان جيد الإسلام عاش بضعا وسبعين سنة ثم وزر ولده محمد بعد ذلك بسنوات وتمكن وصار هو الكل)
ولما قتلوه فصلت أعضاؤه وبعث كل عضو إلى بلد وأحرقت جثته وخلف عدة بنين وبنات
وله تصانيف وعمائر فاخرة وأموال لا تنحصر وأحرقت تواليفه بعده
ابن فضلان القاضي الشافعي اسمه محمد بن يحيى تقدم ذكره في المحمدين ووالده يحيى بن علي بن الفضل
ابن الفضل القطان الشاعر اسمه هبة الله بن الفضل

58
3 (الفضيل))
3 (الرقاشي العابد))
الفضيل بن زيد الرقاشي أحد زهاد البصرة وعبدها له ذكر وهو أحد التابعين توفي سنة خمس وتسعين
3 (ابن غزوان الكوفي))
فضيل بن غزوان بن جرير الكوفي وثقه أحمد وغيره وروى له الجماعة وتوفي سنة خمسين ومائة أو ما قبلها
3 (النميري البصري))
فضيل بن سليمان النميري قال أبو حاتم ليس بالقوي وقال ابن معين ليس بثقة رواه عباس الدوري عنه وقال أبو زرعة لين وقال النسائي بصري ليس بالقوي وتوفي في
حدود التسعين ومائة وروى له الجماعة وقيل إن وفاته سنة ثمانين ومائة
3 (الإمام المشهور فضيل الزاهد))
فضيل بن عياض بن مسعود الأستاذ الإمام شيخ الإسلام أبو علي التميمي اليربوعي المروزي الزاهد روى عن منصور وبيان بن بشر وأبان بن أبي عياش وحصين بن عبد الرحمن ويزيد بن أبي زياد وعطاء بن السائب وعبيد الله بن عمر وهشام بن حسان وصفوان بن سليم وأبي هارون العبدي والأعمش
كان أولا شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلا يتلو ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما)
نزل من الحق فقال يا رب قد آن فتاب ورجع وجاور الحرم إلى أن مات في حدود التسعين ومائة
قال ابن عيننة والعجلي وغيره ثقة وقال أبو حاتم صدوق وقيل وفاته يوم عاشوراء سنة

59
سبع وثمانين ومائة وله ترجمة طويلة في تاريخ دمشق وفي الحلية وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
يحكى أن الرشيد قال له يوما ما أزهدك فقال له أنت أزهد مني فقال وكيف ذلك قال لأني زهدت في الدنيا وأنت زهدت في الآخرة والدنيا فانية والآخرة باقية
وقيل إنه قال يوما لأصحابه في رجل في كمه ثمر ويقعد على رأس الكنيف فيطرحه فيه ثمرة ثمرة قالوا هو مجنون قال والذي يطرحه في بطنه حتى يحشوه أجن منه فإن هذا الكنيف يملأ من هذا الكنيف
ومن كلامه إذا أحب الله عبدا أكثر غمه وإذا أبغض عبدا وسع عليه دنياه
وقال لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي لا أحاسب عليها لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم من الجيفة يمر بها أن تصيب ثوبه
وقال ترك العمل لأجل الناس هو الرياء والعمل لأجل الناس هو الشرك
وقال إني لأعصي الله فأعرف ذلك من خلق غلامي وقال لو كانت لي دعوة مجابة لم أجعلها إلا في إمام لأنه إذا صلح الإمام أمن العباد
وقال لأن يلاطف الرجل أهل مجليه ويحسن خلقه معهم خير له من قيام ليله وصيام نهاره
وقال أبو علي الرازي صحبت الفضيل ثلاثين سنة فما رأيته ضاحكا ولا مبتسما إلا يوم مات ابنه فقلت له في ذلك فقال إن الله أحب لي أمرا فأحببت ذلك الأمر
وكان ولده المذكور شابا سريا من كبار الصالحين وهو معدود في جملة من قتلته محبة الباري تعالى وقال ابن خلكان وهم مذكورون جماعة في جزء سمعناه قديما ولا أذكر الآن من مؤلفه
وكان عبد الله بن المبارك يقول إذا مات الفضيل ارتفع الحزن من الدنيا
3 (أبو كامل الجحدري))
فضيل بن الحسين بن طلحة أبو كامل الجحدري)
روى عنه البخاري تعليقا وروى عنه مسلم وأبو داود وروى النسائي عنه بواسطة وكان ثقة مشهورا وتوفي سنة سبع وثلاثين ومائتين
3 (الفضيل الهروي))
الفضيل بن محمد بن أبي الحسين أبو عاصم ابن الشهيد الحافظ أبي الفضل الهروي الفقيه وإليه ينسب الفضليون بهراة
كان فيها حاذقا توفي سنة

60
أربع وستين وثلاثمائة
3 (الجرفي الصالح))
فضيل بن عربي بن معروف بن كلاب الجرفي قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي مطوع مبارك حكى عنه الجماعة مكاشفات قال لي بعض الجرفية إني زرعت أنا وهو مقثأة فظهر فيها بطيخة كبيرة فصار بعض الفلاحين يشتهي أن يسرقها ويخشى من الفقير فقطعها الشيخ فضيل ودفعها إليه وقال خذها حلالا
قال وحكى لي نفيس الخولي وقد أسلم وحسن إسلامه قال رأيت ثعبانا كبيرا في النوم وقصدني ثم صار إنسانا وقال لي تب عن القضية الفلانية فوقع في نفسي أنه فضيل فلما وصلنا إلى الجرف قلت يا شيخ فضيل أنا من قبيل أن تعامليني بهذه المعاملة فقال ما هي القضية الفلانية نعم أنا هو
وحكى لي بعض الجرفية أنه كان يوما بأدفو يوم أحد ركبوا إلى أن وصل إلى قلاوة الكوم وهي أرض كشف فوقف في مكان وحوق حواقة وقال ادفنوني هنا ثم توجه إلى بيته فأقام ثلاثة أيام أو نحوها وتوفي ودفناه بتلك البقعة وبينها وبين مسكنه مسافة طويلة وتوفي سنة خمس وعشرين وسبعمائة والجرف قرية من نواحي أدفو
((فطر))
3 (أبو بكر الخياط الكوفي))
فطر بن خليفة أبو بكر الكوفي الخياط مولى عمر بن حريث وثقه أحمد وقال أبو حاتم صالح الحديث وقال العجلي ثقة حسن الحديث فيه تشيع قليل
وقال الدارقطني لا يحتج به وقال ابن شعبة ثقة إن شاء الله تعالى
وكان لا يترك أحدا يكتب عنه له سن ولقاء وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائة وروى له الأربعة والبخاري مقرونا
ابن فطيس الوراق أحمد بن محمد
فقير الأسواني فقير بن موسى بن فقير بن عيسى بن عبد الله أبو الحسن

61
الأسواني ذكره ابن يونس وقال رأيته وقدم علينا الفسطاط روى عن أبي حنيفة قحزم بن عبد الله الأسواني صاحب الشافعي وروى عن عبد الله بن محمد بن أبي مريم ولم يكن به بأس كانت كتبه جيادا
وذكر أنه توفي بأنصنا سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة
((الألقاب))
ابن الفقاعي اسمه أحمد بن العباس
ابن الفقاعي أيوب بن عمر
ابن الفكاه الشاعر المغربي هو عبد الخالق بن إبراهيم
الفكيك عيسى بن عبد العزيز
الفلكي ركن الدين اسمه منكورس
الفلك المسيري الوزير اسمه عبد الرحمن بن هبة الله
الفلكي شيخ السميساطية اسمه سعيد بن سهل
الفلكي صاحب الدار والحمام بدمشق اسمه عبدان
الفلكي الحاسب أحمد بن الحسن
الفلاس الحافظ أبو حفص هو عمرو بن علي بن بحر ابن الفلاس مصنف ابن الفلاس)
مصنف كتاب سبل الخيرات يحيى بن نجاح
ابن فلوس المارديني إسماعيل بن إبراهيم
((فليح))
3 (أبو يحيى المدني))
فليح بن سليمان بن أبي المغيرة المدني أبو يحيى مولى آل زيد بن الخطاب يقال إن اسمه عبد الملك ولقبه فليح روى عن نعيم المجمر ونافع مولى ابن عمر والزهري وعباس بن سهل بن سعد وعبدة بن أبي لبابة وسعيد بن الحارث الأنصاري وجماعة
وعنه أبو داود الطيالسي وشريح بن النعمان ويحيى الوحاظي وأبو الربيع الزهراني

62
وسعيد بن منصور ومحمد بن جعفر الوركاني وخلق منهم ابنه محمد
قال ابن معين ليس بقوي وكذا قال النسائي وقال الدارقطني لا بأس به وقال أبو داود لا يحتج به
توفي سنة ثمان وستين ومائة وروى له الجماعة
3 (فليح المغني))
فليح بن العوراء كان رجلا من أهل مكة مولى لبني مخزوم أحد من غنى للدولة العباسية قال الفضل بن الربيع إن المهدي كان يسمع المغنين جميعا ويحضرون مجلسه ويغنونه من وراء الستارة لا يرون وجهه إلا فليح بن العوراء فإن عبد الله بن مصعب الزبيري كان يرويه شعره يغني فيه مدائح المهدي فدس في أضعافهما بيتين يسأله فيهما أن ينادمه وسأل فليحا أن يغنيهما وهما يا أمين الإله في الشرق والغرب على الخلق وابن عم الرسول مجلسا بالعشي عندك في الميدان والإذن ثم لي في الوصول فغناه فليح إياهما فقال المهدي يا فضل أجب عبد الله إلى ما سأل وأحضره مجلسي إذا حضر أهلي وموالي وزده على ذلك أن ترفع بيني وبين راويه فليح الستارة فكان فليح أول مغن عاين وجه الخليفة في مجلسه
قال زيادة بن أبي الخطاب دعاني محمد بن سليمان بن علي وقال لي قد قدم فليح فإن)
جاءني قبل أن يدخل إلى الرشيد خلعت عليه خلعة من قماشي ووهبته خمسة آلاف درهم فعرفته ذاك فدخل إلى حمام كان بقربه وأعطى القيم درهمين وسأله أن يجيئه بشيء يأكله ونبيذ يشربه فجاءه برأس عجل ونبيذ دوشابي غليظ رديء فآليت عليه أن لا يأكل ولا يشرب إلا عند محمد فأبى وأكل وشرب فلما طابت نفسه غنى وغنى القيم معه ثم إنه خاطب القيم بما أغضبه وتواثبا فضربه القيم فشج رأسه وجرى دمه ثم إنه عالج جرحه بصوفة محرقة وتعمم وقام فدخل دار محمد بن سليمان فرأى تلك الفرش والآلة والنبيذ وآلته ومدت الستائر وغنى الجواري فأقبل علي وقال سألتك بالله أيما أحق بالعربدة مجلس القيم أو مجلس الأمير فقلت لا بد من عربدة فقال لا والله ما لي فيها من بد فأخرجتها من رأسي هناك فقلت أما على هذا الشرط فهذا أجود
فسألن محمد عما نحن

63
فيه فأخبرته فقال والله هذا الحديث أطيب من كل غناء وخلع عليه خمسة آلاف درهم
((فناخسرو))
3 (عضد الدولة بن بويه))
فناخسرو بن الحسن بن بويه بن فناخسرو بن تمام مخففا ابن كوهي بن شيرزيل الأصغر بن شيركدة بن شيرزيل الأكبر بن شيران شاه بن شيرفنه بن سستان شاه بن سسن فرو بن شروزيل ابن سسناذ بن بهرام جور الملك بن يزدجرد الملك بن هرمز الملك كرمانشاه بن سابور الملمك بن سابور ذي الأكتاف بن هرمز الملك بن نرسي الملك بن بهرام الملك بن بهرام الملك بن هرمز الملك بن سابور الملك بن أردشير الملك الجامع بن بابك بن ساسان الأصغر بن بابك بن ساسان الأكبر أبو شجاع ابن أبي علي ابن أبي شجاع الملقب بعضد الدولة ابن ركن الدولة كان كامل العقل غزير الفضل حسن السياسة شديد الهيبة بعيد الهمة ذا رأي ثاقب وتدبير صائب محبا للفضائل تاركا للرذائل باذلا في أماكن العطاء حتى لا يوجد بعده ممسكا في أماكن الحزم حتى كأن لا جود عنده يستصغر الأمور الكبار ويستهون العظيم من الأخطار
وكان محبا للعلم مشتغلا به مقربا لأهله كثير المجالسة لهم مبالغا في تعظيمهم
وكانت له يد في الأدب متمكنة ويقول الشعر الجيد)
وكان أبوه قد قدمه على اخوته وولاه ملك فارس ورتب معه أبا الفضل ابن العميد الكاتب المشهور فهذبه وأدبه
لما مرض عمه عماد الدولة بفارس أتاه أخوه ركن الدولة واتفقا على تسليم مملكة فارس إلى أبي شجاع المذكور فتسلمها بعد عمه الأكبر عماد الدولة أبي الحسن وابن عمه بختيار بن معز الدولة
وهؤلاء كلهم مع جلالتهم وعظم شأنهم لم يبلغ أحد منهم ما بلغه عضد الدولة من سعة المملكة والاستيلاء على الملوك وممالكهم فإنه جمع بين مملكة المذكورين وضم إلى ذلك الموصل وبلاد الجزيرة ودانت له البلاد والعباد
وهو أول من خوطب في الإسلام بالملك شاهنشاه وأول من خطب له على المنابر ببغداد بعد الخليفة
وكان من جملة ألقابه تاج الملة ولما صنف أبو إسحاق الصابئ كتاب التاجي في أخبار بني بويه أضافه إلى هذا اللقب
ووجدت له تذكرة فيها مكتوب إذا فرغنا من حل كتاب إقليدس كله نتصدق بعشرين ألف درهم وإذا فرغنا من كتاب أبي علي النحوي نتصدق بخمسين ألف درهم وكل ابن

64
يولد لنا نتصدق بعشرة آلاف درهم فإن كان من فلانة فبخمسين ألف درهم
وكان يدخله في كل سنة ثلاثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف فقال أريد أن أبلغ بها ثلاثمائة ألف ألف وستين ألف ألف ليكون دخلنا كل يوم ألف ألف درهم
وله صنف أبو علي الفارسي كتاب الإيضاح والتكملة في النحو وقصده الشعراء ومدحوه منهم أبو الطيب المتنبي ورد عليه بشيراز في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وفيه يقول من جملة القصيدة الهائية
* وقد رأيت الملوك قاطبة
* وسرت حتى رأيت مولاها
*
* ومن مناياهم براحته
* يأمرها فيهم وينهاها
*
* أبا شجاع بفارس عضد
* الدولة فناخسرو شهنشاها
*
* أسميا لم تزده معرفة
* وإنما لذة ذكرناها
* وفيه يقول من جملة القصيدة النونية)
* يقول بشعب بوان حصاني
* أعن هذا يسار إلى الطعان
*
* أبوكم آدم سن المعاصي
* وعلمكم مفارقة الجنان
*
* فقلت إذا رأيت أبا شجاع
* سلوت عن العباد وذا المكان
*
* فإن الناس والدنيا طريق
* إلى من ما له في الخلق ثان
* وفيه يقول القصيدة الكافية التي منها
* أروح وقد ختمت على فؤادي
* وقلبي أن يحل به سواكا
*
* وقد حملتني شكرا طويلا
* ثقيلا لا أطيق به حراكا
* وممن مدحه أيضا أبو الحسن محمد بن عبد الله السلامي بقصيدة منها
* إليك طوى عرض البسيطة جاعل
* قصارى المطايا أن يلوح لها القصر
*
* فكنت وعزمي في الظلام وصارمي
* ثلاثة أشباه كمات اجتمع النسر
*
* وبشرت آمالي بملك هو الورى
* ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر
*

65
وأخذ الأرجاني هذا المعنى فقال
* يا سائلي عنه لما جئت أمدحه
* هذا هو الرجل العاري من العار
*
* كم من شنوف لطاف من محاسنه
* علقن منه على آذان سمار
*
* لقيته فرأيت الناس في رجل
* والدهر في ساعة والأرض في دار
* ومثل هذا قول أبي الطي بالمتنبي
* هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى
* ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق
* ومن شعر عضد الدولة
* وفاؤك لازم مكنون قلبي
* وحبك غايتي والهم زادي
*
* وخالك في عذارك في الليالي
* سواد في سواد في سواد
*
* فإن طاوعتني كانت ضيائي
* وإن عاصيت كانت من حدادي
* ومنه
* طربت إلى الصبوح مع الصباح
* وشرب الكاس والغرر الملاح
*
* وكان الثلج كالكافور نثرا
* ونار عند نارنج وراح
*
* فمشروب ومشموم وثلج
* ونار والصبوح مع الصباح)
* (لهيب في لهيب في لهيب
* وصبح في صباح في صباح
* ومنه
* أأفاق حين وطئت ضيق خناقه
* يبغي الأمان وكان يبغي صارما
*
* فلأركبن عزيمة عضدية
* تاجية تدع الملوك رواغما
* ومنه
* هبني خضبت مشيبي
* تسرتا من حبيبي
*
* فهل أروح وأغدو
* إلا بوجه مريب
*

66
ومنه في الخيري
* يا طيب رائحة من نفحة الخيري
* إذا تمزق جلباب الدياجير
*
* كأنما رش بالماورد واغتبقت
* به دواخن ند عند تبخير
*
* كأن أوراقه في القد أجنحة
* حمر وصفر وبيض من دنانير
* ومنه
* ليس شرب الراح إلا في المطر
* وغناء من جوار في السحر
*
* غانيات سالبات للنهي
* ناغمات في تضاعيف الوتر
*
* مبرزات الكأس من مطلعها
* ساقيات الراح من فاق البشر
*
* عضد الدولة وابن ركنها
* ملك الأملاك غلاب القدر
* ولم يفلح من بعد هذا البيت
ولما احتضر لم ينطق إلا بتلاوة ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه ويقال إنه ما عاش بعد هذه الأبيات إلا قليلا وتوفي بعلة الصرع يوم الاثنين ثامن شوال سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ببغداد ودفن بدار الملك ثم نقل تابوته إلى الكوفة ودفن بمشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمره سبع وأربعون سنة وأحد عشر شهرا وثلاثة أيام
والبيمارستان العضدي ببغداد منسوب إليه أعد له من الآلات ما يقصر الشرح عنه
وهو الذي أظهر قبر علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بالكوفة وبنى عليه المشهد وعزم عليه أموالا عظيمة
ولما ملك الأهواز والبصرة وواسط توجه إلى بغداد فاستقبله الناس الخاص والعام وخرج)
الإمام الطائع لتلقيه في الطيار واجتمعا في دجلة ودخل بغداد مجتازا في قصبتها حتى نزل باب الشماسية ثم انتقل إلى داره لتسع ليال خلون من جمادى الأولى سنة سبع وستين وحضر إلى دار الخلافة وخلع الطائع عليه خلع المملكة وسوره وطوقه وعهد إليه وقرئ العهد بحضرة الخليفة وعقدت له الألوية وألبس التاج المرصع بالجواهر الثمينة وعاد إلى داره وكان يوما مشهودا وكان شيعيا وله بغداد آثار حسنة
وكان فاضلا نحويا له مشاركة في عدة فنون
ويحكى أن عضد الدولة كان قد أمر أبا علي النديم بملازمته وأفرد له دارا عنده فقال أبو علي إني ما أقدر على الإقامة لأني كثير الأكل فأمر حاجبه أن يرتب له في كل يوم

67
مائدتين من طعام أول النهار وآخره وألزمه أن يحفظ من شعره ليغنيه
فاتفق أن أتوه يوما بطعام فيه جدي بات وتغيرت رائحته فلم يطب له أكله فمر به صديق فسلم عليه وقال له كيف حالك قال كيف حال من يأكل من هذا وأشار إلى الطعام ويحفظ كمن هذا وأشار إلى شعر عضد الدولة فنقل صاحب الخبر ذلك إلى عضد الدولة فأمر بضرب أبي علي النديم عشرين سوطا فلما ضرب قام ونفض ثيابه وقال أكثر الله خيركم فبلغ ذلك عضد الدولة فأمر بضربه مائة سوط عدلية والعدلية أن يضرب زيادة على المائة عشرين لئلا يكون منها شيء غير مؤلم فتكون تلك العشرون معدلة ففعل له ذلك فقام بعد فراغه من الضرب وقال ما عسى أن أقول فيكم يا بني بويه صلاتكم المائة سبعون وعقوبتكم المائة المائة وعشرون فرفع ذلك إلى عضد الدولة فقال دعوه فليقل ما شاء فما يستحق القتل فلا تعلموني بما يصدر عنه
((فنج))
3 (فنج الفارسي))
فنج بالفاء والنون والجيم بن درج
قال ابن عبد البر روى عنه وهب بن منبه في إدراكه نظر والذي عنده أنه لا يصح له ذكر في الصحابة وحديثه مرسل وروايته عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعن يعلى بن أمية أيضا
ذكره قوم بالتاء والحاء غير المعجمة وذكره عبد الغني ابن سعيد في المؤتلف والمختلف فقال إنما هو فنج بالنون والجيم
قال فنج كمنت أعمل في المدينة إذ عالج فيها فلما قدم يعلى وهو ابن أمين أميرا على اليمن جاء معه برجال فجاءني رجل ممن قدم معه وأنا في الزرع أصرف الماء فيه وفي كمه جوز فجلس على ساقية وهو يكسر من ذلك الجوز ويأكل قال ثم أشار إلي فقال يا فارسي هلم فدنوت منه فقال يا فنج أتأذن لي في غرس من هذا الجوز على هذا الماء فقال له فنج ما ينفعني ذلك فقال الرجل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر كان له بلك شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله فقال له فنج سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم يا فنج قا فأنا أضمنها لله فغرز جوزة ثم سار
3 (أبو زيد))
فند هو أبو زيد كمولى عائشة بنت سعد بن أبي وقاص نشأ بالمدينة

68
وكان خليعا متهتكا يجمع بين الرجال والنساء في منزله ولذلك يقول فيه ابن قيس الرقيات
* قل لفند يشيع الأظعانا
* طالما سر عيشنا وكفانا
*
* صادرات عشية عن قديد
* واردات مع الضحى عسفانا
*
* زودتنا رقية الأحزانا
* يوم جازت حمولها السكرانا
* وقيل فيه قند بالقاف والصحيح الفاء ويضرب به المثل في الإبطاء كانت عائشة أرسلته ليجيئها بنار فخرج لذلك فلقي عيرا خارجة إلى مصر فخرج معهم فلما كان بعد سنة رجع فأخذ نارا ودخل على عائشة وهو يعدو فسقط وقد قرب منها فقال تعست العجلة وقال)
شاعر
* ما رأينا لعبيد مثلا
* إذ بعثناه يجيء بالمشمله
*
* غير فند بعثوه قابسا
* فثوى عاما وسب العجله
* وقال الحريري في بعض مقاماته إبطاء فند وصلود زند
3 (الأمير فيال المنصوري))
كان بالقاهرة أمير عشرة يسكن بالحسينية وينوب الأستاذ دارية ويصحب بن معضاد ويتكلم بشيء من كلامه ثم نقل إلى طرابلس مشدا وأميرا وبقي بها مدة ثم تنقل إلى دمشق مشدا بامرة ونكب ثم نقل إلى حلب ثم إنه قطع خبزه وقدم دمشق وكان له نية في التوجه إلى مصر فتوفي في داره بدرب تليد بدمشق في شهر جمادى الآخرة سنة تسع وسبع مائة
((الألقاب))
ابن فنجله المقرئ الحسن بن أحمد
ابن أبي الفنون النحوي اسم نصر بن أبي نصر محمد بن المظفر في حرف النون إن شاء الله تعالى
ابن أبي فنن اسم أحمد بن صالح
((فنون الطبيب))
فنون الطبيب كان مختصا بخدمة بختيار وكان مخدومه يكرمه
اتفق أن بختيار عرض له رمد فقال أريد أن تبرئني في يوم واحد فقال إذا شئت أن تبرأ في

69
يوم واحد فمر الغلمان أن يأتمروني كونك في هذا اليوم ففعل ذلك فطلب إجانة ملأى عسلا وغمس يدي بختيار فيها ثم جعل يداوي عينيه بالأشياف الأبيض وجعل بختيار ينادي الغلمان فلا يجيبه أحد ولم يزل يكحله إلى آخر النهار فبرئ
3 (الخادم الإخشيدي أمير دمشق))
فنك الخادم مولى كافور الإخشيدي خرج من مصر بعد موت مولاه إلى الرملة فبعثه الحسن بن عبد الله بن طغج أمير الرملة أميرا إلى دمشق فدخلها وأقام بها فلما اتصل به أن الروم أخذوا حمص يوم الأضحى نادى في الناس النفير إلى ثنية العقاب فخرج الجيش والمطوعة وغيرهم فلما خلا البلد انتهز الفرصة ورحل بثقله نحو عقبة دمر وسار بخواصه وطلب نحو الساحل فنهبوه وطمعوا فيه وقتلوا من تأخر من رجاله وتوفي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة
((الألقاب))
ابن فوران الشافعي الإمام اسمه عبد الرحمن بن محمد
ابن الفهاد الشافعي اسمه محمد بن إبراهيم
الفوركي أحمد بن محمد بن الحسن
الفوزي خطاب بن عثمان
ابن الفوطي المؤرخ كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد
فويك الصحابي فويك بالواو والياء والكاف قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا فسأله ما أصابه قال كنت أمرت جملا لي فوقف على بيض حية فأصيب بصري فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فأبصر فرؤي وهو ابن ثمانين سنة يدخل الخيط في الإبرة وإن عينيه لمبيضتان))
2 (الألقاب))
ابن الفويره بدر الدين محمد بن عبد الرحمن
ابن الفويرة زكي الدين عبد الرحمن بن محمد

70
ابن الفويه شمس الدين الإسكندراني اسمه محمد بن أحمد
3 (أبو القاسم الهروي))
فياض بن علي الشيخ أبو القاسم الهروي أثنى عليه صاحب الدمية وقال كتبي إلي
* يا سابقا في كل فن
* نفسي تقيك وقل مني
*
* ديوان شعرك منيتي
* إن قيل أسرف في التمني
* فأجب إليه بلا توان منك فيه ولا تأن قال فأجبته عنها من أبيات
* ما نطفة من حب مزن
* قد بيتوها جوف شن
*
* وسلافة من قلب دن
* بخروه بقلب دن
*
* وتصافح بعد القلى
* تصالح غب التجني
* إلا كشعر صديقي الفياض فاشد به وغن
3 (الأمير عز الدين ابن مهنا))
فياض بن مهنا بن عيسى الأمير عز الدين من أكابر أمراء بني مهنا
لما توفي أخوه الأمير أحمد بن مهنا في سنة تسع وأربعين وسبعمائة طلب الأمير فياض إلى مصر فتوجه إليها ورسم له بالإمرة ولم يبق إلا خروجه فوقف جماعة من أشراف العارق وشكوا عليه للوزير منجك وللنائب الأمير سيف الدين بيبغا آروس فألزماه بأن يعطيهم ما أخذه لهم وكان قد أخذهم وهم قفل كبير فامتنع وجفا في الكلام فشتمه الوزير منجك فقال له وأنت يا ابن النصرانية تشتم ابن مهنا فغضبا عليه وحبساه بالإسكندرية ورسم بالإمرة لأخيه حيار ولم يزل بها إلى أن أمسك الوزير والنائب على ما مر في ترجمة بيبغا فأفرج الملك الناصر عنه والتزم أنه يتوجه إلى الحجاز ويمسك النائب ويحضره إلى القاهرة فقدر الله بأن النائب ما أحوج إلى شيء ولم يتوجه إلى فياض
ورسم له في أواخر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بأن يكون أمير آل مهنا عن حيار أخيه)
وعظم تعظيما كثيرا وأعطي قرية ريحا التي بحلب ملكا وحضر في المحرم أو في صفر إلى دمشق وأخذ إنعامه بها وتوجه إلى بيوته
ثم إن رملة بن جماز لم يزل يسعى إلى أن أخذ ريحا منه ثم أعيدت الإمرة إلى حيار أخيه شريكا لسيف بن فضل في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة فأقام هو بطالا إلى أن حضر بيبغاروس إلى دمشق فجاء فياض ونزل على ضمير وكان على بيبغاروس
وحيار مع

71
بيبغاروس فرعي له ذلك وأعطي نصف الإمرة شريكا لسيف بن فضل في سنة أربع وخمسين وسبعمائة
((فيروز))
3 (الصحابي فيروز الديلمي))
فيروز الديلمي أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن يقال له الحميري لنزوله بحمير وهو من أبناء فارس من فرس صنعاء
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عبد البر وحديثه عنه في الأشربة حديث صحيح
وهو قاتل الأسود العنسي الكذاب الذي ادعى النبوة ذكر أن داذويه وقيس بن مكشوح وفيروز الديلمي دخلوا عليه فحطم فيروز عنقه وقتله وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم برأس الأسود وقيل قتل العنسي سنة إحدى عشرة والصحيح أن فيروز قتله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأتى النبي صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء فخرج ليبشر الناس وقال قتل الأسود البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين قيل ومن قتله قال فيروز الديلمي
وقال الشيخ شمس الدين فيه أبو الضحاك الديلمي قاتل العنسي له صحبة ورواية وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم برأس الأسود فوجده قد توفي فيما قيل ومات فيروز في حدود الستين للهجرة وروى له الأربعة
3 (الوداعي))
فيروز الهمداني الوداعي مولى عمر بن عبد الله الوداعي أدرك الجاهلية والإسلام وهو جد زكرياء بن أبي زائدة بن ميمون بن فيروز الهمداني الكوفي
3 (الثقفي فيروز))
)
فيروز الثقفي ذكر ابن قانع في مسنده عن الحجاج بن أرطأة عن عبد الملك بن سعد بن فيروز عن أبيه أن وفد قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فرأيناه يصلي وعليه نعلان لهما قبالان فبزق عن شماله
3 (قاتل عمر بن الخطاب))
فيروز أبو لؤلؤة الديلمي غلام المغيرة بن شعبة
قال عبد الله بن الزبير عن أبيه قال غدوت مع عمر بن الخطاب إلى السوق وهو متكئ على يديه فلقيه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فقال ألا تكلم مولاي يضع عني من خراجي

72
قال كم خراجك قال دينار قال ما أرى أن أفعل إنك لعامل محسن وما هذا بكثير ثم قال له عمر ألا تعمل لي رحى قال بلى فلما ولى قال أبو لؤلؤة لأعملن لك رحى يتحدث بها ما بين المشرق والمغرب
قال فوقع في نفسي قوله فلما كان في النداء لصلاة الصبح خرج عمر للناس يؤذنهم للصلاة قال ابن الزبير وأنا في مصلاي وقد اضطجع له عدو الله أبو لؤلؤة فضربه بالسكين ست طعنات إحداهن تحت سرته وهي قتلته فصاح عمر أين عبد الرحمن بن عوف فقالوا ها هو ذا فأمره يصلي بالناس واحتملوا عمر ودخلوا به منزله فقال لابنه عبد الله اخرج فانظر من قتلني فخرج فقال من قتل أمير المؤمنين فقالوا أبو لؤلؤة غلام المغيرة فرجع فأخبر عمر فقال الحمد لله الذي لم يجعل قتلي بيد رجل يحاجني بلا إله إلا الله
وقال غيره وجأه بسكين له طرفان وطعن معه اثني عشر رجلا فثقال عمر دونكم الكلب فإنه قد قتلني وماج الناس بعضهم في بعض فرمى عليه رجل من أهل العراق برنيا ثم برك فلما رأى أنه لا يستطيع أن يتحرك وجأ نفسه فقتلها وكان أبو لؤلؤة مجوسيا وقيل نصرانيا أزرق
3 (جلال الدولة ابن بويه))
فيروز جرد هو السلطان جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه صاحب بغداد ملكها سبع عشرة سنة وقام بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور وخطب له ثم ضعف عن الأمر وكاتب ابن عمه أبا كاليجار وهو بالعراق الأعلى بأنه ملتج)
إليه ومعتمد عليه وممتثل أمره فشكره أبو كاليجار ووعده بكل خير
وكان جلال الدولة شيعيا جبانا وعسكره قليلا وحده كليلا وأيامه منكدة
توفي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة وكان مولده في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ببغداد
وكان حين وفاة والده بالبصرة فلقبه القادر بالله ركن الدين جلال الدولة وحملت إليه الخلع السلطانية واللواء والكتاب في ثالث عشر ذي الحجة سنة خمس وأربعمائة وخرج القادر بالله يتلقاه في الطيار بدجلة
وكان موصوفا بالرقة والرأفة والحنو على الكافة والعفو عند المقدرة والأخذ بالفضل على ذوي الإساءة
وكان محافظا على الصلوات في أوقاتها يخرج الزكاة والصدقات مواصل الصلاة في المساجد الجامعة المشهودة والمشاهد المقصودة محبا للصالحين كثير الزيارة لهم

73
3 (بهاء الدولة))
فيروز بن فناخسرو أبو نصر بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه تقدم ذكر والده عضد الدولة في أول هذا الحرف وقيل اسمه خاشاذ
وهو الذي قبض على الطائع وقطع أذنه وفعل به ما فعل من نهب داره وإزالة الخلافة عنه
كان ظالما غشوما سفاكا للدماء وكان خواصه يهربون من قربه
وجمع من المال ما لم يجمعه أحد وصادر الناس وكان يبخل بالدرهم وينظر فيه ويستكثره
ولم يكن في بني بويه أظلم منه ولا أقبح سرة وكان يصرع في دسته ورث ذلك عن أبيه
وتوفي بجرجان بعلة الصرع في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعمائة تتابع الصرع عليه وتقاربت أدواره
وكانت هذه العلة لازمة له ولم يحتم من شرب النبيذ ويستعمله ليلا ونهارا ويكثر التخليط
وكانت مدة إمارته أربعا وعشرين سنة وتسعة أشهر وأياما وعمره اثنين وأربعين سنة وتسعة أشهر وحمل تابوته إلى الكوفة ودفن عند أبيه وأوصى بالملك بعده لولده أبي شجاع
3 (الوراق الموسوس))
الفيرزان الوراق الموسوس كان أديبا مليح الشعر له حكايات)
ذكره أبو بكر ابن أبي الأزهر في كتاب عقلاء المجانين له قال كان في جوارنا بباب الشام فتى يعرف بالفيرزان وكان يورق في دكان علان الشعوبي فقد عقله بعد أن كان مألفا لأهب الأدب وظرفاء الشعراء
ثم آلت حاله إلى أن كان يسلك الأسواق والطرقات عريان مسلوبا وربما ثاب إليه عقله فيتوارى
ومن شعره مضى أمسك والأيام يتلو بعضها بعضا
* فما كان فقد فات
* بما أسخط أو أرضى
*
* ومتا لم يأت لم تدر
* أتقضي قبل أن يقضى
* فبادر قبل أن تجعل في الأرض لها أرضا ومنه
* حياتك إن فكرت تغريد طائر
* تمكن منه السمع ثمت طارا
*
* وعمرك ما عمرت أحلام نائم
* تنبه عن ليل رآه نهارا
*
* فخل عن الدنيا وكن متبدلا
* بدار فناء للمقامة دارا
*

74
ومنه
* لو قيل للإنسان حصل لنا
* ما نلته من لذة الأمس
*
* أكان يأتينا بشيء سوى
* أضغاث أحلام هوى النفس
*
* فشد على الدنيا وأقبح بمن
* يطلبها بالتعس والنكس
*
* يطلبها حتى إذا نالها
* بزعمه غيب في الرمس
*
3 (أبو النجم المنجم))
فيروزان بن أردشير بن أسفا مذار الديلمي أبو النجم الصوفي من أهل كرمان قال محب الدين ابن النجار ذكر لي أنه قدم بغداد يوم الاثنين مستهل شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وخمسمائة واستوطنها إلى حين وفاته
وكان يكتب التقاويم ويقرئ الناس على النجوم وكانت له فيه يد باسطة ثم تولى خزانة الكتب بمشهد أبي حنيفة بباب الطاق ووقف كتبه هناك)
وكان شيخا لطيفا حسن الأخلاق متواضعا دينا حسن الطريقة متوددا إلى الناس علقت عنه حديثين وذكرهما توفي سنة اثنتين وثلاثين وستمائة
3 (الأمير نجم الدين))
فيروز نجم الدين أحد أمراء الطبلخانات بصفد كان قصيرا بطلا شجاعا صاحب رخت عظيم وخيل وبرك يتجمل في الخروج إلى كل يذك وكل بيكار عمر دارا بصفد وغلى جانبها تربة ومسجدا ونقل غالب أحجار الدار والتربة من عكا
أقام بصفد مدة ثم إن الأمير سيف الدين ارقطاي كتب إلى السلطان الملك الناصر محمد يشكو منه في سنة سبع وعشرين وسبعمائة فأمر باعتقاله في قلعة صفد وخرج خبزه عنه وأقام معتقلا نحوا من خمس سنين
ثم إن الأمير سيف الدين تنكز شفع فيه فرسم بالإفراج عنه وحضر إلى دمشق بطالا ولم تطل مدته حتى توفي رحمه الله تعالى في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة تقريبا
وكان يرميه أهل صفد بأنه ظفر بإكسير كان مع بعض المغاربة وأنه تزوج بامرأة المغربي وأخذ الإكسير منها
3 (الفيض))
3 (وزير المهدي))
الفيض بن شيرويه أبو جعفر ابن أبي صالح وزير المهدي

75
كان من أهل البصرة ولم يزل في صحبة ليمان بن علي وولده
وكان سخيا متخرقا في ماله كثير الكبر والكلام وكان أبوه شيرويه نصرانيا فأسلم وكان من أهل سابور
قدم البصرة فاشترى بها ضياعا واتصل بولد علي بن عبد الله وخاصة سليمان بن علي
ونشأ ابن الفيض أديبا كاتبا وكان من غلمان ابن المقفع وكان آل سليمان بن علي يعدونه كالمولى لهم
قال الحسن بن وهب كان الناس يعجبون من كبر أبي عبيد الله وعبوسه
ثم ولي بعده وزارة المهدي يعقوب بن داود وكان أطأ الناس أخلاقا وألطفهم وجها ثم ولي)
الفيض مكانه آخر أيام المهدي سنتين أو نحوهما فأنسى الناس تيه ابن عبيد الله حتى قال فيه الشاعر
* أبا جعفر جئناك نسأل نائلا
* فأعوزنا من دون نائلك البشر
*
* فما برقت بالوعد منك غمامة
* يرجى بها من سيب راحتك القطر
*
* ولو كنت تعطينا المنى وزيادة
* لنغصها منك التتايه والكبر
* وقال يحيى بن خالد وذكر الفيض بن أبي صالح فقال كان يعلم الناس الكرم
وكان يحيى إذا استكثر شيء يكون منه من الجود يقول فكيف لو رأيتم الفيض بن أبي صالح وخرج الفيض يوما من دار الخليفة وأحمد بن الجنيد وجماعة من الكتاب والعمال منصرفين إلى منازلهم في يوم وحل فتقدم الفيض وتلاه أحمد بن الجنيد فنضح دابة الفيض على ثياب أحمد من الوحل فقال أحمد للفيض هذه والله مسايرة بغيضة ولا أدري بأي حق وجب لك التقدم علينا
فلم يجب الفيض عن ذلك بشيء ووجه إليه عند مصيره إلى منزله بمائة تخت في كل تخت قميص وسراويل ومنطقة وطيلسان ومع كل تخت عمامة أو شاشية وقال
لرسوله قل له وجب لنا التقدم عليك أن لنا مثل هذا نوجه به إليك عوضا مما أفسدنا من قبائك فإن كان لك مثله فلك التقدم علينا وإلا فنحن أحق بالتقدم منك
وتكلم عبيد الله بن الحسن العنبري بحضرة المهدي كلاما شهر فاستحسنه الناس فقال الفيض وهو إذ ذاك صاحب ديوان والوزير أبو عبيد الله يصف عبيد الله بن الحسن وتعصب له بالبلاية لأنهما بصريان
* مقارب في بعاد ليس صاحبه
* يدري على أي ما في نفسه يقع
*
* فالصمت من غير عي من سجيته
* حتى يرى موضعا للقول يستمع
*
* لا يرسل القول إلا في مواضعه
* ولا يخف إذا حل الحبا الجزع
*

76
ومات الفيض سنة ثلاث وسبعين ومائة وإليه ديوان الجند في أول دولة الرشيد
وفي الفيض قول الشاعر
* يا حابسي عن حاجتي ظالما
* أحوجك الله إلى الفيض
*
* ذاك الذي يأتيك معروفه
* كأنما يمشي على البيض
*

77
))
1 (حرف القاف))
((الألقاب))
القابسي المالكي علي بن محمد بن خلف
ابن القابض عبد الله بن عبد الملك
3 (شمس المعالي صاحب جرجان))
قابوس بن وشمكير بن زياد الديلمي شمس المعالي صاحب جرجان وطبرستان وكان أبوه وشمكير وعمه مرداويج من ملوك الري وأصبهان وتلك النواحي لأن أول من ملك من الديلم ليلى بن النعمان فاستولى على نيسابور في أيام نصر بن أحمد الساماني وقام بعده أسافر بن شيرويه
وكان مرداويج بن زيار أحد قواده فخرج عليه فحاربه فظفر به مرداويج فقتله وملك مكانه وعمل لنفسه سريرا من ذهب فجلس عليه واشترى عبيدا كثيرة من الأتراك وجعل يقول أنا سليمان وهؤلاء الشياطين
وكان فيه ظلم وجبروت فدخل عليه غلمانه الأتراك فقتلوه في الحمام وولوا عليهم أخاه وشمكير فاستولى على جرجان وطبرستان ودامت الحرب بينه وبين ركن الدولة أبي علي ابن بويه نيفا وعشرين سنة
وكب في آخر أيامه فرسا له فعارضه خنزير فشب به الفرس وهو غافل فسقط على دماغه فهلك
وكتب ابن العميد عن ركن الدولة كتابا قال فيه الحمد لله الذي أغنانا بالوحوش عن الجيوش وقام بعده ابنه أبو منصور بهستون وشمكير مقامه وتوفي سنة سبع وستين وثلاثمائة
وكان عضد الدولة بن بويه زوج ابنة بهستون فنفذ معز الدولة إلى المطيع وسأله أن ينفذ إليه العهد على جرجان وطبرستان والخلع ففعل ذلك ولقبه ظهير الدولة ووصله ما نفذ إليه في جمادى الأولى سنة ستين وثلاثمائة فزين بلاده للرسول ونزل عن سريره عند وصول الخلع إليه ونثر عليه النثار العظيم ونفذ للمطيع في جواب اللقب ستين ألف دينار عينا وغير ذلك من الثياب والخيل)
ولما توفي خلف أخاه قابوس بن وشمكير ونفذ إليه الطائع الخلع والعهد على طبرستان وجرجان ولقبه شمس المعالي
وكان قابوس فاضلا أديبا مترسلا شاعرا ظريفا له رسائل بأيدي الناس يتداولونها
وكان

78
بينه وبين الصاحب بن عباد مكاتبات وتوفي سنة ثلاث وأربعمائة
وكان فيه عسف وشدة فسئمه عسكره وتغيروا عليه وحسنوا لابنه منوجهر حتى قبض عليه وقالوا له إن لم تقبض أنت عليه وإلا قتلناه وإذا قتلناه فلا نأمنك على نفوسنا فنحتاج إلى أن نلحقك به فوثب عليه وقبضه وسجنه في القلعة ومنعه من ما يتدثر به في شدة البرد فجعل يصيح أعطوني ولو جل دابة حتى هلك
وكان حكم على نفسه في النجوم أن منيته على يد ولده فأبعد ابنه دارا لما كان يراه من عقوقه وقرب ابنه منوجهر لما رأى من طاعته وكانت منيته على يد منوجهر
ثم إن منوجهر قتل قتلته وكانوا ستة تواطؤوا عليه فقتل خمسة وهرب السادس إلى خراسان فقبضه محمود بن سبكتكين وحمله إليه وقال إنما فعلت هذا لئلا يتجرأ أحد على قتل الملوك فقتل الآخر
ثم مات منوجهر سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة فقام ابنه أنوشروان بن منوجهر مقامه وتوفي أنوشروان سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ثم ولي ابنه حسان بن أنوشروان
ومن شعر قابوس
* خطرت ذكرك تستثير صبابتي
* فأحسن منها في الفؤاد دبيبا
*
* لا عضو لي إلا وفيه صبابة
* فكأن أغصاني خلقن قلوبا
* ومنه
* بالله لا تنهضي يا دولة السفل
* وقصري فضل ما أرخيت من طول
*
* أسرفت فاقتصدي جاوزت فانصري
* عن التهور ثم امشي على مهل
*
* مخدمون ولم تخدم أوائلهم
* مخولون وكانوا أرذل الخول
* وكان قد تمت عليه نكبة أخرجته من مقر عزه وموطن ملكه فشتتته عن الأوطان وألحقته بخراسان فأقام بها برهة من الزمان إلى أن أسفر صبحه وفاز بعد الخيبة قدحه وتحرج الزمان من جوره عليه فرد ملكه إليه فقال في تلك الحال)
* قل للذي بصروف الدهر عيرنا
* هل عاند الدهر إلا من له خطر
*
* أما ترى البحر تطفو فوقه جيف
* ويستقر بأقصى قعره الدرر
*
* فإن تكن عبثت أيدي الزمان بنا
* فطالما كان من أشياعنا الظفر
*

79
* ففي السماء نجوم غير ذي عدد
* وليس يكسف إلا الشمس والقمر
* وكتب إلى عضد الدولة وقد أهدى له سبعة أقلام قد بعثنا إليك سبعة أقلام لها في البهاء حظ عظيم مرهفات كأن ألسن الحيات قد جاز حدها التقويم وتفاءلت أن ستحوي الأقاليم بها كل واحد إقليم وقال هو في خموله
* لئن زال أملاكي وفاتت ذخائري
* وأصبح جمعي في ضمان التفرق
*
* فقد بقيت لي همة ما وراءها
* منال لراج أو بلوغ لمرتقى
*
* ولي نفس حر تأنف الضيم مركبا
* وتكره ورد المنهل المتدفق
*
* فإن تلفت نفسي فلله درها
* وإن بلغت ما أرتجيه فأخلق
*
* ومن لم يردني والمسالك جمة
* فأي طريق شاء فليتطرق
* ولما طالت مدة قابوس ولم ير عند السامانية ناصرا قصد أطراف بلاده فتجمعت إليه الجيوش وعاد إلى بلاده وقاتل المستولي عليها حتى عاد إلى سرير ملكه بعد ثمان عشرة سنة
وقال الصاحب بن عباد يهجوه
* قد قبس القابسات قابوس
* ونجمه في السماء منحوس
*
* وكيف يرجى الفلاح من رجل
* يكون في آخر اسمه بوس
* فأجابه قابوس عن ذلك
* من رام أن يهجو أبا قاسم
* فقد هجا كل بني آدم
*
* لأنه صور من مضغة
* تجمعت من نطف العالم
* وكان موته في قلعة جناشك وحمل تابوته إلى جرجان ودفن في مشهد كان قد بناه لنفسه وأنفق عليه الأموال العظيمة وبالغ في تحسينه وتحصينه
وكان خط قابوس غاية في الحسن وكان إذا رآه قال هذا خط قابوس أو جناح طاووس)

80
((الألقاب))
القادسي الكتبي المؤرخ محمد بن أحمد بن محمد
ابن قادوس اسمه محمود بن إسماعيل
ابن قادم النحوي اسمه محمد بن عبد الله
((قارب))
3 (قارب الثقفي))
قارب بن عبد الله بن الأسود بن مسعود الثقفي مشهور معروف من وجوه ثقيف ومعه كانت راية الأحلاف أيام قتال النبي صلى الله عليه وسلم ثقيفا
ثم وفد في وفد ثقيف وأسلم
((الألقاب))
القارئ الأعور هارون بن موسى
القارئ الخطمي عمير بن عدي
3 (أخو ألب أرسلان السلجوقي))
قارودبك بن داود بن سلجوق بن دقاق بن لبجوق وقيل قارون بك وقيل فاروت بك بالفاء هو أخو السلطان ألب أرسلان السلجوقي لما توفي أخوه ألب أرسلان المذكور في المحمدين كان قارودبك بكرمان فسار من عمان وحمل على نفسه وركب في البحر في فصل الشتاء وخاف من سبقه إلى الري فإن ألب أرسلان أقام ولده ملكشاه في الملك بعده وظن أن العسكر يستأمن إليه وعزم على نزوله على التركمان وكانوا بين الري وهمذان وكان معه عسكر يسير ألفا فارس وأربعة آلاف راجل فبلغ خبره ملكشاه ابن أخيه ووزيره نظام الملك فأخذا من قلعة الري خمسمائة ألف دينار وخمسة آلاف ثوب وسلاحا وخرجا من الري وسبقاه إلى التركمان وفرقا الأموال فيهم ووصل قارودبك بعدهما بيومين وقد فاته المطلوب فاقتتلوا وحمل قارودبك على الميمنة فطحنها واستأمن أكثر أهلها إليه ثم حمل على الميسرة فكسرها وملكشاه والوزير في

81
القلب فحملا عليه فاندق هاربا وأسر أولاده)
فلما كان من الغد جاء إلى السلطان سوادي فقال أخوك في القرية الفلانية مع ولد له فابعث معي من يأخذه فسار السلطان ملكشاه بنفسه وقدم بين يديه جماعة فوصلوا إلى قارودبك وحملوه مقيدا وجاءوا به إلى ملشكاه ماشيا فأومأ إلى الأرض وقبل يد السلطان فقال له يا عم كيف أنت من تعبك أما تستحي من هذا الفعل أنت ما ق عقدت لأخيك في عزاء ولم تنفذ إلى قبره ثوبا تطرحه عليه والغرباء قد حزنوا عليه وأنت أخوه اطرحت وصيته وأظهرت الشماتة به والسرور بموته لكن لقاك الله سوء فعلك
فقال والله ما قصدت ذلك ولكن عسكرك كاتبوني ليلا ونهارا بالتعجيل فجئت لأمر قضاه الله فحملوه إلى همذان مقيدا فقال بعض الحاضرين سبحان الله لقد ملك هذا الرجل ملكا عظيما كرمان ثم عمان ثم فارس وكان يتمنى هلاك أخيه ويتصور ملك الدنيا بعده
وكان هلاكه مقرونا بهلاكه وكذلك قتلمش مع عمه طغرلبك فإنه كان ينظر في النجوم ويحقق القطع الذي مات عمه فيه ويتصور أنه يملك من بعده فكان هلاكه مقرونا بهلاكه
ولما كان يوم الأربعاء ثالث شعبان سنة خمس وستين وأربعمائة قتل قارودبك تولى خنقه رجل أعور أرمني من أصاغر الحاشية بوتر قوس بعد أن بذل التوبة من النظر في ملك وتسليمه أمواله وبلاده وقلاعه والرضى بالمقام في مسجد والاعتقال والإبقاء على نفسه
ثم إن ملكشاه جمع أولاده وصهره إبراهيم بن ينال ثم كحلوا بين يديه وقدم سلطان شاه إسحاق بن قارودبك وهو أكبر اخوته وأنجبهم وهو حين بقل عذاره فأخذ اخوته الصغار واحدا بعد واحد وجعل يضمه إليه ويقبله ويقول هذا قضاء الله فلا تجزعوا فإن الموت يأتي على جميع الناس
وكحل وكحلوا ومات منهم اثنان ولم يهن هذا لأمر على العسكر وشغبوا ولعنوا نظام الملك في وجهه وملكشاه وقالوا ما بهذا أوصى ألب أرسلان وكان قد أوصى لقارودبك بكرمان وفارس وعين له مالا وأن يتزوج بخاتون الشقيرية
ثم إن نظام الملك استمالهم بالإقطاعات والأموال وقد تقدم في ترجمة إسحاق المذكور في حرف الهمزة ما جرى له بعد ذلك
3 (القاسم بن إبراهيم))
3 (الحافظ القنطري))
)
القاسم بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى أبو بكر القنطري الصفار الحافظ السامري حدث عن محمد بن صالح بن ذريح وأبي بكر أحمد بن محمد بن هارون

82
الخلال وأبي العباس محمد بن يونس بن موسى الكديمي وأبي عثمان سعيد بن أبي رجاء وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وجماعة كثيرين
وكان الغالب على رواياته الغرائب والمناكير والموضوعات وروى عنه أبو عبد الله ابن بطة وأبو سهل محمود بن عمرو العكبريان وأبو الحسن محمد بن إبراهيم الأنصاري وأبو جعفر محمد بن أحمد بن الحسين المؤدب وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز
قدم عكبرا سنة ست وأربعين وثلاثمائة
3 (الرسي العلوي))
القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو محمد الرسي منسوب إلى ضيعة كانت له جهة المدينة يقال لها الرس
لم يسمح المنصور له بالإقامة فيها في كفاف من العيش بل طلبه مع الطالبيين ففر إلى السند
ومن شعره
* أرقت لبارق ما زال يسري
* ويبكيني بمبسم أم عمرو
*
* فلم يترك وعيشك لي دموعا
* بأجفاني ولا قلبا بصدري
* وأعقب من ولده ثمانية أنبههم الحسين بن القاسم وكان زاهدا ومن نسله أئمة صعدة
3 (القاسم بن أحمد))
3 (الشيخ علم الدين النحوي))
القاسم بن أحمد بن الموفق بن جعفر علم الدين أبو محمد اللورقي مولده سنة إحدى وسبعين وخمسمائة وتوفي سنة إحدى وستين وستمائة
ومن الناس قال فيه أبو القاسم محمد والأول أصح وقد تقدم ذكره في المحمدين فليكشف من هناك
3 (العزفي صاحب سبتة))
أبو القاسم بن أحمد هو الشيخ ابن الفقيه أبي العباس العزفي بالعين المهملة مفتوحة والزاي وبعدها فاء صاحب سبتة وأعمالها)
امتدت دولته

83
فإنه ملك بعد والده وتوفي في ذي الحجة بسبتة سنة سبع وسبعين وستمائة
3 (المختار بن الناصر))
القاسم بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بالمختار ابن الناصر بن الهادي تقدم ذكر أبيه أحمد وأخيه المنتجب الحسين في مكانهما وسيأتي ذكر جده الهادي في حرف الياء مكانه
ولي الأمر باليمن بعد أخيه المنتجب ابن الناصر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة واستقل بالأمر إلى أن قتله أبو القاسم ابن الضحاك الهمداني في شوال سنة أربع وأربعين وثلاثمائة
3 (ابن المستظهر))
أبو القاسم بن أحمد هو ابن الإمام الخليفة المستظهر بالله كان أصغر أولاده وهو أخو الإمام المقتفي لأمر الله
توفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وحمل إلى التربة التي للخلفاء في الماء ومضى الوزير وأرباب الدولة وجلسوا للعزاء يومين
3 (القاسم الإدريسي))
القاسم بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن بن علي بن ئابي طالب كان القاسم المذكور أكبر ولد إدريس وأجلهم وفي القاسيميين كان معظم الإمامة من الأدارسة
وله حصلت سبتة وخطب له فيها بالخلافة بعد أبيه وجرت بينه وبين عمال بني أمية حروب
3 (القاسم بن إسماعيل))
3 (أبو ذكوان الراوية))
القاسم بن إسماعيل أبو ذكوان الراوية قال السيرافي كان في أيام المبرد جماعة نظروا في كتاب سيبويه ولم يكن لهم نباهة منهم أبو ذكوان القاسم بن إسماعيل ولأبي ذكوان كتاب معاني الشعر رواه عنه ابن درستويه وكان التوزي زوج أم أبي ذكوان وكان علامة أخباريا لقي جماعة من أهل العلم)

84
3 (أبو عبيد المحاملي))
القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان أبو عبيد المحاملي أخو القاضي أبي عبد الله وتوفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة سمع الفلاس ومحمد بن المثنى ويعقوب الدورقي وطبقتهم وروى عنه ابن المظفر والدارقطني وعيسى بن الجراح وطائفة
3 (القرطبي الحافظ))
القاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف الأندلسي مولى الوليد بن عبد الملك الأموي البياني وبيانة محلة في قرطبة كان إماما من أئمة العلم مكثرا مصنفا سكن قرطبة ومات سنة أربعين وثلاثمائة وكان مسند عصره بالأندلس وحافظه ومحدثه وكان من أخذ عنه استراح من الرحلة
ومن تصانيفه كتاب الخمر كتاب في أحكام القرآن على أبواب كتاب إسماعيل بن إسحاق القاضي كتاب المجتبى على أبواب كتاب ابن الجارود المنتقى
قال ابن حزم وهو خير منه انتقاء وأنقى حديثا وأعلى سندا وأكثر فائدة وكتاب في فضائل قريش وكتاب في الناسخ والمنسوخ كتاب في غرائب الحديث مالك بن أنس مما ليس في الموطأ كتاب في الأنساب
3 (ابن أبي بزة المكي))
القاسم ابن أبي بزة المكي مولى عبد الله بن الشائب

85
بن صيفي المخزومي كان من سبي همذان فيا قيل عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير ومجاهد وثقوه
ومن ولده البزي صاحب القراءة وروى للقاسم الجماعة وتوفي سنة أربع وعشرين ومائة
أمين الدولة الإربلي القاسم بن أبي بكر بن القاسم بن غنيمة العدل أمين الدين أبو محمد الإربلي المقرئ المحدث ولد سنة خمس وتسعين وتوفي سنة ثمانين وستمائة
روى صحيح مسلم عن الطوسي المؤيد بدمشق من غير أصل سمع منه ابن تيمية وابن أبي الفتح وابن الوكيل والمزي والبرزالي والفقيه عبادة
قال الشيخ شمس الدين سألت الحافظ المزي عنه فقال شيخ جليل قديم المولد كان يذكر أن أباه سفره إلى نيسابور مع اخوته لذلك وأنه سمع صحيح مسلم من المؤيد وسمعناه منه)
اعتمادا على قوله بعد أن سألنا عنه القاضي شمس الدين ابن خلكان وغيره فأثنوا عليه خيرا
قال الشيخ شمس الدين وحدثني الثقة أنه قال لهم لي فوت في الكتاب وأعيد بالقصد وذكر أمين الدين الإربلي للجماعة أنه كان له ثبت بسماع الكتاب فذهب عنه
وكان من عدول الساعات أجاز للشيخ شمس الدين مروياته
3 (قاضي هيت أبو همدان))
القاسم بن بهرام بن عطاء أبو همدان الأموي من أهل هيت كان قاضيا بها وحدث عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي وسليمان بن مهران الأعمش وزيد بن أسلم ومنصور بن المعمر وأيوب عن نافع عن ابن عمر وروى عن ابنه أحمد والحسين بن عبد الله بن حمدان
قال عباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول أبو همدان كذاب منزله هيت
3 (السرقسطي القاسم بن ثابت))
القاسم بن ثابت السرقسطي ذكره الحميدي فقال هو مؤلف كتاب غريب الحديث رواه عنه ابنه ثابت وله فيه زيادات
وهو كتاب حسن مشهور وذكره ابن حزم وأثنى عليه وقال ما شآه أبو عبيد إلا بتقدم العصر

86
3 (المأمون ابن حمود))
القاسم بن حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لما قتل أخوه الناصر أبو الحسن علي بن حمود في الحمام على ما مر في ترجمته سنة ثمان وأربعمائة تولى الخلافة هذا القاسم وتلقب بالمأمون وكان أسد من علي بعشر سنين
وتحبب إلى الناس بحسن السيرة واستولى قرطبة وكان يحيى بن علي بن حمود في سبتة فأنكر وثوب عمه القاسم بن حمود على موضع أبيه ومالت البرابر إليه وآل أمره مع عمه إلى أن هرب من قرطبة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وخطب فيها بالخلافة للمعتلي يحيى بن علي بن حمود
ثم إن القاسم وصل إلى قرطبة واستولى عليها سنة ثلاث عشرة وهرب ابن أخيه المعتلي يحيى)
بن علي إلى مالقة
ثم اضطرب أمر المأمون وثار عليه أهل قرطبة فهرب إلى شريش فحصره البربر فيها وحصل في يد ابن أخيه المعتلي فحبسه إلى أن خنقه سنة واضطربت دولة بني حمود بالأندلس وثارت ملوك الطوائف بكل مكان وبقي في أيدي بني حمود سبتة ومالقة
وكان المعتلي ممتنعا في حصن قرمونة المطلة على إشبيلية وعنده الأبطال من البربر إلى أن وافاه الخبر بهجوم إسماعيل بن عباد على جهته في الغلس وكان مصطحبا فخرج وهو مخمور يصيح واصباحاه ابن عباد ضيفي اليوم وتمت عليه الحيلة بالكمين فقتل سنة سبع وعشرين وأربعمائة كما سيأتي في ترجمة المعتلي
3 (القاسم بن الحسين))
3 (ابن الطوابيقي))
القاسم بن الحسين ابن الطوابيقي أبو شجاع البغدادي الشاعر سافر إلى الموصل ومدح الملوك بها وبديار ربيعة وديار بكر روى عنه عثمان البلطي النحوي الموصلي شيئا من شعره وتوفي سنة ست وتسعين وخمسمائة
من شعره لي بيت فيه السنانير هزالا والفأر في الأسراب
* أنا فيه فوق التراب وخير
* لي منه لو كنا تحت التراب
*

87
ومنه
* قامت تهز قوامها يوم القنا
* فتساقطت خجلا غصون البان
*
* وبكت فجاوبها البكا من مقلتي
* فتمثل الإنسان في إنساني
* منها
* فأحبكم وأحب حبي فيكم
* وأجل قدركم على إنساني
*
* وإذا نظرتكم بعين خيانة
* قام الغرام بشافع عريان
*
* إن لم يخلصني الغرام بجاهه
* سأموت تحت عقوبة الهجران
* منها
* أصبحت تخرجني بغير جناية
* من دار إعزاز لدار هوان)
* (كدم الفصاد يراق أرذل موضع
* أدبا ويخرج من أعز مكان
* قلت شعر جيد وكذا وجدته أعني قوله إن لم يخلصني الغرام بجاهه وصوابه إن لم يخلصني الوصال بجاهه ولعل الشاعر كذا قاله
3 (أبو محمد الخوارزمي))
القاسم بن الحسين بن محمد أبو محمد الخوارزمي كان متوقد الخاطر ذكي الذهن برع في علم الأدب وجود النحو قال ياقوت سألته عن مولده فقال في الليلة التاسعة من شعبان سنة خمس وخمسين وخمسمائة وأنشدني لنفسه في داره بخوارزم سنة ست عشرة وستمائة
* يا زمرة الشعراء دعوة ناصح
* لا تأملوا عند الكرام سماحا
*
* إن المرام بأسرهم قد أغلقوا
* باب السماح وضيعوا المفتاحا
* قلت لو كان لي فيهما حكم لقلت لا تأملوا عند الأنام سماحا وهو أصح معنى وأعم وأحسن وإلا فقد سماهم كراما ثم ينفي عنهم السماح هذا تناقض
قال ياقوت وأنشدني لنفسه
* أيا سائلي عن كنه علياه إنه
* لأعطي ما لم يعطه الثقلان
*
* فمن يره في منزل فكأنما
* رأى كل إنسان وكل مكان
*

88
قلت من قول الأول فالأرض من تربة والناس من رجل وأحسن منه قول السلامي وأكمل
* وبشرت آمالي بملك هو الورى
* ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر
* قال وحدثني قال كتب إلي الصوفي المعروف بالصواب يسألني عن بيت حسان بن ثابت وهو
* فمن يهجو رسول الله منكم
* ويمدحه وينصره سواء
* وقولهم بأن فيه ثلاثة عشر مرفوعا فأجبته
* أفدى إماما وميض البرق منصرع
* من خلف خاطره الوقاد حين خطا
*
* يبغي الصواب لدينا من مباحثه
* وما درى أن ما يعدو الصواب خطا
*)
الذي يحضرني في هذا البيت من المرفوعات اثنا عشر فمنها قوله فمن يهجو فيها ثلاث مرفوعات المبتدأ والفعل المضارع والضمير المستكن ومنها المبتدأ المقدر في قوله ويمدحه المعنى ون يمدحه فيكون هنا على حسب المثال الأول ثلاث مرفوعات أيضا ومنها المرفوعان في قوله وينصره أحدهما الفعل المضارع والثاني الضمير المستكن فيه ومنها المرفوعات الأربعة في قوله سواء اثنان من حيث أ ه في مقام الخبرين للمبتدأين واثنان آخران من حيث أ في كل واجحد ضميرا راجعا إلى المبتدأ فهذا يا سيدي جهد المقل وغير مرجو قطع المدى من المكل
قلت بل المرفوعات ثلاثة عشر والآخر ضمير المبتدأ المحذوف المعطوف على قوله من في الأول من قوله من يهجو ومن يمدحه ومن ينصره لأنه هو قرر أن في يهجو ثلاث مرفوعات وفي يمدحه ثلاث مرفوعات وتحكم في قوله إن في ينصره مرفوعين والصورة واحدة في الثلاث
فهذه تسعة والأربع التي ذكرها في سواء فصارت ثلاثة عشر
ومن تصانيفه كتاب المجمرة في شرح المفصل صغير وكتاب السبيكة في شرحه أيضا وسط وكتاب التجمير في شرحه بسيط كتاب شرح سقط الزند كتاب التوضيح

89
في شرح المقامات كتاب لهجة الشرع في شرح ألفاظ الفقه كتاب شرح المفرد والمؤلف كتاب شرح الأنموذج كتاب شرح الأحاجي لجار الله كتاب خلوة الرياحين في المحاضرات كتاب عجائب النحو كتاب السر في الأعراب كتاب شرح الأبنية كتاب الزوايا والخبايا في النحو كتاب المحصل للمحصلة في البيان كتاب عجالة السفر في الشعر كتاب بدائع الملح كتاب شرح اليميني للعتبي
3 (ابن العود))
أبو القاسم بن الحسين بن العود الشيخ نجيب الدين الأسدي الحلي الفقيه المتكلم شيخ الشيعة كان قد أسن وانهزم وعاش نيفا وتسعين سنة وتوفي سنة سبع وسبعين وستمائة وقيل سنة تسع
وكان مفننا في أنواع الفضائل قدم حلب وتردد إلى الشريف عز الدين مرتضى نقيب الأشراف فاسترسل معه يوما ونال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فزبره النقيب)
وأمر يجره من بين يديه وأركب حمارا مقلوبا وصفع في الأسواق ونزل فامي من حانوته إلى مزبلة واغترف غائطا ولطخ به ابن العود
وعظم النقيب عند الناس وتسحب ابن العود من حلب وأقام بقرية جزين مأوى الرافضة فاقبلوا عليه وملكوه بإحسانهم
وكان في الآخر قد تدين وقام الليل ورثاه إبراهيم بن الحسام أبي الغيث بأبيات أولها
* عرس بجزين يا مستبعد النجف
* ففضل من حلها يا صاح غير خفي
*
3 (أمير قرطبة الحمودي))
القاسم بن حمود الحسني الإدريسي المغربي ولي إمرة قرطبة بعد قتل أخيه علي سنة ثمان وأربعمائة فخرج عليه ابن أخيه يحيى بن علي ثم هزم ثلاث مرات وجرت أمور طويلة الشرح ثم أسره يحيى بن علي ابن أخيه وبقي في سجنه دهرا إلى أن مات إدريس بن علي فخنقوا القاسم سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة
3 (الجبيري))
القاسم بن خان بن فتح بن عبد الله بن جبير الفقيه أبو عبد الله الجبيري الطرطوشي نزيل قرطبة
كان عالما بالفقه والحديث نظارا موفقا في المسائل حسن التأليف له كتاب في التوسط بين مالك وابن القاسم فيما خالف ابن القاسم مالكا
وكان ذا مكانة من المستنصر ولي قضاء بلنسية ومات في المطبق في فتنة أخي المستنصر هشام المؤيد سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة

90
3 (الجبيري))
القاسم بن خلف بن فتح بن عبد الله بن جبير الفقيه أبو عبد الله الجبيري الطرطوشي نزيل قرطبة كان عالما بالفقه والحديث نظارا موفقا في المسائل حسن التأليف له كتاب في التوسط بين مالك وابن القاسم في ما خالف ابن القاسم مالكا
وكان ذا مكانة من المستنصر ولي قضاء بلنسية ومات في المطبق في فتنة قيام أخي المستنصر على هشام المؤيد سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة))
3 (المطرز المقرئ))
القاسم بن زكريا أبو بكر البغدادي المقرئ المعروف بالمطرز كان نبيلا مأمونا أثنى عليه الدارقطني وغيره وقرأ على الدوري
توفي في صفر سنة خمس وثلاثمائة
3 (أبو عبيد))
القاسم بن سلام بتشديد اللام أبو عبيد كان أبوه عبدا روميا لرجل من أهل هراة اشتغل أبو عبيد بالحديث والأدب والفقه وكان ذا دين وسيرة جميلة ومذهب حسن وفضل بارع
قال إبراهيم الحربي كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يحسن كل شيء وولي القضاء بمدينة طرسوس ثمان عشرة سنة وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين
قرأ القرآن على الكسائي وغيره وسمع إسماعيل بن عياش وإسماعيل بن جعفر وهشيم بن بشير وشريك بن عبد الله وهو أكبر شيخ له وعبد الله بن المبارك وأبا بكر ابن عياش وجرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة وعباد بن عباد وعباد بن العوام وخلقا آخرهم موتا هشام بن عمار
قال إسحاق بن راهويه إنا نحتاج إلى أبي عبيد وأبو عبيد لا يحتاج إلينا
وقال ابن حنبل أبو عبيد ممن يزداد عندنا كل يوم خيرا
وقال أبو داود ثقة مأمون وقال الدارقطني ثقة إمام جبل وأضعف كتبه كتاب الأموال يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثا وخمسون أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيجيء بحديث حديثين يجمعهما من حديث الشام ويتكلم في ألفاظهما
وليس له كتاب مثل غريب المصنف وكتاب غريب الحديث أول من عماله أبو عبيد وقطرب

91
والأخفش والنضر ولم يأتوا بالأسانيد
وعمل أبو عدنان البصري كتابا أتى فيه بالأسانيد
وصنف المسند على حدته وأحاديث كل رجل من الصحابة والتابعين على حدته وأجاد تصنيفه فرغب فيه أهل الحديث والفقه واللغة لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه
وكذلك كتابه في معاني القرآن فعل ما فعله في غريب الحديث جمع كتب القوم فذكر ما فيها)
وأما الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعي فتقلد أكثر ذلك
وكان أبو عبيد مع عبد الله بن طاهر فبعث إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدة شهرين فبعثه فجاء إليه فوصله بثلاثين ألف درهم فلم يقبلها وقال أنا عند رجل لم يحوجني إلى صلة غيره
فلما عاد إلى ابن طاهر أعطاه ثلاثين ألف دينار فقال قد قبلتها أيها الأمير ولكن قد أغنيتني بمعروفك وبرك وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا وأوجه بها إلى الثغور ليكون الثواب متوفرا على الأمير
وقال أبو عبيد عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام فما رأيت قوما أوسخ ولا أضعف حجة ن الرافضة ولا أحمق منهم
وحكى عنه البخاري في أفعال العباد وأبو داود في كتاب الزكاة وغيره في تفسير أسنان الإبل وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين بمكة وقيل بالمدينة ومولده سنة أربع وخمسين ومائة
وذكر أنه لما قضى حجه وعزم على الانصراف اكترى إلى العراق فرأى في الليلة التي عزم فيها على الانصراف النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو جالس وعلى رأسه قوم يحجبونه وناس يدخلون ويسلمون عليه ويصافحونه وكلما دنا ليدخل منع فقال لم لا تخلون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا والله لا تدخل إليه ولا تسلم عليه وأنت خارج غدا إلى العراق فقال لهم إني لا أخرج غذن فأخذوا عهده وخلوا بينه وين رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل وسلم عليه وصافحه وأصبح ففسخ الكري وسكن بمكة ولم يزل بها إلى أن مات
ولما وضع كتاب غريب الحديث عرضه على عبد الله بن طاهر فاستحسنه وقال إن عقلا بعث صاحبه على عمل هذا الكتاب حقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش وأجرى له كل شهر عشرة آلاف درهم
وقال الهلال بن العلاء الرقي من الله تعالى على هذه الأمة بأربعة في زمانهم بالشافعي تفقه في حديث سول الله صلى الله عليه وسلم وبأحمد بن حنبل ثبت في المحنة ولولا ذلك لكفر الناس

92
وبيحيى بن معين نفى الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي عبيد)
القاسم بن سلام فسر غريب الحديث ولولا ذلك لاقتسم الناس الخطأ
وقال عبد الله بن طاهر علماء الإسلام أربعة عبد الله بن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والقاسم بن معين في زمانه وأبو عبيد القاسم بنس لام في زمانه
ثم قال يرثيه
* يا طالب العلم قد مات ابن سلام
* وكان فارس علم غير محجام
*
* كان الذي كان فيكم ربع أربعة
* لم تلق مثلهم أستار أحكام
* وله من الكتب كتاب غريب الحديث كتاب غريب القرآن كتاب معاني القرآن كتاب الشعراء كتاب المقصور والممدود كتاب القراءات كتاب المذكر والمؤنث كتاب الأموال
كتاب النسب كتاب الأحداث كتاب الأمثال السائرة كتاب عدد آي القرآن كتاب أدب القاضي كتاب الناسخ والمنسوخ كتاب الأيمان والنذور كتاب الحيض كتاب فضائل القرآن
كتاب الحجر والتفليس كتاب الطهارة وله غير ذلك من الكتب الفقهية
3 (الصباغ الأدفوي))
أبو القاسم بن سليمان بن قاسم الصباغ الأدفوي تجرد وتعبد مدة وقرأ الفقه والعربية على مجد الدين ابن دقيق العيد ثم بنى رباطا بأدفو خارج البلد
وكان عليه سمت الصالحين وكان ينظم عجبا وتعانى لغة غريبة نظم مرة قصيدة ثم إنه أنشدها لشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد فقال له هذه اللغة جمعتها من الكوم قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي وكان يدعي أنه يحصر دخان المعصرة كم يجيء من قطار قند والأردب السمسم كم هو حبة وأنه بال في النيل فزاد وأنه طلع على بربا أدفو وكسر التتار وقال رأيته مرات وتوفي ببلده سنة أربع وتسعين وستمائة
قلت قوله إنه يحصر دخان المعصرة من كم قنطار قند غريب عجيب مستحيل لا يعلمه إلا من يعلم مخارج الجذور الصم وهو الله تعالى
وأما الأدب كم هو سمسمة فيمكن علمه بأن يجمع منه ثمن قدح أو ثمن ثمن قدح ويعد ثم يضرب بذلك ويمكن معرفة جملته
وأما قوله إنه بال في النيل فزاد فما هذا بعجيب لأنا نتحقق عقلا أنه من بال في النيل فقد زاده شيئا ما لكنه لا يظهر للحس فلو ادعى أنه شاهده وعلم قدر الزيادة كان عجيبا)
قال كمال الدين أيضا ووقفت له على مسائل جمعها بخطه منها أيجوز بيع الجياد من

93
الخيل الأعوجية بلحوم الإبل المهرية قال والجواب لا حرج على من يقوله أحله الله ورسوله
قال الجياد جمع جيد وهو العنق والخيل الأعوجية منسوبة إلى أعوج فحل كريم كان لبني هلال بن عامر والمخرية من نتج إبل مهرة قبيلة من قضاعة
ومنها أيجب في العلس زكاة إذا بلغت خمسة أوسق أو أكثر منها قال إذا أشرف على ذلك الجباة فرت وأعرضت عنها وفسره وقال العلس القراد وأول ما يكون قمقامة ثم يصير حمنانة ثم قرادة ثم حلمة ونظم ذلك
* يعمى على المرء حتى لا يرى علسا
* في سمهج يرتشفه يورث السقما
*
* فما له غير نحض الكلب إن تلفت
* نفس بحق فهذا مذهب الحكما
* قال والسمج ماء اللبن الحلو الدسم والارتشاف أن يشرب الجميع والنحض اللحم
ومن شعره
* قد فاتني الوصل من حبيب
* واستبدل القرب بالبعاد
*
* فلا لبشر ولا لهند
* ولا للبنى ولا سعاد
*
* ولا لحب ولا لصحب
* ولا لقرب إلى التنادي
*
* نرجو رضا من نحب عفوا
* ويلطف الله بالعباد
*
3 (الشاعر الكاتب ابن سيار))
القاسم بن سيار البغدادي الكاتب الشاعر خرج إلى خراسان واتصل بذي الرياستين الفضل بن سهل وقيل كانت الحال بينهما مؤكدة فلما خرج الفضل إلى خراسان سأله أن يتوجه معه ليأنس به فامتنع فلما اتسعت الدنيا على الفضل وصار وزيرا أميرا وأغنى كل من خرج إليه ومن خرج مع وساءت حال القاسم بن سيار كتب إلى الفضل
* يا أبا العباس إني ناصح
* لك والنصح لذي الود يسير
*
* لا تعدني ليوم صالح
* إن أعوانك في الخير كثير
*
* وليوم الشر ما أعددتني
* إن يوم الشر يوم قمطرير
*
* هذه السوق التي أملتها
* يا أبا العباس والعمر قصير
*)
فلما قرأ الفضل البيات بكى وأمر له بخمسين ألف درهم وعشرين تختا

94
3 (الهذلي قاضي الكوفة))
القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود أبو عبد الرحمن الهذلي الفقيه قاضي الكوفة
كان لم يأخذ على القضاء رزقا وهو أخو معن روى عن أبيه وابن عمر وجابر بن سمرة ومسروق وغيرهم
وثقه ابن معين وغيره وقال خليفة عزله ابن هبيرة عن القضاء سنة ثلاث ومائة بالحسين بن الحسن الكندي وتوفي سنة عشرة ومائة وروى له البخاري والأربعة
3 (الوزير الحارثي))
القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب بن سعيد الحارثي أبو الحسين الوزير ابن الوزير ابن الوزير قلده المعتضد الوزارة بعد أبيه فبقي على وزارته إلى أن توفي المعتضد وابنه المكتفي بالرقة فدبر الأمر أحسن تدبير وأخذ له البيعة على من ببغداد وحفظ أمواله وخزائنه وكتب إليه بالمبادرة فأحمد فعله وكناه ورفع منزلته وخلع عليه خلعا شريفة للوزارة ولقبه بولي الدولة وسأل المكتفي أن يشرفه بتزويج ابنه الأمير أبي أحمد بابنته فأجابه إلى ذلك ومهرها مائة ألف دينار
ولم يزل على وزارته إلى أن أدركه أجله شابا سنة إحدى وتسعين ومائتين ومولده سنة تسع وخمسين ومائتين
وكان جوادا مدحا إلا أنه كان زنديقا فاسد الاعتقاد
قال علي بن العباس النوبختي انصرف ابن الرومي الشاعر من عند القاسم بن عبيد الله الوزير فقال لي ما رأيت مثل حجة أوردها اليوم الوزير في قدم العالم قلت وما هي قال أنشدنا قول زهير
* ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى
* من الأمر أو يبدو لهم ما دبا ليا
*
* بدا لي أن الناس تفنى نفوسهم
* وأموالهم ولا أرى الدهر فانيا
*
* وأني متى أهبط من الأرض تلعة
* أجد أثرا قبلي حديثا وعافيا
* قلت العجب من ابن الرومي كونه ادعى أن هذا حجة على قدم العالم وليس في هذه الأبيات)
دليل يتمسك به لا قطعي ولا إقناعي وإنما الأبيات دعوى مجردة

95
وقال أبو بكر الصولي حدثني شادي المغني قال كنت يوما عند القاسم بن عبيد الله وهو يشرب فدخل ابن فراس عليه شيئا من شرح عهد أردشير فاستحسنه القاسم قال له
ابن فراس هذا والله وأومأ إلي أحسن من بقرة هؤلاء وآل عمرانهم وجعلا يتضاحكان
وقال الصولي حدثنا أبو الحسن ابن عبدون قال حدثني الوزير عباس بن الحسن قال كنت عند القاسم بن عبيد الله فقرأ قارئ كنتم خير أمة أخرجت للناس فقال ابن فراس نقصان ياء فوثبت فزعا لذلك فزدني القاسم وغمزه فسكت
ومن شعر لوزير القاسم بن عبيد الله
* تزود من الدنيا فإنك لا تبقى
* وخذ صفوها مما صفا ودع الرنقا
*
* ولا تأمنن الدهر إني أمنته
* فلم يبق لي حالا ولم يرع لي حقا
*
* قتلت صناديد الرجال فلم أدع
* عدوا ولم أمهل على ظنة خلقا
*
* وأفنيت دار الملك كمن كل نازل
* فشردتهم غربا وشردتهم شرقا
*
* فلما بلغت النجم عزا ورفعة
* وصارت رقاب الخلق أجمع لي رقا
*
* رماني الردى سهما فأخمد جمرتي
* فها أنا ا في حفرتي عاجلا ملقى
*
* وفرق عني ما جمعت فلم أجد
* لدى قابض الأرواح في قبضه رفقا
*
* فأذهبت دنياي وديني سفاهة
* فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى
* وفي ترجمة أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج النحوي حكاية تدل على كرم هذا الوزير وكان يدخله من أملاكه في السنة سبعمائة ألف دينار ولما مات قال عبد الله بن الحسن بن سعد
* شربنا عشية مات الوزير
* سرورا ونشرب في ثالثه
*
* فلا رحم الله تلك العظام
* ولا بارك الله في وارثه
*
3 (الجوعي الصوفي الدمشقي))
القاسم بن عثمان الجوعي أبو عبد الملك العبدي الدمشقي الزاهد شيخ الصوفية قال أبو حاتم صدوق توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين

96
3 (القاسم بن علي))
))
3 (أقضى القضاة الزينبي الحنفي))
القاسم بن علي بن الحسين بن محمد بن علي الزينبي أبو نصر ابن قاضي القضاة أبي القاسم ابن نور الهدى أبي طالب قلده المستنجد بالله القضاء ببغداد وجميع البلاد والنواحي ولقب أقضى القضاة فقي شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين وخمسمائة
وكان شابا فاضلا له معرفة بالفقه على مذهب أبي حنيفة ويعرف من الأدب طرفا صالحا وينظم الشعر ويكتب خطا حسنا صنف رسالة تتضمن أحكام الصيد وقوانينه وخدم بها المستنجد وسمع في صباه من والده وأبي بكر ابن عبد الباقي الأنصاري وأبي القاسم ابن السمرقندي وأبي بكر محمد بن القاسم بن المظفر الشهرزوري وحدث بشيء يسير
اخترته المنية في عنفوان شبابه سنة ثلاث وستين وخمسمائة ومولده سنة تسع وعشرين وخمسمائة
الحريري الأديب القاسم بن علي بن محمد بن عثمان أبو محمد البصري الحرامي الحريري صاحب القمامات أحد الأئمة في الأدب والنظم والنثر رزق الحظوة التامة في المقامات ولم يلحقه أحد من بعده وتقدم هو من قبله فيها
وممن علمته عمل المقامات البديع الهمذاني وهو الذي فتح الباب ونسج الحريري على منواله لكن التي للبديع أربعمائة مقامة في الكدية وهي قصار إلى الغاية تجيء كل أربعة أو خمسة مثل مقامة من الحريري وشمس الدين معد بن نصر الله الجزري المعروف بابن الصقيل وأبو العباس يحيى بن سعيد النصراني البصري وهي المعروفة بالمقامات المسيحية وأبو الفرج ابن الجوزي والقاضي الرشيد ابن الزبير لكنها عشرون مقامة
والمقامات التميمية اللزومية لأبي الطاهر محمد بن يوسف السرقسطسي وهي خمسون مقامة ملزومة النثر والنظم
ومقامات الشريف الزيدي عشرون مقامة ومقامات خطير الدولة

97
الحسين بن إبراهيم البغدادي إحدى وخمسون مقامة
والمقامات التي لمحمد بن منصور بن دبيس الواعظ الموصلي المعروف بابن الحداد صاحب)
المنظومة الرائية في مذهب الشافعي وهي أربعون مقامة
والمقامات التي للصاحب بهاء الدين علي بن الفخر عيسى
ومقامات أحمد بن جميل الكاتب المعروف بالأزجي وهي عشرون مقامة
ومقامات الأسد خطيب الرصافة أحمد بن الحسين ومقامات أبي الهيجاء شهفيروز الشاعر
ومقامات البديع الدمشقي طراد بن علي
وصنف الحريري مقاماته للوزير شرف الدين أنوشروان بن خالد القاشاني وزير المسترشد
وصنف درة الغواص في أوهام الخواص وملحة الإعراب وسبحة الآداب والمقامات وله ديوان رسائل وديوان شعر
وليس شعره ولا رسائله من نمط المقامات حتى كأن قائلها غير قائل تلك الرسائل وتلك الأشعار وقيل إن مسوداتها كانت حمل جمل وهذه مبالغة من القائل
سمع من أبي تمام محمد بن الحسن بن موسى المقرئ وأبي القاسم ابن الفضل القصباني الأديب وقرأ على أبي الحسن علي بن فضال المجاشعي وتفقه على أبي نصر ابن الصباغ وأبي إسحاق الشيرازي
وقرأ الفرائض والحساب على أبي حكيم المندائي الواسطي وأبو الكرم الكرابيسي والوزير علي بن طراد وأبو علي ابن المتوكل وقوام الدين علي بن صدقة الوزير والحافظ ابن ناصر وعلي بن المظفر الظهيري ومنوجهر تركانشاه وأحمد بن علي الناعم وأبو بكر ابن النقور ومحمد بن أسعد العراقي وأبو المعمر المبارك بن أحمد الأزجي وآخر من روى عنه بالإجازة أبو طاهر بركات الخشوعي
وكان الحريري غنيا له ثمانية عشر ألف نخلة وقيل إنه كان قذرا في نفسه وشكله ولبسه قصيرا دميما بخيلا مولعا بنتف ذقنه توفي في سادس شهر رجب سنة ست عشرة وخمسمائة ومولده سنة ست وأربعين وأربعمائة بالبصرة
وخلف ولدين نجم الدين عبد الله وقاضي البصرة ضيا الإسلام عبيد الله
وقد واخذه ابن الخشاب في المقامات وأجابه ابن مري عنها وأجابه أيضا المسعودي عن ذلك
والذي علمته من الشروح للمقامات الحريرية شرحان لابن ظفر كبير وصغير وشرحان)
للمسعودي وشرح ابن الأنباري وشرح أبي البقاء وشرح المطرز وشرح الشريشي وهو جيد وشرح صفي الدين عبد الكريم اللغوي وشرح أبي الخير سلامة الأنباري الضرير النحوي وشرح محمد بن أسعد بن نصر البغدادي الحنفي وشرح

98
محمد بن أحمد الزهري المالقي وشرح محمد بن علي الحلي المعروف بابن حميدة وشرح محمد بن علي الجاواني الخلوي وشرح القاسم بن القاسم الواسطي على حروف المعجم
وله أيضا شرح آخر على ترتيب آخر وشرح ابن أبي طيء الحلبي الشيعي وشرح أحمد بن داود الغناطي
وقال العماد في الخريدة لم يزل ابن الحريري صاحب الخبر بالبصرة في ديوان الخلافة ووجدت هذا المنصب لأولاده إلى آخر العهد المقتفوي
قال ياقوت حدثني من أثق به أن الحريري لما صنع المقامة الحرامية وتعانى الكتابة فأتقنها وخالط الناس والكتاب أصعد إلى بغداد فدخل يوما إلى ديوان السلطان وهو منغص بذوي الفضل والبلاغة محتفل بأهل الكفاية والبراعة وقد بلغهم ورود ابن الحريري إلا أنهم لم يعرفوا فضلله ولا أشهر بينهم بلاغته ونبله
فقال له بعض الكتاب أي شيء تتعانى من صناعة الكتابة حتى نباحثك فيه فأخذ بيده قلما وقال كل ما يتعلق بهذا وأشار إلى القلم فقيل له هذه دعوى عظيمة فقال امتحنوا تخبروا
فساءله كل واحد عما يعتقد في نفسه إتقانه من أنواع الكتابة فأجاب عن الجميع أحسن جواب وخاطبهم بأتم خطاب حتى بهرهم وانتهى خبره إلى الوزير أنوشروان بن خالد فأدخله عليه ومال إليه بكليته وأكرمه ونادمه
فتحادثا يوما في مجلسه حتى انتهى الحديث إلى ذكر أبي زيد السروجي فأورد ابن الحريري المقامة الحرامية التي صنعها فاستحسنها أنوشروان جدا وقال ينبغي أن يضاف إلى هذه أمثالها وينسج على منوالها عدة من أشكالها فقال أفعل ذلك مع رجوعي إلى البصرة وتجمع خاطري بها
ثم انحدر إلى البصرة فصنع أربعين مقامة ثم أصعد إلى بغداد وهي معه وعرضها على أنوشروان فاستحسنها وتداولها الناس
واتهمه من يحسده بأن قال ليست هذه من عمله لأنها لا تناسب رسائله ولا تشاكل ألفاظه)
وقالوا هذه من صناعة رجل كان استضاف به ومات عنده فادعاها لنفسه وقال آخرون بل العرب أخذت بعض القوافل وكان مما أخذ جزاز بعض المغاربة وباعه العرب بالبصرة فاشتراه ابن الحريري وادعاه فإن كان صادقا أنها من عمله فليصنع مقامة أخرى
فقال نعم سأصنع وجلس في منزله ببغداد أربعين يوما فلم يتهيأ له تريب كلمتين ولا الجمع بين لفظين وسود كثيرا من الكاغد فلم يصنع شيئا فعاد إلى البصرة والناس يقعون فيه ويعيطون في قفاه كما تقول العامة
فما غاب عنهم إلا مديدة حتى عمل عشر مقامات وأضافها إلى تلك وأصعد بها إلى بغداد فحينئذ بان فضله وعلموا أنها من عمله
وحكى بعض أهب الأدب قال لما قدم ابن الحريري إلى بغداد وكان الناس يهتفون

99
بفضائله ويشرئبون إلى لقائه وسماع كلامه فحضر إليه في من حضر ابن جكينا المعروف بالبرغوث فلم يجده على ما كان في ظنه من فصاحته ولسنه فنظم أبياتا منها
* شيخ لنا من ربيعة الفرس
* ينتف عثنونه من الهوس
*
* أنطقه الله بالمشان وقد
* ألجمه في العراق بالخرس
* وكان يوما جالسا ببعض مجالس الأكابر فجرى ذكر قول البستي في رجل بخيل شرير إن لم يكن لنا طمع في درك درك فأعفنا من شرك شرك فلم يبق أحد إلا استحسنها وأقر بالعجز عن الإتيان بمثلها
فقال ابن الحريري في الحال إن لم تدننا من مبارك مبارك فأبعدنا من معارك معارك وممن حط عليه وتنقصه ابن الأثير الجزري في كتابه المثل السائر وقد أجبته عما قال في كتابي نصرة الثائر على المثل السائر وذكرت هناك فصلا في فضل القمامات
وقال ياقوت قرأت في كتاب لبعض أدباء البصرة قال الشيخ أبو محمد حرس الله نعمته معاياة
* ميم موسى من نون نصر ففسر
* أيهذا الأديب ماذا عنيت
* تفسيره ميم الرجل إذا أصابه الموم وهو البرسام ويقال إنه أشد الجدري ونون نصر حوت نصر والنون السمكة يعني أنه أكل سمكة نصر فأصابه الموم
ولي في مثله)
باء بكر بلام ليلى فما ينفك منها إلا بعين وهاء باء أي أقر واللام الدرع فلما أقر لليلى بها لزمته فما ينفك منها إلا بعين الدرع وهاء أي خذي
ومن شعره
* خذ يا بني بما أقول ولا تزغ
* ما عشت عنه تعش وأنت سليم
*
* لا تغترر ببني الزمان ولا تقل
* عند الشدائد لي أخ ونديم
*
* جربتهم فإذا المعاقر عاقر
* والآل آل والحميم حميم
* وبلغه أن صحبه أبا زيد المطهر بن سلام البصري الذي عمل المقامات عنه أنه قد شرب مسكرا فكتب إليه

100
* أبا زيد اعلم أن من شرب الطلا
* تدنس فافهم سر قولي المهذب
*
* ومن قبل سميت المطهر والفتى
* يصدق بالأفعال تسمية الأب
*
* فلا تحسها كيما تكون مطهرا
* وإلا فغير ذلك الاسم واشرب
* فلما بلغته الأبيات أقبل حافيا إلى الحريري وبيده مصحف وأقسم به أن لا يعود إلى شرب مسكر فقال له ولا تحاضر من يشربه
قرأت كتاب المقامات من أوله إلى آخره على العلامة شهاب الدين أبي الثناء محمود بن سليمان بن فهد الحلبي الكاتب في مدة كان آخرها ثاني عشر المحرم سنة أربع وعشرين وسبعمائة بدمشق ورواه لي عن شيخه مجد الدين محمد بن أحمد بن عمر بن شاكر الإربلي عن الشيخين شرف الدين أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين وعز الدين عبد العزيز عثمان بن أبي طاهر الإربليين عن أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي قال أنا الحريري إجازة
وعنهما وعن إسماعيل بن أبي اليسر التنوخي قالوا جميعا أنا أبو اليمن الكندي أنا عبد الله ولد المصنف قال أنا والدي
وقرأته أيضا بالقاهرة في ثلاثة مجالس آخرها تاسع المحرم سنة تسع وعشرين وسبعمائة على العلامة الحافظ أثير الدين أبي حيان وأخبرني بها قال أنا الشيخ الإمام المقرئ الصالح أبو محمد عبد النصير بن علي بن يحيى الهمذاني المريوطي والأمير العالم شمس الدين أبو عبد)
الله محمد بن باخل بن عبد الله بن أحمد الهكاري قال المريوطي أنا أبو عبد الله محمد بن عماد الحراني قراءة مني عليه وقال ابن باخل أنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي سماعا قالا أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن القنور سماعا قال العلامة أثير الدين وأنا القاضي العلامة أبو علي ابن أبي الأحوص القرشي سماعا للخطبة والمقامتين اللتين يليانها ومناولة لجميعها أنا الحافظ أبو الربيع ابن سالم سماعا عليه أنا الحافظ أبو القاسم ابن حبيش سماعا أنا أبو الحجاج يوسف بن علي الأندي القضاعي وأنا أبو علي أيضا أنا الحاج الأديب أبو الحجاج يوسف بن أحمد الرعيني قراءة عليه وأبو العباس أحمد بن محمد بن عياش الكناني سماعا عليه قالا أنا أبو طاهر بركات الخشوعي قال الرعيني قراءة عليه وقال ابن عياش سماعا وأنا أبو المظفر يوسف بن أحمد بن محمد البابابي من كتابه إلي من بغداد أنا أحمد بن صالح السيبي القسيني أنا صدقة بن مصدق الماهنوشي الشاعر عرف بابن الزنين وأنا عاليا أبو الحسن علي بن أحمد المقدسي الخشوعي قال ابن القنور والقضاعي وابن الزنين والخشوعي أنا الحريري قال الخشوعي إجازة وقال الباقون سماعا

101
ولي بهذا لكتاب سماع وقراءات بطرق على أشياخ آخرين يكفي ذكر هذين الإمامين منهم
واعتنيت أنا بهذا الكتاب وقرأته وحفظت أكثره وطالعت عليه الشروح وكتبت بخطي به ثلاث نسخ على إحداهن مختصر المسعودي على الهوامش والحواشي وبين السطور وفي فرخات كثيرة ونقلت هذا المختصر أيضا على نسخة أخرى بغير خطي
وأما كتاب درة الغواص فقرأت بعضه وأجاز لي جميعه على الشيخ أبي الحسن علي بن الصياد الفاسي بصفد في شهر رمضان سنة ست وعشرين وسبعمائة ورواه لي عن الشيخ أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي بكر اللخمي الإشبيلي قراءة عليه وهو يسمع ورواها له عن الشيخ أبي علي عمر بن محمد الشلوبيني قال أنا القاضي الإمام أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن جهور قراءة على المؤلف وواه أيضا عن الشيخ أبي يعقوب يوسف بن موسى المحساني أنا الشيخ علم الدين علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي أنا أبو طاهر بركات الخشوعي إجازة عن المصنف
3 (شمس الدين بن الآمدي الكاتب))
)
القاسم بن علي بن محمد بن علي شمس الدين المذحجي العكبراوي الأصل المعروف بابن الآمدي قال الشيخ أثير الدين في ما أخبرني به من لفظه للمذكور ديوان شعر أعارناه وقتا وأجاوز لنا أن نروي عنه جميع ماله من نثر ونظم
وكان يتصرف في الدواوين السلطانية ناظرا في مدن مصر ويذكر عنه أنه كان يتشيع وذكر لنا أنه من ذرية سليمان بن وهب ممدوح أبي تمام الطائي
وسألته عن مولده فقال في مستهل صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة بدمشق وأنشدنا له بعض أصحابنا يصف كتابا
* به شم نورا من شذى متنسم
* وشم فيه نورا من سنا متبسم
*
* له لين لفظ ثم حانية على
* خشونة فصل هاج عن لج خضرم
*
* فلو جسدت ألفاظه عدن جوهرا
* فأصبح يستغني بها كل معدم
*
* بحق غدا في الناس يقسمها على
* مراتبهم بالعدل خير مقسم
*
* خواتم في كف وتاجا لمفرق
* وعقدا لجيد والسوار لمعصم
*
* وزوج فيها خطة بقرائن
* وحصنها إذ لم يجنا بأيم
*
* قد استعبد الألفاظ فهي مطيعة
* لأفكاره من آمر متحكم
*
* سطور كأيك وهي إن لم تمد نمد
* بها لحمام السجع دون ترنم
*
* على الطرس تحكي طل دوح بمقمر
* من الليل ملق ريطه فوق أدهم
*
* وطيب على حسن كواش من الشذى
* نموكم على روض كوشي منمنم
*

102
3 (بهاء الدين ابن عساكر))
القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الحافظ المسند الورع بهاء الدين أبو محمد ابن الحافظ ابن عساكر محدث ثقة كريم النفس يكرم الغرباء كتب الكثير وصنف وخرج وعني بالكتابة والمطالعة فبلغ الغاية وكان كثير المزح وله المستقصى في فضل المسجد الأقصى وكتاب الجهاد
وأملى مجالس وكان يتعصب للأشعري من غير أن يحقق مذهبه وولي مشيخة دار الحديث النورية بدمشق وتوفي سنة ستمائة))
3 (القاسم بن عمر))
3 (الخليع البغدادي))
القاسم بن عمر بن علي بن إبراهيم أبو عبد الله المؤدب المعروف بالخليع البغدادي الشاعر ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة وتوفي سنة ثمان وسبعين وخمسمائة
ومن شعره
* أي هوى من هواك يسليني
* ولائمي بالغرام يغريني
*
* مخسرتي بالصدود آخرتي
* مخرجتي بالغرام من ديني
*
* إلام بالوعد تملأين يدي
* وأنت في النوم لا تزوريني
*
* ذاعن إذا الحشر تخلفين غدا
* وكل يوم غدا يمنيني
*
* يا برد تشرين وهي مشملة
* وثلج كانون وسط كانون
*
* بيارد الوعد قد مضى زمني
* وما تهيا حصاد كموني
* ومنه
* والله مما كنت مختارا لبينكم
* وإنما حكم الرحمن بالبين
*
* وكل ما يحكم الله العظيم به
* فإن ذلك محمول على العين
* أبو دلف العجلي القاسم بن عيسى الأمير أبو دلف العجلي صاحب الكرج

103
وواليها
حدث عن هشيم وغيره وكان فارسا شجاعا ممدحا وشاعرا محسنا ولي حرب الخرمية فدوخهم وأبادهم وولي إمرة دمشق للمعتصم
وكان شيعيا غاليا في التشيع وكان حاضر الجواب قال له المأمون يوما ما أخرك قال كنت ضعيفا فقال شفاك الله وعافاك اركب فوثب علي فرسه فقال ما هذه وثبة عليل فقال عوفيت بدعاء أمير المؤمنين
وله صنعة في الغناء مذكورة في كتب الأغاني وله كتاب البزاة والصيد وكتاب السلاح وكتاب النزه وكتاب سياسة الملوك وغير ذلك
ومن شعرائه أبو تمام الطائي وفيه يقول
* يا طالبا للكيمياء وعلمه
* مدح ابن عيسى الكيمياء الأعظم)
* (لو لم يكن في الأرض إلا درهم
* ومدحته لأتاك ذاك الدرهم
* فأعطاه على هذين البيتين عشرة آلاف درهم فأغفله قليلا ثم دخل عليه وقد اشترى بتلك الدراهم قرية في نهر الأبلة فأنشده
* بك ابتعت في نهر الأبلة قرية
* عليها قصير بالرخام مشيد
*
* إلى جنبها أخت لها يعرضونها
* وعندك مال للهبات عتيد
* فقال له وكم ثمن هذه الأخت قال عشرة آلاف درهم فدفعها إليه
وقال فيه القصيدة الفائية التي أولها
* أما الرسوم فقد أذكرن ما سلفا
* فلا تكفن عن شأنيك أو يكفا
* منها
* ودع فؤادك توديع الفراق فما
*

104
وقال أهل التاريخ إن قتيبة بلغ في غزو الترك والتوغل في
* بلاد ما رواء النهر وافتتاح القلاع واستباحة البلاد وأخذ الأموال وقتل الفتاك ما لم يبلغه المهلب بن أبي صفرة
ولما فتح خوارزم وسمرقند في عام واحد دعا نهار بن توسعة شاعر المهلب وبنيه وقال له أين قولك في المهلب
* ألا ذهب الغزو المقرب للغنى
* ومات الندى والجود بعد المهلب
* أغزو هذا فلما سمع ذلك نهار قال لا بل هذا حشر وأنا الذي أقول
* ولا كان مذ كنا وكلا كان قبلنا
* ولا هو فيما بعدنا كابن مسلم
*
* أعم لأهل الترك قتلا بسيفه
* وأكثر فيئا مقسما بعد مقسم
* ولما بلغ الحجاج ما فعل قتيبة من الفتوحات والسبي قال بعثت قتيبة فتى بحرا فما زدته باعا إلا زادني ذراعا
وفي قتل قتيبة يقول جرير
* ندمتم على قتل الأغر ابن مسلم
* وأنتم إذا لاقيتم الله أندم
*
* لقد كنتم من غزوه في غنيمة
* وأنتم لمن لاقيتم اليوم مغنم
*
* على أنه أفضى إلى حور ربه
* وتطبق بالبلوى عليكم جهنم
*

146
وكانت العرب تستنكف من الانتساب إلى باهلة حتى قال الشاعر)
* وما ينفع الأصل من هاشم
* إذا كانت النفس من باهلة
* وقال الآخر
* ولو قيل للكلب يا باهلي
* عوى الكلب من لؤم هذا النسب
* وقيل لأبي عبيدة يقال إن الأصمعي دعي في النسب إلى باهلة فقال هذا ما يمكن فقيل ولم قال لأن الناس إذا كانوا من باهلة تبروا منها فكيف يجيء من لا هو منها فينتسب إليها ويقال إن الأشعث بن قيس الكندي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتتكافأ دماؤنا فقال نعم لو قتلت رجلا من باهلة لقتلتك به
وقال قتيبة المذكور لهبيرة بن مسروح أي رجل أنت لو كان أخوالك من غير سلول فلو بادلت بهم فقال أصلح الله الأمير أبادل بهم من شئت من العرب وجنبني باهلة
ويحكى أن أعرابيا لقي شخصا في الطريق فسأله ممن أنتفقال من باهلة فرثى له الأعرابي فقال له ذلك الشخص وأزيدك أني لست من صميمهم ولكن من مواليهم
فأقبل ذلك الأعرابي يقبل يديه ورجليه فقال ولم ذلك فقال لأن الله تعالى ما ابتلاك بهذه الرزية في الدنيا إلا ويعوضك الجنة في الآخرة ويل لبعضهم أيسرك أن تدخل الجنة وأنت باهلي فقال نعم بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني باهلي
ولما ولي سليمان الخلافة خافه قتيبة وتوهم أنه يعزله ويولي خراسان يزيد بن المهلب فكتب إلى سليمان يهنيه بالخلافة ويعزيه عن الوليد ويعلمه بلاءه وطاعته لعبد الملك والوليد وأنه على مثل ذلك من الطاعة إن لم يعزله عن خراسان
وكتب إليه كتابا آخر يعلمه بمكانه وعظم قدره عند ملوك العجم وهيبته في صدورهم ويذم المهلب وأهله ويحلف بالله لئن استعمل يزيد على خراسان ليخلعنه
وكتب كتابا ثالثا فيه خلعه وبعث بالكتب الثلاثة مع رجل من باهلة وقال ادفع إليه هذا الكتاب فإن كان يزيد بن المهلب حاضرا فقرأه ثم ألقاه إلى يزيد فادفع إليه هذا الكتاب فإن قرأه وألقاه على يزيد فادفع إليه هذا الكتاب
وإن قرأ الأول وحبسه فلم يدفعه إلى يزيد فاحبس الكتابين الآخرين
فقدم الرسول إلى سليمان وعنده يزيد فدفع إليه الكتاب الأول فقرأه ودفعه إلى يزيد فدفع إليه)
الكتاب الثاني فقرأه ودفعه إلى زيد فدفع إليه الثالث فقرأه وتغير لونه ثم دعا بطين فختمه وأمسكه وأمر بإنزال

147
الرسول دار الضيافة فلما أمسى دعا به سليمان وأعطاه صرة فيها ذهب وقال هذه جائزتك وهذا عهد صاحبك فسر وهذا رسولي معك فخرجا فلما كانا بحلوان تلقاهما الناس بخلع قتيبة سليمان من الخلافة
فرجع رسول سليمان ودفع العهد إلى رسول قتيبة فوصل إليه فقال اخوة قتيبة لقتيبة إن سليمان لا يثق بك بعد هذه
ولم يلبث أن قتل كما ذكرته أول الترجمة
وقد تقدم ذكر ولده مسلم أبو سعيد وذكر عمرو بن سعيد بن مسلم في مكانيهما
ذكر أولاد قتيبة وهم مسلم وإبراهيم وقطن وكثير والحجاج وعبد الرحمن ومسلم ويوسف وعمر
فأما مسلم فولي البصرة مرتين لابن هبيرة ومرة لأبي جعفر المنصور وكان سيد قومه ومات بالري وكنيته أبو قتيبة
وكان له أولاد سعيد وإبراهيم وعمر وقطن
فأما سعيد بن مسلم فولي أرمينية والموصل والسند وطبرستان والجزيرة وله عقب كثير
وأما إبراهيم بن مسلم فولي اليمن لموسى الهادي وأما عمر بن مسلم فولي الري وبلخ
وأما قطن بن مسلم فولي سمرقند وغيرها من كور خراسان وله بها عقب
وأما كثير بن قتيبة فولي سجستان وقتل مع أبيه
وأما اخوة قتيبة فهم عبد الرحمن وعبد الله وصالح وحصين وعبد الكريم وضرار وبشار وزياد وحماد وزريق وعمر ومعبد وكلهم أشراف سادات أجواد وكان سيدهم بشار
3 (أبو حفص البخاري القاص))
قتيبة بن أحمد بن سريج أبو حفص البخاري القاص صاحب التفسير الكبير توفي سنة ست عشرة وثلاثمائة سكن نسف وحدث عن سعيد بن مسعود المروزي وأبي يحيى بن أبي مسرة سمع منه نصوح بن واصل وكان شيعيا
((قتيلة))
3 (قتيلة))
قتيلة بنت النضر بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار كانت تحت عبد الله بن الحارث الأصغر ابن عبد شمس فولدت له عليا والوليد ومحمدا وأم الحكم
كانت شاعرة محسنة قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أباها يوم بدر صبرا فلما انصرف من بدر كتبت إليه قبل إسلامها
* يا راكبا إن الأثيل مظنة
* من صبح خامسة وأنت موفق
*
* بلغ به ميتا بأن تحية
* ما إن تزال بها الركائب تخفق
*

148
* مني إليه وعبرة مسفوحة
* جادت لماتحها وأخرى تخنق
*
* هل يسمعن النضر إن ناديته
* بل كيف يسمع ميت لا ينطق
*
* ظلت سيوف بني أبيه تنوشه
* لله أرحام هناك تشقق
*
* قسرا يقاد إلى المنية متعبا
* رسف المقيد وهو عان مطلق
*
* أمحمد ولأنت ضنء نجيبة
* من قومها والفحل فحل معرق
*
* ما كان ضرك لو مننت وربما
* من الفتى وهو المغيظ المحنق
*
* فالنضر أقرب من تركت قرابة
* وأحقهم إن كان عتق يعتق
*
* أو كنت قابل فدية فلينفقن
* بأعز ما يغلو به ما ينفق
* فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اخضلت لحيته وقال لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لعفوت عنك
3 (زوج النبي صلى الله عليه وسلم))
قتيلة ابنة قيس بن كرب الكندية أخت الأشعث بن قيس ويقال قيله والصواب قتيلة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة عشر ثم اشتكى في نصف صفر ثم قبض وقيل تزوجها في مرضه وقيل قبل مرضه بشهرين وقيل إنه أوصى أن تخير فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم على المؤمنين وإن شاءت طلقها فلتنكح من شاءت فاختارت النكاح فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بحضرموت فبلغ أبا بكر فقال لقد هممت أن أحرق)
عليهما بيتهما فقال له عمر ما هي من أمهات المؤمنين ولا دخل عليها ولا ضرب عليها الحجاب
قال الجرجاني زوجها منه أخوها فمات صلى الله عليه وسلم قبل خروجها من اليمن فخلف عليها عكرمة بن أبي جهل
وقال بعضهم ما أوصى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ولكنها ارتدت حين ارتد أخوها فاحتج عمر على أبي بكر أنها ليست من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بارتدادها ولم تلد لعكرمة وفيها اختلاف كثير جدا
3 (الجهنية))
قتيلة بنت صيفي الجهنية ويقال الأنصارية كانت من المهاجرات الأول روى عنها عبد الله بن يسار

149
ابن قتيبة اسمه عبد الله بن مسلم
قتيل الريم هو أسير الهوى اسمه زاكي
((قثم))
3 (ابن العباس))
قثم بن العباس أمه لبابة بنت الحارث الهلالية أول امرأة في ما قاله الكلبي بعد خديجة
أردفه النبي صلى الله عليه وسلم خلفه وكان آخر من خرج من لحد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما ولي علي الخلافة استعمله على مكة وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم وغزا مع سعيد بن عثمان إلى سمرقند فاستشهد بها سنة سبع وخمسين للهجرة
له صحبة ولم يعقب وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وفي قثم يقول داود بن سلم
* عتقت من حلي ومن رحلتي
* يا ناق إن أدنيتني من قثم
*
* إنك إن أدنيت منه غدا
* حالفني اليسر ومات العدم
*
* غفي كفه بحر وفي وجهه
* بدر وفي العرنين منه شمم
*
* أصم عن قيل الخنا سمعه
* وما عن الخير به من صمم
*
* لم يدر ما لا وبلى قد درى
* فعافها واعتاض عنها نعم
*)
وفيه يقول بعض الشعراء المدينة
* هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
* والبيت يعرفه والحل والحرم
*
3 (النقيب الزينبي))
قثم بن طلحة بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو القاسم ابن أبي أحمد الزينبي هو من بيت مشهور بالنقابة والوزارة والتقدم والحشمة والعلم ورواية الحديث تولى النقابة على العباسيين مرتين وكان أديبا فاضلا له ترسل ومعرفة بالأنساب والتواريخ وأيام

150
الناس وله في ذلك مجاميع وكتب الخط الحسن وسمع من أبي المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد الشبلي وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي
ولد سنة خمسين وخمسمائة وتوفي سنة سبع وستمائة
الأمير ابن شبيب قحطبة بن شبيب الطائي الأمير أحد دعاة بني العباس ومقدم الجيوش قيل إن اسمه زياد ولقبه قحطبة وهو والد الأميرين حسن وحميد
أصابته ضربة في وجهه ليلة المسناة فوقع في الفرات فهلك ولك يدر به سنة اثنتين وثلاثين ومائة
3 (أبو حنيفة الأسواني))
قحزم بن عبد الله بن قحزم أبو حنيفة الأسواني مولى خولان))
روى عن الشافعي وقال أبو رجاء الأسواني كان عالما أديبا وذكره ابن يونس وذكره الأمير في الإكمال
روى عنه فقير بن موسى الأسواني وتوفي بأسوان في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين وكان من جلة أصحاب الشافعي وإنما أخملته أسوان لإقامته بها وبأسوان ساقية تعرف بالقحزمي نسبة إليه
3 (القحيف الخفاجي))
)
القحيف بن حمير أحد بني خفاجة كان شارعا من شعراء الإسلام وكانت خرقاء التي كان ذو الرمة يشبب بها قد كبرت حتى جاوزت تسعين سنة أحبتا أن تنفق ابتنتها لتزوجها فأرسلت إلى القحيف وسألته أن يشبب بها فقال
* لقد أرسلت خرقاء نحوي جريها
* لتجعلني خرقاء ممن أضلت
*
* وخرقاء لا تزداد إلا ملاحة
* ولو عمرت تعمير نوح وجلت
* ونظره بعض الفقهاء مكة وهو يحد النظر إلى غير حرمه فقال له أتنظر إلى غير حرمة لك وأنت محرم فقال القحيف
* أقسمت لا أنسى ولو شطت النوى
* عرانينهن الشم والأعين النجلا
*
* ولا المسك من أعطافهن ولا البرى
* ضممن وقد ولينها قصبا خدلا
*
* يقول لي المفتي وهن عشية
* بمكة يرمحن المهدبة السحلا
*

151
* تق الله لا تنظر إليهن يا فتى
* وما خلتني في الحج ملتمسا وصلا
*
* وإن صبا ابن الأربعين لسبة
* فكيف مع اللاتي مثلن به مثلا
*
* عواكف بالبيت الحرام وربما
* رأيت عيون القوم من نحوها نجلا
* القحف الواعظ الحسن بن علي
القحفازي نجم الدين علي بن داود
3 (الكلابي الصحابي))
قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي له صحبة ورأى النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار توفي في حدود التسعين للهجرة
وروى له الترمذي والنسائي وابن ماجة وكان اسلم قديما وسكن مكة ولم يهاجر وشهد حجة الوداع وأقام بركبه في بدو من بلاد نجد وسكنها وروى عنه أيمن بن بابل وحميد بن كلاب
3 (الجمحي خال حفصة))
قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب القرشي الجمحي يكنى أبا عمرو وهو خال عبد الله وحفصة ابني عمر بن الخطاب وكانت تحته صفية بنت الخطاب أخت عمر هاجر إلى أرض الحبشة مع أخويه عثمان بن مظعون وعبد الله بن مظعون ثم شهد بدرا)
وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
استعمله عمر بن الخطاب على البحرين ثم عزله وولى عثمان بن أبي العاص وكان سبب عزله ما رواه معمر عن ابن شهاب قال أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وهو خال حفصة وعبد الله بني عمر فقدم الجارود سيد عبد القيس من البحرين فقال يا أمير المؤمنين إن قدامة شرب فسكر وإني رأيت حدا من حدود الله حقا علي أن أرفعه إليك فقال عمر من يشهد معك فقال أبو هريرة فدعا أبو هريرة فقال بم تشهد قال لم أره يشرب ولكني رأيته سكران يقيء فقال عمر لقد تنطعت في الشهادة
ثم كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين فقدم فقال الجارود لعمر أقم على هذا كتاب الله فقال عمر أخصم أنت أم شهيد فقال شهيد فقال أديت شهادتك قال فصمت الجارود ثم غدا على عمر فقال أقم على هذا حد الله فقال عمر ما أراك إلا

152
خصما وما شهد معك إلا رجل واحد فقال الجارود إني أنشدك الله فقال عمر لتمسكن أو لأسوءنك فقال يا عمر أما والله ما ذاك بالحق أن يشرب ابن عمك الخمر وتسوءني فقال أبو هريرة إن كنت تشك في كلامنا فأرسل إلى ابنة الوليد فسلها وهي امرأة قدامة فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها فأقامت الشهادة على زوجها فقال عمر
لقدامة إني حادك فقال قدامة لعمر لو شربت كما تقولون ما كان لكم أن تحدوني فقال عمر لم قال قدامة قال الله عز وجل ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا فقال عمر أخطأت التأويل إنك إذا اتقيت الله اجتنبت ما حرم عليك
ثم اقبل عمر على الناس فقال ماذا ترون في جلد قدامة فقالوا ما نرى أن تجلده ما كان مريضا فسكت على ذلك أياما ثم أصبح يوما وقد عزم على جلده فقال لأصحابه ما ترون في جلد قدامة قالوا ما نرى أن تجلده ما كان وجعا فقال عمر لأن يلقى الله تحت السياط أحب إلي من أن ألقاه وهو في عنقي إيتوني بسوط تام فأمر عمر بقدامة فجلد
فغاضب قدامة عمر وهجره فحج عمر وقدامة معه مغاضبا له فلما قفلا من حجهما ونزل عمر بالسقيا نام فلما استيقظ من نومه قال عجلوا علي بقدامة فوالله لقد أتاني ى ت في منامي فقال سالم قدامة فإنه أخوك فعجلوا علي به فلما أتوه أبى أن يأتي فأمر عمر إن أبى أن)
يجر إليه فكلمه عمر واستغفر له وكان ذلك أول صلحهما
قال ابن جريج سمعت أيوب بن تميمة قال لم يحد في الخمر أحد من أهل بدر إلا قدامة بن مظعون وتوفي سنة ست وثلاثين للهجرة وهو ابن ثمان وستين سنة
3 (الجمحي المكي))
قدامة بن موسى بن عمر بن قدامة بن مظعون القرشي الجمحي المكي روى عن أنس بن مالك وأبي صالح السمان وسالم بن عبد الله وروى عنه ابنه إبراهيم وعبد العزيز بن الماجشون ووكيع الواقدي وأبو عاصم وجماعة
وثقه ابن معين وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائة وروى له مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة
((قدامة الكاتب))
قدامة بن جعفر بن قدامة الكاتب أبو الفرج كان نصرانيا فاسلم على يد المكتفي وكان أحد البلغاء الفصحاء والفلاسفة وممن يشار غليه في علم المنطق
وكان أبوه جعفر ممن لا ينكر فيه ولا علم عنده قال ابن الجوزي قد سأل قدامة

153
ثعلبا عن أشياء ومات سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة في أيام المطيع
قال ياقوت وأنا لا أعتمد على ما تفرد به ابن الجوزي وذلك لأنه عندي كثير التخليط ولكن آخر ما علمنا من أمر قدامة أن أبا حيان ذكر أنه حضر مجلس الوزير الفضل بن جعفر بن الفرات وقت مناظرة أبي سعيد السيرافي ومتى المنطقي في سنة عشرين وثلاثمائة
قلت قال محب الدين ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد توفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة
له من التصانيف كتاب الخراج تسع منازل كان ثمانيا وأضاف إليه تاسعة كتاب نقد الشعر وتعرض ابن بشر الآمدي إلى الرد عليه فيه
كتاب صابون الغم كتاب صرف الهم كتاب جلاء الحزن كتاب درياق الفكر كتاب السياسة
كتاب الرد على ابن المعتز فيما عاب به أبا تمام كتاب حشو حشا الجليس كتاب صناعة الجدل كتاب الرسالة في أبي علي ابن مقلة تعرف بالنجم الثاقب
كتاب نزهة القلوب وزاد المسافر كتاب زهر الريع في الأخبار)
ولم يزل قدامة يتردد في أوساط الخدم الديوانية إلى سنة سبع وسبعين ومائتين فإن الوزير أبا الحسن بن الفرات لما توفي أخوه أبو عبد الله جعفر بن محمد بن الفرات رد ما كان إليه من الديوان المعروف بمجلس الجماعة إلى ولده أبي الفتح الفضل بن جعفر وغليه ديوان المشرق ثم ظهر له بعد ذلك اختلال حال من النواب فولاه لولده أبي أحمد المحسن فاستخلف المحسن عليه القاسم بن ثابت وجعل قدامة بن جعفر يتولى مجلس الزمام في هذا الديوان
((قدودار))
قدودار الأمير سيف الدين متولي القاهرة ولاه السلطان الملك الناصر ولاية القاهرة بعد الأمير علم الدين سنجر الخازن في شهر رمضان سنة أربع وعشرين وسبعمائة فوليها وأحسن إلى الناس أول ولايته ولم يزل فيها إلى أن توجه إلى الحجاز فحج وجاء وتوفي رحمه الله في سادس عشر صفر سنة ثلاثين وسبعمائة
((الألقاب))
ابن قدامة المسند شمس الدين اسمه محمد بن عبد الهادي
ابن دقامة الكاتب بن جعفر بن قدامة
بنو قدامة جماعة منهم شمس الدين عبد الرحمن بن محمد ومهم علاء الدين إبراهيم بن عبد الله ومنهم عماد الدين إبراهيم بن عبد الواحد ومنهم أبو عمر محمد بن أحمد

154
القدوري الحنفي أحمد بن محمد
ابن القدوري اسمه المطهر بن شديد
ابن قدس أحمد بن محمد بن هبة الله
القراب الحافظ إسحاق بن إبراهيم
((قرابغا سيف الدين))
قرابغا الأمير سيف الدين دوادار سيف الدين أرغون شاه لم نر ولم نسمع بدوادار كانت له عند أستاذه رتبة هي لقرابغا هذا عند مخدومه
أخبرني القاضي ناصر الدين كاتب السر قال لم أدخل عليه قط فرايته جالسا قدامه بل إلى جانبه ولا رأيته يتحدث هو وأستاذه وعندهما مملوك آخر
وكان يرجع إلى قوله مهما قاله أو أشار إليه فهو الذي بكون العمل عليه ولم يكن مشترى ماله بل للسلطان الملك الناصر أعطاه إياه
زوجه بجاريته كشباي وهي أعز جواريه وأحظاهن عنده وكان لا يصبر أستاذها عنها
وكان قد وجد على آرائه عليه الخير والسعادة
ولما خرج معه إلى صفد أعطي إمرة عشرة ولما توجه إلى مصر وأعطي نيابة حلب أعطي إمرة طبلخاناه
ولما حضر إلى دمشق أعطاه أستاذه من عنده قرية بيت جن وهي تغل مائة ألف وخمسين ألفا
وأعطاه في كل سنة مائتين ألف درهم غير الذي ينعم به عليه على الدوام والاستمرار من الخيل والذهب والقماش
مرضت زوجته كمشبغا المذكورة وبصقت دما وماتت في اليوم الثالث ودفنت في تربة أنشأها لها في جمعة فدفنت فيها يوم الخميس سادس عشر شوال سنة تسع وأربعين وسبعمائة
ثم إنه مات ابنها وكاتبه بعدها بيومين ثم بصق هو أيضا دما ومات يوم الاثنين حادي عشر شوال فلحقها بعد خمسة أيام وأحضر من داره إلى باب النصر فخرج أستاذه وصلى عليه مع الأمراء والناس ولم يتبعه
وتوجه الأمراء به ودفنوه عند زوجته في التربة التي أنشأها عند دار حمزة التركماني
3 (ابن أخت نائب الشام))
قرابغا الأمير سيف الدين ابن أخت نائب الشام الأمير سيف الدين ايتمش حضر معه إلى دمشق وكان من جملة السلاح دارية للسلطان الملك الناصر حسن وأقام بها قليلا فرسم له بإمرة طبلخاناه)
وهو شكل حسن تام الخلق أسمر ممتلئ البدن من أحسن الأشكال خير وادع قليل الشر كثير الأدب والحشمة
لما طلب خاله إلى الديار المصرية بقي هو في دمشق مقيما وهو بطال ثم إنه توجه صحبة الأمير سيف الدين ارغون الكاملي نائب الشام إلى لد في نوبة بيبغا وحضر معه وتوجه إلى حلب ثم عاد فلما

155
أعطي خاله نيابة طرابلس توجه معه وأعطي طبلخاناه هناك وأقام إلى أن توفي خاله بطرابلس فعاد إلى الديار المصرية في سنة ست وخمسين وسبعمائة ولم يزل بها إلى أن توفي رمه الله تعالى في
3 (أمير حلب))
قراتمر بطان الأمير حسام الدين كان أميرا بحلب ونقل إلى دمشق على إقطاع الأمير سيف الدين ملكتمر المعروف بالدم الأسود فوصل إلى دمشق مريضا ومات بعد أيام قلائل في مستهل شهر رمضان سنة أربع عشرة وسبعمائة وأوصى إلى الأمير سيف الدين بلاط
3 (التركي الوزيري))
قراتكين أبو منصور الوزيري مولى الوزير ابن كلس كان صالحا زاهدا توفي سنة ست عشرة وأربعمائة
3 (الأمير زين الدين))
قراجا بن دلغادر بدال مهملة ولام ساكنة وغين معجمة وبعدها ألف ودال مهملة وراء الأمير زين الدين نائب السلطنة بالأبلستين كان من أمراء التركمان وارتمى إلى الأمير سيف الدين تنكز وانتمى إليه فأقامه وأحبه وعظمه
وكان ميله إليه أحد الأمور التي نقمها السلطان الناصر على الأمير سيف الدين تنكز لأنه كثيرا ما كان يراجع السلطان في أمره ويقول له اعزله عن الأبلستين فيراجعه في أمره لأن ابن دلغادر كان الواقع بينه وبين الأمير ارتنا نائب الروم
ولما هرب الأمير سيف الدين طشتمر حمص أخضر نائب حلب من حلب توجه إليه واستجار به آواه وأقام عنده إلى أن انتصر الناصر على قوصون وطلب طشتمر فحضر من البلاد الرومية وابن دلغادر معه وتوجه معه إلى الديار المصرية وما صدق بالخروج من القاهرة)
ورأى نفسه قد عدى حلب وقويت نفسه من ذلكم الوقت ووقع بينه وبين الأمير سيف الدين يلبغا نائب حلب وتواقعا وانتصر ابن دلغادر عليه
ولمت جاء الأمير سيف الدين أرغون شاه إلى حلب نائبا دخل معه وكان يكاتبه دائما ويهاديه
ولما قدم إلى دمشق استمر الود بينهما وأخذ لابنه الأمير صارم الدين طبلخاناه بالشام وكان يقيم عليها عند والده
ولمات وصل الأمير سيف الدين بيبغاروس إلى حلب وأراد الخروج على السلطان الملك الصالح صالح راسله واتق معه وحضر في تركمانه معه إلى دمشق وتسيب تركمانه المفسدون يعيثون في الأرض فنهبوا الأموال وافتضوا الفروج وسبوا الحريم وسفكوا الدماء واعتمدوا ما لا يعتمده إلا الكفار في الإسلام
ثم أنه لما تحقق خروج السلطان من مصر ووصوله إلى الرملة خامر على بيبغاروس

156
وتوجه على البقاع إلى بلاده وساق ما وجده للناس من خيول فأخذ لأهل صفد جشارا فيه خمسمائة فرس
ولما هرب بيبغاروس وأحمد وبكلمش وغيرهم توجهوا إليه إلى أبلستين فتقرب بإمساكهم وجهز أولا أحمد وبكلمش إلى حلب ثم إنه أمسك بيبغاروس من أبلستين وجهزه إلى حلب فجرى ما جرى على ما مذكور في تراجمهم
ثم إن الأميرين سيف الدين شيخو والأمير طاز قاما في أمره قياما عظيما وجهزوا الأمير عز الدين طقطاي الدوادار إلى الأمير سيف الدين أرغون الكاملي نائب حلب وصما عليه وقالا لا بد من الخروج إليه بالعساكر وخراب أبلستين فتوجه بما معه من العساكر الحلبية وغيرهم من عساكر الثغور ووصلوا إلى أبلستين وقاسى العسكر شدائد فنيت فيها خيلهم وجمالهم ومشوا على أرجلهم في عدة أماكن ووجدوا أهوالا صعبة فهرب منهم فخرب أبلستين وحرقها وخرب قراها وتبعه بالعساكر إلى قريب قيصرية وأحاطت به العساكر من هنا وعسكر ابن أرتنا فأمسكه قطلوشاه من أمراء مغل الروم وجهزه إلى ابن أرتنا وكتب نائب حلب إلى ابن ارتنا يطلبه فدافعه من وقت إلى وقت إلى أن بعثه في الآخر مقيدا ودخل إلى حلب يوم السبت ثاني عشرين شعبان المكرم سنة أربع وخمسين وسبعمائة فثقل النائب قيوده وزناجيره واعتقله قلعة حلب وجهز سيفه إلى السلطان صحبة مملوكه علاء الدين طيبغا المقدم)
ولما كان يوم الاثنين خامس عشر شهر رمضان وصل إلى دمشق وجهز إلى مصر صحبة عسكر يوصله إلى غزة ووصل إلى مصر فأقام في الاعتقال مدة ثم إنه وسط وعلق على باب زويلة قطعتين ثلاثة أيام وذلك في ذي القعدة سنة أربع وخمسين وسبعمائة فسبحان مبيد الجبارين
((قرارسلان))
3 (صاحب حصن كيفا))
قرارسلان بن داود بن سقمان بن أكسب الأمير فخر الدين صاحب حصن كيفا وأكثر ديار بكر توفي سنة اثنتين وستين وخمسمائة ملك بعده ولده نور الدين محمد فحماه نور الدين وذب عنه ومنع أخاه قطب الدين من قصده
وكان الأمير فخر الدين المذكور لما احتضر بعث إلى نرو الدين يقول له بيننا صحبة في الجهاد وأريد أن ترعى ولدي
3 (المظفر صاحب ماردين))
قرارسلان السلطان الملك المظفر فخر الدين ابن الملك

157
السعيد نجم الدين أبي الفتح إيلغازي بن أرتق بن غازي بن البي بن تمرتاش صاحب ماردين وابن ملوكها بقي في الملك ثلاثا وثلاثين سنة وولي بعده ولده الملك السعيد داود ثم ابنه الآخر الملك المنصور نجم الدين غازي فبقي إلى سنة اثنتي عشرة وستمائة حاصر السعيد التتار تسعة أشهر ولم يلن لهم جانبه وقال لو أقمت حتى لا يبقى معي أحد ما نزلت ولو دخلوا علي عجلت إهلاك روحي
ثم إنه مات في الحصار فنزل ابنه المظفر إليهم وذكر خدمه المتقدمة وأن أباه الذي كان يمنعه من الدخول في طاعتهم فقبلوا ذلك منه وأقروه على الملك
وكانت وفاة المظفر سنة إحدى وتسعين وستمائة
3 (بهاء الدين المنصوري))
قرارسلان الأمير الكبير بهاء الدين المنصوري أحد المتقدمين الكبار بدمشق كان مليح الصورة تام الخلقة سمينا شجاعا لما هرب قبجق إلى)
التتار أمر هو ونهى وحج بالناس وتوفي سنة ثمان وتسعين وستمائة ودفن بتربته باب توما
القراريطي الوزير اسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم
((قراسنقر))
3 (الناصري الحديثي))
قراسنقر بن عبد الله الحديثي الناصري أبو محمد التركي أحد مماليك الإمام الناصر ربي بالحديثة وحفظ القرآن وكان يقرأه صحيحا قراءة تجويد ويكثر التلاوة
قال محب الدين ابن النجار كان يسكن بدرب الغيار وسمع معنا كثيرا من الحديث واسمع ولدين له صغيرين كثيرا ممات الأكبر منهما قبله وكان شابا صالحا عاقلا متدينا حسن الطريقة علقت عنه شيئا في المذاكرة
مات بتستر بعد الثلاثين والستمائة أو قبلها بيسير
3 (قراسنقر المعزي))
قراسنقر الأمير الكبير شمس الدين المعزي توفي سنة ثلاث وثمانين وستمائة
3 (قراسنقر صاحب أذربيجان))
قراسنقر الأتابك صاحب أذربيجان وأران من مماليك طغرل ابن السلطان محمد بن ملكشاه كان شجاعا مهيبا ظلوما غشوما عظيم المكحل

158
فإن السلطان محمد كان يخافه ويداريه مرض بالسل ومات سنة خمس وثلاثين وخمسمائة
3 (قراسنقر المنصوري))
قراسنقر الجوكندار المنصوري الأمير الكبير شمس الدين أبو محمد من أكبر الأمراء وأجل مماليك البيت المنصوري اشتراه المنصور قلاوون في زمان الإمرة قبل أن
تطير سمعته ويذكر اسمه وجعله من الأوشاقية عنده ثم ترقى وعرف من صغره بحسن التأتي في الأمور والتحيل لبلوغ المقاصد
وهو من أقران طرنطاي ولاجين ومكتبغا والشجاعي وتلك الطبقة وكان أسعد منهم فإنه عاصرهم وقاسمهم في سعادة أيامهم ثم عمر بعدهم العمر الطويل متنقلا في النيابات والإمرة الكبيرة إلا مدة يسيرة قضي عليه فيها بالاعتقال في أيام سلطنة لاجين
ويقال إن أصله من قارا وليس كذلك بل هو جهاركس قولا جزما باستنابة الملك المنصور)
قلاوون في حلب وتتبعه طرنطاي ونصب له أشراك المكايد وسلط الحلبيين على الشكوى منه وبقي دأبه يقبح عمله ويعظم زلله ويحسن للملك المنصور عزله ولم يزل حتى أمره الملك المنصور بالكشف عليه فأتى حلب وكشف عليه بنفسه ولم يظفر منه بمراد ولا حصل فيه على أمل
ثم تقصده ابن السلعوس وأراد له البوس وأغرى له الملك الأشرف وتفطن له قراسنقر فلم يزل يرفع حاله ببذل نفائس الذخائر وكرائم المال إلى أن استمر به الملك الأشرف
ثم لم ينم عنه ابن السلعوس ولا سكت حتى عزل عن حلب وولي الطباخي عوضه
وكان حقد ابن السلعوس عليه لأنه كان يأخذ نفسه منذ عهد الصبا وهو بين أبناء التجار بالرياسة حتى كان يسمى لحمقه الصويحب وربما قيل الصاحب على سبيل الهزء به لإفراط حمقه
فأتى مرة إلى حلب وقراسنقر في نيابته وجماعة الدواوين عنده فلما لم يخف عليه حمقه فقال ما هذا إلا أحمق فقيل له يا خوند هذا الصاحب شمس الدين وحدثوه حديثه فطلبه إلى بين يديه ومزح معه فعز عليه واغتاظ وحنق فأمر به فضرب على أكتافه وأخرق به وأهانه فمل ابن السلعوس حقدها عليه إلى أن دارت له الدائرة
ولما عزل قراسنقر عن حلب نقل إلى الأمراء بمصر فأراد مقابلة ابن السلعوس وكان رجلا داهية
حكى لي القاضي معين الدين ابن العجمي وهو ممن كان خصيصا به قال لم استقر نقل قراسنقر إلى أمراء مصر تقرب إلى الملك الأشرف وإلى خواصه بكل نفيس إلى أن ندم الملك الأشرف على عزله وقال له هذا الساعة حلب قد انفصل أمرها وأنت عندنا عزيز

159
كريم فمهما كان لك حاجة عرفنا بها فقبل الأرض وقال نظرة واحدة من وجه السلطان أحب إلي من حلب وما فيها وإنما أسأل الصدقات الشريفة أن أكون أمير جاندار
فقال له الملك الأشرف بسم الله فقبل الأرض وقال والله يا خوند ما لي غرض غير نظر الوجه الكريم ولا طلبت هذه الوظيفة إلا حتى أكون أهين ذلك الرجل إذا جاء أقول له يتصدق مولانا ويقعد فإن مولانا السلطان في هذا الوقت مشغول يعني ابن السلعوس
فضحك الملك الأشرف ومزح معه في هذا وقال له هذا بس قال والله يا خوند يكفيني هذا)
وهذا ما هو قليل واستمر أمير جاندار
وكان كثيرا ما يجيء ابن السلعوس فيقوم يقف له قراسنقر ويخدمه ويقول يا مولانا كان السلطان الساعة مشغول فيتصدق مولانا ويقعد وابن السلعوس يتلظى عليه وقراسنقر عمال عليه ودأبه إغراء الملك الأشرف به وبأمثاله من الأمراء الكبار إلى أن اتفقوا وفعلوا تلك الفعلة
حكى لي اينبك مملوك بيسري قال لما خرجنا مع الملك الأشرف إلى جهة تروجة قدم للملك الأشرف لبن ورقاق وهو سائر فنزل يأكل
وكان أستاذي بيسري ولاجين وقراسنقر قد نزلوا جملة على جنب الطريق فبعث الملك الأشرف إليهم بقصعة من ذلك اللبن وقد سمها فقال بيسري فؤادي يمغسني ما أقدر آكل لبنا على الريق فقال لاجين أنا صايم فقال قراسنقر دس الله هذا اللبن في كذا وكذا ممن بعثه نحن ما نأكله ثم أخذ منه وأطعم كلبا كان هناك فمات لوقته فقال ابصروا أيش كان يريد يزقمنا
ثم قاموا على كلمة واحدة واتفاق واحد في نجاز ما كانوا بنوا عليه وكان لهم مدة في العمل على قتل الملك الأشرف وابن السلعوس إلى أن كان ما كان انتهى
ولما قتل الملك الأشرف لم يباشره قراسنقر بيده بل كان مع المباشرين له ونزل إليه ونزع خاتمه وحياصته بيده وفعل به بعد موته ما تقتضيه شماتة المشتفي واختفى هو ولاجين في بيت كتبغا وكان ينادى عليهما ويتطلبهما وهما عنده والناس ما يخفى عليهم هذا وما يجسر أحد يتكلم لأن كتبغا كان هو السلطان القائم في الحقيقة
ثم إنه أخرجهما لما تسلطن وأمرهما وعظم شأنهما وكبرهما
ثم ناب قراسنقر للاجين لما تسلطن النيابة العامة وأورد الأمور وأصدرها واعتقله واستناب منكودمر عوضه
حكى لي قيصر الشرفي مملوك عمي شرف الدين قال لما اسمك لاجين قراسنقر طلب أستاذي يعني عمي في شغل عرض له فلم يدخل وكانت له منه المكانة المعروفة فطلبه يدخل فطلبه ولز في طلبه فلما دخل قال له طلبناك مرتين ثلاثة وأنت ما تجيء فقال

160
كيف أجيء وقد عملت مع قراسنقر ما عملت بعد أن كنتما مثل الروحين في الجسد وأمس)
كما خلصتما من تلك الشدة التي كنتما فيها وظهرتما من الاختفاء وما هكذا الناس
فقال له يا أخي اعذرني هذا والله لو خليته روح روحي وأنا قد حبسته وما آذيه
فقال له الله ما تؤذيه فقال آلله ما أؤذيه فقال ارسم لي لروح غليه وأطيب قلبه وأعرفه بهذا فقال رح إليه وعرفه فراح غليه وعرفه بهذا وبكى وحلف أنني ما كنت أموت وأعيش إلا معه وإن وإن فجاء إلى لاجين وعرفه وقال له يا خوند أنت قد قلت والله ما آذيه وأنت ممن يوثق بيمينه ولا يشك في دينه فقال يا شرف الدين وأزيدك هات
المصحف فجاءوا بالمصحف فقال له حلفني عليه أنني ما آذي قراسنقر في نفسه ولا أمكن من يؤذيه فيها
فعاد القاضي شرف الدين إليه وعرفه بذلك فقال الساعة يا شرف الدين طاب الحبس جزاك الله الخير
ولم يزل كذلك إلى أن قتل لاجين وجاءت الأيام الناصرية في النوبة الثانية فأطلق وأعطي الصبيبة فبقي بها مديدة ونقل إلى نيابة حماة بعد العادل كتبغا
فلما مات الطباخي نقل قراسنقر إلى حلب نائبا وأعطيت حماة لقبجق
ولم يزل قراسنقر بحلب نائبا إلى أن خرج الملك الناصر محمد من الكرك وجاء إلى دمشق فحضر إليه فركب السلطان لتلقيه فالتقيا بالميدان الكبير وترجل السلطان له وعانقه وقبل صدره وبه استتم أمره واستتب له الملك
وكان ابنه الأمير ناصر الدين محمد هو الذي استمال أباه قراسنقر للملك الناصر فشرع بذلك المظفر فيقال إنه سمه
وأخذ قراسنقر في تدبير الملك والسلطان تبع له فيما يراه ووعده بكفالة الممالك والنيابة العامة بمصر
فلما وصل إلى مصر قال له الشام بعيد عني وما يضبطه غيرك فأخرجه لنيابة دمشق وقال له هذا الجاشنكير خرج إلى صهيون فتمسكه وتحضر به لتنفق على المصلحة فخرج واجتهد على إمساك الجاشنكير فلما أحضره إلى الصالحية أتاه أسندمر كرجي من مصر بمرسوم السلطان بأن يسلمه غليه ويتوجه فسلمه غليه وتوجه إلى دمشق ودخلها يوم الاثنين خامس عشري ذي القعدة سنة تسع سبعمائة ونزل بالقصر الأبلق وقد نفض يده من طاعة السلطان فغير أنه حمل الأمر على ظاهره ولم يفسد السلطان بكشف باطنه)
وأقام بدمشق على أوفاز فما حل بها أحمالا ولا خزن بها غلة ولا تقيد فيها لشيء وأخذ فيها أمره بالحزم وجعل له مماليك بطفس ومماليك بالصنمين وعينا ببيسان
وكان إذا وصل أحدج من مصر ممن يتوهم منه بطقوا من بيسان بطاقة منقولة إليه
فإذا وصل الواصل من مصر إلى طفس تلقته مماليك قراسنقر ونوابه وقدموا له ما سأكل وما يشرب ثم يأتي إلى الصنمين فيفعلون به أولئك كذلك ليشغلوه في كل منزلة بالأكل والشرب والتكبيس إلى أن يبلغ الخبر قراسنقر وهجنه وخيله كلها محصلة فيستعد لما يريد فعله
ثم إن الواصل من مصر إذا أتى الصنمين ركب معه من مماليك قراسنقر من يوصله إليه بجميع من معه من المماليك والغلمان والسواقين حتى لا ينفرد أحد منهم بشيء خشية من كتب تكون معه

161
فيرسل بها من يفرقها
ثم إنه ينزله هو وكل ومن معه عنده ولا يدعه يجد محيصا فلما أتاه الأمير سيف الدين أرغون الدوادار أنزله عنده ولم يمكنه من الخروج خطرة وأنزل مماليكه عند مماليكه وكان عنده كأنه تحت الترسيم وفتح أجربتهم وفتق نمازنيات سروجهم فوجدوا فيها الملطفات بإمساكه فأعادها إلى أماكنها وطاوله إلى أن نجز حاله ولا يظهر له شيئا مما فهمه وغالطه بالبسط والانشراح
قال حكى لي الصاحب عز الدين ابن القلانسي قال أتيت قراسنقر وكان يأنس إلي وقلت له ما هذا الذي اسمعه فإن الناس نوحوا بإمساكه فقال اصبر حتى أمزجك ثم قال لأرغون بأي شيء غويتم أنتم فإنا نحن كنا غاوين بالعلاج والصراع
وحدثته في مثل هذا فقال أرغون ونحن هكذا فقال أنت أيش تعمل قال أصارع فأحضر قراسنقر مصارعين قدامه ثم لم يزل لبه حتى قام أرغون وصارع قدامه فبقي قراسنقر يتطلع إلي ويقول يا مولانا ابصر من جاء يمسكني انتهى
قال وفهم بيبرس العلائي الحال من غير أن يقال له فركب على سبيل الاحتياط على أنه يمسكه فبعث يقول له إن كان جاءك مرسوم من أستاذي أوقفني عليه فما عندي إلا السمع والطاعة وإن كان جاءك مرسوم خلني وإلا أنا أركب وأقاتل إما أنتصر أو اقتل أو أهرب ويكون عذري قائما عند أستاذي وابعث أقول له إنك أنت الذي هربتني فتخيل بيرس العلائي وراح إلى بيته)
وكان نيابة حلب قد خلت وقد بعث السلطان مع أرغون إليه تقليدا بنيابتها وفيه اسم النائب خاليا وقال له اتصرف في هذه النيابة وعينها لمن تختاره فهي لك إن اشتهيت تأخذها خذها وإن أردتها لغيرك فهي له
وكان في تلك المدة كلها يبعث قراسنقر إلى السلطان ويقول يا خوند أنا قد ثقل جناحي في حلب بكثرة علائقي بها وعلائق مماليكي ولو تصدق السلطان بعودي إليها كنت رحت إليها
فلما كان من بيبرس العلائي ما كان قال لأرغون أنا قد استرخت الله تعالى وأنا رايح إلى حلب ثم قام وركب ملبسا تحت الثياب من وقته وركب مماليكه معه هكذا وخرج إلى حلب وأرغون معه إلى جانبه ما يفارقه والمماليك حوله لا يمكن الأمراء من الدخول إليه ولا التسليم عليه
وخرج على حمية إلى حلب في يوم الأحد ثالث المحرم سنة إحدى عشرة وسبعمائة وأقام بها وهو على خوف شديد ثم طلب الدستور للحج فلما كان بزيزاء أتته رسل السلطان تأمره بأن يأتي الكرك ليأخذ ما أعده السلطان هناك من الإقامات فزاد تخييله وكثر تردد الرسل في هذا فعظم توهمه وركب لوقته وقال أنا ما بقيت أحج ورمى هو وجماعة ما لا يحصى من الزاد وأخذ مشرقا يقطع عرض السماوة حتى أتى مهنا بن عيسى ونزل عليه واستجار بهوأتى حلب

162
فوقف بظاهرها حتى أخرجت مماليك قراسنقر ما كان لهم بها مما أمكنهم حمله بعد ممانعة قرطاي دون ذلك وركوبه بالجيش للممانعة ولكنه لم يقدر على مدافعة مهنا بن
عيسى
ثم لم يزل يكاتب الأفرم حتى جاء هو والزردكاش ومهنا يستعطف لهم خاطر السلطان على أن يعطيه البيرة ويعطي الأفرم الرحبة والمزردكاش بهنسا والسلطان يقول بل الصبيبة وعجلون والصلت
فهموا بالمقام مع العرب وعملوا على هذا وتهيأوا لإزاحة العذر فيهم فلما طالت المدة بهم ضاقت أعطانهم وأعطان مماليكهم أكثر لأنهم لا يلائم العرب صحبة الأتراك وقشف البادية وخشونة عيشها وشرعوا في الهرب
فخاف قراسنقر من الوحدة فقال لمهنا في هذا فقال له أنا كنت أريد أحدثك في هذا ولكن خشيت أن تظن أني استثقلت بكم لا والله ولكن أنتم ما يضمكم لا الحاضرة والمدن وهذا قد تخبث لكم وأنتم يد تخبثتم له وما بقي إلا ملك الشرق يعني السلطان خربندا وهو كما اسمع)
ملك كريم محسن إلى من يجيه ويقصده فدعوني أكتب إليه بسببكم فوافقوه على هذا فكتب لهم فعاد جواب خربندا بأن يجهزهم إليه ويعدهم بإحسان فتوجهوا إليه فوجدوا منه ما أسناهم مصيبتهم وسلاهم عن بلادهم
قال حكى لي شيخنا واحد الدهر شمس الدين الأصبهاني قال لما جاءوا أمر السلطان خربندا الوزير أن يبصر كم كان لكل واحد منهم من مبلغ الإقطاع ليعطيهم نظيره فأعطاهم على هذا الحكم
فأعطى قراسنقر مراغة وأعطى الأفرم همذان وأعطى الزردكاش نهاوند وتفقدهم بالإنعام حتى غمرهم
وقال لقد كنت حاضرا يوم وصولهم واختبرهم في الحديث فقال عن قراسنقر هذا أرجحهم عقلا لأنه قال لكل واحد منهم أيش تريد فقال شيئا فقال قراسنقر ما أريد إلا امرأة كبيرة القدر أتزوج بها فقال هذا كلام من يعرفنا أنه ما جاء إلا مستوطنا عندنا وأنه ما بقي له عودة إلى بلاده فعظم عنده بهذا وأجلسه فوق الأفرم وسني له العطايا أكثر منه وزوجه بنت قطلوشاه وسماه قراسنقر لأن المغل يكرهون السواد ويتشاءمون به
قال القاضي شهاب الدين وكان خربندا وابنه بوسعيد يحضران قراسنقر في الأطاغ والأرغة معهما دون الأفرم وهما من مواضع المشورة والحكم
وامتد عمر قراسنقر بعد الأفرم ووقع عليه الفداوية مرات ولم يقدر الله تعالى أن ينالوا منه شيئا وما قدا عليه إلا مرة واحدة وهو بباب الكرباش منزل القان فإنهم وثبوا عليه وهو بين أمراء المغل فخدش في ساقه خدشا هينا وتكاثر المماليك والمغل على الواقع فقطعوه ولم يتأثر قراسنقر لذلك
قلت قال إن الذي هلك بسببه من الفداوية ثمانون رجلا

163
حكى لي مجد الدين السلامي قال كنا يوم عيد بالأردو وجوبان وولده دمشق خواجا إلى جانبه وقراسنقر جالس إلى جانبه وهو قاعد فوق أطراف قماش دمشق خواجا فوقع الفداوي عليه فرأى دمشق خواجا السكين في الهواء وهي نازلة فقام هابا فبسبب قيامه لما نهض مسرعا تعلق بقماشه تحت قراسنقر)
فدفع قراسنقر ليخلص فخرج قارسنقر من موضعه وراحت الضربة ضائعة في الهواء ووقع مماليك قراسنقر على الفداوي فقطعوه قطعا
والتفت قراسنقر إلي وقال هذا كله منك وما كان هذا الفداوي إلا عندك مخبوءا وأخذ في هذا وأمثاله ونهض إلى السلطان بوسعيد وشكا إليه ودخلت أنا وجوبان خلفه فقال للسلطان بوعيد يا خوند إلى متى هذا بالله اقتلني حتى أستريح والله زاد الأمر وطال وأنا فقد التجأت إليكم ورميت نفسي عليكم واستجرت بكم والعصفور يستند إلى غصن شوك يقيه من الحر والبرد
فانزعج السلطان بوسعيد لهذا الكلام وقال لي بغيظ إلى متى هذا وأنت عندنا والفداوية تخبأهم عندك لهذا فقلت وحياة راس القان ما كان عندي وإنما حضر أمس مع فلان ولكن هذا أخوك السلطان الملك الناصر قد قال غير مرة إن هذا مملوكي ومملوك أخي ومملوك أبي وقد قتل أخي وما ارجع عن ثأر أخي ولو أنفقت خزاين مصر على قتل هذا وهذا دخل إليكم قبل الصبح بيننا وهو مستثنى من الصلح فعند ذك قال جوبان هذا حقه نحن ما ندخل بينه وبين مملوكه قاتل أخيه وخرج فانفصلت القضية
وحكى علاء الدين علي بن العديل القاصد قال توجهنا مرة ومعنا أربعة من الفداوية لقراسنقر فلما قاربنا مراغة وبقي بيننا وبينها يوم أو قال يومان ونحن في قفل تجار والفداوية مستورون أحدهم جمال والآخر عكام والآخر مشاعلي والآخر رفيق فما نشعر إلا والألجية قد وردوا علينا فتقدموا إلى أولئك الربعة وأمسكوهم واحدا واحدا من غير أن يتعرضوا إلى أحد غيرهم في القفل وتوجهوا بهم إلى قراسنقر فقتلهم وكذلك فعل بغيرهم وغيرهم
قلت الظاهر أنه كان له عيون تطالعه بالأخبار وتعرفه المتجددات من دمشق ومن مصر فنه كان في هذه البلاد نائبا وجهز جماعة من الفداوية ويعرف قواعد هذه البلاد وما هي عليه وما كان ممن بغفل عن أمر الفداوية وما كان يؤتى إلا منهم
قال القاضي شهاب الدين ومات في عزه وجاهه وسعادته معظما بيت المغل كأنما عمره رب فيهم
ويقال أنه ملك ثمانمائة مملوك وعندي أنه لم يبلغ هذه العدة وإنما كان عنده مماليك كثيرة جدا)
وحصل أموالا جمة ويعطي الأموال الجمة لمماليكه وجماعته من الخيول المسومة والسروج الزرخونا والحوايص الذهب والكلاوت والطرز الزركش والأطلس والسمور وغير ذلك من كل مال فاخر
وتأمر في حياته بنوه الأمير ناصر الدين محمد تقدمة ألف

164
والأمير علاء الدين علي طبلخاناه وفرج بعشرة وتأمر له عدة مماليك مثل بيخان ومغلطاي وبلبان جهاركس بطبلخاناه بهادر وعبدون بعشرات
قال شهاب الدين ابن الضيعة النقيب لما جاءت العساكر الحلبية مع قراسنقر إلى دمشق سنة تسع وسبعمائة كان ثلث الجيش يحمل رنك قراسنقر لأنهم أولاده وأتباعه ومماليكه وأتباعهم
وكان في حلب والأمراء الحكام في مصر مثل سلار والجاشنكير وغيرهما يخافونه ويدارونه ولا يخالفون أمره
وكان مع هذه العظمة الكبيرة والسؤدد الزايد يداري بماله ويصانع حاشية السلطتان حتى الكتاب والغلمان فيقال له في ذلك فيقول ما يعرف الإنسان كيف تدور الدوائر وواحد من هؤلاء يجيء له وقت تفلح منه كلمة تعمر ألف بيت وتخرب ألف بيت
وكان يرى أخذ الأموال ولا يرى إهراق الدماء فحقن الله دمه وأهذب ماله
قال القاضي شهاب الدين حكى لي الشيخ أبو العباس أحمد بن عمر الأنصاري الصوفي قال كان ابن عبود إذا عمل المولد الشريف النبوي حضر إليه الأمراء وسائر الناس فعمل المولد مرة في سنة من السنين فحضره قراسنقر وكان في المولد رجل صالح مغربي يعرف بالمراكشي فلما مدت الأسمطة قام قراسنقر وقلع سيفه وتشمر ومد السماط المختص بالفقراء وقدم بيده الطعام وشرع يقطع المشوي لهم ولا يدع أحدا يتولى خدمتهم سواه فقال المراكشي من هذا قالوا له هذا الأمير شمس الدين قراسنقر أمير كبير صفته نعته ومكانته من الدولة كبيرة فقال لا إله إلا الله يعيش سعيدا وتنزل به في آخر عمره كاينة ويخلص منها ويخلص بسببه غيره ويسلم وما يموت إلا على فراشه
وكان لا يأخذ من أحد شيئا إلا ويقضي شغله ويفيده قدر ما أخذ منه مرات مضاعفة وأين مثله أو من يقارب فعله)
حكى لي أن شخصا من أبناء الأمراء الكبراء بحلب كان يحب صبيا اشتهر به وعرف بحبه فاتفق أن ذلك الصبي غاب فاتهمه أهله بدمه وشكوه إلى الوالي فأحضره وقرره بالضرب والتعليق فلم يصبر وقال قتلته فألزم به وأوجع الحبس على دمه وكان بريا منه فتحيل في إرسال شيء خدم به قراسنقر فأمر أن ينظر ولا يعجل عليه فما مضت مدة حتى جاء كتاب نائب البيرة يخبر بأنه قد أنكر على صبي من أبناء النعمة مع جماعة من الفقراء قصدوا الدخول إلى ماردين وأنه رده إلى حلب ليحقق أمره
فلما جاء إذا به ذلك الصبي بعينه وظهرت براءة المتهم به وخلي سبيله وغفل عنه قراسنقر مدة لا يذكره إلى أن مات أمير بحلب وخلف نعمى طائلة ولا وارث له
فلما أتاه وكيل بيت المال والديوان يستأذنونه في الحوطة عليه فقال هذا مال كثير أريد واحدا من جهتي يكون معكم وطلب ذلك الرجل وأمره أن يكون معهم فحصل من تلك التركة محصولا جيدا وعمل به ذهبا أضعاف ما أعطى قراسنقر أولا وأتى

165
بالذهب إلى قراسنقر وقال يا خوند هذا الذي تحصل فقال بارك الله لك فيه نحن أنا نصيبنا منك أولا سلفا
وكانت وفاته رحمه الله بمراغة في شوال سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وفي ترجمة تمرتاش شيء من ذكره
((قراطاش))
3 (الزعيمي الأرمني البغدادي))
قراطاش بن عبد الله الأرمني أبو عبد الله الزعيمي ويسمى عبد الله أيضا مولى زعيم الدين أبي الفضل يحيى بن عبد الله بن محمد بن جعفر ربي في النعمة والحشمة وكان خصيصا بمولاه عزيزا عنده ثم بعد وفاة مولاه انقطع إلى الخلوة وصحب الصوفية وجاور بسقاية الراضي بجامع المنصور وبقي بها إلى حين وفاه ملازما للخلوة ودوام العبادة وظهرت آثار الصلاح عليه
وسمع من أبي بكر بن الشاروق المقري
توفي سنة ست وستمائة وحضر جنازته خلق كثير
((قراقوش))
3 (بهاء الدين الأسدي))
قراقوش الأمير الكبير بهاء الدين الأسدي الخادم الأبيض فتى أسد الدين شيركوه لما استقل السلطان صلاح الدين بملك صر جعله زمام القصر وكان مسعودا ميمون النقيبة صاحب همة
بنى سور الجيزة في الدولة الصلاحية ولما فتح صلاح الدين عكا سلمها إليه فلما أخذها الفرنج أسروا قراقوش فافتكه منهم بعشرة آلاف دينار
وله حقوق على السلطان والإسلام توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة
وللأسعد بن مماتي كراس سماه الفافوش في أحكام قراقوش مكذوب عليه فيعه أشياء فإنها ما تقع من مثل من كان السلطان صلاح الدين يعتمد عليه وينوب عنه
وعمر بالمقس رباطا وعلى باب الفتوح بظاهر القاهرة خان سبيل وله وقف كثير لا يعرف مصرفه

166
ابن قراقيش الطبيب اسمه عبد الصمد بن سلطان
((قرام))
3 (الأمير سيف الدين))
كان أمير آخور في أيام الصالح صالح وهو في محل كير فعمل عليه وأخرج إلى دمشق على أن بحالح ولاية سيف الدين تلك الشحنة وسيف الدين منكلي بغا السلاح دار
الصالحي فوصل إلى دمشق في سادس عشرين شهر بيع الأول سنة ثلاث وخمسين الشحنة إلى مصر
فأقام بدمشق إلى أن أمسك بين العشائين واعتقل بقلعة دمشق في عشية يوم الأربعاء سابع عشر شهر رجب الفرد سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وبقي في الاعتقال إلى أن حضر

167
سرحان إلى الشام في نوبة سغايد
ولما توجه إلى مصر أخذه معه صحبة من امسك تلك الليلة الواقعة وتوجه إلى الإسكندرية
ثم إنه افرج عنه وحضر إلى دمشق في عاشر شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وسبعمائة ورتب له على الديوان كل يوم خمسين درهما وكان قد مات الأمير سيف الدين الجيبغا العادلي فأنعم عليه بإقطاعه
ولم يزل على حاله إلى أن توفي يوم الأحد تاسع عشرين من رجب سنة ست وخمسين وسبعمائة
3 (الأسدي الكوفي))
قران بن تمام الأسدي وثقه أحمد وكان يبيع الدواب وهو كوفي نزل بغداد روى عن سهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وموسى بن عبيدة وجماعة
وروى عنه أحمد بن حنبل وأحمد بن منيع وعلي بن حجر وسعيد بن محمد الجرمي والحسن بن عرفة وآخرون
توفي سنة إحدى وثمانين ومائة وروى له أبو داود والترمذي والنسائي
3 (أمير آخور سيف الدين))
قردمر الأمير سيف الدين أمير آخور كان أمير آخور في أيام الصالح صالح وهو في محل كبير فعمل عليه وأخرج إلى دمشق على إقطاع الأمير سيف الدين تلك الشحنة وصحبه سيف الدين منكلي بغا السلاح دار)
الصالحي فوصل إلى دمشق في سادس عشر من شعر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وطلب تلك الشحنة إلى مصر فأقام بدمشق إلى أن أمسك بيت العشاءين واعتقل بقلعة دمشق في عشية الأربعاء سابع عشر شهر رجب الفرد سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة
وبقي في الاعتقال إلى أن حضر السلطان إلى الشام في نوبة بيبغاروس ولما توجه إلى مصر أخذه معه صحة من أمسك في تلك الواقعة وتوجه إلى إسكندرية ثم إنه أفرج عنه وحضر إلى دمشق في عاشر شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وسبعمائة ورتب له على الديوان في كل يوم خمسون درهما
وكان قد مات الأمير يف الدين الجيبغا العادلي فأنعم عليه بإقطاع
3 (السلولي الصحابي))
قردة بن نفاثة السلولي من بني عمرة بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن كان شاعرا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة بني سلول فأمره عليهم بعدما أسلم واسموا فأشأ يقول
* بان الشباب ولم أحفل به بالا
* وأقبل الشيب والإسلام إقبالا
*
* وقد أروي نديمي من مشعشعة
* وقد أقلب أوراكا وأكفالا
*
* الحمد لله غذ لم يأتني أجلي
* حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
* ومن قوله
* أصبحت شيخا أرى الشخصين أربعة
* الشخص شخصين لما مسني الكبر
*
* لا أسمع الصوت حتى استدير له
* وحال بالسمع دون المنظر القصر
*
* وكنت أشي على الساقين معتدلا
* فصرت أمشي على ما ينبت الشجر
*
* إذا أقوم عجنت الأرض متكئا
* على براجم حتى يذهب النفر
*
((قرعوس صاحب ملك))
قرعوس بن العباس الثقفي صاحب ملك كان إماما صالحا دينا كبير القدر عالي الإسناد
قال ابن الفرضي كان قيها لا علم له بالحديث توفي بالأندلس سنة عشرين ومائتين
((قرطاي))
3 (نائب طرابلس))
3 (قرطاي الأمير شهاب الدين نائب طرابلس))
عزل من طرابلس وورد إلى دمشق على خبز الأمير بدر الدين بكتوت القرماني في جمادى الآخرة سنة سبعة عشرين وسبعمائة وراح عوضه الأمير سيف الدين طينال الحاجب
وأقام بدمشق إلى أن عزل

168
طينال وتوجه لنيابة غزة وعاد الأمير شهاب الدين قرطاي إلى طرابلس نائبا في شهر بربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين سبعمائة
وكان قد حج وأنفق في الحج أموالا صالحة استصحب معه كثيرا من الأشربة والمعاجن وغير ذلك وتوفي رحمه الله تعالى من غي ثامن صفر سنة أربع وثلاثين وسبعمائة
((قرظة))
3 (قرظة الخزرجي))
قرظة بن كعب الأنصاري الخزرجي أحد فقهاء الصحابة وهو أحد العشرة الذين وجههم عمر إلى الكوفة ليعلموا الناس وهو أول من نيح عليه بالكوفة وتوفي في حدود الأربعين للهجرة
بنو قرناص جماعة منهم عبد العزيز بن عبد الرحمن ومنهم مخلص الدين إسماعيل بن عمر ومنهم مخلص اليد إبراهيم بن محمد ومنهم ناصر الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن ومنهم علاء الدين علي بن إبراهيم بن عبد المحسن
3 (نائب قلعة صفد))
قرمشي بن أقطوان الأمير سيف الدين بن الأمير علاء الدين قد تقدم ذكر والده في حرف الهمزة من مكانته نشأ هذا ولده الأمير سيف الدين قرمشي بصفد على خير وديانة وتعبد ولم تعلم له صبوة
وكان يحب الفقراء والصلحاء ويميل إلى الشيخ تي الدين ابن تيمية رحمه الله وأصحابه)
ويكاتبه الشيخ تقي الدين وهو بصفد
وكانت له خصوصية بالأمير سيف الدين أرقطاي نائب صفد يسمر عنده ويلازمه ليلا ونهارا
ولما كان سنة ست وثلاثين وسبعمائة اختص بالأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى وأقام عده بدمشق وأبل عليه إقبالا كثيرا وصار من أحظى الناس عنده
وكان يركب في البريد المهم وتوجه بالمشافهات بين السلطان وبين تنكز
ثم إنه أعطاه بدمشق عشرة أرماح وعلت مكانته وتردد في البريد مرات عديدة
ثم توجه مع الأمير سيف الدن تنكز لما توجه إلى مصر وهي آخر مرة فغير إقطاعه هناك ثلاث مرات بالإمرة وولاه الحجوبية
ولما أمسك الأمير سيف الدين تنكز طلب هو إلى مصر فتوجه إليها وأقام باب السلطان حاجبا وشنع الناس ورمي بأنه هو الذي نم على تنكز وعمل عليه في الباطن إلى أن أمسك فنفرت قلوب مماليك السلطان منه وأبغضه الأمراء فطلب في أول دولة الصالح إسماعيل الخروج إلى دمشق فحر إليها أميرا ثم رسم له بنيابة قلعة صفد فباشرها على أحسن ما يكون وبالغ في عمارتها ورم ما تشعث

169
منها واجتهد في ذلك
ثم إن الأمير سيف الدين الملك نائب صفد لما امسك في أيام الكامل شعبان شنع بالناس أن الأمير سيف الدين قرمشي هو الذي نم عليه وكتب إلى مصر في السر يقول إنه قد عزم على أن يهرب فجددت هذه المرة عليه ما كان كامنا في نفوس المراء منه
ولما برز الأمبر سيف الدين يلبغا نائب دمشق إلى الجسورة واجتمع عليه العساكر طلبه ليحضر إليه فوعده بذلك ولم يحضر
واتفق أن وردت إليه كتب الملك الكامل في الباطن فجزها هو من جهته إلى أمراء الشام وغيرهم وأمسك قصاده بالكتب فحرك ذلك عليه ساكنا عظيما
ولما استقر السلطان الملك المظفر حاجي في الملك جهز الأمير سيف الدين يلبغا النائب إلى سيف الدين قرمشي فأحضره على البردي وأودع الاعتقال في قلعة دمشق هو وأولاده وجماعة من أهله فأقام بها كذلك قريبا من شهر أو أكثر ثم أفرج عن أولاده وجماعته وكان ذلك آخر العهد به في شعبان سنة سبع وأربعين وسبعمائة رحمه الله تعالى وعفا عنه
ولما كنت بالديار المصرية كتبت له مرسوما بنيابة قلعة صفد ارتجالا وهو)
الحمد لله الذي نصر هذا الدين بسيفه المضر الشبا وأيده بخير ولي تقصر عن بأسه سمر القنا وبيض الظبا وحصن معاقله بكفؤ تأرج عنه الثناء وطاب البنا وحمى سرحه بفارس إذا أظلم العجاج اطلع في دجاه من سنانه اللامع كوكبا نحمده على نعمه التي لا يداني جودها غمام ولا يقارب حسن مواقعها تبسم زهر من ثغر كمام ولا يجاري سراها برق تسرع جواده في ميدان ظلام ولا يحاكي تواخيها ازدواج لآلئ تألفت حباه في النظام ونشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له شهادة رقم الإيمان برودها وحتم البرهان وجودها وحسم الإدمان عنودها ونظم الإيمان عقودها
ونشهد بان سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي تثنى الخطار من بأسه طربا وضحك البار في يمينه الشريفة عجبا وولى الأدبار عدو الدين ممنعا هربا وباد الكفار من حزبه لما ذاقوا ويلا وحربا صلى الله عليه وعلى آله الذين سادوا النام وجادوا بما فاق الغمام وعادوا بفضلهم على أولي الفاقة والإعدام وحادوا عن طرق الضلال والظلام صلاة دائمة السنا قائمة بنيل المراد والمنى ما ابتسم في الروض ثغر أقاح وفتق غمة الظلام شفرة صباح وسلم سلاما كثيرا
وبعد
فإن ثغر صفد المحروسة من الحصون المشيدة والمعاقل الفريدة قد طاولت النجوم شرفاته وعلت على الغيوم غرفاته وتلهبت ذبالة الشمس في سراجه ونفض الأصيل زعفرانه على بياض أبراجه كم لاثت الغمائم على هامته عمائم وكم لبست أنامل بروجه من الأهلة خواتم والنيابة فيه منصف شريف وفضل على الكواكب ينيف وكان المجلس السامي الأميري السيفي فلان ممن جمل الدول وفاز بالقرب من الملوك الأول ونصح والدنا الشهيد

170
فادى من حقه واجباه واجتهد في رضاه فكان له عينا وحاجبا وآثر عوده إلى وطنه فنولناه مرامه واجتنبنا قصده الذي أحكم نظامه رغبة في الانجماع والعزلة عن الناس وطلبا في الانفراد والخلوة وما في ذلك من بأس فلذلك رسم بالأمر الشريف السلطاني الملكي الصالحي العمادي أعلاه الله وشرفه ان يستقر في النيابة بقلعة صفد المحروسة على أجمل العوائد وأكمل القواعد
فليجتهد في مراعاة أحوالها وتفقد مباشريها ورجالها ورم ما تعث من بنائها وإصلاح ما)
تحتاج إليه في ربعها وفنائها فإن لها منه أيام المرحوم والده إيثارا وله في عمارتها آثارا فليجرها على ما عهدت وليزكها في ماله شهدت ويبذل الجهد في تشييدها ودوام تحصينها بالرجال وتخليدها وتثمير حواصلها بالسلاح والعدد والغلال وعرض رجالها النقاعة فما الحصون إلا بالرجال ومثله لا يذكر بوصية ولا ينبه على مصلحة أو قضية ولكن التقوى هي العمدة والكنز الذي لا يفنى في الرخاء ولا في الشدة وهي به أليق وبشد عراه أوثق والخط الشريف أعلاه تعالى أعلاه حجته وثبوت العمل بما اقتضاه إن شاء الله تعالى
((الألقاب))
القرميسي صدر الدين اسمه عبد الرحمن بن علي
بنو قرناص جماعة منهم عبد العزيز بن عبد الرحمن ومنهم مخلص الدين إسماعيل بن عمر ومنهم مخلص الدين إبراهيم بن محمد ومنهم ناصر الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن ومنهم علاء الدين علي بن إبراهيم بن عبد المحسن
القرندلي الكاتب اسمه محمد ن بكتوت
القرقوبي النسابة زهير بن ميمون
ابن قرقين اسمه محمود بن علي
ابن قرقول إبراهيم بن يوسف
ابن قرصه أحمد بن محمد
ابن قرصه أحمد بن موسى
القرطبي صاحب التفسير اسمه محمد بن أحمد
القرطبي مختصر الصحيحين اسمه أحمد بن عمر
ابن قرطاميز

171
أحمد بن ثناء الحافظ
قرطمة اسمه أحمد بن علي
ابن قرعة أحمد بت عبيد الله
ابن القفرين المقرئ الحسن بن عبد الله
((قرة))
3 (قرة بن إياس))
3 (المزني الصحابي))
قرة بن إياس بن رباب المزني سكن بالبصرة لم يرو عنه غير ابنه معاوية بن قرة وهو جد إياس بن معاوية بن قرة الحكيم الزكن قاضي البصرة
وقد تقدم ذكره في حر فالهمزة قتلت قرة الزارقة ومعه مسلم بن عبيس بن كريز وهما ابنا عم لعبد الله بن كريز وقتل معاوية قاتل أبيه
3 (أمير مصر))
قرة بن شريك القيسي بالقاف أو العنسي بالعين والنون أمير مصر من قبل الوليد كان ظالما فاسقا جبارا خليعا أمره الوليد ببناء جامع لفسطاط والزيادة
قيل إنه كان إذا انصرف الصناع مه دعا بالخمر والطبل والمزمار ودخل بهم إلى الجامع وقال لنا الليل ولهم النهار
يروى أن نعي الحجاج وقرة وردا على الوليد في يوم واحد سنة ست وتسعين للهجرة
3 (قرة الأنصاري))
قرة بن عقبة بن قرة الأنصاري الأشهلي حليف لهم قتل يوم أحد شهيدا
3 (قرة النميري))
قرة بن دعموص بن ربيعة بن عوف النميري استغفر له

172
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قدم عليه مع قيس بن عاصم والحارث بن شريح وروى عنه مولاه وروى عنه أيضا عائذ بن ربيعة بن قيس
3 (قرة القشيري))
قرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة الخير القشيري وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال له يا رسول الله الحمد لله إنا كنا نعبد آلهة لا تنفعنا ولا تضرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ذا عقلا
وقرة جد الصمة بن عبد الله بن الطفيل بن قرة الشاعر وأحد الوجوه الوفود نم العب على)
النبي صلى الله عليه وسلم
3 (قرة العبسي))
قرة بن الحصين بن فضالة بت الحارث بن زهير بن جذيمة العبسي أحد التسعة العبسيين الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلموا
3 (قرة الصفاري))
قرة بن أشقر الصفاري ثم الضلعي قاله ابن إسحاق وقال ابن هشام الصفاري ذكر في غزوة زيد بن حارثة جذم وذكر انه قاتل في جملة من أسلم من بني الضبيب قوما من المشركين
3 (قرة المعافري المصري))
قرة بن عبد الرحمن بن حيويل المعافري المصري ضعفه ابن معين وقال أبو حاتم ليس بقوي وهو كاسر الصاع الذي أرسله هشام بن عبد الملك إلى مصر
توفي سنة سبع وأربعين وروى هل الأربعة ومسلم مقرونا
3 (قرة القنوي الرماح))
قرة بن حبيب أبو علي البصري القنوي الرماح روى عنه البخاري في غير الصحيح توفي سنة أربع وعشرين ومائتين
حدث عن عبد الله بن عون وشعبة وأبي الأشهب العطاردي وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار
وهو آخر من حدث عن ابن عون من الثقات
وروى عنه أبو داود في غير السنن وإسماعيل سمويه وعثمان بن خرزاد

173
ومحمد بن غالب تمتام وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي الخزاعي وأحمد بن داود المكي والحسن بن سهل المجوز وعلي بن عبد العزيز البغوي وجماعة
وروى عنه البخاري في صحيحه حديثا عن جر لعنه
3 (قرة العين أرجوان))
قرة العين بنت عبد الله هي أرجوان مولاة الأمير أبي العباس الإمام القائم بن القادر وأم ولده الإمام المقتدي)
أدركت خلافة ولدها وتوفي وهي في الحياة وعاشت حتى رأت ولده الإمام المستظهر خليفة ثم مات وهي في الحياة ورأت ولده الإمام أبا منصور المسترشد خليفة ثم رأت
للمسترشد عدة من الأولاد وعاشت حتى رأت البطن الرابع من أولادها
وكانت امرأة صالحة كثيرة البر والمعروف حجت مرارا وبنت بمكة رباطا وآثارا حسنة وبنت ببغداد رباطا كيرا بدرب راحي للصوفية
وتوفيت رحمها الله تعالى سنة اثنتي عشرة وخمسمائة
3 (الخزاعي المغربي))
قرهب بن جابر الخزاعي قال ابن رشيق في الأنموذج كان شاعرا مطبوعا جيد الطبع علي الأنفاس لا يبالي كيف صنع الشعر ثقة بنفسه وعلما بالمقاصد مع قوة وحلاوة
وكانت يبنه وبين ابن مغيث وقائع سألته مرة ولم أعلم ما كان بينهما كيف ابن مغيث عندك قال مغرى بقذف المحصنات وليس من أبنائها قلت إن بينهما شيئا وأظن البيت قديما لسرعة إجابته إياي فإن كان لوقت فذلك أعجب
وأغلب ظني أنه لعلي بن الجهم وأورد له
* لبس الشباب فكاهة ولذاذة
* وحلى المشيب سكينة ووقار
*
* أكرم بأيام الشباب فإنها
* وأبي الهوى من طيبهن قصار
*
* إذ غصنك الريان غض ناعم
* ودجاك لم يخلع عليه نهار
* يقول في مدحها
* لم ترم فوق ثلاث عشرة حجة
* حتى أبان عداك منك نوار
*
* فحدا بمدحك جازع في مهمه
* وشدا به الحضار والسمار
*

174
وأورد له أيضا سعد حباك به خبال سعادوفى وما وفتك بالميعاد
* أحبب به من زائر متعطف
* لو أنه في وصله متماد
*
* حياك من كثب تحية محسن
* فكأنما ناداك وسط النادي)
* (ما صد عنك سوى المشيب كصدها
* إذ لاحظته فآذنت ببعاد
*
* قد كان لي شرخ الشيبة شافعا
* عند الحسان مؤكدا لودادي
* لو كان حكمي في الشباب ذخرتهوجعلته من زينة الأعياد
* فهو بالجمال الرائق الحسن الذي
* لو يستعد لكان خير عتاد
*
* ماذا أحاول من ورودي منهلا
* أسد العرين بحافيته عواد
*
* يحمى بأطراف الرماح كأنه
* مجد الجواد سلالة الأجواد
* وأورد له في صفة مصلوب
* أدرته بعدما عفرت لبته
* والجذع منبره والجو مسجده
*
* كأنه ضارع لله يسأله
* لو كان يشكر ما أولى ويحمده
* وتوفي رحمه الله تعالى بالقيروان وقد قار بالسبعين في أول سنة عشرين وأربعمائة ووجدت عند رأسه رقعة فيها مكتوب
* أسفت وحق لي أسفي
* لما خلفت في الصحف
*
* لعل الله يرحمني
* بحب السادة السلف
*
((قرواش))
3 (صاحب الموصل))
قرواش بن مقلد بن المسيب بن رافع الأمير أبو المنيع معتمد الدولة ابن الأمير حسام الدولة العقيلي صاحب الموصل وقد خطب في بلاده للحاكم ثم رجع عن ذلك وخطب للقادر العباسي فجهز صاحب مصر جيشا لحربه ووص إلى الموصل

175
ونهبوا داره وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار فاستنجد عليهم بدبيس بن صدقة واجتمعا على حربهم فنصرا عليهم وقتلا منهم خلقا كثيرا
وكان ظريفا شاعرا نهابا وهابا وجمع بين أختين فلاموه فقال خبروني ما الذي نستعمله من الشرع حتى تتكلموا في هذا الأمر
وقبض عليه بركة بن أخيه وحبسه وتلقب زعيم الدولة فلم تطل دولته فقام بعده أبو المعالي قريش بن بدران بن مقلد ابن أخيه فأول ملك أخرج قرواشا عنه وذبحه صبرا وقيل بل مات في سجنه سنة إحدى وأربعين وأربعمائة
وفي قرواش يقول الطاهر الجزري
* وليل كوجه البرقعيدي ظلمة
* وبرد أغانيه وطول قرونه
*
* سريت ونومي فيه نوم مشرد
* كعقل سليمان بن فهد ودينه
*
* على أولق فيه مضاء كأنه
* أبو جابر في طيشه وجنونه
*
* إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه
* سنا وجه قرواش وضوء جبينه
* ودامت إمارة قرواش خمسين سنة
حكى أبو الهيجاء لأن عمران بن شاهين قال كنت أساير معتمد الدولة قرواشا ما بين سنجار ونصيبين فنزل ثم استدعاني بعد الزوال وقد نزل هناك بقصر يعرف بقصر
العباد بن عمرو الغنوي وهو مطل على بساتين ومياه كثيرة فدخلت عليه فوجدته قائما يتأمل كتابا في الحائط فقرأتها فإذا هي
* يا قصر عباس بن عمرو
* كيف فارقك ابن عرمك
*
* قد كنت تغتال الدهور
* فكيف غالك ريب دهرك
*
* واها لعزك بل لجودك
* بل لمجدك بل لفخرك
*)
وتحت الأبيات مكتوب وكتبه علي بن عبد الله بن حمدان سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة
وهذا الكتاب هو سيف الدولة ابن حمدان وتحت ذلك مكتوب يا قصر ضعضعك الزمان وحط من علياء قدرك
* ومحا محاسن أسطر
* شرفت بهن متون جدرك
* واها لكاتبها الكريم وقدره الموفي بقدرك

176
وتحت الأبيات مكتوب وكتبه الغضنفر بن الحسن بن علي بن حمدان بخطه في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة
وهذا هو عدة الدولة ابن ناصر الدولة الحسن ابن أخي سيف الدولة
وتحت ذلك مكتوب
* يا قصر ما فعل الأولى
* ضربت قبابهم بعقرك
*
* أخنى الزمان عليم
* وطواهم تطويل نشرك
*
* وآها لقاصر عمر من
* يختال فيك وطول عمرك
* وتحت ذلك مكتوب وكتبه المقلد بن المسيب بن رافع بخطه سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة
وهذا هو حسام الدولة أبو قرواش المذكور وتحت ذلك مكتوب يا قصر ما فعل المرام الساكنون قديم عصرك
* عاصرتهم فبذذتهم
* وشأوتهم طرا بصبرك
*
* ولقد أثار تفجعي
* يا ابن المسيب رقم سطرك
*
* وعلمت أني لاحق
* بك دائبا في قفو ثغرك
* وتحت ذلك مكتوب وكتبه قرواش بن المقلد بن المسيب سنة إحدى وأربعمائة
قال الراوي فعجبت بذلك وقلت له الساعة كتبت هذا فقال نعم وقد هممت بهدم هذا القصر فإنه مشؤوم دفن الجماعة فدعوت له بالسلامة ولم يهدم القصر
وسيأتي ذكر المقلد والده في مكانه من حرف الميم إن شاء الله تعالى
ومن شعر قرواش
* لله در النائبات فإنها
* صدأ اللئام وصيقل الأحرار
*
* ما كنت إلا وزبرة فطبعتني
* سيفا وأطلق صرفهن غراري
*)
ومه أيضا
* وآلفة للطيب ليست تغبه
* منعمة الأطراف لينة اللمس
*
* إذا ما دخان الند من جيبها علا
* على وجهها أبصرت غيما على شمس
*

177
((قريب))
3 (ابن هارون الرشيد))
قريب بن هارون الرشيد وأمه سحر كان ترب المعتصم لما توفي جزع الرشيد عليه جزعا شديدا فعزاه العباس فلم يبن ذلك فيه
فدخل عليه العباس بن الحسن بن عبيد الله العلوي فقال
* لا زلت تبقى ونعزيكا
* نحن ومن في الأرض يفديكا
* فتعزى وعرف ذلك وأمر له بمال
((قريش))
3 (قريش صاحب الموصل))
قريش بن بدران بن القملد بن المسيب أبو المعالي الأمير العقيلي صاحب الموصل وليها عشر سنين ومات بالطاعون وله إحدى وخمسون سنة وقام بعده ولده شرف الدولة أبو المكارم سلم بن قريش
وكانت وفاة أبي المعالي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة
واجتمع قريش المذكور مع أرسلان البساسيري على نهب دار الخلافة ولم يؤاخذه الإمام القائم بأمر الله على ما بدا منه وصفح عنه
وتوفي قريش بنصيبين وكان عمره إحدى وخمسين سنة وولي بعده إمارة بني عقيل ولده أبو المكارم سلم بن قريش الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الميم
وكان قريش يلقب علم الدين وكان داهية بخيلا سافكا للدماء بعيد الغور غدارا
3 (أبو محمد العلوي))
قريش بن السبيع بن المهنا بن السبيع بن المهنا بن السبيع بن المهنا بن داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب
3 (أبو محمد العلوي الحسيني))
)
من أهل المدينة النبوية قدم بغداد صبيا واستوطنها إلى أن توفي سنة عشرين وستمائة
صحب المحدثين وسمع كثيرا وكان يظهر التسنن وأنه على مذهب أصحاب الحديث
وثار له اختصاص بالأكابر وولي بخزانة كتب التربة السلجوقية مدة ثم انقطع آخر عمره بالمشهد بباب التبن إلى أن مات
سمع أبا الفخر ابن البطي وأبا زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وأبا

178
بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور وغرهم
وقرأ بنفسه كثيرا على جماعة من المتأدبين وكان يكثر مطالعة الكتب وينقل منها منتخبا إلى مجاميع
وكان قليل البضاعة في العلم والفهم قال محب الدين ابن النجار كتبت عنه وما علمت منه إلا خيرا
3 (البصري))
قلايش بن أنس البصري كان قد اختلط ست سنين في البيت وتوفي في رمضان سنة ثمان ومائتين وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
((الألقاب))
ابن قراجة إبراهيم بن بركات
القريشي النحوي اسمه سعيد بن عبد الله
ابن قريش الحكيمي البغدادي اسمه محمد بن أحمد
ابن قريش اسمه أحمد بن الحسين
وابن قريش إسماعيل بن إبراهيم
ابن قريش نور الدين علي بن إسماعيل
ابن قريش يوسف بن إبراهيم
ابن قريعة اسمه محمد بن عبد الرحمن
ابن القرية أيوب بن زيد
القزاز علي بن عبد الله)
القزاز المغربي النحوي هو محمد بن جعفر
ابن قزمان الزجال اسمه محمد بن عيسى بن عبد الملك
القزويني جلال الدين قاضي القضاة اسمه محمد بن عبد الرحمن

179
ابن القزويني الزاهد علي بن عمر بن محمد
القزم الناسخ اسمه أحمد بن سعيد
3 (أبو الغادية البصري))
قزعة بن يحيى أبو الغادية البصري مولى زياد بن أبيه حدث عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عمر وعبد الله بن عمرو
وتوفي في حدود المائة وروى له الجماعة
3 (صاحب آذربيجان))
قزل أرسلان أخو البهلوان محمد بن ألدكز ولي أذربيجان واران وهمذان وأصبهان والري بعد أخيه وقد تقدم ذكر أخيه
سار إلى أصبهان والفتن بين المذاهب وقد قتل خللق فقبض على جماعة من الشافعية وصلب بعضهم وعاد إلى همذان وخطب لنفسه بالسلطنة
وكان فيه كرم وعدل وخير وحلم قتل غيلة على فراشه ولم يعرف قاتله سنة سبع وثمانين وخمسمائة
ابن قزل الأمير فخر الدين عثمان بن قزل
ابن قزل المشد علي بن عمر
((قس))
3 (ابن ساعدة الإيادي))
قس بن ساعدة بن عمرو الإيادي خطيب العرب وشاعرها وحكيمها وحليمها في عصره وهو أول من علا على شرف وخطب عليه وأول من اتكأ في خطبته على سيف أو عصا وأول من قال في كلامه أما بعد
وأدركه رسول لله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة ورآه بعكاظ وكان يؤثر عنه كلاما سعة منه
وسئل عنه فقال يحشر أمة وحده ولما قدم وفد إياد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما فعل قس بت ساعدة قالوا مات يا رسول الله قال كأني أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل له أورق وهو يتلكم بكلام عليه حلاوة وما

180
أجدني أحفظه فقال رجل من القوم أنا أحفظه يا رسول الله قال كيف سمعته يقول قال سمعته يقول أيها الناس احفظوا ودعوا من عاش مات ون مات فات وكل ما هو آت آت ليل داج وسماء ذات أبراج وبحار تزخر ونجوم تزهر وضوء وظلام وبر واثام ومطعم وملبس ومشرب ومركب ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا وإله قس بن ساعدة ما على وجه الأرض دين أفضل من دين قد أظلكم زمانه وأدرككم أوانه فطوبى لمن أدركه فاتبعه وويل لمن خالفه
ثم أشأ يقول في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر
* لما رأيت مواردا للموت
* ليس لها مصادر
*
* ورأيت قومي نحوها
* تمضي الأصاغر والأكابر
* أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله قسا إني لأرجو أن يبعث يوم القيامة أمة وحده
فقال رجل يا رسول الله لقد رأيت من قس عجبا فقال وما رأيت قال بينا أنا بجبل يقال له سمعان في يوم شديد الحر إذ أنا بقس أبا ساعدة تحت ظل شجرة عند عين ماء وحوله)
سباع كلما زأر منها على صاحبه ضربه بيده وقال كف حتى يشرب الذي ورد قبلك قال ففرقت فقال لي لا تخف وإذا أنا بقبرين بينهما مسجد فقلت ما هان القبران اللذان أراهما قال قبرا أخوين كانا لي فاتخذت لبينهما مسجدا أعبد الله فيه حتى ألحق بهما ثم أشنأ يقول
* خليلي هبا طالما قد قدتما
* أجدكما لا تقضيان كراكما
*
* ألم تعلما أني بسمعان مفرد
* وما لي فيه من حبيب سواكما
*
* أقيم على قبريكما لست بارحا
* كطوال الليالي أو يجيب صدتاكما
*
* كأنكما والموت أقرب غاية
* بجسمي في قبريكما قد أتاكما
*
* فلو جعلت نفس لتفس وقاية
* لجدت بنفسي أن تكون فدتاكما
* فقال لنبي صلى الله عليه وسلم رحم الله قسا

181
((قسام))
3 (الأمير الحارثي))
قاسم الحارثي الأمير من أهل قرية تلفيتا من جبل سنير كان ينقل التراب على الحمير وتنقلت به الأحوال وكثر أعوانه حتى غلب على دمشق مدة فلم يكن لنوابها معه أمر إلى أن ندبوا له من مصر جيشا عليهم يلتكين فحاربه فضعف قسام فاستخفى أياما ثم استأمن فقيدوه فحملوه إلى مصر فعفي عنه
وقد توفي سنة ست وسبعين وثلاثمائة ومدحه عبد المحسن الصوري
((الألقاب))
ابن قسيم الشاعر الحموي اسمه مسلم بن الخضر
القسنطيني المحدث اسمه عبد العزيز بن مسلم
القشيري عبد الكريم بن هوازن
ابن القصار قاضي بغداد المالكي اسمه علي بن عمر
القصار يونس بن يحيى
ابن القصار الطنبوري سليمان بن علي
القصاب اسمه محمد بن علي
ابن القصاب الوزير اسمه محمد بن علي)
ابن القصيرة الكاتب المغربي اسمه محمد بن سليمان
القصير الحسيني اسمه الفاخر
القصير الثياب القرمطي هو الحسن بن أحمد
القصباتي النحوي اسمه الفضل بن محمد
القضاعي محمد بن سلامة
ابن قضاعة أحمد بن محمد بن علي

182
3 (البعلبكي الحكيم))
قسطا بن لوقا الأنصاري طبيب حاذق نبيل منجم عارف بالحساب والهندسة كان في أيام المقتدر بالله وكان فصيحا باللغة اليونانية جيد العبارة بالعربية توفي بأرمينية عند بعض ملوكها ومن ثم أجاب أبا عيسى ابن المنجم عن رسالته في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
ثم عمل كتاب الفردوس في التاريخ وعرب كتبا كثيرة وكان جيد النقل فصيحا باللسان العربي والسرياني واليوناني ولما مات بنى الملك على قبره قبة وأكرم إكرام الملوك ورؤساء الشرائع
وله من الكتب كتاب في أوجاع النقرس كتاب الروائح وعللها رسالة في الباه وأسبابه على طريق المسألة والجواب كتاب جامع في الدخول إلى علم الطب كتاب النبيذ وشربه في الولائم كتاب في الاسطقسات كتاب في السهر كتاب في العطش وكتاب في القوة والضعف كتاب في الأغذية كتاب في النبض ومعرفة الحميات وضروب البحرانات كتاب في علة الموت فجاءة
كتاب في معرفة الخدر وأنواعه وعلله وأسبابه وعلاجه كتاب في أيام البحران في الأمراض الحادة كتاب في الأخلاط الأربعة وما تشترك فيه كتاب في الكبد وخلقتها وما يعرض قفيها من الأمراض رسالة في الأشياء المروحة وأسباب الريح كتاب مراتب قراءة الكتب الطبية
كتاب تدبير الأبدان في سفر الحج كتاب دفع ضرر السموم كتاب المدخل إلى علم الهندسة
كتاب آداب الفلاسفة كتاب الفرق بين النفس والروح كتاب في الحيوان الناطق كتاب في الجزء الذي لا يتجزأ كتاب في حركة الشريان كتاب في النوم والرؤيا كتاب في العضو)
الرئيسي من البدن كتاب في البلغم كتاب في الدم كتاب في المرة الصفراء كتاب في الكرة السوداء كتاب في شكل الكرة والأسطوانات كتاب في الهيئة وتركيب الأفلاك كتاب في حساب التلاقي على جهة الجبر والمقابلة كتاب في العمل بالكرة النجومية كتاب في شكل الآلة التي ترسم عليها الجوامع وتعمل منها النتائج كتاب في المرايا المحرقة كتاب في الأوزان والمكايل كتاب السياسة كتاب القرسطون كتاب الاستدلال بالنظر إلى أصناف البول كتاب المدخل إلى المنطق كتاب شرح مذهب اليونانيين رسالة في الخضاب كتاب في شكوك كتاب إقليدس كتاب المدخل إلى علم النجوم كتاب الحمام كتاب الفردوس في التاريخ رسالة في استخراج مسائل عددية من المقالة الثالثة من إقليدس تفسير ثلاث مقالات ونصف من كتاب ذيوفنطس في

183
المسائل العددية كتاب في البخار مسائل في الحدود على رأي الفلاسفة رسالة إلى أبي علي ابن بنان بن الحارث مولى أمير المؤمنين فيما سأل عنه من علل اختلاف الناس في أخلاقهم وسيرهم وشهواتهم واختياراتهم
((قشتمر ذقر))
قشتمر ذقر الأمير سيف الدين ولي نيابة الرحبة سنة ستين وسبعمائة ثم حضر إلى دمشق أميرا وجهزه الأمير بيدمر لما خرج على السلطان بطرابلس فأحضر نائبها الأمير سيف الدين ثمان عشرة فنقم ذلك عليه وحبسه السلطان بقلعة دمشق فأقام تقدير عشرين يوما ومات بحبسه في يوم الجمعة سادس عشر شوال سنة اثنتين وستين وسبعمائة
3 (أستاذ دار طقز))
قشتمر الأمير سيف الدين أستاذ دار طقزتمر كان أستاذ دار طقزتمر وحضر معه إلى الشام
وكان معه في حماة وحلب ودمشق وكان متمكنا منه لا يخالفه فيما يشير به عليه وله عنده وجاهة رأيه
ثم توجه إلى مصر وتنقلت به الأحوال وولي المهمندارية بها ولم يزل بها إلى أن رسم بإخراجه في أيام الملك الصالح صالح وأخرج إلى طرابلس ليكون بها مقيما بطالا ومعه نقيبان فوصل إلى دمشق في ثاني عشر صفر سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وأقام بطرابلس إلى أن طلب إلى مصر فعاد إليهاثم إنه وصل إلى دمشق رابع عشرين شهر رجب الفرد سنة)
ثلاث وستين وسبعمائة أمير طبلخاه وأضيف إليه شد مراكز البريد ورسم للأمير علاء الدين ابن الحلبي شد دواوين دمشق وشد المراكز أن يتوجه إليه إلى غزة ويسلمه المراكز من هناك فتوجه إليه وسلمه ذلك حسبما رسم له
3 (نائب مصر))
قشتمر الأمير سيف الدين
رسم السلطان الملك الناصر له بنيابة الكرك فتوجه إليها وأقام بها مدة ثم إنه طلبه إلى مصر فأقام بها وولاه الوزارة
ثم إنه ولاه الحجوبية لما خلع الملك الناصر حسن جعله الملك المنصور محمد بن حاجي نائب مصر
((الألقاب))
ابن القطاع اسمه محمد بن علي
ابن القطاع علي بن جعفر
القطان الحنبلي اسمه أحمد بن إبراهيم
القطان الحافظ اسمه أحمد بن سنان
ابن القطان الشافعي أحمد بن محمد
ابن القطان الفاسي أحمد بن محمد

184
ابن القطان الشاعر هبة الله بن أفضل
القطان الحافظ يحيى بن سعيد
القطان الكبير يوسف بن موسى
القطان الصغير يوسف بن موسى
القطان يوسف بن سعيد
القطامي الشاعر اسمه عمرو بن شييم
القطيعي الحافظ محمد بن أحمد بم عمر
((قطبة))
3 (قطبة الأنصاري))
قطبة بن عامر بن حديدة الأنصاري أبو زيد شهد القعبة الأولى والثانية لم يختلفوا في ذلك وشهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانت معه راية بني سلمة وجرح يوم أحد تسع جراحات ورمى يوم بدر بحجر بين الصفين وقال لا أفر حتى يفر هذا الحجر
وتوفي في زمن عثمان
3 (قطبة بن عمرو الصحابي))
قطبة بن عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار قتل يوم بئر معونة شهيدا
3 (قطبة الثعلبي الصحابي))
قطبة بن مالك الثعلبي ويقال الثعلبي والأول أصح من بني ثعلبة ويقال الذبياني كوفي روى عنه زياد بن علاقة يقال هو عم زياد
توفي في حدود الستين وروى له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة
3 (قطبة السدوسي))
قطبة بن قتادة السدوسي هو الذي استخلفه خالد بن الوليد

185
على البصرة ثم صار إلى السواد
روى عنه مقاتل
3 (قطبة بن جزي))
قطبة بن جزي ويقال ابن جرير قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وبايع وكنيته أبو الحويصلة
له صحبة ورواية روى عنه مقاتل بن معدان
قطب الدين الشيرازي محمود بن مسعود
القطب المصري إبراهيم بن علي
((قطري))
3 (رأس الخوارج))
قطري بن الفجاءة واسم أبيه جعونة التميمي المازني أبو نعامة رأس الخوارج في زمانه كان أحد الأبطال خرج في خلافة ابن الزبير وبقي يقاتل المسلمين ويستظهر عليهم
بضع عشرة سنة وتغلب على نواحي فارس ولم يقدر عليه بل عثرت به فرسه واندقت عنقه بطبرستان سنة تسع وتسعين للهجرة وحمل رأسه إلى الحجاج
وكان من الخطباء البلغاء الشعراء وشعره في الحماسة
وحكي عنه أنه خرج في بعض حروبه وهو على فرس أعجف وبيده عمود من خشب فدعا إلى المبارزة فبرز له رجل فحسر له قطري عن وجهه لما رآه ولى عنه فقال له قطري إلى أين فقال لا يستحيى الإنسان أن يفر منك
قال أهل التاريخ إنه أقام عشين سنة يقاتل ويسلم عليه بالخلافة وإنما قيل لبيه الفجاءة لأنه كان باليمن فقدم على أهله فجاءة فسمي بذلك
وروي أن الحجاج قال لأخيه لأقتلنك قال ولم قال لخروج أخيك قال فإن معي كتاب أمير المؤمنين أن لا تأخذني بذنب أخي قال هاته قال فمعي ما هو أوكد منه قال وما هو قال كتاب الله عز وجل يقول ولا تزر وازرة وزر أخرى فعجب منه وخلى سبيله
والحريري عناه بقوله في المقامات فقلدوه في هذا الأمر الزعامة تقليد الخوارج أبا نعامة

186
ومن شعر قطري بن الفجاءة
* أقول لها وقد طارت شعاعا
* من الأبطال ويحك لا تراعي
*
* فإنك لو سألت بقاء يوم
* على الأجل الذي لك لم تطاعي
*
* فصبرا في مجال الموت صبرا
* فما نيل الخلود بمستطاع
*
* ولا ثوب الحياة بثوب عز
* فيطوى عن أخي الخنع اليراع
*
* سبيل الموت غاية كل حي
* وداعيه لأهل الأرض داع
*
* ومن لا يغتبط يسأم ويهرم
* وتسلمه المنون إلى انقطاع
*
* وما للمرء خير في حياة
* إذا ما عد من سقط المتاع
* وقد ساق المبرد في كتابه قطعة جيدة من أخبار الخوارج))
3 (بنت خمارويه))
قطر الندى بنت خمارويه زوجة المعتضد بالله كانت بديعة الجمال أديبة عاقلة توفيت في حدود التسعين والمائتين لما تولى المعتضد الخلافة بارد إليه خمارويه أبوها بالهدايا والتحف فأقره على عمله وسأله أن يزوج ابنته للمستكفي بالله بن المعتضد وهو إذ ذاك ولي العهد فقال المعتضد بل أنا أتزوجها فتزوجها سنة إحدى وثمانين ومائتين وكان صداقها ألف ألف درهم
وجهز العتضد ابن الجصاص الجوهري من بغداد لإحضارها وكانت موصوفة بفرط الجمال والعقل حكى أنه كان في جهازها ألف هاون ذهبا
وقيل إن المعتضد خلا بها يوما للأنس في مجلس أفرده لها ما أحضره سواها فأخذت منه الكأس فنام على فخذها فلما استقل وضعت رأسه على مخدة وخرجت فجلست في ساحة القصر
فاستيقظ فلم يجدها فاستشاط غضبا ونادى بها فأجابته فقال ألم أخلك إكراما لك ألم أدفع إليك مهجتي دون سائر حظاياي فتضعين رأسي على مخدة وتذهبين فقالت يا أمير المؤمنين ما جهلت قدر ما أنعمت به علي ولكن فيما أدبني به أبي أن قال لا تنامي بين جلوس ولا تجلسي بين نيام

187
وقيل إنه أول ما وقعت عين المعتضد عليها أماطت نقابها فقال لها لي شيء فعلت هذا قالت يا أمير المؤمنين لأن وجهي إن كان حسنا كنت أول من رآه وإن كان قبيحا كنت أولى من واراه فأعجبه ذلك منها
ولما حملت قطر الندى وخرجت من مصر خرجت معها عمتها العباسة بنت أحمد بن طولون مشيعة لها إلى آخر أعمال مصر من جهة الشام ونزلت هناك وضربت فساطيطها هناك وبنت هناك قرية فسميت باسمها وقيل لها العباسة وهي إلى الآن ورايتها وهي بلدة عامرة مليحة لها جامع حسن وسوق قائم وغالب الحناء الذي يجلب إلى الشام منها
وقال لها المعتضد يوما بم تشكرين الله غذ جعل زوجك أمير المؤمنين قالت بما يشكر به أمير المؤمنين ربه غذ جعل أحمد بن طولون من رعيته
وقال الصولي كان في جهازها ألف تكة مجوهرة وعشر صناديق جواهر وقوم ما كان معها)
فكان ألف ألف دينار وعشرين ألف ألف درهم وأعطى أبوها لابن الجصاص مائة ألف دينار وقال اشتر لها من تحف العراق ما تحتاج إليه وقال ابن الرومي في دخول المعتضد على قطر الندى ك))
* يا سيد العرب الذي وردت له
* باليمن والبركات سيدة العجم
*
* فاسعد بها كسعودها بك إنها
* ظفرت بما فوق المطالب والهمم
*
* شمس الضحى زفت إلى بدر الدجى
* فتكشفت بهما عن الدنيا الظلم
*
* ظفرت بمالئ ناظريها بهجة
* وضميرها نبلا وكفيها كرم
* قال سبط الجوزي في المرآة بعدما أوردت هذه الأبيات في قوله شمس الضحى زفت إلى بدر الدجى لأن أرباب الهيئة يقولون إن الشمس ذكر والقمر أنثى قلت الشعر للعرب وكلام العرب يدل على أن الشمس مؤنثة قال الله تعالى فلما رأى الشمس بازغة
ابن قطرال علي بن عبد الله
قطرب النحوي صاحب التصانيف اسمه محمد بن المستنير
القطرسي نفيس الدين أحمد بن عبد الغني

188
((قطز))
3 (الملك المظفر))
قطز بن عبد الله الشهيد الملك المظفر سيف الدين المعزي كان أكبر مماليك المعز أيبك التركماني بطلا شجاعا مقداما حازما حسن التدبير يرجع إلى دين وإسلام وخير وله اليد البيضاء في جهاد التتار
حكى شمس الدين الجزري في تاريخه عن أبيه قال كان قظز في رق ابن الزعيم بدمشق في القصاعين فضربه أستاذه فبكى ولم يأكل يومه شيئا
ثم ركب أستاذه للخدمة وأمر الفراش يترضاه ويطعمه قال فحدثني الحاج علي الفراش قال فجئته فقلت ما هذا البكاء من لطشة فقال إنما بكائي من لعنته أبي وأمي وجدي وهم خير منه قلت من أبوك واحد كافر قال اوالله ما أنا إلا مسلم ابن مسلم إنما أنا محمود بن ممدود ابن أخت خوارزم شاه من أولاد الملوك فسكت وترضيته
ولما تملك أحسن إلى الفراش وأعطاه خمسمائة دينار وعمل له راتبا
وحكى الجزري أيضا في تاريخه قال حدثني أبو بكر بن الدريهم الأسعردي والزكي إبراهيم الجبيلي أستاذ الفارس اقطاي قال كنا عند سيف الدين قطز لما تسلطن أستاذه المعز وقد حضر عنده منجم مغربي فصرف أكثر غلمانه فأردنا القيام فأمرنا بالقعود ثم أمر المنجم فضرب الرمل ثم قال اضرب لمن يملك بعد أستاذي ومن يكسر التتار فضرب وبقي زمانا يحسب فقال يا خوند يطلع علعي خمس حروف بلا نقط فقال لم لا تقول محمود بن ممدود
فقال يا خوند لا يقع غير هذا الاسم فقال أنا هو وأنا أكسرهم وآخذ بثأر خالي خوارزم شاه
قلنا يا خوند إن شاء الله تعالى فقال اكتموا هذا وأعطى المنجم ثلاثمائة درهم
كان مدبر دولة أستاذه المنصور علي بن المعز فلما داهم العدو الشام رأى أن الوقت يحتاج إلى سلطان مهيب فعزل الصبي وتسلطن وتم له ذلك في أواخر السنة سبع
وخمسين فلن يبلغ ريقه ولا تهنأ بالسلطنة حتى امتلأ الشام تتارا فتجهز للجهاد وشرع في أهبة الغزو والتف إليه عسكر الشام وبايعوه فسار بالجيوش في أوائل رمضان وعمل المصاف مع التتار

189
على عين جالوت وعليهم كتبغا فنصره الله عليهم وقتل مقدمهم وقتل جواده يومئذ ولم)
يصادف أحدا من الأوشاقية وبقي راجلا فرآه بعض الأمراء فترجل له وقدم له حصانه فامتنع من ذك وقال ما كنت لأمنع المسلمين الانتفاع بك في هذا الوقت
ثم تلاحقت الأوشاقية به ورمى الخوذة على رأسه لما رأى انكشافا في المسرة وحمل وقال وأدين محمد وكان النصر وكان شابا أشقر كبير اللحية
ثم إنه جهز بيبرس أعني الظاهر في أقفاء التتار ووعده بنيابة حلب فساق وراءهم إلى أن طردهم عن الشام
ثم إنه انثنى عزمه عن إعطائه حلب وولاها علاء الدين ابن صاحب الموصل
فتأثر الظاهر من ذلك ودخل قطز دمشق وأحسن إلى الرعية فأحبوه حبا زائدا
ثم استناب على البلد علم الدين سنجر الحلبي ورجع بعد شهر إلى القاهرة فقتل بين الغرابي والصالحية ودفن بالقصير رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمسين وستمائة تولى قتله الظاهر وأعانه جماعة من الأمراء وبقي ملقى فدفنه بعض غلمانه وصار قبره يقصد بالزيارة ويترحم عليه ويسب من قتله
فلما كثر ذلك بعث السلطان من نبشه ونقله إلى مكان لا يعرف ودفنه وعفى قبره وأثره
وكان قتله في سادس عشر ذي القعدة وفي كسر قطز للتتار قال شهاب الدين أبو شامة
* غلب التتار على البلاد فجاءهم
* من مصر تركي يجود بنفسه
*
* بالشام أهلكهم وبدد شملهم
* ولكل شيء آفة من جنسه
*
3 (أمير آخور نائب صفد))
قطز الأمير سيف الدين أمير آخور لما خرج الأمير حسام الدين لاجين أمير آخور الكبير إلى دمشق من الديار المصرية على ما سيأتي في ترجمته جعل هذا الأمير سيف الدين قطز مكانه في شهر رجب سنة ثمان وأربعين وسبعمائة فبي في الوظيفة إلى أن خلع المظفر حاجي في شهر رمضان من السنة المذكورة وتولى الملك الناصر حسن فأخرج الأمير سيف الدين قطز إلى نيابة صفد عند موت الأمير سيف الدين أولاجا نائبها فأقام بصفد نائبا إلى ثاني شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبعمائة فوصل الأمير شهاب الدين أحمد إلى صفد نائبا ورسم للأمير سيف الدين قطز أمير آخور بالحضور إلى دمشق أميرا من جملة الأمراء بها فحضر إليها وما عاش إلى أن)
جاءه منشوره فتوفي في دمشق في السنة المذكورة رحمه الله تعالى

190
3 (قطز المنصوري))
قطز الأمير سيف الدين قطز المنصوري كان يندب في المهمات لشجاعته توفي سنة تسعين وستمائة
3 (سيف الدين قطلقتمر قلي))
قطلقتمر قلي الأمير سيف الدين أحد أمراء دمشق أصحاب الطبلخاناه كتب في حقه ارغون شاه إلى باب السلطان وشكاه وسال نقلته حلب فرسم له بذلك
وكان قد جرد صحبة العسكر الدمشقي إلى سيس سنة خمسين وسبعمائة وكتب أرغون شاه إلى نائب حلب أنه إذا عاد العسكر يتقدم إليه بالإقامة في حلب حسبما رسم به فأقام بها تقدير خمسة أشهر أو أربعة ثم توفي رحمه الله في جمادى الآخرة سنة خمسين وسبعمائة
((قطلوبغا))
3 (سيف الدين الفخري))
قطلوبغا الأمير الكبير المقدام الشجاع الداهية سيف الدين الساقي الناصري المعروف بالفخري كان من أكبر مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون من رفعه الأمير سيف الدين ارغون الدوادار
لم يكن لأحد من الخاصكية ولا من غيره إدلاله على السلطان ولا من يكلمه بكلامه
كان يفحش في كلامه ويرد عليه الأجوبة الحادة المرة وهو يحتمله وقد تقدم شيء من ذكره في ترجمة أخيه سيف الدين طشتمر حمص أخضر
لم يزل عند السلطان أثيرا عالي المكانة إلى أن أمسكه في نوبة إخراج أرغون إلى حلب نائبا
فلما دخل الأمير سيف الدين تنكز إلى مصر عقيب ذلك أخرجه السلطان معه إلى الشام في سنة سبع وعشرين وسبعمائة
وكان افخري ممن يكره الأمير سيف الدين تنكز ويحط عليه وهو الذي ساعد أمير حسين عليه
وقيل إنه توجه مرة إلى بابه وأقام فيما قيل من بكرة إلى الظهر حتى أذن له في الدخول فلما خرج معه شد الشلو في وسطه وكان يركب في خدمته ويترجل قبل نزوله في ركابه ويمشي)
بالخف من غير سرموزة ويحصل الصيد بين يديه ويطعم طيوره
ولم يزل يدخل إلى قلبه بالخدمة حتى أحبه ومال إليه قال تنكز مرة والله أشتهي أن اركب مرة وما أخرج التقي الفخري واقفا ينتظرني
قيل إنه كان له واحد واقفا دائما بدار السعادة متى قدمت فرس تنكز للركوب توجه إليه وأعلمه ويكون هو قاعدا متأهبا للركوب فيركب ويقف لانتظاره فأحبه حبا شديدة حتى لم يبق عنده بدمشق أعز منه
وقال والله لو خدم أستاذه عشر هذه الخدمة

191
ما كان نال أحد مرتبته
كانوا يوما في ضيافة الأمير صلاح الدين يوسف ابن الملك الأوحد وقد شربوا القمز فدخل عليهم الأمير سيف الدين أوران الحاجب وهو عند تنكز بمحل كبير فأخذ قطلوبغا الهناب وقام وقال عندك يا أمير فلم يقبله فالح عليه فلم يوافقه فقال تنكز عندي يا أمير أنا أحق بك والله يا أمراء ما عند أستاذنا أكبر منه ولا أعز ولو وطأ نفسه قليلا ما كان فينا يصل إلى ركابه وأخذ في الثناء عليه والشكر منه ومنها كان الواقع وانتحس أوران بها إلى أن مات
وكان إذا شفع عنده لا يرده ولم يزل إلى أن ترضى له السلطان
وكان يحضر إليه بعد ذلك الخيل والجوارح من السلطان ولم يزل إلى أن كانت واقعة تنكز فكتب السلطان إلى افخري في الباطن وقال له يا ولدي ما خبأتك إلا لهذا اليوم أبصر كيف تكون وهذا من راح معه راح بلا دينا ولا آخرة
فاجتمع هو والأمراء بدمشق وخرجوا إلى الأمير سيف الدين طشتمر وأمسكوا تنكز على ما تقدم في ترجمته فنظر إليه والتركاش في وسطه فقال له يا فخري لا إله إلا الله ولا أنت الآخر بالتركاش فقال ما شد إلا في يومه ثم إنه أقام بعده بدمشق إلى أن حضر الأمير سيف الدين بشتاك وأخذ وتوجه بها
ثم توجه قطلوبغا إلى مصر فطلبه وعظمه السلطان زائدا
ولم يزل في أعز مكانة إلى أن توفي السلطان الملك الناصر فأظهر الميل إلى قوصون وكان معه على بشتاك وحضر إلى الشام ونزل في القصر الأبلق وحلف الناس بعد السلطان لابنه الملك المنصور أبي بكر وذلك أيام الأمير علاء الدين الطنبغا فخرج الناس وتلقوه ودعوا له)
وخصصوه بالدعاء دون ألطبغا وقدم له الأمراء وغيرهم بدمشق وحلف الناس وتوجه فلما جرى للمنصور ما جرى وخلعوه وملكوا الأشرف علاء الدين كجك أخاه وجعلوا الأمير سيف الدين قوصون نائبه مال الفخري إلى قوصون ميلا عظيما وقام بنصره
وطلب قوصون من يتوجه إلى الكرك لحصار السلطان الملك الناصر أحمد فلم يجسر أحد غير الفخري فخرج هو والأمير سيف الدين قماري في ألفي فارس إلى الكرك وحصر الناصر أحمد ووسط جماعة من أهل الكرك وبالغ وربما أفحش في الكلام للناصر أحمد فحقدها عليه
ثم لما بلغه أن الأمير علاء الدين الطنبغا نائب دمشق توجه إلى حلب لإمساك طشتمر الساقي نائبها وخلت دمشق من العسكر حضر الفخري إليها وترك الكرك فخرج أهل دمشق إليه وتلقوه ودعوا له فدخلها ونزل على خان لاجين واقترض من مال الأيتام مبلغ أربعمائة للف درهم ونفق في من معه من العساكر ولحق الأمير بهاء الدين أصلم وهو على قارا بعسكر صفد ليلحق الأمير علاء الدين الطنبغا

192
بحلب فبعث إليه رده وطلب الأمراء الذين تخلفوا في بر دمشق فحضروا إليه وأقام بخان لاجين وكتب إلى الأمير سيف الدين طقزتمر الساقي وهو ائب حماة فحضر إليه وتلاحق الناس به
ولما حضر إليه الأمير سيف الدين طقزتمر قوي جأشه وجأش من معه وكان لما دخل إلى دمشق أحضر الناس وحلفهم للسلطان الملك الناصر أحمد ودعا الناس إلى بيعته ومال الخلق إليه واستخدم الجند البطالة ورتب أناس في وظائف وأحبه الناس كثيرا
وحضر إليه الأمير شمس الدين آقسنقر السلاري لما كان بغزة وأمسك الطرقات وربطها على من يروح من حلب إلى مصر أو يجيء من مصر إلى حلب ويمسك البريدية ويأخذ ما معم
وعمى الأخبار على قوصون وعلى الطنبغا وظهر بعزم كبير وحزم كبير وساعده القدر وخدمته السعادة زائدا وبقي أمره كلما جاء يقوى وأمر الطنبغا كلما جاء يضعف
وترددت الرسل بينه وبين الطنبغا وطال الأمر ولم يزالوا كذلك إلى أن وصل الأمير علاء الدين الطنبغا من حلب وتنزل القطيفة وأقام بها ثلاثة أيام وجبن عن لقاء الفخري ومعه عسكر دمشق وعسكر حلب وعسكر طرابلس في عدة تسعة عشر ألف فارس وضعفت نفوس الذين مع الفخري وهموا بالهروب لأنهم دون الثلاثة آلاف فارس بل ولا يصلون إلى ألفين)
لكن كان معه جبلية من أهل بعلبك والبقاع وترددت القضاة بينهما ومال الفخري إلى الصلح وقال ارجع عنك بشرط أن توفي عني مال الأيتام لأنني أنفقته على من معي من العسكر ولا تقطع من رتبته في وظيفة
فتوقف الطنبغا وطال التردد بينهما والعسكران في المصاف وهلك من مع الطنبغا من الجوع لأن عسكر الفخري حال بينه وبين دمشق وسيب المياه على المرج فحال بينه
وبين حريمه وبين العسكر وبين دمشق ولو نزل الطنبغا ولم يقف بالقطيفة داس الفخري وعسكره دوسا
ولو وافق الفخري على ما أراد ودخل إلى دمشق دخلها ملكها وبقي على حاله نائبا والفخري ضيفا عنده تحت أوامره ونواهيه ولكن إذا أراد الله أمرا بلغه
فلم يكن ذلك النهار إلا بمقدار الثالثة من النهار حتى مال العسكر الدمشقي بمجموعه إلى الفخري وحركوا طبلخاناتهم وتركوا الطنبغا وحده على ما مر في ترجمته فهرب في من هرب معه من الأمراء ودخل الفخري بعساكره إلى دمشق وملكها ونزل القصر الأبلق وأخذ في تحليف العساكر للسلطان الملك الناصر أحمد وجهز إليه ليحضر إلى دمشق فقال جهز لي الأمراء الكبار الذين عندك فوجه إليه الأمير سيف الدين طقزتمر والأمير بهاء الدين اصلم والأمير سيف الدين قماري والأمير علم الدين سليمان بن همنا فتوجهوا إلى الكرك وعادوا ولم يحضر إليه ووعده بأنه إذا حضر الأمير طشتمر نائب حلب حضرت وعادوا ولم يحضر إليه ووعده بأنه إذا حضر الأمير طشتمر بلاد الروم ولم يزل في الليل والنهار يعمل على ذلك إلى أن حضر ووصل إلى دمشق فخرج وتلقاه ونزل بالنجيبية على الميدان وحمل إليه مالا عظيما

193
ووردت كتب السلطان الملك الناصر أحمد إلى الأمراء الأكابر بالشام تتضمن أن الأمير سيف الدين قطلوبغا الفخري هو كافل الشام يولي النيابات الكبار لمن يختار فوجه الأمير علاء الدين طيبغا حاجي إلى حلب نائبا ووجه الأمير حسام الدين طرنطاي البشمقدار إلى حمص نائبا ووجه الأمير سيف الدين طينال إلى طرابلس نائبا وشرع في عمل آلات السلطنة وشعرا الملك ويسأل من السلطان الحضور إلى دمشق وهو يسوف بهما إلى أن عزم الفخري وطشتمر على التوجه غليه بالعساكر فلما خرجوا من دمشق وسمع بهم توجه هو وجده إلى)
القاهرة فتوجها بالعساكر فلما قاربا القاهرة بعث إلى الفخري والي طشتمر من يتلقاهما وأكرم نزلهما
واستتب الأمر للسلطان الملك الناصر أحمد وحلف المصريون والشاميون له
وكان افخري يومئذ واقفا مشدود الوسط بيده عصا محتفلا بالأمر احتفالا كبيرا
وخرج الأمير شمس الدين آقسنقر الناصري إلى غزة نائبا وخرج الأمير ركن الدين بيبرس الأحمدي إلى صفد نائبا وخرج الأمير سيف الدين الحاج الملك إلى حماة نائبا وخرج الأمير علاء الدين ايبدغمش إلى حلب نائبا وخرج قطلوبغا الفخري بعد الجميع إلى دمشق نائيا
فلما كان قريبا من العريش لحقه الأمير علاء الدين ألطنبغا المارداني في ألفي فارس لإمساكه والقبض عليه فأحس بالقضية ففرق ما معه من الأموال وهرب في نفر قليل من مماليكه ولحق بالأمير علاء الدين أيدغمش وهو على عين جالوت مستجيرا به فأكرم نزله أول قدومه ثم بدا له فيما بعد فأمسكه وجهزه مع ولده أمير علي إلى القاهرة
فلما بلغ السلطان إمساكه خرج إلى الكرك وأخذ معه طشتمر وكان قد أمسكه أولا على ما تقدم في ترجمته وسير إلى أمير علي من تسلم منه قطلوبغا الفخري وسار به إلى الكرك فدخل السلطان الكرك واعتقل الفخري وطشتمر بالكرك مدة يسيرة
فيقال إنهما في ليلة كسرا باب حبسهما وخرجا فلو ملكا سيفا أو سلاحا ملكا القلعة تلك الليلة
وكان السلطان قد بات خارج القلعة فلما أصبحا أحضرهما وقتلهما صبرا
يحكى أن طشتمر خار من اقتل وضعف وانحنى وأما الفخري فلم يهب الموت وقال للمتوكلين بهما بالله والكم قدموني قبل أخي هذا فإن هذا ما له ذنب لعله يحصل له شفاعة بعدي
وكان قتلهما في أول المحرم سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة رحمه الله تعالى
كان شجاعا داهية أريبا صبارا حليا جوادا
قال لي القاضي شهاب الدين ابن فضل الله ما رأيت اركم منه لا يستكثر على أحد شيئا يطلبه وكان لا يحسن يكتب اسمه ولا يعلم إنما يكتب عنه على الأجوبة والتواقيع دواداره سيف الدين طغاي

194
وقلت أنا فيه لما قتل
* سمت همة الفخري حتى ترفعت
* على هامة الجوزاء والنسر بالنصر
*)
وكان به للملك فخر فخانه الزمان فأضحى ملك مصر بلا فخر
((قطلوبك))
3 (قطلوبك الكبير))
قطلوبك الأمير سيف الدين المعروف بقطلوبك الكبير المنصوري
قال القاضي شهاب الدين ابن فضل الله كان مؤاخيا لسلار وولي إمرة الحجوبية بمصر فعلمها عملا غر تمنعه النيابة وقل قدرها لجمع الأمراء عليه والبراتية والوافدين ومد السماط لعم وإفاضة الخلع عليهم فأهم البرجية أمره خوفا من قوة شوكة سلار فأخرج إلى الشام وولي نيابة طرابلس فكرهها واستعان بالأفرم في الإقالة منها فأقيل
ثم كانت بينه وبين اسندمر الكرجي نائبهابعده مصاهرة كان المعين بن حشيش الساعي فيها
واستقر قطلوبك الكبير بدمشق من مقدمي الألوف ولم يمش إلا مشي عظماء الملوك من فرط البذخ والتجمل وعظم الحاشية والغاشية مما لا يقوم مغل إقطاعه بثلث الكلفة له وكلما إنفاقه يزداد ولا يعرف من اين مدده ولا بأي شيء طالت في الإنفاق يده
وظهر للأفرم وهو نائب الشام منه كبر أفضى إلى الوقوع بينهما
ثم دخل الحاج بهادر وبكتمر الحاجب وغيرهما في الإصلاح بينهما فاصطلحا وأوجبوا على قطلوبك عمل الشكرانة فعلمها في المرج وأنفق فيها ما يقارب ثلاثين ألف دينار ما بين طعام وشراب وخلع وتقادم للأفرم وحاشيته وللأمراء
وكانت الضيافة ثلاثة أيام لم تنقطع خيراتها وكنت ممن حضرها ونظرها وهي تزيد على الوصف
والتزم مرة بدرك الرحبة سنة حملا على الأمراء فجر نحو مائة جنيب من الخيل غير المهجن كلها مجللات بالحرير ملبسات بحلي الذهب والفضة جميعها باسمه ورنكه
وأقام بالرحبة عشرة اشهر غير مسافات رقه
وكان يقيم بأكثر الجند المضافين إليه فأما جنده فلا يتكلف أحد منهم شيئا في مدة بيكاره
وحكى لي صاحبنا الشريف ناصر الدين محمد الحسيني رحمه الله وكان من مصافيه من هذا ما تعجب منه
وقال لي كان راتب شرابخاناته في رمضان في كل يوم وزن خمسة وعشرين رطلا)
بالدمشقي من السكر
وبنى بالرحبة جامعا وقصرا وميدان كرة ومنازل للجند

195
ولما تجرك الملك الناصر للحضور من الكرك ثاني مرة جرده الأفرم هو والحاد بهادر لمنعه من الحضور فراسلاه حتى أتياه وحضرا به وجعله أستاذ دار وكان هو القائم بالدولة وقدم للسلطان بدمشق تقدمة تجل عن التقويم
ثم كان السلطان لا يخلع ولا ينفق إلا من خزانته مدة مقامه بدمشق في تلك الأيام وسفره إلى أن دخل مصر
فأقام على وظيفته مديدة ثم أخرج إلى نيابة صفد فأقام بها غير كثير ثم أمسك مها وحبس بقلعة الكرك ثم كان آخر العهد به
وكان يعاني زي أمراء المغل في لبس الكنبك والطرز بين كتفيه وركوب الأكاديش غالبا
وكان أسمر شديد السمرة بطينا حسن الصورة يكتب خطا جيدا ولع إلمام ببعض عربية وفقه وحديث وعنده تندير ودلع على سبيل اللعب وله شعر منه ما عمله في مجلس الأفرم في ساق كان يسقيهم القمز وقد غنى بشعر لابن الوكيل
* أمير الحسن ساقينا
* يغنينا فيغنينا
*
* فيا لله ما أحلى
* إشارات المحبينا
* فأمر الأفرم ابن الوكيل فذيلها بأبيات ثم أمر بها فلحنت وغنى عامة يومه بها
((قطلوتمر الخليلي))
قطلوتمر الأمير سيف الدين الخليلي ولاه الأمير سيف الدين طقزتمر نائب دمشق الحجوبية وكان حاجبا صغيرا وعمر الدار التي في العقيبة قبالة سوق الخيل والمئذنة والمسجد
وله الدار التي في القصاعين وبقي على ذلك إلى أن حضر الأمير حسام الدين طرنطاي البجمقدار من القاهرة متوجها إلى حمص نائبا أول دولة الكامل شعبان فلما وصل إلى القسطل حضر البريد من مصر برده وأن يتوجه الخليلي المذكور بدله إلى حمص نائبا فتوجه غليها وأقام بها قريبا من شهر وتوفي في أواخر جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وسبعمائة
3 (سيف الدين الجمدار))
قطليجا الأمير سيف الدين الحموي الناصري الجمدار توفي الملك الناصر محمد وهو أمير عشرة وكان جمدارا له
وهو حسن الوجه أبيض تعلوه حمرة حسن الثغر إلى الغاية
رسم له بنيابة حماة بعدما حضر إلى دمشق في جملة أمرائها وأقام بها مدة لطيفة في أيام الكامل شعبان
ثم لما ولي المظفر حاجي ونقل أسندمر نائب حماة إلى طرابلس طلب قطليجا المذكور إلى مصر ورسم له بنيابة حماة فضر إليها وأقام

196
بها
وهو الذي أمسك الأمير سيف الدين يلبغا اليحياوي لما خرج على المظفر على ما سيأتي في ترجمته
ولم يزل قطليجا بحماة إلى أن قتل ارغون شاه نائب دمشق ورسم للأمير سيف الدين ارقطاي نائب حلب بنيابة دمشق ورسم للأمير سيف الدين قطليجا بنيابة حلب فتوجه إليها ودخلاها في العشر الأوسط من جمادى الأولى فأقام بها مدة يسيرة ومرض فمات في آخر نهار الخميس خامس جمادى الآخرة سنة خمسين وسبعمائة رحمه الله وجاوز عنه رأيت أهل حماة يذمون أيامه
((قطليجا الوادار))
3 (قطليجا الدوادار الناصري))
كان أولا من مماليك المرحوم سيف الدين ارغون النائب
ولما أخرج الأمير سيف الدين طشبغا الدوادار إلى دمشق في أيام الناصر حسن على ما مر في ترجمته جعل هذا الأمير سيف الدين مكانه في الدوادارية وكان بعشرة
ثم إنه آخر الأمر أعطي طبلخاناه وأقام في الدوادارية إلى أن رسم لطشبغا بالعود إلى الديار المصرية وتولى الدوادارية ثانيا وأخرج الأمير سيف الدين قطليجا أميرا إلى حلب فتوجه غليها واقام إلى أن حضر مملوكه تمر في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة يطلبه إلى مصر فلما عاد إلى مصر خرج إلى دمشق صحبة الأمير علاء الدين أمير علي المارداني نائب الشام فأقام بها بطالا إلى أن توفي الأمير شهاب الدين شعبان لزم يلبغا فأنعم عليه بإقطاعه طبلخاناه
ثم إنه نقل إلى حلب في سنة تسع وخمسين ثم نقل إلى دمشق في سنة وسبعمائة
ثم لما جرى الأمر على ما جرى بدمشق أمسك وهو وايدجغمش المارداني ثم توجهوا به إلى الإسكندرية وبعد خلع الناصر اخرج معه
((قطن))
3 (الغبري البصري))
قطن بن نسير الغبري البصري روى عنه مسلم وأبو داود وروى الترمذي عنه بواسطة
وتوفي في حدود الأربعين والمائتين
القطيني النحوي المغربي اسمه غالب بن عبد الله
3 (العدوي المقرئ البصري))
قعنب العدوي البصري كان إماما في العربية وله قراءة شاذة توفي في حدود الستين والمائة
القعنبي عبد الله بن مسلم

197
3 (القعقاع))
3 (التميمي الصحابي))
القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي
أحد وفد بن تميم أشار أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بإمارته وأشار عمر رضي الله عنه بإمارة الأقرع بن حابس في حين قدوم وفد بني تميم
فقال أبو بكر ما أردت إلا خلافي وتماريا فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله من حديث عبد الله بن الزبير
3 (التميمي الصحابي))
الققاع بن عمرو التميمي قال شهدت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه سيف الدين بن عمر عن عمرو بن تمام عن أبيه
قال ابن أبي حاتم وسيف متروك الحديث فبطل ما جاء من ذلك
قال ابن عبد البر هو أخو عاصم بن عمرو التميمي وكان لهما البلاء الجميل والمقامات المحمودة في القادسية لهما ولهاشم بن عتبة وعمرة بن معدي كرب
3 (السلمي الصحابي))
القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد السلمي)
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة وروى عنه سعيد المقبري
وروى القعقاع هذا أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بناس من أسلم وهم يتناضلون فقال ارموا إن أباكم كان راميا ارموا وأنا مع ابن الردع الحديث قال ابن عبد البر للقعقاع ولأبيه جميعا حبة وقد ضعف
((الألقاب))
3 (ابن القفطي الوزير جمال الدين اسمه علي بن يوسف وأخوه مؤيد الدين إبراهيم بن يوسف))
وزير حلب
القفطي بهاء الدين هبة الله بن عبد الله

198
القفصي الكفيف المغربي هو محمد بن إبراهيم
والقفصي البزاز الشاعر المغربي هو القاسم بن مروان
ابن القف الطبيب يعقوب بن إسحاق
القفال الكبير الشافعي اسمه محمد بن علي بن إسماعيل
القفال الصغير الشافعي اسمه عبد الله بن أحمد
القلانسي مفيد بغداد اسمه أحمد بن علي
أولاد القلانسي جماعة منهم زين الدين محمد بن أحمد وهو أبو جلال الدين ومنهم عز الدين محتسب دمشق وهو محمد بن أحمد أيضا وجمال الدين وكيل بيت المال أحمد بن محمد بن محمد ومؤيد الدين أسعد بن المظفر ومؤيد الدين المؤرخ أسعد بن حمزة ونظام الدين الحسن بن أسعد والصاحب عز الدين حمزة بن أسعد وعلاء الدين علي بن محمد بن محمد ومجد الدين إبراهيم بن أسعد ومنهم محيي الدين يحيى بن علي بن محمد بن سعيد
3 (سيف الدين الجمدار))
قلاوون الأمير سيف الدين الجمدار
أحد مقدمي اللوف بدمشق كان بها أميرا وتولى نيابة حمص في أيام الأمير سيف الدين طقزتمر في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة أو في سنة أربع وأربعين)
وأقام بها نائبا مدة ثم عزل وحضر إلى دمشق
وكانت ولايته لحمص بعد الأمير سيف الدين بكتمر العلائي ثم إنه تقدم عند الأمير سيف الدين يلبغا
ولما برز إلى الجسورة في أيام الكامل عاضده ووازره فلما انتصر رعى له عهده وصار حظيا يلازمه وأعطاه إقطاع
ولما كانت المرة الثانية برز معه إلى الجسورة في الأيام المظفرية ولم يتوجه معه أحد من الأمراء غيره وغير محمد بن جمق ملي أنه كان قد أودع خزانته في داريا وأراد أن ينهزم منه فما أمكنه
ولم يزل معه في البرية إلى أن دخلا إلى حماة والأمير سيف الدين قلاوون ضعيف قد عمل قدامه مخدة على الفرس فأقام بها مدة جمعة وتورم وارزق ومات في العشر الأواخر من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة قبل أن يخرج بالأمير سيف الدين يلبغا من حماة رحمهما الله تعالى
3 (الملك المنصور))
قلاوون السلطان الملك سيف الدين أبو المعالي وأبو الفتوح

199
التركي الصالحي النجمي اشتري بألف دينار ولهذا كان يقال له الألفي
وفي ترجمة شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله بيتان في هذا المعنى له
كان من أحسن الناس صورة في صباه وأبهاهم وأهيبهم في رجوليته
كان تام الشكل مستدير الحية قد وخطه الشيب على وجهه هيبة الملك وعليه سكينة ووقار
وكان في إمرته إذا قدم دمشق ينزل في دار الزهر
وعمل نيابة السلطنة للملك العادل سلامش ابن الملك الظاهر عندما خلع السعيد وحلفوا لسلامش وهو ابن سبع سنين وحلفوا له معه وذكرا معا في الخطبة وضربت السكة بوجهين وجه لسلامش وجه لقلاوون
وبقي الأمر على هذا شهرين وأياما على ما قيل والصحيح أنه لم يضرب على السكة حتى تسلطن
ولقد رأيت كثيرا من ضرب سلامش له خاصة وفي رجب سنة ثمان وبعين خلعوا العادل)
سلامش وبايعوا الملك المنصور واستقل بالملك وامسك جماعة أمراء ظاهرية واستعمل مماليكه على نيابة البلاد وكسر التتار سنة ثمانين ونازل حصن المرقب وفتحه سنة أربع وثمانين وفتح طرابلس وأنشأ بالقاهرة بين القصرين المدرسة العظيمة والبيمارستان العظيم الذي لم يكن مثله
وتوفي في سادس لقعدة يوم السبت سنة تسع وثمانين ظاهر القاهرة وحمل إلى القلعة ليلة الأحد وملك بعده ولده الملك الأشرف
ويوم الخميس مستهل العام الآتي فرق بتربته صدقات كثيرة من ذهب وفضة شملت الناس
فلما كان العشاء أنزل من القلعة في تابوته إلى تربته وفرق من الغد الذهب على الفقراء وقرأوا تلك الليلة
وكان ملكا عظيما لا يحب سفك الدماء إلا أنه كان يحب جمع المال
وأبقى الله لملك في بيته من بينيه ومماليكه وبني ابنه وكتب تقليده بالسلطنة القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر وهو الحمد لله الذي جعل آية السيف ناسخة لكثير من الآيات وفاسخة لعقود أولي الشك والشبهات الذي رفع بعض الخلق على بعض درجات وأهل لأمور البلاد والبعاد من جاءت خوارق تملكه بالذي إن لم يكن من المعجزات فمن الكرامات
ثم الحمد لله على أن اشهدها مصارع أعدائها وأحمد لها عواقب إعادة نصرتها وإبدائها ورد تشتيتها بعد أنم ظن كل واحد أن شعارها الأسود ما بقي منه غلا ما صانته
العيون في جفونها والقلوب في سويدائها
واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يتلذذ بذكرها اللسان وتتعطر بنفحها الأفواه والردان وتتلقاها ملائكة القبول فترفعها إلى أعلى مكان واشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أكرمنا اله به وشرف لنا

200
الأنساب وأعزنا به حتى نزل فينا محكم الكتاب صلى الله عليه وعلى آله الذين أنجاب الدين منهم عن أنجاب ورضي الله عن صحابته الذين هم أعز صحاب صلاة يوفى قائلها أجره بغير حساب يوم الحساب
وبعد حمد الله على أن أحمد عواقب الأمور وأظهر للإسلام سلطانا اشتدت به للأمة الظهور وفيت الصدور وأقام الخلافة العباسية في هذا الزمن بالمنصور كما أقامها فيما مضى)
بالمنصور واختار لإعلان دعوتها من يحيى معالمها بعد العفاء ورسومها بعد الدثور وجمع لها الآن ما كان جمح عليها فيما قبل من خلال كل ناجم ومنحها ما كانت تبشرها به الملاحم وأنفذ كلمتها في ممالك الدولة العلوية بخير سيف مشحوذ ماضي العزائم ومازج بين طاعتها في القلوب وذكرها في الألسنة وكيف لا والمنصور هو الحاكم وأخرج لحياطة الأمة المحمدية ملكا تقسم البركات عن يمينه وتقسم السعادة بنور جبينه وتقهر الأعداء بفتكاته وتمهر عقائل المعاقل بأصغر راياته ذو السعد الذي ما زال نوره يشف حتى ظهر ومعجزه يرف إلى أن بهر وجوهره ينتقل من جيد إلى جيد حتى علا على الجبين وسره يكمن في قلب بعد قلب حتى علم العلم القين
والحمد لله الذي جعل نبأ تمكينه في الأرض بعد حين
فاختاره الله على علم واصطفاه من بين عباده بما جله الله عليه من كرم وشجاعة وحلم وأتى الله به الأمة المحمدية في وقت الاحتياج عونا وفي إبان الاستمطار غيثا وفي حين عيث الشبال في غر الافتراس ليثا فوجب على من له في أعناق الأمة المحمدية بيعة الرضوان وعند إيمانهم مصافحة إيمان ومن حيث وجبت له البيعة باستحقاقه لميراث منصب النبوة ومن تصح به كل ولاية شرعية يؤخذ كتابها منه بقوة ومن هو خليفة الزمان والعصر ومن بدعواته ينزل عليكم معاشر كماة الإسلام ملائكة النصر ومن نسبه بنسب نبيكم صلى الله عليه وسلم متشج وحسبه بحسبه ممتزج أن يفوض له ما فوضه الله إليه من أمر الخلق ومن يقوم عنه بفرض الجهاد والعمل بالحق وأن يوليه ولاية شعبة تصح بها الأحكام وتنضبط أمور الإسلام وتأتي هذه العصبة الإسلامية يوم تأتي كل أمة بإمامهم من طاعة خليفتهم بخير إمام وخرج أمر مولانا أمير المؤمنين شرفه الله أن يكون للمقر العالي المولوي السلطاني الملكي المنصوري أجله الله ونصره وأظفره وأقدره وأيده وأبده كل ما فوضه الله لمولانا أمير المؤمنين من حكم في الوجود وفي التهائم والنجود وفي الخزائن والمدائن وفي الظاهر والبواطن وفيما فتحه الله وفيما سيفتحه وفيما كان فسد بالكفر والرجاء من الله أنه سيصلحه وفي كل وجود ومن وفي كل عطاء وظن وفي كل هبة وتمليك وفي كل تفرد بالنظر في أمور المسلمين بغير شريك وفي كل تعاهد ونبذ وفي كل عطاء وأخ وفي كل عزل وتولية وفي كل تسليم وتخلية وفي كل إرفاق وإنفاق وفي كل إنعام وإطلاق وفي كل

201
استرقاق)
وإعتاق وفي كل تقليد وتفويض وفي كل تحديد وتعويض وفي كل حمد وتقريض ولاية عامة تامة محمدة محكمة منضدة منظمة لا يعقبها نسخ من خلفها ولا من ين يديها ولا يعتريها فسخ يطرأ عليها يزيدها مر الأيام جدة يعقبها حسن شباب ولا ينتهي على الأعوام والأحقاب نعم ينتهي إلى ما نصبه الله للإرشاد من سنة وكتاب وذلك من شرع الله أقامه للهداة علما وجعله إلى اختيار الثواب سلما
فالواجب أن يعمل بجزئيات أمره وكلياته
وأن لا يخرج أحدج عن مقدماته والعدل فهو الغرس المثمر والسحاب الممطر والروض المزهر وبه تتنزل البركات وتخلف الهبات وتربى الصدقات وبه عمارة الأرض وبه تؤدى السنة والفرض فمن زرع العدل اجتنى الخير ومن أحسن كفي الضرر والضير
والظلم فعاقبته وخيمة وما يطول عمر الملك إلا بالمعدلة الرحيمة
والرعية فهم الوديعة نعند أولي الأمر فما يختص بحسن النظر منهم زيد ولا عمرو
والأموال فهي ذخائر العاقبة والمآل والواجب أن تؤخذ بحقها وتنفق في مستحقها
والجهاد برا وبحرا فمن كنانة الله تفوق سهامه وتؤرخ أيامه وينتضى حسامه وتجري منشآته في البحر كالأعلام وتشر أعلامه وفي عقر دار الحرب يحط ركابه ويخط كتابه وترسل أرسانه وتجوس خلالها فرسانه فليلزم منه ديدنا ويستصحب منه فعلا حسنا
وجيوش الإسلام وكمته وأمراؤه وحماته فهم من قد علمت قدم هجرة وعظم نصره وشدة باس وقوة مراس وما منهم إلا من شهد الفتوحات والحروب وأحسن في المحاماة عن الدين والدؤوب وهم بقايا الدول وتحايا الملوك الأول لا سيما أولي السعي الناجح والرأي الراجح ومن لهم نسبة صالحية إذا فخروا بها قيل لهم نعم السلف الصالح فأوسعهم برا وكن بهم برا وهم بما يجب من خدمتك أعلم وأنت بما يجب من حقهم أدرى
والحصون والثغور فهم ذخائر الشدة وخزائن العديد والعدة ومقاعد القتال وكنائن الرجاء والرجال فأحسن لها التحصين وفوض أمرها إلى كل قوي أمين وإلى كل ذي دين متين وعقل رصين ونواب الممالك ونواب الأمصار فأحسن لهم الاختيار وأجمل لهم الاختبار وتفقد لهم الأخبار
وأما ما سوى ذلك فهو داخل في حدود هذه الوصايا النافعة ولولا أن الله أمرنا بالتذكير)
لكانت سجايا المقر الأشرف السلطاني الملكي المنصوري مكتفية بأنوار ألمعيته الساطعة وزمام كل صلاح يجب أن يشغل به جميع أوقاته هو تقوى الله قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته
فليكن ذلك نصب العين وغل القلب والشفتين وأعداء الدين من أرمن وفرنج وتتار فأذقهم وبال أمرهم في كل إيراد للغزو وإصدار وثر لأن تأخذ للخلفاء العباسيين ولجميع

202
المسلمين منهم الثأر واعلم أمن الله نصيرك على ظلمهم وما لظالمين من أنصار
وأما غيرهم من مجاوريهم من المسلمين فأحسن باستنقاذك منهم العلاج وطبهم باستصلاحك فبالطب الملكي والمنصوري ينصلح المزاج والله الموفق بمنه وكرمه
((قلج أرسلان))
3 (صاحب الروم))
قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق بن دقاق التركماني ملك الروم
كان فيه عدل وحسن سياسة وسداد رأي
طالت أيامه وهو والد الجهة السلجوقية زوجة الناصر لدين الله
توفي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وتسلطن بعده ولده غياث الدين كيخسرو
وكان قلج أرسلان قد قوي عليه أولاده حتى لم يبق له معهم إلا مجرد الاسم لكونه شاخ
وتوفي بقونية في نصف شعبان كذا ورخه ابن الأثير
وكان له من البلاد قونية واقصرا وسيواس وملطية ومدة ملكه تسع وعشرون سنة وقيل بضع وثلاثون سنة و قيل إنه قتل
وكان ذا سياسة وعدل وهيبة عظيمة وغزوات كثيرة في الروم ولما كبر فرق بلاده على أولاده فحجر ابنه قطب الدين فهرب إلى ابنه الآخر فتبرم به ثم أكرمه كيخسرو وسار في خدمته وندم على تفريق بلاده على أولاده
وكان نور الدين الشهيد قد قصده في وقت فأرسل إليه يستعطفه فأجابه إلى الصلح وقال له إني أريد منك أمورا وقواعد مهما تركت فلا أترك منها ثلاثة أحدها أن تجدد إسلامك على يد رسولي حتى يحل لي إقرارك على بلاد الإسلام فإني لا أعتقد أنك مؤمن وكان قلج)
أرسلان يتهم باعتقاد الفلاسفة والثاني إذا طلبت عسرك للغزاة تسيره فإنك قد ملكت طرفا كبيرا من بلاد الإسلام وتركت الروم وجهادهم وهادنتهم فإما أن تكون تنجدني بعسكرك لأقاتل الفرنج وإما أن تجاهد من يجاورك من الروم ونتبذل الجهد في جهادهم
والثالث أن تزوج ابنتك لسيف الدين غازي ولد أخي وذكر أمورا غيرها فلما سمع قلج أرسلان الرسالة قال ما قصد نور الدين إلا الشناعة علي بالزندقة وقد أجبته إلى ما طلب وأنا أجدد إسلامي على يد رسوله
3 (الناصر صاحب حماة))
قلج أرسن بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب

203
الملك الناصر بن المنصور صاحب حماة تملك بعد أبيه وبقي في الأمر سنوات ثم أخذ أخوه المظفر منه حماة بإعانة الكامل وبقيت له قلعة بعرين ثم أخذت منه فسار إلى مصر فأعطي بها خبز مائتي فارس
ثم بدا منه كلام فج فحبسه الكامل فبقي في الحبس إلى أن مات به قبل أيام الكامل بأيام قلائل سنة خمس وثلاثين وستمائة
((قلم المغنية))
قلم الصالحية كانت جارية مولدة صفراء حلوة حسنة الغناء والضرب حاذقة
أخذت عن إبراهيم وابنه إسحاق ويحيى المكي وزبير بن دحمان وكانت لصالح بن عبد الوهاب كاتب صلاح بن الرشيد وقيل بل كانت لابنه اشتراها الواثق بعشرة آلاف دينار
غني بين يدي الواثق في لحن لها فسال عن ذلك فقيل له هو لقلم الصالحية فكتب إلى ابن الزيات بإشخاص صالح وجاريته فأشخصهما فغنت بيد يديه فأعجبته فقال للصالح هل تبيعها فقال بمائة ألف دينار فردها عليه ولم يشترها
ثم إنه غني في مجلسه بلحن آخر لها فسال لمن هو فقيل له هو لقلم الصالحية فأمر بإشخاصهما فلما غنت بين يديه أعجبته فقال إني قد رغبت في هذه الجارية فاستم في ثمنها يجوز أن تعطاه فقال أما إذ وقعت رغبة أمير المؤمنين فيها فما يجوز أن أملك شيئا له فيه رغبة وقد أهديتها لأمير المؤمنين فبارك الله له فيها
فأمر ابن الزيات أن يعطيه خمسة آلاف دينار وسماها اغتباطا فملطه ابن الزيات ولم يعطه شيئا)
فدس صالح إلى قلم من أعلمها بذلك فغنت بين يدي الواثق يوما وقد اصطبح صوتا أعجبه فقال لها أحسنت بارك الله فيك وفي من رباك فقالت يا سيدي ما نفع من رباني إلا الغرم والتعب والخروج عني صفرا فقال أولم آمر له بخمسة آلاف دينار قالت بلى ولكن ابن الزيات لم يعطه شيئا فوقع لابن الزيات أن يعطي صالحا عشرة آلاف دينار قبضها واشترى بها ضيعة ولزم بيته واستغنى عن خدمة السلطان
((الألقاب))
ابن قليج صاحب المدرسة بدمشق اسمه علي بن قليج الحافظ
أبو قلابة اسمه عبد الملك بن محمد
أبو قلابة الراوية حبيش بن عبد الرحمن
أبو قلابة البصري عبد الله بن زيد

204
ابن قلاقس نصر الله بن عبد الله
ابن قليلة عمر بن عوض
ابن القماح محمد بن أحمد بن إبراهيم
القمولي نجم الدين أحمد بن محمد بن مكي
ابن ألقم الحيين بن علي
القمي النحوي إسماعيل بن محمد
القنازعي عبد الرحمن بن مروان
القناص خالد بن أبان
القنائي زين الدين إبراهيم بن عرفات
القناوي يوسف بن أحمد
القندلاوي يوسف بن دوناس
قنبر الكاتب نصر بن علي ط القنطري الحافظ القاسم بن إبراهيم
القنوع المهري أحمد بن محمد
3 (أمير شكار الناصري))
)
قماري الأمير سيف الدين الناصري أمير شكار كان من أمراء الخاصكية الكبار جاء في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة أو سنة ست إلى دمشق في البريد أظنه بطيور من السلطان الملك الناصر
وجاء إلى الجامع وتفرج نهارا ورأى فوارة جيرون وغيرها
وكان مجيئه في الظاهر في الطيور وفي الباطن إمساك الأمير جمال الدين آقوش نائب الكرك
حكى لي القاضي شهاب الدين ابن فضل الله قال لما عاد من الشام قماري أرسل إلي وإلى الدوادار وإلى أمير جاندار وقال ما أدخل إلى مولانا السلطان إلا بكم فقلنا له يا خوند أنت ما أنت غريب وأنت من أكبر الخاصكية وزوج بنت مولانا السلطان فقال أنا الآن في حكم الغرباء الأجانب فلما قيل ذلك للسلطان أعجبه هذا التأتي منه وقال جيدا عمل

205
ولما تولى الصالح إسماعيل طلب قماري المذكور وجعله أمير آخور فأقام قليلا وجاء الخبر إلى دمشق بوفاته رحمه الله تعالى في أوائل جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة
3 (أخو بكتمر الساقي))
قماري الأمير سيف الدين الناصري أخو الأمير سيف الدين بكتمر الساقي كان أميرا صغيرا فلما مات أخوه في طريق الحجاز مع السلطان أعطاه السلطان إمرة مائة وقدمه على ألف ط ولم يزل إلى أم خرج مع الفخري إلى الكرك لحصار أحمد وحضر معه إلى دمشق ثم توجه لمصر وأقام بها أميرا كبيرا وكان أستاذ الدار للصالح إسماعيل وهو من أكبر الأمراء بالقاهرة إلى أن مات الصالح وتولى الملك الكامل شعبان فأخرجه عقيب ذلك إلى طرابلس نائبا وخرج بعده الملك نائب صفد
ومرض في أول قدومه إلى طرابلس مدة أشفى منها على الموت ثم انتعش واستقل
ولم يزل إلى أن حضر الأمير سيف الدين طقتمر الصلاحي في البريد فأقام بدمشق أياما قلائل وتوجه إلى طرابلس في العشر الأواخر من ذي الحجة وقبض عليه وأحضره مقيدا إلى دمشق)
ثم جهز منها إلى الديار المصرية على البريد في أواخر الحجة سنة ست وأربعين وسبعمائة
وكان الناس قد أرجفوا به قد عزل على أن يقفز باتفاق منه على الأمير سيف الدين الملك نائب صفد
((قماري الحموي))
قماري الحموي الأمير سيف الدين هو الذي حضر إلى أمر أحمد الساقي نائب صفد وطلبه لباب السلطان وجرى له ما جرى في ترجمة أحمد الساقي
وآخر أمره جعله الملك الناصر حسن ى مر حاجب بالقاهرة بدلا عن القاسمي بعد إمساكه في واقعة صرغتمش
ثم بعد قليل جهزه إلى نيابة البيرة وأقام بها شهرين أو ثلاثة وطلبه إلى حماة ثم أمسكه وجهزه إلى إسكندرية ولم يزل بها معتقلا إلى أن خلع الناصر حسن فأفرج عنه في من أفرج وحضر إلى دمشق
ثم لما كانت واقعة بيدر الخوارزمي وحضور الملك المنصور محمد بن حاجي إلى دمشق وإخراج إقطاع تمر المهمندار وإمرة الحجبة عنه رسم للأمير يف الدين قماري بإمرة الحجبة في دمشق في العشر الأول من شهر رمضان سنة اثنتين وستين وسبعمائة

206
((الألقاب))
ابن قمير المروزي زهير بن محمد
ابن قميرة مسند العراق اسمه يحيى بن أبي السعود
القمراوي الشاعر اسمه موسى بن محمد بن موسى
القمع البغدادي اسمه محمد بن إسحاق
القمني أحمد بن إبراهيم
قنبل المقري هو أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن
ابن قنبر الحكم بن محمد
القنطري الحكم بن موسى
قنور الصوفي اسمه محمد بن إبراهيم)
ابن قنويه سوف بن أحمد
القهستاني علي بن الحسن
أولاد ابن قوام جماعة منهم محمد بن عمر ومنهم أبو بكر بن قوام
القواريري جماعة منهم الحافظ بلن عمر الحافظ عبيد الله بن عمر
ابن القواس عمر بن عبد المنعم
قوام السنة إسماعيل بن محمد
القواس صلاح الدين بن أحمد
ابن القويع الشيخ ركن الدين اسمه محمد بن محمد بن عبد الرحمن
القوسان صاحب الأزجال والبلاليق اسمعه علي بن عبد الواحد ط قوس الندف اسمه محمد بن محمد بن سعد الله
ابن القوطية اللغوي اسمه محمد بن عمر
وابن القوطية عبد الملك بن سليمان
((قوصون الناصري النائب))
قوصون الأمير الكبير سيف الدين الساقي الناصري

207
كان أكبر خواص أستاذه زوجه السلطان ابنته وهي ثانية بت زوجها السلطان بمماليكه ودخل بها في سنة سبع وعشرين وسبعمائة
وكان عرسا حافلا احتفل به السلطان وحمل الأمراء التقادم إليه فكانت جملتها خمسين ألف دينار وحضر مع الجماعة الذين حضروا صحبة بنت أزبك وهو ابن أناس ليس بمملوك ولكنه طلع إلى القلعة يوما مع بعض تجار المماليك ليرى السلطان قريبا فرآه فأعجبه فثقال لأي شيء ما تبيعونني هذا قاولا ما هو مملوك فقال لا بد أن أشتريه د فوزن مبلغ ثمانية آلاف درهم وجهزت إلى أخيه صوصون إلى البلاد
ثم إنه انتشا وعظم وأمره مائة وصار أكبر الخواص بعد الأمير سيف الدين بكتمر الساقي
وكان ينافسه ويفخر عليه ويقول أنا ما تنقلت من الإسطبلات إلى الطباق بل اشتراني السلطان وصرت خاصا به وأمرني ثم قدمني وزوجني ابنته
وكان السلطان يتنوع في الإنعام عليه قيل أن السلطان دفع إليه مفتاح الزردخاناه التي لبكتمر)
الساقي وقيمتها ستمائة ألف دينار
وعمر جامعا حسنا على بركة الفيل وعمر الخاقناه المليحة العظيمة بالقرافة
ولما مات السلطان الملك الناصر قام هو في صف أبي بكر المنصور وقام بشتاك في صف أحمد الناصر ثم احتفلا وفي الآخر كان الأمر ما أراده قوصون وجلس أبو بكر
ثم إنه وقع في نفسه إمساكه وإمساك غيره من الأمراء فبلغ ذلك قوصون فعمل عليه وخلعه وجهزه إلى قوص وأجلس الأشرف كجك أخاه على كرسي الملك وحلف الناس له وصار هو نائبا له وجهز الفخري إلى الكرك يحاصر أحمد فتنفس عليه طشتمر في حلب فاستعان عليه بالطنبغا نائب دمشق فتوجه إليها
لما خرج من دمشق خامر الفخري إلى قوصون وحضر إلى دمشق وملكها على ما تقدم في ترجمة قطلوبغا الفخري ودعا لأحمد وأغرى العساكر والأمراء والرعايا بقوصون وقال هذا الغريب يدخل بيننا ويخلع ابن أستاذنا ويقتله ما نصبر على هذا
وظهر الشناع على قوصون لما قتل أبو بكر في قوص وكان قد قتل جماعة من الحرافيش وقطع أيديهم ووسط جماعة وسمرهم وسمر جماعة من الخدام وسمر ولي الدولة الكاتب وغيره وفنفرت القلوب منه
وأخذ الفخري يكاتب أمراء مصر عليه فتنكر له ايدغمش أمير آخور وعامل الخاصكية عليه فاجتمعوا عنده وأقاموا ليلتهم عنده صورة في الظاهر معه وهم عليه في الباطن عيون
ونادى أيدغمش في الناس بنهب إسطبل قوصون فثار العوام والحرافيش وخربوا الإسطبل والخاقناه ونهبوهما ونهبوا بيوت جماعته ومن يقول بقوله وهو يرى من الشباك فيقول يا مسلمين ما تحفظوني هذا المال إما أن يكون لي أو

208
أن يكون للسلطان فقال ايدغمش هذا شكران للناس والذي عندك فوق من الجوهر يكفي للسلطان
فكان قوصون كلما هم بالركوب في مماليكه الملبسين كسروا عليه وقالوا له الخاصكية يا خوند غدا نركب ونرمي في هؤلاء النشاب وقد تفرقوا
ولم يزالوا به إلى أن أمسكوه وقيدوه وجهزوه إلى إسكندرية هو وألطنبغا وغيرهما على ما تقدم في ترجمة ألطنبغا
ولم يزل بها معتقلا إلى أن حضر الناصر أحمد من الكرك وجلس على كرسي الملك بقلعة)
الجبل
ثم إنه تفق آراؤهم على أن جهزوا الأمير شهاب الدين أحمد بن صبح إلى الإسكندرية فدخل إلى السجن وخنق الطنبغا وقوصون وغيرهما في شوال سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة أو في ذي القعدة
ومات رحمه الله تعالى وخلف عدة أولاد من بنت السلطان
وكان خيرا كريما يعطي العشرة آلاف والألف إردب قمحا
وكان إذا راح إلى الصيد بنفسه في جند السلطان يروح معه وفي خدمته ثلث العساكر والناس يهرعون إلى بابه ويركب وقدامه في القاهرة كمائة نقيب أو دون ذلك
وكان أخوه صوصون أميرا وابن أخته بلجك أميرا وكان قد وقع بينه وبين تنكز آخرا وأمسك تنكز حمل إلى باب السلطان فما عالمه إلا بالجميل وخلصه من اقتل واشر بحبسه
وعلى الجملة فكان أمره من أوله وفي آخره من أعاجيب الزمان أبيع المثقال بعشرة آلاف درهم وبأقل لكثرة الكسب
وعمل النيابة جيدا وأنعم على الأمراء وفرق في الخاصكية ذهيا كثيرا ولكن خانته المقادير آخرا كما أعنته أولا
ولم يتم أمره شهرين مستقيما في النيابة حتى خرج الفخري وطشتمر عليه
وقلت أنا في واقعته مع أيدغمش
* قوصون قد كانت له رتبة
* تسمو على بدر السما الزاهر
*
* فحطه في القيد ايدغمش
* من شاهق عال على الطائر
*
* ولم يجد من ذله حاجبا
* فأين عين الملك الناصر
*
* صار عجيبا أمره كله
* في أول الأمر وفي الآخر
*
((الألقاب))
القوصي شهاب الدين إسماعيل بن حامد
ابن قولويه الشعيع جعفر بن محمد

209
ابن أبي قوة الدتاني علي بن أحمد
القونوي علاء الدين علي بن إسماعيل)
ابن قنداس الحطاب محمد بن أحمد
ابن أبي قيراط الشاعر الحسن بن علي وعلي بن هشام
((قيس))
3 (قيس الصحابي))
قيس بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة وهو عم البراء بن عازب كان الواقدي يقول هو قيس بن محرث وذكر لأنه من أول من قتل بعدما ولوا يوم أحد من المسلمين مع طائفة من الأنصار وأحاط بهم المشركون فلم يفلت منهم أحد
وضاربهم قيس حتى قتل منهم جماعة ثم لم يقتلوه إلا بالرماح نموه بها نظما وهو يقاتلهم بالسيف فوجد به أربع عشرة طعنة قد جافته وعشر حربات في بدنه
وقال ابن سعد قال عبد الله بن محمد بن عمارة لا أعرف هذه الصفة في قيس بن الحارث بن عدي وإنما حكاها محمد بن عمر عن قيس بن محرث ولعله غير قيس بن الحارث فأما قيس بن الحارث ف إنه قتل يوم اليمامة شهيدا
3 (قيس التميمي الصحابي))
قيس بن الحارث وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم قال ذلك ابن إسحاق
3 (قيس الأنصاري))
قيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر بن الحارث بن مازن بن النجار الأنصاري شهد بدرا وقتل يوم أحد شهيدا سنة ثلاث للهجرة
3 (قيس المطلبي))
قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي

210
أبو محمد وقيل أبو السائب
ولد هو والرسول صلى الله عليه وسلم عام الفيل فهو لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم
روي عنه ذلك من وجوه وهو أحد المؤلفة قلوبهم وممن حسن إسلامه منهم ولم يبلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل عام حيني لا هو ولا عباس بن مرداس كما صنع بسائر المؤلفة قلوبهم وكل هؤلاء إلى إيمانهم
وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر خمسين وسقا وقيل ثلاثين وروى عنه ابنه عبد الله بن قيس وكان عبد الله من الفضلاء النجباء))
3 (السهمي الصحابي))
قيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سهم القرشي السهمي كان من مهاجرة الحبشة هو وأخوه عبد الله بن حذافة قتل باليرموك سنة خمس عشرة
3 (المازني الصحابي))
قيس بن أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري شهد العقبة وبدرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعله على الساقة يوم أحد
قال ابن عبد البر لا يوقف له على وقت وفاة وقال الشيخ شمس الدين توفي سنة خمس عشرة للهجرة
3 (ابن صعصعة الصحابي))
دقيس بن صعصعة قال ابن عبد البر لا أعرف نسبه
حديثه عند ابن لهيعة عن جبان بن واسع عن أبيه واسع بن حبان عن قيس بن صعصعة قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم في كم أقرأ القرآن
3 (المخزومي الصحابي))
قيس بن السائب بن عويمر بن عمران بن مخزوم القرشي مكي هو مولى مجاهد بن جبر صاحب التفسير وله ولاء مجاهد
كان شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية
وروي عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شريكي في الجاهلية وكان خير شريك لا يداري ولا يماري
وهذا أصح ما قيل في ذلك وزعم قوم أن الذي قال لك هو عبد الله بن السائب بن أبي السائب

211
وقال مجاهد في مولاي قيس نزلت وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فأفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا
وعنه أخذ ابن كثير القراءة
3 (أبو زيد الأنصاري))
)
قيس بن السكن بن قيس أبو زيد الأنصاري الخزرجي غلبت كنيته على اسمه شهد بدرا ولا عقب له
قتل يوم جسر أبي عبيد ويقال إنه أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم زيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبو زيد الأنصاري
وقال ابن عبد البر إنما أريد بهذا الحديث الأنصار وإلا فقد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة منهم عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص وسالم مولى أبي حذيفة
وفي التابعين قيس بن السكن الأسدي كوفي من كبار أصحاب ابن مسعود يروي عنه أبو إسحاق البيعي وعمارة بن عمير وأشعث بن أبي الشعثاء
3 (قيس بن سعد الأنصاري الصحابي))
قيس بن سعد بن عبادة بن حارثة الأنصاري الخزرجي أبو الفضل وقيل أبو عبد الله وأبو عبد الملك كان من كرام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأسخيائهم ودهاتهم وأحد أهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والبسالة والكرم وكان شريف قومه غير مدافع هو وأبوه وجده
صحب قيس رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وأخوه سعيد بن سعد بن عبادة
قال أنس بن مالك كان قيسي بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم فتح مكة غذ نزعها من أبيه لشكوى قريش لسعد يومئذ وقيل إنه أعطاها الزبير
ثم صحب قيس علي بن أبي طالب وشهد معه الجمل وصفين والنهروان وهو وقومه لم يفارقه حتى قتل
وكان ولاه على مصر فضاق به معاوية وعجزته فيه الحيلة فكايد فيه عليا ففطن علي لمكيدته فلم يزل به الأشعث وأهل الكوفة حتى عزل قيسا وولى محمد بن أبي بكر ففسدت)
عليه مصر

212
وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال قال قيس بن سعد لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب
ولما أجمع الحسن على مبايعة معاوية خرج عن عسكره وغضب على الحسن وبدر منه قول خشن فاجتمع إليه قومه فأخذ لهم الحسن الأمان على حكمهم والتزم معاوية لهم الوفاء بما اشترطوه
ثم لزم قيس المدينة وأقبل على العبادة حتى مات سنة ستين وقيل سنة تسع وخمسين للهجرة في آخر خلافة معاوية
وكان رجلا طوالا أطلس لم يكن بوجهه شعر وهو القائل اللهم ارزقني حمدا ومجدا فإنه لا حمد إلا بفعال ولا مجد إلا بمال
وهو القائل بصفين
* هذا اللواء الذي كنا نحف به
* مع النبي وجبريل لنا مدد
*
* ما ضر من كانت الأنصار عيبته
* أن لا يكون له من غيرهم أحد
*
* قوم إذا حاربوا طالت أكفهم
* بالمشرفية حتى يفتح البلد
* وشكت غليه عجوز أنه ليس في بيتها جرذ فقال ما أحسن ما سالت والله لأكثرن جرذان بيتك فملأ بيتها طعاما وودكا وإداما
وكان قد مرض مرة فاستبطأ عواده فقيل له إنهم يستحيون من ديونك التي عليهم فأمر أن ينادى كل من كان لقيس بن سعد عنده دين فهو له فأتاه الناس حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه
3 (الأنصاري الصحابي))
قيس بن عمرو ويقال قس بن قمد وفيه خلاف كثير له صحبة ورواة وهو جد يحيى بن سعيد الأنصاري
وتوفي في حدود الستين للهجرة وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجة
3 (المنقري الصحابي))
قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد الحارث

213
المنقري التميمي أبو علي وقيل)
أبو طليحة وقيل أبو قبيصة والأول اشهر قدم في وفد تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا سيد أهل الوبر
وكان عاقلا حليما قيل للأحنف بن قيس ممن تعلمت الحلم قال من قيس بن عاصم رأيته يوما قاعدا بفناء محتبيا بحمائل سيفه يحدث قومه فأتي برجل مكتوف وآخر مقتول فقيل هذا ابن أخيك قتل ابنك قال فوالله ما حل حبوته ولا قطع كلامه فلما أتمه التفت إلى ابن أخيه وقال يا ابن أخي بئس ما فعلت أثمت بربك وقطعت رحمك وقتلت ابن عمك ورميت نفسك بسهمك
ثم قال لابن أخيه قم يا بني فوار أخاك وحل كتاف ابن عمك وسق إلى أمك مائة ناقة دية ابنها فإنها غريبة
وكان قد حرم الخمر على نفسه في الجاهلية لأنه غمز عكنة ابنته وهو سكران وسب أباها ورأى القمر فتكلم بشيء وأعطى الخمار كثيرا من ماله فلما أفاق أخبر بذلك فحرمها على نفسه وقال فيها أشعارا منها
* رأيت الخمر صالحة وفيها
* خصال تفسد الرجل الحليما
*
* فلا والله اشربها صحيحا
* ولا أشفي بها أبدا سقيما
*
* ولا أعطي بها ثمنا حياتي
* ولا أدعو لها أبدا نديما
*
* فإن الخمر تفضح شاربيها
* وتجنيهم بهذا الأمر العظيما
* ومن شعره
* إني امرؤ لا يعتري خلقي
* دنس يفنده ولا أفن
*
* من منقر في بيت مكرمة
* والغصن ينبت حوله الغصن
*
* خطباء حين يقول قائلهم
* بيض الوجوه أعفة لسن
*
* لا يفطنون لعيب جارهم
* وهم لحسن جواره فطن
* ولمات حضرته الوفاة دعا بينه قال يا بني احفظوا عني فلا أجد لكم أنصح مكني إذا مت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فيسفه الناس كباركم وتهونوا عليهم
عليكم بإصلاح المال فإنه منية للكريم ويستغنى به عن اللئيم وإياكم ومسالة الناس فإنها آخر)
كسب المرء
وروى عنه الحسن والأحنف وخليفة بن حصين وابنه حكيم بن قيس
وتوفي في حدود

214
الخمسين للهجرة وروى له أبو داود والترمذي والنسائي
وقال إذا مت فلا تنوحوا علي فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه
وقال عبدة بن الطبيب يرثيه
* عليك سلام الله قيس بن عاصم
* ورحمته ما شاء أن يترحما
*
* تحية من غادرته عرض الردى
* إذا زار من بعد بلادك سلما
*
* فما كان قيس هلك واحد
* ولكنه بنيان قوم تهدا
*
* لعمرك ما وارى التراب فعاله
* ولكنهم واروا ثيابا وأعظما
* وسأله بعض الأنصار عما يتحدث به عنه في المؤودات فأخبره أنه ما ولدت له قط بنت إلا وأدها عنه
ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كنت أخاف سوء الأحدوثة والفضيحة في البنات فما ولدت لي بنية قط إلا وأدتها إلا بينة كانت لي ولدتها أمها وأنا في سفر فدفعتها إلى أخوالها فكانت فيهم
فقدمت فسالت عن الحمل فأخبرتني المرأة أنها ولدت ولدا ميتا ومضت على ذلك سنون حتى كبرت الصبية ويفعت فزارت أمها ذات يوم فدخلت فرأيتها وقد ضفرت شعرها وجعلت في قرونها شيئا من الخلوق ونظمت عليها ودعا وألبستها قلادة جزع وجعلت في عنقها مخنقة بلح فقلت من هذه الصبية فقد أعجبني جمالها وكيسها فبكت ثم قالت هذه ابنتك كنت خبرتك أني ولدت ولدا ميتا وجعلتها عند أخوالها حتى بلغت هذا المبلغ
فأمسكت عنها حتى اشتغلت أمها ثم أخرجتها فحفرت لها حفيرة وجعلتها فيها وهي تقول يا أبه ما تصنع بي وجعلت أقذف عليها التراب وهي تقول يا أبه أمغطي أنت بالتراب أتاركي وحدي ومنصرف عني وجعلت أقذف عليها التراب حتى واريتها وانقطع صوتها فما رحمت أحدا ممن واريته غيرها فدمعت عين النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إن هذه لقسوة وإن من لا يرحم لا يرحم
وقال أحمد بن الهيثم قال عمي حدثني عبد الله بن عبد الله بن الأهتم أن سبب وأد قيس بن)
عاصم البنات أن المشمرج اليشكري أغار على بني سعد في بني يشكر فسبا منهم نساء واستاق أموالا
وكان في النساء امرأة خالها قيس بن عاصم وهي رميم بنت أحمد بن جندل السعدي وأمها أخت قيس
فرحل قيس إليهم يسألهم أن يهبوها له فوجد عمرو بن المشمرج قد اصطفاها لنفسه فسأله فيها فقال قد جعلت أمرها إليها فإن اختارتك فخذها قال فخيرت فاختارت عمرو فانصرف قيس فوأد كل بنت له وجعل ذلك سنة في كل بنت تولد له واقتدت به العرب في ذلك فكان كل سيد تولد له بنت يئدها خوفا من الفضيحة

215
3 (قيس بن عمرو الأنصاري الصحابي))
قيس بن عمرو بن قيس الأنصاري من بني سواد بن مالك بن النجار قتل يوم أحد شهيدا واختلف في شهوده بدرا
3 (قيس بن مالك))
قيس بن مالك بن أنس الأنصاري أبو صرمة هو مشهور بكنيته واختلف في اسمه قيل قيس بن مالك وقيل مالك بن قيس
روى عنه ابن محيريز ولؤلؤة ومحمد بن كعب القرظي
3 (قيس السكوني))
قيس بن النعمان السكوني كوفي يقال إنه قرأ القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحصاه على عهد عمر
من حديثه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأهديت إليه فأبى وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار روى عنه إياد بن لقيط السدوسي وكان جارا له
وروى أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط عن أبيه عغن قيس بن النعمان قال لما انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يستخفيان مرا بعبد يرعى غنما فاستسقياه من اللبن فقال ما عندي شاة تخلب غير أنها هنا عناقا حملت أول الشاء وقد أجدبت وما بقي لها لبن فقال ادع لها فدعا بها فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح ضرعها)
ودعا حتى أنزلت
وجاء أبو بكر فحلب وسقاه أبو بكر وحلب وسقى الراعي ثم حلب فشرب فقال الراعي بالله من أنت فوالله ما رأيت مثلك قط قال وتراك تكتم علي حتى أخبرك قال نعم قال فإني محمد رسول الله قال أنت الذي تزعم قريش انك صابئ قال إنهم ليقولون ذلك قال فاشهد أنك نبي واشهد أن ما جاءت به حق وأنه لا يفعل ما فعلته إلا نبي وأنا متبعك قال إنك لا تستطيع ذلك يومك فإذا بلغك أني ظهرت فأتنا
3 (قيس العبدي))
قيس بن النعمان العبدي أحد وفد عبد القيس حديثه في البصريين روى عنه أبو القموص زيد بن علي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره

216
3 (قيس بن خرشة القيسي))
قيس بن خرشة القيسي من بني قيس بن ثعلبة له صحبة
أراد عبيد الله بن زياد قتله لنه كان شديدا على الولاة قؤولا بالحق فلما أعد له العذاب لمراجعته إياه فاظت نفسه قبل أن يصيبه شيء وخبره في ذلك عجيب
3 (ابن المكشوح))
قيس بن المكشوح أبو شداد وقيل في اسم المكشوح هبيرة بن هلال وهو الأكثر قيل إنه لا صحبة له لأنه إنما أسلم في زمن أبي بكر وقيل في أيام عمر وقيل هو أحد الصحابة الذين شهدوا مع النعمان بن مقرن فتح نهاوند وله ذكر صالح في الفتوحات بالقادسية وغيرها زمن عمر وعثمان
وهو أحد الذين قتلوا الأسود العنسي وهم قيس بن المكشوح وداذويه وفيروز الديلمي
وقتله الأسود يدل على أن إسلامه كان في مرض النبي صلى الله عليه وسلم قم إنه قتل بصفين مع علي رضي الله عنه وكان يومئذ صاحب راية بجيلة وكانت فيه نجدة وبسالة فهو من الفرسان الشعراء وهو ابن أخت عمرو بن معدي كرب وكان يناقضه في الجاهلية وكانا في الإسلام متباغضين وهو القائل لعمرو بن معدي كرب
* فلو لاقتني قرنا
* وودعت الحبائب بالسلام)
* (لعلك موعدي ببني زبيد
* وما قامعت من تلك اللئام
*
* ومثلك قد قرنت له يديه
* إلى اللحيين يمشي في الخطام
* وقالت له بجيلة يوم صفين يا ابا شداد خذ رايتنا اليوم فقال غيري خير لكم قالوا ما نريد غيرك قال فوالله لئن أعطيتمونيها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب وكان على رأس معاوية رجل قائم معه ومعه ترس مذهب يستره به من الشمس فقالوا اصنع ما شئت
فأخذ الراية ثم زحف فجعل يطاعنهم حتى انتهى إلى صاحب الترس وكان في خيل عظيمة فاقتتل الناس هنالك قتالا شديدا وكان على خيل معاوية عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فشد أبو شداد بسيفه نحو صاحب الترس فعارضه دونه رومي لمعاوية فضرب قدم أبي شداد فقطعها وضربه قيس فقتله وأسرعت إليه السيوف فقتل سنة سبع وثلاثين للهجرة

217
3 (قيس الأحمسي))
قيس بن أبي حازم الأحمسي جاهلي إسلامي لم ير النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم في عهده وصدق إلى مصدقه
وهو من كبار التابعين شهد أبا بكر وسمع منه وروى عنه وعن جميع العشرة إلا عبد الرحمن بن عوف فإنه لا يحفظ له عنه شيء
قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فوجدته قد قبض وأبو بكر قائم مقامه فأطاب الثناء وأطال البكاء
توفي سنة ثمان أو سنة سبع وتسعين للهجرة وكان يخضب بالصفرة وربما لبس الحرير وكان عثمانيا
وما كان بالكوفة أروى عن الصحابة منه
قال ابن معين قيس بن أبي حازم أوثق من الزهري وروى له الجماعة
3 (أبو كاهل الأحمسي))
قيس بن عائذ أبو كاهل الأحمسي نزيل الكوفة رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقة وحبشي ممسك بخطامها توفي في حدود التعسين للهجرة
3 (القيسي الضبعي))
)
قيس بن عباد القيسي الضبعي روى عن علي وعمر وأبي بن كعب وأبي ذر وعمار بن ياسر
وتوفي في حدود التسعين للهجرة وروى له الجماعة سوى ابن ماجة
3 (المكي الحبشي))
قيس بن سعد المكي الحبشي مولى نافع بن علقمة أحد الفقهاء روى عن طاوس ومجاهد ويزيد بن هرمز
وكان قد خلف عطاء بمكة في الفتوى ولم تطل أيامه ولا عمر
وثقه أحمد وتوفي سنة تسع عشرة للهجرة وروى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة
3 (الجدلي الكوفي))
قيس بن مسلم الجدلي الكوفي أحد الأئمة روى عن

218
طارق بن شهاب وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومجاهد وغيرهم
وثقه أحمد وغيره وقال أبو داود كان مرجئا
قيل إنه بقي مدة لا يرفع رأسه إلى السماء تعظيما لله تعالى
توفي سنة عشرين ومائة وروى له الجماعة
3 (أبو محمد الأسدي))
قيس بن الربيع أبو محمد الأسدي الكوفي أحد الأعلام على لين في روايته
كان شعبة يثني عليه مع نقده للرجال ولينه أحمد بن حنبل
وقال ابن معين ليس به باس وقال ابن عدي عامة ورواياته مستقيمة ثم قالوا والقول فيه ما قاله شعبة وأنه لا بأس به
توفي سنة ثمان وستين ومائة وروى له الأربعة
3 (ابن الخطيم))
قيس بن الخطيم بالخاء المعجمة بن عدي أبو يزيد قتل أبوه وهو صغير قتله رجل من بن حارثة بن الخزرج فلما بلغ قتل قاتل أبيه
ونشبت لذلك حروب بين قومه وبين الخزرج وقتل أيضا قاتل جده وفي ذلك يقول)
* ثارت عديا والخطيم فلم أضع
* ولاية أشياخ جعلت غزاءها
*
* ضربت بذي الزرين ربقة مالك
* فأبت بنف قد أصبت شفاءها
*
* وساعدني فيها ابن عمرو بن عامر
* خداش فأدى نعمة وأفاءها
*
* طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر
* لها نفد لولا الشعاع أضاءها
*
* ملكت بها كفي فأنهرت فتقها
* يرى قائم من دونها ما وراءها
* وكان قيس مقرون الحاجبين أدعج العينين أحم الشفتين براق الثنايا كأن بينهما برقا ما رأته حليلة رجل قط إلا ذهب عقلها
قال حسان بن ثابت للخنساء اهجي قيسا فقالت لا أهجو أحدا حتى أراه فجاءته يوما فوجدته في مشرقة ملتفا بكساء فنخسته برجلها وقالت له قم فقام فقالت له أدبر فأدبر ثم قالت أقبل فأقبل فقالت والله لا أهجو هذا أبدا
ومن حسن شعره

219
* أجد بعمرة غنيانها
* فتهجو أم شأننا شأنها
*
* فإن تمس قد شحطت دارها
* وبان لك اليوم هجرانها
*
* فما روضة من رياض القطا
* كأن المصابيح حودانها
*
* بأحسن منها ولا مزنة
* دلوح تكشف أدجانها
* وعمرة من سروات النساء تنفح بالمسك أردانها ومنه
* وما بعض الإقامة في ديار
* يهان بها الفتى إلا عناء
*
* وبعض خلائق القوام داء
* كداء البطن ليس له دواء
*
* يريد المرء أن يعطى مناه
* ويأبى الله غلا ما يشاء
*
* وكل شديدة نزلت بقوم
* سيأتي بعد شدتها رخاء
*
* فلا يعطى الحريص غنى بحرص
* وقد ينمى على الجود الثراء
*
* غني النفس ما عمرت غني
* وفقر النفس ما عمرت شقاء
*
* وليس بنافع ذا البخل مال
* ولا مزر بصاحبه السخاء
*
* وبعض القول ليس له عياج
* كمخض الماء ليس له إتاء)
* (وبعض الداء ملتمس شفاه
* وداء النوك ليس له شفاء
*
3 (صاحب لبنى))
قيس بن ذريح بالذال المعجمة والراء والياء آخر الخروف وحاء مهملة الكناني صاحب لبنى قال صاحب الأغاني كان رضيعا للحسن بن علي عليهما السلام
مر بخيام بني كعب والحي خلوف فوقف على خيمة لبنى بنت الحباب فاستسقى ماء فسقته وكانت امرأة مديدة القامة شهلاء حلوة المنظر والكلام فلما رآها وقعت في نفسه
وشرب الماء فقالت له انزل فتبرد عندنا قال نعم فنزل بهم
وجاء أبوها فنحر له وأكرمه وانصرف قيس وفي قلبه من لبنى فجعل ينطق بالشعر فيها حتى شاع وروي
ثم أتاها يوما آخر وقد اشتد وجده بها فسلم وظهرت له وتحفت به فشكا إليها ما يجد من حبها وشكت

220
إليه مثل ذلك
وانصرف إلى أبيه وسأله زواجها فأبى عليه وقال بنات عمك أحق بك
وكان ذريح كثير المال فانصرف قيس وقد ساءه ما خاطب به فاستعان بأمه على أبيه فلم يجد عندها ما يحب فأتى الحسين بن علي رضي الله عنهما وابن أبي عتيق وكان صديقه وشكا ما به
فقال له الحسين أنا أكفيك ومشى معه إلى أبي لبنى فلما بصر به أعظمه فقال قد جئتك خاطبا ابنتك لقيس بن ذريح فقال يا ابن رسول الله ما كنا لنعصي لك أمرا وما بنا عن الفتى رغبة ولكن أحب الأمرين إلينا أن يخطبها ذريح أبوه فإنا نخاف إن لم يسغ أبوه هذا أن يكون عارا علينا وسبة
فأتى الحسين رضي الله عنه ذريحا وقومه فأعظموه فقال أقسمت عليك إلا خطبت لبنى على قيس قال السمع والطاعة لأمرك
وخرج في وجوه قومه وخطبها لابنه وزوجه إياها وزنت إليه وأقام معها مدة لا ينكر أحد من صاحبه شيئا
وكان أبر الناس بأبيه فألهاه عكوفه على لبنى عن بعض ذلك ووجدت أمه في نفسها وقالت)
لبيه لقد خشيت أن يموت قيس ولم يترك خلفا وقد حرم الولد من هذه المرأة وأنت ذو مال فيصير مالك إلى الكلالة فزوجه بغيرها لعل الله يرزقه ولدا وألحت عليه
فأمهل قيسا حتى اجتمع قومه فدعاه وقال يا قيس إنك اعتللت هذه العلة فخفت عليك ولا ولد لي وساك وهذه المرأة ليست بولود فتزوج غيرها من بنات عمك لعل الله يهب لك ولدا تقر به أعيننا فقال قيس لا أتزوج غيرها أبدا قال أبوه إن في مالي سعة فتسر بالإماء قال ولا أسوءها بشيء قال أبوه فأقسمت عليك إلا طلقتها قال الموت عندي والله أسهل من ذلك ولكني أخيرك خصلة من ثلاث خصال قال وما هي قال تزوج أنت لعل الله يرزقك ولدا غيري قال ما في فضل لذلك قال فدعني ارحل عنك بأهلي واصنع ما كنت صانع لو مت في علتي هذه قال ولا هذه قال ادع لبنى عندك وأرتحل عنك فلعلي اسلوها فإن ما أحب أن نفسي طيبة أنها في خيالي قال لا أرضى أو نطلقها وحلف أن لا يكنه سقف أبدا حتى يطلق لبنى
وكان يخرج فيقف في الشمس فيجيء قيس فيقف إلى جانبه ويظله بردائه ويصلى هو بحر الشمس حتى يفيء الفيء فينصرف عنه ويدخل إلى لبنى فيعانقها ويبكي وتبكي معه وتقول يا قيس لا تطع أباك تهلك وتهلكني فيقول ما كنت لطيع فيك أحدا أبدا
فيقال إنه مكث كذلك سنة وقيل بل أربعين يوما ثم طلقها
فلما بانت بطلاقها وفرغ من الكلام لم يلبث أن استطير عقله وذهب به ولحقه مثل الجنون وأسف وجعل يبكي وينشج
وبلغها الخبر فأرسلت إلى أبيها فأقبل بهودج على ناقة وإبل تحمل أثاثها فلما رأى قيس ذلك اقبل على جاريتها وقال ويحك ما دهاني فيكم قالت لا تسلني وسل لبنى فذهب إلى خبائها ليسلم عليها ويسألها فمنعه قومها
وأقبلت عليه امرأة من قومه فقالت ما لك تسال كأنك جاهل أو تتجاهل هذه لبنى ترحل الليلة أو

221
غدا فسقط مغشيا عليه لا يعقل ثم أفاق وهو يقول
* وإني لمفن دمع عيني بالبكا
* حذار الذي قد كان أو هو كائن
*
* وقالوا غد أو بعد ذاك بليلة
* فراق حبيب لم يبن وهو بائن
*
* وما كنت أخشى أن تكون منيتي
* بكفك إلا أن ما حان حائن
*)
واشتد مرضه فسأل أبوه فتيات الحي أن يعدنه ويتحدثن عنده لعله يتسلى فأتينه وجلسن عنده
وجاءه طبيب يداويه فقال
* عيد قيس من حب لبنى ولبنى
* داء قيس والحب داء شديد
*
* فإذا عادني العوائد يوما
* قالت العين لا أرى من أريد
*
* ليت لبنى تعودني ثم اقضي
* إنها لا تعود في من يعود
*
* ويح قيس ماذا تضمن منها
* داء خبل والقلب منها عميد
* فقال له الطبيب مذ كم وجدت العلة بهذه المرأة فقال
* تعلق روحي روحها قبل خلقنا
* ومن بعد ما كنا نطافا وفي المهد
*
* فزاد كما زدنا فأصبح ناميا
* وليس إذا متنا بمنفصم العقد
*
* ولكنه باق على كل حادث
* وزائرنا في ظلمة القبر واللحد
* ومن شعره فيها قوله
* وفي عروة العذري إن مت أسوة
* وعمرو بن عجلان الذي قتلت هند
*
* وفي مثل ما ماتا به غير أنني
* إلى أجل لم يأتني وقته بعد
*
* هل الحب إلا عبرة ثم زفرة
* وحر على الأحشاء ليس له برد
*
* وفيض دموع تستهل إذا بدا
* لنا علم من أرضكم لم يكن يبدو
* وشكا أبو لبنى قيسا إلى معاوية وأعلمه بتعرضه لها بعد الطلاق فكتب إلى مروان بن الحكم بهدر دمه وأمر أباها أن يزوجها بخالد بن حلزة من غطفان
فلما علم قيس بذلك جزع جزعا شديدا وقال

222
* فإن يحجبوها أو يحل دون وصلها
* مقالة واش أو وعيد أمير
*
* فلن يمنعوا عيني من دائم البكا
* ولن يذهبوا ما قد أجن ضميري
*
* وكنا جميعا قبل أن يظهر الهوى
* بأنعم حالي غبطة وسرور
*
* فما برح الواشون حتى بدت لنا
* بطون الهوى مقلوبة لظهور
*
* لقد كنت حسب النفس لو دام وصلنا
* ولكنما الدنيا متاع غرور
* ولم يزل تارة يتوصل إلى زيارتها بالحيلة عليها وتارة تزوره وهو عند قوم نازل وتارة يختفي عن زوجها بأنواع من التستر والتخفي إلى أن ماتت لبنى فتزايد ولهه وجزعه وخرج)
في جماعة قومه حتى وقف على قبرها وقال
* ماتت لبينى فموتها موتي
* هل تنفعن حسرتي على الفوت
*
* فسوف أبكي بكاء مكتئب
* قضى حياة وجدا على ميت
* ثم أكب على القبر يبكي حتى أغمي عليه فرفعه أهله إلى منزله وهو لا يعقل ولم يزل عليلا لا يفيق ولا يجيب مكلما ثلاثا حتى مات ودفن إلى جنبها
وكانت وفاتهما في حدود السبعين للهجرة
3 (قيس بن الملوح))
قيس بن الملوح بن مزاحم بن قيس هو مجنون بني عامر قال صاحب الأغاني لم يكن مجنونا ولكن كانت به لوثة كلوثة أبي حية
كان سبب عشقه لليلى أنه أقبل ذات يوم على ناقة له كريمة وعليه حلتان من حلل الملوك فمر بامرأة من قومه يقال لها كريمة وعندها جماعة من النساء يتحادثن فيهن ليلى فأعجبهن جماله وكماله فدعونه إلى النزول فنزل فجعل يحدثهن وأمر عبدا كان معه فعقر لهن ناقته وحدثهن بقية يومه
بينا هو كذلك إذ طلع فتى في بردة من برود الأعراب يقال له منازل يسوق معزى له فلما رأينه أقبلن عليه وتركن المجنون فغضب وخرج من عندهن وقال

223
* أأعقر من جرا كريمة ناقتي
* ووصلي مقرون بوصل منازل
*
* إذا جاء قعقعن الحلي ولم أكن
* إذا جئت أرضى صوت تلك الخلاخل
*
* متى ما انتضلنا بالسهام نضلته
* وإن يرم رشقا عندها فهو ناضلي
* ولما أصبح لبس حلتيه وركب ناقة أخرى ومضى معرضا لهن فألفى ليلى قاعدة بفناء بيتها وقد علق حبه بقلبها وعنده جويريات يتحدثن معها فوقف بهن وسلم فدعونه إلى النزول وقلن له هل لك في محادثة من لا يشغله عنك منازل ولا غيره فقال إيه لعمري
ونزل مثل ما فعله بالأمس فأرادت ليلى ان تعلم هل لها عنده مثل ما له عغندها فجعلت تعرض عن حديثه ساعة بعد ساعة وتحدث غيره وقد كانت شغفته واستملحها فبينا هي تحدثه إذ اقبل فتى من الحي فدعته وسارته سرارا طويلا ثم قالت له انصرف ونظرت إلى)
وجه المجنون وقد تغير وامتقع لونه فقالت
* كلانا مظهر لناس بغضا
* وكل عند صاحبه مكين
*
* تبلغنا العيون بما أردنا
* وفي القلبين ثم هوى دفين
* فلما سمع البيتين شهق شهقة وأغمي عليه ومكث على ذلك ساعة ونضحوا الماء على وجهه ثم أفاق وقد تمكن حل كل منهما في قلب صاحبه وانفصلا وقد أصاب المجنون لوثة
ولم يزل في جنبات الحي منفردا عاريا لا يلبس ثوبا إلا خرقة يهذي ويخطط في الأرض ويلعب بالتراب والحجارة لا يجيب أحدا يسأله فإذا أحبوا أن يتكلم أو يثوب عقله إليه ذكروا له ليلى فيقول بأبي هي وأمي ثم يرجع إليه عقله وينشدهم
فلما تولى الصدقات عليهم نوفل بن مساحق رأى المجنون يلعب بالتراب عريانا وحكي له ما هو فيه فأراد أن يكلمه فقيل له ما يكلمك إلا إن ذكرت له ليلى وحديثها فذكرها فأقبل يحدثه بحديثها وينشده شعره فيها فرق له نوفل وقال له أتحب أن أزوجكها قال نعم وهل لي إلى ذلك سبيل فدعا له بثياب فألبسه إياها وراح معه كأصح ما يكون يحدثه وينشده فبلغ ذلك رهط ليلى فتقلوه في السلاح وقالوا له لا والله يا ابن مساحق لا يدخل المجنون منازلنا أبدا وقد أهدر السلطان دمه فأقبل بهم وأدبر فأبوا فقال للمجنون إن انصرافك أهون من سفك الدماء فانصرف وقال
* أيا ويح من أمسى يخلس عقله
* فأصبح مذهوبا به كل مذهب
*
* خليا من الخلان إلا معذرا
* يضاحكني من كان يهوى تجنبي
*

224
* إذا ذكرت ليلى عقلت وراجعت
* روائع عقلي من هوى متشعب
*
* وقالوا صحيح ما به طيف جنة
* ولا الهم إلا بافتراء التكذب
*
* تجنبت ليلى أن يلج بك الهوى
* وهيهات كان الحب قبل التجنب
*
* ألا إنما غادرت يا أم مالك
* صدى أينما تذهب به الريح يذهب
* ثم إن أبا المجنون وأمه وعشيرته اجتمعوا إلى أبي ليلى ووعظوه وناشدوه الرحم وقالوا له إن هذا الرجل هالك وقد حكمناك في المهر فأبى وحلف بالطلاق أنه لا يزوجه بها أبدا وقال أفضح نفسي وعشيرتي واسم ابنتي بميسم فضيحة فانصرفوا عنه وزوجها رجلا من قومه وبنى بها في تلمك الليلة فيئس المجنون وزال عقله جملة)
فقال الحي لأبيه احجج به إلى مكة وادع الله له فلعله أن يخلصه فحج به
فلما صار بمنى سمع صارخا بالليل يصيح يا ليلى فصرخ صرخة كادت نفسه تتلف وخر مغشيا عليه
ولم يزل كذلك حتى أصبح ثم أفاق حائل اللون ذاهلا وأنشأ يقول
* عرضت على قلبي العزاء فقال لي
* من الآن فايأس لا أعزك من صبر
*
* إذا بان من تهوى وأصبح نائبا
* فلا شيء أجدى من حلولك في القبر
*
* وداع دعا بالخيف غذ نحن من منى
* فهيج أحزان الفؤاد وما يدري
*
* دعا باسم ليلى غيرها فكأنما
* أطار بليلي طائرا كان في صدري
*
* دعا باسم ليلى ضلل الله بغيه
* وليلى بأرض عنه نازحة قفر
* قال العتبي مر المجنون ذات يوم بزوج ليلى وهو جالس يصطلي في يوم بارد وقد أتى ابن عم له في حي المجنون لحاجة فوقف عليه ثم أنشأ يقول
* بربك هل ضممت إليك ليلى
* قبيل الصبح أو قبلت فاها
*
* وهل رقت عليك قرون ليلى
* رفيف الأقحوانة في نداها
* فقال له اللهم غذ حلفتني فنعم
فقبض المجنون بكلتا يديه قبضتين من الجمر فما فارقهما حتى سقط مغشيا عليه وسقط الجمر مع لحم راحته فقام زوج ليلى متعجبا منه مغموما بفعله
ون شعره

225
* أيا جبلي نعمان بالله خليا
* سبيل الصبا يخلص غلي نسيمها
*
* أجد بردها أو تشق مني حرارة
* على كبد لم يبق إلا صميمها
*
* فإن الصبا ريح إذا ما تنسمت
* على نفس مهموم تجلت همومها
* ومنه وبه سمي المجنون
* يقول أناس عل مجنون عامر
* يروم سلوا قلت أنى لما بيا
*
* وقد لامني في حب ليلى أقاربي
* أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا
*
* يقولون ليلى أهل بيت عداوة
* بنفسي ليلى من عدو وماليا
*
* ولو كان في ليلى شذى من خصومة
* للويت أعناق الخصوم الملاويا
*)
ويحكى أنه لما قال
* خليلي لا والله لا أملك الذي
* قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا
*
* قضاها لغيري وابتلاني بحبها
* فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
* فسلب عقله وبرص
ومن شعره
* جرى السيل فاستبكاني السيل إذ جرى
* وفاضت له من مقلتي غروب
*
* وما ذاك إلا حين أيقنت أنه
* يمر بواد أنت منه قريب
*
* يكون أجاجا دونكم فإذا انتهى
* إليكم تلقى نشركم فيطيب
*
* أظل غرب الدار في رض عامر
* ألا كل مهجور هناك غريب
*
* وإن الكثيب الفرد من أيمن الحمى
* إلي وإن لم آته لحبيب
*
* ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر
* حبيبا ولم يطرب إليك حبيب
* ومنه
* وأدنيتني حتى إذا ما سبيتني
* بقول يحط العصم سهل الأباطح
*
* تناءيت عني حين لا لي حيلة
* وخلفت ما خلفت بين الجوانح
*

226
ومنه
* أمزمعة للبين ليلى ولم تمت
* كأنك عما قد أظلك غافل
*
* ستعلم إن شطت بهم غربة النوى
* وزالوا بليلى أن لبك زائل
* ومنه
* كأن القلب ليلة قيل يغدى
* بليلى العامرية أو يراح
*
* قطاة غرها شرك فبانت
* تجاذبه وقد علق الجناح
* ولم يزل المجنون يهيم في كل واد ويتبع الظباء ويكتب ما يقوله على الرمل ولا يأنس بالناس حتى أصبح ميتا في واد كثير الحجارة وما دل عليه إلا رجل من بني مرة فحضر أهله وغسلوه وكفنوه واجتمع فتيان حي ليلى يبكونه أحلا بكاء ولم ير باك وباكية أكثر من ذلك اليوم وذلك في حدود السبعين للهجرة
3 (الحلبي الشاعر))
)
قيس بن إبراهيم الحلبي الشاعر توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة
((الألقاب))
ابن قيس الرقيات اسمه عبيد الله بن قيس
أبو قيس الأنصاري هو صيفي بن الأسلت
بنو القيسراني جماعة أولهم مهذب الدين الشعر اسمه محمد بن نصر بن صغير وابنه موفق الدين خالد بن محمد بن نصر ومعيد الدين محمد بن أحمد بن خالد بن نصر بن صغير والصاحب فتح الدين عبد الله بن محمد بن أحمد وولده القاضي شرف الدين محمد والقاضي عماد الدين إسماعيل ابن محمد وولداه القاضي شهاب الدين يحيى والقاضي شرف الدين خالد وأبو الفتح نصر بن محمد بن نصر وعز الدين محمد بن محمد بن خالد ونجم الدين سعيد بن خالد وشرف الدين يحيى بن خالد بن محمد بن نصر وزير بن وزير والحافظ أبو الفضل المقدسي
ابن القيسراني اسمه محمد بن طاهر بن الذهبي

227
القيسراني الحسن بن الحسين وابن الطوير القيسراني اسمه عبد السلام بن الحسن
القيثارة الطبيب اليهودي اسمه الموفق يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الميم في مكانه
3 (قيصر))
3 (الموصلائي))
قيصر بن كمشتكين بن عبد الله الموصلاي أبو بكر الخازن البغدادي قرأ الأدب في صباه وسمع الحديث وخالط العلماء وكانت له بالتواريخ وأيام الناس عناية وله في ذلك مجموعات
وكان يحب الكتب وجمع فيها تصانيف شراء واستنساخا
وكان حاجبا بالمخزن سمع أبا المكارم المبارك بن محمد بن الباذرائي وعبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي وعبد الله بن أحمد بن الخشاب وشهدة بنت الأبري
وكان حسن الخلق والخلق جميل الهيئة ظريفا
ولد سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وتوفي سنة سبع وستمائة بتستر ثم نقل إلى بغداد))
3 (قيصر العوني))
قيصر العوني الأمير مملوك الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة كان بديع الجمال يضرب بحسنه المثل كان الوزير يركبه في صدر موبكه بالقباء والعمامة السوداوين وإلى جانبه خادمان
توفي سنة ست وتسعين وخمسمائة
3 (تعاسيف الكاتب الحنفي))
قيصر بن أبي القاسم بن عبد الغني بن مسافر الرئيس علم الدين تعاسيف السلمي الدمشقي الحنفي الكاتب ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة بالقاهرة وسمع وروى عنه الدمياطي وكان ماهرا في علم الرياضي بارعا في الهندسة والحساب
ولي نظر الدواوين المصرية فلم تشكر سيرته وكثر عسفه وظلمه
وولي ولايات ببلاد الشرق ومات بدمشق سنة تسع وأربعين وستمائة
وكان ممن اشتغل على كمال الدين ابن يونس قال كمال الدين جعفر الأدفوي كان عارفا بالقرآن وسمع من محمد بن محمد بن بيان الأنباري ومحمد بن يوسف الغزنوي وغيرهما بمصر وبحلب من الشريف عبد المطلب

228
الهاشمي وحدث بمصر ودمشق
قال قاضي القضاة ابن خلكان قال لي لما أتقنت العلوم الرياضية تاقت نفسي إلى الاجتماع بالشيخ كمال الدين بن يونس فسافرت إلى الموصل واجتمعت به وعرفته قصدي فقال تريد أي الفنون فقلت الموسيقى قال مصلحة فقرأت عليه أكثر من أربعين كتابا في مقدار سنة وكنت عارفا لكن كان غرضي الانتساب إليه
ثم إنه قام بحماة وأقبل عليه ملكها وأحسن إليه وولاه تدريس النورية
وعمل للسلطان كرة عظيمة كبيرة فيها الكواكب المرصودة وعمل له طاحونا على العاصي وبنى له أبراجا وتحيل فيها بحيل هندسية
ولما وردت أسوكة الأنبرور صاحب صقلية في أنواع الحكمة والرياضي على الملك الكامل كان هو المعين للأجوبة عنها وكان أبوه قد ورد إلى اصفون من بلاد الصعيد فتزوج بامرأة)
وتركها حاملا فنشأ باصفون وكان يكتب إلى فرن بها وأن أباه أرسل أخذه
((الألقاب))
ابن القيني المغربي الشاعر هو علي بن سعيد
ابن أقيم اسمه علي بن عيسى
ابن قيم الجوزية الإمام شمس الدين الحنبلي اسمه محمد بن أبي بكر
القيمري الأمير عماد الدين اسمه علي بن عيسى
((حرف الكاف))
((الألقاب))
الكاتبي نجم الدين دبيران اسمه علي بن عمر
ابن كاتب المرج اسمه محمد بن فضل الله
ابن كاتب قيصر إبراهيم بن أبي الثناء
كاتب كرامة الفصي إسماعيل بن علي
ابن كارة الحنبلي دهبل بن علي

229
ابن الكازروني ظهير الدين علي بن محمد بن محمود
ابن كأس الحنفي اسمه علي بن محمد بن الحسن
الكاساني سعد الدين اسمه محمد بن أحمد
الكاشغري اسمه عبد الغافر بن الحسين وآخر إبراهيم بن عثمان
الكاظم موسى بن جعفر

230
3 (كافور))
3 (كافور الأخشيدي))
كافور أبو المسك الخادم السود الحبشي الأستاذ الأخشيدي السلطان اشتراه أبو بكر محمد بن طغج الأخشيد من بعض رؤساء المصريين
وكان أسود بصاصا أبيع بثمانية عشر دينارا ثم تقدم عنده لعقله ورأيه وسعده إلى أن كان من كبار القواد وجهزه في جيش لحرب سيف الدولة
ثم لما مات أستاذه صار أتابك ولده أبي القاسم أنوجور وكان صبيا فغلب كافور على)
الأمور قال وكيله خدمت كافورا وراتبه كل يوم ثلاثة عشر جراية وتوفي وقد بلغت ثلاثة عشر ألف جراية
ولي أنوجور ملكة مصر والشام إلا اليسير بعقد الراضي بالله والمدبر له كافور فمات أنوجور سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وأقيك مكانه أخوه أبو الحسن علي ومات في أول سنة خمس وخمسين وثلاثمائة فاستقل كافور بالأمر وركب في الدست بخلع أظهر أنها جاءته من الخليفة وتقليد
وتم له الأمر ولم يبلغ أحد من الخدم ما بلغه
وكان ذكيا له نظر في العربية والأدب والعلم
وممن كان في خدمته إبراهيم النجيرمي صاحب الزجاج النحوي
وكانت لأيامه سديدة جميلة ودعي له على المنابر بالحجاز ومصر والشام والثغور طرسوس والمصيصة واستقل بملك مصر سنتين وأربعة أشهر وتوفي في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثلاثمائة وعاش بضعا وستين سنة ودفن بالقرافة الصغرى وكان وزيره أبو الفضل جعفر بن الفرات
وكان كافور يحب الخير قال بعضهم حضرت مجلس كافور فدخل رجل ودعا له وقال أدام الله أيام مولانا بكسر الميم فتحدث جماعة من الحاضرين في ذلك وعابوه عليه فقال رجل من أوساط الناس وهو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن حشيش الجيزي اللغوي الأخباري كاتب كافور والذي دعا لكافور ولحن هو أبو الفضل ابن ميحاس

231
وأنشد أبو إسحاق المذكور مرتجلا
* لا غرو أن لحن الداعي لسيدنا
* وغص من دهش بالريق أو بهر
*
* فتلك هيبته حالت جلالتها
* بين الأديب وبين القول بالحصر
*
* وإن يكن خفض الأيام من غلط
* في موضع النصب لا عن قلة النظر
*
* فقد تفاءلت من هذا لسيدنا
* والفأل نأثره عن سيد البشر
*
* بأن أيامه خفض بلا نصب
* وأن أوقاته صفو بلا كدر
* وكان كافور لا يأخذ نفسه برئاسة كبيرة
يقال إنه كان يوما مارا في الكافوري بالقاهرة فصاحت امرأة يا كافور وهو غافل فالتفت)
إليها ورأى أن ذلك نقص منه وهفوة
وكان كلما مر هناك التفت ولم تزل عادته إلى أن مات
ويقال أيضا إنه مر يوما برا باب اللوق وأناس من الحرافيش السودان يضربون بالطبيلة ويرقصون فنسي روحه وهز كتفه طربا ولم يزل بعد ذلك يهزها كل قليل إلى أن مات
ومدحه أبو الطيب المتنبي بقصائده الطنانة فمن ذلك قصيدته التي منها
* وخيلا مددنا بين آذانها القنا
* فبتن خافا يتبعن العواليا
*
* نجاذب منها في الصباح أعنة
* كأن على الأعناق منها أفاعيا
*
* قواصد كافور توارك غيره
* ومن قصد البحر استقل السواقيا
*
* فجاءت بنا إنسان عين زمانه
* وخلت بياضا خلفها ومآقيا
* منها
* ويحتقر الدنيا احتقار مجرب
* يرى كل ما فيها وحاشاه فانيا
* وقال فيه قصيدته التي أولها
* أغالب فيك الشوق والشوق أغلب
* وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب
* منها
* وأخلاق كافور إذا شئت مدحه
* وإن لم أشأ تملي علي وأكتب
*
* إذا ترك الإنسان أهلا وراءه
* ويمم كافورا فما يتغرب
* ويقال إنه لما فرغ منها قال يعز علي أن تكون هذه في غير سيف الدولة
وحكي أنه قال كنت إذا دخلت على كافور أنشده يضحك غلي ويبش في وجهي

232
إلى أن أنشدته قصيدتي التي منها
* ولما صار ود الناس خبا
* جزيت على ابتسام بابتسام
*
* وصرت أشك في من أصطفيه
* لعلمي أنه بعض الأنام
* قال فما ضحك بعدها في وجهي إلى أن تفرقنا فعجبت من فطنته وذكائه
ولبي الطيب فيه الأهاجي المؤلمة مثل قوله
* ما كنت أحسبني أحيا إلى زمن
* يسيء بي فيه كلب وهو محمود
*
* وأن ذا السود المثقوب مشفره
* تطيعه ذي الغضاريط الرعاديد)
* (أكلما اغتال عبد السوء سيده
* أو خانه فله في مصر تمهيد
*
* نامت نواطير مصر عن ثعالبها
* وقد بشمن فما تفنى العناقيد
*
* العبد ليس لحر صالح بأخ
* لو أنه في ثياب الخز مولود
*
* لا تشتر العبد إلا والعصا معه
* إن العبيد لأنجاس مناكيد
*
* من علم الأسود المخصي مكرمة
* أقومه البيض أم آباؤه الصيد
*
* أم أذنه في يد النخاس دامية
* أم قدره وهو بالفلسين مردود
*
* من كل رخو وكاء البطن منفتق
* لا في الرجال ولا النسوان معدود
*
* ما يقبض الموت نفسا م نفوسهم
* إلا وفي يده م نتنها عود
*
* أولى اللئام كوفير بمعذرة
* في كل لؤم وبعض العذر تفنيد
*
* وذاك أن الفحول البيض عاجزة
* عن الجميل فكيف الخصية السود
* ومثل قوله أيضا
* من أية الطرق يأتي مثلك الكرم
* أين المحاجم يا كافور والجلم
*
* لا شيء أقبح من فحل له ذكر
* تقوده أمة ليست لها رحم
* وله فيه غير ذلك
ومن قصائده الطنانات فيه قوله
* عدوك مذموم بكل لسان
* ولو كان من أعدائك القمران
*

233
وقوله
* فراق منة فارقت غير مذمم
* وأم ومن يممت خير ميمم
* ولما غزا كافور دنقلة وأكثر جيشه سودان قال شاعر
* ولما غزا كافور دنقلة غدا
* بجيش كطول الأرض في مثله عرض
*
* غزا الأسود السودان في رونق الضحى
* فلما التقى الجمعان أظلمت الأرض
* وما أحسن ما قال القاضي محيي الدين ابن عبد الظاهر في الكتاب الذي وضعه جوابا عن الملك الناصر صرح الدين يوسف بن أيوب إلى الخليفة الإمام الناصر لما جهز إليه كتابا ينكر فيه أشياء وقد علم كل ما عاملوا به الخلافة تضييقا وتقتيرا وكونهم عوضوا عن الألوف ذهبا برسم)
نفقاتهم فضة قدروها ولا تقديرا ولا خفاء بمناقضة أحمد بن طولون لما كان على مصر أميرا حين طافت على الدولة تسلطا بكأس كان مزاجها كافورا
وأنشدني لنفسه إجازة صفي الدين الحلي من قصيدة وصفها فقال
* على أبي الطيب الكوفي مفخرها
* إذا لم أضع مسكها في مثل كافور
*
3 (كافور شبل الدولة))
كافور الطواشي الكبير شبلا لدولة الحسامي خادم الأمير حسام الدين محمد ابن لاجين ولد الخاتون ست الشام أخت الملك العادل يقال أنه كان من خدام القصر بالقاهرة وكان دينا صالحا مهيبا وعليه اعتمدت مولاته في عمارة الشامية البرانية
سمع من الخشوعي والكندي وكان حنفيا فبنى المدرسة والخانقاه والتربة التي دفن بها عند جسر كحيل
وفتح للناس طريقا إلى الجبل من عند المقبرة إلى غربي الشامية تفضي إلى عبن الكرش ولم يكن لعين الكرش طريق إلا من جهة مسجد الصفي معين الدين عند مخازن الفاكهة
وتوفي سنة ثلاث وعشرين وستمائة
3 (الصفوي الخزندار))
كافور الطواشي شبل الدولة الصفوي الخزندار بقلعة دمشق كان من الخدام العادلية ابن الكامل وهو مشهور بالخير والديانة
ولي الخزندارية في الدولة

234
الظاهرية والسعيدية وبعض الدولة المنصورية
وكان لحسن سيرته تضاف إليه نيابة القلعة في بعض الأوقات
توفي رحمه الله تعالى سنة أربع وثمانين وستمائة بقلعة دمشق
3 (الخادم))
كافور النبوي أحد خدام حظيرة النبي صلى الله عليه وسلم قال العماد الكاتب سيد أسود شاعر مجود قرأت في تاريخ السماني أنه كان اسود طويلا لا لحية له خصيا
ومن شعره)
* حتام همك في حل وترحال
* تبغي العلى والمعالي مهرها غالي
*
* يا طالب المجد دون المجد ملحمة
* في طيها تلف بالنفس والمال
*
* ولليالي صروف قلما انجذبت
* إلى مراد امرئ يسعى لآمال
* قال العماد أقول هذا شعر ثبت على محك النقد وعيار السبك لا شعر يبهرجه محك الحق بعد الاعتقاد باللجاج والمحك ارق من النسيم وأذكى من العبير وأطيب من المسك
ولا عجب أن تفيد تربة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أفصح العرب والعجم خادمها الأسود نظم المكلم وكافور نظمه في الطيب كافور ولفظه لقلوب المعاني تامور
وقد استغنى بحلية الفضل عن اللحية فإن الفضل للرجال أحسن حلية وسواده مع العلم أحسن من البياض مع الجهل سارت شوارده في الحزن والسهل ونقلتها رواة الحضر إلى حداة البدو ولحنتها القيان بأغاريدها في الشدو
3 (كافور الصوري))
كافور بن عبد الله الليثي الحبشي الخصي المعروف بالصوري كان مصري المنشأ ومن مواليدهم وإنما سكن صور فنسب إليها ثم ارتحل عن صور وطاف البلاد ودخل خراسان ووصل إلى غزنة وما وراء النهر
وكان يحفظ كثيرا من الملح والنوادر وكان يعرف من اللغة جانبا جيدا
ثم إنه عاد إلى بغداد وتوفي بها في شهر رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ومن شعره
* هل من قرى يا أبا سعد بن منصور
* لخادم قادم وافاك من صور
*
* شعاره إن دنت دار وإن بعدت
* الله يبقي أبا سعد بن منصور
* ومنه

235
* باء بخارا أبدا زائده
* والألف الأخرى بلا فائده
*
* فهي خرا بحت وسكانها
* آبدة ما مثلها آبده
* ومنه
* هل من لواعج هذا البين من جار
* لمستهام عميد دمعه جار
*
* أم هل على فتكات الشوق من عضد
* يجيرني من يد الضرغامة الضاري)
* (فيض الدموع ونيران الضلوع معا
* يا قوم كيف اجتماع الماء والنار
* ومنه
* راح الفراق بما لا أرتضي وغدا
* وجارحكم الهوى في ما مضى وعدا
*
* فارقتكم فرقة لا عدت أذكرها
* فإن رجعت فلا فارقتكم أبدا
* قلت شعر توسط
الكافي الوزير أحمد بن إبراهيم
3 (أبو كاليجار))
أبو كاليجار المرزبان الملك والد الملك أبي نصر الملقب بالملك الرحيم صاحب بغداد وهو ابن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة توفي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة بطريق كرمان وكان معه من الأتراك سبعمائة ومن الديلم ثلاثة آلاف فنهبت الأتراك حواصله
وكان مولده بالبصرة سنة تسع وتعسين وثلاثمائة في شوال
مرض بالأهواز وفصد في يوم ثلاث مرات وحمل في مهد لأنه مرض في البرية فشق ذلك عليه فحمل على الرقاب في محفة
ولما مات ليلة الخميس منتصف جمادى نهب الأتراك حواصله من السلاح وغيره وكان قيمة ذلك ألف ألف دينار
وكانت وفاته قريبا من قلعة له فيها ألف ألف دينار فصعد الغلمان إليها ونبهوا ما فيها وحمل في تابوت ودفن بالأهواز وقيل إنه حمل إلى شيراز ودفن عند آبائه
وكان مدة عمره إحدى وأربعين سنة وقيل أربعين سنة ومدة ولايته على العراق أربع سنين وشهرين وأياما ومدة ولايته على فارس والأهواز عشرين سنة
وكان شجاعا فاتكا مشغولا بالشرب واللهو
كاك الحنفي اسمه محمد بن عمر

236
3 (كامل))
3 (ظهير الدين الباذؤرائي))
كامل بن الفتح بن ثابت ظهير الدين الضرير الباذرائي الأديب أبو تمام)
له شعر وترسل كتب الطلبة عنه وتوفي سنة ست وتسعين وخمسمائة وسكن بغداد في باب الأزج وصاهر بني رهمويه الكتاب وسمع من أبي الفتح علي بن رهمويه وقيل إنه كان يدخل على الناصر ويحاضره ويخلو معه وأنه علمه علم الأوائل وهون عليه الشرائع والله أعلم
قال ياقوت وكان متهما في دينه
وأورد له من شعره
* وفي الأوانس من بغداد آنسة
* لها من القلب ما تهوى وتختار
*
* ساومتها نفثة من ريقها بدمي
* وليس إلا خفي الطرف سمسار
*
* عند العذول اعتراضات ولائمة
* وعند قلبي جوابات وأعذار
* قلت شعر جيد
3 (مجلد الكتب))
كامل بن أبي الفرج التيمي البكري البغدادي الأديب الذي فاق أهل زمانه في تجليد الكتب توفي سنة اثنتين وأربعين وستمائة وكان له شعر
3 (الجحدري))
كامل بن طلحة الجحدري البصري قال الدارقطني ثقة وقال أبو حاتم لا باس به
روى عنه ابن أبي الدنيا وغيره توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين
3 (المنتفقي البدوي))
كامل المنتفقي من العرب البادين بعسفان أورد له الباخرزي في دمية القصر حكاية مطبوعة أوردهها مسجوعة خلاصتها أنه وعد العميد أبا سعيد محمد بن منصور أن له ابنه كأنها فلقة القمر فتوجه معه من البصرة إلى مكانه بعسفان فرأوا عجوزا في الغابرين تقذي بطلعتها الشوهاء عيون الحاضرين قد تركها الانحناء محطوطة

237
مناكب وكأن بنواصيها غزول العناكب
قال الباخرزي فأنشدت العميد
* يا ليتني حين خرجت خاطبا
* لقاني الله طريقا شاصبا)
* (لا أمما مني ولا مقاربا
* حتى إذا ما سرت شهرا دائبا
* ضل بعيري ورجعت خائبا وأورد له الباخرزي لهذا كامل
* إنسانة الحي أم أدمانة السمر
* بالنهي رقصها لحن من الوتر
*
* يا ما أميلح غزلانا شدن لنا
* من هؤليائكن الضال والسمر
*
* بالله يا ظبيات القاع قلن لنا
* ليلاي منكن أم ليلى من البشر
* قلت وفي البيتين الثاني والثالث شاهد على تصغير أفعل التعجب وعلى حذف همزة الاستفهام
3 (الرافضة الكاملية))
الكاملية فرقة من الرافضة يتبعون رجلا كان يعرف بأبي كامل كان يزعم أن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي نب أبي طالب وكفر علي بتركه قتالهم
وكان يلزم عليا قتالهم كما لزمه قتال أصحاب الجمل وصفين وكان بشار بن برد الأعمى الشاعر على هذا المذهب
وروي أنه قيل له ما تقول في الصحابة قال كفروا قيل له فما تقول في علي بن أبي طالب فأنشد
* وما شر الثلاثة أم عمرو
* بصاحبك الذي لا تصبحينا
*
((الألقاب))
الكامل تسمى به من الملوك جماعة منهم الكامل محمد بن العادل أبي بكر محمد
الكامل صاحب ميافارقين اسمه محمد بن غازي
والكامل ابن الناصر صاحب مصر والشام اسمه شعبان بن محمد
ابن كامل القاضي اسمه أحمد بن كامل

238
الكامل الخوارزمي عبد الله بن محمد
الكاواني الكاتب اسمه يحيى بن الحسن
الكببو أحمد بن محمد بن أحمد)
الكبري الصوفي اسمه أحمد بن عمر
3 (كبشة))
3 (البرصاء الأنصارية))
كبشة الأنصارية تعرف بالبرصاء وهي جدة عبد الرحمن بن أبي عمرة وهو الراوي عنها
لها صحبة قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فشرب من فم قربة معلقة وهو قائم قالت فقطعت فمها فرفعته
3 (بنت رافع الصحابية))
كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة بن عيد بن الأبجر هي أم سعد بن معاذ لها صحبة
لما خرج سعد بن معاذ جعلت أمه تبكي فقال لها عمر انظري ما تقولين يا أم سعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعها يا عمر كل باكية مكثرة إلا أم سعد ما قالت خير فلن تكذب
3 (كبشة الثقفية))
كبشة بنت حكيم الفقيه جدة أم الحكيم بنت يحيى بن عقبة رأت النبي ولها صحبة
3 (بنت معدي كرب))
كبشة بنت معدي كرب روى عبد العزيز عن أبيه محمد عن أبيه عبد الرحمن عن أبيه معاوية أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أمه كبشة بنت معدي كرب عمة الأشعث بن قيس فقالت أمه إني آليت أن أطوف بالبيت حبوا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم طوفي على رجليك سبعين سبعا عن يديك وسبعا عن رجليك
((الألقاب))
الكبكي نائب صفد الأمير علاء الدين يدغدي

239
ابن كبير أحمد بن محمد بن الفضل)
ابن الكناني الطبيب اسمه محمد بن الحسين
ابن الكتاني زين الدين عمر بن أبي الحزم
كتاكت الزين الواعظ اسمه أحمد بن محمد
ابن كبشة المصري الكاتب اسمه عبد الكريم بن عبد الواحد
3 (كتبغا))
3 (النوين المغلي))
كتبغا النوين المغلي كان عظيما عند التتار يعتمدون عليه لرأيه وشجاعته وعقله وله خبرة بالحصارات وافتتاح الحصون وكان هولاكو لا يخالفه ويتيمن برأيه
وكان شيخا مسنا يميل إلى النصرانية جهزه هولاكو لفتح الديار المصرية وتنتقى له من المغل أربعين ألفا فالتقاه السلطان الملك المظفر قطز على عين جالوت وقتله الأمير جمال الدين آقوش الشمسي ولم يعرفه
قاتل يوما المصاف إلى أن قتل واسر ولده وأحضر بين يدي المظفر قطز فسأله عن أبيه فقال أبي ما يهرب فأبصروه في القتلى فأحضروا عدة رؤوس فلما رآه ولده بكى وقال للمظفر يا خوند نم طيبا فما بقي لك عدو تخاف منه كان هذا سعد التتار وبه يهزمون الجيوش ويفتحون الحصون
ولما بلغ هولاكو قتله ضرب بيسراه وجه الأرض وركب وكر راجعا بعدما قتل الناصر صاحب الشام على ما يأتي في ذكره وكان هلاكه سنة ثمان وخمسين وستمائة
3 (الملك العادل))
كتبغا الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري المغلي كان أسمر دقيق الصوت له لحية صغيرة في الحنك
أسر حدثا كم عسكر هولاكو نوبة حمص الأولى في آخر سنة ثمان وخمسين وستمائة وأمره أستاذه الملك المنصور فكان من أمراء الألوف ثم إنه عظم في دولة الأشرف
ولما قتل الشرف التف الخاصكية عليه فحمل بهم على بيدرا وقتلوه
ولما حضر السلطان الملك الناصر جعل كتبغا نائبه واستمر الحال سنة ثم تحول

240
الناصر إلى)
الكرك وتسلطن كتبغا ولقب بالعادل ونهض بأمره لاجين وقراسنقر وطائفة كان قد اصطنعهم في نوبة الأشرف
وتمكن وقدم دمشق وصلى بجامعها الأموي غير مرة وسار في الجيش إلى حمص ثم رد فلما كان بأرض بيسان وثب عليه حسام الدين لاجين وشد على بتخاص والأزرق فقتلهما في الحال وكانا عضدي كتبغا واختبط الجيش وفر كتبغا على فرس النوبة وتبعه أربعة من غلمانه في صفر سنة ست وتعين وستمائة فكانت دولته سنتين
وساق كتبغا إلى دمشق فتلقاه مملوكه نائبها في الأمراء وقدم القلعة ففتح له بابها ارجواش ودقت البشائر له ولم ينتظم له الحال
واجتمع كجكن والأمراء وحلفوا لمن هو صاحب مصر وصرحوا لكتبغا بالحال فقال أنا ما مني خلاف وخرج من قصر السلطنة إلى قاعة صغيرة وبذل الطاعة فرسم له أن يقيم بقلعة صرخد وأتاه بعض غلمانه ونسائه وانطوى ذكره إلى بعد نوبة قازان فأحسن السلطان الملك الناصر إليه وأعطاه حماة فمات بها سنة اثنتين وسبعمائة
وكان موصوفا بالديانة والخير والرفق بالرعية
وكانت وفاته يوم الجمعة يوم النحر ونقل تابوته إلى تربته بسفح قاسيون بدمشق
وجرى في أيامه الغلاء العظيم بالديار المصرية وكان إذ طالعوه بخبر المقياس يبكي ويقول هذا بخطيئتي
وفيه يقول علاء الدين الوداعي لما تسلطن وخلع على أهل دمشق ومن خطه نقلت
* إنما العادل سطان الورى
* عندما جاد بتشريف الجميع
*
* مثل قطر صاب قطرا ماحلا
* فكسا أعطافه زهر الربيع
*
3 (الأمير زين الدين الحاجب))
كتبغا الأمير زين الدين أمير حاجب الشام أظنه تولى نيابة شيزر في وقت
ولما كان بدمشق حاجبا كان الأمير سيف الدين تنكز يعظمه ويجلس قدامه ويرمل على يده في بأيام الخدم
وكان يحترمه ويحب حديثه ويصغي غليه ويقبل شفاعاته ويزوره في بيته)
وكان محتشما في نفسه رئيسا يحضر السماعات ويرقص فيها وأظنه لبس في وقت زي الفقراء ومشى معهم إلا أنه كان فيه استحالة وذلك أنه إذا دخل عليه أحد في بيته في أمر قال له السمع والطاعة ومن أحق منك بهذا الذي تطلبه قف غدا لمولانا ملك الأمراء في الخدمة وأنا غدا أساعدك وتبصر ما أقول
فإذا وقف ذلك المسكين قال يا مولانا أي حايك قام أو أي بيطار قام قال يريد يصير جنديا فإذا سمع الأمر سيف الدين ذلك قال نحه فتناول ذلك المسكين العصي من كل جانب
وتوفي رحمه الله تعالى سنة إحدى وعشرين وسبعمائة

241
3 (الألقاب))
ابن كتيلة عبد الباقي بن أحمد
كتيلة عبد الله بن أبي بكر
الكتندي الشاعر محمد بن عبد الرحمن
3 (كثير))
3 (السلمي الصحابي))
كثير بن عمرو السلمي حليف بني أسد وقيل بني عبد شمس وبنو أسد حلفاء لبني عبد شمس شهد بدرا فيما ذكر ابن إسحاق من رواية زياد وليس في رواية ابن هشام
وذكر ابن السراج عن عمر بن محمد بن الحسن الأسدي عن أبيه عن زيد عن ابن إسحاق قال وشهد بدرا من حلفاء لبني أسد كثير بن عمرو وأخوه مالك بن عمرو
قال ابن عبد البر ولم أر كثير في غير هذه الرواية ولعله أن يكون ثقف لقبا له واسمه كثير
3 (كثير بن العباس))
كثير بن العباس بن عبد المطلب أبو تمام ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأشهر في سنة عشر وليست له صحبة وأمه سبأ رومية وقيل حميرية
وكان فقيها ذكيا فاضلا روى عنه عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وروى ابن شهاب وروى هو عن أبيه وعمر وعثمان وأخيه عبد الله)
وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وتوفي في عشر التسعين للهجرة
3 (خال البراء الصحابي))
كثير خال البراء روى الشعبي عن البراء بن عازب قال كان اسم خالي قليلا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نسكنا بعد صلاتنا

242
3 (الأزدي الصحابي))
كثير الأزدي رأى النبي صلى الله عليه وسلم أكل طعاما مسته النار ثم صلى ولم يتوضأ روى عنه عقبة بن مسلم التجيبي سكن مصر ويعد في أهلها
3 (الأنصاري الصحابي))
كثير الأنصاري سكن البصرة
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صلى المكتوبة انصرف عن يساره
وقد قيل حديثه مرسل روى عنه ابنه جعفر بن كثير
3 (كثير الحارثي))
كثير بن شهاب الحارثي قال ابن عبد البر في صحبته نظر
وقد روى عن عمر وهو الذي قتل يوم القادسية جالينوس وأخذ سلبه لا أعلم له رواية يل قتل جالينوس زهرة بن حوية
3 (كثبر بن قسي))
كثير بن قيس ذكره ابن قانع وذكر له حديثا من رواية داود بن جميل عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ممن سلك طريق العلم سهل الله له به طريقا إلى الجنة
قال ابن عبد البر هذا وهم إنما الحديث رواه أبو داود في مصنفه عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح
وداود بلن جميل مجهول قاله الدارقطني
وذكر أن الأوزاعي روى هذا الحديث عن كثير بن قيس عن سمرة عن أبي الدرداء))
3 (أبو سخبرة الحضرمي))
كثير بن مرة أبو سخبرة الحضرمي الحمصي سمع عمر ومعاذ بن جبل ونعيم بن هماز وآخرين
توفي في حدود الثمانين للهجرة وروى له الأربعة

243
3 (أبو قرة البصري))
كثير بن شنظير أبو قرة البصري قال أبو زرعة لين وتردد فيه ابن معين وتوفي في حدود الأربعين ومائة
وروى له الجماعة سوى النسائي
3 (المزني المدني))
كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن يزيد المزني المدني اتفقوا على ضعفه وضرب على حديثه أحمد بن حنبل
وقال الشافعي هو ركن من أركان الكذب وكذا قال أبو داود
وأما الترمذي فأخذ يملس عليه وتوفي سنة ثلاث وستين ومائة
وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجة
3 (الكندي))
كثير بن الصلت الكندي المدني هو الذي كان أهل المدينة إذا نسبوا رجلا إلى الإقبال قالوا لقي ليلة كثير بن الصلت وذلك أن معاوية أمر رجلا من آل أبي بكر ان يبني له منزلا بالمدينة ينزل به إذا اجتاز إلى مكة ففعل
وأقبل معاوية والبكري يسايره غذ نظر من الثنية إلى منزل كثير بن الصلت فقال معاوية أمنزلي هذا فقال ليس به ومنزلك قريب ولو قد صرت إلى قرار المصلى لرأيته وهذا منزل كثير فنظر كثير في موكبه على بعير له فدعاه وسايره وسأله عن رأيه في المنزل فقال لست أقدر على بيعه قال أوليس لك قال بلى ولكن قدمنا هذا الحرم ونحن ننسب إلى آبائنا ونعرف بأحسابنا فاستولى على ذلك هذا المنزل وصرنا نعرف به وفيه سبعون مختمرة ليس يحول بين الناس وبين معرفة حالهن إلا حائطه ولو خرجن منه كشف منهن ما)
لا يقدر على احتماله
فقال إني أثمنك وأنيخ بعيرك فأصب على هامته وسنامه حتى أواريهما فقال إني لا أجد لذلك سبيلا لما أعلمتك وكانت له نفس شديدة
فقضى معاوية حجه وفيه عنه إعراض وقد كان أسلفه مائتي ألف درهم في غرم لزمه فأوصى مروان بن الحكم فقبض المال منه وقال إن استأجلك أجلا قصيرا فأجله فإن
وافاك بالمال وإلا فبع ربعه وملكه حتى تستوفي ذلك منه
وكان الذي بين مروان وكثير قبيحا فأرسل مروان إلى كثير فأعلمه بذلك فاستأجله شهرا فقبل ذلك
ورجع كثير إلى منزله فدعا ابنه الزبير وقال يا ابني إنا لسنا نجد لنا خيرا من أمير المؤمنين وإن كان قد أمر فينا بما أمر فكتب له ووجهه وعظم الحق
فلما كان في آخر يوم من الأجل ولم يأته عن ابنه خبر أتى سعيد بن العاص فأخبره خبره فقال سعيد إن أحببت أن أتولى المال ودفعه واكتتاب البراءة لك بذلك فعلت وإن شئت حمل إليك فجزاه

244
خيرا وانصرف
فلما كان ببعض الطريق ذكر قيس بن سعد بن عبادة فقال قيس سيد هذا الحرم من ذي يمن وقد ابتليت بما علم فجاء إليه وأخبره خبره فقال قيس أمسيت عن حاجتك وهي مصبحتك غدا إلى منزلك وإن أحببت ولينا حملها عنك إلى مروان
فانصرف كثير حتى إذا أخذ بحلقة باب داره ذكر عبد الله بن جعفر فقال ما فيهم أحد أشد إكراما لي منه فدخل عليه وهو يتعشى فأخبره خبره فالتفت إلى هانئ وكيله وقال ما عندك قال مائة ألف درهم قال ما جاء من شيء نصفه إلا تم بإذن الله ثم نظر في وجوه جلسائه ومعه رجل من بني الأرقط ومن ولد علي فضحك قال هي عندي قال من أين هي لك قالك من فضول صلاتك
فانصرف كثير إلى منزله فبات آمنا وأمن نساؤه فلما كان في السحر قدم ابنه الزبير بكتاب معاوية أن لا يعرض له وكتب له البراءة فأصبح غاديا إلى مروان فدفع كتبه إليه ومضى إلى سعيد بن العاص فإذا البدر على ظهر الطريق
فلما نظر إليه قال أحوجنا أبا الزبير إلى الغدو قال ما لذلك جئت وأخبره الخبر وجئت)
لأسرك وأشكرك فقال أتراني راجعا في شيء أمرت لك به فرجع والمال معه
فأتى قيس بن سعد فإذا المال مجموع فأخبره الخبر فقال أفأرده يا أبا الزبير في مالي وقد أمرت لك به أحملها يا غلام معه ثم أتى عبد الرحمن بن جعفر فأخبره الخبر فقال ما كنت لرجع في شيء أمرت لك به فقال أما ما كان من عندك فنعم وأما ما استقرضته فلا فقال أنا على قضاء الديون أقوى منك ولك خروق فارقعها به فانصرف به
وكان مثلا في المدينة وتوفي في حدود الثمانين للهجرة وروى له النسائي روى هم عن أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت
3 (ابن الغريرة))
كثير بن الغريرة التميمي أحد بني نهشل والغريرة أمه شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وقال الشعر فيهما
لما بعث عمر بن الخطاب الأقرع بن حابس وأخاه على جيش إلى الطالقان فأصيب من أصحاب ابن الغريرة جماعة فقال ابن الغريرة يرثيهم ويذكر ذلك اليوم
* سقى مزن السحاب إذا استهلت
* مصارع فيتة بالجوزجان
*
* إلى القصرين من رستاق خوط
* أبادهم هناك الأقراعان
*
* وما بي أن أكون جزعت إلا
* حنين القلب للبرق اليماني
* ومحبور بأوبتنا يرجي اللقاء ولن أراه ولن يراني
*

245
ورب أخ أصاب الموت قبلي
* بكيت ولو نعيت له بكاني
*
* دعاني دعوة والخيل تردي
* فما أدري أباسمي أم كناني
*
* فكان إجابتي إياه أني
* عطفت عليه خوار العنان
*
* واي فتى دعوت وقد تولت
* بهن الخيل ذات العنظوان
*
* فإن أهلك فلم أك ذا صدوف
* عن الأقران في الحرب العوان
*
* ولم أدلج لطرق عرس جاري
* ولم أحمل على قومي لساني
*
* ولكني إذا ما هايجوني
* منيع الجار مرتفع المباني
*
* أكارم من يكارمني بمالي
* وأرعى ذا القرابة إن رعاني
*
* ويكرمني إذا استبسلت قرني
* واقضي واحدا ما قد قضاني)
* (فلا تستبعدوا يومي قفإني
* سأوشك مرة أن تفقداني
*
* ويدركني الذي لا بد منه
* وإن أشفقت م من خوف الجنان
*
* وتبكيني نوائح معولات
* نزلن بدار معولة الزمان
*
* حبائس بالعراق منهنهات
* سواجي الطرف كالبقر الهجان
*
* أعاذلتي من لوم دعاني
* وللرشد المبين فاهدياني
*
* فرد الموت عني إن أتاني
* ولا وأبيكما ما تفعلان
*
3 (الحمصي الإمام))
كثير بن عبيد الإمام أبو الحسن المذحجي الحمصي الحذاء المقري إمام جامع حمص ستين سنة كان سيدا عارفا خائفا قانتا
روى عنه أبو داود والنسائي وابن ماجة ووثقه أبو حاتم وغيره يقال عنه إنه إمام أهل حمص ستين سنة فما سها في صلاة قط
توفي سنة ستين ومائتين
3 (مولى أبي أيوب الأنصاري))
كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري أحد من نسخ المصاحف أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه التي جهزت إلى الأمصار
توفي سنة اثنتين وستين للهجرة

246
3 (أبو سهل الكلابي))
كثير بن هشام أبو سهل الكلابي الرقي نزيل بغداد وثقه ابن معين وأبو داود وتوفي سنة سبع ومائتين
وروى له مسلم والأربعة
3 (رأس البترية الرافضة))
كثير الأبتر هو راس الفرقة المعروفة بالبترية ومذهبه كمذهب السليمانية أصحاب سليمان بن جرير وقد تقدم ذكره في حرف السين في مكانه
إلا أن البترية توقفوا في عثمان أهو مؤمن أم كافر قالوا لأنا إذا سمعنا ما ورد في حقه من)
الأخبار وكونه من العشرة المبشرين بالجنة قلنا يجب الحكم بصحة إيمانه وإسلامه وكونه من أهل الجنة وإذا نظرنا إلى ما أحدث من الأحداث قلنا يجب الحكم بكفره فتحيرنا في أمره وتوقفنا في كفره ووكلناه إلى أحكم الحاكمين
قالوا وأما علي فهو أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهم بالإمامة لكنه سلم الأمر لهم راضيا مطيعا وترك حقه ونحن راضون بما رضي مسلمون لما سلم لا يحل لنا غير ذلك ولو لم يرض بذلك لكان أبو بكر هالكا
3 (الشاعر المشهور))
كثير بضم الكاف وفتح الثاء والياء مصغرا ابن عبد الرحمن بن أبي جمعة الأسود بن عامر بن عويمر أبو صخر الخزاعي الشاعر المشهور أحد عشاق العرب وإنما صغروه أنه كان شديد القصر وكان إذا دخل على عبد العزيز بن مروان يقول له طأطئ رأسك لا يؤذيك السقف يمازحه بذلك
وكان يلقب زب الذباب يقال إن طوله كان ثلاثة أشبار لا يزيد عنها
توفي هو وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد وصلي عليهما سنة خمس ومائة فقال الناس مات أفقه الناس واشعر الناس
وكان رافضيا شديد التعصب لآل أبي طالب
قال له يوما عبد الملك بن مروان بحق علي بن أبي طالب هل رأيت أحدا أعشق منك قال يا أمير المؤمنين لو نشدتني بحقك لأخبرتك
بينا

247
أنا أسير في بعض الفلوات إذا أنا برجل قد نصب حبالا له فقلت له ما أحتسبك ها هنا قال أهلكني وأهلي الجوع فنصبت حبالتي هنا لأصيب لهم شيئا يكفيني ويعصمنا يومنا هذا
قلت أرأيت إن قمت معك فأصبت صيدا تجعل لي منه جزءا قال نعم فبينا نحن كذلك وقعت ظبية في الحبالة فخرجنا نبتدر فبدرني إليها فحلها وأطلقها فقلت له ما حملك على هذا قال دخلتني لها رقة شبهتها بليلى وأنشأ يقول
* أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني
* لك اليوم من وحشية لصديق
*
* أقول وقد أطلقتها من وثاقها
* فأنت لليلى ما حييت طليق
* وكان كثير يهوى عزة وله فيها الشعار المشهورة وكان بمصر وهي بالمدينة فاشتاق إليها)
فسافر غليها فلقيها في الطريق وهي متوجهة إلى مصر فجرى بينهما كلام طويل الشرح
ثم إنها انفصلت عنه وقدمت مصر وعاد كثير إلى مصر فوافاها والناس منصرفون من جنازتها فأتى قبرها وأناخ راحلته ومكث ساعة ثم رحل وهو يقول أبياتا منها
* أقول ونضوي واقف عند قبرها
* عليك سلام الله والعين تسفح
*
* وقد كنت أبكي من فراقك حية
* فأنت لعمري اليوم أنأى وأنزح
* ومن شعره فيها
* وإني وتهيامي بعزة بعدما
* تسليت من وجد بها وتسلت
*
* كالمرتجي طل الغمامة كلما
* تبوأ منها للمقيل اضمحلت
* وشعره وأخباره كثيرة مذكورة في كتاب الأغاني
كان شيعيا يقول بتناسخ الأرواح ويقرأ آية في أي صورة ما شاء ركبك
وكان يؤمن برجعة علي بن أبي طالب إلى الدنيا وكان فيه خطل وعجب وكان له عند قريش منزلة وقدر
ولما قتل يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وجماعة من أهل بيته بعقر بابل وكانوا يكثرون الإحسان إليه قال ما أجل الخطب ضحى بنو حرب بالدين يوم الطف وضحى بنو مروان بالكرم يوم القعر
الكثيري العابر أبو الفضل جعفر بن الحسين
3 (المنصوري))
كجكن الأمير سيف الدين المنصوري عمر دهرا طويلا وكان السلطان الملك الناصر محمد ينتظر موته ويسأل عنه كل من يصل من دمشق
حدثني الأمير

248
شرف الدين حسين بن جندربيك قال لما حضرت قدام السلطان عند حضوري من دمشق سألني عن أشياء منها أيش حس كجكن فقلت له طيب
وسمى أولاده الثلاثة كلا منهم محمدا وأظنه كان قد نزل عن إقطاعه في آخر عمره
وتوفي سنة تسع وثلاثين وسبعمائة
3 (الأشرف))
)
كجك بن محمد بن قلاوون السلطان الملك الأشرف علاء الدين ابن الملك الناصر ابن الملك المنصور لما خلع الأمير سيف الدين قوصون أخاه الملك المنصور أبا بكر ولاه الملك وأجلسه على التخت وحلف وحلف له العساكر مصرا وشاما
وكان عمره يومئذ خمس سنين تقريبا في أواخر شهر صفر سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة
واستقل الأمير سيف الدين قوصون بكفالة الممالك وصار نائبه وإذا حضرت العلائم أعطي قلما في يده وجاء فقيهه المغربي الذي يقرئ أولاد السلطان ويكتب العلامة والقلم في يد السلطان علاء الدين كجك
ثم إنه الفخري خرج إلى الكرك لمحاصرة أخيه الناصر أحمد فكان ما كان وجرى ما جرى في ترجمة ألطنبغا الفخري وقوصون
ولما توجه أحمد الناصر من الكرك إلى القاهرة في شهر رمضان جلس على كرسي الملك وخلع الأشرف وانصرف من الملك
ثم تولى أخوه الملك الصالح إسماعيل بعد خلع أخيه الناصر أحمد
ولما توفي الصالح رحمه الله تعالى تولى السلطان الملك الكامل شعبان وجاء الخبر إلى الشام بوفاة الأشرف كجك رحمه الله تعالى في سنة ست وأربعين وسبعمائة
3 (الألقاب))
ابن الكجلو أحمد بن محمد بن علي
ابن كج الشافعي اسمه يوسف بن أحمد
كدامر بن حيان العزي أحد من قتل بعذراء مع حجر بن عدي في عشر الستين من الهجرة
ابن أبي كدية المتكلم اسمه محمد بن عتيق
الكديمي الحافظ محمد بن يوسف

249
ابن كرام المجسم صاحب المذهب اسمه محمد بن كرام
الكرابيسي المتكلم اسمه الوليد بن أبان
ابن كراز واثلة بن بقاء
كاتب كرامة القفصي هو إسماعيل بن علي)
ابن كرامة العجلي اسمه محمد بن عثمان
الكراجكي شيخ الشيعة اسمه محمد بن علي
كراع النمل علي بن الحسن
ابن كرما الصوفي اسمه محمد بن بركة
3 (نائب الشام))
كراي المنصوري الأمير سيف الدين كان أولا قبل قازان وحضوره إلى الشام نائبا بصفد حضر إليها بعد الأمير فارس الدين البكي
ولما توجه إلى المصاف وكسر الناس حضر إلى صفد وقصد القلعة لإيداع حريمه بها
وقد انجفل الناس فلم يفتح له الباب وسبه جماعة من مستخدمي القلعة وآلموه بالكلام فقال أنا ما أخل ولكن افتحوا للحريم فلم يسمعوا له وبقيت في خاطره
فلما توجه إلى مصر طلب العود إلى صفد نائبا فعاد إليها وقتل أولئك الذين جاهروه بالأذى ومنعوا حريمه بالمقارع ونفاهم منها
ثم إنه توجه إلى مصر وحضر إلى صفد الأمير سيف الدين بتخاص
وأقام بمصر مدة ثم إنه رمى الأقطاع وأقام بالقدس مدة بطالا يأكل من ريع أملاكه
ولم يزل إلى أن حضر السلطان من الكرك فحضر إلى دمشق وقال له أي من ملك غزة ملك مصر فجهزه إلى غزة
ولما دخل السلطان القاهرة دخل معه وكان الجوكندار الكبير النائب خوشداشه
ثم إن السلطان أخرجه في عسكر مصري إلى حمص وساق في ليله بالعسكر ليلة العيد من حمص فما أصبح إلا وهو على باب دار النيابة بحلب وأمسك أسندمر وحضر إلى دمشق نائبا وحلف بالطلاق والعتق لأنه من اطلع عليه أنه سرق النصاب الشرعي قطع يده فضاق وبعث إلى المباشرين من دمشق إلى غزة ومن دمشق إلى حمص وأحضرهم لعمل الحساب وأظنهم حضروا في الزناجير
وضيق على الناس وشدد واتكل على الشيخ نجم الدين محمد بن الكمال الصفدي وجعل درك العلامة عليه وأمسك الصاحب عز الدين ابن القلانسي وجرت تلك الواقعة التي قتل فيها)
الشيخ مجد الدين التريشي بالعصي وسلم قاضي القضاة

250
نجم الدين ابن صصري فلم يمكث بعد ذلك غير ثمانية أيام
وأمسك يوم الموكب بعدما حضر له تشريف عظيم من مصر ولبسه ثم قيد وجهز إلى مصر
وبقي في الحبس مدة وعنده من يخدمه وجارية يطأها إلى أن مات
وكان عفيفا صينا لم يعرف غير زوجاته وجواريه
وكانت له قدرة على النكاح عظيمة لا يكاد يصبر عنه
وإذا سافر كان معه جواريه وكانت له أربع زوجات وثلاثين حظية من جواريه
وكان سمحا إلى الغاية عنده قصعة تسع ثمانية أرؤس غنما يحملها أربع عتالين يملؤها يوما حلاوة سكرية ويوما طعام أرز مفلفل ولا يزال في مشروب وفاكهة وحلوى ولا يقبل لأحد شيئا لا هدية ولا تقدمة لا من كبير ولا من صغير
وكان متين الديانة شديد الغضب لا يقوم شيء لغضبه
ولما أمسك الأمير سيف الدين بكتمر الجوكندار النائب بمصر امسك هو بدمشق لأنه خوشداشه
3 (الألقاب))
الكرابيسي الشاعر اسمه أحمد بن الحسن
الشافعي الحسين بن علي
المتكلم اسمه الوليد بن إبان
المحدث اسمه وهب بن خالد
الكراكجي الشيعي اسمه محمد بن علي
ابن كراز الشافعي علي بن محمد بن علي
3 (كرد))
3 (كرد المنصوري))
كرد الأمير سيف الدين المنصوري نائب طرابلس كان فارسا بطلا شجاعا من الأبطال المذكورين
وكان فيه دين وخير ومعروف وصدقة واعتناء بأهل الخير وأهل الحرمين وله رباط بالقدس)
وكان مملوك الأمير ضياء الدين ابن الخطير ثم جعله لاجين لما تسلطن حاجبا
وأبلى بلاء حسنا يوم الوقعة وقتل جماعة من التتار ثم حمل وخاض فيهم فاستشهد سنة تسع وتسعين وستمائة

251
3 (أخو طغاي الكبير))
كرت الأمير سيف الدين الناصري أخو طغاي الكبير كان حضر إلى صفد بتبع واحد وأقام بها مدة ثم نقل في أواخر أيام الأمير سيف الدين تنكز إلى دمشق وبقي كذلك إلى أيام الفخري فجهزه إلى الروم وراء طشتمر وأنعم عليه
ثم إن الناصر أحمد أمره طبلخاناه وأقام بدمشق ثم إنه أعطي نيابة جعبر فأقام بها قليلا ثم توفي في سنة أربع وأربعين وسبعمائة
3 (الألقاب))
ابن كردان النحوي اسمه عبد الوهاب بن علي
ابن كردان علي بن طلحة
الكرماني النحوي محمد بن حمزة
3 (كرجى))
3 (كرجي))
كرجى الأمير سيف الدين كان شجاعا جريا قوي البطش ظالم النفس هو الذي قتل السلطان حسام الدين لاجين ثم إنه قتل يوم قتل طغجي وطيف برأسه بالقاهرة سنة ثمان وتسعين وستمائة قتله كردي من الحسينية برا القاهرة بين الكيمان
3 (الأمير عز الدين))
كرجي الأمير عز الدين أيبك من كبار أمراء دمشق ومقدميهم وكان فارسا مجاهدا يحفظ أحاديث الجهاد
توفي سنة سبعمائة
3 (الألقاب))
ابن كرنيب الحسين بن إسحاق)
ابن كروس جمال الدين محمد بن عقيل
ابن كر صاحب الموسيقى اسمه محمد بن عيسى
كريم الدين الكبير عبد الكريم بن هبة الله

252
3 (كرز))
3 (أحد الأولياء))
كرز بن وبرة أحد الأولياء الحارثي الكوفي كان لا ينزل منزلا إلا ابتنى فيه مسجدا وقام يصلي فيه
توفي في حدود الأربعين ومائة كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيضربونه حتى يغشى عليه
3 (ابن جابر الصحابي))
كرز بن جابر القرشي الفهري أسلم بعد الهجرة كان قد أغار على سرح المدينة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه حتى نزل واديا يقال له سفوان ناحية بدر وفاته كرز فلم يدركه وهي بدر الأولى
ثم اسلم وحسن إسلامه وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش الذين بعثهم في أثر العرنيين
وقتل كرز يوم الفتح وذلك سنة ثمان في رمضان وكان قد أخطأ الطريق وسار في غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه المشركون فقتلوه
3 (كرز الخزاعي))
كرز بن علقمة الخزاعي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت هل للإسلام منتهى الحديث
واسلم يوم فتح مكة وعمر عمرا طويلا وهو الذي نصب أعلام الحرم في خلافة معاوية وإمارة مروان بن الحكم وروى عنه عروة بن الزبير
3 (الكعبية الصحابية))
أم كرز الخزاعية الكعبية مكية روت أحاديث منها قوله عليه السلام في العقيقة عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة)
روى عنها عطاء وسباع بن ثابت وغيرهما وتوفيت في حدود التين للهجرة وروى لها الأربعة
3 (كريب))
3 (الأمير الأصبحي))
كريب بن أبرهة الأصبحي الأمير أحد الأشراف روى عن أبي

253
الدرداء وحذيفة وكعب الأحبار
وولي الإسكندرية لعبد العزيز بن مروان
وتوفي سنة خمس وسبعين للهجرة
3 (مولى ابن عباس))
كريب بن أبي مسلم المكي مولى ابن عباس أدرك عثمان وروى عنه وعن زيد بن ثابت وعائشة وأسامة بن زيد وأم هانئ وأم سلمة وابن عباس وغيرهم
وروى له الجماعة وتوفي في حدود المائة
ابن كريب محمد بن العلاء
3 (العامري))
كريز بن سامة ويقال ابن سامة العامري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع النابغة الجعدي فاسلم وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم العن بني عامر يا رسول الله قال لم أبعث لعانا
حديثه يدور على الرحال بن المنذر عن أبيه عن جده
ويقال هو كرز
3 (كريمة))
3 (أم الكرام المروزية))
كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المرويزة أم الكرام المجاورة بمكة كانت كاتبة فاضلة عالمة سمعت من محمد بن مكي الكشميهني وكانت تضبط كتابها
وحدثت بالصحيح مرات وكانت بكرا لم تتزوج وطال عمرها وعلا إسنادها)
توفيت سنة خمس وستين وأربعمائة
3 (بنت الحبقبق))
كريمة بنت المحدث العلامة الأمين أبي محمد بن عبد الوهاب بن علي ابن الخضر بن عبد الله بن علي الشيخة المعمرة مسندة الشام وأم الفضل القرشية الزبيرية الدمشقية بنت الحبقبق بحاء مهملة وباءين وقافين ولدت سنة خمس أو ست وأربعين وخمسمائة وتوفيت سنة إحدى وأربعين وستمائة
سمعت وروى عنها جماعة

254
3 (كريمة الحميرية))
كريمة بنت كلثوم الحميري خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعكاف الهلالي من حديث مكحول عن غضيف بن الحارث عن أبي ذر
3 (بنت ابن الخاضبة))
كريمة بنت محمد بن أحمد بن عبد الباقي المعروف بابن الخاضبة اسمعها والدها من الشريف عبد الصمد بن علي بن المأمون وعبد الله بن الصريفيني وأحمد بن محمد بن النقور وغيرهم
وحدثت باليسير وكانت فاضلة صادقة وتكتب خطا حسنا على طريقة والدها
كتبت تاريخ الخطيب وغيره وتوفيت رحمها الله تعالى سنة سبع وعشرين وخمسمائة
3 (الألقاب))
الكزبراني اسمه أحمد بن عبد الرحمن
كزبران عبد الرحمن بن محمد
الكسائي اسمه علي بن حمزة
الكسائي الصغير اسمه محمد بن يحيى
ابن الكساء اسمه محمد بن بركة
ابن كساء المصري أحمد بن سليمان
ابن كسيرات مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم ولده تاج لدين علي بن إسماعيل))
3 (نائب طرابلس))
كستاي بالكاف والسين المهملة وتاء ثالثة الحروف وبعد الألف ياء آخر الحروف الأمير سيف الدين الناصري كان من رفعة طغاي الكبير ثم إن السلطان الملك الناصر أخرجه لنيابة طرابلس فحضر إليها وأقام بها مدة ثم توفي سنة ست عشرة وسبعمائة
وكان حسن الشكل له ميل إلى الفضلاء
وكتب خطا مليحا
الكسروي أبو سهل اسمه يزدجرد
كشاجم الشاعر المشهور اسمه محمود ابن الحسين

255
3 (كشتغدي))
3 (علاء الدين الشمسي))
كشتغدي الشمسي الأمير علاء الدين كان فيه تشيع وحبس هو والبيسري وله آثار في إصلاح السجن الذي بداخل مشهد علي من جامع دمشق
جاءه سهم على حصار عكا فقتله في سنة تسعين وستمائة
3 (جمال الدين العزي))
كشتغدي الأمير جمال الدين العزي مصري حدث عن سبط السلفي وتوفي سنة تسعين وستمائة
3 (عتيق المنصور قلاوون))
كشتغدي الأمير علاء الدين الظاهري أمير مجلس كان من كبار الأمراء المصريين
ظهر قبل وفاته أنه باق على الرق فاشتراه المنصور قلاوون وأعتقه
وكان أحد الأبطال له مواقف مشهورة توفي بقلعة الجبل كهلا وحضر السلطان جنازته سنة اثنتين وثمانين وستمائة
3 (الألقاب))
)
الكسروي علي بن مهدي
الكشي أبو زيد اسمه محمد بن أحمد
الكشي صاحب المسند عبد الحميد بن حميد
3 (كعب))
3 (شاعر النبي صلى الله عليه وسلم))
كعب بن مالك بن عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم

256
ينتهي إلى الخزرج الأنصاري السلمي أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن أمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة من بني سلمة شهد العقبة واختلف في شهوده بدرا
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين طلحة بن عبيد الله حين آخى بين المهاجرين والأنصار وكان أحد شعراء النبي صلى الله عليه وسلم
الذين كانوا يردون الأذى عنه وكان مجودا مطبوعا قد غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر وعرف به واسلم وشهد أحدا والمشاهد كلها حاشا تبوك فإنه نخلف عنها وهو أحد الثلاثة الذين خلفوا والثاني هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة تخلفوا عن غزوة تبوك وتاب الله عليهم وعذرهم وغفر لهم
ولبس يوم أحد لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صفراء ولبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته فجرح كعب أحد عشر جرحا وتوفي سنة خمسين وقيل سنة ثلاث وخمسين وهو ابن سبع وسبعين سنة وكان عمي آخر عمره
يعد في المدنيين وروى عنه جماعة من التابعين وروى له الجماعة
قال وكان شعراء المسلمين حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك
وكان كعب يخوفهم الرحب وعبد الله يعيرهم بالكفر وحسان يقبل على الأنساب وبلغني أن دوسا إنما أسلمت فرقا من قول كعب
* قضينا من تهامة كل وتر
* وخيبر ثم أغمدنا السيوفا
*
* نخبرها ولو نطقت لقالت
* قواطعهن دوسا أو ثقيفا
* فقالت دوس انطلقوا فخذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف
وشعراء المشركين عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبعرى وأبو سفيان ابن الحارث)
وضرار بن الخطاب
وقال كعب بن مالك يا رسول الله ماذا ترى في الشعر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أترى الله عز وجل أنسى لك قولك
* زعمت سخينة أن ستغلب ربها
* فليغلبن مغالب الغلاب
*
3 (صاحب البردة))
كعب بن زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني من مزينة بن أد بن طابخة وكانت محلتهم في بلاد غطفان فيظن الناس أنهم من غطفان
حدثنا الشيخ الإمام الحافظ فتح الدين محمد بن سيد الناس اليعمري بالقاهرة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة

257
قال قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق الهمذاني أخبركم عبد القوي بن عبد الله السعدي سماعا أنا أبو محمد ابن رفاعة أنا أبو الحسن الخلعي أنا عبد الرحمن بن عمر النحاس أنا أبو محمد ابن الورد أنا عبد الرحيم البرقي ثنا عبد الملك بن هشام عن زياد البكائي عن محمد بن إسحاق قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم من منصرفه عن الطائف كتب بجير بن زهير إلى أخيه كعب يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه وأن من بقي من شعراء قريش ابن الزبعرى وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه فإن كنت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك
وكان كعب قد قال
* ألا ابلغا عني بجيرا رسالة
* فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا
*
* فبين لنا إن كنت لست بفاعل
* على أي شيء غير ذلك دلكا
*
* على خلق لم ألف يوما أبا له
* عليه وما تلفي هليه أبا لكا
*
* فإن أنت لم تفعل فلست بآسف
* ولا قائل إما عثرت لعا لكا
*
* سقاك بها المأمون كأسا روية
* فأنهلك المأمون منها وعلكا
* قال وبعث بها إلى بجير فلما أتت بجيرا كره أن يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده إياها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاك بها المأمون صدق وإنه لكاذب وأنا)
المأمون ولما سمع على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه قال أجل لم يلف أباه ولا أمه عليه
ثم قال بجير لكعب
* من مبلغ كعبا فهل لك في التي
* تلوم عليها باطلا وهي أحزم
*
* إلى الله لا العزى ولا اللات وحده
* فتنجو إذا كان النجاء وتسلم
*
* لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت
* من الناس إلا طاهر القلب مسلم
*
* فدين زهير وهو لا شيء دينه
* ودين أبي سلمى علي محرم
* فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه وأرجف به من كان حاضره من عدوه فقالوا هو مقتول
فلما لم يجد من شيء بدا قال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذكر خوفه وإرجاف الوشاة به من عدوه
ثم خرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة كما ذكر لي فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال

258
هذا رسول الله فقم إليه واستأمنه فذكر لي قام إلى سول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إليه فوضع يده في يده وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال يا رسول الله إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائبا مسلما فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال يا رسول الله أنا كعب بن زهير
قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أنه وثب عليه رجل من الأنصار فقال يا رسول الله دعني وعدو الله اضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه عنك فإنه قد جاء تائبا مسلما نازعا قال فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار لما صنع بع صاحبهم وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير فقال قصيدته التي قال حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بانت سعاد فقلبي اليوم متبولالقصيدة انتهى كلام ابن إسحاق
وكعب وأخوه بجير وأبوهما زهير من فحول الشعراء
ولكعب ابن شاعر أيضا اسمه عقبة ولقبه المضرب لأنه شبب بامرأة فضربه أخوها بالسيف ضربات كثيرة فلم يمت)
وله أيضا ابن يقال له العوام شاعر ومما يستجاد من شعر كعب قوله
* لو كنت أعجب من شيء لأعجبني
* سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
*
* يسعى الفتى لأمور ليس يدركها
* والنفس واحدة والهم منتشر
*
* والمرء ما عاش ممدود له أمل
* لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر
*
3 (أبو اليسر))
كعب بن عمرو السلمي أبو اليسر من أعيان الأنصار شهد العقبة وهو الذي أسر العباس يوم بدر وكان دحداحا قصيرا ذا بطن وهو الذي انتزع راية المشركين يوم بدر
وشهد صفين مع علي توفي بالمدينة سنة خمس وخمسين قال بعضهم هو آخر من مات من البدريين وأمه نسيبة بنت الأزهر
ولما أسر العباس وهو طويل ضخم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم وروى له مسلم والأربعة

259
3 (البهزي السلمي))
كعب بن مرة البهزي السلمي وقد قيل مرة بن كعب ولكن الأكثرون على الأول نزل البصرة ثم سكن الأردن له صحبة وتوفي سنة سبع وخمسين
وروى عنه شرحبييل بن السمط وأبو الأشعث الصنعاني وأبو صالح الخولاني
وله أحاديث مخرجها عن أهل الكوفة يروونها عن شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرة السلمي البهزي
وأهل الشام يروونها بأعيانها عن شرحبيل بن السمط عن عمرو بن عبسة
وقد روى له الأربعة
3 (الحميري الكتابي))
كعب الأحبار أبو إسحاق ابن ماتع الحميري اليماني الكتابي اسلم في خلافة أبي بكر وأول خلافة عمر
قال لأن أبكي خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا
توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة وروى له أبو داود والترمذي والنسائي))
3 (الأشقري))
كعب بن معدان الأشقري من الأشاقر من الأزد شاعر خطيب فارس شجاع من أصحاب المهلب المعدودين
قال الفرزدق شعراء الإسلام أربعة أن وجرير والأخطل وكعب الأشقري
أوفده المهلب إلى الحجاج ليخبره بالوقعة التي كانت له مع الأزارقة فلما دخل على الحجاج أنشده قوله
* يا حفص إني عداني عنكم السفر
* وقد سهرت وآذى عيني السهر
*
* علقت يا كعب بعد الشيب غانية
* والشيب فيه عن الأهواء مزدجر
*
* أممسك أنت فيها بالذي عهدت
* أم حبلها إذ نأتك اليوم منتشر
*
* ذكرت خودا بأعلى الطف منزلها
* في غرفة دونها الأبواب والحجر
*
* وقد تركت بشط الزابيين لها
* دارا بها سعد البادون والحضر
*

260
منها
* ابا سعيد وإني سرت منتجعا
* أرجو نوالك لما مسني الضرر
*
* لما نبت بي بلادي سرت منتجعا
* وطالب الخير مرتاد ومنتظر
*
* لولا المهلب ما زرنا بلادهم
* ما زالت الأرض فيها الماء والشجر
*
* إني لأرجو إذا ما فاقة نزلت
* فضلا من الله من كفيك يبتدر
* منها
* فما تجاوزت باب الجسر من أحد
* قد عضت الحرب أهل المصر فانجحروا
*
* كنا نهون قبل اليوم شأنهم
* حتى تفاقم أمر كان يحتقر
*
* لما وهنا وقد حلوا بساحتنا
* واستنفروا الناس تارات فما نفورا
*
* نادى المرؤ لا خلاف في عشريته
* عنه وليس به عن مثلها قصر
* حتى انتهى إلى قوله ببعد وصفه وقائعهم مع المهلب في بلد بلد وأمرهم فيها
* خبوا كمينهم بالسفح إذ نزلوا
* بكازرون فما عزوا ولا نصروا
*
* باتت كتائبنا تردي مسومة
* حول المهلب حتى نور القمر
*
* هناك ولوا خزايا بعدما هزموا
* وحال دونهم الأنهار والجدر)
* (تأبى علينا حزازات النفوس فما
* نبقي عليهم ولا يبقون إن قدروا
* فضحك الحجاج وقال إنك لمنصف يا كعب ثم قال له أخطيب أنت أم شاعر فقال شاعر فقال كيف كانت بنو المهلبصفهم لي رجلا رجلا فوصفهم بأوصاف بليغة قال فأيهم أفضل قال هم كالحلقة المفرغة قد التقى طرفاها لا يعرف طرفها فقال كان المهلب أعلم حيث بعثك وأمر له بعشرين ألف درهم وحمله على فرس وأوفده على عبد الملك فأكمر له بعشرين ألف درهم
وقال عبد الملك الشعراء يشبهونني مرة بالسد ومرة بالبازي ومرة بالصقر ألا قالوا كما قال كعب الأشقري في المهلب وولده
* براك الله حين براك بحرا
* وفجر منك أنهارا غزارا
*
* بنوك السابقون إلى المعالي
* إذا ما أعظم الناس الفخارا
*

261
* كأنهم نجوم حول بدر
* دراري تكمل فاستدارا
*
* ملوك ينزلون بكل ثغر
* إذا ما الهام يوم الروع طارا
*
* رزان في الأمور ترى عليهم
* من الشيخ الشمائل والبخارا
*
* نجوم يهتدى بهم إذا ما
* أخو الغمرات في الظلماء حارا
* ووقع شر بين عبد القيس وبين الأزد فسكن ذلك المهلب وأصلح بينهم وتحمل ما أحدثه كل فريق على الآخر وأدى دياته فقال كعب
* إني وإن كنت فرع الأزد قد علموا
* حزني إذا قيل عبد القيس أخوالي
*
* فيهم أبو مالك بالمجد شرفني
* ودنس العبد عبد القيس سربالي
* فبلغ لك زيادا الأعجم فغضب وقال يقول هذا في عبد القيس وقد علم موضعي فيهم والله لأدعنه وقومه غرضا لكل لسان ثم قال يهجوه
* نبيت أشقر يهجونا فقلت لهم
* ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا
*
* لا يكثرون وإن طالت حياتهم
* ولو يبول عليهم ثعلب غرقوا
*
* قوم من الحسب الأدنى بمنزلة
* لو يرهنون بنعلي عندها غلقوا
* فقال كعب يهجوه
* لعل عبيد القيس تحسب أنها
* كتغلب في يوم الحفيظة أو بكر)
* (يضعضع عبد القيس في الناس منصب
* دنيء وأحساب جبرن على كسر
*
* إذا شاع أمر الناس وانشقت العصا
* فإن لكيزا لا تريش ولا تبري
* ولكعب ابن أخ شاعر أيضا
3 (أبو مالك الأشعري))
كعب بن عاصم أبو مالك الأشعري توفي سنة ثمان عشرة للهجرة
وروى له الأربعة مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة
3 (فاضي البصرة))
كعب بن سور الأزدي كان مسلما على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم

262
يره فهو معدود في كابر التابعين ولي لعمر قضاء البصرة لأن امرأة شكت زوجها لعمر فقالت إن زوجي يقوم الليل ويصوم النهار وأنا أكره أن أشكوه إليك وهو يعمل بطاعة الله
وكأن عمر لم يفهم عنها وكعب هذا معه فأخبره أنها تشكو أنا ليس لها منه نصيب فأمره عمر أن يقضي بينهما فقضى للمرأة بيوم من أربعة أيام أو ليلة من أربع ليال فسأله عمر عن لك فنزع بأن الله تعالى جعل له أن يتزوج بأربع نسوة ولا زيادة فلها ليلة من أربع فقال له عمر والله ما رأيك الأول بأعجب من الآخر اذهب فأنت قاض على البصرة
وكان يوم الجمل فخرج وبيده المصحف فنشره وشهره وجال بين الصفين ينشد الناس الله في دمائهم فأصابه سهم غرب فقتله وتوفي يوم الجمل سنة ست وثلاثين
ويقال أنها أنشدت أي المرأة تقول
* يا أيها القاضي الفقيه أرشده
* ألهى حليلي عن فراشي مسجده
*
* زهده في مضجعي تعبده
* نهاره وليله ما يرقده
*
* ولست في أمر النساء أحمده
* فاقض القضايا كعب لا تردده
* فقال الزوج
* إي امرؤ قد شفني ما قد نزل
* في سورة النور وفي السبع الطول
*
* وفي الحواميم الشفا وفي النحل
* وفي كتاب الله تحويل جلل
* فقال كعب)
* إن السعيد بالقضاء قد فصل
* ومن قضى بالحق حقا وعدل
*
* إن لها حقا عليك يا بعل
* من أربع واحدة لمن عقل
* امض لها ذاك ودع عنك العلل
3 (ابن عجرة))
كعب بن عجرة بن أمية بن عدي البلوي الأنصاري أبو محمد وفيه نزلت ففدية من صيام أو صدقة أو نسك روى عنه أهل المدينة وأهل الكوفة
توفي سنة إحدى وخمسين لهجرة وشهد بيعة الرضوان
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحبني

263
فقال بأبي أنت نعم فقال إن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى معادنه وإنه سيصيبك بلاء فأعد له تجفافا
وروى له الجماعة
3 (كعب الأنصاري))
كعب بن زيد بن قيس الأنصاري شهد بدرا وقتل يوم الخندق قتله ضرار بن الخطاب في قول الواقدي
وكان قد نجا يوم بئر معونة وحده وقتل سائر أصحابه ذكره ابن عقبة وابن إسحاق في البدريين
3 (الغفاري))
كعب بن عمير الغفاري من كبار الصحابة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة على عدة سرايا وهو الذي بعثه صلى الله عليه وسلم إلى ذات اطلاع وأصيب أصحابه جميعا وسلم هو جريحا وذلك في السنة الثامنة من الهجرة
3 (ابن جماز الأنصاري))
كعب بن جماز بن مالك الأنصاري شهد بدرا وأخوه سعد وشهد سعد أحدا
وقال الدارقطني كعب بن حمان بالحاء والنون وقال أبو عمر بن عبد البر هو جهني حليف لبني ساعدة وهو عندي ابن جماز كما قال أهل المغازي))
3 (اليامي الهمداني))
كعب بن عمرو اليامي الهمداني جد طلحة بن مصرف سكن الكوفة وله صحب قال ابن عبد البر ومنهم من ينكرها ولا وجه لمن أنكر ذلك
ومن حديثه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ فأمر يده على سالفتيه
3 (التنوخي المصري))
كعب بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي المصري قيل لجده كعب صحبة ورأى هو عبد الله بن الحارث الزبيدي وروى عن ابن تميم الخيشاني وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن شماسة ومرثد بن عبد الله اليزني
كان أحد الثقات العلماء توفي سنة ثلاثين ومائة وروى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
3 (أبو بدرة الأنصاري))
كعب بن مالك بن الأوس الظفري أبو بدرة رضي الله عنه

264
حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول يخرج في الكاهنين رجل يدرس القرآن درسا لا يدرسه أحد بعده الكاهنان قريظة والنضير
3 (الألقاب))
الكعبي رأس المعتزلة اسمه عبد الله بن أحمد
والكعبي أبو الخطاب الطبري الشافعي اسمه محمد بن إبراهيم
الكفرطابي محمد بن الحسن
الكفرطابي محمد بن يوسف
الكفري شهاب الدين الحسين بن سليمان
الكفيري يوسف بن محمد
ابن الكماد الحافظ الواعظ اسمه إبراهيم بن محمد
ابن الكلبي المفسر اسمه محمد بن السايب تقدم في المحمدين
الكلبي النسابة اسمه هشام بن محمد بن السايب
ابن كلبون النسابة الخطيب اسمه محمد بن هبة الله)
الكلبي الكوفي يحيى بن أبي حية
ابن كلاب المتكلم البصري اسمه عبد الله بن سعيد
الكليني الشيعي اسمه محمد بن يعقوب
3 (كلاب))
3 (أبو الهيذام اللغوي))
كلاب بن حمزة أبو الهيذام العقيلي اللغوي من أهل حران أقام بالبادية وقيل إنه كان معلما ودخل الحضرة أيام القاسم بن عبيد الله بن سليمان ومدحه
وكان عالما بالشعر وخطه معروف وخلط المذهبين
وكان أبو الحسين محمد بن

265
البصري مولعا بهجوه لما ورد البصرة فمن قول ابن لنكك فيه
* نفسي تقيك أبا الهيذام كل أذى
* إني بكل الذي ترضاه لي راضي
*
* ما بال جسمك مركوما على ذكري
* يا أكره الناس من باق ومن ماض
*
* ما كان أيري فقيها إذ ظفرت به
* فكيف ألبسته دنية القاضي
* ومن شعر أبي الهيذام ما جمع فيه حروف المعجم فجعل ما لا ينقط في الصدر وما ينقط في العجز وهو بيت واحد
* مسطح اصدر عكلا وله
* ضغث تشجذ قيظ بن فخر
* وله من الكتب جامع النحو كتاب الأراكة كتاب ما يلحن فيه العامة
وله قصيدة كتبها إلى محمد بن عبد الوهاب الزينبي الهاشمي بالبصرة مما يتوهم أنه مديح أولها
* اسلم على الدهر يا أبا حسن
* وعش على ما تود ألف سنه
*
* فأنت عندي حليف ضد سوى
* غير حليف الشمائل الحسنة
*
* وأنت سلم لحرب سلم عدى
* حرب عداة اللئام والخونه
*
* يعجب منك الكرام أعجب ما
* يدعو به الله عاقل فتنه
*
* فهو يرى فرقة الفراق لما
* يخشى من الخير غاية الأمنه
* إذا بنور الهدى توسم أعراض معاريض دهره الدرنه)
* ألقيت في روعه جواب فتى
* لو غبن الدهر عاقلا غبنه
*
* إن قلت شروى أبي حسن
* للعرض بالمال أصون الصونه
* سنته غرة وناصية للزينبيين فاجتنب سننه
* لا سيما وهو قلقل ذهن
* تهرب من رجم ذهنه الشطنه
*
* قد كان بالأمس قال لي وجرى
* ذكر شقي حرمته وسنه
* بعدا وسحقا لمن يشرف بالسلاح ولم يعط شاعرا ثمنه وكيف يحتال فيه إن خزن النذل وأعطاك خازنا رسنه
* فقلت أبدي بكل سيئة
* من مدحه في هجائه حسنه
* لعل رب العباد يغفر بالعفو أباطيل مدحه اللحنه

266
كقاتل الصيد وهو في حرم الله يجازي الحمار بالبدنه
* والثور بالثور والغزالة بالشاة
* وجفرا بالأرنب الأرنه
*
* أليس هذا الجزاء أثقل إذ
* أحضر للوزن والحساب زنه
*
* ولا تطع في السماح متهما
* أخلاقه بالسفال ممتحنه
*
* فأنت من أسرة مفضلة
* على كرام الأخلاق مؤتمنه
*
3 (الليثي الجندعي))
كلاب بن أمية بن حرثان الليثي الجندعي قال أبو الفرج الأصبهاني أدرك كلاب بن أمية النبي صلى الله عليه وسلم مه أبيه أمية
وكان مر بن الخطاب استعمل كلابا على الأبلة هذا قول أبي عمرو الشيباني وهو وهم
قال أبو الفرج عاش كلاب حتى ولي لزياد الأبلة ثم استعفاه فأعفاه
3 (الألقاب))
ابن كلاب الحشوي عبد الله بن محمد
الكلابزي إبراهيم بن محمد
ابن الكلاس علي بن محمد
3 (كلثوم))
3 (العتابي الشاعر))
)
كلثوم بن عمرو العتابي الشاعر أبو عمرو المذكور في أجداده هو شاعر السبع أصله من الشام من أرض قنسرين صحب البرامكة ثم صحب طاهر بن الحسين وعلي بن هشام القائدين
وكان حسن الاعتذار في رسائله وشعره
وهو أديب مصنف له من الكتب كتاب المنطق كتاب الآداب كتاب فنون الحكم كتاب الحيل لطيف كتاب الألفاظ رواه أبو عمر الزاهد عن المبرد عنه
وتوفي في حدود العشرين والمائتين وكان يتزهد ويتصرف ويقل القرب من السلطان ومدح الرشيد والمأمون

267
كان قد بلغ الرشيد عنه ما أهدر به دمه فخلصه جعفر فقال فيه
* ما زلت في غمرات الموت مطرحا
* يضيق عني فسيح الرأي من حيلي
*
* فلم تزل دائبا تسعى بلطفك لي
* حتى اختلست حياتي من يدي أجلي
* وكلم يحيى بن خالد في حاجة له كلمات قليلة فقال له يحيى لقد نزر كلامك اليوم وقل فقال وكيف لا يقل وقد تكنفني ذل المسالة وحيرة الطلب وخوف الرد فقال له يحيى لئن قل كلامك لقد كثرت فوائده
ومن شعره
* ولو كان يستغني عن الشكر ماجد
* لعزة ملك أو علو مكان
*
* لما أمر الله العباد بشطره
* وقال اشكروا لي أيها الثقلان
* ومنه
* لوم يعيذك من سوء تفارقه
* أبقى لعرضك من قول يداجيكا
*
* وقد رمى بك في تيهاء مهلكة
* من بات يكتمك العيب الذي فيكا
* ولما دخل على المأمون كان عنده إسحاق الموصلي فسلم عليه فرد عليه وأدناه ناه وقربه حتى قرب منه وقبل يده واقبل عليه يسائله عن حاله وهو يجيب بلسان طلق فاستظرفه المأمون واقبل عليه بالمداعبة والمزاح فظن أنه استخف به فقال يا أمير المؤمنين الإيناس من قبل الأبساس فاشتبه على المأمون فنظر إلى إسحاق مستفهما فأومأ إليه وغمزه على معناه حتى فهمه ثم قال يا غلام ألف دينار فأتي بذلك فدعها إلى العتابي ثم غمز)
المأمون إسحاق الموصلي عليه فجعل العتابي لا يأخذ في شيء إلا عارضه فبقي العتابي ثم قال يا أمير المؤمنين إيذن لي في مساءلة هذا الشيخ عن اسمه فقال نعم سله فقال لإسحاق يا شيخ من أنت وما اسمك فقال أنا من الناس واسمي كل بصل فتبسم العتابي وقال أما النسب فمعروف وأما الاسم فمنكر فقال إسحاق ما أقل إنصافك أتنكر أن يكون الاسم كل بصل واسمك كل ثوم وما كلثوم من الأسماء أوليس البصل أطيب من الثوم فقال العتابي لله درك ما أحجك أتأذن لي يا أمير المؤمنين أن أصله بما وصلتني فقال بل هو موفر عليك ونأمر له بمثله
فقال إسحاق أما إذ أقررت بهذا فتوهمني تجدني فقال ما أظنك إلا إسحاق الموصلي الذي يتناهى إلينا خبره قال أنا حيث ظننت فأقبل عليه بالتحية والسلام
فقال المأمون وقد طال الحديث بينهما أما إذ اتفقتما فانصرفا متنادمين
فانصرف العتابي إلى منزل إسحاق فأقام عنده
ووفد إلى عبد الله بن طاهر عدة من الشعراء فعلم أنهم على بابه فقال لخادم أديب

268
اخرج إلى القوم فقل لهم من كان منكم يقول كما قال العتابي للرشيد
* مستنبط عزمات اقلب من فكر
* ما بينهن وبين الله معمور
* فليدخل وليعلم أني إن وجدته مقصرا عن ذلك حرمته ومن وثق من نفسه بأنه يقول مذل هذا فليقم فدخلوا جميعا إلا أربعة نفر
وقال عمر الوراق رأيت العتابي يأكل خبزا على الطريق بباب الشام فقلت له ويحك أما تستحي فقال أرأيت لو كنا في دار فيها بقر أكنت تحتشم أن تأكل وهي تراك فقلت لا فقال فاصبر حتى أعلمك أنهم بقر
ثم قام فوعظ وقص ودعا حتى كثر الزحام عليه فقال لهم روي لنا من غير وجه أنه من بلغ لسانه أرنبة أنفه لم يدخل النار قال فما بقي أحد منهم إلا أخرج لسانه نحو أرنبة أنفه ويقدره حتى يبلغها أم لا
قال فلما تفرقوا قال العتابي ألم أخبرك أنهم بقر ودخل العتابي على عبد الله بن طاهر فمثل بين يديه وأنشده
* حسن ظني وحسن ما عود الل
* ه سواي منك الغداة أتى بي
*)
أي شيء يكون أحسن من حسن يقين حدا إليك ركابي فأمر له بجائزة ثم دخل عليه من الغد فأنشده
* ودك يكفينيك في حاجتي
* ورؤيتي كافيتي عن سؤال
*
* وكيف أخشى الفقر ما عشت لي
* وإنما كفاك لي بيت مال
* فأمر له بجائزة ثم دخل عليه في اليوم الثالث فأنشده بهجات الثياب يخلقها الدهر وثوب الثناء غض جديد فأكسني ما يبيد أصلحك الله فإني أكسوك ما لا يبيد وكان منصور النمري تلميذ العتابي وراويته
ثم إنه وقع بينهما وعمل كل منهما على ذهاب روح الآخر وفي ترجمة النمري شيء من ذلك
3 (ابن الهدم الأنصاري))
كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث الأنصاري كان شيخا كبيرا أسلم قبل نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهو نزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من

269
حين قدومه في هجرته من مكة إلى المدينة اتفق على ذلك ابن إسحاق وموسى والواقدي فأقام عنده أربعة أيام ثم خرج إلى أبي أيوب الأنصاري فنزل عليه حتى بنى مساكنه وانتقل إليهم
وقيل بل كان نزوله في بني عمرو بن عوف على سعد بن خيثمة وكان يسمى منزل العزاب وأقام بني عمرو الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس مسجدهم
ولما خرج ن بني عمرو أدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في بطن الوادي ثم نزل على أبي أيوب الأنصاري
وتوفي كلثوم هذا قبل بدر بيسير وقيل إنه أول من مات من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدرك شيئا من مشاهده
ثم توفي بعده أسعد بن زرارة ذكر ذلك الطبري
3 (أبو رهم المنحور))
كلثوم بن الحصين بن خلف بن عبيد أبو رهم الغفاري)
هو مشهور بكنيته اسلم قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولم يشهد بدرا وشهد أحدا وكان ممن بايع تحت الشجرة ورمي بسهم في نحره فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصق فيه
وكان أبو رهم يسمى المنحور واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين مرة في عمرة القضاء ومرة في عام الفتح في خروجه إلى مكة وحنين والطائف
وكان يسكن المدينة وله منزل في بني الغفار
3 (كلثوم الخزاعي))
كلثوم بن علقمة بن ناجية المصطلقي الخزاعي روى عن جامع بن شداد وابنه الحضرمي بن كلثوم أحاديث مرسلة
لا تصح له صحبة وسمع ابن مسعود
3 (بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم))
أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها أمها خديجة بنت خويلد ولدتها قبل فاطمة وقبل رقية في ما ذكره مصعب وخالفه أكثر أهل العلم
والاختلاف في الصغرى من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير والاختلاف في أكبرهن شذوذ
قال ابن عبد البر الصحيح أن أكبرهن زينب ولم يختلفوا في أن عثمان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية وفيه دليل على قول مخالفي مصعب لأن المتعارف زواج الكبرى قبل الصغرى

270
كانت أم كلثوم تحت عتبة بن أبي لهب فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعث فارقها بأمر أبيه إياه ثم تزوجها عثمان سنة ثلاث من الهجرة
وكان عثمان لما توفيت رقية عرض عليه عمر حفصة ابنته ليتزوجها فسكت عثمان عنه لأنه كان قد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلك على من هو خير له منها وأدلها على من هو خير من عثمان فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وزوج عثمان أم كلثوم فتوفيت عنده ولم تلد منه)
وتوفيت سنة تسع من الهجرة وصلى عليها أبوها صلى الله عليه وسلم ونزل في حفرتها علي والفضل وأسامة بن زيد
وروي أن أبا طلحة الأنصاري استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل في قبرها فأذن له
وغسلتها أسماء بنت عميس وصفية بنت عبد المطلب وهي التي شهد أم عطية غسلها وحكت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسليها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك الحديث
3 (بنت عقبة الأموية))
أم كلثوم بت عقبة بن اأبي معيط وأمها أروى بنت كريز أسلمت بمكة قبل أن يهاجر النساء وكانت هجرتها سنة سبع من هدنة الحديبية وكان كفار قريش قد هادنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يرد إليهم من جاء مؤمنا
وفيها نزلت إذا جاءك المؤمنات مهاجرات
لحقها أخواها الوليد وعمارة فمنعها الله منهما بالآية ومشت على قدميها من مكة إلى المدينة وتزوجها بالمدينة زيد بن حارثة فقتل عنها يوم مؤتة فتزوجها الزبير بن العوام فولدت له زينب فطلقها وتزوجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميدا قيل ومحمدا وإسماعيل ومات عنها فتزوجها عمرو بن العاص فمكثت عنده شهرا وماتت
وهي أخت عثمان لأمه روى عنها ابنها حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس بالكتاب الذي ينمي خيرا ويقول خيرا ليصلح بين الناس
3 (ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم))
أم كلثوم بنت أبي سلمة ابن عبد الأسد المخزومية ربيبة

271
رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثها عند موسى بن عقبة عن أمه أم كلثوم قالت لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة قال لها إني قد أهديت للنجاشي أواق من مسك وحلة وإني لا أراه إلا قد مات ولا أرى الهدية إلا سترد إلي فإذا ردت إلي فهي لك
فكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية من المسك وأعطى أم سلمة سائره وأعطاها الحلة هكذا ذكره ابن عبد البر
والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة سنة اثنتين من الهجرة ومات النجاشي)
سنة سبع بعد تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة والنجاشي أمر بها له
3 (بنت علي بن أبي طالب))
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ولدت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أمها فاطمة خطبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى علي رضي الله عنه فقال إنها صغيرة
فقال عمر زوجنيها يا أبا حسن فإني ارصد من كرامتها ما لا يرصده أحد فقال علي أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها فبعث إليها ببرد وقال لها قولي له هذا البرد الذي قلت لك فقالت ذلك لعمر فقال فقولي له قد رضيت رضي الله عنك ووضع يده على ساقها فكشفها فقالت أتفعل هذا لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك
ثم خرجت فجاءت أباها وقالت بعثتني إلى شيخ سوء قال يا بنية فإنه زوجك
فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة فقال لهم رفئوني فقالوا بم ذا قال تزوجت أم كلثوم بنت علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسبي وصهري فكان لي به عليه السلام النسب والسبب وأردت أ أجمع إليه الصهر فرفأوه وتزوجها على مهر أربعين ألفا
وولدت لعمر زيد بن عمر الأكبر ورقية
وتوفيت أم كلثوم وابنها زيد في وقت واحد في حدود الخمسين للهجرة
وكان زيد قد أصيب في حرب كان بين بني عدي ليلا خرج ليصلح بينهم فضربه رجل فشجه فصرعه فعاش أياما وصلى عليهما ابن عمر قدمه حسن بن علي فكانت فيهما سنتان فيما ذكروا لم يورث واحد منهما من صاحبه لأنه لم يعرف أولهما موتا وقدم زيد قبل أمه مما يلي الإمام
3 (بنت أبي بكر الصديق))
أم كلثوم بنت أبي بكر قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى

272
عن ضرب النساء حتى شكاهن الرجال فخلى بينهم وبينهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد طاف بآل محمد سبعون امرأة كلهن مضروبات
قال ابن عبد البر ذكرها ابن السكن في كتابه وفيه بعد لأنها ولدت بعد وفاة أبي بكر))
3 (المغنية))
أم كلثوم المغنية قال الباخرزي في الدمية حدثني الشريف أبو طالب محمد بن عبد الله الأنصاري قال جمعني وإياها الطريق وهي وافدة على دغفل فاستنشدتها فأنشدت قصيدة منها
* كأن الرياح الهوج غادرن فوقها
* من البارح الصيفي بردا مسهما
* وورد في هذه القصيدة بيت مرفوع وهو
* وقلت اسلمي من دار حي تميزت
* بهم شعب النيات فالقلب مغرما
* فقلت لها لحنت فقالت أو لحن هو قلت نعم قالت أصلحه بيض الله وجهك
ثم أعملت الفكر فأشارت إلي صه صه وأنشدت نهبا مقسما قال فتعجبت من سرعة إجابة خاطرها
3 (الألقاب))
الكلثومي أبو محمد اللغوي النحوي اسمه محمد بن عبد الملك
3 (ابن الحنبل الصحابي))
كلدة بن الحنبل ويقال ابن عبد الله بن الحنبل وصوابه ابن الحنبل بن مليك هو أخو صفوان بن أمية لأمه أمهما صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب
وشهد الحنبل مع صفوان يوم حنين فلما انهزم المسلمون قال بطل سحر ابن كبشة اليوم فقال له صفوان فض الله فاك لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن
وبعث صفوان بن أمية كلدة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهدايا فيها لبن وجدايا وضغابيس
وكلدة هو وعبد الرحمن بن الحنبل شقيقان وكانا ممن سقط من اليمن إلى مكة وقيل هو من سودان مكة
واتصل بصفوان يخدمه ولا يفارقه ثم اسلم بإسلام صفوان
ولم يزل مقيما بمكة إلى أن توفي بها
روى عنه عمرو بن عبد الله بن صفوان

273
3 (الألقاب))
)
ابن كلس لوزير اسمه يعقوب بن كلس
3 (كليب))
3 (حليف بني الخزرج الصحابي))
كليب بن بشر بن تميم حليف بني الخزرج قتل يوم اليمامة شهيدا وشهد أحدا وما بعدها ووفاته سنة اثنتي عشرة للهجرة
3 (كليب الصحابي))
كليب رجل من الصحابة قتله أبو لؤلؤة قاتل عمر طعن اثني عشر رجلا فمات ستة منهم عمر وكليب
وذكر لعمر بن الخطاب امرأة توفيت بالبيداء فجعل الناس يمرون عليها ولا يدفنونها حتى مر عليها كليب فدفنها فقال عمر إني لأرجو لكليب بها خيرا
وسال عنها عبد الله بن عمر فقال لم أرها فقال لو رأيتها ولم تدفنها لجعلتك نكالا
3 (والد عاصم الصحابي))
كليب بن هاب الجرمي والد عاصم بن كليب له ولأبيه صحبة قال عاصم إن أباه كليبا خرج إلى جنازة شهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنا أفهم وأعقل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب من العامل أن يحسن
3 (الجهني))
كليب الجهني روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الأكبر من الاخوة بمنزلة الأب
وروى أيضا أنه أتاه ليبايعه فقال له احلق عنك شعر الكفر روى عنه كثير بن كليب
3 (ابن جرز الصحابي))
كليب بن جرز بن كليب أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخذ منا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المائة جذعتين)

274
3 (ابن إساف الصحابي))
كليب بن إساف أخو حبيب بن إساف لأبيه وأمه شهد أحدا قاله العدوي
3 (ابن وائل التيمي))
كليب بن وائل بن بيحان التيمي البكري المدني نزيل الكوفة وثقه ابن معين وضعفه أبو حاتم توفي في حدود الأربعين والمائة
3 (ابن شهاب الجرمي))
كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي روى عن أبيه وعلي وأبي موسى وأبي هريرة
توفي في حدود السبعين للهجرة وروى له الأربعة
3 (الألقاب))
ابن كليب الحراني اسمه عبد المنعم بن عبد الوهاب
ابن كليب النحوي اسمه أحمد بن كليب
الكليني الشيعي اسمه محمد بن يعقوب
الكلي الحكيم شمس الدين اسمه محمد بن إبراهيم
كلي الواعظ اسمه محمد بن أحمد
ابن كليزا أحمد بن صدقة
الكلي الواعظ يحيى بن إبراهيم
3 (كمالية الشاعرة))
كمالية أخبرني الحافظ العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال كانت المذكورة امرأة شاعرة أديبة ذكرها لي ناصر الدين شافع وأنها كاتبت شعراء عصرها من أهل مصر
وأخبرني فتح الدين البكري وأنشدني قال كتبت كمالية إلي
* سمعت من شعرك سحرا غدا
* يخامر الألباب إذ ينفث
*
* أصبح كالخمرة في فعلها
* فهو بالباب الورى يعبث
*

275
))
3 (الألقاب))
ابن الكاد إبراهيم بن محمد
كمال الملك الوزير هبة الله بن الحسين
ابن الكمال المحدث محمد بن عبد الرحيم
ابن الكمال الصفدي نجم الدين حسن بن محمد
3 (كمشتكين))
3 (سعد الدين نائب حلب))
كمشتكين سعد الدين نائب حلب للملك الصالح إسماعيل بن نور الدين قتل الوزير أبو صالح ابن العجمي فتهموه به وحسنوا للصالح أمره فقبض عليه وقتل تحت العذاب لأن الخدام حسدوا مرتبته عند الصالح ومالوا إلى الوزير فجهز عليه سعد الدين المذكور من قتله من الباطنية
وكانت قتلته سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة
3 (واقف المدرسة الأمينية))
كمشتكين أمين الدولة نائب قلعة صرخد وبصرى كان أميرا جليلا وافر الحرمة ولاه على القلعتين الأتابك طغتكين وامتدت أيامه إلى أن توفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة
وهو واقف المدرسة الأمينية بدمشق
ولما مات توثب مملوكه التنتاش فملك بصرى وانتصر بالفرنج وصالحهم فسار لحربهم معين الدين أنر وانهزم التنتاش معهم إلى بلاد الروم وفتح انر القلعتين المذكورتين
3 (الألقاب))
الكموني الشاعر المغربي اسمه محمد بن إبراهيم
3 (الكميت الشاعر))
الكميت بن زيد الأسدي الشاعر الكوفي شاعر زمانه يقال إن شعره بلغ أكثر من خمسة لآلاف بيت
روى عن الفرزدق وأبي جعفر الباقر)
وروى عنه

276
والبة بن الحباب وغيره ووفد على الخليفتين يزيد وهشام
قال أبو عبيدة لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم
وكان شيعيا ولما مدح علي بن الحسين قسط له على نفسه وعلى أهل بيته أربعمائة ألف درهم
ولد سنة ستين وتوفي سنة ست وعشرين ومائة
وسبب موته أنه دخل على يوسف بن عمر بالكوفة ومدحه بعد قتله زيد بن علي بأبيات منها
* خرجت لهم تمشي البراح ولم تكن
* كمن حصنه فيه الرتاج المضبب
*
* وما خالد يستطعم الماء فاغرا
* بعدلك والداعي إلى الموت ينعب
* يعني خالدا القسري وذاك أنه كان على المنبر يخطب فخرجت الجعفرية يقولون لبيك جعفر لبيك جعفر ودخلوا عليه وهو على المنبر فدهش وقال أطعموني ماء
ثم خرج الناس غليهم فحرقوهم فعير خالدا بذلك فأنشد هذا الشعر والجند قيام على رأس يوسف بن عمر وهم يمانية فتعصبوا لخالد ووضعوا نصال سيوفهم في بطن الكميت فوجؤه وقالوا تنشد الأمير ولم تستأمره فلم يزل ينزف الدم حتى مات
قال دعبل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي ويحك مالك وللكميت فقلت يا رسول الله ما بيني وبينه إلا كما بين الشعراء فقال لا تفعل أليس هو القائل
* فلا زلت فيهم حيث يتهمونني
* ولا زلت في أشياعهم أتقلب
* فإن الله قد غفر له بهذا البيت قال فانتيهت عن ذكره
وقال نصر بن مزاحم المنقري رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه رجل ينشده من لقلب ميتم مستهام فسألت عنه فقيل لي هذا الكميت بن زيد الأسدي قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول جزاك الله خيرا وأثنى عليه
وقصائده الهاشميات من جيد شعره
وكان يعلم الصبيان في مسجد الكوفة وأنشد خالد القسري قصيدة الكميت التي يهجو فيها اليمن وهي ألا حييت عنا يا ردينا

277
فأحفظه ذلك وروى قصائده الهاشميات وأهداها إلى هشام وكتب غليه بأخبار الكميت وهجائه بني أمية)
فكتب إليه أن يقطع يده ولسانه فحبسه فاحتالت امرأته ودخلت السجن وألبسته قماشها وإزارها وخرج
ولم يزل يحتال إلى أن دخل على هشام وشفع له فعفا عنه
وهو خبر ظريف ساقه صاحب الأغاني في كتابه وأمر له بأربعين درعهم وابنه مسلمة بعشرين ألف درهم
وكان الكميت يعرف بالزجر جيدا
3 (الألقاب))
ابن الكميت الفارقي إبراهيم بن سعيد
3 (كميل))
3 (النخعي الكوفي))
كميل بن زياد النخعي الصهباني الكوفي حدث عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي هريرة
وكان شريفا مطاعا ثقة عابدا على تشيعه قليل الحديث
قتله الحجاج في حدود التسعين للهجرة
3 (الألقاب))
ابن أبي الكنات المغني عمرو بن عثمان
3 (أبو مرثد الصحابي))
كناز بن حصين بالكاف والنون المشددة وبعد الألف زاي أبو مرثد الغنوي شهد بدرا وهو وابنه مرثد وهما حليفا حمزة بن عبد المطلب
وهو من كبار الصحابة روى عنه واثلة بن الأسقع
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبادة بن الصامت وشهد سائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات سنة اثنتي عشرة للهجرة وكان رجلا طوالا كثير الشعر في الشاميين
3 (النحوية))
بنت الكنيزي كانت في الجانب الشرقي من بغداد نهاية في الفضل

278
ولها أخ غاية في الجهل
وكانت حسنة المعرفة بالنحو واللغة ولها تصانيف فيهما تعرف بها
اختصمت هي وأخوها في ميراث أبيهما وطال النزاع بينهما في مجلس الحكم وزاد الكلام ونقص فاغتاظ)
الحاكم من تفيهقها وحوشي كلامها وسقط أخيها وعاميته فقالت أغاظ سيدنا ما رأى مني ومن هذا الأخ أصلحه الله قال كلا ولكن جردي الدعوى فإنه أقرب للإنجاز فقالت لي أيد الله الشيخ في ذمته اثنان وعشرون دينارا مطيعية سلامية فقال له ما الذي تقول فقال ما لها عندي اثنان وسكت
وأراد أن يقول مثلما قالت فلم يقدر فقال بالله يا سيدي كيف قالت فقد والله صدعتنا فقال له فضولك قول كما تحسن
وضحك أهل المجلس وصار طنزا واندفعت الخصوم ذلك اليوم
3 (كنانة))
3 (الثقفي الصحابي))
كنانة بن عبد ياليل الثقفي كان من أشراف أهل الطائف الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد منصرفه من الطائف وبعد قتلهم عروة بن مسعود فاسلموا وفيهم عثمان بن العاص
3 (الأموي الصحابي))
كنانة بن عدي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس هو الذي خرج بزينب بت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة
3 (التجيبي))
كنانة بن بشر التجيبي أحد رؤوس المصريين توفي سنة ست وثلاثين للهجرة
3 (بنت أبغا))
كنجشكب بالكاف والنون والجيم والشين المعجمة وبعدها كاف أخرى وباء موحدة ابنة من الخواتين الكبار كان الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى يبالغ في تعظيمها ويكرم قصادها ومن يكون من جهتها أو يأتي بكتاب منها
وكانت تعلمه بأخبار القوم ومتجدداتهم وما يدور بينهم
وكانت تجهز غليه من عندها كل سنة كاملية طملوء إما فاختي وإما بنفسجي أو غير ذلك من الألوان بطراز زركش على الموصل وداير باولي من

279
أفخر ما يكون واضعة بأزرار مرجان ملبسة بالذهب على فرو قاقم له)
داير سنجاب في عرض إصبع ازرق طري غض كشن من خيار ما يكون
وكان الأمير سيف الدين تنكز تعجبه هذه الكامليات ويلازم لبسها لما فيها من الظرافة وحسن الصناعة
3 (مقدم السودان))
الكنز مقدم السودان بالصعيد سار إلى القاهرة في مائة ألف اسود ليعيد الدولة المصرية ولك في أوائل دولة صلاح الدين يوسف بن أيوب فخرج إليه الملك العادل أبو بكر أخو صلاح الدين وأبو الهيجاء الهكاري وعز الدين موسمك والتقوا فقتل الكنز ومن معه فيقال أنهم قتلوا منهم ثمانين ألف أسود وعادوا إلى القاهرة فقال العماد الكاتب قتل الكنز وما انتطح فيها عنز وذلك سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة
3 (كندغدي))
3 (سيف الدين العمري))
كندغدي الأمير سيف الدين كندغدي العمري أعرفه وهو والي باب القلعة بالقاهرة أقام مدة وكان حسن الوجه أحمر الوجه منور الشيبة
ثم إن السلطان بعثه نائب البيرة فتوجه غليها سنة ثمان وثلاثين أو سبع فيما أظن فأقام بها إلى أن حضرت مطالعة الأمير سيف الدين يلبغا نائب حلب يذكر أنه وقعت فيه قصص كثيرة ومحاضر فرسم الملك الصالح إسماعيل بإحضاره إلى حلب ومحاققته على ذلك في محفة وكان مريضا فوصل غليها وأقام ساعة ثم توفي سنة خمس وأربعين وسبعمائة
3 (الألقاب))
الكنجي محمد بن محمد بن حسين
الكنجي محمد بن محمد بن أبي بكر
التاج الكندي اسمه زيد بن الحسن
الكندي الفيلسوف يعقوب بن إسحاق
الكنكشي الزاهد أحمد بن الحسن
الكندري الوزير محمد بن منصور

280
3 (كهمس))
3 (الهلالي الصحابي))
)
كهمس بن معاوية بن أبي ربيعة الهلالي معدود في البصريين قال أسلمت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بإسلامي ثم غبت عنه حولا ورجعت إليه وقد ضمر بطني ونحل جسمي فخفض في البصر ورفعه
قلت أما تعرفني قال من أنت قلت أنا كهمس الهلالي الذي أتيتك عام أول فقال ما بلغ بك ما أرى قلت ما نمت بعدك ليلا ولا أفطرت نهارا قال ومن أمرك أن تعذب نفسك صم شهر الصبر ومن كل شهر يوما
قال قلت زدني قال صم شهر الصبر ومن كل شهر يومين قلت زدني فإني أجد قوة قال صم شهر الصبر ومن كل شهر ثلاثة أيام
3 (البصري العابد))
كهمس بن الحسن التيمي الحنفي البصري العابد أحد الثقات الأعلام قال أحمد بن حنبل ثقة وزيادة
وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة بارا بأمه
قال يحيى بن كثير البصري اشترى كهمس دقيقا بدرهم فأكل منه فلما طال عليه كاله فإذا هو كما وضعه
توفي سنة تسع وأربعين ومائة وروى له الجماعة
((الألقاب))
الكواشي موفق الدين أحمد بن يوسف
ابن كوتاه المحدث اسمه محمد بن محمد بن عبد الجليل ووالده محمد بن عبد الجليل ووالده عبد الجليل بن محمد وأخوه أحمد بن عبد الجليل
3 (الناصري))
كوجبا الأمير سيف الدين الناصري متولي الإسكندرية توفي سنة سبع وتسعين وستمائة روى الشيخ شمس الدين أحاديث عن النجيب عبد اللطيف وكان ختن ابن الظاهري على ابنته
توفي بمصر وهو من أبناء السبعين

281
3 (ملك الخطا))
كوخان ملك الخطا والترك)
كان مليح الشكل حسن الصورة عظيم الهيبة كامل الشجاعة
قاد الجيوش وسار في ثلاثمائة ألف فارس وهزم السلطان سنجر وملك سمرقند وما وراء النهر سنة ست وثلاثين وخمسمائة فما أمهله الله تعالى
وتوفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة
وكان لا يمكن أميرا من إقطاع بل يعطيهم من خزائنه ويقول متى أخذوا الإقطاعات ظلموا الناس
وكان لا يقدم أميرا على أكثر من مائة فارس حتى لا يقدر على العصيان
وكان يعاقب على السكر ولا ينكر الزنا ولا يقبحه
وتملكت بعده ابنته ولم تطل مدتها وتملكت أمها بعدها وحكمت الخطا على ما وراء النهر إلى أن أخذ البلاد منهم علاء الدين محمد الخوارزمي سنة اثنتي عشرة وستمائة
((الألقاب))
ابن كوجك علي بن الحسين
ابن كوجك المحسن بن الحسين
ابن ذكوان اسمه محمد بن العباس
الكوسج الحافظ هو أبو يعقوب إسحاق بن منصور
الكوسج الطبيب اسمه سهل
الكوفني المحدث محمد بن محمد بن أبي بكر
3 (كوكاي))
كوكاي الأمير سيف الدين أحد الأمراء المشايخ بالقاهرة تزوج ابنته الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام رحمهما الله تعالى
لم يزل أميرا كبيرا مقدم ألف في الأيام الناصرية إلى أن توفي رحمه الله تعالى في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وسبعمائة وخلف على ما قيل ألف ألف ومائتي ألف وسبعة وعشرين ألف دينار عينا غير الخيل والبرك والعدة والبيوتات والقماش وغير الأملاك الكثيرة
3 (كوهر خاتون))
كوهر خاتون عمة السلطان ملكشاه السلجوقية كانت دينة عفيفة صادرها الوزير نظام الملك لما مات أخوها الب رسلان وأخذ منها أموالا كثيرة وجواهر

282
فاخرة)
فخرجت إلى الري لتمضي إلى النازكية تستنجد بهم على قتال نظام الملك فأشار على ملكشاه بقتلها فجهز وراءها من اغتالها فقتلوها في سنة سبع وستين وأربعمائة
3 (صاحب إربل))
كوكبوري معناه الذيب الأزرق بكافين واو وبعد الكاف الثانية باء موحدة وبعدها واو وراء وياء آخر الحروف بن علي بن بكتكين بن محمد السلطان المعظم مظفر الدين أبو سعيد صاحب إربل ابن الأمير زين الدين أبي الحسن علي كوجك التركماني وكوجك معناه لطيف القد كان شجاعا شهما ملك بلادا كثيرة ثم فرقها على أولاد الملك قطب الدين مودود صاحب الموصل
وكان موصوفا بالقوة المفرطة وطال عمره وحج هو والأمير أسد الدين شيركوه بن شادي سنة خمس وخمسين وخمسمائة وله مدرسة بالموصل وأوقاف
فلما مات ولي مظفر الدين هذا وهو ابن أربع عشرة سنة وأتابكه مجاهد الدين قايماز
ثم تعصب عليه مجاهد الدين وكتب محضرا أنه لا يصلح واعتقله وشاور الخليفة في أمره وأقام موضعه أخاه زين الدين يوسف بن علي
ثم أخرج مظفر الدين عن البلاد فتوجه إلى بغداد فلم يلتفت إليه فقدم الموصل ومالكها سيف الدين غازي بن مودود فأقطعه حران فأقام بها مدة واتصل بخدمة صلاح الدين وتمكن عنده فزاده الرها وزوجه بأخته ربيعة خاتون وكانت قبله عند سعد الدين مسعود ابن الأمير معين الدين أنر الذي ينسب إليه قصر معين الدين
وتوفي سعد الدين وشهد مظفر الدين هذا مع صلاح الدين مواقف كثيرة أبان فيها عن نجدة وقوة وثبت يوم حطين وتبنين
ثم وفد أخوه زين الدين يوسف نجدة وخدمة من إربل فمرض في العسكر على عكا وتوفي سنة ست وثمانين وخمسمائة فاستنزل صلاح الدين عن حران والرها وأعطاه إربل وشهرزور فسار إليها
وأثنى عليه القاضي شمس الدين ابن خلكان في وفيات الأعيان وطول ترجمته وكر له معروفا كثيرا وذكر احتفاله بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في كل سنة وما كان يعتمده
وهو أول من أجرى الماء إلى عرفات وعمل آثارا بالحجاز وبنى له هناك تربة
ولما مات رحمه الله سنة ثلاثين وستمائة أمر بحمل تابوته إلى مكة ليدفن في تربته فلما حمل رجع الحجاج تلك السنة للعطش ودفن بالكوفة)

283
((الألقاب))
الكوكبي أحمد بن علي الأخباري الحسين بن القاسم
الكوكبي العلوي الحسين بن أحمد
ابن الكوملاذ الحافظ البغدادي اسمه صالح بن أحمد بن محمد
كوزخر أحمد بن محمد
ابن الكوبك سراج الدين عبد اللطيف
ابن الكونك شمس الدين محمد بن محمود
3 (المتنبئ))
كي المتنبئ كان شابا ذكيا فقيها ادعى النبوة بتستر وزعم أنه عيسى بن مريم واسقط عن ابتاعه صلاة العصر وعشاء الآخرة
أمر بقلته علاء الدين صاحب الديوان سنة اثنتين وسبعين وستمائة
3 (كيتمر الأمير))
كيتمر الأمير سيف الدين كان خوشداشية الأمير سيف الدين الحاج أرقطاي والأمير حسام الدين طرنطاي البشمقدار
أظنه أمر طبلخاناه أيام نيابة الأمير سيف الدين ارقطاي في مصر
والظاهر أنه كان قبل ذلك أميرا عين أمير الركب سنة تسع وأربعين فمات بالطاعون في شعبان ومات جماعة من مماليكه ومات ولداه وكانا قمري ملاحة ووصيه الأمير سيف الدين حاجي الجميع في جمعة واحدة أو ما يزيد عليها رحمه الله تعالى
وحزن الناس على ولديه
((الألقاب))
ابن الكيال الحنفي عبد اللطيف بن نصر الله
ابن الكيال المتكلم الضحاك بن أحمد
الكيا الهراسي الشافعي علي بن محمد بن علي
3 (ابن هولاكو))
)
كيختو بكاف بعدها ياء آخر الحروف وخاء معجمة وتاء ثالثة

284
الحروف وواو ابن هولاكو ملك التتار تسلطن بعد هلاك أرغون ابن أخيه ابغا سنة تسعين وستمائة وأقام بالروم مدة ومالت طائفة إلى أخيه بيدو فملكوه وجرى بينهم خلف ثم قوي بيدو وملك العراق وخراسان وقاد الجيوش وجبى الأموال
وسار كل منهما لقصد الآخر فالتقيا وقتل كيختو سنة ثلاث وتسعين وستمائة واحتوى بيده على الأمر
لكن خرج عليه قازان بن أرغون وكان متلسما ثغر خراسان عاصيا على الرجلين
فلما بلغه قتل كيختو جمع الجيوش وطلب الملك وكان كيختو له ميل إلى الإسلام وإحسان إلى الفقراء بخلاف أخيه بيدو فإنه كان يميل إلى النصارى وقيل إنه تنصر والله أعلم
3 (صاحب الروم))
كيخسرو بالكاف والياء الساكنة آخر الحروف والخاء المعجمة وسين مهملة وراء مضمومة بعدها واو ابن كيقباذ بن كيخسرو السلجوقي صاحب الروم تسلطن بعد أبيه وهو شاب يلعب
وقصد فرقة من التتار أرزن الروم فحاصروها وأخذوا منها أموالا جمة لأنه التزم لهم كل يوم ألف دينار
ثم نازلوا بعض بلاده فجمع وحشد وسار إليهم فهزموه وأسرت أمه وتوفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة
((الألقاب))
ابن الكيزاني الواعظ اسمه محمد بن إبراهيم بن ثابت
3 (كيسان الصحابي))
كيسان الأنصاري مولى لبني عدي بن النجار ذكر فيمن قتل في يوم أحد شهيدا وقيل هو من بني مازن بن النجار قيل مولى بني مازن
3 (ابن كيسان الصحابي))
كيسان أبو عبد الرحمن بن كيسان)
سكن مكة والمدينة وروى عنه ابنه عبد الرحمن حديثه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد عند بئر العلياء
3 (كيسان الصحابي))
كيسان بن عبد أبو نافع بن كيسان يقال هو ابن عبد الله بن طارق سكن الطائف روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أنها حرمت وحرم ثمنها
روى عنه ابنه نافع وله حديث ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء بشرقي دمشق

285
3 (مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم))
كيسان أو مهران مولى النبي صلى الله عليه وسلم ويقال اسمه هرمز ويكنى أبا كيسان وقيل طهمان وقيل ذكوان كل ذلك في تحريم الصدقة على ى ل النبي صلى الله عليه وسلم
3 (النحوي الهجيمي))
كيسان بن المعرف أبو سليمان النحوي الهجيمي قالوا كان يخرج معنا إلى الأعراب فينشدوننا فيكتب في ألواحه غير ما ينشدوننا وينقل من ألواحه إلى الدفاتر غير ما فيها ثم يحفظ كن الدفاتر غير ما نقله إليها ثم يحدث بغير ما يحفظ
وذكر أبو الطيب في كتاب مراتب النحويين عن الأصمعي قال كيسان ثقة ليس بمتزيد وقد أخذ عن الخيل
وحدث أبو العيناء قال قال كيسان لخلف الأحمر يا أبا محرز المخبل كان شاعرا أو من بني ضبة فقال يا مجنون صحح المسالة حتى تسمع الجواب
وقال أبو زيد يوما في مجلسه كانت العرب تقول ليس لحاقن رأي فقال كيسان ولا لمنعظ فقال أبو زيد ما سمعناه ولكن اكتبوه فإنه حق
وقال أبو زيد جاء صبي إلى كيسان يقرأ عليه شعرا حتى مر ببيت فيه ذكر العيس فقال الإبل البيض التي يخلط بياضها حمرة قال الصبي وما الإبل قال الجمال قال وما الجمال فقام كيسان على أربع ورغا في المسجد وقال الذي تراه طويل الرقبة وهو يقول بوع
وحدث المبرد عن التوزي قال حبس عيسى بن سليمان الهاشمي كيسان وكان أحد الطياب)
وكان أبو عبيدة يعبث به كثيرا فشفع فيه أبو عبيدة إلى الأمير فأمر بإخراجه فقال للجلاوزة من أخرجني قالوا تلكم فيك شيخ مخضوب فقال أمه زانية إن برح من الحبس أحبيس ظلم وطليق ذل لا يكون ذلك أبدا
3 (أبو سعيد المقبري))
كيسان أبو سعيد المقبري مولى الجندعيين كان ينزل المقابر بالمدينة يقال له صاحب العباء
روى عن عمر وعلي وعبد الله بن سلام وأبي هريرة

286
وعقبن بن عامر وعبد الله بن وديعة وغيرهم
وذكره الواقدي في من كان مسلما على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وتوفي في حدود المائة وروى له الجماعة
3 (مستملي أبي عبيدة))
كيسان مستملي أبي عبيدة قال الجاحظ كان يكتب غير ما يسمع ويقرأ غير ما يكتبأمليت عليه يوما
* عجبت لمعشر عدلوا
* بمعتمر أبا عمرو
* فكتبه أبو بشر واستفتى فيه أبا زيد وقرأه أبا حفص
وسأله أبو عبيدة عن رجل من شعرا ءالعرب ما اسمه فقال خداش أو خراش أو رياش أو خماش أو شيء آخر وأظنه قرشيا فقال له أبو عبيدة من ابن علمت أنه قرشي قال رأيت اكتناف الشينات عليه من كل جانب
قال الجاحظ وشهد على رجل عند بعض الولاة فقال سمعت بأذني وأشار إلى عيبنه ورأيت بعيني وأشار إلى أذنه أنه أمسك بتلابيب هذا الغلام وأشار إلى كميه وما زال
يضرب خاصرته وأشار إلى فكيه فضحك الوالي وقال أحسبك قرأت كتاب خلق الإنسان على الأصمعي قال نعم
3 (فرقة من الرافضة))
الكيسانية فرقة من الرافضة منسوبة إلى كيسان مولى علي رضي الله عنه أخذ العلوم من السيد محمد بن الحنفية وقرأ عليه واقتبس الأسرار منه اختلف أصحابه اختلافا كثيرا فمنهم من قال ليس)
للناس إمام سوى رجل واحد من لا يموت وإن غاب رجع
ومنهم من عداه إلى آخر ثم توقفوا وتحيروا ومنهم من أول الأركان الشرعية وقال هي أسماء رجال من الصلاة والصوم والحج والزكاة ومنهم من ضعف يقينه في القيامة ومنهم من قال بالتناسخ والحلول والرجعة بعد الموت وقبل القيامة كما هو مذهب أهل الرجعة ولهم في هذا هذيان كثير
((الألقاب))
الكيس النميري النساب هو زيد بن حارثة تقدم في حرف الزاي
ابن كيسان النحوي اسمه محمد بن أحمد بن كيسان
أولاد كيغلغ جماعة منهم أحمد وإبراهيم وإسحاق والمظفر

287
3 (كيقباذ))
3 (علاء الدين صاحب الروم))
كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان الملك علاء الدين سلطان الروم كان ملكا مهيبا شجاعا راجح العقل سعيدا
كسر خوارزم شاه وعسكر الملك الكامل وزوجه العادل ابنته وولد له منها وكان قد تملك الروم قبله أخوه كيكاوس فحبس أخاه هذا
فلما نزل به الموت أحضره وفك قيده وعهد إليه بالملك وأوصى إليه بأطفاله فطالت أيامه واتسعت مملكته
وكان يرجع إلى عدل ونصفة وكانت وفاته سنة أربع وثلاثين وستمائة في سابع شوال
وملك بعده ولده غياث الدين كيخسرو
3 (علاء الدين صاحب الروم))
كيقباذ بن كيخسرو السلجوقي السلطان صاحب الروم وفاته سنة سبع وخمسين وستمائة
3 (ركن الدين صاحب الروم))
كيقباذ السلطان ركن الدين بن السلطان غياث الدين كيخسرو بن الملك علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن أتسز بن)
سلجوق بن دقاق صاحب الروم وابن ملوكها كان كريما جوادا شجاعا لكنه كان مقهورا تحت أوامر التتار
خنقته المغل بوتر وله ثمان وعشرون سنة لأن البرواناه عمل عليه وأوحى إلى المغل أنه يكاتب صاحب مصر
فاستفحل أمر البرواناه وعجز كيقبا عنه وجلس ولده غياث الدين كيخسرو في الملك وله عشر سنين ثم توجه البرواناه إلى ابغا ومعه فرس كيقباذ وسلاحه وتقادمه فوجد عنده صاحب سيس فتكلم كل واحد في الآخر بأنه يكاتب المسلمين
ثم عاد البرواناه معه آجاي أخو أبغا وكان موت كيقباذ سنة ثمان وستين وستمائة
3 (كيكاوس))
3 (عز الدين صاحب الروم))
كيكاوس بن كيخسرو بن قلج أرسلان السلطان الملك الغالب عز الدين صاحب الروم قونيه وملطيه واقصرا أخو السلطان علاء الدين كيقباذ

288
كان جبارا ظالما سفاكا للدماء
ولما عاد من كسرته مع الأشرف عند حلب اتهم جماعة من أمرائه فسلق بعضهم وحط آخرين في بيت وحرقهم بالنار فأخذه الله بغتة ومات فجاءة وهو سكران
وكان ذلك سنة خمس عشرة وستمائة
وكان أخوه كيقباذ محبوسا وقد هم بقتله فبادروا وأخرجوه وسلطنوه عوضه
3 (عز الدين صاحب الروم))
كيكاوس بكاف وياء آخر الحروف وكاف أخرى بعد الألف وواو وسين ابن كيخسرو بن قلج أرسلان أخو السلطان ركن الدين كيقباذ فهو السلطان عز الدين صاحب الروم اقتسم هو وأخوه ملك الروم بعد أمهما ثم إن أخاه ركن الدين غلب على الأمر فهرب عز الدين بأهله وخواصه إلى ملك القسطنطينبية فهادنهم ملكها على أن يسلم إليه عز الدين فسلمهم إياه فأكرمه بركة وصار من أكبر أمرائه
ثم إنه كان في خدمة منكوتمر وخلف ولده الملك المسعود وهو في خدمة منكوتمر وتوفي عز الدين المذكور رحمه الله سنة اثنتين وسبعين وستمائة)

289
((حرف اللام))
((لاجين))
3 (الملك المنصور))
لاجين السلطان الملك المنصور حسام الدين المنصوري مملوك المنصور قلاوون أمره أستاذه عندما تسلطن وبعثه نائبا على قلعة دمشق فلما تسلطن سنقر الأشقر بدمشق ودخل القلعة قبض عليه
فلما انكسر سنقر الأشقر أخرجه الأمير علم الدين الحلبي
ثم رتب في نيابة السلطنة بمرسوم السلطان ودخل عفي خدمته إلى دار السعادة فعمل بالنيابة أحد عشر سنة
ثم عزله الأشرف بالشجاعي وكان جيد السيرة محببا إلى الدماشقة فيه عقل زايد وسكون وشجاعة مشهورة ودين وإسلام
وكان شابا أشقر في لحيته طول يسير وخفة وجهه رقيق معرق وعليه هيبة وهيئة تامة في قده رشاقة
خنق بين يدي الملك الأشرف خليل ثم خلي فإذا فيه روح ورق له السلطان وأطلقه ورده إلى رتبته
ويقال أنه إنما قام على الأشرف لأنه تعرض لبيته بنت طقصو فعز ذلك عليه
ولما قتل الأشرف هو وبيدرا اختفى وتنقل في البيوت وقاسى الأهوال من الجوع والعطش والخوف ثم أجاره كتبغا وأحسن إليه ودخل به إلى السلطان الملك الناصر وقرر معه أن يخلع عليه ويحسن إليه ففعل به ذلك وأعطاه خبزا
فلما ملك كتبغا جعله نائب السلطنة فوثب عليه كما تقدم في ترجمة كتبغا وقتل غلاميه الأزرق وبتخاص وتغافل عنه لما عليه من الأيادي
وهرب كتبغا كما تقدم وساق لاجين الخزائن والعساكر بين يديه من الغور وما دخل غزة إلا وهو سلطان ولم يختلف عليه اثنان وتملك أول صفر سنة وجلس على سرير الملك وبعث قبجق نائبا بدمشق لأنه خوشداشاه وجعل قراسنقر نائبه بمصر إلى أن تمكن وقبض عليه وأقام مكانه في النيابة مملوكه منكوتمر فحسن له القبض على الأمراء فاسمك البيسري)
وقارسنقر وايبك الحموي وسقى جماعة ولذلك هرب قبجق وبكتمر والكي وبزلار إلى التتار ولم يخرج إلى الشام مدة ملكه
ولما كان في يوم الخميس عاشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وستمائة ركب في موكبه وهو صائم وعمل عليه جماعة من الأشرفية دخلوا عليه بعد العشاء الآخرة وهو مكب على اللعب بالشطرنج وما عنده إلا القاضي حسام الدين الحنفي

290
وعبد الله الأمير وبريد البدوي وإمامه محب الدين ابن العسال
فأول من ضربه بالسيف كرجي مقدم البرجية وتوجه طغجي وكرجي إلى دار منكوتمر ودقا عليه الباب وقالا السلطان يطلبك فنكرهما وقال قد قتلتماه فقال كرجي نعم يا مأبون بيتنا لنقتلك فاستجار بطغجي فأجاره وحلف له فخرج إليهما فذهبا به إلى الجب وأنزلاه فاغتنم كرجي الغفلة وحضر إلى الجب وأخرج منكوتمر من الجب وذبحه وقال نحن ما قتلنا أستاذه إلا من أجله فما في بقائه فائدة
ونهبوا دياره في الحال واتفقوا على إعادة الملك الناصر محمد من الكرك إلى الملك وأن يكون طغجي نائبا وحلفوا له على ذلك
وأرسلوا سلار لإحضاره وهو أمير صغير
وعمل طغجي النيابة أربعة أيام فلما حضر أمير سلاح من غزوة الشام وقتل طغجي وكرجي عندما التقياه وبقي يعلم على الكتب ثمانية أمراء سلار والجاشنكير وبكتمر أمير جندار وجمال الدين ى قوش الفرم والحسام أستاذ الدار وكزد وأيبك الحزندار والأمير عبد الله
وقتل لاجين وهو في عشر الخمسين أو جاوزها بقليل وقيل إن السلطان الملك المنصور قلاوون قال لولده الملك الأشرف خليل إذا صار الأمر إليهم فلا تعارض طرنطاي ولا تشوش عليه فما يخونك
وأما لاجين فلا تكلمه وإن أمسكته فلا تبقه فخالفه الشرف في أمر المذكورين
وكان حسام الدين لاجين من أعقل الناس وأنصفهم وهو الذي خرج الخلفاء من الحبس وأبطل الثلج الذي ينقل في البحر من الشام إلى مصر وقال أنا كنت في الشام وأعلم ما يقاسي الناس في وسقه وكان ذكيا نبيها)
حكى لي القاضي شهاب الدين أحمد بن فضل الله قال حكى لي والدي أنه وصل إليه بعض الأيام بريد من مصر وعلى يبده كتاب من طرنطاي ومما فيه بخطه أن الخروف نطح كبشه اقلبه فقال لي ما هذا يا محيي الدين قلت لا أعلم فقال هذا الكلام معناه أن بيدرا قد وثب على عمه الشجاعي وكذا كان فإن الشجاعي كان زوج أم بيدرا فعمل عليه عند المنصور وأمسكه وعزله وصادره وهذا في غاية الفهم من مثل هذه الإشارة
وحكى لي الأمير شرف الدين أمير حسين بن جندر قال قال لي حسام الدين يا حسين رأيت البارحة في النوم أخاك مظفر الدين وهو يقول لي وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبونفما كان بعد ذلك ثلاث ليال حتى قتل
ولما قتل الشرف هرب هو وقراسنقر وجاءا إلى جامع ابن طولون وطلعا في المئذنة واستترا فيها وقال لاجين إن نجانا الله من هذه الشدة وصرت شيئا عمرت هذا الجامع وكذا جرى فإنه عمره وأوقف عليه

291
أوقافا كثيرة وعمل فيه وظائف من الحديث والتفسير والطب وغيره
وحكى لي عنه الشيخ علاء الدين ابن غانم رحمه الله مكارم كثيرة ولطفا زايدا وإحسانا جما ومودة يرعاها لمن يعرفه وكذلك حكى لي عنه الشيخ فتح الدين ابن سدي الناس لما دخل عليه لم يدعه يبوس الأرض و وقال أهل العلم ينزهون عن هذا
وأجلسه عنده أظنه على المقعد ورتبه موقعا فباشر ذلك أياما ثم استعفى فأعفاه وجعل المعلوم له راتبا فتناوله إلى أن مات
وكان القاضي شهاب الدين محمود يوما بين يديه يكتب فوقع يء من الحبر على ثيابه فأعلمه السلطان بذلك قال لي فنظمت في الحال بين يديه
* ثياب مملوكك يا سيدي
* قد بيضت خالي بتسويدها
*
* ما وقع الحبر عليها بلى
* وقع لي منك بتجديدها
* قال فأمر لي بتفصيلتين ومبلغ خمسمائة درهم فقلت يا خوند مماليكك الجماعة رفاقي يبقى ذلك في قلبهم فأمر لكل منهم بمثل ذلك ثم صارت راتبا لنا في كل سنة عليه
وأنشدني إجازة قصيدة بها وهي
* أطاعك الدهر فأمر فهو ممتثل
* واحكم فأنت الذي تزهى به الدول)
* (وأشرف فلو ملكت شمس النهار علا
* ملتها لم يزد في سعدها الحمل
*
* وانهض بعزمك فهو الجيش يقدمه
* من بأسك المنذران الرعب والوجل
*
* وسر به وحده لا بالجيوش وإن
* لم يحوها الأرحبان السهل والجبل
*
* تلقى الفتوح وقد جاءتك وافدة
* يحثها المزعجان الشوق والأمل
*
* قد أرهف الملك المنصور منك على
* جيش الأعادي حسما حده الأجل
*
* تهوى أسنته بيض النحور فمن
* آثارها الحمر في أجيادها قبل
*
* تدمى سطاه وتندى كفه كرما
* كالغيث يهمي وفيه البرق يشتعل
*
* سل يوم حمص جيوش المغل عنه وقد
* ضاق الفضاء بهم واستدت السبل
*
* والهام تسجد والأجسام راكعة
* والموت يقبل والأرواح ترتحل
*
* والبيض تغمد في الأبطال عارية
* وتنثني وعليها منهم حلل
*
* والخيل تحفى وتخفى في العجاج فإن
* بدت غدت وهيب الهامات تنتعل
*
* يخبرك جمعهم والفضل ما شهدت
* به العدى أنه ليث الشرى البطل
*

292
* وأنه خاض في هيجائها وجلا
* غمارها واصطلاها وهي تشتعل
*
* وصدهم وهم كالبحر غذ صدموا
* ببأسه وحمى الإسلام إذ حملوا
*
* فمزقتهم سطاه ذا يسير وذا
* عان أسير وذا في الترب منجدل
*
* كأن أسهمه والموت يبعثها
* بين المنايا وأرواح العدى رسل
*
* كأن هاربهم والخوف يطلبه
* يبدو لديه مثال منه أو مثل
*
* فإن تنبه يوما راعه وإذا
* أغفى جلته عليه في الكرى المقل
*
* وعاد والنصر معقود برايته
* والمغل ما بين أيدي خيله خول
*
* قد جمع الله فيه كل مفترق
* في غيره فهو دون الناس مكتمل
*
* فعن ندى يده حدث ولا حرج
* اليم تم وعم العارض الهطل
*
* استغفر الله اين الغيث منفصلا
* من بره وهو طول الدهر متصل
*
* عطاء من ليس يثني فيض راحته
* عن الندى سأم يوما ولا ملل
*
* من حاتم عد عنه واطرح فيه
* في الجود لا بسواه يضرب المثل
*
* اين الذي بره الآلاف يتبعها
* كرائم الخيل ممن بره الإبل)
* (لو مثل الجود مسرحا قال حاتمهم
* لا ناقة لي في هذا ولا جمل
*
* أحاط بالناس سور من كفالته
* ظل لهم وعلى أعدائه ظلل
*
* أضحوا به في مهاد الأرض يكلأهم
* من رأفة بهم يقظان إن غفلوا
*
* يحنو عليهم ويعفو عن مسيئهم
* حلما ويصفح عنهم إن هم جهلوا
*
* وأعدل الناس أياما فلا شطط
* في الحكم منه ولا حيف ولا ملل
*
* أطاع خالقه في ما تقلده
* فما عن الدين بالدنيا له شغل
*
* إن رام صيدا فما الكندي مفتخرا
* بالخيل في الصيد إلا مطرق خجل
*
* لكل طرف يفوت الطرف منظره
* لا يأخذ الصيد إلا وهو منفتل
*
* في فتية من حماة الترك ليس لهم
* إلا التعلم من إقدامه أمل
*
* إن يقتلوا الصيد في أيدي الجوارح بل
* جوارح اللحظ إن يرموا بها قتلوا
*
* عزا وصونا لمن دان الأنام له
* حتى السهام إلى أغراضه ذلل
* أو حاول اللعب المعهود بالكرة التي بها تستعين البيض والأسل

293
* حيث السوابق تجري في أعنتها
* طوعا وتعطف أحيانا فتمتثل
*
* كأنه وهي والبردي في يده
* على الجواد وكل نحوها عجل
*
* شمس على البرق حاز البدر يرفعه
* عن الهلال فتعلو ثم تستفل
*
* لا زال بالملك المنصور منتصرا
* ما مال بالدوح غصن البانة الثمل
* ولما تولى السلطنة جاء غيث عظيم بعدما تأخر فقال الوداعي ومن خطه نقلت
* يا أيها العالم بشراكم
* بدولة المنصور رب الفخار
*
* فالله قد بارك فيها لكم
* فأمطر الليل وأضحى النهار
*
3 (لاجين أمير آخور))
لاجين الأمير حسام الدين أمير آخور قدم في الأيام المظفرية حاجي إلى دمشق وهو أمير مائة مقدم ألف وحضر به الأمير سيف الدين بتخاص في تاسع عشرين شهر رجب سنة ثمان وأربعين وسبعمائة
وكان أمير آخور في أيام الملك المظفر والكامل أخيه فيما أظن وحضر طلبه وولده أمير طبلخاناه الأمير ناصر الدين محمد وطابت له دمشق وأحبها ولم يزل بها إلى أن خرج الأمير)
سيف الدين الجيبغا الناصري إلى دمشق على إقطاعه فوصل صحبة الأمير سيف الدين طقبغا في تاسع شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وسبعمائة وطلب الأمير حسام الدين المذكور وولده إلى القاهرة
3 (حسام الدين العلائي))
لاجين الأمير حسام الدين العلائي كان أمير جاندار بالقاهرة في أيام المظفر حاجي لأنه ك ان زوج أم المظفر فلما قتل عزل ثم إنه أخرج إلى حلب في شهر ربيه الآخر سنة تسع وأربعين وسبعمائة على إقطاع الأمير حسام الدين محمود بن داود الشيباني وطلب الأمير سيف الدين أرغون العمري إلى مصر صحبة البريدي الذي أحضره
3 (الجوكندار العزيزي))
لاجين الأمير حسام الدين الجوكندار العزيزي من كبار أمراء دمشق كان فارسا شجاعا له في الحروب آثار جميلة خصوصا في واقعة حمص
وكان محبا للفقراء وأخلاقهم كثير البر لهم يجمعهم على السماعات التي يضرب بها المثل يغرم على السماع ثمانية آلاف درهم
وخلف تركة عظيمة وتوفي سنة اثنتين وستين وستمائة

294
3 (الدرفيل))
لاجين الأمير الكبير حسام الدين الأيدمري الدوادار الملقب بالدرفيل سمع من سبط السلفي وكان يحب العلماء مقربا لهم له معرفة وفضيلة ومشاركة وذكاء مفرط وهمة عالية
وكان السلطان يحبه ويعتمد عليه في المهمات والمكاتبات وأمر القصاد
توفي ولم يكمل الأربعين سنة اثنتين وسبعين وستمائة
وكان السلطان قد رتب حسام الدين هذا هو وسيف الدين بلبان الرومي في الدوادارية وكان بلبان الرومي يترسل إلى الجهات وحسام الدين هذا يلازم الدوادارية ولما مات تأسف الناس عليه
وقال فيه القاضي محيي الدين ابن عبد الظاهر)
* قالوا حسام الدين قد قطع الورى
* قلت الحسام بلا خلاف يقطع
*
* قالوا مضى عنا ولم يرجع
* قلت الحسام إذا مضى لا يرجع
* وقال أيضا
* كم قد رفعت يدي عند الدعاء له
* بأن يعافى وكم قيل آمينا
*
* وكم سمعت البواكي في تمرضه
* فقلت يعد ألها لاجينا ولا جينا
*
* فما أفاد دعائي ولا حذري
* ما شاءه الله يمضي لا الذي شنيا
* وقال السراج الوراق
* بكت السيوف عليه والأقلام
* والعلم والعلماء والأعلام
*
* واستوحشت منه ظهور جياده
* وتعطل الإسراج والإلجام
*
* وأظنهن به بلغن محمدا
* فظهورهن على السروج حرام
*
* تبكي الجفون دما عليه وكيف لا
* تبكي الجفون عليه وهو حسام
*
* ومضى ومن فخر الحسام إذا مضى
* وسواه نابي المضربين كهام
*
* أسفي على لاجين كان رجاهم
* لاجين إذ فاجا حماه حمام
*
3 (السابق والي الشرقية))
لاجين الأمير سابق الدين العمادي نائب قوص في دولة المعز ثم ولي بلبيس وكان مملوك الصاحب عماد الدين وزير الجزيرة العمرية وكان دينا صالحا متصدقا قدم مع أستاذه في دولة الكامل وتقدم أيام الصالح وتوفي سنة تسعين

295
وستمائة
وكان الملك الظاهر يعتمد عليه ويكرمه ويثق إليه ويعظمه
كتب إليه السراج الوراق
* إن عاق غيرك مانع عن منة
* تسدى فما لك أنت عنها عائق
*
* وعطاء كفك سابق لمطالبي
* وكذاك فليكن الجواد السابق
*
3 (العينتابي))
لاجين الأمير حسام الدين العينتابي يشارك في نيابة السلطنة بحلب وكان بطلا شجاعا شابا جميل الصورة توفي سنة إحدى وثمانين وستمائة))
2 (لاحق))
3 (أبومجلز))
لاحق بن حميد السدوسي البصري أبو مجلز بالجيم بعد الميم وبعد الجيم لام وزاي الأعور سمع جندب بن عبد الله ومعاوية وابن عباس وسمرة بن جندب وأنس بن مالك
قال شعبة تجيئنا أحاديث عن أبي مجلز كأنه شيعي وتجيئنا عنه أحاديث كأنه عثماني
وتوفي سنة ست ومائة وروى له الجماعة
3 (الحريري اللبان))
لاحق بن عبد المنعم بن قاسم بن أحمد بن حمد بن حامد بن مفرج بن غياث الأنصاري الأرتاحي الأصل المصري الحريري اللبان الحنبلي روى عنه المنذري والدواداري وغيره روى كتاب دلائل النبوة للبيهقي وغير ذلك وتفرد بالإجازة من المبارك بن علي بن الطباخ وتوفي سنة ثمان وخمسين وستمائة
3 (أبو عمر المقدسي))
لاحق بن الحسين بن عمران المقدسي أبو عمر كان كذابا يضع الأسماء والمتون مثل طغج بن طغان وطغريل بن غربيل
وحدث بخراسان وخوارزم وما وراء النهر عن خيثمة الأطرابلسي والمحاملي اتفقوا على كذبه
توفي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة

296
3 (الألقاب))
اللاردي محمد بن عتيق
أبو لبابة الأنصاري اسمه رفاعة بن عبد المنذر وقد مر ذكره في حرف الراء في مكانه
اللبلي المغربي اسمه يحيى بن عبد الله
ابن اللبان الفرضي اسمه محمد بن عبد الله
ابن اللبان عبد الله بن محمد
ابن اللبان المصري محمد بن أحمد بن عبد المؤمن)
ابن اللبانة الشاعر اسمه محمد بن عيسى
اللباد أبو بكر المالكي اسمه محمد بن محمد بن وشاح
ابن لآل الشافعي أحمد بن علي
ابن لتال علي بن أحمد بن علي
اللاحقي ابان واللاحقي إسماعيل بن بشر
اللالكائي الشافعي هبة الله بن الحسن
((لبابة))
3 (زوج العباس))
لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية وهي أم الفضل أخت ميمونة أم المؤمنين وزوج العباس بن عبد المطلب وأم أكثر بنيه يقال إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل عندها وروت عنه أحاديث كثيرة
وكانت من المنجبات ولدت للعباس ستة رجال لم يولد مثلهم وهم الفضل وعبد الله الفقيه وعبيد الله ومعيد وقثم وعبد الرحمن وأم حبيب وهي سابعة
وفيها يقول عبد الله بن يزيد الهلالي
* ما ولدت نجيبة من فحل
* بجبل تحله وسهل
*

297
* كستة من بطن أم أفضل
* أكرم بهما من كهلة وكهل
*
* عم النبي المصطفى ذي الفضل
* وخاتم الرسل وخير الرسل
* وأخواتها لأبيها وأمها ميمونة أم المؤمنين ولبابة الصغرى وعفراء وعزة وهزيلة وأخواتهن لأمهن أسماء وسلمى وسلامة بنات عمير الخثعميات
وقال النبي صلى الله عليه وسلم الأخوات المؤمنات ميمونة وأم الفضل وأسماء وقال بعضهم وسلمى قبل أسماء
3 (الصغرى))
لبابة الصغرى هي أخت لبابة الكبرى المذكورة قبل وهي أم خالد بن الوليد
قال ابن عبد البر وفي إسلامها نظر
3 (زوجة الأمين))
)
لبابة بنت علي بن المهدي كانت زوجة الأمين وكانت جليلة فاضلة
قالت لما قتل عنها الأمين قبل أن يدخل بها
* أبكيك لا للنعيم والأنس
* بل للمعالي والرمح والفرس
*
* أبكي على فارس فجعت به
* أرملني قبل ليلة العرس
*
((لبنى))
3 (كاتبة المستنصر الأموي))
لبنى كاتبة الخليفة المستنصر الأموي كانت كاتبة حاذقة نحوية شاعرة بصيرة بالحساب
لم يكن في قصر الإمارة أنبل منها وكان خطها مليحا ومعرفتها بالعروض تامة توفيت سنة أربع وتسعين وثلاثمائة
3 (الألقاب))
القاضي اللبني اسمه محمد بن عبد الواحد

298
((لبيد))
3 (الشاعر الصحابي))
لبيد بن ربيعة العامري الشاعر قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه فأسلم وحسن إسلامه روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل ومن هذه القصيدة قوله
* وكل امرئ يوما سيعلم سعيه
* إذا كشفت عند الإله المحاصل
* وهذا يدل على أنه قال هذا الشعر في الإسلام
قال ابن عبد البر وأكثر أهل الآثار قال إن لبيدا لم يقل شعرا في الإسلام منذ أسلم
وقال بعضهم لم يقل في الإسلام إلا قوله
* الحمد لله إذ لم يأتني أجلي
* حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
* وقد قيل إن هذا البيت لقردة بن نفاثة السلولي وهو أصح عندي
وقال غيره البيت الذي قاله في الإسلام قوله
* ما عاتب المرء الكريم كنفسه
* والمرء يصلحه القرين الصالح
* وكان شريفا في الجاهلية والإسلام
وكان قد نذر أن لا تهب الصبا إلا نحر وأطعم ثم نزل الكوفة وكان المغيرة بن شعبة إذا بت الصبا يقول أعينوا أبا عقيل على مروءته
وكتب إليه الوليد يقول
* أرى الجزار يشحذ شفرتيه
* إذا هبت رياح أبي عقيل
*
* أغر الوجه أبيض عامري
* طويل الباع كالسيف الصقيل
*
* وفى ابن الجعفري بحلفتيه
* على العلات والماء القليل
*

299
* بنحر الكوم إذ سحبت عليه
* ذيول صبا تجاوب بالأصيل
* فلما أتاه الشعر قال لابنته أجيبيه فقد رأيتني وما أعيا بجواب شاعر فقالت
* إذ هبت رياح أبي عقيل
* دعونا عند هبتها الوليدا)
* (أشم الأنف أصيد عبشمي
* أعان على مروءته لبيدا
*
* بأمثال الهضاب كأن ركبا
* عليها من بني حام قعودا
*
* أبا وهب جزاك الله خيرا
* نحرناها وأطعمنا الشريدا
*
* فعد إن الكريم له معاد
* وظني بابن أروى أن يعودا
* فقال أبوها قد أحسنت لولا انك استزدتيه فقالت والله ما استزدته إلا أنه ملك ولو كان سوقة لم أفعل
ولقالت عائشة رضي الله عنها رحم الله لبيدا حيث يقول
* ذهب الذين يعاش في أكنافهم
* وبقيت في خلف كجلد الأجرب
*
* لا ينفعون ولا يرجى خيرهم
* ويعاب قائلهم وإن لم يشغب
* قالت فكيف لو أدرك زماننا هذا ومات لبيد سنة إحدى وأربعين للهجرة وهو وعلقمة بن علاثة العامريان من المؤلفة قلوبهم
قال مالك بن أنس بلغني أنه عاش مائة وأربعين سنة
وهو القائل
* ولقد سئمت من الحياة وطولها
* وسؤال هذا الناس كيف لبيد
* وقالت عائشة رضي الله عنها رويت للبيد اثني عشر ألف بيت
3 (التميمي الصحابي))
لبيد بن عطارد التميمي أحد الوفد القادمين على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد وجوههم
إسلامه في سنة تسع قال ابن عبد البر ولا أعلم له خبرا غير ذكره في الوفد
3 (لبيد بن سهل الأنصاري))
لبيد بن سهل الأنصاري قال ابن عبد البر لا أدري

300
أهو من أنفسهم أو حليف لهم جاء ذكره في التفسير عند قوله تعالى ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا
قيل البريء هنا لبيد بن سهل وقيل رجل من اليهود والذي رماه ابن أبرق وقيل ابن أبيرق بالدرع التي سرقها ورماها في داره ورماه بسرقتها))
3 (الأشهلي الصحابي))
لبيد بن عقبة بن رافع بن امرئ القيس الأنصاري الأشهلي هو والد محمود بن لبيد له صحبة ولابنه أيضا
((لبطة))
3 (ابن الفرزدق))
لبطة بن الفرزدق الشاعر روى عن أبيه وتوفي في حدود الخمسين والمائة
((لبي))
لبي بن لبي له صحبة كان يلبس الخز الأحمر
3 (الألقاب))
ابن اللبودي الحكمي اسمه محمد بن عبدان
اللبودي نجم الدين يحيى بن محمد
اللبيدي المالكي أبو القاسم ابن محمد
ابن اللتي اسمه عبد الله بن عمر
لسان الحمرة النساب اسمه ورقاء بن الأسعر
((اللجلاج العامري))
3 (العامري الصحابي))
له صحبة قال عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج العامري عن أبيه عن جده قال أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمسين

301
سنة ومات اللجلاج وهو ابن مائة وعشرين سنة قال وما ملأت بطني منذ أسلمت آكل حسبي وأشرب حسبي
3 (الألقاب))
ابن اللحاس محمد بن محمد بن أحمد
لحية الزبل القرطبي سعيد بن عثمان
ابن اللحية يوسف بن سليمان
لحية الليف اسمه محمد بن العباس
اللحياني صاحب يونس
ابن لره اسمه بندار
اللص الشاعر النحوي المغربي اسمه أحمد بن علي
((لذريق))
3 (صاحب الأندلس))
لذريق بضم اللام وسكون الدال المهملة وياء آخر الحروف بعد الراء المكسورة وقاف ملك الفرنج صاحب الأندلس له ذكر في ترجمة موسى بن نصير فليكشف من هناك
((لطف الله))
3 (الشريف الهاشمي))
لطف الله الشريف الهاشمي قال الباخرزي في الدمية أنشدني والدي قال أنشدني الشريف لنفسه
* قالت سلا ودنا وحال ولم
* اسل فتجزي به ولم أحل
*
* عندك قلبي فقلبيه فإن
* وجدت فيه سواك فانتقلي
*
3 (الألقاب))
لطيم الشيطان المعروف بالأشدق هو عمرو بن سعيد بن العاص
((لقمان))
3 (العنسي الصحابي))
لقمان بن شبة بن معيط أبو حصن العنسي بالنون قال أبو جعفر الطبري هو أحد التسعة العنسيين الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلموا

302
3 (الألقاب))
ابن لقمان فخر الدين إبراهيم بن لقمان
أبو لقمان الصفار يونس بن خليفة
((لقيط))
3 (المحاربي))
لقيط بن بكير المحاربي كان من رواة الكوفة وكان سئ الخلق وكنيته أبو هلال
وتوفي سنة تسعين ومائة وله كتاب في الأخبار مبوب في كل فن من الفنون كتاب مفرد ومن أحسنها كتابه في الناس وكتاب السمر وكتاب الخراب واللصوص وكتاب أخبار الجن
وأخذ لقيط العلم عن جماعة منهم ابن الأعرابي
ومن شعره
* عزفت عن الغواية والملاهي
* وأخلصت المتاب إلى إلاهي
*
* وغرتني ليال كنت فيها
* مطيعا للشباب به أباهي
*
* أجاري الغي في ميدان لهوي
* وقلبي عن طريق ارشد لاه
*
* وألجمني المشيب لجام تقوى
* وركن الشيب بادي العيب واه
*
* ومن لم كفه العذال عزم
* فليس له على عذل تناه
*
3 (الألقاب))
لكذه اللغوي النحوي اسمه الحسن بن عبد الله
((لمازة))
3 (الجهضمي))
لمازة بن زبار بالزاي والباء ثانية الحروف مشددة وبعد الألف راء

303
الجهضمي البصري روى عن علي وأبي موسى توفي في عشر الثمانين للهجرة وقيل في عشر المائة وكنيته أبو لبيد
وكان ثقة قاتل عليا يوم الجمل قيل له أتحب عليا قال كيف أحب رجلا قتل من قومي ألفين وخمسمائة في يوم
قال ابن معين نرى أنه كان يشتم عليا رضي الله عنه
3 (الألقاب))
ابن اللمطي اسمه عمر بن عيسى بتن نصر
ابن اللمطي الأمير أبو التقى اسمه صالح بن إسماعيل
ابن لنكك الشاعر اسمه محمد بن جعفر
ابن لنكك إبراهيم بن محمد
((لهيب))
3 (اللهبي الصحابي))
لهيب بن مالك اللهبي قال حضرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده الكهانة فقلت بابي أنت وأمي نحن أول من عرف حراسة السماء وزجر الشياطين ومنعهم من استراق السمع عند قذف النجوم وذلك أنا اجتمعنا إلى كاهن لنا يقال له خطر بن مالك وكان شيخا كبيرا قد أتت عليه مائتا سنة وكان من أعلم كهاننا فقال عودا غلي السحر إيتوني بسحر أخبركم الخبر الخير أم ضرر أو الأمن أو حذر قال فانصرفنا عنه يومنا لما كان في غد في وجه السحر أتيناه فغذ هو قائم على قدميه شاخص في السماء بعينه فأمسكنا فانقض نجم عظيم من السماء وصرخ الكاهن رافعا صوته أصابه إصابة خامره عقابه أحرقه شهابه زايله جوابه يا ويله ما حاله بلبله بلباله عاوده خباله تقطعت حباله وغيرت أحواله ثم أمسك طويلا وهو يقول
* يا معشر بني قحطان
* أخبركم بالحق والبيان
*
* أقسمت بالكعبة والأركان
* والبلد المؤتمن السدان
*
* قد منع السمع عتاة الجان
* بثاقب بكف ذي سلطان
*

304
* من أجل مبعوث عظيم الشأن
* يبعث بالتنزيل والقرآن
*
* وبالهدي وفاضل الفرقان
* تبطل به عبادة الأوثان
* قال فقلت ويحك يا خطر إنك تذكر أمرا عظيما فماذا ترى قومك فقال
* أرى لقومي ما أرى لنفسي
* أن يتبعوا خير نبي الأنس
*
* برهانه مثل شعاع الشمس
* يبعث في مكة دار الحمس
* بمحكم التنزيل غير اللبس فقلنا يا خطر ومن هو فقال والحياة والعيش إنه لمن قريش ما في عمله طيش ولا في خلقه هيش يكون في حيش وأي حيش من آل قحطان وآل أيش
فقلنا بين لنا من أي قريش هو قال والبيت ذي الدعائم والركن والأحائم إنه لمن نجل هاشم من معشر أكارم يبعث بالملاحم وقتل كل ظالم)
ثم قال هذا هو البيان أخبرني به رئيس الجان ثم قال الله أكبر جاء الحق وظهر وانقطع عن الجن الخبر ثم سكت وأغمي عليه فما أفاق إلا بعد ثالثة فقال لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد نطق عن مثل نبوة وإنه ليبعث يوم القيامة أمة وحده
3 (الألقاب))
ابن أبي لهب الشاعر اسمه الفضل بن العباس
ابن اللهيب المالكي اسمه محمد بن عمر بن محمد
((لوط))
3 (أبو مخنف))
لوط بن حيى بن مخنف بن سليمان الأزدي أو مخنف بالميم

305
والخاء المعجمة والنون والفاء ومخنف بن سليمان من أصحاب علي رضي الله عنه توفي لوط سنة سبع وخمسين ومائة وكان راوية أخباريا صاحب تصانيف يروي عن القصعب بن زهير ومجالد بن سعيد وجابر بن يزيد الجعفي وطوائف من المجهولين
قال أبو حاتم متروك الحديث وقال الدارقطني أخباري ضعيف وقالوا أبو مخنف بأمر العراق وفتوحها وأخبارها يزيد على غيره والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس والواقدي بالحجاز والسير وقد اشتركوا في فتوح الشام
ومن تصانيفه كتاب الردة فتوح الشام فتوح العراق كتاب الجمل كتاب صفين كتاب النهروان كتاب الغارات كتاب الخريت بن راشد وبني ناجية كتاب مقتل علي رضي الله عنه كتاب مقتل حجر بن عدي كتاب مقتل محمد بن أبي بكر والأشتر ومحمد بن أبي حذيفة
كتاب لشورى ومقتل عثمان رضي الله عنه كتاب المستورد بن علفة كتاب مقتل الحسين رضي الله عنه كتاب المختار بن أبي عبيد كتاب وفاة معاوية وولاية ابنه ووقعة الحرة وعبد الله بن الزبير كتاب سليمان بن صرد وعين الوردة كتاب مرج راهط ومقتل الضحاك بن قيس الفهري كتاب مصعب بن الزبير والعراق كتاب مقتل عبد الله بن الزبير كتاب حديث باخمرا ومقتل ابن الأشعث كتاب نجدة الحروري كتاب الأزارقة كتاب حديث روشتقباذ
كتاب شبيب الحروري وصالح بن مسرح كتاب المطرف بن المغيرة كتاب دير الجماجم)
وخلع ابن الأشعث كتاب يزيد بن المهلب ومقتله بالعقر كتاب خالد القسري ويوسف بن عمر وموت هشام وولاية الوليد كتاب زيد بن علي كتاب يحيى بن زيد كتاب الضحاك الخارجي
كتاب الخوارج والمهلب بن أبي صفرة
((لؤلؤ))
3 (العادلي مقدم الأسطول))
لؤلؤ الحاجب العادلي من كبار الدولة له مواقف مشهورة بالسواحل وكان مقدم الغزاة حين توجه العدو الذين قصدوا الحجاز في البحر المالح بعدة مراكب وشوكة ومنعة وسولت لهم أنفسهم أمرا لمن يكن الله ليفعلوه فأدركهم وأخذهم ودخل بأسراهم القاهرة وكان يوما مشهودا وقفيه قول القاضي الوجيه ابن الذروي

306
* قلت وقد سافرت يا من إذا
* جهاده يعضد من حجه
*
* إذ قيل سار الحاجب المرتجى
* في البحر يا رب السما نجه
*
* البحر لا يعدو على لؤلؤ
* لأنه كون من لجه
* ويقول أيضا
* لئن كنت من ا البحر يا لؤلؤ العلى
* نتجت فإن الجود فيك وفيه
*
* وإن لم تكن منه لأجل مذاقه
* فإنك من بحر السماح أخيه
* ويقول أيضا
* يا حاجب المجد الذي ماله
* ليس عليه في الندى حجبه
*
* ومن دعوه لؤلؤا عندما
* صحت من البحر له نسبه
* ويقول أيضا
* مر يوم من الزمان عجيب
* كاد يبدي فيه السرور الجماد
*
* إذ أتى الجاجب الأجل بأسرى
* قرنتهم في طيها الأصفاد
*
* بجمال كأنهن حمال
* وعلوج كأنهم أطواد
*
* قلت بعد التكبير لما تبدى
* هكذا هكذا يكون الجهاد
*
* حبذا لؤلؤ يصيد الأعادي
* وسواه من اللآلي يصاد
*)
وكان حيثما توجه فتح وانتصر وكان أيام صلاح الدين مقدم الأسطول وكان يتصدق كل يوم باثني عشر ألف رغيف مع قدور الطعام ويضعف ذلك في رمضان ويشد وسطه ويقف ويغرف بيده الواحدة وفي يده الأخرى جرة سمن ويبدأ بالرجال ثم بالنساء ثم بالصبيان وإذا فرغوا بسط سماطا للأغنياء يعجز الملوك عن مثله
وتوفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة
3 (شمس الدين نائب الشام))
لؤلؤ الأمير الكبير شمس الدين أبو سعيد الأميني الموصلي كافل الممالك الشامية ولد سنة خمس وثمانين وخمسمائة وسمع ابن طبرزد ومحمد بن وهب ابن الزنف وروى عنه الدمياطي وغيره
وكان بطلا شجاعا دينا عابدا صالحا أمارا بالمعروف إلا أن فيه عقل الترك
كان مدبر الدولة الناصرية فحرص كل

307
الحر صلى الله عليه وسلم على القعبور إلى مصر ليفتحها لمخدومه فسار به وبالجيوش وعمل مع عسكر مصر مصافا بقرب العباسة فكسر المصريين
ثم تناخت البحرية بعد فراغ المصاف وخملوا على لؤلؤ وهو في طائفة قليلة فأسروه ثم قتلوه وقتلوا معه جماعة في سنة ثمان وأربعين وستمائة
3 (الملك الرحيم))
لؤلؤ السلطان الملك الرحيم بد ر الدين صاحب الموصل الأرمني الأتابكي النوري مولى نور الدين أرسلان ابن السلطان عز الدين مسعود يكنى أبا الفضائل كان القائم بتدبير دولة أستاذه ثم دبر دولة القاهر عز الدين مسعود ولده فلما توفي أقام بدر الدين أخوين ولدي القاهر صبيين وهما ابنا بنت مظفر الدين صاحب إربل واحدا بعد واحد ثم إنه استبد بالملك أربعين سنة والأصح أنه تسلطن سنة ثلاثين وستمائة
وكان حازما مدبرا شجاعا وفيه كرم وسؤدد وتجمل وله هيبة وسطوة وسياسة ومداراة للخليفة والتتار ويغرم على القصاد أموالا وافرة
وكان مع جوره وظلمه محببا إلى الرعية قطع وشنق وقتل ما لا نهاية له حتى هذب البلاد
ولما رأى مظفر الدين صاحب إربل يتغالى في المولد النبوي ويغرم عليه أموالا عظيمة)
ويظهر الفرح والزينة عمد هو إلى يوم في السنة وهو عيد الشعانين فعمل فيه من اللهو والخمور والمغاني ما يضاهي به المولد ويكون السماط خونجا طعام وباطية خمر وينثر الذهب على الناس من القلعة يسفي الذهب بالصينية
ومقته أهل العلم والدين لهذا الفعل وقال فيه
* يعظم أعياد النصارى ويدعي
* بأن غله الخلق عيسى بن مريم
*
* إذا نبهته نخوة عربية
* إلى المجد قالت أرمنيته نم
* توجه إلى هولاكو وقدم له تحفا سنية منها درة يتيمة التمس أن يضعها في أذن هولاكو فانكفأ على ركبته فمعك أذنه وأدخلها فيها
فلما خرج أفاق على نفسه وقال هذا معك أذني فغضب وطلبه فغذ به قد ساق في الحال ومات في سنة سبع وخمسين وستمائة وقد كمل الثمانين
3 (أمير دمشق))
لؤلؤ هو منتخب الدولة البشراوي بالباء الموحدة والشين

308
المعجمة كان أمير دمشق من جهة خلفاء مصر وجاء السجل لأبي المطاع ذي القرنين الحمداني المقدم كره في حرف الذال بولايته دمشق وتدبير العساكر يوم الجمعة العيد الأضحى وخلع عليه وعزل لؤلؤ البشراوي
وكانت ولاية لؤلؤ ستة اشهر وثلاثة أيام
وسيره أبو المطاع مقيدا في ذي الحجة سنة إحدى وأربعمائة إلى مصر على يد ابن أبي المطاع
3 (مملوك رضوان))
لؤلؤ الخادم مملوك رضوان كان لؤلؤ يتولى قلعة حلب حسده مماليك سيده رضوان فقتلوه
وكان قد خرج نحو قلعة جعبر ليجتمع بالأمير سالم بن مالك فلما وصل إلى قلعة بادد قال له بعض غلمانه أرى جماعة المماليك قد تشوشوا وأنا خائف عليك فاحترز منهم فلم يلتفت فصاحوا أرنب أرنب وأوهموا الباقين ورموه بالنشاب وقصده واحد بسهم فقتله ونهبوا خزانته وهربوا وذلك في سنة إحدى عشرة وخمسمائة))
3 (كاتب الجيش الآمدي))
لؤلؤ حسام الدين الكاتب بدر الدين الآمدي أو عتيق أخيه موفق الدين منهما تعلم الكتابة والتصرف وحصل له التشيع
خدم الأشرف صاحب حمص وترقى عنده ثم خدم بدمشق وكان ديوان الجيش عبارة عنه
وكان ذا مروءة غزيرة إلا أنه كان ركنا للشيعة وكان عاقلا لم تحفظ عنه كلمة سب بل كان يترضى عن الصحابة وتوفي سنة ثمان وسبعين وستمائة
3 (المسعودي المشد))
لؤلؤ الأمير الكبير المسعودي بدر الدين كان أميرا محتشما خبيرا بالسياسة والظلم
ولي نيابة نائب السلطنة طرنطاي بدمشق مدة ثم ولي الشد في الدولة الأشرفية ثم قدم دمشق على نيابة السلطنة إذ ذاك حسام الدين لاجين
وتوفي ببستانه في المزة سنة خمس وتسعين وستمائة
3 (الأمير بدر الدين غلام فندش))
لؤلؤ الأمير بدر الدين الحلبي غلام فندش اعرفه ضامن حلب وطلع مرات إلى مصر ورافع الناس والقاضي فخر الدين ناظر الجيش يصده ويرده ويكذبه قدام السلطان فلم يتفق له شيء مدة حياته
فلما مات حضر بين يدي السلطان

309
الملك الناصر محمد ورمى ببين يديه دينارا ودرهما وفلسا وقال يا خوند الدينار في حلب للمباشرين والدرهم للنائب والفلس لك
فتأذى السلطان من ذلك واستشاط غضبا وطلب الجميع من حلب على البريد فحضروا وسلمهم إليه وكان يقعد بقاعة الوزارة ويستحضرهم ويقتلهم بالمقارع
وكان الناس قد طال عهدهم بها من أيام القاضي كريم الدين الكبير
وبالغ في أذى أهل حلب فأنكر أهل مصر ذلك وساءت سمعته ذلك اليوم ورثى الناس للمباشرين
فوقف الناس له ليرجموه إذا نزل آخر النهار من القلعة فعلم بذلك ودخل إلى السلطان وعرفه ذلك فزاد غضب السلطان ولم ينزل من القاهرة وربما أنه جعل معه أوشاقية يحفظونه من)
الناس فلم يزل يعاقبهم حتى استصفى أموالهم وأخذهم معه وتوجه إلى حلب وقد أمره السلطان وجعله شاد الدواوين بحلب
فتوجه غليها وصادر وعاقب وتنوع حتى أباع الناس أولادهم
وزاد في الخيانة فبلغ الخبر إلى السلطان فسير أحضره فطلع بتقادم عظيمة فقبلها السلطان وجعله بين يدي الأمير سيف الدين الأكز مشد الدواوين بالقاهرة فزاد تسلطه على الناس وكرهه الأكز فأخذ يوما العصا وضربه إلى أن خرب عمامته وخرج إلى برا وهو كذلك فراح إلى النشو ناظر الخواص واتفق معه ودخل عليه فعملا على الأكز وأخرجاه إلى الشام وولاه السلطان شد الدواوين بالقاهرة فعمل ذلك وزاد طغيانه وعتوه
ثم إن السلطان غضب عليه وأحضر الأمير علم الدين سنجر الحمصي من الشام وولاه شد الدواوين بالقاهرة وسلمه بدر الدين لؤلؤ المذكذور فضربه بعض ضرب وقعد مدة في الاعتقال ثم خرج إلى حلب أظنه مشدا والله أعلم
فأقام بها إلى أن حضر الأمير سيف الدين طشتمر حمص أخضر نائب حلب ومعه سيف الدين بهادر الكركري مشد الدواوين فغضب عليه وسلمه إليه فقتله بالمقارع إلى أن مات سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة
حكى لي الشيخ شمس الدين ابن الأكفاني قال أعرف هذا لؤلؤ وهو عند فندش أو قال قبل وصوله إلى فندش وهو يبيع أساقط الغنم والقصاب والتعاشير وغير ذلك في لقين قدامه على الطريق وربما حمل ذلك على رأسه ودار به للبيع
3 (المنقذي الصياد))
لؤلؤ بن عبد الله أبو الدر الصياد مولى ابن منقذ الإسكندراني قالا لحافظ وجيه الدين أبو المظفر منصور الآتي ذكره في الدرة السنية في تاريخ الإسكندرية سمعت منه قديما جملا من شعره قال يمدح آقش العادلي متولي الثغر
* أهدي نسيم قدومكم لما سرى
* لي عنبرا عبقا ومسكا أذفرا
*
* ووشت بكم في الروض أنفاس الصبا
* فتعطر الروض الأنيق وأزهرا
*

310
* واخضر فيه كل غصن قد ذوى
* بكم فأصبح مورقا قد أخضرا)
* (فالورق تنشد بين أوراق له
* خطبا له لما رقته المنبرا
*
* وكأنما صوت الدوالب بكرة
* زمر يلذ به السماع ومزهرا
*
* رقصت قدود غصونها فتمايلت
* طربا لها والجو ينثر عنبرا
* قلت شعر منحط ونصب مزهرا وهو مرفوع إلا على تكلف بعيد
3 (مولى خمارويه))
لؤلؤ الخادم مولى خمارويه صاحب الشام ومصر توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة
3 (الألقاب))
اللؤلؤي المحدث اسمه شريح بن النعمان
واللؤلؤي البصري اسمه محمد بن أحمد
واللؤلؤي القرطبي اسمه محمد بن أحمد
واللؤلؤي القيرواني اللغوي اسممه أحمد بن إبراهيم
اللؤلؤي القاضي اسمه الحسن بن زياد
اللؤلؤي الحافظ زكريا بن يحيى
واللؤلؤي أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي
اللؤلؤي أبان بن عثمان
لوين المعمر اسمه محمد بن سليمان بن حبيب
اللامشي الحنفي القاضي اسمه محمد بن موسى
((ليث))
3 (الكوفي القرمشي))
ليث بن أبي سليم الكوفي مولى بني أميبة من علماء الكوفة

311
قال الدارقطني صاحب سنة إنما أنكروا عليه الجمع في غير حديث بين عطاء وطاووس ومجاهد حسب
وقال ابن حنبل مضطرب الحديث وقال أبو زرعة وغيره لين لا يقوم به الحجة
توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة
وروى له مسلم مقرونا وروى له الأربعة
3 (الإمام المصري))
الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم الأصبهاني الأصل المصري أحد الأعلام شيخ إقليم مصر ولد سنة أربع وتعسين وتوفي سنة خمس وبعين ومائة
كان كبير مصر ورئيسها ومحتشمها وأميز من بها في عصره بحيث أن النائب والقاضي تحت أمره ومشورته
وكان الشافعي يتأسف على فوات لقيه وكان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الشعر والحديث حسن المذاكرة
وقال أحمد ابن أخي وهب سمعت الشافعي يقول الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به ومثله عن ابن بكير
وقال حرملة سمعت الشافعي يقول الليث أتبع للأثر من مالك وخرج الليث يوما فقومت ثيابه ودابته وخاتمه وما عليه بثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا
وكان يستغل في العام عشرين ألف دينار وله مكارم كثيرة يتصدق كل يوم على ثلاثمائة مسكين
وتوفي ليلة الجمعة منتصف شعبان
قال ابن خلكان رأيت في بعض المجاميع أن الليث كان حنفي المذهب وأنه ولي القضاء بمصر وأن الإمام مالكا أهدى إليه صينية فيها تمر فأعادها مملوءة ذهبا
وكان يتخذ لأصحابه الفالوذج ويعمل فيه الدنانير ليحصل لكل من أكل كثيرا أكثر من)
صاحبه
حج سنة ثلاث عشرة ومائة وسمع من نافع مولى ابن عمر وهو من أهل قلقشندة بقافين بينهما لام ساكنة وشين معجمة ونون ودال وبعدها هاء
وقال بعض أصحابه لما دفنا الليث سمعنا صوتا يقول
* دفن الليث لا ليث لكم
* ومضى العلم غريبا وقبر
* فالتفتنا فلم نر أحدا وروى له الجماعة كلهم
3 (ابن أبي الجارود الشافعي))
الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي ابن أبي الجارود

312
المكي الفقيه صاحب الشافعي من كبار أصحابه روى عنه الترمذي وروى هو عن الشافعي كتاب الأمالي وغير ذلك
وكان من القيمين بمذهبه وذكره الترمذي في آخر كتاب الجامع
ومات في حدود الأربعين ومائتين
3 (الصفار))
الليث بن علي بن الليث هذا الليث هو ابن أخي يعقوب وعمرو ابني الليث الصفارين وقد تقدم ذكر غيرهما من أهل بيتهما لما قبض سبك السبكري على طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث وجهزه إلى مدينة السلام كما تقدم في ترجمة طاهر المذكور ولي الأمر بعده على مملكة فارس الليث هذا
وكان الليث قد تغلب على بلاد سجستان في سنة ست وتسعين ومائتين فاستخلف الليث أخاه المعذل بن علي بن الليث على سجستان وسار إلى بلاد فارس طالبا سبكا السبكري فهرب منه طالبا من المقتدر النجدة فجرد المقتدر بالله الجيوش في شهر رمضان سنة ست وتسعين ومائتين وأقام عليها مؤنسا المظفري وبدرا الكبير والحسين بن حمدان والتقوا مع الليث بن علي فانهزم جيشه واسر هو وأخوه محمد وابنه إسماعيل ودخل مؤنس إلى بغداد ومعه الأسرى في المحرم سنة سبع وتسعين ومائتين
وشهر الليث بن علي على فيل وولي المعدل بن علي بن الليث على سجستان
3 (صاحب الخليل))
الليث بن المظفر)
كان رجلا صالحا مات الخليل ولم يفرغ من كتاب العين فأحب أن ينفق الكتاب باسمه فسمى لسانه الخليل فإذا رأيت في الكتاب سالت الخليل وأخبرني الخليل فإنه يعني الخليل نفسه
وإذا قيل قال الخليل فإنما يعني به لسانه
كذا قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي الفقيه قال ابن المعتز كان الليث من أكتب الناس في زمانه بارع الأدب بصيرا بالشعر والأدب والنحو يكتب للبرامكة وكانوا معجبين به فارتحل إليه الخليل وباشره فوجده بحرا فأغناه
وأحب الخليل أن يهدي إليه هدية تشبهه فاجتهد الخليل في كتابه العين فصنفه له وخصه به دون الناس فوقع منه موقعا عظيما وعوضه عنه مائة ألف درهم واقبل الليث ينظر فيه ليلا ونهارا لا يمل النظر فيه حتى حفظ نصفه وكانت ابنة عمه تحته فاشترى الليث جارية نفيسة بمال جليل فبلغها ذلك فغارت غيرة عظيمة وقالت والله لأغيظنه ولا أبقي غاية
وقالت إن غظته في الملك فذاك مما لا يبالي به ولكني أراه مكبا ليلا نهارا على هذا الدفتر والله لأفجعنه به وأحرقت الكتاب

313
وأقبل الليث إلى منزله ودخل إلى البيت الذي كان فيه فصاح بخدمه وسألهم عن الكتاب فقالوا أخذته الحرة فبادر إليها وقد علم من اين أتي فلما دخل عليها ضحك في وجهها وقال لها ردي الكتاب فقد وهبت لك الجارية وحرمتها على نفسي فأخذت بيده وأدخلته وارته رماده
فسقط في يده وكتب نصفه من حفظه وجمع على الباقي أدباء زمانه وقال لهم مثلوا عليه واجتهدوا فعملوا النصف الثاني الذي بأيدي الناس وكان الخيل قد مات
ودخل الليث على علي بن عيسى بن ماهان وعنده رجل يقال له حماد الخزربك فجاء رجل فقص رؤيا رآها لعلي بن عيسى فهم حماد أن يعبرها فقال الليث كف فلست هناك فقال علي يا أبا هشام وتعبرها قال نعم وكانت الرؤيا كأن علي بن عيسى مات وحمل على جنازة وأهل خراسان يتبعونه فانقض غراب من السماء ليحمله فكسروا رجل الغراب فقال الليث أما الموت فهو بقاء وأما الجنازة فهو سرير وملك وأما ما حملوك فهو ما علوتهم وكنت على رقابهم وأما الغراب فهو رسول قال الله تعالى فبعث الله غرابا يقدم عليك فلا ينفذ أمره
فما مكثوا إلا يومين أو ثلاثة حتى قدم رسول من عند الخليفة بحمل علي بن عيسى)
فاجتمع قواد خراسان وأثنوا عليه خيرا ولم يتركوه يحمل وقالوا نخشى انتقاض البلاد فبقي
3 (الزاهد الحموي))
أبو الليث الزاهد الحموي كان صاحب عبادة ومجاهدة ويعمل الرياضات الأربعينية وكانت له دار مليحة بحماة وأصحاب وابتاع وكان يأتي بعلبك ويقيم بها
وصحب أسد الشام الشيخ عبد الله اليونيني وتوفي أبو الليث سنة أربع وأربعين وستمائة
3 (الألقاب))
ابن أبي الليث الكاتب اسمه محمد بن أحمد
أبو الليث السمرقندي نصر بن محمد
آخر الجزء الرابع والعشرون كذا من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إن شاء الله تعالى ليلى بنت أبي حثمة القرشية العدوية
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم

314