المقدمة - سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین - نسخه متنی

صلاح الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






إهداء



أهدي هذا العمل المتواضع إلى صاحب الدعوة المحمدية رسولنا الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.



وإلى سيدتي ومولاتي سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله تعالى عليها.



والى أئمتي الإثنى عشر المعصومين عليهم الصلاة والسلام.



وأقدمهم وسيلتي إلى الله جل وعلا، راجيا منه سبحانه وتعالى ومتوسلا بهم إليه أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن يتقبله مني عنوانا على محبتي لأئمتي وشهادة لموالاتي وحبي وطاعتي لهم جميعا إنه سميع مجيب.



الدكتور صلاح الدين الحسيني




المقدمة





مقدمه



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله على هدايته لسبيل النجاة والصراط المستقيم والعروة الوثقى، حمد الشاكرين المخبتين المعترفين بنعمته، يا رب لك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لجلال وجهك الكريم وعظيم سلطانك، لك الحمد كما أثنيت على نفسك لا أحصى ثناء عليك. الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى ألائمة الأطهار من أهل بيته المعصومين الطاهرين. صلاةً وسلاماً. لا تنقطع ولا تبيد إلى يوم الدين.



وبعد



بعد أن هدانا الله لهذه النعمة العظيمة، نعمة معرفة طريق الحق وسبيل المستبصرين، ومن علينا وتكرم بمعرفة أئمتنا سلام الله تعالى عليهم.رأيت من واجبي الشرعي. أن أسجل لأخواني المؤمنين بعض الخطوط العريضة، والتي كان لها الدور الكبير والأثر الفعال. في الوصول إلى الحقيقة المغيبة عن واقعنا ومجتمعنا وسلوكنا. وهي حقيقة أهل البيت سلام الله تعالى عليهم. ووجوب إتباعهم والإقتداء بهديهم وركوب سفينتهم سفينة النجاة والتي من الله بها علىالناس بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حتى يخلصوهم من الضلال ويسلكوا بهم سبيل الهداية والرشاد الموصلة إلى الله سبحانه وتعالى والى رضا رسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.



تلك الخطوط العريضة والتي كانت نتيجة تساؤلات لطالما شغلت تفكيري، وجوانب عديدة من حياتي. ولم أجد لها الإجابة الوافية الشافية المقنعة عند علمائنا ومذاهبنا الإسلامية المختلفة. فظللت ولفترة طويلة دائم البحث والتنقل في مختلف الآراء والمذاهب أنشد ضالتي. حتى استقر بي الأمر عند أهل البيت وأتباعهم شيعة أهل البيت عليهم السلام.




لقد كنا دائماً منذ صغرنا نصطدم بكثير من الحقائق والتي حصلت في عصر نبينا الأكرم محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وفي عصور الخلافة الأولى، ونحتاج إلى أجوبة مقنعة، ولكن كانت تبرر من العلماء بمبررات أظنها ليست مقنعة لهم، وكنا نتخيل تاريخنا خال من التناقضات، وكنا نسمع عن تجاوزات الكثير من الخلفاء الأمويين والعباسيين ونقرأ الكثير عن سهرات المجون والفسق، وكل ذلك كنا نجد له تبريراً عند علماءنا، صحيح أن التبرير غير مقنع ومخالف للواقع. لكن المهم أن التبريرات كانت جاهزة.



وبعد الرجوع والتدقيق في حياة الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وعصر الخلافة الأولى والثانية والثالثة. اصطدمت بكثير من الحقائق والتي كنا إذا سألنا عنها أحدا من العلماء، لا نجد جواباً إلا الصد والوجوه المكفهرة وربما الاتهامات الباطلة والقدح والذم.



لقد نشأتُ وترعرعت في بيئة دينية محافظة، فقد كان والدنا شديد الحرص على أن نكون من الملتزمين بالدين الإسلامي وتعاليمه، هذه النشأة والتربية جعلتني دائم البحث والتقصي عن الأمور الدينية من أجل الإلتزام بها ونوال رضوان الله سبحانه وتعالى ورضا الوالدين.



ولقد لفت نظري كثيرا الحديث النبوي الذي يقول تفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، هذا الحديث في اعتقادي أنه يوجب على المسلمين جميعا البحث والنظر من أجل أن يكونوا في صف الفرقة الناجية ومعها.



ومن القضايا التاريخية والتي تلفت النظر حقيقة تغييب أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم، مع أن القرآن الكريم والسنة النبوية أكدا على فضلهم ووجوب إتباعهم وطاعتهم، فلماذا لم تتبعهم الأمة بل تركتهم ولم تطع الله ورسوله في شأنهم بل وعلى مر التاريخ، كانت توضع




المبررات لتأويل النصوص وصرفها عن معناها أو تضعيفها، ولا زال هذا الأمر هو الشغل الشاغل لعلماء أهل السنة، فدائما تراهم يؤولون النصوص المتعلقة بولاية أهل البيت أو تضعيفهم وكأن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم عندما تحدث بتلك الآلاف المؤلفة من الأحاديث التي تأمر بإتباع أهل البيت عليهم السلام، يظهرونه وكأنه يتحدث للتسلية وليس للتشريع.



ومن القضايا التي كان لها الأثر الكبير في البحث هي مواقف الصحابة الكثيرة والعديدة والتي لا يجد الإنسان المنصف إلا تفسيرا واحدا لها، وهو عدم الصدق والإخلاص في متابعة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.



لماذا قاموا بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بمعاداة أهل البيت سلام الله عليهم، وأظهروا البغض لهم واعتدوا على السيدة الزهراء عليها السلام وهجموا على بيتها وأسقطوا جنينها؟.



لماذا توفيت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وهي غاضبة على أبي بكر وعمر مع أن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.



لماذا قتل الإمام علي عليه السلام، ولماذا قتل الإمام الحسين عليه السلام، ولماذا قتل جميع الأئمة عليهم السلام من قبل المسلمين والسلطة الحاكمة؟ ولماذا عندما بويع لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قام معاوية بن أبي سفيان بالخروج عليه وقتاله؟ لماذا خرجت السيدة عائشة أم المؤمنين لقتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع أن الله أمرها بأن تقر في بيتها، ورسول الله صلى الله عليه وآله قد حذرها كثيرا من ذلك؟.



وأيضا من القضايا التي لا يمكن السكوت عليها بل كانت دائما محل تساؤل عندي، مواقف الصحابة في أحد وحنين، وكذلك في معركة الخندق عندما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله لمبارزة عمرو بن ود العامري، على أن يضمن له الجنة، فلم يقم لا أبو بكر ولا عمر، ولكن قام أمير المؤمنين علي عليه السلام.



وأيضا لماذا هرب عمر بن الخطاب وغيره في حنين وترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.



أما القضية الأخطر والتي صدمتني ولم أجد لها جوابا عند العلماء سوى التبريرات التي لا تقنع أي إنسان، هي قضية رزية الخميس عندما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبداً، فمنعه عمر بن الخطاب من ذلك، واتهمه بالهجر والهذيان وقال حسبنا كتاب الله ولم يرد سنة رسول الله صلى الله عليه وآله.



لماذا قام أبو بكر بحرق سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وكذلك عمر قام بحرقها أيضا ومنعا من الحديث بها وتدوينها مما أدى إلى ضياعها.




لماذا لم يؤمن عمر بن الخطاب برسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يوم صلح الحديبية مع أن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال له إني رسول الله ولن يضيعني، ولكن عمر بن الخطاب لم يقنع وظل يخذل المسلمين عن رسول الله صلى الله عليه وآله.



مواقف عجيبة وعديدة، المئات منها يصطدم بها الباحث المسلم دون أن يجد لها جوابا.



ثم أن هناك العشرات من الأحاديث موجودة في كتب الصحاح والسنن عند أهل السنة لا نجد لها تفسيرا، فهل كان كلام رسول الله صلى الله عليه وآله عبثا أو غير مفهوم، وهل تحدث رسول الله صلى الله عليه وآله بما لا يمكن أن يفهم، حاشا رسول الله ذلك.



مثلا لماذا يركز المسلمون على حديث العشرة المبشرين بالجنة، مع أنه كان موجودا في ذلك الوقت السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها سيدة نساء أهل الجنة،والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وكذلك سلمان وأبو ذر والمقداد، وبلال وعمار، وغيرهم ممن بشرهم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بالجنة، لماذا ركز أهل السنة على العشرة وتركوا الباقي؟.



ما هو تفسير حديث الأئمة بعدي اثني عشر من هم أولئك الأئمة، ما هو جواب هذا اللغز الغامض عند أهل السنة؟، لم أجد الجواب إلا عند أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم.



لماذا قام المسلمون في خلافة معاوية بن أبي سفيان بسب وشتم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على المنابر لأكثر من ثمانين عاما، وسكتوا حتى عن تبرير ذلك الأمر مع أن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله.



أين قبر السيدة فاطمة الزهراء؟، لماذا لم تُرد أن يعرف المسلمون مكان دفنها؟ هل في ذلك حجة على المسلمين من أجل معرفة مظلوميتها؟.



كل هذه الأسئلة كانت محل تساؤل وحيرة عندي وعند الكثير من المؤمنين، بقيت ولفترة طويلة دون إجابة شافية إلى أن من الله علي بالهداية والولاية ومعرفة الصراط المستقيم، أهل البيت سلام الله تعالى عليهم،سفينة النجاة والعروة الوثقى.



وقد كنت أطالع العديد من الكتب الفقهية والتي تذكر الأحكام في المذاهب الإسلامية كلها، ولكن لم أكن قد اطلعت على تفاصيل أكثر بما يتعلق بالأمامية الجعفرية.



وكان الأمر بين أخذ ورد، إلى أن منَّ الله علي برؤية منامية رأيت فيها رسول الله صلى عليه وآله وسلم يأمرني بزيارة الإمام الحسين وكانت الرؤيا في صباح اليوم الأول من محرم، وبعد أن استيقظت أخذت في البحث في شبكات الإنترنت عن كل شيء يتعلق بعاشوراء وزيارة الإمام الحسين عليه السلام، فصدمت ولم أستطع الوقوف على قدمي، والسبب أنني اكتشفت أننا كنا نعتبر يوم عاشوراء يوم عيد نفرح به وندخل فيه السرور على عوائلنا، وإذا به يوم حزن شديد ويوم مصيبة عظيمة مصيبة الحسين عليه السلام، وللأسف الشديد لا نعرف شيئا عن مظلوميات أهل




البيت، وأخذنا بما رسمه لنا الحجاج بن يوسف حيث اعتبر يوم عاشوراء _ يوم مقتل واستشهاد الإمام الحسين وأبناؤه وأصحابه_ اعتبره يوم فرح وسرور، بغضا وحقدا على أهل البيت وأئمتهم وطاعة لأسياده من بني أمية ومن بني الحكم وغيرهم، كانت هذه القضية نقطة تحول كبيرة في حياتي وأهم شيء قررته هو أنه لا بد من أن أقوم بالبحث والتقصي بنفسي ولا أسأل أولئك العلماء الذين أخذوا جهالة من جهال أو هم كمثل الحمار يحمل أسفارا، فلا بد أن أقوم بذلك بنفسي حتى أبرئ ذمتي أمام الله سبحانه وتعالى، وركبت سفينة النجاة وإن شاء الله تعالى مع الفرقة الناجية.



ثم أنني وبحكم وجودي في فلسطين شاهدت وعايشت تصرفات اليهود وأفعالهم وسلوكياتهم والتي لا تخفى على أحد. تذكرت حديث رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم عندما يقول لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم. فظهر لي أنه لا بد من المقارنة التاريخية بين المسلمين وبين الأمم الأخرى، وبما أن الأمة سوف تتبعهم فلا بد وأن يكون هناك تشابه كبير جدا في الأفعال والسلوكيات. فقررت الدخول في هذا المجال ولو بشكل بسيط على أن أقدم للقارئ العزيز مقارنات بين المسلمين وبين الأمم الأخرى وفي نفس الوقت أحافظ على توجيه القارىء العزيز خوفا من الصدمة إلى سفينة أهل البيت عليهم السلام وإلى الفرقة الناجية أتباعهم وشيعتهم مع ذكر كل ما يمكن أن يكون محل تساؤل عند أي إنسان مستبصر يريد سلوك سبيل المستبصرين.



وإنني أدعو القارىء العزيز أن يقرأ جميع المواضيع المحتوي عليها هذا الكتاب بدقة وتأني، وأن يوسع صدره قليلا، وأن يتحلى بالصبر والتروي حتى ينتهي من قراءته وأسأل الله الهداية للمسلمين وأن يرحمنا برحمته الواسعة وأن يسدد خطانا، نحو الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.



وإنني في هذا المقام أناشد المسلمين جميعا أن يتقوا الله وأن يتفكروا في آخرتهم قبل أن يفوت الأوان فالعمر قصير، وإننا غدا سوف نسأل أمام الله ماذا قدمنا لآخرتنا، جعلنا الله وإياكم من الموفين بعهدهم إذا عاهدوا ومن المخلصين لله ولرسوله وأهل بيته، الموالين لهم والمعادين لأعدائهم إنه سميع مجيب.



المقارنة بين الأمم وإعادة دراسة التاريخ





المقارنة بين الأمم وإعادة دراسة التاريخ



تعتبر دراسة التاريخ لأي أمة من الأمم، مصدر إلهام وتأثير قوي في سلوك وحياة الأجيال والتي هي دائمة التطلع إلى عزة وأمجاد أسلافها.



ولذلك فإن الأمم تستلهم من تاريخها كل أنواع العزة والفخار، محاولة في ذلك إثبات وجودها، وحتى تستخلص العبر والمواعظ من أجل مواجهة ما قد يصادفها من محن أو إحن أثناء سيرها في هذه الحياة، وأيضا حتى تستفيد من خبرات السابقين.




والأمة الإسلامية هي كغيرها من الأمم، لها تاريخ عريق، ووجود ظاهر لا ينكر، وأمجاد ومفاخر ترددها الأجيال، وأسلاف تباهي بإنجازاتهم الأمم.



ولكن المختلف في تاريخنا الإسلامي، وتاريخ المسلمين هو أننا محكومين بضوابط وقوانين وأحكام فرضها علينا رب العالمين، تحتم علينا في كل عصر وجيل إن نعيد النظر في تاريخنا وإعادة دراسته من جديد.



فنحن لسنا كأي أمة من الأمم تأخذ تاريخها بإيجابياته وسلبياته وتحمله بكل ما فيه وتتخذه مصدرا أساسيا لسلوكها وتقلده تقليدا أعمى دون بحث أو تدبر.بل لابد وان يعرض تاريخنا على الضوابط والقوانين والأحكام، ولابد أن توضع الموازين بالقسط حتى يتبين الغث من السمين، فما وافق أوامر الله ورسوله يتخذ قدوة للتطبيق وقاعدة للسلوك، وما خالف الحق يجب إن ينتقد بكل نزاهة وصدق ولا يتخذ قاعدة للسلوك بل يكون موعظة لإستخلاص العبر.



وذلك لأن الشارع المقدس قد ذم التقليد في الجوانب السلبية من التاريخ، وذم التقليد في الأمور التي يجب إعمال العقل فيها، وعلى ذلك فإنه يجب على المسلمين الخوف من الله سبحانه وتعالى، والخوف من عقابه الشديد الذي توعد به أولئك المقلدين الذين يقلدون كل ما وجدوه عند أسلافهم تقليدا أعمى من غير إدراك منهم لما يرضي الله سبحانه أو يوجب عقابه وسخطه.



قال تعالى في سورة البقرة. الآية: 170 وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون.



قال تعالى في سورة الزخرف. الآيات: 21-22 أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون. بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون، وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون.



قال تعالى في سورة الأحزاب. الآية: 66 - 67 يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا، وقالوا ربنا أنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا.



لأجل ذلك كان لابد من إعادة دراسة التاريخ، وكتابته من جديد، بل ولابد أيضا من مقارنته مع تاريخ الأمم الأخرى، وخصوصا مقارنته مع تاريخ اليهود والنصارى، لأن الشارع المقدس قد ذم أيضا _على لسان رسولنا محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في العديد من الأحاديث الصحيحة_ ذم تقليد الأمم الأخرى وإتباعهم(طبعا في الجانب المذموم من الله سبحانه وتعالى.)



روى البخاري في صحيحه: عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن).




وروى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "لتتبعن سنن الذين من قبلكم. شبرا بشبر، وذراعا بذراع. حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم" قلنا: يا رسول الله! أليهود والنصارى؟ قال "فمن؟".



وروى ابن كثير في تفسيره: وفي الحديث الصحيح: "لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة" قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: "فمن الناس إلا هؤلاء؟".



أخرج أحمد عن عبد الله بن ثابت قال: "جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني مررت بأخ لي من قريظة، فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ".



وعن جابر، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، وإنكم إما أن تصدقوا بباطل، وإما أن تكذبوا بحق، وإنه واللّه لو كان موسى حياُ بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني (رواه الحافظ أبو يعلى) وفي بعض الأحاديث: "لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا إتباعي"



هذه الأحاديث تؤكد على أن الأمة الإسلامية منذ بداية عصرها وحتى في زمن النبي الأكرم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم سوف تتبع طرق ووسائل الأمم السابقة من اليهود والنصارى في كيفية تعاملها مع عقيدتها وأحكامها وكذلك في كيفية علاقاتها وتعاملاتها مع الأنبياء وأوصياء الأنبياء سواء أكان من الناحية الايجابية أو من الناحية السلبية.



هذه الأحاديث تشكل ضرورة إقامة دراسة كاملة للأمم السابقة خصوصا اليهود والنصارى وكيف تعاملوا مع أنبيائهم وأوصياء أنبيائهم وكذلك ماذا فعلو بعقيدتهم وكتبهم السماوية والأحكام الشرعية المنزلة على أنبيائهم وسنن أنبيائهم، كيف تعاملوا مع كل هذه الأمور؟



هل اتبعوا أنبيائهم أم لم يتبعوهم أو بل ربما قتلوهم كيف تعاملوا مع أوصياء أنبيائهم، هل قبلوهم أم لم يقبلوهم؟ هل اتبعوا سنة أنبيائهم أم تركوها واتبعوا الهوى؟ وغير ذلك من الأمور التي لا بد من دراستها وبحثها.



ثم بعد ذلك نعيد دراسة تاريخنا الإسلامي من العهد النبوي والعصور الأولى والعصور التي تلتها. يجب دراسة كل ذلك بدقة ونزاهة دون تعصب أو ميل أو هوى من أجل أن نستطيع القيام بتلك المقارنة، بين ما حصل عند الأمم السابقة وبين الحوادث التاريخية التي حصلت لأمتنا وبالتالي نستطيع أن نستخلص العبر ونعيد النظر في سلوكنا وأفعالنا وتطبيقاتنا، فإننا إذا لم نعد دراسة التاريخ وإجراء المقارنة فلربما نكون متوجهين نحو الهلاك والضلالة ونحن نظن أننا على الصراط المستقيم.



وبالتالي فإنني أدعو نفسي والجميع إلى ضرورة إعادة دراسة التاريخ والأحداث التاريخية، ولا نلتفت إلى الآراء والأقوال والتي تحرم علينا ذلك، وتحاول أن تبعدنا عن الصراط المستقيم وتبقينا في دياجير الجهل والظلمة بحجة أن تلك الأحداث والفتن التي حصلت عصمنا الله منها ومن المشاركة




فيها فلنعصم ألسنتنا عنها. إن هذا أمر خطير جدا وأكتفي بالتنبيه على أننا غدا سنسأل في القبر وفي يوم الحساب عن كل أفعالنا واعتقاداتنا، وبالتالي فإن هذا الأمر حقا يشكل ضرورة معرفة سبيل النجاة.



في الحديث الشريف من مسند احمد عن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال:(إذا فعلت الفاحشة كان من شهدها وسخطها كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها ورضيها كمن شهدها).



إن جميع المسلمين يعرفون أن بني إسرائيل قتلوا أنبيائهم، وأوصياء أنبيائهم، ولم يتبعوهم، وغيروا وبدلوا في اعتقاداتهم، وجسموا ربهم، وحرفوا كتبهم، وتركوا سنن أنبيائهم، وقلوا حيائهم وأدبهم مع ربهم وأنبيائهم، وعبدوا العجل، واتبعوا أهوائهم وضلوا والعياذ بالله، وكذلك النصارى إتبعوهم في اغلب تلك الأمور.



هنالك العشرات من الآيات في القرآن الكريم وكذلك العشرات من الأحاديث النبوية باستقرائها فإننا سوف نطلع على العديد من الأفعال والكثير من السلوكيات المشينة والتي قام بها اليهود والنصارى نذكر بعضا من تلك الآيات على سبيل المثال لا الحصر، وإلا فالبحث يحتاج إلى مجلد خاص به وإن شاء الله يعيننا على القيام به لأنه يستحق التدقيق فيه.



عندما طلبوا من سيدنا موسى عليه السلام أن يريهم الله جهرة فعاقبهم الله على ذلك السلوك المشين بالصاعقة قال تعالى في سورة ألبقره الآية 55 {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون{..



ثم انظر رحمك الله كيف أنهم بعد أن أنجاهم الله من عدوهم فرعون وأنزل عليهم المن والسلوى، كيف أنهم نسوا الله وعبدوا العجل، قال تعالى في سورة البقرة: الآية: 92 ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون.



وانظر إلى التبديل وعدم الإتباع والإقتداء والتولي عن طريق الحق والإحتيال، عندما أمرهم الله أن يدخلوا بيت المقدس فرفضوا ولم يطيعوا: قال تعالى في سورة المائدة: الآية: 58 {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين*فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون.وقال تعالى في سورة البقرة الآية 64 ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين. وقال تعالى في سورة البقرة: الآية 65 ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين* فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين. لاحظوا كيف تربط الآية بين هذا المسخ نكالا لاعتدائهم وان في ذلك عبرة وموعظة للمتقين من امة محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.



ثم هناك قضية الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه وإتباع ما يوافق أهوائهم وترك ما يخالف ذلك أي أنهم ما يريدون من الكتاب أو من نبيهم ويوافق أهوائهم يؤيدونه وما لا يريدون من ذلك يعارضونه ويرفضونه قال تعالى في سورة ألبقره: الآية: 85 {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أساري تفادوهم




وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون...... الآية



وعندما أمرهم الله سبحانه وتعالى أن يسمعوا ويطيعوا قالوا سمعنا وعصينا قال تعالى في سورة البقرة: الآية: 93 وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين.



كذلك انظر إلى قضية نبذهم الكتاب وراء ظهورهم قال تعالى في سورة البقرة: الآية: 101 ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.



وأيضا ذلك الأمر الخطير الذي عادة يكون سببا لإفساد المجتمع في أية أمة، وهو كتمان الحق وكتمان الشهادة، قال تعالى في سورة البقرة: الآية 146 الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون.وقال تعالى في سورة البقرة الآية: 140 أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون. وقال تعالى في سورة البقرة الآية 159 {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.



وأيضا قضية تحريف الكتاب عن موضعه قال تعالى في سور البقرة: الآية 75 {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}. وفي سورة النساء قال تعالى: {45} مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إلا قَلِيلاً.



أما القضية الأخطر فهي قتل الأنبياء وأوصياء الأنبياء بغير حق، قال تعالى في سورة آل عمران: الآيتان: 21 - 22 {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم، أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين}.



و كذلك قضية إتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله قال تعالى في سورة التوبة: الآية: 31 {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون}.



هذا غيض من فيض، والمتتبعون للآيات والأحاديث يرون مئات المشاهد والمواقف والسلوكيات التي خالفت أوامر الله وأوامر أنبيائه التي قام بفعلها اليهود والنصارى.



فهل يا ترى عندما نقارن بين الأمة الإسلامية وبين اليهود والنصارى، نجد بأننا اتبعناهم حذو القذة بالقذه ودخلنا جحر الضب الذي دخلوه؟.




للإجابة على هذا السؤال لا بد من طرح عدة أسئلة أولا، ثم إعادة دراسة التاريخ وكتب الحديث على ضوء ذلك ثم نخلص إلى النتيجة وهي قول النبي الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بأن الأمة سوف تتبع خطى اليهود والنصارى.



وإليك عزيزي القارئ بعض الأسئلة والتي سنحاول الإجابة عليها بشكل مختصر حتى أترك لك المجال للبحث والتقصي والقراءة، وسيتبين لك من الأدلة التاريخية الصريحة في كتب أهل السنة الصحيحة أن كل ذلك قد حصل لنبينا ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأوصيائه عليهم السلام من أصحابه وأمته، وأن ما فعلته الأمم السابقة من اليهود والنصارى قد فعلته الأمة الإسلامية كله بحذافيره. بل وربما في بعض الأحداث كانت أشنع وأفظع كحادثة الطف مثلا والتي قتل فيها ابن رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم سيدنا ومولانا الإمام الحسين عليه السلام ريحانة رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وسيد شباب أهل الجنة قتلوه وأهل بيته وأصحابه وغيرها من الأحداث المفجعة في تاريخ امتنا.



لا تعجب عزيزي القارئ من أن كل تلك السلوكيات والأفعال المشينة التي فعلها اليهود والنصارى قد حصلت عند أمتنا. وأطلب منك أن لا تعادي ما تجهل فإن الإنسان عدو ما يجهل، لكن عليك أن تعرف أن أمة إقرأ لا تقرأ.



فللأسف الشديد بالرغم من أن أول سورة أنزلت على نبينا محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ابتدأت بعد البسملة بإقرأ، تبين لي أننا لا نقرأ وإذا قرأنا لا نفهم وإذا فهمنا لا ننصف بل نتعصب ونجهل.



وهنا أيضا لا تعجب إذا قلت لك أن معظم الأجوبة للأسئلة التي سوف نطرحها سوف تجد الإجابة عليها واضحة جلية في كتب الصحاح والسنن للحديث النبوي خصوصا في كتابي صحيح البخاري وصحيح مسلم واللذان يعتبرهما البعض اصح الكتب بعد كتاب الله. لا تستغرب ذلك فكما قلت لك فإن امة اقرأ لا تقرأ. حتى أنني لم أصادف عالما من علماء أهل السنة قد قرأ البخاري أو مسلم كاملا، أو انه يعرف محتويات كتبه الأساسية لمعرفة دينه والأعجب من ذلك أن تجد أتباع المذهب الحق وشيعتهم مذهب أهل البيت عليهم السلام يعرفون ومطلعون على ما في كتب أهل السنة أكثر من أصحابها.



والأدهى من ذلك أيضا أن أهل السنة يعادون ويتهمون الشيعة باتهامات باطله هم _أي الشيعة_ مبرئوون منها، ولو أمعنت النظر لتلك التهم والأباطيل والتشنيعات لوجدتها في الحقيقة حاصلة عند أهل السنة وتنطبق عليهم انطباقا كاملا، مع العلم بأن مذهب أهل البيت سلام الله عليهم تستطيع أن تقيم الدليل عليه وعلى صحته ليس من كتبه فحسب بل من كتب خصومه وبشكل صريح ولو ناظر أو ناقش أحد الشيعة علماء أهل السنة فأنك تجد الشيعي يقول للسني ارجع إلى كتاب البخاري أو مسلم ليتبين لك صحة ما ندعي ونقول، بينما ينكر السني ما في كتبه وصحاحه والتي طالما يفتخر بها قال تعالى في سورة ألجمعه: الآية: 5 {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا يئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين}.




وقال تعالى في سورة البقرة: الآية: 78 {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون}.



فهل يا ترى اتبعت أمتنا الإسلامية هذه السنة اليهودية التي ضربها الله مثلا لبني إسرائيل حيث أنهم يفتخرون بكتبهم دون أن يعرفوا ما فيها ولكنهم كالحمار يحمل أسفارا؟.



هل تقتني الأمة الإسلامية كتب إسلامها للزينة في المنازل فقط أم للقراءة والبحث والمعرفة؟. لا ادري فلنبحث.



واليك عزيزي القارئ بعضا من الأسئلة والتي هي محل بحث ألمقارنة.



هل حاولت الأمة الإسلامية قتل نبيها محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأهل بيته وهل قتلوا أوصيائه كما فعلت اليهود والنصارى؟



هل عبدت أمتنا الإسلامية ربها ووحدته ونزهته عن النقائص والعيوب والتجسيم أم أنها اقتدت واتبعت اليهود والنصارى وعبدوا العجل وجسموا ربهم؟



هل غيرت الأمة الإسلامية وبدلت بعد رسول الله وتركت إتباع نبيها وسنته وتولت عن طريق الحق وانحرفت عن الصراط المستقيم كما فعلت اليهود والنصارى؟



هل آمنت الأمة الإسلامية ببعض الكتاب وتركت بعضه حسب أهوائهم كما فعلت اليهود والنصارى؟



هل سمعت أمتنا الإسلامية وأطاعت أم سمعت وعصت ومنعت رسولها من الكتابة والتحدث والكلام كما فعلت اليهود والنصارى؟



هل نبذت أمتنا الإسلامية كتاب ربها وأئمتها وسنة نبيها وراء ظهرها كما فعلت اليهود والنصارى؟



هل كتمت أمتنا الإسلامية الحق عن أصحابه ومنعته؟ وهل من شهد من امتنا بيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم الغدير؟ هل كتمت شهادتها كما فعلت اليهود والنصارى؟



هل حرفت أمتنا الإسلامية الكتاب عن مواضعه كما فعلت اليهود والنصارى؟



هل أبعدت امتنا الإسلامية ربها ونبيها وأوصياء نبيها من حياتها واتخذت بدلهم أحبارا ورهبانا يحلون لهم الحرام ويحرمون عليهم الحلال كما فعلت اليهود والنصارى؟




/ 33