المنافقون والمنقلبون - سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین - نسخه متنی

صلاح الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



وفي سير أعلام النبلاء عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اشْتَاقَتِ الجَنَّةُ إلى ثَلاَثَةٍ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَبِلاَلٍ).

روى السيوطي في الجامع قَالَ رَسُوْلُ اللهِ سلمان منا أهل البيت ورواه الطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك عن عمرو بن عوف

أما سلمان المحمدي (الفارسي) فقد اخترت لك بعض ما حدث عنه رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فيما يتعلق به وبقومه أهل فارس بعبارة أخرى الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم.

روى الترمذي عن أبى هريرة قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" قالوا: ومن يستبدل بنا؟ قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان ثم قال: [هذا وقومه. هذا وقومه].

وقد روى عبد الله بن جعفر بن نجيح والد على بن المديني أيضا هذا الحديث عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال أنس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، من هؤلاء الذين ذكر الله إن تولينا استبدلوا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: وكان سلمان جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ سلمان، قال: [هذا وأصحابه. والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس]

قوله تعالى: {وإن تتولوا} الآية. أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم} قيل: من هؤلاء؟ وسلمان رضي الله عنه إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "هم الفرس وهذا وقومه". ورواه الطبري وابن كثير وروا ه الحاكم

أما عمار بن ياسر فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:يا عمار تقتلك الفئة الباغية ومن المعروف أن الفئة الباغية كانت فئة معاوية ومن معه من الصحابة المنافقين

روى البخاري في صحيحه عن عكرمة قال لي إبن عباس ولإبنه علي انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقنا فإذا هو يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال ثم كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فينفض التراب عنه ويقول ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال يقول عمار أعوذ بالله من الفتن باب الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد. رواه الحاكم، واحمد، وابن حجر، والترمذي، والمناوي، وكشف الخفاء.

وروي في تاريخ بغداد عن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويح عمار تقتله الفئة الباغية.


وروي في تهذيب الأسماء انه ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويح عمار تقتله ثم الفئة الباغية وكانت الصحابة يوم صفين يتبعونه حيث توجه لعلمهم بأنه مع الفئة العادلة.

وروى احمد في مسنده عن أبي البختري قال قال عمار يوم صفين ائتوني بشربة لبن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم آخر شربة تشربه من الدنيا شربة لبن فأتى بشربة لبن فشربها ثم تقدم فقتل. ورواه ابن أبي شيبة، ورواه الذهبي، ورواه في الاستيعاب، ورواه ابن سعد، وابن حجر، وتهذيب الأسماء

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد وعن سيار أبي الحكم قال قالت بنو عبس لحذيفة إن أمير المؤمنين عثمان قد قتل فما تأمرنا قال آمركم أن تلزموا عمارا قالوا إن عمارا لا يفارق عليا قال إن الحسد هو أهلك الجسد وإنما ينفركم من عمار قربه من علي فوالله لعلي أفضل من عمار أبعدما بين التراب والسحاب وإن عمارا لمن الأحباب وهو يعلم أنهم إن لزموا عمارا كانوا مع علي رواه الطبراني ورجاله ثقات

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد وعن عبد الله يعني ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اختلف الناس فابن سمية مع الحق ابن سمية هو عمار رواه الطبراني.

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد وعن حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وضرب جنب عمار قال إنك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن رواه الطبراني

وكذلك أبو ذر رضي الله عنه الذي ضرب من قبل عثمان وأعوانه ونفي عدة مرات وكان ثابتاً على ولائه لأهل البيت ولم يترك بيعته لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ولم يترك أبو ذر رضي الله عنه الرواية والحديث عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فيما يتعلق بأهل البيت وفضائلهم سلام الله عليهم، ولذلك عذب وضرب وشرد من قبل الخليفة الثالث عثمان بن عفان وأعوانه من بني الحكم.

روي في تهذيب الكمال قال النزال بن سبرة عن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر وفي الباب عن أبي هريرة وأبي الدرداء وعبد الله أن عمرو بن العاص وجابر بن عبد الله وغيرهم وقال عبد الله بن بريدة عن أبيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بحب أربعة من أصحابي وأخبرني الله انه يحبهم قلت من هم يا رسول الله قال علي وأبو ذر وسلمان والمقداد وقال عبد الله بن مليل عن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أعطي كل نبي سبعة نجباء ورفقاء وأعطيت أنا أربعة عشر نجيبا رفيقا فذكرهم وذكر فيهم أبا ذر وقال أبو إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي أبو ذر وعاء مليء علما ثم أذكي عليه فلم يخرج منه شيء


حتى قبض ومناقبه وفضائله كثيرة جدا. ورواه ابن أبي عاصم، وفي الاستيعاب، ورواه ابن ماجة.

وروى في الطبقات الكبرى لابن سعد عن عبد الله بن مسعود قال لما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة وأصابه بها قدره ولم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن اغسلاني وكفناني وضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به ثم وضعاه على قارعة الطريق وأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عمارا فلم يرعهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل تطأها فقام إليه الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله فأعينونا على دفنه فاستهل عبد الله يبكي ويقول صدق رسول الله تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك ثم نزل هو وأصحابه فواروه.

محمد بن أبي بكر

كتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية:. بسم اللّه الرحمن الرحيم. مـن مـحمد بن أبي بكر إلى الغاوي ابن صخر سلام على أهل طاعة اللّه ممن هو مسلم لأهل ولاية اللّه أما بـعـد فإن اللّه انتخب محمدا صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فاختصه برسالته , واختاره لوحيه , وأتمنه على أمره , وبـعـثـه رسولا مصدقا لما بين يديه من الكتب , ودليلا على الشرائع , فدعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة , فكان أول من أجاب وأناب , وصدق ووافق , واسلم وسلم , أخوه وابن عمه علي ابـن أبي طالب (ع), فصدقه بالغيب المكتوم , وآثره على كل حميم , فوقاه كل هول , وواساه بنفسه فـي كـل خـوف , فـحارب حربه , وسالم سلمه , فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل , ومقامات الروع , حتى برز سابقا لا نظير له في جهاده , ولا مقارب له في فعله وقد رأيتك تساميه وأنت أنت , وهـو هـو المبرز السابق في كل خير, أول الناس إسلاما, وأصدق الناس نية , وأطيب الناس ذرية , وأفضل الناس زوجة , وخير الناس ابن عم ثم لم تزل أنت وأبوك تبغيان الغوائل لدين اللّه , وتجهدان على إطفاء نور اللّه , وتجمعان على ذلك الجموع , وتبذلان فيه المال , وتحالفان فيه القبائل على ذلك مـات أبوك , وعلى ذلك خلفته , والشاهد عليك بذلك من يأوي ويلجا إليك من بقية الأحزاب رؤوس النفاق والشقاق لرسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

والـشـاهـد لعلي مع فضله المبين وسبقه القديم , أنصاره الذين ذكروا بفضلهم في القرآن فأثنى اللّه عـلـيـهم , من المهاجرين والأنصار, فهم معه عصائب وكتائب حوله , يجالدون بأسيافهم , ويهريقون دمـاءهم دونه , يرون الفضل في إتباعه , والشقاء في خلافه , فكيف ـ يا لك الويل ـ تعدل نفسك بعلي , وهو وارث رسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ووصيه وأبو ولده وأول الناس له إتباعا, وآخرهم به عهدا, يخبره بسره ويشركه في أمره.


وكتب معاوية في جوابه:. مـن مـعاوية بن أبي سفيان إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر سلام على أهل طاعة اللّه أما بعد فـقـد أتاني كـتـابك , تذكر فيه ما اللّه أهله في قدرته وسلطانه وما أصفى به نبيه , مع كلام الفته ووضعته , لرأيك فيه تضعيف , ولأبيك فيه تعنيف. ذكرت حق ابن أبي طالب , وقديم سوابقه وقرابته من نبي اللّه ونصرته له ومواساته إياه في كل خوف وهول , واحتجاجك علي بفضل غيرك لا بفضلك.

فاحمد إلها صرف الفضل عنك وجعله لغيرك وقد كنا وأبوك معنا في حياة من نبينا نرى حق ابـن أبي طالب لازما لنا, وفضله مبرزا علينا فلما اختار اللّه لنبيه ما عنده , أتم له ما وعده , واظـهر دعوته وأفلج حجته , قبضه اللّه إليه , فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه وخالفه على ذلك اتفقا واتسقا, ثم دعواه إلى أنفسهم فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما, فهما به الهموم , وأرادا به العظيم , فبايع وسلم لهما, لا يشركانه في أمرهما, ولا يطلعانه على سرهما, حتى قبضا وانقضى أمرهما. ثم قام بعدهما ثالثهما عثمان بن عفان , يهتدي بهديهما ـ إلى آخر الكتاب.

أوردنا جواب معاوية لما فيه من الاعتراف بما ذكره محمد بن أبي بكر.

وأورد تـمـام الـكتابين نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفين والمسعودي في مروج الذهب وأشار اليهما الطبري وابن الأثير في ذكرهما حوادث سنة ست وثلاثين هجرية.

روي في تاريخ اليعقوبي، والكامل، وتاريخ الطبري، والبداية والنهاية، وكتاب تاريخ واسط، والنجوم الزاهرة، وكتاب البدء والتاريخ، كلهم رووا كيف قتل معاوية وعمرو ابن العاص الصحابي الجليل محمد ابن أبي بكر رضي الله عنه ذكروا: وأقبل عمرو بن العاص نحو محمد بن أبي بكر وقد تفرق عنه أصحابه، فانطلقوا يركضون حتى دخلوا عليه فاستخرجوه وقد كاد يموت عطشا فأقبلوا به نحو فسطاط مصر قال ووثب أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص وكان في جنده فقال أتقتل أخي صبرا، فقال لهم محمد اسقوني من الماء قال له معاوية بن حديج لا سقاه الله إن سقاك قطرة أبدا، والله لأقتلنك بابن أبي بكر فيسقيك الله الحميم والغساق قال له محمد بابن اليهودية النساجة ليس ذلك إليك وإلى من ذكرت إنما ذلك إلى الله عز وجل يسقي أولياءه ويظميء أعداءه أنت وضرباؤك ومن تولاه أما والله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم مني هذا قال له معاوية أتدري ما اصنع بك أدخلك في جوف حمار ثم أحرقه عليك بالنار فقال له محمد إن فعلتم بي ذلك فطالما فعل ذلك بأولياء الله وإني لأرجو هذه النار التي تحرقني بها أن يجعلها الله علي بردا وسلاما كما جعلها على خليله إبراهيم وأن يجعلها عليك وعلى أوليائك كما جعلها على نمروذ وأوليائه إن الله يحرقك ومن ذكرته قبل وإمامك يعني معاوية وهذا وأشار إلى عمرو بن العاص بنار تلظى عليكم كلما خبت زادها الله سعيرا قال له معاوية إني إنما أقتلك بعثمان قال له محمد وما أنت وعثمان إن عثمان عمل بالجور ونبذ حكم القرآن وقد قال الله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون 3 فنقمنا ذلك عليه فقتلناه وحسنت أنت له ذلك ونظراؤك فقد


برأنا الله إن شاء الله من ذنبه وأنت شريكه في إثمه وعظم ذنبه وجاعلك على مثاله قال فغضب معاوية فقدمه فقتله ثم ألقاه في جيفة حمار ثم أحرقه بالنار فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعا شديدا وقنتت عليه في دبر الصلاة تدعو على معاوية وعمرو ثم قبضت عيال محمد إليها فكان القاسم بن محمد بن أبي بكر في عيالها

حجر بن عدي الكندي وأصحابه وماذا قال عنهم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

روى الحاكم في المستدرك في باب ذكر مناقب حجر بن عدي رضي الله عنه وهو راهب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وذكر مقتله

روى الحاكم في المستدرك إبراهيم بن يعقوب يقول ثم قد أدرك حجر بن عدي الجاهلية ثم صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه وشهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الجمل وصفين وقتل في موالاة علي.

روى الحاكم في المستدرك ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال حجر بن عدي سنان الغرماء أبا عبد الرحمن ثم كان قد وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشهد القادسية وشهد الجمل وصفين مع علي رضي الله عنه قتله معاوية بن أبي سفيان بمرج عذراء وكان له ابنان عبد الله وعبد الرحمن قتلهما مصعب بن الزبير صبرا وقتل حجر سنة ثلاث وخمسين.

روى الحاكم في المستدرك عن أبي إسحاق قال ثم رأيت حجر بن عدي وهو يقول إلا إني على بيعتي (لأمير المؤمنين علي) ولا أستقيلها سماع الله والناس.

روى الحاكم في المستدرك عن محمد بن سيرين قال قال حجر بن عدي ثم لا تغسلوا عني دما ولا تطلقوا عني قيدا وادفنوني في ثيابي فإنا نلتقي غدا بالجادة.

روى المناوي في فيض القدير عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيقتل بعذراء قرية من قرى دمشق أناس يغضب الله لهم وأهل السماء هم حجر بن عدي الأدبر وأصحابه وفد صلى الله عليه وسلم وشهد صفين مع علي أميرا وقتل بعذراء من قرى دمشق وقبره بها قال ابن عساكر في تاريخه عن أبي معشر وغيره كان حجر عابدا ولم يحدث قط إلا توضأ ولا توضأ إلا صلى.

وروى في تاريخ الطبري في باب تسمية الذين بعث بهم إلى معاوية حجر بن عدي بن جبلة سنان والأرقم بن عبد الله سنان من بني الأرقم وشريك بن شداد الحضرمي وصيفي بن فسيل وقبيصة بن ضبيعة بن حرملة العبسي وكريم بن عفيف الخثعمي من بني عامر بن شهران ثم من قحافة وعاصم بن عوف البجلي وورقاء بن سمي البجلي وكدام بن حيان وعبد الرحمن بن حسان من بني هميم ومحرز بن شهاب التميمي من بني منقر وعبد الله بن حوية السعدي من بني تميم فمضوا بهم حتى نزلوا مرج عذراء فحبسوا بها.


وأما عمرو بن الحمق الصحابي الجليل الذي أيضا قتل بسبب موالاته لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام واليك بعض ما قيل عنه.

وروى ابن أبي شيبة عن هنيدة بن خالد الخزاعي قال أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق أهدي إلى معاوية.

وروي في الثقات عمرو بن الحمق الخزاعي عداده في أهل الكوفة وكان من أصحاب على بن أبى طالب ولما قتل علي هرب إلى الموصل ودخل غارا فنهشته حية فقتلته وبعث إلى الغار في طلبه فوجدوه ميتا فأخذ عامل الموصل رأسه وحمله إلى زياد فبعث زياد برأسه إلى معاوية ورأسه أول رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد وهو عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة وهو من خزاعة.

وروي في تهذيب الكمال قال هنيدة بن خالد الخزاعي أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق أهدي إلى معاوية وقيل إن حية لدغته فمات فقطعوا رأسه فأهدوه إلى معاوية روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه جبير بن نفير الحضرمي ورفاعة بن شداد ألفتياني س ق وعبد الله بن عامر المعافري والد عميرة بن عبد الله وعبد الله المزني وأبو منصور مولى الأنصار وأبو ناجية والد عميرة بن أبي ناجية إن كان محفوظا وميمونة جدة يوسف بن سليمان ذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من أهل الشام

وروي في تهذيب الكمال قال إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة حدثنا يوسف بن سليمان عن جدته ميمونة عن عمرو بن الحمق الخزاعي أنه سقى النبي صلى الله عليه وسلم لبنا فقال اللهم أمتعه بشبابه.

وقد قتل العديد من صحابة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الموفون بعهدهم مع أمير المؤمنين علي سلام الله عليه في معركة الجمل، ومعركة صفين، ومعركة النهروان،والصحابة الذين قاتل قسما كبيرا منهم أبو بكر وعمر بحجة حروب الردة لأنهم لم يدفعوا الزكاة مع أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وكانوا يصلون.

روى البخاري في صحيحه ورأى أبو بكر قتال من منع الزكاة، فقال عمر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله). فقال أبو بكر: والله لأقاتلنَّ من فرَّق بين ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تابعه بعد عمر

ولكن ذنبهم أنهم حضروا مشهد البيعة لأمير المؤمنين علي عليه السلام،يوم خطب فيهم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في غدير خم،وولى عليهم أمير المؤمنين خليفة من بعده،وكان الجمع فيه عشرات الألوف من الصحابة، وذلك قبل وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بأشهر قليلة، ولأن قسما كبيرا


من أولئك أوفوا ببيعتهم ورفضوا أن يعطوا الزكاة لمن نكث بيعته، ولم يقبلوا إلا أن يؤدوها إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام فقاتلوهم وقتلوهم وحرقوهم وادعوا أن أولئك الصحابة من المرتدين كما حصل مع قوم الصحابي مالك ابن نويرة وكان من صحابة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ومن أمراءه على الصدقات.

روى أبو يعلى وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أمراءه وعماله على الصدقات إلى كل ما أوطأ الإسلام من البلدان فبعث مالك بن نويرة رضي الله عنه على صدقات بني حنظلة.

والذي قتل مالك بن نويرة ضرار بن الأزور بأمر من خالد بن الوليد واغتصب امرأته تلك المرأة المسلمة زوجة ذلك الصحابي الجليل، ثم هيأها لخالد بن الوليد وبعثها له ونزا عليها، واليك عزيزي القارئ ما جرى من بطولات حروب ألرده والتي قادها أبو بكر وعمر.

أورده يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند له أن خالدا بعث ضرارا في سرية فأغاروا على حي فاخذوا امرأة جميلة فسأل ضرار أصحابه أن يخصوه بها ففعلوا فوطئها ثم قدم على خالد فقال له قد طيبتها لك فقال لا حتى تكتب إلى عمر فجاء كتاب عمر أن ارجمه فمات ضرار قبل الكتاب ويقال انه الذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد.

وروى الطبري في تاريخه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر أن أبا بكر من عهده إلى جيوشه أن إذا غشيتم دارا من دور الناس فسمعتم فيها أذانا للصلاة فأمسكوا عن أهلها حتى تسألوهم ما الذي نقموا وإن لم تسمعوا أذانا فشنوا الغارة فاقتلوا وحرقوا وكان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة وقد كان عاهد الله إلا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم تحت الليل فأخذ القوم السلاح قال فقلنا أنا المسلمون فقالوا ونحن المسلمون قلنا فما بال السلاح معكم قالوا لنا فما بال السلاح معكم قلنا فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح قال فوضعوها ثم صلينا وصلوا وكان خالد يعتذر في قتله أنه قال له وهو يراجعه ما إخال صاحبكم إلا وقد كان يقول كذا وكذا قال أو ما تعده لك صاحبا ثم قدمه فضرب عنقه وأعناق أصحابه فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب كلم فيه أبي بكر فأكثر وقال عدو الله عدى على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ثم قال قتلت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك ولا يكلمه خالد بن الوليد ولا يظن إلا أن رأي أبي بكر على مثل رأي عمر فيه حتى دخل على أبي بكر فلما أن دخل عليه أخبره الخبر واعتذر إليه فعذره أبو بكر وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك قال فخرج خالد حين رضي عنه أبو بكر وعمر جالس في المسجد فقال له هلم إلي يابن أم شملة قال فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه ودخل بيته.


ومع أن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لم يعتبر الصحابي ثعلبه من المرتدين بسبب منعه للزكاة ولم يقاتله وأيضا أبو بكر الذي كان ذلك الصحابي يعيش في زمانه تركه ولم يقاتله، فهل عرفت السبب أيها القارئ العزيز.

وانصح القارئ العزيز إن يقرأ تاريخ أولئك الصحابة الكرام، حتى يتعرف عليهم وعلى أسمائهم والتي ربما تبدوا أنها ليست من الأسماء اللامعة والمعروفة كغيرها من أسماء الصحابة الذين اعتمدهم أهل السنة، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يعتمد أهل السنة رواية وتاريخ أولئك الصحابة الكرام مع أنهم حكموا بعدالة الصحابة أجمعين؟ ألأنهم كانوا من شيعة علي عليه السلام وأوفوا بعهدهم مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؟

والفت نظر القارئ العزيز إنني قد ذكرت فقط بعض الإشارات إلى هذا النوع من الصحابة والذين غيبهم التاريخ عند أهل السنة عن الحياة العلمية. ولم يجعلوا لهم دورا كبيراً. بل جعلوا دورهم هامشياً، بل عيبوا عليهم مواقفهم، كل ذلك بسبب مواقفهم وولايتهم لأهل البيت سلام الله عليهم. فلم يظهروا دورهم، ولا أهميتهم وموقفهم في الإسلام، بل طمسوها وأخفوها حتى كادت أن تزول ولولا محافظة أتباع أهل البيت على الدين الإسلامي لضاع كل شيئ.

إذن فالنتيجة أن الآية في بداية البحث لا تشمل جميع من صحب رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بل هذا النوع فقط ضمن الشروط المذكورة وأهمها الوفاء بالعهد مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والثبات على بيعة أمير المؤمنين علي سلام الله عليه. أما الفئات الأخرى من المنافقين والمنقلبين على أعقابهم بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فلا تشملهم.

وهؤلاء الموفون بعهدهم لم يثبت عنهم إنهم نقلوا عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ما يخرج عن الشريعة أو خرجوا عن ولاية بل التزموا مع أمير المؤمنين والحسن والحسين. وكانوا بين أيديهم كتلاميذ لهم. ولذلك هم يقرون أن على المسلم أن يتبع أهل البيت في دينه وشرعه ويكون مثل أولئك الصحابة في التزامهم وثباتهم مع النبي وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام، بل إنهم قاتلوا وقتلوا في الدعوة لطاعة أهل البيت وموالاتهم، فرضي الله عنهم ورضوا عنه.

المنافقون والمنقلبون

النوع الثالث والرابع: المنافقون والمنقلبون على أعقابهم بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

وصحابة كانوا في مكة في قلوبهم مرض صار في المدينة نفاقاً أي المنافقون وصحابة انقلبوا بعد رسول الله.


في البداية أحب أن أقدم جوابا على سؤال ربما في ذهن البعض، وهو انه هل يجوز أن نطلق على المنافق صفة الصحابي؟ والجواب على ذلك سهل ميسور، وهو من أحاديث رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وكذلك من معنى الصحابي في اللغة.

أولا أقدم بعض الأحاديث والتي قرر رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إن المنافقين هم من الصحابة

روى البخاري في صحيحه حدثنا ألحميدي: حدثنا سفيان قال: حفظناه من عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: كنا في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمعها الله رسوله صلى الله عليه وسلم، قال: (ما هذا). فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجرين: يا للمهاجرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوها فإنها منتنة). قال جابر: وكانت الأنصار حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر، ثم كثر المهاجرون بعد. فقال عبد الله بن أبي: أو قد فعلوا، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، قال النبي صلى الله عليه وسلم (دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه). ورواه مسلم في صحيحه.

ثم إن القرآن الكريم قد أطلق على الكافر صفة الصحابي والصاحب /: قال الله تعالى في سورة الكهف. الآية 38 {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك......}: * ففي هذه الآية الكريمة الصاحب هنا كان كافراً. وكذلك الصاحب الزوجة: قال تعالى في سورة المعارج. الآية: 12 - 13 (وصاحبته وأخيه، وفصيلته التي تؤويه) قال تعالى في سورة الأنعام. الآية: 101 {بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم}. وكذلك الصاحب بمعنى القوم، قال تعالى في سورة التوبة. الآية: 70 {......... وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }. والصحبة قد تكون صحبة مكان قال تعالى في سورة فاطر. الآية: 6 {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} وتكون مع حيوان قال تعالى في سورة القلم. الآية: 48 {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم}. والصحبة تعني الرسول قال تعالى في سورة النجم. الآية: 1 - 2 {والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى} وقال تعالى في سورة التكوير. الآية: 22 { وما صاحبكم بمجنون}.

بعد هذه الآيات يتقرر لك أن كلمة الصاحب ليس لها معنى أو حقيقة شرعية معينة بل بقيت على معناها اللغوي، والمعنى اللغوي كما في كل القواميس أن الصاحب: هو الملازم إنسانا كان أو حيواناً أو مكاناً أو زماناً.


إذن فكما تقرر لك أن الصاحب تشمل المؤمن والكافر والمنافق والحيوان والجماد وليس لهذه الكلمة صفة قدسية معينة لا شرعا ولا لغةً حسب ما قررته الآيات والأحاديث.

والآن بعد أن أزيل الوهم عن تلك الكلمة، نعود إلى موضوعنا وهو الصحابة المنافقون وهم على أنواع: انقلبوا بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. وأعلنوا العداء والحرب على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأهل بيته، ونقضوا عهدهم وبيعتهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه - بعد أن بخبخوا له في غدير خم، وقالوا له: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

هذا النوع من الصحابة كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد حذرهم من الانقلاب والانفلات بعده كما أن العديد من الآيات القرآنية كانت دائماً تحذر أولئك الصحابة من الانقلاب ونقض العهد والبيعة بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وكأن الآيات الشريفة تسبق الأحداث، تحذيرا للمسلمين من الوقوع في المحظور.

قال تعالى في سورة آل عمران. الآية: 144 {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}. الآية تقرر بأن هناك عددا من الصحابة سوف ينقلب على عقبيه ويرتد القهقرى.

وقال تعالى في سورة الفتح. الآية: 10 {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}.. هذه الآية الشريفة تقرر أن هناك إمكانية كبيرة لنكث البيعة ونقض العهد، لأنها صنفت الصحابة إلى صنفين، ناكثين وموفين.

وقال تعالى في سورة الفتح الآية 29(.....وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)

وأما التحذير النبوي فيما يدل على الانقلاب والتغيير بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فإليك جملة من الأحاديث الصحيحة من كتب وصحاح أهل السنة.

روى البخاري في صحيحه باب الحوض. عن أبي هريرة: أنه كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى).

روى البخاري في صحيحه باب الحوض عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينا أنا نائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى.


ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وينهم، فقال: هلم، قلت أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم).

روى البخاري في صحيحه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم ليردن علي ناس من أصحابي الحوض حتى عرفتهم اختلجوا دوني فأقول أصيحابي فيقول لا تدري ما أحدثوا بعدك

روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال هكذا سمعت من سهل فقلت نعم فقال أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها فأقول إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا سحقا بعدي وقال بن عباس سحقا بعدا يقال سحيق بعيد سحقه وأسحقه أبعده

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى.

روى البخاري في صحيحه عن بن المسيب أنه كان يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم يرد على الحوض رجال من أصحابي وأخرج ابن مردويه فيحلؤون عنه فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى

روى البخاري في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم وسيؤخذ ناس دوني فأقول يا رب مني ومن أمتي فيقال هل شعرت ما عملوا بعدك والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم فكان بن أبي مليكة يقول اللهم أنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا أعقابكم تنكصون ترجعون على العقب

روى البخاري في صحيحه عن أبي وائل قال قال عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم أنا فرطكم على الحوض فليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول أي رب أصحابي يقول لا تدري ما أحدثوا بعدك

روى البخاري في صحيحه عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعد يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثم أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم قال أبو حازم فسمعني


النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا فقال هكذا سمعت سهلا فقلت نعم قال وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي.

روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردنَّ علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم). قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري، لسمعته وهو يزيد فيها: (فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي).

وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال ثم السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله فقال أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم إلا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض إلا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم إلا هلم فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله قالوا يا نبي الله أتعرفنا قال نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك.

وفي صحيح مسلم عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.

وفي صحيح مسلم حدثنا أنس بن مالك؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني. حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي، اختلجوا دوني. فلأقولن: أي رب! أصيحابي. أصيحابي. فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".

هذه آيات وأحاديث تدل على أن هناك عدداً من الصحابة سوف ينقلبوا وينكثوا بيعتهم، وينقضوا عهدهم، ويغيروا، ويبدلوا بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.


هذا بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: ولا يقول قائل أن هؤلاء هم المرتدون، وقد قاتلهم أبو بكر لا يقال ذلك، لأن الذين قاتلهم أبو بكر لم يرتدوا بل لم يؤيدوا الزكاة إليه فقط. حتى أن عمر في البداية استنكر عليه ذلك ثم أقر على أبو بكر فعله، وبينت لك ذلك في بحث الموفون بعهدهم من الصحابة.

وأيضا فإن المرتدين كانوا خارج المدينة بينما الأحاديث تؤكد أن المبدلين كانوا صحابة من الدائرة القريبة من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حتى أن في بعض الأحاديث يقول رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فيها أصحابي أصحابي..أصيحابي أصيحابي، والأحاديث التي ذكرناها واضحة الدلالة على ذلك.

هذا بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: أما في حياته فكان المنافقون من الصحابة لهم وجود ونشاط واثر بالغ راجع موضوع اغتيال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم واغتيال أمير المؤمنين عليه السلام في بحثنا هذا يتبين لك وجود المنافقين من الصحابة وأثرهم ونشاطهم وصدهم لرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ومنعه من أداء رسالته بشتى الوسائل. وكما ذكرت فأنهم قد حاولوا اغتيال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم عدة مرات فقد حاولوا عدة مرات إن يمنعوا الصحابة من كتابة حديث رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، والطعن في عصمته، وحاول عمر منع النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم التوقيع على صلح الحديبية وألب المسلمين على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ومنع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من كتابة كتاب لن تضل به الأمة كما ذكرت لك في أحاديث رزية الخميس وغير ذلك من الأحداث المشهورة عند المسلمين، وأقدم لك بعض الآيات والأحاديث والتي تؤكد وجود المنافقين من الصحابة داخل المدينة المنورة أيام حياته.

قال سبحانه وتعالى سورة التوبة. الآية: 101 {وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم}.

فالآية تدلل على أن من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذين كانوا معه في ألمدينة صحابة قد تمرسوا وتجردوا للنفاق. ومن شدة إتقانهم للنفاق، ومهارتهم بأدائه، خفي الأمر عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لولا أن الله اخبره بهم، فكيف للمؤمنين أن يعرفوهم من شدة رسوخهم ومهارتهم على وجه يخفى عن البشر. ولولا أن الله سبحانه وتعالى اخبر رسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لما علم احد عن هؤلاء القوم شيئا، ولذلك لو رجعنا إلى سورة براءة لوجدناها تهدد وتتوعد وتكشف حقائق مذهله عن المنافقين ووجودهم ونشاطهم وتأثيرهم.

ويجب أن نتنبه على قضية مهمة ولا نمر عنها دون تأمل، وهي كيفية إبلاغ سورة براءة للمسلمين تلك السورة الكريمة التي تكشف حقيقة المنافقين من الصحابة. حيث أعطاها رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لأبي بكر ليبلغها للناس ثم نزل جبريل وأمره أن ينتزعها من أبي بكر، بعد ذلك قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني.


/ 33