إغتيال رسول الله - سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین - نسخه متنی

صلاح الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید










  • فألقت عصاها واستقر بها النوى
    كما قر عينا بالإياب المسافر



  • كما قر عينا بالإياب المسافر
    كما قر عينا بالإياب المسافر





ثم قالت: من قتله؟ فقيل: رجل من مراد، فقالت:






  • فإن يكن نائيا فلقد نعاه
    غلام ليس في فيه التراب



  • غلام ليس في فيه التراب
    غلام ليس في فيه التراب






فقالت زينب بنت أم سلمة: ألعلي تقولين هذا؟ فقالت: إذا نسيت فذكروني.


وأيضا مخالفتها لسنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:


روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: الصلاة أول ما فرضت ركعتين، فأقرت صلاة السفر، وأتمت صلاة الحضر.


وروى مسلم في صحيحه عن عائشة؛ أن الصلاة أول ما فرضت ركعتين. فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر. قال الزهري: فقلت لعروة: ما بال عائشة تتم في السفر؟ قال: إنها تأولت كما تأول عثمان. قال الزهري: فقلت لعروة: ما بال عائشة تتم؟ قال: تأولت ما تأول عثمان.


هذا ترك واضح للسنة روته عائشة أم المؤمنين وهي بعد ما روته تركته.


وأيضا كانت عائشة من حلفاء معاوية بن أبي سفيان وحلفائه ضد أمير المؤمنين علي سلام الله عليه. حيث


روي في مستدرك الحاكم وفي سيرا علام النبلاء وفي حلية أبو نعيم: إن معاوية بعث إلى عائشة بمائة ألف. وروى ابن كثير أيضا عن سعيد بن عبد العزيز قال: قضى معاوية عن عائشة أم المؤمنين ثمانية عشر آلاف دينار.


كما وأخرج أبو نعيم عن عبد الرحمن بن القاسم قال: أهدى معاوية لعائشة ثياباً وورقاً وأشياء توضع في اسطوانتها.


ولم يكن بغضها فقط لأمير المؤمنين عليه السلام بل امتد إلى ولده من بعده. فقد منعت أن يدفن الإمام الحسن سلام الله عليه بعد أن قتله معاوية بن أبي سفيان بالسم. منعت من دفنه عند رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم, وخرجت وهي تصيح راكبة على بغلة تستفز بني أمية وتستعين بهم وبمروان الحكم اللعين على ذلك.


وكانت تصرخ وتقول لاندفنوا في بيتي من لا أحب. وأرادت بذلك إشعال حرب أخرى بين المسلمين. حتى قال لها بعض أقاربها: إلا يكفيك يوم الجمل الأحمر حتى يقال يوم البغلة الشهباء.


ومع أنها عاشت في فترة بني أمية وسمعت شتم وسب أمير المؤمنين على المنابر ولم تنكر عليهم ذلك. وإليك في هذه الحادثة.



روى احمد في مسنده, قال: جاء رجل فوقع في علي وعمار عند عائشة فقالت: أما علي فلست قائلة لك فيه شيئاً , وأما عمار فإني سمعت النبي يقول فيه: لوخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما.


وهناك مسألة خطيرة جداً وهي مسألة رضاعة الكبير.


وروى مالك في الموطأ أخبرنا مالك، أخبرنا ابن شهاب، وسئل عن رضاعة الكبير؟ فقال: أخبرني عُروة بن الزبير أن أبا حُذيفة بن عُتبة بن ربيعة كان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شهد بدراً وكان تَبَنَّى سالماً الذي يُقال له مولى أبي حُذيفة كما كان تبنَّى رسولُ اللّه زيدَ بن حارثة، فأنكح أبو حذيفة سالماً وهو يرى أنه ابنه أنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهي من المهاجرات الأُوَل وهي يومئذ من أفضل أَيَامَى قريش، فلما أنزل اللّه تعالى في زيد ما أنزل:{اُدعُوهُم لآبائهم هو أقسط عند اللّه} ردّ كل أحد تُبُنِّي إلى أبيه، فإن لم يكن يُعلم أبوه رُدَّ إلى مواليه. فجاءَت سَهلة بنت سُهَيل امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر بن لُؤَيٍّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيما بلغنا، فقالت: كنا نُرى سالماً ولداً، وكان يدخل عليّ وأنا فُضل وليس لنا إلا بيت واحدٌ، فما ترى في شأنه؟ فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: فيما بلغنا أَرضعيه خمس رضعاتٍ، فتحرم بلبنك أو بلبنها، وكانت تراه ابناً من الرضاعة، فأخذت بذلك عائشة فيمن تحبُّ أن يدخل عليها من الرجال، فكانت تأمر أم كلثوم وبناتِ أخيها يُرضِعن من أحبَبنَ أن يدخل عليها، وأبى سائر أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يدخل عليهم بتلك الرضاعة أحدٌ من الناس، وقلن لعائشة: واللّه ما نرى الذي أمَرَ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سهلة بنت سهيل إلا رخصةً لها في رضاعة سالم وحده من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد. فعلى هذا كان رأي أزواجِ النبي صلى اللّه عليه وسلم في رضاعة الكبير.


بعد كل ذلك هل يستأمن أحد من المسلمين من امتلك تلك الصفات أن ينقل أحكام دينه أو نصفها أو ربعها.


بعد هذا البحث المختصر وكل ما أردته من استعراض من صحب رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وما أطلعتك عليه من آيات وأحاديث تتعلق بكل صنف من أصناف الصحابة. أظنه لا يوجد أي مجال للشك أو التردد عند كل ذي عقل سليم. وصنف ونزيه , بعيد عن العاطفة والتعصب.


لا يبقى مجال للشك في أن أهل البيت سلام الله عليهم أحق أن يتتبعوا لأنهم ورثه العلم , وسفينة النجاة , وهم الذين نزلت الآيات وجاءت الأحاديث تدل على الإقتداء بهم. ولم تأت أية آية أو حديث صحيح يدل على غير ذلك.



وأحب أن الفت نظر القارئ العزيز إنني لم أضع تفاصيل أكثر عن الصحابة وسيرهم خوفاً من أن يمل القارئ العزيز ولكن من أراد المزيد فالكتب مليئة لمن أراد النظر والبحث للوصول إلى الحقيقة.


إغتيال رسول الله



اغتيال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم


تعرض رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم لعدة محاولات لاغتياله، وكانت تلك المحاولات من جهات متعددة، خصوصا تلك التي كانت من اليهود في المدينة المنورة، لكنني في هذا البحث،



سوف أتعرض لذكر ما هو مرتبط في بحثنا، فهل قام الصحابة بمثل ما فعل اليهود والنصارى مع أنبيائهم ورسلهم؟، فبعد أن بينت لك في البحث السابق بعض مقامات النبوة والرسالة، خصوصا ما يتعلق بعصمة الرسول الأكرم، وما يتعلق بالوصية والوصاية،أقدم بين يديك الإجابة على السؤال المطروح في هذا البحث.


فهذه إحدى المحاولات لاغتيال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. حيث كانت محاولة محبوكة بشكل دقيق ومخطط لها مسبقا بالتنسيق مع من كانوا في المدينة من المنافقين من الصحابة ومع اليهود والنصارى.


حيث جهز المنافقون وضعهم في المدينة لما بعد عملية الاغتيال. وكانوا قد اعدوا مسجدا خارج المدينة هو مسجد الضرار حتى يكون مركزا للقيادة الجديدة والتي خرجت مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إلى تبوك من أجل تنفيذ عملية الاغتيال.


وقد كان المنافقون من الصحابة قد دعوا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم للصلاة في مسجد الضرار قبل خروجه إلى غزوة تبوك حتى يكتسب المسجد شرعية أمام الناس. لكنه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم اخبرهم انه عند ما يعود من تبوك يكون الأمر ما يكون ولم يصل فيه،حتى لا يتحقق لأولئك المنافقين مرادهم.


بينما كان اثنا عشر صحابيا خرجوا مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إلى تبوك لتنفيذ مهمتهم التي خططوا لها مع من بقي من المنافقين في المدينة لقتل النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أثناء عودته من تبوك. ولذلك كان للعملية عدة أدوار، دور بناء مسجد الضرار وإيجاد نوع من الشرعية له، ثم دور للمنافقين من الصحابة الذين كانت مهمتهم تهيئة المدينة لما بعد المؤامرة وكذلك إفراغها من أي مصدر يشكل خطرا عليهم وعلى مؤامرتهم، والدور الثلث هو دور الصحابة الذين خرجوا إلى تبوك من أجل تنفيذ عملية القتل.


ويجب على كل صاحب عقل سوي أن يعتقد أن هذه المؤامرة الموجهة ضد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، هي ضد الله ورسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والمسلمين، ومن أجل ضرب الإسلام والصد عن سبيل الله واستبدال القيادة الإسلامية ومنهجها بقيادة ومنهج جديدين.


وإنني اعتقد أن أولئك الصحابة المنافقين لم يكن عندهم ذرة من الإيمان بأن الله قوي عزيز سميع بصير، وأن الله أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون،وان الله قادر على حماية رسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ودعوته، فلو كان عند أولئك المتآمرين ذرة من الإيمان بالله أو ذرة من الإيمان بنبوة و رسالة محمد صلى الله عليه وآله أو كان عندهم ذرة من الخوف من الله تعالى لما قاموا بتلك المؤامرة.


لقد قام رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي أوتي علم الأولين والآخرين بخطوات عدة من أجل إفشال مخطط أولئك المنافقين من الصحابة، فهو لم يستجب لطلبهم منه صلى الله عليه وآله فلم



يصل في مسجدهم، وأيضا ترك أمير المؤمنين في المدينة المنورة حتى لا يعيث المنافقون فيها فسادا أثناء غيابه عنها.


أما ما يتعلق بمسجد الضرار، فبعد نجاة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وعودته من تلك الحادثة الأثيمة إلى المدينة قام بحرق مسجد الضرار وهدمه وقد نزلت آيات شريفة تذكر هذا المسجد وقصته قال سبحانه وتعالى في سورة التوبة. وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إلا الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {107} لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ {108}


روي في السيرة النبوية لابن هشام: في أمر مسجد الضرار عند القفول من غزوة تبوك:قال ابن إسحاق:ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بذي أوان، بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار، وكان أصحاب مسجد الضرار قد كانوا أتوه وهو يتجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله، أنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية، وأنا نحب أن تأتينا، فتصلي لنا فيه؛ فقال إني على جناح سفر، وحال شغل، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، ولو قد قدمنا إن شاء الله لأتيناكم، فصلينا لكم فيه.


فلما نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك ابن الدخشم، أخا بني سالم بن عوف ومعن بن عدي، أو أخاه عاصم بن عدي، أخا بني العجلان، فقال: انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله، فأهدماه وحرقاه، فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن عوف، وهم رهط مالك بن الدخشم، فقال مالك لمعن: أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي. فدخل إلى أهله، فأخذ سعفا من النخل، فأشعل فيه ناراً ثم خرجا يشتدان حتى دخلاه وفيه أهله، فحرقاه وهدماه، وتفرقوا عنه، ونزل فيهم من القرآن ما نزل:(والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين (إلى أخر القصة.


وروى ابن كثير في البداية والنهاية فيما يتعلق بمسجد الضرار قال الله تعالى والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون لا تقم فيه ابدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم. وقد تكلمنا على تفسير ما يتعلق بهذه الآيات الكريمة في كتابنا التفسير بما فيه كفاية ولله الحمد وذكر ابن إسحاق كيفية بناء هذا المسجد الظالم أهله وكيفية أمر رسول الله بخرابه مرجعه من تبوك قبل دخوله المدينة ومضمون ذلك أن طائفة من المنافقين بنوا صورة مسجد قريبا من مسجد قباء وأرادوا أن يصلي لهم رسول الله فيه حتى يروج لهم ما



أرادوه من الفساد والكفر والعناد فعصم الله رسوله من الصلاة فيه وذلك أنه كان على جناح سفر إلى تبوك فلما رجع منها فنزل بذي أوان مكان بينه وبين المدينة ساعة نزل عليه الوحي في شأن هذا المسجد وهو قوله تعالى والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفروا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل الآية أما قوله ضرارا فلأنهم أرادوا مضاهاة مسجد قباء وكفرا بالله لا للإيمان به وتفريقا للجماعة عن مسجد قباء وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وهو أبو عامر الراهب الفاسق قبحه الله وذلك أنه لما دعاه رسول الله إلى الإسلام فأبى عليه ذهب إلى مكة فاستنفرهم فجاؤوا عام أحد فكان من أمرهم ما قدمناه فلما لم ينهض أمره ذهب إلى ملك الروم قيصر ليستنصره على رسول الله وكان أبو عامر على دين هرقل ممن تنصر معهم من العرب وكان يكتب إلى إخوانه الذين نافقوا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا فكانت مكاتباته ورسله تفد إليهم كل حين فبنوا هذا المسجد في الصورة الظاهرة وباطنه دار حرب ومقرا لمن حارب الله ورسوله.


ثم إن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي أوتي علم الأولين والآخرين قد أطلعه الله سبحانه على ذلك المخطط الخبيث من الصحابة المنافقين. ولذلك قام بخطوة مهمة جدا للالتفاف على مخطط أولئك المجرمين، فقد أبقى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في المدينة وخلفه فيها. حرصا على إستتباب الأمن وبقاء السيطرة في يد المؤمنين على المدينة المنورة والتي هي مركز القيادة الرئيسي ومركز الدولة الإسلامية.


وهذه المهمة الكبيرة والخطيرة عادة لا يعهد بها إلا لأهم شخصية تكون محل الثقة من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. وكانت تلك الشخصية المهمة هي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه.


وقد كانت تلك المرة الوحيدة التي لم يشترك فيها أمير المؤمنين في غزوة مع الرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مع العلم أن اشتراك أمير المؤمنين سلام الله عليه في كل الغزوات كان هو السبب الرئيسي والعامل الأساسي للنصر. انظر مواقفه الخطيرة والحساسة والتي دائما كانت نقطة تحول عظيمة ودعائم أساسية في حفظ الدين ونصرة النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ودينه العظيم، فلقد كان سلام الله عليه من بداية الدعوة مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كما قدم نفسه فداء لرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم عندما بات في فراشه يوم أجمعت قريش على قتل رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في مكة ونزل قرآن يمجد ذلك الموقف العظيم من أمير المؤمنين سلام الله عليه،قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة. الآية: 207 {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد}.


ذكر القرطبي في تفسيره قال نزلت في علي رضي الله عنه حين تركه النبي صلى الله عليه وسلم على فراشه ليلة خرج إلى الغار،



وروى الحافظ العراقي بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوحى الله إلى جبريل وميكائيل إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة وأحباها، فأوحى الله عز وجل إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمد صلى الله عليه وسلم فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة؟ اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فكان جبريل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبريل عليه السلام يقول: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب والله تعالى يباهي بك الملائكة فأنزل الله تعالى {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد}


وأخرجه أحمد مختصرا من حديث ابن عباس: شرى على نفسه فلبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه...


روى الفخر الرازي في التفسير الكبير في تفسير قول الله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، والله رؤوف بالعباد) (4)، قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام، بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة خروجه إلى الغار.


كما قام بالأداء عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بعد هجرة الرسول إلى المدينة.


وروى ابن الأثير في أسد الغابة قال ابن إسحاق: وتتابع الناس في الهجرة، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتن في دينه، علي بن أبي طالب، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخره بمكة، وأمره أن ينام على فراشه وأجله ثلاثا، وأمره أن يؤدي إلى كل ذي حق حقه ففعل، ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم


وروى ابن الأثير في أسد الغابة قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما أراد الهجرة، خلف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديون، ورد الودائع التي كانت عنده،


، وفي معركة بدر عندما كان من أوائل المتقدمين لمبارزة رؤوس الكفر، وكان اغلب القتلى من المشركين بسيفه،


ذكر السيوطي في اللآلئ المصنوعة،: نادى مناد من السماء يوم بدر يقال له رضوان لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. وذكره السخاوي في المقاصد الحسنه لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي.


وذكر إسماعيل بن كثير الدمشقي في كتابه البداية والنهاية. قال الحسن بن عرفة: حدثني عمار بن محمد، عن سعيد بن محمد الحنظلي، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: ((نادى مناد في السماء يوم بدر يقال له رضوان: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي)).


وفي معركة أحد عندما هرب الناس وبقي صامدا مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وكان أيضا له الدور البارز في المعركة، وكذلك عندما برز الإيمان كله إلى الشرك كله في معركة الخندق عندما استطاع عمرو بن ود العامري اختراق الخندق وطلب مبارزة المسلمين فلم يخرج له احد من



الصحابة خوفا منه مع أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال لهم من يخرج له وأنا أضمن له الجنة فلم يخرج له منهم أحد، إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والذي قتل عمرو بن ود -


روى السيوطي في اللآلئ قال: حدثنا صدقة بن موسى حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن ابن عباس قال قتل علي بن أبي طالب عمرو بن ود ودخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم فلما رآه كبر وكبر المسلمون فقال اللّهم أعط علياً فضيلة لم تعطها أحداً قبله ولا تعطها أحداً بعده فهبط جبريل ومعه أترجة من الجنة فقال إن اللّه يقول حي بهذه علي بن أبي طالب فدفعها إليه فانفقلت في يده فلقتين فإذا حريرة بيضاء مكتوب فيها سطرين تحية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب.


قال صلّى الله عليه وآله: ضربةُ عليّ يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين


وقول النبي الأكرم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لعلي عليه السلام قال: برز الإيمان كله إلى الكفر كله.


وقال النبي صلى الله عليه وآله قال:لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة.


وروي عن حذيفة ابن اليمان انه قال: والذي نفس حذيفة بيده لعمله (أي قتل أمير المؤمنين علي عليه السلام لعمرو ابن ود يوم الخندق) في ذلك اليوم أعظم أجرا من عمل أصحاب محمد إلى يوم القيامة، و كان الفتح في ذلك اليوم على يد علي عليه السلام وقال النبي صلى الله عليه وآله: " لضربة علي خير من عبادة الثقلين.


وأيضا في عزوة خيبر. كانت لأمير المؤمنين المواقف المشرفة والعظيمة. فبعد أن لم يستطع أبو بكر أن يفتح الحصون وكذلك عمر. دعي أمير المؤمنين لتلك المهمة التي استعصت على كبار الصحابة، فقام هو عليه السلام بتلك المهمة وفتح الله على يده الحصون حصون خيبر. فما روي عن أبي بكر وهزيمته وعمر وتجبين أصحابه له عند بعثهم لفتح خيبر صححه كل من الحاكم والذهبي فقد نقل الحاكم روايتين حول أبي بكر.


عن مسلمة بن الأكوع (رض) قال: " بعث رسول الله (ص) أبا بكر (رض) إلى بعض حصون خيبر فقاتل وجهد ولم يكن فتح "، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: صحيح.


وعن أبي ليلى عن علي أنه قال: يا أبا ليلى أما كنت معنا بخيبر قال: بلى والله كنت معكم قال: فإن رسول الله (ص) بعث أبا بكر إلى خيبر فسار بالناس وانهزم حتى رجع، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال في التلخيص: صحيح.


ويروي الحاكم أيضا روايتين عن دور عمر يوم خيبر:الأولى عن علي (ع) قال: " سار النبي (ص) إلى خيبر فلما أتاها بعث عمر (رض) وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم



فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه فجاءوا يجبنونه ويجبنهم فسار النبي (ص)، الحديث، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال في التلخيص: صحيح.


والرواية الأخرى عن جابر (رض) أن النبي (ص) دفع الراية يوم خيبر إلى عمر (رض) فانطلق فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.


إلى أن قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في الحديث المتفق عليه عند أصحاب الحديث: " لأبعثن غدا رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"، وفي رواية " لا يولي الدبر يفتح الله على يديه "،


روى البخاري في صحيحه حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري، عن أبي حازم قال: أخبرني سهل رضي الله عنه، يعني ابن سعد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: (لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله). فبات الناس ليلتهم: أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجونه، فقال: (أين علي). فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه، فقال: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله رجلا بك، خير لك من أن يكون لك حمر النعم).


وروى مسلم في صحيحه حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا عبد العزيز (يعني ابن أبي حازم) عن أبي حازم، عن سهل. ح وحدثنا قتيبة بن سعيد (واللفظ هذا). حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن) عن أبي حازم. أخبرني سهل بن سعد؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر "لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه. يحب الله ورسوله. ويحبه الله ورسوله" قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. قال فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. كلهم يرجون أن يعطاها. فقال "أين علي بن أبي طالب؟" فقالوا: هو، يا رسول الله! يشتكي عينيه. قال فأرسلوا إليه. فأتى به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه. ودعا له فبرأ. حتى كأن لم يكن به وجع. فأعطاه الراية. فقال علي: يا رسول الله! أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال "أنفذ على رسلك. حتى تنزل بساحتهم. ثم ادعهم إلى الإسلام. وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. فوالله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم".



وكذلك مواقفه في حنين عندما هرب كبار الصحابة من ساحة المعركة وتركوا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأمير المؤمنين علي عليه السلام يواجهان الكفار مع بعض المخلصين. واليك هذا الحديث عن هروب عمر وكبار الصحابة يوم حنين


روى البخاري في صحيحه حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة قال:خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين، فضربته من ورائه على حبل عاتقه بالسيف فقطعت الدرع، وأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر بن الخطاب فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله عز وجل.


وعندما نزلت سورة براءة لم يرد الله إلا أن يبلغها النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم نفسه أو رجل من أهل بيته بذلك أمر جبرائيل عليه السلام فأعطاها عليا، فعلي إذن توكل إليه المهمات حتى في تبليغ الوحي لأنه لا يجوز إن يقوم بهذه المهمة إلا رجل قد طهره الله واصطفاه ولأنها سورة تتعرض كثيرا لفضح المنافقين ومؤامراتهم فلا يمكن إن يبلغها إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم أو رجل قد طهره الله من الرجس والنفاق، فأبى الله إن يبلغها رجل لم يعصمه الله ولم يذهب عنه الرجس وربما كان داخلا في دائرة من توعدتهم سورة براءة. إذن فتبليغ الوحي مهمة عظيمة لا ينوب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم فيها إلا شخص مثل علي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي، ولذلك انتزعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم من أبي بكر حتى يري المسلمين جميعا إن أبا بكر ليس من أهل هذا المقام، ولقد كانت حركة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم هذه بشكل قاطع وجازم أنها من الوحي لإقامة الحجة على المسلمين لتقديم علي ابن أبي طالب بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم على غيره من الصحابة.


فقد روى الترمذي، وابن ماجه، والبيهقي، والطبري، واحمد، وابن كثير، وفي معجم الشيوخ، وفتح الباري، شرح صحيح بخاري، وتحفة الاحوذي، وفيض القدير، وتذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء، والسيرة النبوية لابن هشام، وكشف الخفاء، أخبرنا زكريا بن يحيى قال حدثنا عبد الله بن عمر قال حدثنا أسباط عن فطر عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن رقيم عن سعد قال ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني. هذا وقد ذكرت هذه الرواية بأسندة ومتون مختلفة في صحاح أهل السنة،ذكرنا واحده منها فقط للاختصار.


وأيضا لبيان عظمة ومنزلة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام عند الله ورسوله فقد زوجه الله بسيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم بفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم من فوق سبع سماوات، والتي غضبها من غضب الله



ورضاها من رضى الله، حيث كان قد تقدم لخطبتها أبو بكر وعمر ابن الخطاب، ويأبى الله إلا أن تكون زوجة لأمير المؤمنين تدليلا على صدقه وإخلاصه وعظيم منزلته عند الله فهو سلام الله عليه أهل لكل منزلة عظيمة في جميع نواحي الحياة.


فقد روي في الطبقات الكبرى لابن سعد: قال خطب أبو بكر وعمر فاطمة إلى رسول الله فقال النبي هي لك يا علي لست بدجال يعني لست بكذاب.


وروي في مجمع الزوائد عن حجر بن عنبس قال خطب علي رحمة الله عليه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال هي لك يا علي لست بدجال. وقال رجاله ثقات ورواه البزار والطبراني.


وعلى ذلك فقد كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لا يستغني عن وجود أمير المؤمنين في الغزوات المهمة والقضايا الخطيرة - ولولا إن بقاء ه عليه السلام في المدينة كان أهم وأعظم من خروجه مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إلى تبوك لما أبقاه فيها، فبقاء أمير المؤمنين سلام الله عليه في المدينة قد عطل عمليه الإنقلاب التي كان مخططاً لها أن تكون إذا نجحت عملية اغتيال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.


ولذلك عندما أدرك المنافقون أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد أمر سيدنا أمير المؤمنين في البقاء وعدم الخروج إلى تبوك، تنبهوا أن في وجود أمير المؤمنين في المدينة فشل لمخططاتهم الإنقلابية.


لأن المسلمين جميعاً، لا يستطيعون أن يجاروا أمير المؤمنين في أي شيء، لا في إيمانه ولا في علمه ولا في قوته وشجاعته وإقدامه سلام الله عليه، وقصة رفعه باب خيبر وعدم استطاعة على الأقل أربعين صحابياً تحريكه مشهورة عند كل المسلمين بشكل لا يداخله الشك.


روى إسماعيل بن كثير الدمشقي في كتابه البداية والنهاية:.قال يونس عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن الحسن عن بعض أهله، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: خرجنا مع علي إلى خيبر، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته. فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل منهم من يهود، فطرح ترسه من يده، فتناول علي باب الحصن فترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم، نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما استطعنا أن نقلبه.


وروى الحافظ البيهقي، والحاكم، من طريق مطلب بن زياد، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي جعفر الباقر، عن جابر: أن علياً حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه فافتتحوها وأنه جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلاً.


لكل ذلك بدأ المنافقون من الصحابة بعد خروج رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إلى تبوك، يحاولون أن لا يبقى أمير المؤمنين علي سلام الله عليه في المدينة، فبدؤوا يعيرونه ويعيبون عليه



أن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم خلفه في النساء والصبيان. في محاولة منهم لإخراجه من المدينة فهو الشجاع المقدام الذي لا يمكن أن يرضى بتلك التهمة من المنافقين من الصحابة.


فقام سلام الله عليه وخرج في اثر رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأخبره أن المنافقين من الصحابة يعيرونه لأنه بقي في النساء والصبيان فقال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ارجع إلى المدينة فأنت مني بمنزلة هارون وموسى إلا انه لانبي بعدي.


فقد روي في عشرات الروايات في كتب وصحاح أهل السنة ذكر هذه الحادثة، روى إسماعيل بن كثير الدمشقي في كتابه البداية والنهاية قال ابن إسحاق: وخلَّف رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم علي ابن أبي طالب على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون، وقالوا: ما خلفه إلا استقلالاً له، وتخففاً منه، فلمَّا قالوا ذلك، أخذ عليّ سلاحه، ثمَّ خرج حتَّى لحق برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو نازل بالجُرْف، فأخبره بما قالوا.فقال: كذبوا ولكني خلَّفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.فرجع علي، ومضى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في سفره.


وعاد أمير المؤمنين إلى المدينة ولم ينجح المنافقين من الصحابة في مؤامرتهم ومخططهم لإخراج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه وإبعاده عنها.


والآن ننتقل إلى قضية محاولة اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم وذكر بعض التفاصيل عنها من روايات وأحاديث صحيحة وردت في كتب وصحاح أهل السنة، فإليك الأحاديث التي تؤكد محاولة اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أثناء عودته من تبوك وانه صلى الله علي وآله وسلم قد ذكر تلك المحاولة التي نجاه الله منها بعد أن أطلعه جبريل عليه السلام على تفاصيلها فكشفها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم وبينها وذكر أسماء الصحابة المنافقين الذين كانوا على رأس تلك المحاولة حيث اخبر بأسمائهم لعدد من الصحابة المخلصين منهم حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه.


روى مسلم في صحيحه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أسود بن عامر حدثنا شعبة بن الحجاج عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس قال ثم قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم



/ 33