الإنقلاب والتغيير بعد رسول الله - سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین - نسخه متنی

صلاح الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة بعض الصحابة ينكرها أهل المعرفة بالحديث وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالقوي عندهم وقال الدارقطني ضعيف وقال بن عدي هو من المعروفين بالكوفة وله أحاديث كثيرة وهو من جملة من ينسب إلى التشيع بالكوفة قال مطين مات في ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين قلت وقال الساجي عنده مناكير وقال بن قانع ضعيف يتشيع وقال بن حبان كان فقيها عالما بالفرائض إلا أنه يروي المقلوبات عن الثقات حتى إذا سمعها السامع شهد عليه بالجرح والوهن.

وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء السري بن أبي دارم التميمي الكوفي الشيعي محدث الكوفة سمع إبراهيم بن عبد الله العبسي القصار وأحمد بن موسى الحمار وموسى بن هارون ومحمد بن عبد الله مطينا ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وعدة حدث عنه الحاكم وأبو بكر بن مردويه ويحيى بن إبراهيم المزكي وأبو الحسن بن الحمامي والقاضي أبو بكر الحيري وآخرون كان موصوفا بالحفظ والمعرفة إلا أنه يترفض قد ألف في الحط على بعض الصحابة وهو مع ذلك ليس بثقة في النقل.

وروي في ميزان الاعتدال عن أحمد بن محمد بن الموطأ الحافظ عن إسحاق بن موسى الخطمي ونحوه ضعفه أحمد بن عبدان الشيرازي وقال ابن مردويه كان ممن يسرق الحديث وكان أبو أحمد العسال يحسن أمره ويروي عنه الغرماء أبا الحسن بغدادي لقي أيضا ابن سهم الانطاكي وعدة 550 أحمد بن محمد بن سوادة يعرف بحشيش كوفي نزل بغداد وحدث بها عن عبيدة بن حميد قال الدار قطني لا يحتج به وقال الخطيب روى عنه محمد بن مخلد وما رأيت أحاديثه إلا مستقيمة 551 أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم المحدث أبو بكر الكوفي الرافضي الكذاب مات في أول سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وقيل انه لحق إبراهيم القصار حدث عن أحمد بن موسى والحمار وموسى بن هارون وعدة روى عنه الحاكم وقال ثقة وقال محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ بعد أن أرخ موته كان مستقيم الأمر عامة دهره ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرا عليه المثالب حضرته ورجل يقرا عليه أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن وفي خبر آخر في قوله تعالى وجاء فرعون عمر وقبله أبو بكر والمؤتفكات عائشة وحفصة فوافقته على ذلك ثم انه حين إذن الناس بهذا الأذان المحدث وضع حديثـاً متنه تخرج نار من قعر عدن تلتقط مبغضي آل محمد ووافقته عليه وجاءني ابن سعيد في أمر هذا الحديث فسألني فكبر عليه وأكثر الذكر له بكل قبيح و تركت حديثه.

وهذا عزيزي القارئ غيض من فيض فراجع كتب علم الرجال تجد العشرات من هذه الأمثلة

عزيزي القارئ هكذا كان ولا زال ميزان قبول الرواية أو ردها، بالنسبة لأهل السنة، فمن كان عثمانيا أي مبغضا لعلي وأهل البيت تؤخذ روايته، ومن كان متدينا تقيا صدوقا ورعا


عالما فقيها حافظا ولكنه يذكر فضائل أهل البيت ويتشيع لهم ترد روايته، وباختصار كل ما سبق فإن الرواة قد طبقوا القانون الذي فرضته السلطة الحاكمة تطبيقا تاما واعتمدوه في أغلب كتبهم.

وإذا كان الحديث فيه طعنا لعصمة النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وجعله كأي إنسان عادي يخطئ ويصيب فإنهم اعتمدوا هذا النوع من الحديث.

وإذا كان الحديث فيه تبريرا لفعل من الأفعال التي فعلوها والتي لا يرضاها الله ولا رسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أيضا اعتمدوا هذا النوع من الحديث ولو كان على حساب منزلة الرسالة ومرتبة النبوة.

وأيضا كلما كان الحديث فيه رفع لشأن أناس لم يرفعهم الله أو فيه اختراع لفضائل لم تكن موجودة في أصحابها أيضا اعتمدوه وإذا كان الحديث فيه تحويل لمثالب العديد من الصحابة وقلبها إلى فضائل أيضا اعتمدوه.

ولذلك ظهرت التناقضات والاختلافات بين الفقهاء، والسبب الرئيسي في تلك الاختلافات والتناقضات هو أن الحديث فيه العشرات بل والمئات من الأحاديث التي لم يحدث بها رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولم تخرج من نبع النبوة وعين الوحي نسبوها إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولذلك اعتمدها المسلمون بعد ذلك الزمان وحتى أيامنا هذه، وتعددت التناقضات التي حتى خالفوا في العشرات منها صريح الآيات القرآنية الشريفة، وخالفوا فيها حقيقة الربوبية والرسالة الإلهية، والصفة الربانية لرسالة الإسلام العظيمة.

ولذلك تجد في كل صفحة في صفحات كتاب صحيح البخاري أو مسلم مثلا، حديثا ينكر أن البسملة أي آية بسم الله الرحمن الرحيم أنها من سورة الفاتحة، وبعده مباشرة تجد مجموعة أخرى من الأحاديث تقر وتعترف بأن البسملة هي من القرآن الكريم ومن سورة الفاتحة.

وتجد مثلا الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في حديث ينهى عن أمر ما وفي نفس الصفحات تجد أن نفس الفعل المنهي عنه قد فعله رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أو أمر به.

ولو نظرت فعلا إلى صيغة الأذان للصلاة والتي هي عمود الدين فانك تجد العديد من الصيغ وكذلك الصلاة والحج وأحكام البيع والشراء وغير ذلك ودونك كتب الصحاح والسنن راجعها وتمعن فيها تجد صدق كلامي.

والأخطر من ذلك أنه جاء بعد تدوين الحديث، عصر وضع قوانين أصول الفقه والتي اعتمدوا فيها قاعدة: مثلا: أن الإجماع يرد الآية، حتى ولو كانت الآية واضحة المعنى، فمثلا آية الوضوء والتي توجب مسح القدمين نبذوها واعتمدوا أحاديث تخالفها وتخالف معانيها، والعجيب إصرارهم على مخالفتها مع وجود عشرات الأحاديث عندهم أيضا والتي توجب المسح ودونك صحيح وكتب أهل السنة تجد فيها أحاديث صحيحة تؤكد معنى الآية وتطبيقها.


ومع أن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في العديد من المناسبات ولأنه يعلم ما سيحصل لأمته من بعده فمن أجل إن يحمي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أمته من الضياع والضلال فقد وضع عدة قواعد لذلك.

فقد حذر من الاختلاف ونهى عنه ونزل في ذلك آيات عديدة واليك جملة من الأحاديث التي تذم الاختلاف.

روى في الدر المنثور أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} قال: يقول: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم.

روى الطبري في جامع البيان عن ابن إسحاق: {ولا تنازعوا فتفشلوا} أي لا تختلفوا فيتفرق أمركم. {وتذهب ريحكم} فيذهب جدكم. {واصبروا إن الله مع الصابرين} أي إني معكم إذا فعلتم ذلك.

روى البخاري في صحيحه قال قال رسول الله (لا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا).

روى الحاكم في مستدركه عن البراء بن عازب - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، رواه السيوطي وغيره

روى السيوطي في الجامع الصغير لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا. (خ) عن ابن مسعود.

روى الطبري في المعجم الكبير عن بن عباس قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتف فقال ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تختلفوا بعدي أبدا وأخذ من عنده من الناس في لغط فقالت امرأة ممن حضر ويحكم عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم فقال بعض القوم اسكتي فإنه لا عقل لك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنتم لا أحلام لكم .

وروي في صحيحي البخاري ومسلم، عن جرير بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال: قال لي النبيّ صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع: "إسْتنْصِتِ الناسَ، ثم قال: لا تَرْجِعُوا بَعْدي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ".

وأيضا وضع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قاعدة هامة لإنهاء الاختلاف بين المسلمين إذا حصل واختلفوا، وهي الرجوع إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام، لأنه يبين لأمة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ما يختلفون فيه من بعده ويقاتلهم على التأويل كما قاتل رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على النزيل.


روى الحاكم في المستدرك قال عن أنس بن مالك أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال لعلي أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ورواه في كنز العمال، والديلمي وغيرهم كثير

وأيضا وضع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قاعدة هامة جدا، كتاب الله والعترة وأن من تمسك بهما لن يضل ودونك حديث سفينة أهل البيت، وحديث الثقلين، راجعهما في بحث وصية رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من هذا الكتاب.

وهناك قاعدة هامة جدا أيضا فيما روي عن أهل البيت عليهم السلام يقول رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إذا رأيتم حديثي يخالف القرآن فاضربوا به عرض الحائط.

لقد وضع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم والذي أرسله الله رحمة للعاملين، وضع كل هذه القواعد وأسسها وثبتها من أجل منع الاختلاف وعدم حصوله بين المسلمين، ولكن للأسف فإن كل ما حذر منه رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لم يجد آذانا صاغية، فلا اعتمدوا حل الاختلاف بالرجوع إلى أمير المؤمنين علي والأئمة من بعده، ولا تمسكوا بالعروة الوثقى كتاب الله وعترة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولا ركبوا في سفينة النجاة، وكانت النتيجة والتي عانت منها الأمة الإسلامية طوال القرون الماضية وحتى يومنا هذا لا زالت تعاني في الفرقة والاختلاف والضلال، والسبب صار واضحا جليا لك.

وأحب أن ألفت إنتباه القارئ العزيز لأمر خطير جدا أرجوا أن يتابعه بكل دقة وانتباه، أن الإختلافات الحاصلة بين المسلمين اليوم والأمس هي أمور في مجالات معينة محصورة في غالبيتها في كل ما يتعلق بما أمر به الله ورسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والتزم به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه والأئمة من بعده.

ولذلك فإن كل سنة نبوية طبقها أمير المؤمنين والأئمة من بعده وأتباعهم هي من الأمور التي تم وضع أحاديث تناقضها وتخالفها، فالقضية إذن أن كل ما كان ظاهرا من الأحكام الشرعية والتي طبقها أمير المؤمنين وصارت شعارا لأهل البيت، وضعوا لها أحاديث تخالفها، حتى لا تظهر فضائل أمير المؤمنين وأفضليته، وحتى يتم تبرير ما عليه السلطة الحاكمة من معتقدات وآراء.

خذ مثلا الجهر بالبسملة سنة نبوية طبقها أمير المؤمنين علي عليه السلام، وأكد عليها الأئمة من بعده، وهي من الأمور الظاهرة في مذهب أهل البيت عليه السلام، وضعوا لهذا الأمر أحاديث نسبوها إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من أجل مخالفة أهل البيت.

مما أدى اليوم لظهور خلافات عند أهل السنة أنفسهم هل البسملة يجهر بها أم لا؟ أو هل هي من القرآن أم لا؟ وبالتالي ماعت القضية وظهر الاختلاف.

ثم خذ مثلا آخر المسح على القدمين في الوضوء، سنة نبوية طبقها رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم طبقا للآية القرآنية والتزم بتطبيقها أمير المؤمنين عليه السلام، وصارت شعارا من


الشعائر عند أهل البيت وضعوا لمخالفتها أحاديثا، توجب الغسل ولو على حساب الآية الشريفة، فخالفوا أمر الله وقرآنه وسنة نبيه وهذا ليس مهما عندهم المهم مخالفة أمير المؤمنين علي عليه السلام وأتباعه، وثبتوا على إتباع من يعتبرونهم القدوة عندهم ممن أسسوا ووضعوا القوانين لمثل هذا الاختلاف، وإذا حاولت أن تقنع اليوم شخصا بأن آية الوضوء توجب المسح وأن الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فعل ذلك وطبقه وأمر به، يكون الجواب ـ قال ابن عمر أو قال عمر أو فعل معاوية وغير ذلك.

وأيضا مسألة الأذان التي اختلفوا فيها حتى اليوم ولم يستطيعوا أن يجيبوا على سؤال واحد لها إذا نظرت إلى كتبهم وصحاحهم والكتب الفقهية في ذلك، تجد أنهم وضعوا أحاديث مختلفة تظهر الأذان بصيغ مختلفة متناقضة، ونسبوا إلى الله، سبحانه وتعالى الحكيم الخبير، أنه فرض علينا الصلاة، وشرط لها الوضوء، لكنه لم يعلمنا كيف نؤذن إلى الصلاة ولم يكن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يعرف ذلك حتى جاء عمر بن الخطاب وعلم الناس الأذان مع أن الله سبحانه قال " إذا نودي للصلاة " وأقيموا الصلاة وأن هناك روايات تؤكد أن الله قد علَّمَ رسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الأذان في السماء يوم فرضت الصلاة، يوم عرج برسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. وكان من أجزاء الأذان حي على خير العمل، وجاء عمر بن الخطاب وأزال هذا المقطع ووضع بدلا منه الصلاة خير من النوم، ولأن الإلتزام بحي على خير العمل كجزء من الأذان قام بتطبيقه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله تعالى عليه، وضع الطرف المقابل أحاديث نسبوها لرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم زورا وبهتانا حتى يكون رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في صف الذين غيروا ويظهر الأمر وكأن المخالف لسنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم هو علي بن أبي طالب فقط.

وهناك المئات من الاختلافات في الصلاة والحج والطلاق والزكاة وغيرها كثير حتى الخمس الذي فرضه الله سبحانه وتعالى لأهل البيت الذين حرموا من الصدقات وبدلا من ذلك أكرم الله أهل البيت بالخمس وفرض على المسلمين أداءه لهم، ولأنه من الأحكام التي تذكر الناس بموقعيه أهل البيت وعترة الرسول سلام الله عليهم.

فإنهم منعوا أداءه لهم وحرموا أهل البيت عليهم السلام من هذا الحق وحتى أنك لا تجد أثرا لهذا الحكم في كتب السنة، لأنهم قالوا وأفتوا بأن ذلك كان للرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وبعد الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يكون للدولة وأنتهي الأمر على ذلك.

وأحب إن أقدم بين يدي القارئ عددا من الفتاوى التي أفتى بها العديد من علماء أهل السنة، وقد خالفوا في فتاواهم سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حتى لا يتشبهوا بالشيعة أتباع سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأهل بيته الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، وهذا يؤكد انه لا يلتزم احد بسنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إلا أتباع المذهب الحق إتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، واليك الفتاوى.


قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن الدمشقي في كتاب رحمة الأمة في اختلاف ألائمة المطبوع بهامش الميزان للشعراني السنة في القبر التسطيح، وهو أولى على الراجح من مذهب الشافعي. وقال أبو حنيفة ومالك واحمد: التسنيم أولى، لأن التسطيح صار شعارا للشيعة.

وقال الغزالي والماوردي: أن تسطيح القبور هو المشروع، لكن لما جعلته الرافضة شعارا لهم، عدلنا عنه إلى التسنيم. وقال مصنف الهداية من الحنفية: أن المشروع التحتم في اليمين، ولكن لما اتخذته الرافضة جعلناه في اليسار.انتهى. وأول من اتخذ التختم باليسار خلاف السنة هو معاوية. كما في ربيع الأبرار للزمخشري.

وقال الحافظ العراقي في بيان كيفية إسدال طرف العمامة: فهل المشروع إرخاؤه من الجانب الأيسر كما هو المعتاد أو الأيمن لشرفه؟ لم أر ما يدل على تعيين الأيمن إلا في حديث ضعيف عند الطبراني، وبتقدير ثبوته فلعله كان يرخيها من الجانب الأيمن ثم يردها إلى الجانب الأيسر كما يفعله بعضهم، إلا انه صار شعار للأمامية، فينبغي تجنبه لترك التشبه بهم. شرح المواهب للزر قاني

وقال الزمخشري في تفسيره.القياس جواز الصلاة على كل مؤمن، لقوله تعالى: (هو الذي يصلي عليكم وقوله تعالى: (وصل عليهم ان صلا تك سكن لهم وقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: ((اللهم صل على آل أبي أوفى)). ولكن للعلماء تفصيلا في ذلك وهو: أنها إن كانت على سبيل التبع كقولك صلى اللّه على النبي وآله فلا كلام فيها، وأما إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يفرد هو فمكروه، لأن ذلك الشعار ذكر رسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولأنه يؤدي إلى الاتهام بالرفض، وقال رسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ((من كان يؤمن باللّه واليوم الأخر فلا يقفن مواقف التهم)).

وقال ابن تيمية في منهاجه عند بيان التشبه بالرافض: ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعارا لهم، فإنه وان لم يكن الترك واجبا لذلك لكن في إظهار ذلك مشابهة لهم، فلا يتميز السني من الرافضي، ومصلحة التمييز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم، أعظم من مصلحة هذا المستحب. ثم جعل هذا كالتشبه بالكفار في وجوب التجنب عن شعارهم،

وقال الشيخ إسماعيل البر وسوي في تفسيره روح البيان قال في عقد الدرر واللآلئ:المستحب في ذلك اليوم يعني يوم عاشوراء فعل الخيرات من الصدقة والصوم والذكر وغيراهما، ولا ينبغي للمؤمن أن يتشبه بيزيد الملعون في بعض الأفعال، وبالشيعة والرافض والخوارج أيضا. يعني لا يجعل ذلك اليوم يوم عيد أو يوم ماءتم، فمن اكتحل يوم عاشوراء فقد تشبه بيزيد الملعون وقومه، وان كان للاكتحال في ذلك اليوم اصل صحيح، فإن ترك السنة سنة إذا كان شعارا لأهل البدعة كالتحتم باليمين، فإنه في الأصل سنة لكنه لما كان شعار أهل البدعة والظلمة، صارت السنة أن يجعل الخاتم في خنصر اليد اليسرى في زماننا، كما في شرح القهستاني. ومن قرأ يوم عاشوراء


وأوائل المحرم مقتل الحسين (رضي الله عنه)، فقد تشبه بالرافض، خصوصا إذا كان بألفاظ مخلة بالتعظيم لأجل تحزين السامعين، وفي كراهية القهستاني: لو أراد ذكر مقتل الحسين، ينبغي إن يذكر أولا مقتل سائر الصحابة لئلا يشابه بالرافض

. وقال ابن حجر في فتح الباري تنبيه: اختلف في السلام على غير الأنبياء بعد الاتفاق على مشروعيته في تحية الحي، فقيل: يشرع مطلقا. وقيل: بل تبعا ولا يفرد لواحد لكونه صار شعارا للرافضة.ونقله النووي عن الشيخ أبي محمد الجويني.

وعندما كثر الاختلاف وبدأت سلبياته تظهر في المجتمعات الإسلامية وواقع الحياة العملي، وظهر التعصب والفرقة والتناقض، تمسك المسلمون بحديث نسبوه لرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يقول:واختلاف أمتي رحمة" ولا أدري كيف تأتي الرحمة من الاختلاف، فلو أن أهل بيت معين أي أسرة معينة مكونة من خمسة أشخاص كان الأب فيها مختلف ومتناقض مع ألام، والأم كذلك مع أفراد أسرتها، وأفراد الأسرة كل واحد له دينه ومنهجه وسلوكه، فهل في هذا الاختلاف رحمة، أعتقد أن تلك الأسرة، ستعيش حياة المعاناة والشقاء والتفرق والتمزق، فكيف بالأسرة الإسلامية الكبيرة والمجتمع الإسلامي الكبير، وأظن ما نراه اليوم من تشرذم وتمزق وضلال، سببه كل تلك التناقضات والخلافات.

على أنه لو صح الحديث عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فإن الاختلاف في الحديث ليس معناه الفرقة والخلاف لأنه هذا المعنى لا يمكن للعقل أن يقبله لأنه يستحيل أن يكون في تلك الصورة أي نوع من أنواع الرحمة بل العذاب والشقاء.

وإنما المعنى الذي هو الرحمة والهداية هو المقصود من الحديث بمعنى الاختلاف، هو كثرة التردد على العلماء العارفين العاملين فنقول، كان فلان يختلف إلى فلان أو كان فلان كثير الاختلاف على فلان ـ أي كثير التردد والمراجعة وهناك الدعاء المشهور عن أهل البيت الذي يصف بيوت أهل البيت عليهم السلام بأنها مختلف الملائكة، أي كانت الملائكة كثيرة التردد والزيارة والمراجعة، هذا هو المعنى من الحديث إن صح عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولكن أهل السنة أخذوا بالمعنى الآخر لتبرير الاختلاف والخلاف بينهم، وتبرير كل المواقف التاريخية التي حصلت بدون أن يكون هناك داع لدراستها ومراجعتها ومعرفة أخطائها وأخطارها.

أما أهم النتائج التي حصلت بسبب حرق السنة النبوية ومنع تدوينها في العصور الأولى من الإسلام فمن أهمها:

ـ ضياع دور أهل البيت عليهم السلام في الإمامة والسياسة، وبالتالي فقدان المعنى الحقيقي للإسلام.

ـ ضياع الكثير من سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وبدلا من ذلك ظهر الإجتهاد بالرأي والقياس والإستحسان وغير ذلك من القواعد الفقهية.


ـ اعتماد الكثير من الأحاديث الموضوعة والإسرائيليات وقصص القصاصين في نشوء الكثير من الأحكام الشرعية التي لم يأمر بها الله ورسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولكنها تعتبر اليوم أحكاما يطبقها المسلمون السنة.

ـ اعتبار العديد من الشخصيات المنافقة أفضل من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولا زالت تلك الشخصيات هي القدوة الرئيسية لأفعال وسلوك المسلمين السنة، بعد أن اخترع لها فضائل لم تكن موجودة لهم، وبعد أن تم تبرير كل ما ظهر من أفعالهم المستنكرة.

أما السنة الحقيقية فبقيت محفوظة عند أهل البيت وأتباعهم يتوارثونها جيلا بعد جيل، فمن أراد النجاة وإتباع الصراط المستقيم ومن أراد أن يبرئ نفسه من عملية اغتيال السنة النبوية فما عليه سوى إتباع كتاب الله وعترة رسوله عليهم السلام، سبيل النجاة والصراط المستقيم الذين من اتبعهم فإنه لن يضل أبدا، كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في ضلال وصدق رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

الإنقلاب والتغيير بعد رسول الله

الانقلاب والتغيير بعد رسول الله

قال تعالى في سورة المائدة. الآية: 13 {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين ,}.وقال تعالى سورة النساء. الآيات: 44 - 46{ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل، والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا، من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في...

تؤكد هذه الآيات الشريفة على أن اليهود والنصارى قد غيروا وبدلوا بعد أنبيائهم في العقائد والأحكام ولم يتبعوا أمر الله وأوامر أنبيائهم ورسلهم، هذا ثابت عند الجميع.


فهل حصل عند المسلمين تغيير وتبديل بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في سنن النبي الذي أكد في الأحاديث بان الأمة الإسلامية سوف تتبع سنن السابقين وتغير وتبدل كما غيروا وبدلوا.

قال تعالى في سورة آل عمران. الآية: 144 {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}.

قال تعالى في سورة الفتح. الآية: 10 {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}.

عزيزي القارئ عند مراجعة الأحداث التاريخية والسير للعصور الأولى من الإسلام نجد أن العديد من الصحابة خصوصا من استلم زمام الأمور قد غيروا وبدلوا في الكثير من الأحكام الشرعية والسنن النبوية، وحتى يكون هذا البحث استدلاليا أكثر منه إنشائيا فإنني سوف ادخل معك بالأدلة من كتب أهل السنة مباشرة، ولكن أشير في البداية إلى آية الانقلاب تؤكد بأنه بعد رحيل رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم سوف يكون هناك من ينقلب على عقبيه من الصحابة، وتؤكد الآية الثانية إن من ينكث بيعته فإنه ينكث على نفسه أي انه هناك إمكانية لنقض البيعة والانقلاب بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من بين الصحابة.

وللتأكيد على هذا المعنى فقد حذر رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الصحابة من التغيير والانقلاب من بعده حيث روي في العشرات من الروايات الصحيحة عند أهل السنة ما يؤكد ذلك.

روى البخاري في صحيحه عن ابن المسيَّب أنه كان يحدث، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يرد علي الحوض رجال من أصحابي، فيجلون عنه، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى.

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة: أنه كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى).

روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنكم محشورون حفاة عراة غرلا، ثم قرأ: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا أنا كنا فاعلين}. وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي أصحابي، فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - إلى قوله - الحكيم}).


روى البخاري في صحيحه عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا فرطكم على الحوض، وليرفعنَّ رجال منكم ثم ليختلجنَّ دوني، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).

روى البخاري في صحيحه، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليردن علي ناس من أصحابي الحوض، حتى عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أصيحابي؟ فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).

روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردنَّ علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم). قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري، لسمعته وهو يزيد فيها: (فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي).

روى مسلم في صحيحه حدثنا أنس بن مالك؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني. حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي، اختلجوا دوني. فلأقولن: أي رب! أصيحابي. أصيحابي. فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة؛ قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ترد علي أمتي الحوض. وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله" قالوا: يا نبي الله! أتعرفنا؟ قال "نعم. لكم سيما ليست لأحد غيركم. تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء. وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون. فأقول: يا رب! هؤلاء من أصحابي. فيجيبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟".

روى مالك في الموطأ وحدثني عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله انه بلغه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لشهداء احد هؤلاء اشهد عليهم، فقال أبو بكر السنا يا رسول الله بإخوانهم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى ولكن لا ادري ما تحدثون بعدي

روى الطبراني في معجمه الكبير أبو الأشعث عن ثوبان قال اجتمع أربعون رجلا من الصحابة ينظرون في القدر والجبر فيهم أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فنزل الروح الأمين جبريل صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أخرج على أمتك فقد أحدثوا فخرج عليهم في ساعة لم يكن يخرج عليهم فيها فأنكروا ذلك منه وخرج عليهم ملتمعا لونه متوردة وجنتاه كأنما تفقأ بحب الرمان الحامض فنهضوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاسرين أذرعهم ترعد أكفهم وأذرعهم فقالوا تبنا إلى الله ورسوله فقال أولى لكم إن كدتم لتوجبون أتاني الروح الأمين فقال أخرج على أمتك يا محمد فقد أحدثت


بعد هذا التحذير والتأكيد النبوي من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أقدم بين يديك جملة من الروايات على اعتراف العديد من الصحابة بأنه قد حصل تغيير وتبديل بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وان هؤلاء الصحابة صاروا بعده لا يروا شيئا مما عهدوه من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حتى إن الكثير منهم كان يبكي بسبب هذا التغير والتبديل بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

روى البخاري في صحيحه كتاب مواقيت الصلاة - باب: تضييع الصلاة عن وقتها عن أنس قال: ما أعرف شيئا مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. قيل: الصلاة؟ قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها.

روى البخاري في صحيحه كتاب الجماعة والإمامة - باب: فضل صلاة الفجر في جماعة حدثنا الأعمش قال: سمعت سالما قال: سمعت أم الدرداء تقول: دخل علي أبو الدرداء وهو مغضب، فقلت: ما أغضبك؟ فقال: والله ما أعرف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئا، إلا أنهم يصلون جميعا.

روى الطبراني في معجمه الكبير حدثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا عبد المؤمن أبو عبيد حدثني مهدي بن مهدي عن عكرمة عن بن عباس قال ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة حتى تحيى البدع وتموت السنن

روى البخاري في صحيحه كتاب مواقيت الصلاة - باب: تضييع الصلاة عن وقتها سمعت الزهري يقول: دخلت على أنس بن مالك بدمشق، وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت. وقال بكر: حدثنا محمد بن بكر البرساني: أخبرنا عثمان بن أبي رواد، نحوه.

روى البخاري في صحيحه كتاب صفة الصلاة - باب: إتمام التكبير في الركوع عن عمران بن حصين قال: صلى مع علي رضي الله عنه في البصرة، فقال: ذكرنا هذا الرجل صلاة، كنا نصليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه كان يكبر كلما رفع وكلما وضع.

روى البخاري في صحيحه كتاب صفة الصلاة - عن مطرف بن عبد الله قال: صليت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنا وعمران بن حصين، فكان إذا سجد كبر، وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما قضى الصلاة، أخذ بيدي عمران بن حصين فقال: قد ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم، قال: لقد صلى بنا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم.

روى مسلم في صحيحه في باب إتمام التكبير عن مطرف. قال: صليت أنا وعمران بن حصين خلف علي بن أبي طالب، فكان إذا سجد كبر. وإذا رفع رأسه كبر. وإذا نهض من الركعتين كبر. ولما انصرفنا من الصلاة قال أخذ عمران بيدي ثم قال: لقد صلى بنا هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم. أو قال؛ قد ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم.


روى البخاري في صحيحه كتاب صفة الصلاة عن عكرمة قال: رأيت رجلا عند المقام، يكبر في كل خفض ورفع، وإذا قام وإذا وضع، فأخبرت ابن عباس رضي الله عنه، قال: أوليس تلك صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، لا أم لك.

روى احمد في مسنده حدثني جار لجابر بن عبد الله قال: -قدمت من سفر فجاءني جابر بن عبد الله يسلم علي فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا فجعل جابر يبكي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا وسيخرجون منه أفواجا. رواه في مجمع الزوائد، وكنز العمال، والسيوطي في الجامع الصغير والدر المنثور، ورواه ابن كثير والقرطبي في الجامع، وغيرهم.

روى البخاري في صحيحه كتاب صفة الصلاة عن عكرمة قال:. صليت خلف شيخ في مكة، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة، فقلت لابن عباس: إنه أحمق، فقال: ثكلتك أمك، سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم. وقال موسى: حدثنا أبان: حدثنا قتادة: حدثنا عكرمة.

وروي في الأحاديث المختارة روى الزهري قال دخلت على أنس بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت

وفي رواية غيلان بن جرير مما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل الصلاة قال أنس قد صنعتم ما صنعتم فيها.

روى البخاري في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب: كتابة الإمام للناس. عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس). فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل، فقلنا نخاف ونحن ألف وخمسمائة، فلقد رأيتنا ابتلينا، حتى إن الرجل ليصلي وحده وهو خائف.

روى مسلم في صحيحه باب الإستسرار بالإيمان للخائف عن حذيفة؛ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:أحصوا لي كم يلفظ الإسلام" قال، فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: "إنكم لا تدرون. لعلكم أن تبتلوا" قال، فابتلينا. حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرا.

لقد كان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يصلى وهو خائف وذلك بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أي في عصر أبي بكر وعمر وعثمان حيث مات بعد قتل عثمان بأربعين يوما سنة ست وثلاثين هجرية مما يدل دلالة قاطعة على انه فرض شكل معين للصلاة من قبل الخلفاء يخالف شكلها الذي كان عليه رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وبسبب خوف حذيفة من مخالفة أولئك الذين غيروا في شكل الصلاة كان رضي الله عنه يصلي سرا.

روى البخاري في صحيحه حدثنا الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك: أن أناسا من الأنصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من


أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعطي قريشا ويدعنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم. قال أنس: فحدث رسول إله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحدا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما كان حديث بلغني عنكم). قال له فقهاؤهم: أما ذوو آرائنا يا رسول فلم يقولوا شيئا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعطي قريشا، ويترك الأنصار، وسيوفنا تقطر من دمائهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأعطي رجالا حديث عهدهم بكفر، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعوا إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به). قالوا: بلى يا رسول الله رضينا، فقال لهم: (إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على الحوض). قال أنس: فلم نصبر.

روى الترمذي في سننه عن عبدِ الرحمنِ بنِ عَوْفٍ قال: "ابْتُلِينَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِالضّرّاءِ فَصَبَرْنَا، ثمّ ابْتُلِينَا بِالسّرّاءِ بعده فَلَمْ نَصْبِرْ".

روى القرطبي في الجامع سورة يونس. الآية: 109 {واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين}. قوله تعالى: "واتبع ما يوحى إليك واصبر" ومعناه اصبر على الطاعة وعن المعصية. وقال ابن عباس: لما نزلت جمع النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار ولم يجمع معهم غيرهم فقال: (إنكم ستجدون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) وعن أنس بمثل ذلك؛ ثم قال أنس: فلم يصبروا.

روى البيهقي عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها. قلنا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أدوا الحق الذي عليكم واسألوا الله الذي لكم".

روى احمد في مسنده: حدَّثني جار لجابر بن عبد اللّه قال: قدمت من سفر فجاءني (جابر بن عبد اللّه) فسلم عليَّ، فجعلت أحدِّثه عن افتراق الناس وما أحدثوا، فجعل جابر يبكي، ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إن الناس دخلوا في دين اللّه أفواجاً، وسيخرجون منه أفواجاً".

وأنتقل بك عزيزي القارئ بعد هذا البيان الذي يؤكد حصول التغيير والانقلاب بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إلى ذكر عدد يسير من الأحكام التي غيرت وبدلت بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وهذه جملة منها.


/ 33