الكتاب: موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء: 12
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1423 – 2002 م
المطبعة: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - شارع دكاش - هاتف : 272652 - 272655 - 272782 - فاكس : 850717 - 850623 - ص . ب : 7957 / 11
موسوعة
أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
تأليف
الشيخ هادي النجفي
الجزء الثاني عشر
ه‍ _ و _ ي
دار احياء التراث العربي
بيروت _ لبنان

1
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1423 ه‍ _ 2002 م
دار احياء التراث العربي
DAR EHIA AL - TOURATH AL - ARABI
للطباعة والنشر والتوزيع
Publishing & amp Distributing
بيروت _ لبنان _ شارع دكاش _ هاتف 272652 _ 272655 _ 272782 فاكس 850717 _ 850623 ص. ب. 7957 / 11

2
باب الهاء

3
الهادي
[14665] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن مهران، عن
أيمن بن محرز، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: زوج
أمير المؤمنين (عليه السلام) امرأة من بني عبد المطلب وكان يلي أمرها فقال: الحمد لله العزيز
الجبار الحليم الغفار، الواحد القهار، الكبير المتعال، سواء منكم من أسر القول ومن
جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار، أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل
عليه وكفى بالله وكيلا من يهدي الله فهو المهتد ولا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
ولن تجد من دونه وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله بعثه
بكتابه، حجة على عباده، من أطاعه أطاع الله ومن عصاه عصى الله صلى الله عليه
وآله وسلم كثيرا إمام الهدى والنبي المصطفى، ثم إني أوصيكم بتقوى الله فإنها وصية
الله في الماضين والغابرين ثم تزوج (1).
[14666] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، وفضالة بن أيوب، عن موسى بن بكر، عن الفضيل قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (ولكل قوم هاد) (2) فقال: كل إمام
هاد للقرن الذي هو فيهم (3).



(1) الكافي: 5 / 370 ح 2.
(2) سورة الرعد: 7.
(3) الكافي: 1 / 191.
5
الرواية صحيحة الإسناد.
[14667] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن
ابن اذينة، عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (إنما أنت منذر
ولكل قوم هاد) (1) فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى
ما جاء به نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم الهداة من بعده علي ثم الأوصياء واحد بعد واحد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14668] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن
محمد بن جمهور، عن محمد بن إسماعيل، عن سعدان، عن أبي بصير قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام) (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنذر
وعلي الهادي، يا أبا محمد هل من هاد اليوم؟ قلت: بلى جعلت فداك ما زال منكم
هاد بعد هاد حتى دفعت إليك، فقال: رحمك الله يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آية على
رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية، مات الكتاب ولكنه حي يجري فيمن بقي كما
جرى فيمن مضى (3).
[14669] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن صفوان، عن منصور، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله
تبارك وتعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنذر
وعلي الهادي، أما والله ما ذهبت منا وما زالت فينا إلى الساعة (4).
[14670] 6 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد،



(1) سورة الرعد: 7.
(2) الكافي: 1 / 191 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 192 ح 3.
(4) الكافي: 1 / 192 ح 4.
6
عن النضر، عن ابن سنان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة: أنا الهادي وأنا المهتدي وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج
الأرامل وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة وأنا حبل
الله المتين وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده وأنا
جنب الله الذي يقول: (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) (1)
وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة وأنا باب حطة، من عرفني وعرف
حقي فقد عرف ربه لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا ينكر هذا إلا راد
على الله ورسوله (2).
لشيخنا الصدوق توضيح في معنى الجنب في ذيل الحديث فراجعه.
[14671] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن ابن اذينة، عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما معنى
(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال: المنذر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي الهادي وفي كل
زمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14672] 8 - الصدوق، عن الطالقاني، عن الجلودي، عن المغيرة بن محمد، عن
إبراهيم بن محمد، عن قيس بن الربيع، ومنصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن
منهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله قال: قال علي (عليه السلام): ما نزلت من القرآن آية
إلا وقد علمت أين نزلت وفيمن نزلت وفي أي شيء نزلت وفي سهل نزلت أم في
جبل نزلت، قيل: فما نزل فيك؟ فقال: لو لا أنكم سألتموني ما أخبرتكم، نزلت في



(1) سورة الزمر: 56.
(2) التوحيد: 164 ح 2.
(3) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 667 ح 10. ونقل عنه في بحار الأنوار: 23 / 5.
7
هذه الآية (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فرسول الله المنذر وأنا الهادي إلى
ما جاء به (1).
[14673] 9 - العياشي رفعه عن عبد الرحيم القصير قال: كنت يوما من الأيام عند
أبي جعفر (عليه السلام) فقال: يا عبد الرحيم، قلت: لبيك، قال: قول الله: (إنما أنت منذر
ولكل قوم هاد) إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أنا المنذر وعلي الهادي»، فمن الهادي
اليوم؟ قال: فسكت طويلا ثم رفعت رأسي فقلت: جعلت فداك هي فيكم توارثونها
رجل فرجل حتى انتهت إليك فأنت جعلت فداك الهادي، قال: صدقت يا عبد
الرحيم إن القرآن حي لا يموت والآية حية لا تموت فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام
ماتوا ماتت الآية لمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين،
وقال عبد الرحيم: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن القرآن حي لم يمت وأنه يجري كما يجري
الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا (2).
[14674] 10 - العياشي رفعه عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: سمعته يقول في قول الله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا المنذر وعلي الهادي وكل إمام هاد للقرن الذي هو فيه (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 1 / 191،
وبصائر الدرجات: 29، وتفسير العياشي: 2 / 203 (2 / 379 من طبع مؤسسة
البعثة)، والبرهان في تفسير القرآن: 3 / 226، وراجع أيضا كتابنا «ولايت
وامامت»: 123 المطبوع عام 1411 باللغة الفارسية في قم المقدسة، ويأتي منا
عنوان الهداية في محلها والحمد لله على ما أنعم.



(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والأربعون ح 15 / 350 الرقم 423.
(2) تفسير العياشي: 2 / 203 ح 6 و 2 / 379 ح 6 من طبع مؤسسة البعثة.
(3) تفسير العياشي: 2 / 204 ح 7 و 2 / 379 ح 7 من طبع مؤسسة البعثة.
8
الهتك
[14675] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمرنا مستور مقنع بالميثاق
فمن هتك علينا أذله الله (1).
[14676] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن القاسم شريك المفضل، وكان رجل صدق قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: حلق في المسجد يشهرونا ويشهرون أنفسهم أولئك ليسوا منا ولا نحن منهم،
أنطلق فأوارى وأستر فيهتكون ستري هتك الله ستورهم يقولون: إمام، أما والله ما
أنا بإمام إلا لمن أطاعني فأما من عصاني فلست له بإمام، لم يتعلقون باسمي، ألا
يكفون اسمي من أفواههم، فوالله لا يجمعني الله وإياهم في دار (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14677] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعدة من
أصحابنا، عن سهل بن زياد، جميعا، عن علي بن زياد قال: كتب علي بن بصير
يسأله أن يكتب له في أسفل كتابه دعاء يعلمه إياه يدعو به فيعصم به من الذنوب
جامعا للدنيا والآخرة فكتب (عليه السلام) بخطه: «بسم الله الرحمن الرحيم يا من أظهر الجميل
وستر القبيح ولم يهتك الستر عني، يا كريم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا



(1) الكافي: 2 / 226 ح 15.
(2) الكافي: 8 / 374 ح 562.
9
باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى ويا منتهى كل شكوى يا كريم الصفح يا
عظيم المن يا مبتدءا كل نعمة قبل استحقاقها يا رباه يا سيداه يا مولاه يا غياثاه صل
على محمد وآل محمد وأسألك أن لا تجعلني في النار» ثم تسأل ما بدا لك (1).
[14678] 4 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الوسيلة قال:...
ومن هتك حجاب غيره انكشف عورات بيته، الحديث (2).
[14679] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن أحمد بن النضر رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الأيدي ثلاث: يد الله العليا
ويد المعطي التي تليها ويد المعطى أسفل الأيدي، فاستعفوا عن السؤال ما استطعتم
إن الأرزاق دونها حجب فمن شاء قنى حياءه وأخذ رزقه ومن شاء هتك الحجاب
وأخذ رزقه والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبلا ثم يدخل عرض هذا الوادي
فيحتطب حتى لا يلتقي طرفاه ثم يدخل به السوق فيبيعه بمد من تمر ويأخذ ثلثه
ويتصدق بثلثيه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو حرموه (3).
[14680] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا،
عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع: ألا إن الروح الأمين نفث في روعي أنه لا تموت
نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله عز وجل وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء
شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله فإن الله تبارك وتعالى قسم الأرزاق
بين خلقه حلالا ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله عز وجل وصبر أتاه الله برزقه من حله ومن
هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب



(1) الكافي: 2 / 578 ح 4.
(2) الكافي: 8 / 19.
(3) الكافي: 4 / 20 ح 3.
10
عليه يوم القيامة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14681] 7 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في توصيف المؤمن:...
ولا متهتك... ولا يتهتك و... لا يهتك سترا ولا يكشف سرا، الحديث (2).
[14682] 8 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن الأصم،
عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما من عبد إلا
وعليه أربعون جنة حتى يعمل أربعين كبيرة فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه
الجنن فتقول الملائكة من الحفظة الذين معه: يا ربنا هذا عبدك قد انكشفت عنه
الجنن، فيوحي الله عز وجل إليهم: أن استروا عبدي بأجنحتكم، فتستره الملائكة
بأجنحتها، فما يدع شيئا من القبيح إلا قارفه حتى يتمدح إلى الناس بفعله القبيح،
فتقول الملائكة: يا رب هذا عبدك ما يدع شيئا إلا ركبه وإنا لنستحيي مما يصنع،
فيوحي الله إليهم: أن ارفعوا أجنحتكم عنه، فإذا [فعل ذلك] أخذ في بغضنا أهل
البيت فعند ذلك يهتك الله ستره في السماء ويستره في الأرض، فتقول الملائكة: هذا
عبدك قد بقي مهتوك الستر فيوحي الله إليهم لو كان لي فيه حاجة ما أمرتكم أن ترفعوا
أجنحتكم عنه (3).
[14683] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير،
عن سعد بن أبي خلف، عن نجم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: يا نجم كلكم في
الجنة معنا إلا أنه ما أقبح بالرجل منكم أن يدخل الجنة قد هتك وبدت عورته، قال:
قلت له: جعلت فداك وإن ذلك لكائن؟ قال: نعم إن لم يحفظ فرجه وبطنه (4).



(1) الكافي: 5 / 80 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 227 و 228.
(3) علل الشرائع: 532 ح 1. ونقل عنه في بحار الأنوار: 70 / 354.
(4) الخصال: 1 / 25 ح 88.
11
[14684] 10 - السيد فضل الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: للمؤمن
اثنان وسبعون سترا فإذا أذنب ذنبا انهتكت عنه ستر، فإن تاب رده الله إليه وسبعة
معه وإن أبى إلا قدما قدما في المعاصي تهتك عنه أستاره، فإن تاب ردها الله إليه ومع
كل ستر منها سبعة فإن أبى إلا قدما قدما في المعاصي تهتكت أستاره وبقي بلا ستر،
وأوحى الله تعالى إلى ملائكته: أن استروا عبدي بأجنحتكم، فإن بني آدم يعيرون
ولا يغيرون وأنا أغير ولا أعير، فإن أبى إلا قدما قدما في المعاصي شكت الملائكة إلى
ربها ورفعت أجنحتها وقالت: يا رب إن عبدك هذا قد أقدمنا مما يأتي من الفواحش
ما ظهر منها وما بطن، قال: فيقول الله تعالى لهم: كفوا أجنحتكم. فلو عمل بخطيئة
في سواد الليل أو في ضوء النهار أو في مفازة أو قعر بحر لأجراها الله تعالى على ألسنة
الناس فسلوا الله تعالى أن لا يهتك أستاركم (1).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار فإن شئت راجعها.



(1) النوادر: 97 ح 49.
12
الهجران
[14685] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن
الربيع، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه قال: في وصية
المفضل: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يفترق رجلان على الهجران إلا استوجب
أحدهما البراءة واللعنة وربما استحق ذلك كلاهما، فقال له معتب: جعلني الله فداك
هذا الظالم فما بال المظلوم؟ قال: لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته ولا يتغامس له عن
كلامه، سمعت أبي يقول: إذا تنازع اثنان فعاز أحدهما الآخر فليرجع المظلوم إلى
صاحبه حتى يقول لصاحبه: أي أخي أنا الظالم حتى يقطع الهجران بينه وبين
صاحبه، فإن الله تبارك وتعالى حكم عدل يأخذ للمظلوم من الظالم (1).
رويها ابن شعبة الحراني في وصية المفضل بن عمر لجماعة من الشيعة راجع
تحف العقول: 390.
[14686] 2 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهيب
ابن حفص، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يصرم ذوي قرابته
ممن لا يعرف الحق؟ قال: لا ينبغي له أن يصرمه (2).
الرواية معتبرة الإسناد. الصرم: القطع.
[14687] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل



(1) الكافي: 2 / 344 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 344 ح 3.
13
ابن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا هجرة فوق ثلاث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14688] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن
عمه مرازم بن حكيم قال: كان عند أبي عبد الله (عليه السلام) رجل من أصحابنا يلقب شلقان
وكان قد صيره في نفقته وكان سيئ الخلق فهجره، فقال لي يوما: يا مرازم
[و] تكلم عيسى؟ فقلت: نعم، فقال: أصبت لا خير في المهاجرة (2).
راجع ما كتبناه في شرح الحديث في كتابنا «ألف حديث في المؤمن»: 335.
[14689] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن أبي سعيد القماط، عن داود بن كثير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
أبي (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثا لا يصطلحان إلا كانا
خارجين من الإسلام ولم يكن بينهما ولاية فأيهما سبق إلى كلام أخيه كان السابق إلى
الجنة يوم الحساب (3).
[14690] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
ابن اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الشيطان يغري بين المؤمنين ما لم
يرجع أحدهم عن دينه فإذا فعلوا ذلك استلقا على قفاه وتمدد، ثم قال: فزت فرحم
الله امرءا ألف بين وليين لنا، يا معشر المؤمنين تألفوا وتعاطفوا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14691] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن علي بن محمد بن سعيد، عن محمد



(1) الكافي: 2 / 344 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 344 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 345 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 345 ح 6.
14
ابن مسلم، عن محمد بن محفوظ، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يزال إبليس فرحا ما اهتجر المسلمان فإذا
التقيا اصطكت ركبتاه وتخلعت أوصاله ونادى يا ويله ما لقى من الثبور (1).
اصطكاك الركبتين: اضطرابهما. التخلع: التفكك. الأوصال: المفاصل.
الثبور: الهلاك.
[14692] 8 - الكليني بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في
توصيف المؤمن:... لا يهجر أخاه ولا يغتابه ولا يمكر به و... الحديث (2).
[14693] 9 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
محمد بن حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: ما من مؤمنين اهتجرا فوق
ثلاث إلا وبرئت منهما في الثالثة، فقيل له: يا ابن رسول الله هذا حال الظالم فما بال
المظلوم؟ فقال (عليه السلام): ما بال المظلوم لا يصير إلى الظالم فيقول: أنا الظالم حتى
يصطلحا (3).
[14694] 10 - الصدوق، عن ابن بندار، عن أبي العباس الحمادي، عن محمد بن
علي الصائغ، عن القعنبي، عن ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن أنس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث (4).
[14695] 11 - الصدوق بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في حديث المناهي:... ونهى
عن الهجران فمن كان لابد فاعلا فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام، فمن كان مهاجرا
لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به، الحديث (5).



(1) الكافي: 2 / 346 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 230.
(3) الخصال: 1 / 183 ح 251.
(4) الخصال: 1 / 183 ح 250.
(5) الفقيه: 4 / 10.
15
[14696] 12 - الصدوق رفعه إلى داود بن كثير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
أبي (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثا لا يصطلحان إلا كانا
خارجين من الإسلام ولم يكن بينهما ولاية فأيهما سبق إلى كلام أخيه كان السابق إلى
الجنة يوم الحساب (1).
[14697] 13 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
هجر الرجل أخاه سنة كسفك دمه (2).
[14698] 14 - الطوسي، عن ابن مخلد، عن الرزاز، عن العباس بن محمد بن حاتم
الدوري، عن يعلى بن عبيد، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، والسابق يسبق
إلى الجنة (3).
[14699] 15 - الطوسي بإسناده المتصل إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر
الغفاري:... يا أبا ذر إياك والهجران لأخيك المؤمن فإن العمل لا يتقبل مع
الهجران، الحديث (4).
[14700] 16 - ابن أبي جمهور الإحسائي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لا يحل لأحد
يؤمن بالله أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيعرض هذا عن وجه هذا، وهذا
عن وجه هذا، فخيرهما الذي يبدأ بالسلام (5).
[14701] 17 - ابن أبي جمهور الأحسائي رفعه إلى النبي (عليه السلام) أنه قال: خمسة ليس لهم صلاة:
امرأة سخط عليها زوجها، وعبد آبق عن سيده، ومصارم لا يتكلم أخاه



(1) مصادقة الإخوان: 48.
(2) جامع الأحاديث: 131.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر ح 8 / 391 الرقم 860.
(4) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 / 538 الرقم 1162.
(5) عوالي اللآلي: 1 / 266 ح 64.
16
فوق ثلاثة أيام، ومدمن خمر، وإمام قوم يصلي بهم وهم له كارهون (1).
[14702] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إذا أبغضت فلا
تهجر (2).
[14703] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا خير فيمن يهجر
أخاه من غير جرم (3).
[14704] 20 - النوري نقلا من روضة المفيد رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: المؤمن هدية
الله عز وجل إلى أخيه المؤمن، فإن سره ووصله فقد قبل من الله عز وجل هديته وإن قطعه
وهجره فقد رد على الله عز وجل هديته (4).
إن شئت راجع الكافي: 2 / 344، والوافي: 5 / 919، والمحجة البيضاء:
3 / 362، وبحار الأنوار: 72 / 184، ووسائل الشيعة: 12 / 260،
ومستدرك الوسائل: 9 / 97 كلاهما من طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة:
16 / 300، وألف حديث في المؤمن: 334، وغيرها من كتب الأخبار.



(1) عوالي اللآلي: 1 / 267.
(2) غرر الحكم: ح 3980.
(3) غرر الحكم: ح 10741.
(4) مستدرك الوسائل: 9 / 97 (2 / 102 من طبع الحجري).
17
الهجرة
[14705] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب قال: كتب
معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن (عليه السلام) يسأله عن الكبائر كم هي وما هي؟ فكتب:
الكبائر من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيئاته إذا كان مؤمنا والسبع
الموجبات: قتل النفس الحرام وعقوق الوالدين وأكل الربا والتعرب بعد الهجرة
وقذف المحصنات وأكل اليتيم والفرار من الزحف (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14706] 2 - الكليني، عن علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن القوم من أصحابنا
يجتمعون فتحضر الصلاة فيقول بعضهم لبعض: تقدم يا فلان، فقال: إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يتقدم القوم أقرأهم للقرآن فإن كانوا في القراءة سواء فأقدمهم
هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا فإن كانوا في السن سواء فليؤمهم
أعلمهم بالسنة وأفقههم في الدين، ولا يتقدمن أحدكم الرجل في منزله ولا صاحب
السلطان في سلطانه (2).
[14707] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر، عن عتيبة بن عبد الله بن عجلان السكوني قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام):



(1) الكافي: 2 / 276 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 376 ح 5.
18
إني ربما قسمت الشيء بين أصحابي أصلهم به فكيف أعطيهم؟ فقال: أعطهم على
الهجرة في الدين والعقل والفقه (1).
[14708] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور
ابن يونس، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لا رضاع بعد فطام ولا وصال في صيام ولا يتم بعد احتلام ولا صمت يوم إلى الليل
ولا تعرب بعد الهجرة ولا هجرة بعد الفتح ولا طلاق قبل النكاح ولا عتق قبل ملك
ولا يمين للولد مع والده ولا للمملوك مع مولاه ولا للمرأة مع زوجها ولا نذر في معصية
ولا يمين في قطيعة - فمعنى قوله «لا رضاع بعد فطام» أن الولد إذا شرب من لبن المرأة
بعد ما تفطمه لا يحرم ذلك الرضاع التناكح - (2).
الرواية موثقة سندا.
[14709] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
الحسن بن علي، عن أبي كهمس، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أنبئكم بالمؤمن؟ من ائتمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم. ألا
أنبئكم بالمسلم؟ من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السيئات
وترك ما حرم الله، والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه
دفعة (3).
[14710] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن محمد بن
الحسين، عن ابن سنان، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المتعرب
بعد الهجرة، التارك لهذا الأمر بعد معرفته (4).



(1) الكافي: 3 / 549 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 443 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 235 ح 19.
(4) معاني الأخبار: 265 ح 1.
19
[14711] 7 - علي بن إبراهيم القمي رفعه وقال: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام)
في قوله: (إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) وذلك أن الرجل كان
إذا أراد الهجرة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعلق به ابنه وامرأته فقالوا: ننشدك الله أن تذهب
عنا وتدعنا فنضيع بعدك، فمنهم من يطيع أهله فيقيم فحذرهم الله أبناءهم ونساءهم
ونهاهم عن طاعتهم ومنهم من يمضي ويذرهم ويقول: أما والله لئن لم تهاجروا معي ثم
جمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لا أنفعكم بشيء أبدا، فلما جمع الله بينه وبينهم
أمره الله أن يبوء بحسن وبصلة فقال: (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور
رحيم) (1) (2).
[14712] 8 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى أبي ذر أنه قال: دخلت المسجد
الحرام والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس، فجلست إليه فقال: إن للمسجد تحية وتحيته ركعتان،
قم يا أبا ذر فاركعهما، فقمت فركعتهما وجلست إليه، فقلت: يا رسول الله إنك
أمرتني بالصلاة، ما الصلاة؟ قال: الصلاة خير موضوع استكثر أم استقل.
قلت: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت.
قلت: فأي الليل أفضل؟ قال: جوف الليل الغابر.
قلت: فأي المؤمنين أفضل إيمانا؟ قال: أحسنهم خلقا.
قلت: فأي المسلمين أسلم؟ قال: من سلم الناس من يده ولسانه.
قلت: فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السيئات، الحديث (3).
روي نحوها الشيخ الصدوق مسندا في معاني الأخبار: 332 ح 1، والخصال:
2 / 523 ح 13، ونقل عنهما المجلسي في بحار الأنوار: 74 / 72.



(1) سورة التغابن: 14.
(2) تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2 / 372.
(3) الغايات: 177.
20
[14713] 9 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
هاجروا تورثوا أبناءكم مجدا (1).
ورويها القاضي القضاعي في شهاب الأخبار (2).
[14714] 10 - السيد فضل الله الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
أوصي أمتي بخمس: بالسمع والطاعة والهجرة والجهاد والجماعة، ومن دعا بدعاء
الجاهلية فله جثوة من جثا جهنم (3).
جثوة: الشيء المجموع، يعني أنه من جماعات أهل جهنم.
والروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) جامع الأحاديث: 130.
(2) شرح شهاب الأخبار: 313 ح 475.
(3) النوادر: 140 ح 189.
21
الهداية
[14715] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن إسماعيل، عن إسماعيل السراج، عن ابن مسكان، عن ثابت بن سعيد قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا ثابت ما لكم وللناس، كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى
أمركم فوالله لو أن أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد الله
ضلالته ما استطاعوا على أن يهدوه، ولو أن أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا
على أن يضلوا عبدا يريد الله هدايته ما استطاعوا أن يضلوه، كفوا عن الناس ولا
يقول أحد: عمي وأخي وابن عمي وجاري، فإن الله إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه
فلا يسمع معروفا إلا عرفه ولا منكرا إلا أنكره، ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها
أمره (1).
[14716] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير،
عن محمد بن حمران، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: إن الله عز وجل
إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور وفتح مسامع قلبه ووكل به ملكا يسدده
وإذا أراد بعبد سوء نكت في قلبه نكتة سوداء وسد مسامع قلبه ووكل به شيطانا يضله
ثم تلا هذه الآية (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله
يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) (2) (3).



(1) الكافي: 1 / 165 ح 1.
(2) سورة الأنعام: 125.
(3) الكافي: 1 / 166 ح 2.
22
الرواية معتبرة الإسناد.
[14717] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن علي بن عقبة، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اجعلوا أمركم لله ولا
تجعلوه للناس فإنه ما كان لله فهو لله وما كان للناس فلا يصعد إلى الله ولا تخاصموا
الناس لدينكم فإن المخاصمة ممرضة للقلب، إن الله تعالى قال لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنك لا
تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) (1) وقال: (أفأنت تكره الناس حتى
يكونوا مؤمنين) (2) ذروا الناس فإن الناس أخذوا عن الناس وإنكم أخذتم عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إني سمعت أبي (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل إذا كتب على عبد أن يدخل في
هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره (3).
الرواية حسنة سندا.
[14718] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن موسى بن أكيل النميري، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في قوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) (4) قال: يهدي إلى الإمام (5).
[14719] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
إلى اليمن وقال لي: يا علي لا تقاتلن أحدا حتى تدعوه وأيم الله لإن يهدي الله على
يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ولك ولاؤه يا علي (6).
الرواية معتبرة الإسناد. وروي نظيرها أيضا في الكافي: 5 / 36 ح 2.



(1) سورة القصص: 56.
(2) سورة يونس: 99.
(3) الكافي: 1 / 166 ح 3.
(4) سورة الإسراء: 9.
(5) الكافي: 1 / 216 ح 2.
(6) الكافي: 5 / 28 ح 4.
23
[14720] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
عبد الحميد، عن العلاء بن رزين، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
من علم باب هدى فله مثل أجر من عمل به ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئا ومن
علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به ولا ينقص أولئك من أوزارهم
شيئا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14721] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر،
عن أبي الحسن (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من
الله) (2) قال: يعني من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14722] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: قول الله عز وجل (من قتل
نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس
جميعا) (4) قال: من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنما أحياها ومن أخرجها من
هدى إلى ضلال فقد قتلها (5).
الرواية موثقة سندا.
[14723] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الجود حارس الأعراض
والحلم فدام السفيه والعفو زكاة الظفر والسلو عوضك ممن غدر والاستشارة عين



(1) الكافي: 1 / 35 ح 4.
(2) سورة القصص: 50.
(3) الكافي: 1 / 374 ح 1.
(4) سورة المائدة: 32.
(5) الكافي: 2 / 210 ح 1.
24
الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه، الحديث (1).
[14724] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: بالهدى يكثر
الاستبصار (2).
[14725] 11 - وعنه (عليه السلام): أفضل الذخر الهدى (3).
[14726] 12 - وعنه (عليه السلام): ضل من اهتدى بغير هدى الله (4).
[14727] 13 - وعنه (عليه السلام): طوبى لمن بادر الهدى قبل أن تغلق أبوابه (5).
[14728] 14 - وعنه (عليه السلام): عليك بطاعة من يأمرك بالدين فإنه يهديك وينجيك (6).
[14729] 15 - وعنه (عليه السلام): من اهتدى بهدى الله أرشده (7).
[14730] 16 - وعنه (عليه السلام): من اهتدى بغير هدى الله سبحانه ضل (8).
[14731] 17 - وعنه (عليه السلام): من يطلب الهداية من غير أهلها يضل (9).
[14732] 18 - وعنه (عليه السلام): لا ضلال مع هدى (10).
[14733] 19 - وعنه (عليه السلام): لا دليل أرشد من الهدى (11).
[14734] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من زهد في الدنيا ولم
يجزع من ذلها ولم ينافس في عزها هداه الله بغير هداية من مخلوق وعلمه بغير تعليم
وأثبت الحكمة في صدره وأجراها على لسانه (12).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 211.
(2) غرر الحكم: ح 4186 و 2891 و 5906 و 5960 و 6142 و 8071 و 8176 و 8501 و 10540 و 10647.
(3) غرر الحكم: ح 4186 و 2891 و 5906 و 5960 و 6142 و 8071 و 8176 و 8501 و 10540 و 10647.
(4) غرر الحكم: ح 4186 و 2891 و 5906 و 5960 و 6142 و 8071 و 8176 و 8501 و 10540 و 10647.
(5) غرر الحكم: ح 4186 و 2891 و 5906 و 5960 و 6142 و 8071 و 8176 و 8501 و 10540 و 10647.
(6) غرر الحكم: ح 4186 و 2891 و 5906 و 5960 و 6142 و 8071 و 8176 و 8501 و 10540 و 10647.
(7) غرر الحكم: ح 4186 و 2891 و 5906 و 5960 و 6142 و 8071 و 8176 و 8501 و 10540 و 10647.
(8) غرر الحكم: ح 4186 و 2891 و 5906 و 5960 و 6142 و 8071 و 8176 و 8501 و 10540 و 10647.
(9) غرر الحكم: ح 4186 و 2891 و 5906 و 5960 و 6142 و 8071 و 8176 و 8501 و 10540 و 10647.
(10) غرر الحكم: ح 4186 و 2891 و 5906 و 5960 و 6142 و 8071 و 8176 و 8501 و 10540 و 10647.
(11) غرر الحكم: ح 4186 و 2891 و 5906 و 5960 و 6142 و 8071 و 8176 و 8501 و 10540 و 10647.
(12) بحار الأنوار: 75 / 63.
25
الهدم
[14735] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله لا إله إلا هو ليدفع
بالصدقة الداء والدبيلة والحرق والغرق والهدم والجنون وعد (صلى الله عليه وآله وسلم) سبعين بابا من
السوء (1).
الرواية معتبرة الإسناد. وروى الصدوق نحوها في الفقيه: 2 / 67 ح 1734.
[14736] 2 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام
ابن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث:... يا هشام من
سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان على هدم عقله: من أظلم نور تفكره بطول أمله،
ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما أعان
هواه على هدم عقله، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه الحديث (2).
[14737] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور رفعه
قال: من أتى ذا بدعة فعظمه فإنما يسعى في هدم الإسلام (3).
روى الصدوق نحوها عن علي (عليه السلام) في الفقيه: 3 / 572 ح 4957.
[14738] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد



(1) الكافي: 4 / 5 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 17.
(3) الكافي: 1 / 54 ح 3.
26
ابن سنان، عن مفضل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): من روى على مؤمن
رواية يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى
ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان (1).
[14739] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): المن يهدم الصنيعة (2).
[14740] 6 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة الوسيلة أنه قال:...
أعلموا أيها الناس أنه من مشى على وجه الأرض فإنه يصير إلى بطنها، والليل
والنهار يتنازعان [وفي نسخة أخرى يتسارعان] في هدم الأعمار، الحديث (3).
[14741] 7 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث الأربعمائة:...
إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وليقل: «بسم الله وضعت
جنبي لله على ملة إبراهيم ودين محمد وولاية من افترض الله طاعته ما شاء الله كان وما
لم يشأ لم يكن» فمن قال ذلك عند منامه حفظ من اللص والمغير والهدم واستغفرت له
الملائكة. ومن قرء قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه وكل الله عز وجل به خمسين ألف
ملك يحرسونه ليلته، الحديث (4).
[14742] 8 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عمن حدثه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه ذات يوم: أترون لو جمعتم
ما عندكم من الآنية والمتاع أكنتم ترونه يبلغ السماء؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال:



(1) الكافي: 2 / 358 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 22 ح 2.
(3) الكافي: 8 / 23.
(4) الخصال: 2 / 631.
27
أفلا أدلكم على شيء أصله في الأرض وفرعه في السماء؟ قالوا: بلى يا رسول الله،
قال: يقول أحدكم إذا فرغ من صلاة الفريضة: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر» ثلاثين مرة فإن أصلهن في الأرض وفرعهن في السماء وهن يدفعن الحرق
والغرق والهدم والتردي في البئر وميتة السوء وهن الباقيات الصالحات (1).
رويها أيضا بسنده المعتبر في ثواب الأعمال: 26 ح 3.
[14743] 9 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن
ابن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي، عن جابر الجعفي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: من قرأ يس في عمره مرة واحدة كتب الله له بكل خلق في الدنيا
وبكل خلق في الآخرة وفي السماء بكل واحد ألفي ألف حسنة ومحا عنه مثل ذلك ولم
يصبه فقر ولا غرم ولا هدم ولا نصب ولا جنون ولا جذام ولا وسواس ولا داء
يضره، وخفف الله عنه سكرات الموت وأهواله وولى قبض روحه وكان ممن يضمن
الله له السعة في معيشته والفرح عند لقائه والرضا بالثواب في آخرته وقال الله تعالى
لملائكته أجمعين من في السماوات ومن في الأرض: قد رضيت عن فلان فاستغفروا
له (2).
[14744] 10 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبته يوم الفطر:...
والموت غاية المخلوقين وسبيل العالمين ومعقود بنواصي الباقين، لا يعجزه إباق
الهاربين وعند حلوله يأسر أهل الهوى، يهدم كل لذة ويزيل كل نعمة ويقطع كل
بهجة، الحديث (3).
[14745] 11 - الصدوق بإسناده عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي أيوب



(1) معاني الأخبار: 324.
(2) ثواب الأعمال: 138 ح 2.
(3) الفقيه 1 / 515 ح 1482.
28
الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال: مروا شيعتنا
بزيارة الحسين بن علي (عليهما السلام) فإن زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع،
وزيارته مفترضة على من أقر للحسين (عليه السلام) بالإمامة من الله عز وجل (1).
الرواية موثقة سندا.
[14746] 12 - الصدوق بإسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) أنه قال:... يا علي
أمان لأمتي من الهدم (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن
أمسكهما من أحد من بعده أنه كان حليما غفورا) (2) الحديث (3).
[14747] 13 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لن يعمل ابن آدم عملا
أعظم عند الله عز وجل من رجل قتل نبيا أو هدم الكعبة التي جعلها الله قبلة لعباده أو أفرغ
ماءه في امرأة حراما (4).
[14748] 14 - الصدوق بإسناده عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)
أنه قال في حديث: وأما الخمر فإنه حرمها لفعلها وفسادها ثم قال: إن مدمن الخمر
كعابد وثن ويورثه الإرتعاش ويهدم مروءته ويحمله على أن يجسر على المحارم من
سفك الدماء وركوب الزنا حتى لا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه وهو لا يعقل
ذلك، والخمر لا يزيد شاربها إلا كل شر (5).
السند إلى محمد بن عذافر صحيح، والرجل ثقة ولكن والده مجهول.
[14749] 15 - النعماني، عن عبد الواحد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن رباح، عن



(1) الفقيه: 2 / 582 ح 3177.
(2) سورة فاطر: 41.
(3) الفقيه 4 / 370.
(4) الفقيه: 4 / 20 ح 4977.
(5) الفقيه: 3 / 346 ح 4215.
29
أحمد بن علي الحميري، عن الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم الخثعمي، عن أحمد
ابن الحسن بن أبان، عن عبد الله بن عطا، عن شيخ من الفقهاء يعني أبا عبد الله (عليه السلام)
قال: سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟ قال: يصنع ما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الجاهلية ويستأنف الإسلام
جديدا (1).
[14750] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إنما المرء في الدنيا
غرض تنتضل فيه المنايا، ونهب تبادره المصائب، ومع كل جرعة شرق وفي كل أكلة
غصص. ولا ينال العبد نعمة إلا بفراق أخرى، ولا يستقبل يوما من عمره إلا بفراق
آخر من أجله. فنحن أعوان المنون وأنفسنا نصب الحتوف فمن أين نرجو البقاء،
وهذا الليل والنهار لم يرفعا من شيء شرفا إلا أسرعا الكرة في هدم ما بنيا وتفريق
ما جمعا؟! (2).
[14751] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الخلاف يهدم الرأي (3).
[14752] 18 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ما هدم الدين مثل
البدع، ولا أفسد الرجال مثل الطمع، إياك والأماني فإنها بضائع النوكي (4).
[14753] 19 - الديلمي رفعه إلى أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) أنه كان يقول:
ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ مما في يديك لما بين
يديك، فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع، وكان يتلو مع هذه الموعظة (وتزودوا فإن
خير الزاد التقوى) (5) (6).



(1) الغيبة: 231.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 191.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 215.
(4) كنز الفوائد: 1 / 350.
(5) سورة البقرة: 197.
(6) أعلام الدين: 297.
30
[14754] 20 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: الصلاة
عماد الدين، فمن ترك صلاته متعمدا فقد هدم دينه، ومن ترك أوقاتها يدخل الويل،
والويل واد في جهنم كما قال الله تعالى في سورة أرأيت: (فويل للمصلين * الذين هم
عن صلاته ساهون) (1) (2).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) سورة الماعون: 4 - 5.
(2) جامع الأخبار: 185 ح 3.
31
الهدية
[14755] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر
ابن خلاد قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك الرجل يكون مع القوم
فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون، فقال: لا بأس ما لم يكن، فظننت أنه عنى
الفحش ثم قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأتيه الأعرابي فيهدي له الهدية ثم يقول
مكانه: أعطنا ثمن هديتنا، فيضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان إذا اغتم يقول: ما فعل
الأعرابي ليته أتانا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14756] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن
محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: إعلم أن النافلة
بمنزلة الهدية متى ما أتي بها قبلت (2).
[14757] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: الهدية من نفقة الحج (3).
[14758] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الهدية على ثلاثة أوجه: هدية



(1) الكافي: 2 / 663 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 454 ح 14.
(3) الكافي: 4 / 280 ح 4.
32
مكافاة وهدية مصانعة وهدية لله عز وجل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14759] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد جميعا،
عن ابن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل تكون
له الضيعة الكبيرة فإذا كان يوم المهرجان أو النيروز اهدوا إليه الشيء ليس هو عليهم
يتقربون بذلك إليه، فقال: أليس هم مصلين؟ قلت: بلى، قال فليقبل هديتهم
وليكافأهم فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لو أهدي إلي كراع لقبلت وكان ذلك من الدين،
ولو أن كافرا أو منافقا أهدى إلي وسقا ما قبلت وكان ذلك من الدين، أبى الله عز وجل لي
زبد المشركين والمنافقين وطعامهم (2).
الرواية معتبرة الإسناد. الوسق: ستون صاعا وقيل: حمل بعير جمعه أوساق.
الزبد: - بسكون الباء -: الرفد والعطاء.
[14760] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن سيف بن
عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كانت العرب في الجاهلية
على فرقتين الحل والحمس فكانت الحمس قريشا وكانت الحل سائر العرب، فلم
يكن أحد من الحل إلا وله حرمي من الحمس ومن لم يكن له حرمي من الحمس لم
يترك أن يطوف بالبيت إلا عريانا وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حرميا لعياض بن حمار
المجاشعي وكان عياض رجلا عظيم الخطر وكان قاضيا لأهل عكاظ في الجاهلية فكان
عياظ إذا دخل مكة ألقى عنه ثياب الذنوب والرجاسة وأخذ ثياب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
لطهرها فلبسها وطاف بالبيت ثم يردها عليه إذا فرغ من طوافه فلما أن ظهر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتاه عياض بهدية فأبى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقبلها وقال: يا عياض



(1) الكافي: 5 / 141 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 141 ح 2.
33
لو أسلمت لقبلت هديتك إن الله عز وجل أبى لي زبد المشركين، ثم إن عياضا بعد ذلك أسلم
وحسن إسلامه فأهدى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هدية فقبلها منه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14761] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران،
عن أبي جرير القمي، عن أبي الحسن (عليه السلام): في الرجل يهدي بالهدية إلى
ذي قرابته يريد الثواب وهو سلطان، فقال: ما كان لله عز وجل ولصلة الرحم فهو جائز
وله أن يقبضها إذا كان للثواب (2).
[14762] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عمن حدثه، عن يحيى بن المبارك،
عن عبد الله بن جبله، عن إسحاق بن عمار قال: قلت له: الرجل الفقير يهدي إلي
الهدية يتعرض لما عندي فآخذها ولا أعطيه شيئا أيحل لي؟ قال: نعم هي لك حلال
ولكن لا تدع أن تعطيه (3).
الرواية مضمرة.
[14763] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ويقول: تهادوا فإن الهدية
تسل السخائم وتجلي ضغائن العداوة والأحقاد (4).
السل: إنزاعك الشيء برفق واخراجه. السخيمة: الحقد في النفس.
[14764] 10 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه،



(1) الكافي: 5 / 142 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 142 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 143 ح 6.
(4) الكافي: 5 / 143 ح 7.
34
عن أبان، عن إبراهيم بن عمر عن محمد بن مسلم قال: جلساء الرجل شركاؤه في
الهدية (1).
الرواية مضمرة.
[14765] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أهدي إلي كراع لقبلته (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14766] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لأن أهدي لأخي المسلم هدية
تنفعه أحب إلي من أن أتصدق بمثلها (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14767] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن عبد الرحمن
ابن محمد، عن محمد بن إبراهيم الكوفي، عن الحسين بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تهادوا بالنبق تحيى المودة والموالاة (4).
النبق: ثمر السدر لأنه أخس الثمار.
[14768] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تهادوا تحابوا، تهادوا فإنها تذهب
بالضغائن (5).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 5 / 143 ح 10.
(2) الكافي: 5 / 143 ح 9.
(3) الكافي: 5 / 144 ح 12.
(4) الكافي: 5 / 144 ح 13.
(5) الكافي: 5 / 144 ح 14.
35
[14769] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن رجلا أتى عليا (عليه السلام) فقال له: إن
لي على رجل دينا فأهدي إلي هدية، قال (عليه السلام): احسبه من دينك عليه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14770] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد رفعه إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أحب إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي (2).
[14771] 17 - الصدوق رفعه وقال: أتي علي (عليه السلام) بهدية النيروز، فقال (عليه السلام):
ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين اليوم النيروز، فقال (عليه السلام): اصنعوا لنا كل يوم
نيروزا.
وروي أنه (عليه السلام) قال: نيروزنا كل يوم (3).
[14772] 18 - الصدوق بإسناده عن عيسى بن أعين قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
رجل أهدى إلى رجل هدية وهو يرجو ثوبها فلم يثبه صاحبها حتى هلك وأصاب
الرجل هديته بعينها أله أن يراجعها إن قدر على ذلك؟ قال: لا بأس أن يأخذه (4).
[14773] 19 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: الهدية في التوراة غافر
عينا (5).
[14774] 20 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: نعم الشيء الهدية أمام
الحاجة (6).



(1) الكافي: 5 / 103 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 639 ح 5.
(3) الفقيه: 3 / 300 ح 4073 و 4074.
(4) الفقيه: 3 / 301 ح 4080.
(5) الفقيه: 3 / 299 ح 4066.
(6) الفقيه: 3 / 299 ح 4069.
36
[14775] 21 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: عجلوا رد ظروف الهدايا
فإنه أسرع لتواترها (1).
[14776] 22 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: عد من لا يعودك،
وأهد إلى من لا يهدي إليك (2).
[14777] 23 - الصدوق، عن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، عن عيينة،
عن نعيم بن صالح الطبري، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم الشيء الهدية وهي مفتاح
الحوائج (3).
[14778] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام):... أنه قام إليه رجل فقال:
يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الفتنة وهل سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنها؟ فقال (عليه السلام): أنه
لما أنزل الله سبحانه قوله (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم
لا يفتنون) (4) علمت أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين أظهرنا. فقلت:
يا رسول الله ما هذه الفتنة التي أخبرك الله تعالى بها؟ فقال: يا علي إن أمتي سيفتنون
من بعدي، فقلت: يا رسول الله أوليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من
استشهد من المسلمين وحيزت عني الشهادة، فشق ذلك علي، فقلت لي: أبشر،
فإن الشهادة من ورائك؟ فقال لي: إن ذلك كذلك، فكيف صبرك إذن؟ فقلت:
يا رسول الله ليس هذا من مواطن الصبر ولكن من مواطن البشرى والشكر. وقال:
يا علي إن القوم سيفتنون بأموالهم ويمنون بدينهم على ربهم ويتمنون رحمته ويأمنون



(1) الفقيه: 3 / 300 ح 4071.
(2) الفقيه: 3 / 300 ح 4076.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 74 ح 342.
(4) سورة العنكبوت: 1 - 2.
37
سطوته ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء الساهية، فيستحلون الخمر
بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع. قلت: يا رسول الله فبأي المنازل انزلهم عند
ذلك؟ أبمنزلة ردة أم بمنزلة فتنة؟ فقال: بمنزلة فتنة (1).
[14779] 25 - الطوسي بإسناده إلى أبي قتادة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا قتادة،
أتتهادون؟ قال: نعم، يا بن رسول الله. قال: فاستديموا الهدايا برد المزيد إلى
أهلها (2).
ولكن نقل عنه المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار (3) «برد الظروف».
[14780] 26 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ما استعطف السلطان
ولا استسل سخيمة الغصبان ولا استميل المهجور ولا استنجحت صعاب الأمور
ولا استدفعت الشرور بمثل الهدية (4).
[14781] 27 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الهدية تجلب
المحبة (5).
[14782] 28 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: هدية الله إلى
المؤمن السائل على بابه (6).
روى هذا المضمون المفيد (قدس سره) في روضته كما نقل عنه النوري (رحمه الله) في
مستدرك الوسائل مرتين (7).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 156.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 52 / 303 الرقم 605.
(3) بحار الأنوار: 72 / 45 ح 5.
(4) غرر الحكم: ح 9695.
(5) غرر الحكم: ح 315.
(6) شرح شهاب الأخبار: 52 ح 125.
(7) مستدرك الوسائل: 9 / 97 و 12 / 399.
38
[14783] 29 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: الهدية تذهب
بالسمع والبصر (1).
[14784] 30 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: تهادوا فإنه
يضعف الحب ويذهب بغوائل الصدر (2).
الغائلة: المهلكة، الفساد، الشر.
والروايات في هذا المجال وردت في الكافي: 5 / 141، والفقيه: 3 / 299،
وبحار الأنوار: 72 / 44، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 516، وغيرها من كتب
الأخبار.



(1) شرح شهاب الأخبار: 71 ح 172.
(2) شرح شهاب الأخبار: 313 ح 479.
39
الهذر (1)
[14785] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن
سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث جنود العقل والجهل:... والصمت وضده
الهذر، الحديث (2).
[14786] 2 - الخزاز القمي أحمد بن محمد بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله الواسطي،
عن محمد بن أحمد الجمحي، عن هارون بن يحيى، عن عثمان بن عثمان بن خالد، عن
أبيه قال: مرض علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في مرضه الذي توفي فيه
فجمع أولاده محمدا والحسن وعبد الله وعمر وزيدا والحسين وأوصى إلى ابنه محمد
بن علي وكناه الباقر وجعل أمرهم إليه وكان فيما وعظه في وصيته أن قال: يا بني إن
العقل رائد الروح والعلم رائد العقل والعقل ترجمان العلم، واعلم إن العلم أبقى
واللسان أكثر هذرا، واعلم يا بني إن صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين إصلاح
شأن المعايش ملء مكيال: ثلثاه فطنة وثلثه تغافل، لأن الإنسان لا يتغافل عن شيء
قد عرفه ففطن فيه، واعلم إن الساعات يذهب غمك وإنك لا تنال نعمة إلا بفراق
أخرى فإياك والأمل الطويل فكم من مؤمل أملا لا يبلغه وجامع مال لا يأكله ومانع
مال سوف يتركه ولعله من باطل جمعه ومن حق منعه أصابه حراما وورثه عدوا
احتمل إصره وباء بوزره ذلك هو الخسران المبين (3).



(1) الهذر: التكلم بما لا ينبغي.
(2) الكافي: 1 / 22.
(3) كفاية الأثر: 240. ونقل عنه في بحار الأنوار: 43 / 230 ح 7.
40
[14787] 3 - ابن طاوس قال: بإسنادنا إلى يونس بن عبد الرحمن عن علي بن ميمون
الصائغ أبي الأكراد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه كان من دعائه إذا أخذ مصحف القرآن
والجامع قبل أن يقرأ القرآن وقبل أن ينشره يقول حين يأخذه بيمينه: «بسم الله اللهم
إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتابك
الناطق على لسان رسولك وفيه حكمك وشرائع دينك أنزلته على نبيك وجعلته عهد
أمتك إلى خلقك وحبلا متصلا فيما بينك وبين عبادك، اللهم نشرت عهدك وكتابك،
اللهم فاجعل نظري فيه عبادة وقراءتي فيه تفكرا وفكري فيه اعتبارا واجعلني ممن
اتعظ ببيان مواعظك فيه واجتنب معاصيك ولا تطبع عند قراءتي كتابك على قلبي ولا
على سمعي ولا تجعل على بصري غشاوة ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها بل
اجعلني أتدبر آياته وأحكامه، آخذا بشرايع دينك ولا تجعل نظري فيه غفلة ولا
قراءتي هذرا إنك أنت الرؤوف الرحيم».
فيقول عند الفراغ من قراءة بعض القرآن العظيم: «اللهم إني قرأت ما قضيت لي
من كتابك الذي أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه ورحمتك، فلك الحمد ربنا ولك
الشكر والمنة على ما قدرت ووفقت، اللهم اجعلني ممن يحل حلالك ويحرم حرامك
ويجتنب معاصيك ويؤمن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه واجعله لي شفاء
ورحمة وحرزا وذخرا، اللهم اجعله لي أنسا في قبري وأنسا في حشري وأنسا في
نشري واجعله لي بركة بكل آية قرأتها وارفع لي بكل حرف درجة في أعلا عليين
آمين يا رب العالمين، اللهم صل على محمد نبيك وصفيك ونجيك ودليلك والداعي إلى
سبيلك وعلى أمير المؤمنين وليك وخليفتك من بعد رسولك وعلى أوصيائهما
المستحفظين دينك المستودعين حقك وعليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته» (1).



(1) الاقبال: 1 / 232 من طبع الحروفي. ونقل عنه في بحار الأنوار: 89 / 207 ح 4.
41
[14788] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الهذر عار (1).
[14789] 5 - وعنه (عليه السلام): اجتنب الهذر، فأيسر جنايته الملامة (2).
[14790] 6 - وعنه (عليه السلام) إياك والهذر فمن كثر كلامه كثرت آثامه (3).
[14791] 7 - وعنه (عليه السلام): أسوء القول الهذر (4).
[14792] 8 - وعنه (عليه السلام): كثرة الهذر تكسب العار (5).
[14793] 9 - وعنه (عليه السلام): كثرة الهذر تمل الجليس وتهين الرئيس (6).
[14794] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته إلى نجله الحسن (عليه السلام)
أنه قال:... وإياك أن تكثر من الكلام هذرا وأن تكون مضحكا وإن حكيت ذلك
عن غيرك، الحديث (7).



(1) غرر الحكم: 82 و 2315 و 2637 و 2913 و 7086 و 7116.
(2) غرر الحكم: 82 و 2315 و 2637 و 2913 و 7086 و 7116.
(3) غرر الحكم: 82 و 2315 و 2637 و 2913 و 7086 و 7116.
(4) غرر الحكم: 82 و 2315 و 2637 و 2913 و 7086 و 7116.
(5) غرر الحكم: 82 و 2315 و 2637 و 2913 و 7086 و 7116.
(6) غرر الحكم: 82 و 2315 و 2637 و 2913 و 7086 و 7116.
(7) بحار الأنوار: 74 / 215.
42
الهزال
[14795] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه رفعه
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثلاث لا يؤكلن وهن يسمن وثلاث يؤكلن وهن يهزلن
واثنان ينفعان من كل شيء ولا يضران من شيء واثنان يضران من كل شيء ولا
ينفعان من شيء، فأما اللواتي لا يؤكلن ويسمن: استشعار الكتان والطيب والنورة،
وأما اللواتي يؤكلن ويهزلن فهو: اللحم اليابس والجبن والطلع - وفي حديث آخر
الجرز والكسب - واللذان ينفعان من كل شيء ولا يضران من شيء: فالماء الفاتر
والرمان، واللذان يضران من كل شيء ولا ينفعان من شيء: فاللحم اليابس والجبن،
قلت: جعلت فداك ثم قلت: يهزلن وقلت: ههنا يضران؟ فقال: أما علمت أن
الهزال من المضرة (1).
الجرز - بالتحريك - لحم ظهر الجمل. الكسب: عصارة الدهن.
[14796] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد
الأشعري، عن موسى بن عمر، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة يسمن وثلاثة يهزلن فأما التي يسمن: فإدمان الحمام وشم
الرائحة الطيبة ولبس الثياب اللينة، وأما التي يهزلن فإدمان أكل البيض والسمك
والطلع (2).



(1) الكافي: 6 / 315 ح 7.
(2) الخصال: 1 / 155 ح 194.
43
قال الصدوق (رحمه الله): يعني بإدمان الحمام أن يدخله يوم ويوم لا، فإنه إن دخله كل يوم
نقص من لحمه.
وروى مثلها في مكارم الأخلاق: 54 مرفوعا عن الصادق (عليه السلام).
[14797] 3 - البرقي، عن منصور بن العباس، عن محمد بن عبد الله، عن أبي أيوب المكي،
عن محمد بن البختري، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث لا يؤكلن
ويسمن وثلاث يؤكلن ويهزلن، فأما اللواتي يؤكلن ويهزلن: فالطلع والكسب
والجوز، وأما اللواتي لا يؤكلن ويسمن: فالنورة والطيب ولبس الكتان (1).
الطلع: من النخل شيء يخرج كأنه نعلان مطبقان والحمل بينهما منضود والطرف
محدد.
[14798] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبة:... ولقد كان
في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كاف لك في الأسوة ودليل لك على ذم الدنيا وعيبها وكثرة
مخازيها ومساويها، إذ قبضت عن أطرافها ووطئت لغيره أكنافها وفطم عن رضاعها
وزوي عن زخارفها. وإن شئت ثنيت بموسى كليم الله (عليه السلام) حيث يقول: «رب إني لما
أنزلت إلي من خير فقير» والله ما سأله إلا خبزا يأكله، لأنه كان يأكل بقلة الأرض
ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذب لحمه،
الحديث (2).
شفيف: الرقيق، يستشف ما وراءه. الصفاق: الجلد الباطن الذي فوقه الجلد
الظاهر من البطن. التشذب: التفرق.
[14799] 5 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: التائب إذا لم



(1) المحاسن: 450.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 160.
44
يستبن أثر التوبة فليس بتائب يرضي الخصماء ويعيد الصلوات ويتواضع بين الخلق
ويتقي نفسه عن الشهوات ويهزل رقبته بصيام النهار ويصفر لونه بقيام الليل ويخمص
بطنه بقلة الأكل ويقوس ظهره من مخافة النار ويذيب عظامه شوقا إلى الجنة ويرق
قلبه من هول ملك الموت ويجفف جلده على بدنه بتفكر الآخرة، فهذا أثر التوبة وإذا
رأيتم العبد على هذه الصفة فهو تائب ناصح لنفسه (1).



(1) جامع الأخبار: 226 ح 6.
45
الهزل
[14800] 1 - البرقي، عن أبيه، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رسالة إلى
أصحاب الرأي والقياس: أما بعد، فإن من دعا غيره إلى دينه بالارتياء والمقاييس
لم ينصف، ولم يصب حظه، لأن المدعو إلى ذلك أيضا لا يخلو من الارتياء
والمقاييس، ومتى لم يكن بالداعي قوة في دعائه على المدعو لم يؤمن على الداعي أن
يحتاج إلى المدعو بعد قليل، لأنا قد رأينا المتعلم الطالب ربما كان فائقا لمعلمه ولو
بعد حين، ورأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه إلى رأي من يدعو، وفي ذلك
تحير الجاهلون، وشك المرتابون، وظن الظانون، ولو كان ذلك عند الله جائزا لم
يبعث الله الرسل بما فيه الفصل، ولم نيه عن الهزل، ولم يعب الجهل ولكن الناس لما
سفهوا الحق، وغمطوا النعمة، واستغنوا بجهلهم وتدابيرهم عن علم الله، واكتفوا
بذلك عن رسله والقوام بأمره، وقالوا: لا شيء إلا ما أدركته عقولنا وعرفته
ألبابنا، فولاهم الله ما تولوا، وأهملهم وخذلهم حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث
لا يعلمون، ولو كان الله رضي منهم اجتهادهم وارتياءهم فيما ادعوا من ذلك لم يبعث
إليهم فاصلا لما بينهم، ولا زاجرا عن وصفهم، وإنما استدللنا أن رضا الله غير ذلك،
ببعثه الرسل بالأمور القيمة الصحيحة، والتحذير من الأمور المشكلة المفسدة، ثم
جعلهم أبوابه وصراطه والأدلاء عليه بأمور محجوبة عن الرأي والقياس، فمن طلب
ما عند الله بقياس ورأي لم يزدد من الله إلا بعدا، ولم يبعث رسولا قط - وان طال
عمره - قابلا من الناس خلاف ما جاء به، حتى يكون متبوعا مرة وتابعا أخرى، ولم

46
ير أيضا فيما جاء به استعمل رأيا ولا مقياسا، حتى يكون ذلك واضحا عنده كالوحي
من الله، وفي ذلك دليل لكل ذي لب وحجى، إن أصحاب الرأي والقياس مخطئون
مدحضون، الحديث (1).
[14801] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عمن حدثه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان
علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول لولده: اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في
كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترى على الكبير، أما علمتم أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صديقا وما يزال العبد
يكذب حتى يكتبه الله كذابا (2).
[14802] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد الطائي، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله وجده (3).
الرواية حسنة سندا.
[14803] 4 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن ابن يزيد، عن القندي، عن
أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور، عن علي (عليه السلام) قال:
لا يصلح من الكذب جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم صبيه ثم لا يفي له، إن الكذب
يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، وما يزال أحدكم يكذب حتى يقال:
كذب وفجر، وما يزال أحدكم يكذب حتى لا يبقى في قلبه موضع إبرة صدق فيسمى
عند الله كذابا (4).



(1) المحاسن: 209 ح 76، ونقل عنه في وسائل الشيعة: 27 / 50 ح 32.
(2) الكافي: 2 / 338 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 340 ح 11.
(4) أمالي الصدوق. المجلس الخامس والستون ح 9 / 505 الرقم 696.
47
[14804] 5 - ابن شعبة الحرإني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... رب هزل عاد جدا، الحديث (1).
[14805] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في توصيف الدنيا:... عزها
ذل وجدها هزل وعلوها سفل، دار حرب وسلب ونهب وعطب، الحديث (2).
[14806] 7 - الديلمي رفعه إلى أبي الحسن الثالث علي الهادي (عليه السلام) أنه قال: الهزل
فكاهة السفهاء وصناعة الجهال (3).
[14807] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الكامل من غلب
جده هزله (4).
[14808] 9 - وعنه (عليه السلام): إحذر الهزل واللعب وكثرة المزح والضحك والترهات (5).
[14809] 10 - وعنه (عليه السلام): أعقل الناس من غلب جده هزله واستظهر على هواه بعقله (6).
[14810] 11 - وعنه (عليه السلام): غلبة الهزل تبطل عزيمة الجد (7).
[14811] 12 - وعنه (عليه السلام): كثرة الهزل آية الجهل (8).
[14812] 13 - وعنه (عليه السلام): من كثر هزله استجهل (9).
[14813] 14 - وعنه (عليه السلام): من جعل ديدنه الهزل لم يعرف جده (10).
[14814] 15 - وعنه (عليه السلام): من كثر هزله بطل جده (11).
[14815] 16 - وعنه (عليه السلام): من غلب عليه الهزل فسد عقله (12).
[14816] 17 - وعنه (عليه السلام): من قل عقله كثر هزله (13).



(1) تحف العقول: 85.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 191.
(3) أعلام الدين: 311.
(4) غرر الحكم: ح 2197 و 2603 و 3355 و 6416 و 7129 و 7972 و 8101 و 8356 و 8429 و 8556.
(5) غرر الحكم: ح 2197 و 2603 و 3355 و 6416 و 7129 و 7972 و 8101 و 8356 و 8429 و 8556.
(6) غرر الحكم: ح 2197 و 2603 و 3355 و 6416 و 7129 و 7972 و 8101 و 8356 و 8429 و 8556.
(7) غرر الحكم: ح 2197 و 2603 و 3355 و 6416 و 7129 و 7972 و 8101 و 8356 و 8429 و 8556.
(8) غرر الحكم: ح 2197 و 2603 و 3355 و 6416 و 7129 و 7972 و 8101 و 8356 و 8429 و 8556.
(9) غرر الحكم: ح 2197 و 2603 و 3355 و 6416 و 7129 و 7972 و 8101 و 8356 و 8429 و 8556.
(10) غرر الحكم: ح 2197 و 2603 و 3355 و 6416 و 7129 و 7972 و 8101 و 8356 و 8429 و 8556.
(11) غرر الحكم: ح 2197 و 2603 و 3355 و 6416 و 7129 و 7972 و 8101 و 8356 و 8429 و 8556.
(12) غرر الحكم: ح 2197 و 2603 و 3355 و 6416 و 7129 و 7972 و 8101 و 8356 و 8429 و 8556.
(13) غرر الحكم: ح 2197 و 2603 و 3355 و 6416 و 7129 و 7972 و 8101 و 8356 و 8429 و 8556.
48
[14817] 18 - وعنه (عليه السلام): من كثر كلامه كثر لغطه ومن كثر هزله كثر سخفه (1).
[14818] 19 - وعنه (عليه السلام): إرهب تحذر، ولا تهزل فتحتقر (2).
[14819] 20 - ابن أبي الحديد المعتزلي في الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:
أحزم الناس من ملك جده هزله، وقهر رأيه هواه، وأعرب عن ضميره فعله، ولم
يخدعه رضاه عن حظه، ولا غضبه عن كيده (3).



(1) غرر الحكم: ح 8964، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 515.
(2) غرر الحكم: ح 2300، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 188.
(3) شرح نهج البلاغة: 20 / 263 ح 71.
49
الهلاك
[14820] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إياك
وخصلتين ففيهما هلك من هلك: إياك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14821] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
داود بن فرقد، عمن حدثه عن ابن شبرمة قال: ما ذكرت حديثا سمعته عن جعفر
ابن محمد (عليه السلام) إلا كان أن يتصدق قلبي، قال: حدثني أبي عن جدي عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال ابن شبرمة: وأقسم بالله ما كذب أبوه على جده ولا جده على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك
ومن أفتى الناس بغير علم وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد
هلك وأهلك (2).
[14822] 3 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله رفعه عن يونس بن عبد الرحمن قال:
قلت لأبي الحسن الأول (عليه السلام): بما أوحد الله؟ فقال: يا يونس لا تكونن مبتدعا،
من نظر برأيه هلك ومن ترك أهل بيت نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ضل ومن ترك كتاب الله وقول نبيه
كفر (3).



(1) الكافي: 1 / 42 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 43 ح 9.
(3) الكافي: 1 / 56 ح 10.
50
[14823] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
يونس بن عبد الرحمن، عن سماعة بن مهران، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال:
أصلحك الله إنا نجتمع فنتذاكر ما عندنا فلا يرد علينا شيء إلا وعندنا فيه شيء
مسطر وذلك مما أنعم الله به علينا بكم، ثم يرد علينا الشيء الصغير ليس عندنا فيه
شيء فينظر بعضنا إلى بعض وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه؟ فقال: وما لكم
وللقياس؟ إنما هلك من هلك من قبلكم بالقياس، ثم قال: إذا جاءكم ما تعلمون
فقولوا به وإن جاءكم ما لا تعلمون فها - وأهوى بيده إلى فيه - ثم قال: لعن الله أبا
حنيفة كان يقول: قال علي وقلت أنا، وقالت الصحابة وقلت، ثم قال: أكنت
تجلس إليه؟ فقلت: لا ولكن هذا كلامه، فقلت: أصلحك الله أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
الناس بما يكتفون به في عهده؟ قال: نعم وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة، فقلت:
فضاع من ذلك شيء؟ فقال: لا هو عند أهله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14824] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه، عن الحسين بن المياح، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من نظر
في الله كيف هو هلك (2).
[14825] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان،
عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه مهزم، فقال
له: جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر متى هو؟ فقال: يا مهزم كذب
الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون (3).



(1) الكافي: 1 / 57 ح 13.
(2) الكافي: 1 / 93 ح 5.
(3) الكافي: 1 / 368 ح 2.
51
[14826] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله: (فمنكم كافر
ومنكم مؤمن) (1) فقال: عرف الله عز وجل إيمانهم بموالاتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم
الميثاق وهم ذر في صلب آدم. وسألته عن قوله عز وجل: (أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) (2) فقال: أما والله ما هلك
من كان قبلكم وما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا (عليه السلام) إلا في ترك ولايتنا وجحود
حقنا وما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الدنيا حتى ألزم رقاب هذه الأمة حقنا والله يهدي
من يشاء إلى صراط مستقيم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14827] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج،
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الإيمان، فقال: إن
الله عز وجل جعل الإيمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد، فالصبر
من ذلك على أربع شعب: على الشوق والإشفاق والزهد والترقب فمن اشتاق إلى
الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات ومن زهد في الدنيا
هانت عليه المصيبات ومن راقب الموت سارع إلى الخيرات، واليقين على أربع
شعب: تبصرة الفطنة وتأول الحكمة ومعرفة العبرة وسنة الأولين فمن أبصر الفطنة
عرف الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة عرف السنة ومن
عرف السنة فكأنما كان مع الأولين واهتدى إلى التي هي أقوم ونظر إلى من نجى بما نجى
ومن هلك بما هلك وإنما أهلك الله من أهلك بمعصيته وأنجى من أنجى بطاعته، والعدل



(1) سورة التغابن: 2.
(2) سورة التغابن: 12.
(3) الكافي: 1 / 426 ح 74.
52
على أربع شعب: غامض الفهم وغمر العلم وزهرة الحكم وروضة الحلم فمن فهم فسر
جميع العلم ومن علم عرف شرائع الحكم ومن حلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس
حميدا، والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في
المواطن وشنآن الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم
أنف المنافق وأمن كيده ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ومن شنئ الفاسقين
غضب لله ومن غضب لله غضب الله له فذلك الإيمان ودعائمه وشعبه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14828] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض أصحابه
يعظه: أوصيك ونفسي بتقوى من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغنى إلا به،
فإن من اتقى الله جل وعز وقوى وشبع وروى ورفع عقله عن أهل الدنيا فبدنه مع أهل
الدنيا وقلبه وعقله معاين الآخرة، فأطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا
فقذر حرامها وجانب شبهاتها وأضر والله بالحلال الصافي إلا ما لابد له من كسرة
[منه] يشد بها صلبه وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه ولم يكن له
فيما لابد له منه ثقة ولا رجاء، فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء فجد واجتهد
وأتعب بدنه حتى بدت الأضلاع وغارت العينان فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه
وشدة في عقله وما ذخر له في الآخرة أكثر، فارفض الدنيا فإن حب الدنيا يعمي
ويصم ويبكم ويذل الرقاب فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل غدا أو بعد غد، فإنما
هلك من كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم
غافلون فنقلوا على أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيقة وقد أسلمهم الأولاد



(1) الكافي: 2 / 50 ح 1.
53
والأهلون فانقطع إلى الله بقلب منيب، من رفض الدنيا وعزم ليس فيه انكسار ولا
انخزال أعاننا الله وإياك على طاعته ووفقنا الله وإياك لمرضاته (1).
[14829] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كان في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه:
اعلموا أن القرآن هدى الليل والنهار ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة فإذا
حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون
دينكم واعلموا أن الهالك من هلك دينه والحريب من حرب دينه، ألا وإنه لا فقر بعد
الجنة، ألا وإنه لا غنى بعد النار، لا يفك أسيرها ولا يبرء ضريرها (2).
[14830] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن سعد بن جناح، عن أخيه
أبي عامر، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من طلب الرئاسة هلك (3).
[14831] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون، فوالله ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك
وأهلك (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14832] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن سعيد بن جناح، عن أخيه أبي
عامر، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من دخله العجب هلك (5).



(1) الكافي: 2 / 136 ح 23.
(2) الكافي: 2 / 216 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 297 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 297 ح 3.
(5) الكافي: 2 / 313 ح 2.
54
[14833] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل، عن حسن قال:
خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد فإنه إنما هلك من كان
قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك وإنهم لما
تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات فأمروا
بالمعروف وانهوا عن المنكر واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا
ولم يقطعا رزقا إن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله
لها من زيادة أو نقصان فإن أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال أو نفس ورأى عند
أخيه غفيرة في أهل أو مال أو نفس فلا تكونن عليه فتنة فإن المرء المسلم لبرئ من
الخيانة ما لم يغش دناءة تظهر فيخشع لها إذا ذكرت ويغرى بها لئام الناس كان كالفالج
الياسر الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم ويدفع بها عنه المغرم وكذلك
المرء المسلم البرئ من الخيانة ينتظر من الله تعالى إحدى الحسنيين إما داعي الله فما
عند الله خير له وإما رزق الله فإذا هو ذو أهل ومال ومعه دينه وحسبه، إن المال
والبنين حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لأقوام فاحذروا من
الله ما حذركم من نفسه واخشوه خشية ليست بتعذير واعملوا في غير رياء ولا سمعة
فإنه من يعمل لغير الله يكله الله إلى من عمل له، نسأل الله منازل الشهداء ومعائشة
السعداء ومرافقة الأنبياء (1).
[14834] 15 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن علي بن
حديد، عن منصور بن روح، عن فضيل الصايغ قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: أنتم والله نور في ظلمات الأرض والله إن أهل السماء لينظرون إليكم في ظلمات



(1) الكافي: 5 / 57 ح 6.
55
الأرض كما تنظرون أنتم إلى الكوكب الدري في السماء وإن بعضهم ليقول لبعض: يا
فلان عجبا لفلان كيف أصاب هذا الأمر وهو قول أبي (عليه السلام)، والله ما أعجب ممن هلك كيف هلك ولكن أعجب ممن نجا كيف نجا (1).
[14835] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن حماد
ابن عيسى، عن حريز، عن زرارة، ومحمد بن مسلم، وبريد العجلي قالوا: قال
أبو عبد الله (عليه السلام) لحمران بن أعين في شيء سأله: إنما يهلك الناس لأنهم
لا يسألون (2).
الرواية صحيحة الإسناد، ومثلها تعرف بصحيحة الفضلاء.
[14836] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم [عن أبان] عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن
الكذاب يهلك بالبينات ويهلك أتباعه بالشبهات (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14837] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن علي بن سويد قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): إني مبتلى بالنظر إلى المرأة الجميلة
فيعجبني النظر إليها، فقال لي: يا علي لا بأس إذا عرف الله من نيتك الصدق وإياك
والزنا فإنه يمحق البركة ويهلك الدين (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14838] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن



(1) الكافي: 8 / 275 ح 415.
(2) الكافي: 1 / 40 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 339 ح 7.
(4) الكافي: 5 / 542 ح 6.
56
يونس، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: حرمة الدبر
أعظم من حرمة الفرج، إن الله أهلك أمة بحرمة الدبر ولم يهلك أحدا بحرمة الفرج (1).
[14839] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يهلك المرء المسلم أن يستقل ما عنده
للضيف (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14840] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بريد بن معاوية، عن محمد بن مسلم،
عن أبي جعفر (عليه السلام) في خطبة يوم الجمعة:... ولقد اتخذ الله الحجة فلا يهلك من هلك
إلا عن بينة ولا يحيى من حي إلا عن بينة وقد بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أرسل به
فالزموا وصيته وما ترك فيكم من بعده من الثقلين كتاب الله وأهل بيته اللذين لا يضل
من تمسك بهما ولا يهتدي من تركهما، الحديث (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14841] 22 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن أحمد، وعبد الله ابني محمد
ابن عيسى، عن علي بن الحكم، عن ابن عميرة، عن مفضل بن يزيد قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): أنهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال: أن تدين الله بالباطل وتفتي
الناس بما لا تعلم (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 5 / 543 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 276 ح 5.
(3) الكافي: 3 / 423 ح 6.
(4) الخصال: 1 / 52 ح 65.
57
[14842] 23 - الصدوق، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن غياث بن إبراهيم،
عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن
تؤتى المدينة إلا من قبل الباب وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا
منك، لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك سريرتي
وعلانيتك علانيتي وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك وشقي من
عصاك وربح من تولاك وخسر من عاداك وفاز من لزمك وهلك من فارقك، مثلك
ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق
ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14843] 24 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): حدثني أبي (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: قال الله
جل جلاله: أيما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري وأيما عبد عصاني وكلته إلى نفسه، ثم لم
أبال في أي واد هلك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14844] 25 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: أول نظرة لك والثانية عليك
ولا لك والثالثة فيها الهلاك (3).
[14845] 26 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن ابن صاعد، عن الحسن بن



(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والأربعون ح 18 / 341 الرقم 408.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والسبعون ح 2 / 577 الرقم 789.
(3) الفقيه: 3 / 474 ح 4658.
58
عرفة، عن عمر بن عبد الرحمن، عن محمد بن جحادة، عن بكير بن عبد الله المدني،
عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إياكم والشح فإنما هلك من كان قبلك
بالشح، أمرهم بالكذب فكذبوا، وأمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة
فقطعوا (1).
[14846] 27 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
هلك المقتدرون (2).
[14847] 28 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... وإنما هلك من كان
قبلكم بطول آمالهم وتغيب آجالهم حتى نزل بهم الموعود الذي ترد عنه المعذرة وترفع
عنه التوبة وتحل معه القارعة والنقمة، الحديث (3).
[14848] 29 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد ولم يستقم
أمره إلا قليلا، الكتاب (4).
قد مر منا مرارا إن لهذا العهد سند معتبر.
[14849] 30 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب لما استخلف إلى أمراء
الأجناد: أما بعد فإنما أهلك من كان قبلكم أنهم منعوا الناس الحق فاشتروه
وأخذوهم بالباطل فاقتدوه (5).
يعني كلفوهم بإتيان الباطل فأتوه، وصار قدوة يتبعها الأبناء بعد الآباء.



(1) الخصال: 1 / 175 ح 234.
(2) جامع الأحاديث: 131.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 147.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 79.
59
[14850] 31 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: هلك في رجلان: محب
غال ومبغض قال (1).
[14851] 32 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لكميل:... يا كميل هلك
خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في
القلوب موجودة، الحديث (2).
[14852] 33 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: هلك امرؤ لم يعرف
قدره (3).
[14853] 34 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من استبد برأيه هلك
ومن شاور الرجال شاركها في عقولها (4).
[14854] 35 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من أبدى صفحته للحق
هلك (5).
[14855] 36 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... هلك من ادعى وخاب
من افترى. من أبدى صفحته للحق هلك وكفى بالمرء جهلا ألا يعرف قدره لا يهلك
على التقوى سنخ أصل ولا يظمأ عليها زرع قوم، فاستتروا في بيوتكم وأصلحوا ذات
بينكم والتوبة من ورائكم ولا يحمد حامد إلا ربه ولا يلم لائم إلا نفسه (6).
[14856] 37 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل بإسناده إلى أبي ذر الغفاري
أنه قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي أنا أبو ذر



(1) نهج البلاغة: الحكمة 117.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 147.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 149.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 161.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 188.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 16.
60
جندب بن جنادة الغفاري سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل
سفينة نوح من دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك (1).
[14857] 38 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ثلاث مهلكات: طاعة
النساء وطاعة الغضب وطاعة الشهوة (2).
[14858] 39 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ثلاثة مهلكة: الجرأة
على السلطان وائتمان الخوان وشرب السم للتجربة (3).
[14859] 40 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إذا سمعتم الرجل يقول:
هلك الناس فهو أهلكهم (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 29 / 513 الرقم 1122.
(2) غرر الحكم: ح 4665.
(3) غرر الحكم: ح 4680.
(4) بحار الأنوار: 70 / 198.
61
الهم
[14860] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى، عن الحسن بن علي الوشاء،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد،
عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته
الله فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره، ولو أن أحدكم فر من
رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت، ثم قال: إن الله بعدله وقسطه
جعل الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط (1).
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.
[14861] 2 - الكليني، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن
داهر، عن الحسن بن يحيى، عن قثم أبي قتادة الحراني، عن عبد الله بن يونس، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قام رجل يقال له: همام - وكان عابدا ناسكا مجتهدا - إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر
إليه؟ فقال: يا همام المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه،
أوسع شيء صدرا وأذل شيء نفسا، زاجر عن كل فان، حاض على كل حسن،
لا حقود ولا حسود ولا وثاب ولا سباب ولا عياب ولا مغتاب، يكره الرفعة ويشنأ
السمعة، طويل الغم، بعيد الهم، كثير الصمت، وقور، الحديث (2).



(1) الكافي: 2 / 57 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 226 ح 1.
62
[14862] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
العباس بن موسى الوراق، عن علي الأحمسي، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما يزال الهم والغم بالمؤمن حتى ما يدع له ذنبا (1).
وروى نحوها في الكافي: 2 / 446 ح 9.
[14863] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن
إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الهم قال: تغتسل وتصلي ركعتين وتقول:
«يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما فرج همي واكشف
غمي يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد اعصمني
وطهرني واذهب ببليتي» واقرأ آية الكرسي والمعوذتين (2).
[14864] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن علي بن شجرة، عن محمد بن مروان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: تمسح بيدك اليمنى على جبهتك ووجهك في دبر المغرب
والصلوات وتقول: «بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والسقم والعدم والصغار والذل والفواحش ما ظهر
منها وما بطن» (3).
[14865] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي عوف
البجلي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الوضوء قبل الطعام وبعده يزيدان في
الرزق.
وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أوله ينفي الفقر وآخره ينفي الهم (4).



(1) الكافي: 2 / 445 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 557 ح 6.
(3) الكافي: 3 / 345 ح 24.
(4) الكافي: 6 / 290 ح 5.
63
[14866] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة (1).
[14867] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد
ابن عيسى، عن محمد بن علي الهمداني، عن حنان بن سدير قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) وفي رجلي نعل سوداء، فقال: يا حنان ما لك وللسوداء أما علمت أن
فيها ثلاث خصال: تضعف البصر وترخي الذكر وتورث الهم ومع ذلك من لباس
الجبارين، قال: فقلت: فما ألبس من النعال؟ قال: عليك بالصفراء فإن فيها ثلاث
خصال: تجلو البصر وتشد الذكر وتدرء الهم وهي مع ذلك من لباس النبيين (2).
[14868] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى، جميعا، عن علي بن محمد
ابن سعد، عن محمد بن مسلم، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن علي بن الحكم،
عن عمر بن أبان، عن عيسى بن أبي منصور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: نفس
المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح وهمه لأمرنا عبادة وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله.
قال لي محمد بن سعيد: اكتب هذا بالذهب فما كتبت شيئا أحسن منه (3).
[14869] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان، وسيف بن عميرة، عن فضيل بن يسار قال:
دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في مرضة مرضها لم يبق منه إلا رأسه فقال: يا فضيل
إنني كثيرا ما أقول: ما على رجل عرفه الله هذا الأمر لو كان في رأس جبل حتى يأتيه
الموت، يا فضيل بن يسار إن الناس أخذوا يمينا وشمالا وإنا وشيعتنا هدينا الصراط
المستقيم، يا فضيل بن يسار إن المؤمن لو أصبح له ما بين المشرق والمغرب كان ذلك



(1) الكافي: 6 / 444 ح 14.
(2) الكافي: 6 / 465 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 226 ح 16.
64
خيرا له ولو أصبح مقطعا أعضاؤه كان ذلك خيرا له، يا فضيل بن يسار إن الله لا
يفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له، يا فضيل بن يسار لو عدلت الدنيا عند الله عز وجل جناح
بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء، يا فضيل بن يسار إنه من كان همه هما واحدا
كفاه الله همه ومن كان همه في كل واد لم يبال الله بأي واد هلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14870] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن سنان وعبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همه جعل الله تعالى الفقر بين عينيه وشتت أمره
ولم ينل من الدنيا إلا ما قسم الله له ومن أصبح وأمسى والآخرة أكبر همه جعل الله
الغنى في قلبه وجمع له أمره (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14871] 12 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن عبد الله بن
عبد الرحمن الأصم، عن الهيثم بن واقد، عن محمد بن سليمان، عن ابن مسكان، عن
أبي حمزة، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: إن المنافق ينهى ولا ينتهي
ويأمر بما لا يأتي وإذا قام إلى الصلاة اعترض، قلت: يا ابن رسول الله وما
الاعتراض؟ قال: الالتفات وإذا ركع ربض، يمسي وهمه العشاء وهو مفطر ويصبح
وهمه النوم ولم يسهر، إن حدثك كذبك وإن ائتمنته خانك وإن غبت اغتابك وإن
وعدك أخلفك (3).
الربض: مأوى الغنم وكل ما يستراح ويؤوى إليه.



(1) الكافي: 2 / 246 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 319 ح 15.
(3) الكافي: 2 / 396 ح 3.
65
[14872] 13 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن
إسماعيل بن قتيبة، عن حفص بن عمر، عن إسماعيل بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن الله عز وجل يقول: إني لست كل كلام الحكيم أتقبل إنما أتقبل هواه وهمه فإن كان
هواه وهمه في رضاي جعلت همه تقديسا وتسبيحا (1).
[14873] 14 - الصدوق، عن محمد بن أحمد الأسدي، عن أحمد بن محمد العامري، عن
إبراهيم بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن عمرو، عن عبد الله بن الحسن بن
الحسن (عليه السلام)، عن أمه فاطمة بنت الحسين (عليه السلام)، عن أبيها (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن والزهد في الدنيا يريح القلب
والبدن (2).
[14874] 15 - الصدوق بإسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) أنه قال:... يا علي
أمان لأمتي من الهم «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا ملجأ ولا منجا من الله
إلا إليه»، الحديث (3).
[14875] 16 - الصدوق بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية
أنه قال:... الق عنك واردات الهموم بعزائم الصبر واحملها على ما أصابك من
أهوال الدنيا وهمومها، فاز الفائزون ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى فإنه جنة
من الفاقة. إلى أن قال: ساعات الهموم ساعات الكفارات والساعات تنفد عمرك،
الحديث (4).
[14876] 17 - الصدوق بإسناده عن صفوان بن يحيى ومحمد بن أبي عمير، عن



(1) الكافي: 8 / 166 ح 180.
(2) الخصال: 1 / 73 ح 114.
(3) الفقيه: 4 / 371.
(4) الفقيه: 4 / 386 و 392.
66
موسى ابن بكر، عن زرارة، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال في حديث: الهم نصف الهرم،
الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد، ورويها الرضي في نهج البلاغة: الحكمة 143.
[14877] 18 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن هاشم، عن الدهقان، عن درست،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تمزح فيذهب نورك ولا تكذب
فيذهب بهاؤك، وإياك وخصلتين: الضجر والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر على
حق وإن كسلت لم تؤد حقا.
قال: وكان المسيح (عليه السلام) يقول: من كثر همه سقم بدنه ومن ساء خلقه عذب نفسه
ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه ومن لاحى الرجال ذهبت
مروءته (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14878] 19 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن سنان، وعبد العزيز معا، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أصبح وأمسى والآخرة أكبر همه جعل الله الغنا في قلبه
وجمع له أمره ولم يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، ومن أصبح وأمسى والدنيا
أكبر همه جعل الله الفقر بين عينيه وشتت عليه أمره ولم ينل من الدنيا إلا ما قسم
له (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14879] 20 - المفيد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن ابن عقدة، عن أحمد بن يحيى،
عن محمد بن علي، عن أبي بدر، عن عمرو، عن يزيد بن مرة، عن سويد بن غفلة،



(1) الفقيه: 4 / 416 ح 5904.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والثمانون ح 3 / 636 الرقم 853.
(3) ثواب الأعمال: 201.
67
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من عبد اهتم بمواقيت
الصلاة ومواضع الشمس إلا ضمنت له الروح عند الموت وانقطاع الهموم والأحزان
والنجاة من النار، كنا مرة رعاة الإبل فصرنا اليوم رعاة الشمس (1).
[14880] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من قصر في العمل ابتلى
بالهم ولا حاجة لله فيمن ليس لله في ماله ونفسه نصيب (2).
[14881] 22 - البرقي، عن محمد بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
من أعان مؤمنا مسافرا نفس الله عنه ثلاثا وسبعين كربة وأجاره في الدنيا من الغم
والهم ونفس عنه كربه العظيم، قيل: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما كربه العظيم؟ قال: حيث
يغشى بأنفاسهم (3).
[14882] 23 - الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن المعروف يمنع مصارع السوء وإن الصدقة
تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر وقول «لا حول ولا قوة إلا
بالله» فيها شفاء من تسعة وتسعين داء أدناها الهم (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14883] 24 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الله بن
أحمد، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، وأبو عثمان اسمه عبد الواحد بن حبيب قال:
زعم لنا محمد بن أبي حمزة الثمالي عن معاوية بن عمار الدهني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
صلاة الليل تحسن الوجه وتذهب الهم وتجلو البصر (5).



(1) أمالي المفيد: المجلس السادس عشر ح 5 / 136.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 127.
(3) المحاسن 362.
(4) قرب الإسناد: 76 ح 244.
(5) التهذيب: 2 / 121 ح 229.
68
[14884] 25 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبد الله بن محمد بن عبيد بن
ياسين، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من
أصبح والآخرة همه، استغنى بغير مال واستأنس بغير أهل، وعز بغير عشيرة (1).
[14885] 26 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا تشعر قلبك الهم على
ما فاتك فيشغلك عما هو آت (2).
[14886] 27 - وعنه (عليه السلام) أنه قال: الهم يذيب الجسد (3).
[14887] 28 - وعنه (عليه السلام): اجعل كل همك وسعيك للخلاص من محل الشقاء والعقاب
والنجاة من مقام البلاء والعذاب (4).
[14888] 29 - وعنه (عليه السلام): من لم يكن همه ما عند الله سبحانه لم يدرك مناه (5)
[14889] 30 - ثاني الشهيدين رفعه وقال: في أخبار داود (عليه السلام): ما لأوليائي والهم بالدنيا إن
الهم يذهب حلاوة مناجاتي في قلوبهم، يا داود إن محبتي من أوليائي أن يكونوا
روحانيين لا يغتمون (6).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع والعشرون ح 3 / 580 الرقم 1198.
(2) غرر الحكم: ح 10431 و 1039 و 2438 و 8970.
(3) غرر الحكم: ح 10431 و 1039 و 2438 و 8970.
(4) غرر الحكم: ح 10431 و 1039 و 2438 و 8970.
(5) غرر الحكم: ح 10431 و 1039 و 2438 و 8970.
(6) مسكن الفؤاد: 80.
69
الهمة
[14890] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كانت الفقهاء والعلماء إذا كتب بعضهم
إلى بعض كتبوا بثلاثة ليس معهن رابعة: من كانت همته آخرته كفاه الله همه من
الدنيا، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله عز وجل
أصلح الله تبارك وتعالى فيما بينه وبين الناس (1).
الرواية معتبرة الإسناد. ورويها الصدوق بسنده المعتبر في ثواب الأعمال: 216.
[14891] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء
بن رزين، عن ابن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل:
وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي وعلو ارتفاعي لا يؤثر عبد مؤمن هواي على هواه في
شيء من أمر الدنيا إلا جعلت غناه في نفسه وهمته في آخرته وضمنت السماوات
والأرض رزقه وكنت له من وراء تجارة كل تاجر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14892] 3 - الصدوق، عن أحمد بن إبراهيم بن الوليد، عن محمد بن أحمد الكاتب رفعه
إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: كمال الرجل بست خصال: بأصغريه وأكبريه
وهيئتيه، فأما أصغراه: فقلبه ولسانه، إن قاتل قاتل بجنان وإن تكلم تكلم بلسان،



(1) الكافي: 8 / 307 ح 477.
(2) الكافي: 2 / 137 ح 2.
70
وأما أكبراه: فعقله وهمته، وأما هيئتاه: فماله وجماله (1).
[14893] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن يحيى
الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المرأة خلقت من الرجل
وإنما همتها في الرجال فأحبوا نساءكم وإن الرجل خلق من الأرض وإنما همته في
الأرض (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14894] 5 - الصدوق بإسناده إلى خبر الشيخ الشامي قال: يا أمير المؤمنين إني
أتيتك من ناحية الشام وأنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصي وإني
أظنك ستغتال فعلمني مما علمك الله، قال: نعم يا شيخ: من اعتدل يوماه فهو مغبون
ومن كانت الدنيا همته اشتدت حسرته عند فراقها، الحديث (3).
[14895] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الإمام الباقر (عليه السلام) في وصيته لجابر بن يزيد
الجعفي أنه قال:... واطلب بقاء العز بإماتة الطمع وادفع ذل الطمع بعز اليأس
واستجلب عز اليأس ببعد الهمة... ولا شرف كبعد الهمة، الحديث (4).
[14896] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: ثلاث يحجزن المرء عن طلب
المعالي: قصر الهمة وقلة الحيلة وضعف الرأي (5).
[14897] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: قدر الرجل على قدر همته وصدقه
على قدر مروءته وشجاعته على قدر أنفته وعفته على قدر غيرته (6).



(1) معاني الأخبار: 150.
(2) علل الشرائع: 498.
(3) الفقيه: 4 / 381 ح 5833.
(4) تحف العقول: 286.
(5) تحف العقول: 318.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 47.
71
[14898] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: عرفت الله سبحانه بفسخ
العزائم وحل العقود ونقض الهمم (1).
[14899] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الحلم والأناة توأمان
ينتجهما علو الهمة (2).
الأناة: يريد بها التأني.
[14900] 11 - صاحب جامع الأخبار رفعه وقال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) ما الدليل على
إثبات الصانع؟ قال: ثلاثة أشياء: تحويل الحال وضعف الأركان ونقض الهمة (3).
[14901] 12 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: المرء بهمته (4).
[14902] 13 - وعنه (عليه السلام): الفعل الجميل ينبئ عن علو الهمة (5).
[14903] 14 - وعنه (عليه السلام): أبعد الهمم أقربها من الكرم (6).
[14904] 15 - وعنه (عليه السلام): بقدر الهمم تكون الهموم (7).
[14905] 16 - وعنه (عليه السلام): شجاعة الرجل على قدر همته وغيرته على قدر حميته (8).
[14906] 17 - وعنه (عليه السلام): على قدر الهمة تكون الحمية (9).
[14907] 18 - وعنه (عليه السلام): كن بعيد الهمم إذا طلبت، كريم الظفر إذا غلبت (10).
[14908] 19 - وعنه (عليه السلام): لا مروة لمن لا همة له (11).
[14909] 20 - وعنه (عليه السلام): ما المغبوط إلا من كانت همته نفسه لا يغبها عن محاسبتها
ومطالبتها ومجاهدتها (12).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 250.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 460.
(3) جامع الأخبار: 39 ح 9.
(4) غرر الحكم: ح 230 و 1388 و 2962 و 4277 و 5763 و 6174 و 7161 و 10778 و 9685.
(5) غرر الحكم: ح 230 و 1388 و 2962 و 4277 و 5763 و 6174 و 7161 و 10778 و 9685.
(6) غرر الحكم: ح 230 و 1388 و 2962 و 4277 و 5763 و 6174 و 7161 و 10778 و 9685.
(7) غرر الحكم: ح 230 و 1388 و 2962 و 4277 و 5763 و 6174 و 7161 و 10778 و 9685.
(8) غرر الحكم: ح 230 و 1388 و 2962 و 4277 و 5763 و 6174 و 7161 و 10778 و 9685.
(9) غرر الحكم: ح 230 و 1388 و 2962 و 4277 و 5763 و 6174 و 7161 و 10778 و 9685.
(10) غرر الحكم: ح 230 و 1388 و 2962 و 4277 و 5763 و 6174 و 7161 و 10778 و 9685.
(11) غرر الحكم: ح 230 و 1388 و 2962 و 4277 و 5763 و 6174 و 7161 و 10778 و 9685.
(12) غرر الحكم: ح 230 و 1388 و 2962 و 4277 و 5763 و 6174 و 7161 و 10778 و 9685.
72
الهمزة (1)
[14910] 1 - علي بن إبراهيم القمي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث المعراج قال:... ثم مضيت فإذا أنا بأقوام لهم
مشافر كمشافر الإبل يقرض اللحم من جنوبهم ويلقى في أفواههم، فقلت: من هؤلاء
يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الهمازون اللمازون، الحديث (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14911] 2 - الكليني، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن جعفر بن محمد، عن
علي بن أسباط، عن عبد الرحمن بن بشير، عن بعض رجاله أن علي بن الحسين (عليهما السلام)
كان يدعو بهذا الدعاء في كل يوم من شهر رمضان: «اللهم إن هذا شهر رمضان وهذا
شهر الصيام وهذا شهر الإنابة وهذا شهر التوبة وهذا شهر المغفرة والرحمة وهذا شهر
العتق من النار والفوز بالجنة، اللهم فسلمه لي وتسلمه مني وأعني عليه بأفضل
عونك ووفقني فيه لطاعتك وفرغني فيه لعبادتك ودعائك وتلاوة كتابك وأعظم لي
فيه البركة وأحسن لي فيه العاقبة وأصح لي فيه بدني وأوسع فيه رزقي واكفني فيه ما
أهمني واستجب لي فيه دعائي وبلغني فيه رجائي، اللهم اذهب عني فيه النعاس
والكسل والسامة والفترة والقسوة والغفلة والغرة، اللهم جنبني فيه العلل والأسقام



(1) الهمزة: الكثير الطعن على غيره بغير حق، العائب له بما ليس بعيب، كذا في مجمع البيان: 10 / 537.
(2) تفسير القمي: 2 / 7.
73
والهموم والأحزان والأعراض والأمراض والخطايا والذنوب واصرف عني فيه
السوء والفحشاء والجهد والبلاء والتعب والعناء، إنك سميع الدعاء اللهم أعذني فيه
من الشيطان الرجيم وهمزه ولمزه ونفثه ونفخه ووسواسه وكيده ومكره وحيله وأمانيه
وخدعه وغروره وفتنته ورجله وشركه وأعوانه وأتباعه وأخدانه وأشياعه وأوليائه
وشركائه وجميع كيدهم، اللهم ارزقني فيه تمام صيامه وبلوغ الأمل في قيامه
واستكمال ما يرضيك فيه صبرا وايمانا ويقينا واحتسابا ثم تقبل ذلك منا بالأضعاف
الكثيرة والأجر العظيم، اللهم ارزقني فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط والإنابة
والتوبة والرغبة والرهبة والجزع والرقة وصدق اللسان والوجل منك والرجاء لك
والتوكل عليك والثقة بك والورع عن محارمك بصالح القول ومقبول السعي ومرفوع
العمل ومستجاب الدعاء ولا تحل بيني وبين شيء من ذلك بعرض ولا مرض ولا هم
[ولا غم] برحمتك يا أرحم الراحمين» (1).
[14912] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد
ابن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن، عن الحسين بن أبي العلاء، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قرأ (ويل لكل همزة) (2) في فرائضه بعد
الله عنه الفقر وجلب إليه الرزق ويدفع عنه ميتة السوء (3).
[14913] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن عثمان
ابن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي شيبة الزهري، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: بئس العبد عبد همزة لمزة، يقبل بوجه ويدبر بآخر (4).



(1) الكافي: 4 / 75 ح 7.
(2) سورة الهمزة: 1.
(3) ثواب الأعمال: 154.
(4) عقاب الأعمال: 319 ح 4.
74
[14914] 5 - الصدوق بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال:
المسوخ من بني آدم ثلاثة عشر - إلى أن قال: - وأما العقرب فكان همازا لمازا فمسخه
الله عقربا، الحديث (1).
رويها أيضا في علل الشرايع: 487.
[14915] 6 - الصدوق بإسناده إلى موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: المسوخ
ثلاثة عشر - إلى أن قال: - وأما العقرب فكان رجلا همازا لا يسلم منه أحد،
الحديث (2).
[14916] 7 - الطوسي بإسناده إلى الحميري أنه قال في توقيعاته المروية عن الناحية
المقدسة:... وروي في ثواب القرآن في الفرائض وغيرها: أن العالم (عليه السلام) قال: عجبا
لمن [لم] (3) يقرأ في صلاته (إنا أنزلناه في ليلة القدر) كيف تقبل صلاته؟،
وروى: ما زكت صلاة لم يقرأ فيها ب‍ (قل هو الله أحد)، وروى: أن من قرأ في
فرائضه «الهمزة» أعطى من الدنيا، فهل يجوز أن يقرأ «الهمزة» ويدع هذه السور التي
ذكرناها مع ما قد روي أنه لا تقبل صلاة ولا تزكو إلا بهما؟
التوقيع: الثواب في السور على ما قد روي، وإذا ترك سورة مما فيها الثواب وقرأ
(قل هو الله أحد) و (إنا أنزلناه) لفضلهما أعطي ثواب ما قرأ وثواب سورة التي
ترك، ويجوز أن يقرأ غير هاتين السورتين وتكون صلاته تامة ولكن يكون قد ترك
الفضل (4).
[14917] 8 - شرف الدين علي الحسيني الأسترآبادي بإسناده عن محمد بن العباس،



(1) الخصال: 2 / 493 ح 1، ونقل عنه في تفسير كنز الدقائق: 11 / 526.
(2) علل الشرايع: 486، ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة: 23 / 133.
(3) كذا في الاحتجاج: 2 / 482 والسياق يطلبها.
(4) الغيبة: 231.
75
عن أحمد بن محمد النوفلي، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن خالد
البرقي، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما معنى
قوله عز وجل: (ويل لكل همزة لمزة)؟ قال: الذين همزوا آل محمد حقهم ولمزوهم،
وجلسوا مجلسا كان آل محمد أحق به منهم (1).
[14918] 9 - ابن أبي جمهور الإحسائي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: رأيت
ليلة الإسراء قوما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه ويقال: كلوا ما كنتم تأكلون
من لحم أخيكم، فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الهمازون من أمتك
اللمازون (2).
[14919] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ألهماز مذموم
مجروح (3).



(1) تأويل الآيات الباهرة: 2 / 854 ح 1.
(2) عوالي اللآلي: 1 / 264 ح 55، ونقل عنه في تفسير كنز الدقائق: 11 / 526.
(3) غرر الحكم: 373، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 659.
76
الهوان
[14920] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن سعدان
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل يلتفت يوم القيامة إلى فقراء المؤمنين شبيها
بالمعتذر إليهم فيقول: وعزتي وجلالي ما أفقرتكم في الدنيا من هوان بكم علي ولترون
ما أصنع بكم اليوم فمن زود أحدا منكم في دار الدنيا معروفا فخذوا بيده فأدخلوه
الجنة، قال: فيقول رجل منهم: يا رب إن أهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا
النساء ولبسوا الثياب اللينة وأكلوا الطعام وسكنوا الدور وركبوا المشهور من الدواب
فأعطنا مثل ما أعطيتهم، فيقول تبارك وتعالى: لك ولكل عبد منكم مثل ما أعطيت
أهل الدنيا منذ كانت الدنيا إلى أن انقضت الدنيا سبعون ضعفا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14921] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن علي بن عفان، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله جل
ثناؤه ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه فيقول: وعزتي
وجلالي ما أحوجتك في الدنيا من هوان كان بك علي، فارفع هذا السجف فانظر إلى ما
عوضتك من الدنيا، قال: فيرفع، فيقول: ما ضرني ما منعتني مع ما عوضتني (2).
السجف: الستر.



(1) الكافي: 2 / 261 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 264 ح 18.
77
[14922] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن إسحاق قال: حدثني محمد بن الحسن
ابن شمون، قال: حدثني أحمد بن محمد، قال: كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) حين أخذ
المهتدي في قتل الموالي: يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا فقد بلغني أنه يتهددك
ويقول: والله لأجلينهم عن جديد الأرض، فوقع أبو محمد (عليه السلام) بخطه: ذاك أقصر
لعمره عد من يومك هذا خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف يمر
به، فكان كما قال (عليه السلام) (1).
استقر المهتدي في الخلافة في شعبان 255 وفي رجب سنة 256 دارت حرب بينه
وبين الأتراك من مواليه فلما التقوا خامرت الأتراك - الذين مع الخليفة - إلى
أصحابهم وصاروا البا واحدا على الخليفة. فحمل الخليفة عليهم فقتل منهم نحوا
من أربعة آلاف ثم حملوا عليه فهزموه ومن معه فانهزم المهتدي وبيده السيف...
فدخل دار أحمد بن جميل - صاحب المعونة - فوضع فيها سلاحه ولبس البياض
وأراد أن يذهب فيختفي فعاجله أحمد بن خاقان منها. فأخذه قبل أن يذهب.
ورماه بسهم وطعن في خاصرته به، وحمل المهتدي على دابة - وخلفه سائس -
وعليه قميص وسراويل حتى أدخلوه دار أحمد بن خاقان. فجعل من هناك
يصفعونه ويبزقون في وجهه وسلموه رجل. فلم يزل يجأ خصيتيه ويطؤهما حتى
مات. كذا قاله ابن كثير في البداية والنهاية: 11 / 22 و 23 (2).
[14923] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن المغيرة،
عن غير واحد من أصحابنا قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن العبد الولي لله يدعو الله عز وجل
في الأمر ينوبه، فيقول للملك الموكل به: اقض لعبدي حاجته ولا تعجلها فإني أشتهي
أن أسمع نداءه وصوته، وإن العبد العدو لله ليدعو الله عز وجل في الأمر ينوبه، فيقال للملك



(1) الكافي: 1 / 510 ح 16.
(2) نقل عنه في جزاء أعداء الإمام العسكري (عليه السلام) في دار الدنيا: 85.
78
الموكل به: اقض [لعبدي] حاجته وعجلها فإني أكره أن أسمع نداءه وصوته.
قال: فيقول الناس: ما أعطي هذا إلا لكرامته ولا منع هذا إلا لهوانه (1).
الرواية صحيحة الإسناد. نابه الأمر: أي أصابه والنائبة: المصيبة.
[14924] 5 - الصدوق رفعه وقال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن أفضل
ما يتوسل به المتوسلون الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله وكلمة الإخلاص
فإنها الفطرة وإقام الصلاة فإنها الملة وإيتاء الزكاة فإنها من فرائض الله عز وجل والصوم
فإنه جنة من عذابه وحج البيت فإنه منفاة للفقر ومدحضة للذنب وصلة الرحم فإنها
مثراة في المال ومنسأة في الأجل وصدقة السر فإنها تطفئ الخطيئة وتطفئ غضب
الله عز وجل وصنايع المعروف فإنها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان، ألا فاصدقوا
فإن الله مع الصادقين وجانبوا الكذب فإنه يجانب الإيمان، ألا إن الصادق على شفا
منجاة وكرامة، ألا إن الكاذب على شفا مخزاة وهلكة، ألا وقولوا خيرا تعرفوا به،
واعملوا به تكونوا من أهله، وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم وصلوا أرحام من قطعكم
وعودوا بالفضل على من حرمكم (2).
روى الشريف الرضي مثلها في نهج البلاغة: الخطبة 110.
[14925] 6 - الصدوق، عن الوراق والمكتب وحمزة العلوي، والهمداني جميعا، عن علي،
عن أبيه، عن الهروي، وحدثنا جعفر بن نعيم بن شاذان، عن أحمد بن إدريس، عن
إبراهيم بن هاشم، عن الهروي قال: رفع إلى المأمون أن أبا الحسن علي ابن موسى
الرضا (عليه السلام) يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فأمر محمد بن عمرو الطوسي
حاجب المأمون فطرد الناس عن مجلسه وأحضره فلما نظر إليه زبره واستخف به،
فخرج أبو الحسن الرضا (عليه السلام) من عنده مغضبا وهو يدمدم بشفتيه



(1) الكافي: 2 / 490 ح 7.
(2) الفقيه 1 / 205 ح 613.
79
ويقول: وحق المصطفى والمرتضى وسيدة النساء لاستنزلن من حول الله عز وجل بدعائي
عليه ما يكون سببا لطرد كلاب أهل هذه الكورة إياه واستخفافهم به وبخاصته
وعامته، ثم أنه (عليه السلام) انصرف إلى مركزه واستحضر الميضاة وتوضأ وصلى ركعتين
وقنت في الثانية فقال: «اللهم يا ذا القدرة الجامعة والرحمة الواسعة والمنن المتتابعة
والآلاء المتوالية والأيادي الجميلة والمواهب الجزيلة يا من لا يوصف بتمثيل ولا يمثل
بنظير ولا يغلب بظهير يا من خلق فرزق وألهم فأنطق وابتدع فشرع وعلا فارتفع
وقدر فأحسن وصور فأتقن واحتج فأبلغ وأنعم فأسبغ وأعطى فأجزل يا من سما في
العز ففات خواطر الأبصار ودنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار يا من تفرد بالملك
فلا ند له في ملكوت سلطانه وتوحد بالكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه يا من
حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام وحسرت دون إدراك عظمته خطائف
أبصار الأنام يا عالم خطرات قلوب العالمين ويا شاهد لحظات أبصار الناظرين يا من
عنت الوجوه لهيبته وخضعت الرقاب لجلالته ووجلت القلوب من خيفته وارتعدت
الفرائص من فرقه يا بدئ يا بديع يا قوي يا منيع يا علي يا رفيع صل على من شرفت
الصلاة بالصلاة عليه وانتقم لي ممن ظلمني واستخف بي وطرد الشيعة عن بابي وأذقه
مرارة الذل والهوان كما أذاقنيها واجعله طريد الأرجاس وشريد الأنجاس».
قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: فما استتم مولاي (عليه السلام) دعاءه حتى
وقعت الرجفة في المدينة وارتج البلد وارتفعت الزعقة والصيحة واستفحلت النعرة
وثارت الغبرة وهاجت القاعة فلم أزائل مكاني إلى أن سلم مولاي (عليه السلام)، فقال لي:
يا أبا الصلت اصعد السطح فإنك سترى امرأة بغية غثة رثة، مهيجة الأشرار متسخة
الأطمار يسميها أهل هذه الكورة سمانة لغباوتها وتهتكها قد أسندت مكان الرمح إلى
نحرها قصبا وقد شدت وقاية لها حمراء إلى طرفه مكان اللواء فهي تقود جيوش
القاعة وتسوق عساكر الطغام إلى قصر المأمون ومنازل قواده، فصعدت السطح فلم
أر إلا نفوسا تنتزع بالعصي وهامات ترضخ بالأحجار ولقد رأيت المأمون متدرعا

80
قد برز من قصر شاهجان متوجها للهرب فما شعرت إلا بشاجرد الحجام قد رمي
من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة فضرب بها رأس المأمون فأسقطت بيضته بعد
أن شقت جلد هامته، فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف المأمون: ويلك هذا
أمير المؤمنين، فسمعت سمانة تقول: اسكت لا أم لك ليس هذا يوم التميز والمحابات
ولا يوم إنزال الناس على طبقاتهم فلو كان هذا أمير المؤمنين لما سلط ذكور الفجار
على فروج الأبكار وطرد المأمون وجنوده أسوء طرد بعد اذلال واستخفاف
شديد (1).
[14926] 7 - العياشي رفعه عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أترى الله
أعطى من أعطى من كرامته عليه ومنع من منع من هوان به عليه؟ لا ولكن المال مال
الله يضعه عند الرجل ودايع، وجوز لهم أن يأكلوا قصدا ويلبسوا قصدا وينكحوا
قصدا ويركبوا قصدا ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين ويلموا به شعثهم، فمن
فعل ذلك كان ما يأكل حلالا ويشرب حلالا ويركب حلالا وينكح حلالا ومن عدا
ذلك كان عليه حراما، ثم قال: (ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين) (2) أترى الله
ائتمن رجلا على مال له أن يشتري فرسا بعشرة آلاف درهم ويجزيه فرس بعشرين
درهما ويشتري جارية بألف دينار ويجزيه بعشرين دينارا وقال: (ولا تسرفوا أنه
لا يحب المسرفين) (3).
[14927] 8 - المفيد رفعه عن الأوزاعي أن لقمان الحكيم قال في وصاياه:...
يا بني: اعلم أنه من جاور إبليس وقع في دار الهوان، لا يموت فيها ولا يحيى،
الحديث (4).



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 172 ح 1.
(2) سورة الأعراف: 31.
(3) تفسير العياشي: 2 / 13 ح 23.
(4) الاختصاص: 338.
81
[14928] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من هوان الدنيا على الله
أنه لا يعصى إلا فيها، ولا ينال ما عنده إلا بتركها (1).
[14929] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: خمسة ينبغي أن يهانوا:
الداخل بين اثنين لم يدخلاه في أمرهما، والمتأمر على صاحب البيت في بيته، والمتقدم
على مائدة لم يدع إليها، والمقبل بحديثه على غير مستمع، والجالس في المجالس التي
لا يستحقها (2).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 385.
(2) غرر الحكم: ح 5079.
82
الهوى
[14930] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن حماد
ابن عيسى، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي
قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يحدث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في كلام له: العلماء
رجلان: رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج وعالم تارك لعلمه فهذا هالك، وإن أهل النار
ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه، وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا
عبدا إلى الله فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار
بتركه علمه واتباعه الهوى وطول الأمل، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وطول
الأمل ينسي الآخرة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14931] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن داود
الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) (2)
قال: من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك
عن القبيح من الأعمال فذلك الذي (خاف مقام ربه ونهى النفس عن
الهوى) (3) (4).



(1) الكافي: 1 / 44 ح 1.
(2) سورة الرحمن: 46.
(3) سورة النازعات: 40.
(4) الكافي 2 / 70 ح 10.
83
الرواية صحيحة الإسناد، ورويها أيضا في الكافي: 2 / 80 ح 1.
[14932] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن أبي محمد الوابشي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: احذروا
أهواءكم كما تحذرون أعداءكم فليس شيء أعدى للرجال من اتباع أهوائهم وحصائد
ألسنتهم (1).
حصد الزرع: قطعه، وحصائد ألسنتهم: ما يقطعونه من الكلام الذي لا خير فيه،
كذا في الوافي (2).
[14933] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وعظمتي وكبريائي ونوري وعلوي
وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواي إلا شتت عليه أمره ولبست عليه دنياه
وشغلت قلبه بها ولم أؤته منها إلا ما قدرت له، وعزتي وجلالي وعظمتي ونوري
وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا استحفظته ملائكتي وكفلت
السماوات والأرضين رزقه وكنت له من وراء تجارة كل تاجر وأتته الدنيا وهي
راغمة (3).
الرواية معتبرة الإسناد، وروي نحوها أيضا بسند صحيح في الكافي: 2 / 137 ح 1
و 2، وهكذا روى الصدوق نحوها في ثواب الأعمال: 201.
[14934] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنما
أخاف عليكم اثنتين: اتباع الهوى وطول الأمل: أما اتباع الهوى فإنه يصد عن



(1) الكافي: 2 / 335 ح 1.
(2) الوافي: 5 / 901.
(3) الكافي: 2 / 335 ح 2.
84
الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة (1).
[14935] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن
ابن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال:
قال لي أبو الحسن (عليه السلام): إتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا.
قال: وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: لا تدع النفس وهواها فإن هواها [في] رداها
وترك النفس وما تهوى أذاها وكف النفس عما تهوى دواها (2).
الإنحدار: النزول، الوعر: ضد السهل.
[14936] 7 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن رجلا جاء إلى عيسى
ابن مريم (عليه السلام) فقال له: يا روح الله إني زنيت فطهرني فأمر عيسى (عليه السلام) أن ينادى في
الناس لا يبقى أحد إلا خرج لتطهير فلان، فلما اجتمع واجتمعوا وصار الرجل في
الحفرة نادى الرجل: لا يحدني من لله في جنبه حد، فانصرف الناس كلهم إلا يحيى
وعيسى (عليه السلام) فدنا منه يحيى (عليه السلام) فقال له: يا مذنب عظني، فقال له: لا تخلين بين
نفسك وبين هواها فترديك، قال: زدني، قال: لا تعيرن خاطئا بخطيئة، قال:
زدني: قال: لا تغضب، قال: حسبي (3).
[14937] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، وأحمد بن إدريس معا، عن
سهل، عن محمد بن الحسن بن زيد، عن عمرو بن عثمان، عن ثابت بن دينار، عن
ابن طريف، عن ابن نباتة قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: الصدق أمانة،
والكذب خيانة، والأدب رياسة، والحزم كياسة، والشرف منواة، والقصد مثراة،
والحرص مفقرة، والدناءة محقرة، والسخاء قربة، واللوم غربة، والرقة استكانة،



(1) الكافي: 2 / 335 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 336 ح 4.
(3) الفقيه: 4 / 33 ح 5019.
85
والعجز مهانة، والهوى ميل، والوفاء كيل، والعجب هلاك، والصبر ملاك (1).
[14938] 9 - الصدوق بإسناده عن يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال في حديث:
وأشجع الناس من غلب هواه، الحديث (2).
رويها أيضا في معاني الأخبار: 195 بسند صحيح.
[14939] 10 - الصدوق، عن الفامي، عن محمد بن جعفر، عن الصفار، عن
ابن هاشم، عن الحسن بن أبي الحسين، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي، عن
أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من سلم من أمتي أربع خصال
فله الجنة: من الدخول في الدنيا، واتباع الهوى، وشهوة البطن، وشهوة الفرج.
ومن سلم من نساء أمتي من أربع خصال فلها الجنة: إذا حفظت [ما] بين رجليها،
وأطاعت زوجها، وصلت خمسها، وصامت شهرها (3).
[14940] 11 - الصدوق بإسناده إلى خبر الشيخ الشامي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه
قال:... ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى، ومن كان في نقص
فالموت خير له... فقال له زيد بن صوحان العبدي: يا أمير المؤمنين أي سلطان
أغلب وأقوى؟ قال: الهوى، الحديث (4).
[14941] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد
الاصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن الصادق (عليه السلام)
قال: إني لأرجو النجاة لهذه الأمة لمن عرف حقنا منهم إلا لأحد ثلاثة: صاحب
سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن (5).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الخصال 2 / 505 ح 3.
(2) الفقيه: 4 / 395.
(3) الخصال: 1 / 223 ح 54.
(4) الفقيه: 4 / 382.
(5) الخصال: 1 / 119 ح 107.
86
[14942] 13 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في وصيته إلى
نجله الحسن (عليه السلام):... الهوى شريك العمى، الحديث (1).
[14943] 14 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال في وصيته لجابر بن
يزيد الجعفي:... إن المؤمن معنى بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها فمرة يقيم أودها
ويخالف هواها في محبة الله ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش ويقيل
الله عثرته فيتذكر ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من
الخوف وذلك بأن الله يقول: (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا
فإذا هم مبصرون) (2)... وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل. وقف عند غلبة
الهوى باسترشاد العلم... ولا عقل كمخالفة الهوى... ولا قوة كغلبة الهوى... ولا
تعدي كالجور ولا جور كموافقة الهوى... ولا فضيلة كالجهاد ولا جهاد كمجاهدة
الهوى، الحديث (3).
[14944] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... والشقي من انخدع
لهواه وغروره واعلموا أن يسير الرياء شرك ومجالسة أهل الهوى منساة للإيمان
ومحضرة للشيطان، الحديث (4).
[14945] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... واعلموا أنه ما من
طاعة الله شيء إلا يأتي في كره وما من معصية الله شيء إلا يأتي في شهوة، فرحم الله
امرأ نزع عن شهوته وقمع هوى نفسه فإن هذه النفس أبعد شيء منزعا وإنها لا تزال
تنزع إلى معصية في هوى، الحديث (5).



(1) تحف العقول: 83.
(2) سورة الأعراف: 200.
(3) تحف العقول: 284 و 285 و 286.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 86.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 176.
87
[14946] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث: وكم من عقل
أسير تحت هوى أمير، الحديث (1).
[14947] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الحلم غطاء ساتر والعقل
حسام قاطع، فاستر خلل خلقك بحلمك وقاتل هواك بعقلك (2).
[14948] 19 - الطوسي بإسناده إلى وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر أنه قال:
يا أبا ذر إن الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه وهواها
وتمنى على الله عز وجل الأماني، الحديث (3).
[14949] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الهوى هوى إلى أسفل
السافلين (4).
[14950] 21 - وعنه (عليه السلام): الهوى أعظم العدوين (5).
[14951] 22 - وعنه (عليه السلام): العاقل من عصى هواه في طاعة ربه (6).
[14952] 23 - وعنه (عليه السلام): أجل الأمراء من لم يكن الهوى عليه أميرا (7).
[14953] 24 - وعنه (عليه السلام): أشقى الناس من غلبه هواه فملكته دنياه وأفسد أخراه (8).
[14954] 25 - وعنه (عليه السلام): إن طاعة النفس ومتابعة أهويتها أس كل محنة ورأس
كل غواية (9).
[14955] 26 - وعنه (عليه السلام): إنك إن أطعت هواك، أصمك وأعماك وأفسد منقلبك
وأرداك (10).
[14956] 27 - وعنه (عليه السلام): خالف الهوى تسلم وأعرض عن الدنيا تغنم (11).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 211.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 424.
(3) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 / 530 الرقم 1162.
(4) غرر الحكم: ح 1326 و 1678 و 1747 و 3202 و 3237 و 3486 و 3807 و 5061.
(5) غرر الحكم: ح 1326 و 1678 و 1747 و 3202 و 3237 و 3486 و 3807 و 5061.
(6) غرر الحكم: ح 1326 و 1678 و 1747 و 3202 و 3237 و 3486 و 3807 و 5061.
(7) غرر الحكم: ح 1326 و 1678 و 1747 و 3202 و 3237 و 3486 و 3807 و 5061.
(8) غرر الحكم: ح 1326 و 1678 و 1747 و 3202 و 3237 و 3486 و 3807 و 5061.
(9) غرر الحكم: ح 1326 و 1678 و 1747 و 3202 و 3237 و 3486 و 3807 و 5061.
(10) غرر الحكم: ح 1326 و 1678 و 1747 و 3202 و 3237 و 3486 و 3807 و 5061.
(11) غرر الحكم: ح 1326 و 1678 و 1747 و 3202 و 3237 و 3486 و 3807 و 5061.
88
[14957] 28 - وعنه (عليه السلام): طاعة الهوى تردي (1).
[14958] 29 - وعنه (عليه السلام): شر الأمراء من كان الهوى عليه أميرا (2).
[14959] 30 - وعنه (عليه السلام): سبب فساد الدين الهوى (3).
[14960] 31 - وعنه (عليه السلام): سبب فساد العقل الهوى (4).
[14961] 32 - وعنه (عليه السلام): غرور الهوى يخدع (5).
[14962] 33 - وعنه (عليه السلام): كيف يجد لذة العبادة من لا يصوم عن الهوى (6).
[14963] 34 - وعنه (عليه السلام): من يغلب هواه يعز (7).
[14964] 35 - وعنه (عليه السلام): من ركب هواه زل (8).
[14965] 36 - وعنه (عليه السلام): من غلب هواه على عقله ظهرت عليه الفضائح (9).
[14966] 37 - وعنه (عليه السلام): من أحب نيل الدرجات العلى فليغلب الهوى (10).
[14967] 38 - وعنه (عليه السلام): ملاك الدين مخالفة الهوى (11).
[14968] 39 - وعنه (عليه السلام): مغلوب الهوى دائم الشقاء مؤبد الرق (12).
[14969] 40 - الشهيد رفعه إلى الإمام الجواد (عليه السلام) أنه قال: من أطاع هواه أعطى
عدوه مناه (13).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 335، والوافي: 5 / 901
وبحار الأنوار: 67 / 73، ووسائل الشيعة: 11 / 346، ومستدرك الوسائل:
12 / 110، وهداية العلم: 661 وغيرها من كتب الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(2) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(3) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(4) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(5) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(6) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(7) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(8) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(9) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(10) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(11) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(12) غرر الحكم: ح 6000 و 5693 و 5542 و 5515 و 6388 و 6985 و 7703 و 7978 و 8698 و 8907 و 9722 و 9837.
(13) الدرة الباهرة: 39.
89
الهيئة
[14970] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ليتزين أحدكم لأخيه المسلم كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه
في أحسن الهيئة (1).
[14971] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن
يزيد، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن علي بن الحسين (عليه السلام) استقبله
موالي له في ليلة باردة وعليه جبة خز ومطرف خز وعمامة خز وهو متغلف بالغالية،
فقال له: جعلت فداك في مثل هذه الساعة على هذه الهيئة إلى أين؟ قال: فقال: إلى
مسجد جدي رسول الله (عليه السلام) أخطب الحور العين إلى الله عز وجل (2).
[14972] 3 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن،
عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: هل يؤم الرجل بأهله في صلاة العيدين في السطح أو
بيت؟ قال: لا يؤم بهن ولا يخرجن وليس على النساء خروج، وقال: أقلوا لهن من
الهيئة حتى لا يسألن الخروج (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 6 / 439 ح 10.
(2) الكافي: 6 / 517 ح 5.
(3) التهذيب: 3 / 289 ح 28.
90
[14973] 4 - البرقي، عن ابن أبي نجران، والبزنطي معا، عن عاصم بن حميد، عن
أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستة صور
فيهن صورة أحسنهن وجها وأبهاهن هيئة وأطيبهن ريحا وأنظفهن صورة، قال:
فيقف صورة عن يمينه وأخرى عن يساره وأخرى بين يديه وأخرى خلفه وأخرى
عند رجله وتقف التي هي أحسنهن فوق رأسه فإن أتى عن يمينه منعته التي عن يمينه ثم
كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الست، قال: فتقول أحسنهن صورة: ومن أنتم
جزاكم الله عني خيرا؟ فتقول التي عن يمين العبد: أنا الصلاة، وتقول التي عن يساره:
أنا الزكاة، وتقول التي بين يديه: أنا الصيام، وتقول التي خلفه: أنا الحج والعمرة،
وتقول التي عند رجليه: أنا بر من وصلت من إخوانك، ثم يقلن: من أنت فأنت
أحسننا وجها وأطيبنا ريحا وأبهانا هيئة؟ فتقول: أنا الولاية لآل محمد صلوات الله
عليهم أجمعين (1).
الرواية صحيحة الإسناد. ولا يضر إضمارها لأن مضمرها أبو بصير.
[14974] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: لا غنى بالزوج عن
ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها
وهواها: وحسن خلقه معها واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته
عليها، ولا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهن:
صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه
وحياطته ليكون ذلك عاطفا عليها عند زلة تكون منها وإظهار العشق له بالخلابة
والهيئة الحسنة لها في عينه (2).
حاطة حياطة: حفظه وتعهده، الخلابة: الخديعة باللسان أو بالقول اللطيف.



(1) المحاسن: 288. ونقل عنه في بحار الأنوار: 6 / 234 ح 50.
(2) تحف العقول: 323.
91
الهيبة
[14975] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر
اليماني، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث: والنفاق على أربع دعائم: على الهوى والهوينا
والحفيظة والطمع، فالهوى على أربع شعب: على البغي والعدوان والشهوة والطغيان،
فمن بغى كثرت غوائله وتخلى منه وقصر عليه ومن اعتدى لم يؤمن بوائقه ولم يسلم
قلبه ولم يملك نفسه عن الشهوات ومن لم يعدل نفسه في الشهوات خاض في الخبيثات
ومن طغى ضل على عمد بلا حجة.
والهوينا على أربع شعب على الغرة والأمل والهيبة والمماطلة وذلك بأن الهيبة ترد
عن الحق والمماطلة تفرط في العمل حتى يقدم عليه الأجل ولولا الأمل علم الإنسان
حسب ما هو فيه ولو علم حسب ما هو فيه مات خفاتا من الهول والوجل، والغرة
تقصر بالمرء عن العمل، الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14976] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يحشر
عبد المطلب يوم القيامة أمة واحدة عليه سيماء الأنبياء وهيبة الملوك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 393 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 446 ح 22.
92
[14977] 3 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبة الوسيلة:...
ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر مزاحه استخف به ومن كثر ضحكه ذهبت
هيبته، الحديث (1).
[14978] 4 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: خمسة من خمسة محال:
الحرمة من الفاسق محال، والشفقة من العدو محال، والنصيحة من الحاسد محال،
والوفاء من المرأة محال، والهيبة من الفقير محال (2).
[14979] 5 - الصدوق، عن الحسن بن محمد العلوي، عن جده، عن محمد بن جعفر،
عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد، عن صفوان بن سليمان أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أما
الحسن (عليه السلام) فأنحله الهيبة والحلم، وأما الحسين (عليه السلام) فأنحله الجود والرحمة (3).
في هذا المجال راجع أيضا الخصال: 1 / 77 ح 122 و 123.
[14980] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: قرنت الهيبة بالخيبة
والحياء بالحرمان والفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير (4).
يعني من تهيب أمرا خاب من إدراكه، ونظيرها ما رفعه الآمدي إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من هاب خاب (5).
[14981] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: بكثرة الصمت تكون
الهيبة، الحديث (6).
[14982] 8 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبيد الله بن الحسين بن



(1) الكافي: 8 / 22.
(2) الفقيه: 4 / 58 ح 5092.
(3) الخصال: 1 / 77 ح 124.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 21.
(5) غرر الحكم: ح 7708.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 224.
93
إبراهيم العلوي، عن محمد بن علي بن حمزة العلوي، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام)،
عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الهيبة خيبة والفرصة خلسة والحكمة
ضالة المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك تكونوا أحق بها وأهلها (1).
[14983] 9 - الطوسي بإسناد المجاشعي، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أراد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان وغنى من غير مال
وطاعة من غير بذل، فليتحول من ذل معصية الله إلى عز طاعته، فإنه يجد ذلك
كله (2).
[14984] 10 - المجلسي نقلا من الكراجكي في كنز الفوائد رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أنه قال: من ولى شيئا من امور أمتي فحسنت سريرته لهم، رزقه الله تعالى الهيبة في
قلوبهم، ومن بسط كفه لهم بالمعروف رزق المحبة منهم، ومن كف عن أموالهم وفر
الله عز وجل ماله، ومن أخذ للمظلوم من الظالم كان معي في الجنة مصاحبا، ومن كثر
عفوه مد في عمره، ومن عم عدله نصر على عدوه، ومن خرج من ذل المعصية إلى عز
الطاعة آنسه الله عز وجل بغير أنيس وأعانه بغير مال (3).



(1) أمالي الطوسي: المجلس الثلاثون ح 3 / 625 الرقم 1290.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 68 / 524 الرقم 1161.
(3) بحار الأنوار: 72 / 359 ح 74.
94
هيهات
[14985] 1 - الكليني، عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد
بن سنان، عن محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه قال: كنت أنا والحارث بن المغيرة
وجماعة من أصحابنا جلوسا وأبو عبد الله (عليه السلام) يسمع كلامنا فقال لنا: في أي شيء
أنتم؟ هيهات هيهات! لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا، لا والله لا
يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى
تميزوا، لا والله ما يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون
إليه أعينكم حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد (1).
[14986] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد
ابن عثمان، عن المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) يوما: جعلت فداك
ذكرت آل فلان وما هم فيه من النعيم، فقلت: لو كان هذا إليكم لعشنا معكم، فقال:
هيهات يا معلى أما والله أن لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل وسياحة النهار ولبس
الخشن وأكل الجشب، فزوي ذلك عنا فهل رأيت ظلامة قط صيرها الله تعالى نعمة
إلا هذه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14987] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الوشاء، عن



(1) الكافي: 1 / 370 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 410 ح 2.
95
منصور بن يونس، عن عباد بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني مررت
بقاص يقص وهو يقول: هذا المجلس [الذي] لا يشقى به جليس، قال: فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): هيهات هيهات أخطأت أستاههم الحفرة، إن لله ملائكة سياحين
سوى الكرام الكاتبين فإذا مروا بقوم يذكرون محمدا وآل محمد، قالوا: قفوا فقد
أصبتم حاجتكم، فيجلسون فيتفقهون معهم، فإذا قاموا عادوا مرضاهم وشهدوا
جنائزهم وتعاهدوا غائبهم، فذلك المجلس الذي لا يشقى به جليس (1).
[14988] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن الحسن بن السري، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعت جابر بن
عبد الله يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر بنا ذات يوم ونحن في نادينا وهو على ناقته
وذلك حين رجع من حجة الوداع فوقف علينا فسلم فرددنا عليه السلام، ثم قال: ما
لي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير من الناس حتى كان الموت في هذه الدنيا على
غيرهم كتب وكان الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب وحتى كأن لم يسمعوا ويروا
من خبر الأموات قبلهم سبيلهم سبيل قوم سفر عما قليل إليهم راجعون بيوتهم
أجداثهم ويأكلون تراثهم فيظنون أنهم مخلدون بعدهم، هيهات هيهات [أ] ما يتعظ
آخرهم بأولهم لقد جهلوا ونسوا كل واعظ في كتاب الله وآمنوا شر كل عاقبة سوء ولم
يخافوا نزول فادحة وبوائق حادثة.
طوبى لمن شغله خوف الله عز وجل عن خوف الناس.
طوبى لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه.
طوبى لمن تواضع لله عز ذكره وزهد فيما أحل الله له من غير رغبة عن سيرتي
ورفض زهرة الدنيا من غير تحول عن سنتي واتبع الأخيار من عترتي من بعدي
وجانب أهل الخيلاء والتفاخر والرغبة في الدنيا المبتدعين خلاف سنتي العاملين بغير



(1) الكافي: 2 / 186 ح 3.
96
سيرتي.
طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالا من غير معصية فأنفقه في غير معصية وعاد به
على أهل المسكنة.
طوبى لمن حسن مع الناس خلقه وبذل لهم معونته وعدل عنهم شره.
طوبى لمن أنفق القصد وبذل الفضل وأمسك قوله عن الفضول وقبيح الفعل (1).
السفر: جمع مسافر، الأجداث جمع الجدث: وهو القبر. الفادحة: النازلة
والبلية يثقل حملها.
[14989] 5 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبة الوسيلة:...
هيهات هيهات وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب... هيهات لولا التقى
لكنت أدهى العرب، الحديث (2).
[14990] 6 - الرضي رفعه وقال: من خبر ضرار بن حمزة الضبائي عند دخوله على
معاوية ومسألته له عن أمير المؤمنين وقال: فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد
أرخى الليل سدوله وهو قائم في محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي
بكاء الحزين ويقول: يا دنيا، يا دنيا إليك عني، أبي تعرضت، أم إلي تشوقت؟ لا
حان حينك، هيهات غري غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة
فيها، فعيشك قصير وخطرك يسير وأملك حقير، آه من قلة الزاد وطول الطريق
وبعد السفر وعظيم المورد (3).
[14991] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال بعد السقيفة:... فإن أقل
يقولوا: حرص على الملك، وإن أسكت يقولوا: جزع من الموت، هيهات بعد اللتيا



(1) الكافي: 8 / 168 ح 190.
(2) الكافي: 8 / 24.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 77.
97
والتي والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه بل اندمجت على مكنون
علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة (1).
[14992] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب إلى عثمان بن حنيف
الأنصاري:... ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح
ونسائج هذا القز ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة -
ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع - أو أبيت مبطانا
وحولي بطون غرثى وأكباد حرى... هيهات من وطئ دحضك (يا دنيا) زلق ومن
ركب لججك غرق، الكتاب (2).
[14993] 9 - الطوسي، عن ابن عبدون، عن ابن الزبير، عن علي بن فضال، عن العباس
ابن عامر، عن علي بن معمر، عن رجل من جعفي قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام)
فقال رجل: اللهم إني أسألك رزقا طيبا، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هيهات
هيهات هذا قوت الأنبياء ولكن سل ربك رزقا لا يعذبك عليه يوم القيامة، هيهات إن
الله يقول: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا) (3) (4).
[14994] 10 - الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن عمران، عن الحسن بن علي، عن
أحمد بن سعيد، عن الزبير بن بكار، عن علي بن محمد قال: كان عمرو بن العاص
يقول: إن في علي دعابة. فبلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: زعم ابن النابغة أني
تلعابة مزاحة ذو دعابة، أعافس وأمارس، هيهات يمنع من العفاس والمراس ذكر
الموت وخوف البعث والحساب، ومن كان له قلب ففي هذا له واعظ وزاجر، أما وشر
القول الكذب، إنه ليحدث فيكذب ويعد فيخلف، فإذا كان يوم البأس فأي زاجر



(1) نهج البلاغة: الخطبة 5.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(3) سورة المؤمنون: 51.
(4) أمالي الطوسي: المجلس السابع والثلاثون ح 17 / 678 الرقم 1438.
98
وآمر هو، ما لم تأخذ السيوف هام الرجال، فإذا كان ذلك فأعظم مكيدته في نفسه أن
يمنح القوم استه (1).
التلعابة: كثير اللعب، الدعابة: المزاح واللعب.
المعافسة: مغازلة النساء ومعالجة الناس بالمزاح، والممارسة مثلها.
الاست: العجز.
والروايات في هذا المجال كثيرة مبثوثة في كتب الأخبار. والحمد لله رب
العالمين.



(1) أمالي الطوسي: المجلس الخامس ح 21 / 131 الرقم 208.
99
باب الواو

101
وادي السلام
[14995] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي،
عن أحمد بن عمر رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إن أخي ببغداد وأخاف أن
يموت بها، فقال: ما تبالي حيثما مات أما أنه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلا
حشر الله روحه إلى وادي السلام، قلت له: وأين وادي السلام؟ قال: ظهر الكوفة
أما إني كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون (1).
ورويها الشيخ مسندا في التهذيب: 1 / 466 ح 170.
[14996] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن علي بن الحسن، عن الحسين بن راشد،
عن المرتجل بن معمر، عن ذريح المحاربي، عن عبادة الأسدي، عن حبة العرني قال:
خرجت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الظهر فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لأقوام
فقمت بقيامه حتى أعييت ثم جلست حتى مللت ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني أولا ثم
جلست حتى مللت ثم قمت وجمعت ردائي فقلت: يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت
عليك من طول القيام فراحة ساعة ثم طرحت الرداء ليجلس عليه، فقال لي: يا حبة
إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته، قال: قلت: يا أمير المؤمنين وإنهم لكذلك؟
قال: نعم ولو كشف لرأيتهم حلقا حلقا محتبين يتحادثون، فقلت: أجسام أم
أرواح؟ فقال: أرواح وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلا قيل لروحه:
الحقي بوادي السلام وإنها لبقعة من جنة عدن (2).



(1) الكافي: 3 / 243 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 243 ح 1.
103
[14997] 3 - الطبري الإمامي عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه،
عن أبي علي محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن جعفر قال:
حدثني علي بن محمد يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفة القائم (عليه السلام): كأنني به قد عبر
من وادي السلام إلى مسجد السهلة على فرس محجل له شمراخ يزهر يدعو ويقول في
دعائه: «لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله ايمانا وصدقا لا إله إلا الله تعبدا ورقا.
اللهم يا معين كل مؤمن وحيد ومذل كل جبار عنيد أنت كهفي حين تعييني
المذاهب وتضيق علي الأرض بما رحبت.
اللهم خلقتني وكنت عن خلقي غنيا ولو لا نصرك إياي لكنت من المغلوبين.
يا منشر الرحمة من مواضعها ومخرج البركات من معادنها ويا من خص نفسه
بشموخ الرفعة فأولياؤه بعزه يتعززون، يا من وضعت له الملوك نير المذلة على
أعناقها فهم من سطوته خائفون أسألك باسمك الذي قصر عنه خلقك فكل لك
مذعنون أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تنجز لي أمري وتعجل لي الفرج
وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنك على كل
شيء قدير» (1).
[14998] 4 - الديلمي رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ما من مؤمن يموت في شرق
الأرض وغربها إلا حشر الله جل وعلا روحه إلى وادي السلام، قيل: وأين وادي
السلام؟ قال: بين وادي النجف والكوفة، كأني بهم خلق كبير قعود يتحدثون على
منابر من نور (2).
قال الديلمي: والأخبار في هذا المعنى كثيرة (3).



(1) دلائل الإمامة: 458 ح 42.
(2) ارشاد القلوب: 440.
(3) ارشاد القلوب: 441.
104
[14999] 5 - المجلسي قال: روى السيد علي بن عبد الحميد في كتاب الغيبة بإسناده
إلى الفضل بن شاذان من أصل كتابه بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: خرج
أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ظهر الكوفة فلحقناه فقال: سلوني قبل أن تفقدوني فقد ملئت
الجوانح مني علما كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت، ثم مسح بيده على بطنه
وقال: أعلاه علم وأسفله ثفل، ثم مر حتى أتى الغريين فلحقناه وهو مستلقي على
الأرض بجسده ليس تحته ثوب، فقال له قنبر: يا أمير المؤمنين ألا أبسط تحتك
ثوبي؟ قال: لا هل هي إلا تربة مؤمن ومن أحمته في مجلسه، فقال الأصبغ: تربة
المؤمن قد عرفناها كانت أو تكون فما من أحمته بمجلسه؟ فقال: يا ابن نباتة لو كشف
لكم لألفيتم أرواح المؤمنين في هذه حلقا حلقا يتزاورون ويتحدثون، إن في هذا الظهر
روح كل مؤمن، وبوادي برهوت روح كل كافر، ثم ركب بغله وانتهى إلى المسجد
فنظر إليه وكان بخزف ودنان وطين، فقال: ويل لمن هدمك وويل لمن يستهدمك،
وويل لبانيك بالمطبوخ المغير قبلة نوح وطوبى لمن شهد هدمه مع القائم من أهل بيتي
أولئك خير الأمة مع أبرار العترة (1).



(1) بحار الأنوار: 22 / 37 من طبع الكمباني - 97 / 234 ح 27 من طبع بيروت.
105
الوالدين
[15000] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال: يا رسول الله إني راغب في الجهاد نشيط، قال: فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فجاهد في
سبيل الله فإنك إن تقتل تكن حيا عند الله ترزق وإن تمت فقد وقع أجرك على الله وإن
رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت، قال: يا رسول الله إن لي والدين كبيرين
يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فقر مع والديك
فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة (1).
[15001] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي
ابن الحكم، عن معاوية بن وهب، عن زكريا بن إبراهيم قال: كنت نصرانيا
فأسلمت وحججت فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: إني كنت على النصرانية
وإني أسلمت فقال: وأي شيء رأيت في الإسلام؟ قلت: قول الله عز وجل: (ما كنت
تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء) (2) فقال: لقد
هداك الله ثم قال: اللهم اهده - ثلاثا - سل عما شئت يا بني، فقلت: إن أبي وأمي على
النصرانية وأهل بيتي وأمي مكفوفة البصر فأكون معهم وآكل في آنيتهم؟ فقال:
يأكلون لحم الخنزير؟ فقلت: لا ولا يمسونه، فقال: لا بأس فانظر أمك فبرها فإذا



(1) الكافي: 2 / 160 ح 10.
(2) سورة الشورى: 52.
106
ماتت، فلا تكلها إلى غيرك، كن أنت الذي تقوم بشأنها ولا تخبرن أحدا أنك أتيتني
حتى تأتيني بمنى إن شاء الله، قال: فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلم صبيان، هذا
يسأله وهذا يسأله، فلما قدمت الكوفة ألطفت لامي وكنت أطعمها وأفلي ثوبها
ورأسها وأخدمها، فقالت لي: يا بني ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني فما الذي
أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية؟ فقلت: رجل من ولد نبينا أمرني بهذا،
فقالت: هذا الرجل هو نبي؟ فقلت: لا ولكنه ابن نبي، فقالت: يا بني إن هذا نبي إن
هذه وصايا الأنبياء، فقلت: يا أمه إنه ليس يكون بعد نبينا نبي ولكنه ابنه، فقالت:
يا بني دينك خير دين أعرضه علي فعرضته عليها، فدخلت في الإسلام وعلمتها
فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ثم عرض لها عارض في الليل،
فقالت: يا بني أعد علي ما علمتني فأعدته عليها، فأقرت به وماتت، فلما أصبحت
كان المسلمون الذين غسلوها وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها (1).
[15002] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن مهران جميعا،
عن سيف بن عميرة، عن عبد الله بن مسكان، عن عمار بن حيان قال: خبرت
أبا عبد الله (عليه السلام) ببر إسماعيل ابني بي، فقال: لقد كنت أحبه وقد ازددت له حبا، إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتته أخت له من الرضاعة فلما نظر إليها سر بها وبسط ملحفته لها
فأجلسها عليها ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها، ثم قامت وذهبت وجاء أخوها
فلم يصنع به ما صنع بها، فقيل له: يا رسول الله صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو
رجل؟ فقال: لأنها كانت أبر بوالديها منه (2).
[15003] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن



(1) الكافي: 2 / 160 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 161 ح 12.
107
الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عبد الله بن مسكان، عن إبراهيم بن شعيب قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة؟
فقال: إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقمه بيدك فإنه جنة لك غدا (1).
[15004] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح، عن جابر قال: سمعت رجلا يقول
لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لي أبوين مخالفين؟ فقال: برهما كما تبر المسلمين ممن
يتولانا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15005] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): هل يجزي الولد
والده؟ فقال: ليس له جزاء إلا في خصلتين: يكون الوالد مملوكا فيشتريه ابنه فيعتقه
أو يكون عليه دين فيقضيه عنه (3).
[15006] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن عنبسة بن مصعب، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: ثلاث لم يجعل الله عز وجل لأحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البر
والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين (4).
[15007] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، وعلي بن محمد، عن
صالح بن أبي حماد جميعا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة سالم بن
مكرم، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل وسأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)



(1) الكافي: 2 / 162 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 162 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 163 ح 19.
(4) الكافي: 2 / 162 ح 15.
108
عن بر الوالدين؟ فقال: أبرر أمك أبرر أمك أبرر أمك أبرر أباك أبرر أباك أبرر أباك
وبدأ بالأم قبل الأب (1).
[15008] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب قال: كتب
معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن (عليه السلام) يسأله عن الكبائر كم هي وما هي؟ فكتب:
الكبائر: من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيئاته إذا كان مؤمنا والسبع
الموجبات: قتل النفس الحرام وعقوق الوالدين وأكل الربا والتعرب بعد الهجرة
وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف (2).
المكاتبة صحيحة الإسناد.
[15009] 10 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الله بن
سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن من الكبائر: عقوق الوالدين واليأس من
روح الله والأمن لمكر الله، وقد روي [أن] أكبر الكبائر الشرك بالله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15010] 11 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن
محمد، عن العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
الذنوب التي تغير النعم البغي، والذنوب التي تورث الندم القتل، والتي تنزل النقم
الظلم، والتي تهتك الستر شرب الخمر، والتي تحبس الرزق الزنا، والتي تعجل الفناء
قطيعة الرحم، والتي ترد الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين (4).
[15011] 12 - الكليني، عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن محمد بن عمر بن
مسعدة، عن الحسن بن راشد، عن جده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قراءة القرآن في



(1) الكافي: 2 / 162 ح 17.
(2) الكافي: 2 / 276 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 278 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 447 ح 1.
109
المصحف تخفف العذاب عن الوالدين ولو كانا كافرين (1).
[15012] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: النظر إلى الكعبة عبادة والنظر إلى الوالدين عبادة
والنظر إلى الإمام عبادة، وقال: من نظر إلى الكعبة كتبت له حسنة ومحيت عنه عشر
سيئات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15013] 14 - الحسين بن سعيد الأهوازي، عن فضالة، عن ابن عميرة، عن محمد
ابن مروان، عن حكم بن حسين، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله ما من عمل قبيح إلا قد عملته، فهل لي من توبة؟
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فهل من والديك أحد حي؟ قال: أبي، قال: فاذهب
فبره، قال: فلما ولى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو كانت أمه (3).
[15014] 15 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن البرقي، عن السياري، عن الحارث
ابن دلهاث، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أمر بثلاثة مقرون
بها ثلاثة أخرى: أمر بالصلاة والزكاة فمن صلى ولم يزك لم تقبل منه صلاته، وأمر
بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله، وأمر باتقاء الله وصلة الرحم
فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عز وجل (4).
[15015] 16 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن ابن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أربع من كن فيه بنى الله له



(1) الكافي: 2 / 613 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 240 ح 5.
(3) كتاب الزهد: 35 ح 92.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 258 ح 13.
110
بيتا في الجنة: من آوى اليتيم ورحم الضعيف وأشفق على والديه ورفق بمملوكه (1).
[15016] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن فضالة، عن ابن عميرة، عن الدهقان، عمن سمع أبا جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما حضر شهر رمضان وذلك لثلاث بقين من شعبان قال لبلال: ناد
في الناس فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن
هذا الشهر قد حضركم وهو سيد الشهور فيه ليلة خير من ألف شهر تغلق فيه أبواب
النيران وتفتح فيه أبواب الجنان فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك
والديه فلم يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فلم يغفر له
فأبعده الله (2).
[15017] 18 - الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن الحسين، عن علي بن محمد، عن
علي بن الحسين، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن زكريا المؤمن، عن سعيد بن
يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن رسول الله حضر شابا عند وفاته فقال له قل: «لا إله
إلا الله» قال: فاعتقل لسانه مرارا فقال لامرأة عند رأسه: هل لهذا أم؟ قالت: نعم أنا
أمه، قال: أفساخطة أنت عليه، قالت: نعم ما كلمته منذ ست حجج، قال لها:
ارضي عنه. قالت: رضي الله عنه برضاك يا رسول الله، فقال له رسول الله: قل:
«لا إله إلا الله»، قال: فقالها، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما ترى؟ فقال: أرى رجلا أسود
قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح قد وليني الساعة فأخذ بكظمي.
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قل: «يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، إقبل مني
اليسير واعف عني الكثير إنك أنت الغفور الرحيم»، فقالها الشاب، فقال له
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): انظر ما ترى؟ قال: أرى رجلا أبيض اللون، حسن الوجه، طيب



(1) الخصال: 1 / 223 ح 53.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع عشر 2 / 113 الرقم 92.
111
الريح، حسن الثياب قد وليني وأرى الأسود قد ولى عني. قال: أعد، فأعاد قال:
ما ترى؟ قال: لست أرى الأسود وأرى الأبيض قد وليني ثم طفا على تلك الحال (1).
الكظم: مخرج النفس من الحلق. طفا: مات.
[15018] 19 - القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن
ابن عيسى، عن الوشاء، عن أبي جميلة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان في بني إسرائيل
عابد يقال له: جريح وكان يتعبد في صومعة فجاءته أمه وهو يصلي فدعته فلم يجبها
فانصرفت [ثم أتته ودعته فلم يلتفت إليها فانصرفت ثم أتته ودعته فلم يجبها ولم
يكلمها فانصرفت] وهي تقول: أسأل إله بني إسرائيل أن يخذلك، فلما كان من الغد
جاءت فاجرة وقعدت عند صومعته قد أخذها الطلق فادعت إن الولد من جريح ففشا
في بني إسرائيل أن من كان يلوم الناس على الزنا قد زنى وأمر الملك بصلبه فأقبلت أمه
إليه فلطم وجهها فقال لها: اسكتي إنما هذا لدعوتك، فقال الناس: لما سمعوا ذلك منه
وكيف لنا بذلك؟ قال: هاتوا الصبي فجاؤوا به فأخذه فقال: من أبوك؟ فقال: فلان
الراعي لبني فلان، فأكذب الله الذين قالوا ما قالوا في جريح فحلف جريح إلا يفارق
أمه يخدمها (2).
[15019] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من بر والديه بره
ولده (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 157، وكتاب
الزهد: 33 للحسين بن سعيد الأهوازي، والوافي: 4 / 493، وبحار الأنوار:
71 / 22، وقد مر منا عنواني البر بالوالدين والعقوق في محلهما.



(1) أمالي الطوسي: المجلس الثالث ح 4 / 65 الرقم 95.
(2) قصص الأنبياء: 177 ح 207، ونقل عنه في بحار الأنوار: 71 / 75 ح 68.
(3) غرر الحكم: ح 9145، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 13.
112
الوبال
[15020] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن صفوان
ابن يحيى، عن أبي جميلة، عن حميد الصيرفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل بناء
ليس بكفاف فهو وبال على صاحبه يوم القيامة (1).
[15021] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، والحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق،
عن سعدان بن مسلم، عن غير واحد من أصحابنا قال: أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) رجل
بالبصرة بصحيفة فقال: يا أمير المؤمنين انظر إلى هذه الصحيفة فإن فيها نصيحة فنظر
فيها، ثم نظر إلى وجه الرجل فقال: إن كنت صادقا كافيناك وإن كنت كاذبا عاقبناك
وإن شئت أن نقيلك أقلناك، فقال: بل تقيلني يا أمير المؤمنين، فلما أدبر الرجل قال:
أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما إنكم لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله
وجعلتم الولاية والوراثة حيث جعلها الله ما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض
الله ولا اختلف اثنان في حكم الله ولا تنازعت الأمة في شيء من أمر الله إلا علم ذلك
عندنا من كتاب الله فذوقوا وبال ما قدمت أيديكم وما الله بظلام للعبيد وسيعلم الذين
ظلموا أي منقلب ينقلبون (2).
[15022] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أنعم
على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت



(1) الكافي: 6 / 531 ح 7.
(2) الكافي: 7 / 78 ح 1.
113
عليهم نعمة (1).
[15023] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن حسين بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عز وجل ولم يصلوا على نبيهم إلا كان
ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم (2).
الرواية حسنة سندا.
[15024] 5 - الكليني، بسنده المعتبر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... الله الله فما
أوسع مالديه من التوبة والرحمة والبشرى والحلم العظيم وما أنكل ما عنده من
الأنكال والجحيم والبطش الشديد، فمن ظفر بطاعته اجتنب كرامته ومن دخل في
معصيته ذاق وبال نقمته وعما قليل ليصبحن نادمين (3).
[15025] 6 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن آكل مال اليتيم سيلحقه
وبال ذلك في الدنيا والآخرة أما في الدنيا فإن الله عز وجل يقول: (وليخش الذين لو
تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله) (4) وأما في الآخرة فإن
الله عز وجل يقول: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا
وسيصلون سعيرا) (5) (6).
قد رويها بسند صحيح في عقاب الأعمال: 277 ح 1.
[15026] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... واعلم أن أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة ومشقة شديدة وأنه لا غنى



(1) الكافي: 2 / 92 ح 18.
(2) الكافي: 2 / 497 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 395.
(4) سورة النساء: 9.
(5) سورة النساء: 10.
(6) الفقيه: 3 / 173 ح 3652.
114
بك فيه عن حسن الإرتياد وقدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر، فلا تحملن على
ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك وبالا عليك، وإذا وجدت من أهل الفاقة من
يحمل لك زادك إلى يوم القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه وحمله إياه
وأكثر من تزويده وأنت قادر عليه... وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيرا
منه عاجلا أو آجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك
دينك لو أوتيته، فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله وينفى عنك وباله، فالمال لا يبقى
لك ولا تبقى له، الحديث (1).
[15027] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الإمام الحسن (عليه السلام) أنه قال: اتقوا عباد الله
وجدوا في الطلب وتجاة الهرب وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات وهادم اللذات
فإن الدنيا لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجيعها ولا تتوقى مساويها، غرور حائل وسناد
مائل، فاتعظوا عباد الله بالعبر واعتبروا بالأثر وازدجروا بالنعيم وانتفعوا بالمواعظ
فكفى بالله معتصما ونصيرا وكفى بالكتاب حجيجا وخصيما وكفى بالجنة ثوابا وكفى
بالنار عقابا ووبالا (2).
[15028] 9 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال لجابر:... فلرب
حريص على أمر من امور الدنيا قد ناله فلما ناله كان عليه وبالا وشقى به، لرب كاره
لأمر من امور الآخرة قد ناله فسعد به (3).
[15029] 10 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: كل علم وبال على
صاحبه إلا من عمل به (4).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) تحف العقول: 236.
(3) تحف العقول: 287.
(4) بحار الأنوار: 2 / 38 ح 63.
115
الوثاقة
[15030] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران، عن يونس بن يعقوب، عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: قام رجل بالبصرة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين
أخبرنا عن الاخوان، فقال: الإخوان صنفان: إخوان الثقة وإخوان المكاشرة، فأما
إخوان الثقة فهم الكف والجناح والأهل والمال فإذا كنت من أخيك على حد الثقة
فابذل له مالك وبدنك وصاف من صافاه وعاد من عاداه واكتم سره وعيبه وأظهر منه
الحسن، واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر، وأما إخوان المكاشرة
فإنك تصيب لذتك منهم فلا تقطعن ذلك منهم ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم
وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15031] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن إسماعيل،
عن عبد الله بن واصل، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تثق
بأخيك كل الثقة فإن صرعة الاسترسال لن تستقال (2).
[15032] 3 - الكليني، عن محمد بن عبد الله، ومحمد بن يحيى جميعا، عن عبد الله
ابن جعفر الحميري قال: اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو (رحمه الله) عند أحمد بن إسحاق
فغمزني أحمد بن إسحاق أن اسأله عن الخلف، فقلت له: يا أبا عمرو إني أريد أن



(1) الكافي: 2 / 248 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 672 ح 6.
116
أسألك عن شيء وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه فإن اعتقادي وديني أن الأرض
لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما فإذا كان ذلك رفعت الحجة
وأغلق باب التوبة فلم يك ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها
خيرا فأولئك أشرار من خلق الله عز وجل وهم الذين تقوم عليهم القيامة ولكني أحببت
أن أزداد يقينا وإن إبراهيم (عليه السلام) سأل ربه عز وجل أن يريه كيف يحيي الموتى قال: (أو لم
تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) (1) وقد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته وقلت: من أعامل أو عمن آخذ وقول من أقبل؟ فقال
له: العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول فاسمع له
وأطع فإنه الثقة المأمون. وأخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد (عليه السلام) عن مثل ذلك فقال
له: العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع
لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك، قال: فخر
أبو عمرو ساجدا وبكى ثم قال: سل حاجتك، فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد
أبي محمد (عليه السلام)؟ فقال: أي والله ورقبته مثل ذا - وأومأ بيده - فقلت له: فبقيت
واحدة، فقال لي: هات، قلت: فالاسم؟ قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا
أقول هذا من عندي فليس لي أن احلل ولا أحرم ولكن عنه (عليه السلام) فإن الأمر عند
السلطان أن أبا محمد مضى ولم يخلف ولدا وقسم ميراثه وأخذه من لا حق له فيه وهو
ذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا وإذا وقع الاسم وقع
الطلب فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك.
قال الكليني (رحمه الله): وحدثني شيخ من أصحابنا ذهب عني اسمه أن أبا عمرو سئل
عن أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) سورة البقرة: 260.
(2) الكافي: 1 / 329 ح 1.
117
[15033] 4 - الصدوق بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية أنه
قال:... ليس من العدل القضاء بالظن على الثقة، الحديث (1).
رويها السيد الرضي في نهج البلاغة: الحكمة 220.
[15034] 5 - الكشي عن محمد بن مسعود، عن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى،
عن عبد العزيز بن المهتدي، قال محمد بن نصير: قال محمد بن عيسى: وحدث
الحسن بن علي بن يقطين بذلك أيضا، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): جعلت
فداك لا أكاد أصل إليك لأسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني، أفيونس بن
عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني؟ فقال: نعم (2).
[15035] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال: خمس
من لم تكن فيه فلا ترجوه لشيء من الدنيا والآخرة: من لم تعرف الوثاقة في أرومته
والكرم في طباعه والرصانة في خلقه والنبل في نفسه والمخافة لربه (3).
الأرومة: الأصل. الرصانة: الاستحكام والثبات. النبل: الفضل والنجابة.
[15036] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال في وصيته لجابر بن يزيد
الجعفي:... وإياك والثقة بغير المأمون فإن للشر ضراوة كضراوة الغذاء،
الحديث (4).
الضراوة: مصدر ضري بالشيء أي لهج به وتعوده وأولع به.
[15037] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... وأي سبب أوثق من سبب بينك وبين الله إن أنت أخذت به...
وأوثق سبب أخذت به سبب بينك وبين الله سبحانه، الحديث (5).



(1) الفقيه: 4 / 390.
(2) اختيار معرفة الرجال: 490 ح 935.
(3) تحف العقول: 446.
(4) تحف العقول: 286.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 31.
118
[15038] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... ففرغ لأولئك (يعني الطبقة السفلى) ثقتك من أهل الخشية والتواضع
فليرفع إليك أمورهم... وإياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب
الإطراء فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان
المحسنين... (1).
قد مر منا أن لهذا العهد الشريف سند معتبر.
[15039] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا يصدق إيمان عبد حتى
يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده (2).
[15040] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الركون إلى الدنيا مع
ما تعاين منها جهل، والتقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن،
والطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختبار له عجز (3).
[15041] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا ينبغي للعبد أن يثق
بخصلتين: العافية والغنى. بينا تراه معافى إذ سقم وبينا تراه غنيا إذ افتقر (4).
[15042] 13 - الديلمي رفعه إلى أبي جعفر محمد بن علي الجواد (عليه السلام) أنه قال: الثقة
بالله ثمن لكل غال وسلم إلى كل عال (5).
ورويها الشهيد في الدرة الباهرة: 40.
[15043] 14 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الثقة بالله أفضل عمل (6).



(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 310.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 384.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 426.
(5) أعلام الدين: 309.
(6) غرر الحكم: ح 604.
119
[15044] 15 - وعنه (عليه السلام): الثقة بالنفس من أوثق فرص الشيطان (1).
[15045] 16 - وعنه (عليه السلام): أصل الرضا حسن الثقة بالله (2).
[15046] 17 - وعنه (عليه السلام): رب واثق خجل (3).
[15047] 18 - وعنه (عليه السلام): من وثق بالله صان يقينه (4).
[15048] 19 - وعنه (عليه السلام): من وثق بأن ما قدر الله له لن يفوته استراح قلبه (5).
[15049] 20 - الشهيد رفعه إلى الإمام الهادي (عليه السلام) أنه قال لبعض وقد أكثر من افراط
الثناء عليه: أقبل علي ما شأنك، فإن كثرة الثناء تهجم على الظنة، وإذا حللت من
أخيك في محل الثقة فاعدل عن الملقى إلى حسن النية (6).



(1) غرر الحكم: ح 1466 و 3085 و 5268 و 8264 و 8763.
(2) غرر الحكم: ح 1466 و 3085 و 5268 و 8264 و 8763.
(3) غرر الحكم: ح 1466 و 3085 و 5268 و 8264 و 8763.
(4) غرر الحكم: ح 1466 و 3085 و 5268 و 8264 و 8763.
(5) غرر الحكم: ح 1466 و 3085 و 5268 و 8264 و 8763.
(6) الدرة الباهرة: 41.
120
الوحدة
[15050] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير الخزاز، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا
أبطأ على أحدكم الولد فليقل: «اللهم لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين وحيدا
وحشا فيقصر شكري عن تفكري بل هب لي عاقبة صدق ذكورا وإناثا آنس بهم من
الوحشة وأسكن إليهم من الوحدة وأشكرك عند تمام النعمة يا وهاب يا عظيم يا معظم
ثم أعطني في كل عافية شكرا حتى تبلغني منها رضوانك في صدق الحديث وأداء
الأمانة ووفاء بالعهد» (1).
[15051] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن داود
ابن النعمان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس
فقال: ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الذي يمنع رفده
ويضرب عبده ويتزود وحده، فظنوا أن الله لم يخلق خلقا هو شر من هذا، ثم قال:
ألا أخبركم بمن هو شر من ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الذي لا يرجى خيره
ولا يؤمن شره، فظنوا أن الله لم يخلق خلقا هو شر من هذا ثم قال: ألا أخبركم بمن هو
شر من ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: المتفحش اللعان الذي إذا ذكر عنده
المؤمنون لعنهم وإذا ذكروه لعنوه (2).



(1) الكافي: 6 / 7 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 290 ح 7.
121
[15052] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بشرار رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله،
فقال: إن من شرار رجالكم البهات الجرئ الفحاش، الآكل وحده، والمانع رفده،
والضارب عبده والملجئ عياله إلى غيره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15053] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ثلاث علامات للمرائي: ينشط إذا رأى
الناس، ويكسل إذا كان وحده ويحب أن يحمد في جميع أموره (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15054] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر
ابن اذينة، عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما يروي الناس أن الصلاة في
جماعة أفضل من صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين صلاة، فقال: صدقوا،
فقلت: الرجلان يكونان جماعة؟ فقال: نعم ويقوم الرجل عن يمين الإمام (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15055] 6 - الكليني، عن جماعة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
حماد بن عيسى، عن محمد بن يوسف، عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن
الجهني أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله إني أكون في البادية ومعي أهلي وولدي
وغلمتي فأؤذن وأقيم واصلي بهم أفجماعة نحن؟ فقال: نعم، فقال: يا رسول الله إن



(1) الكافي: 2 / 292 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 295 ح 8.
(3) الكافي: 3 / 371 ح 1.
122
الغلمة يتبعون قطر السحاب وأبقى أنا وأهلي وولدي فأؤذن وأقيم واصلي بهم فجماعة
نحن؟ فقال: نعم، فقال: يا رسول الله فإن ولدي يتفرقون في الماشية وأبقى أنا وأهلي
فأؤذن وأقيم واصلي بهم أفجماعة أنا؟ فقال: نعم، فقال: يا رسول الله إن المرأة تذهب
في مصلحتها فأبقى أنا وحدي فأؤذن وأقيم فاصلي أفجماعة أنا؟ فقال: نعم المؤمن
وحده جماعة (1).
[15056] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يصلي في جماعة في منزله
بمكة أفضل أو وحده في المسجد الحرام؟ فقال: وحده (2).
[15057] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه كره البيتوتة
للرجل على سطح وحده، أو على سطح ليست عليه حجرة، والرجل والمرأة فيه
بمنزلة (3).
الرواية موثقة سندا.
[15058] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ابن القداح، عن أبيه قال: نزلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقال: يا ميمون من يرقد معك
بالليل أمعك غلام؟ قلت: لا، قال: فلا تنم وحدك فإن أجرأ ما يكون الشيطان على
الإنسان إذا كان وحده (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15059] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن



(1) الكافي: 3 / 371 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 527 ح 11.
(3) الكافي: 6 / 530 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 533 ح 1.
123
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من تخلى على قبر أو
بال قائما أو بال في ماء قائما أو مشى في حذاء واحد أو شرب قائما أو خلا في بيت
وحده وبات على غمر فأصابه شيء من الشيطان لم يدعه إلا أن يشاء الله، وأسرع
ما يكون الشيطان إلى الإنسان وهو على بعض هذه الحالات فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
خرج في سرية فأتى وادي مجنة فنادى أصحابه ألا ليأخذ كل رجل منكم بيد صاحبه
ولا يدخلن رجل وحده ولا يمضي رجل وحده، قال: فتقدم رجل وحده فانتهى إليه
وقد صرع فأخبر بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذ بإبهامه فغمزها ثم قال: بسم الله
اخرج خبيث أنا رسول الله، قال: فقام (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15060] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الشيطان أشد ما يهم بالإنسان إذا كان وحده
فلا تبيتن وحدك ولا تسافرن وحدك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15061] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عمن ذكره، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) في وصية
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): لا تخرج في سفر وحدك فإن الشيطان مع الواحد وهو من
الاثنين أبعد، يا علي إن الرجل إذا سافر وحده فهو غاو والاثنان غاويان والثلاثة
نفر.
قال: وروى بعضهم سفر (3).



(1) الكافي: 6 / 533 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 534 ح 9.
(3) الكافي: 8 / 303 ح 465.
124
[15062] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يبيت في
بيت وحده، فقال: إني لأكره ذلك وإن اضطر إلى ذلك فلا بأس ولكن يكثر ذكر الله في
منامه ما استطاع (1).
الرواية موثقة سندا.
[15063] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبيه ميمون، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال لمحمد
ابن سليمان: أين نزلت؟ قال: في مكان كذا وكذا، قال: معك أحد؟ قال: لا،
قال: لا تكن وحدك تحول عنه يا ميمون فإن الشيطان أجرأ ما يكون على الإنسان إذا
كان وحده (2).
[15064] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن
إبراهيم جميعا، عن محمد بن عيسى، عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: ثلاثة يتخوف منها الجنون: التغوط
بين القبور، والمشي في خف واحد، والرجل ينام وحده.
وهذه الأشياء إنما كرهت لهذه العلة وليست هي بحرام (3).
الرواية صحيحة الإسناد. والجملة الأخيرة يمكن أن تكون من كلام الكليني (قدس سره).
[15065] 16 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا رفعه عن
هشام بن الحكم، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) أنه قال:... يا هشام الصبر على
الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ورغب



(1) الكافي: 6 / 533 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 534 ح 7.
(3) الكافي: 6 / 534 ح 10.
125
فيما عند الله وكان الله أنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة وغناه في العيلة ومعزه من
غير عشيرة، الحديث (1).
[15066] 17 - الصدوق بإسناده عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) بمكة إذ جاءه رجل من المدينة فقال له: من صحبك؟
فقال: ما صحبت أحدا، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): أما لو كنت تقدمت إليك لأحسنت
أدبك ثم قال: واحد شيطان واثنان شيطانان وثلاثة صحب وأربعة رفقاء (2).
[15067] 18 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
الوحدة خير من جليس السوء (3).
[15068] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا مال أعود من العقل
ولا وحدة أوحش من العجب، الحديث (4).
[15069] 20 - الديلمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: الوحدة خير من قرين
السوء والحزم أن تستشير ذا الرأي وتطيع أمره (5).



(1) الكافي: 1 / 17.
(2) الفقيه: 2 / 277 ح 2435.
(3) جامع الأحاديث: 129.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(5) أعلام الدين: 294.
126
الوحشة
[15070] 1 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن غير واحد، عن
أبان، عن ابن المنذر قال: ذكرت عند أبي عبد الله (عليه السلام) الوحشة، فقال: ألا أخبركم
بشيء إذا قلتموه لم تستوحشوا بليل ولا نهار: «بسم الله وبالله وتوكلت على الله وأنه
من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا. اللهم
اجعلني في كنفك وفي جوارك واجعلني في أمانك وفي منعك»، فقال: بلغنا إن رجلا
قالها ثلاثين سنة وتركها ليلة فلسعته عقرب (1).
[15071] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
علي، عن غالب بن عثمان، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن للقبر
كلاما في كل يوم يقول: أنا بيت الغربة أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود أنا القبر أنا
روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار (2).
[15072] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن الحرم وأعلامه كيف صار بعضها أقرب من
بعض وبعضها أبعد من بعض؟ فقال: إن الله عز وجل لما أهبط آدم من الجنة هبط على أبي
قبيس فشكا إلى ربه الوحشة وأنه لا يسمع ما كان يسمعه في الجنة فأهبط الله عز وجل
عليه ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت فكان يطوف بها آدم فكان ضوؤها يبلغ



(1) الكافي: 2 / 568 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 242 ح 2.
127
موضع الأعلام فيعلم الأعلام على ضوئها وجعله الله حرما.
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي همام إسماعيل بن همام
الكندي عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) نحو هذا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15073] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله
الدهقان، عن درست، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا رجل
إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوحشة، فأمره أن يتخذ في بيته زوج حمام (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15074] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن السندي بن
الربيع، عن سعيد بن جناح قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) في منزله بالمدينة، فقال
مبتدئا: من أتم ركوعه لم تدخله وحشة في القبر (3).
[15075] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
سنان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قلت له: المؤمن يعلم بمن
يزور قبره؟ قال: نعم ولا يزال مستأنسا به ما دام عند قبره فإذا قام وانصرف من
قبره دخله من انصرافه عن قبره وحشة (4).
[15076] 7 - الكليني، عن محمد بن سالم بن أبي سلمة، عن أحمد بن الريان، عن
أبيه، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو يعلم الناس ما في فضل معرفة
الله عز وجل ما مدوا أعينهم إلى ما متع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها وكانت



(1) الكافي: 4 / 195 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 546 ح 6.
(3) الكافي: 3 / 321 ح 7.
(4) الكافي: 3 / 228 ح 4.
128
دنياهم أقل عندهم مما يطؤونه بأرجلهم، ولنعموا بمعرفة الله جل وعز وتلذذوا بها
تلذذ من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله، إن معرفة الله عز وجل آنس من كل
وحشة وصاحب من كل وحدة ونور من كل ظلمة وقوة من كل ضعف وشفاء من كل
سقم، الحديث (1).
[15077] 8 - الكليني بإسناده إلى خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:...
ولا وحشة أشد من العجب... (2).
[15078] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن
حمزة بن حمران بن أعين، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: قال
سلمان الفارسي رحمة الله عليه: كنت ذات يوم جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل
علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له: يا علي ألا أبشرك؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: هذا
حبيبي جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أنه قد أعطى محبك وشيعتك سبع خصال:
الرفق عند الموت والأنس عند الوحشة والنور عند الظلمة والأمن عند الفزع والقسط
عند الميزان والجواز على الصراط ودخول الجنة قبل سائر الناس من الأمم بثمانين
عاما (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15079] 10 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه عن ياسر الخادم قال: سمعت
أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة
مواطن: يوم يلد ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها
ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا، وقد سلم الله على يحيى بن زكريا في



(1) الكافي: 8 / 247 ح 347.
(2) الكافي: 8 / 20.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والخمسون ح 15 / 416 الرقم 548.
129
هذه الثلاث المواطن وآمن روعته فقال: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم
يبعث حيا) (1) وقال (عليه السلام): وسلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه المواطن إذ يقول:
(والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا) (2) (3).
[15080] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أيها الناس لا تستوحشوا
في طريق الهدى لقلة أهله، فإن الناس قد اجتمعوا على مائدة شبعها قصير وجوعها
طويل، الخطبة (4).
[15081] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في جواب أخيه عقيل
ابن أبي طالب «رحمهما الله»:... أما ما سألت عنه من رأيي في القتال، فإن رأيي
قتال المحلين حتى ألقى الله لا يزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة،
ولا تحسبن ابن أبيك - ولو أسلمه الناس - متضرعا متخشعا ولا مقرا للضيم واهنا ولا
سلس الزمام للقائد ولا وطئ الظهر للراكب المتقعد ولكنه كما قال أخو بني سليم:
فإن تسأليني كيف أنت فإنني * صبور على ريب الزمان صليب
يعز علي أن ترى بي كآبة * فيشمت عاد أو يساء حبيب (5)
المحلون: الذين يحلون القتال. مقرا للضيم: راضيا بالظلم. واهنا: ضعيفا.
السلس: السهل. الزمام: العنان التي تقاد به الدابة. الوطي: اللين. المتقعد:
الذي يتخذ الظهر للركوب. طيب: شديد. يعز علي: يشق علي. الكآبة: ما يظهر
على الوجه من أثر الحزن. عاد: عدو.



(1) سورة مريم: 15.
(2) سورة مريم: 33.
(3) كتاب الغايات: 228.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 201.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 36.
130
[15082] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لابنه الحسن (عليه السلام): يا بني
احفظ عني أربعا وأربعا، لا يضرك ما عملت معهن: إن أغنى الغنى العقل وأكبر الفقر
الحمق وأوحش الوحشة العجب وأكرم الحسب حسن الخلق، الحديث (1).
[15083] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: قلوب الرجال وحشية
فمن تألفها أقبلت عليه (2).
[15084] 15 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه وقال: روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شكا
إليه رجل الوحشة، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثر من أن تقول هذه الكلمات، فإن من قالها
يذهب الله عنه الوحشة وهي: «سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح
خالق السماوات والأرض ذي العزة والجبروت» (3).
[15085] 16 - الديلمي رفعه وذكر دخول ضرار بن ضمرة الليثي على معاوية
فقال له: صف لي عليا، فقال: أو لا تعفيني من ذلك، فقال: لا أعفيك، فقال: كان
والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه
وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل
و وحشته، كان والله غريز العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفيه ويخاطب نفسه ويناجي
ربه، يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب، كان والله فينا كأحدنا،
يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا سألناه وكان مع دنوه منا وقربنا منه لا نكلمه لهيبته ولا
نرفع عيننا لعظمته، فإن تبسم فمن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين ويحب
المساكين، لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الفقير من عدله، فاشهد بالله لقد رأيته
في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قائم في محرابه قابض



(1) نهج البلاغة: الحكمة 38.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 50.
(3) مكارم الأخلاق: 350.
131
على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين فكأني الآن أسمعه وهو يقول:
يا دنيا دنية أبي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك
قد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيها فعمرك قصير وخطرك يسير وأملك حقير، آه آه من
قله الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق وعظم المورد.
فسالت دمعة معاوية على لحيته فنشفها بكمه واختنق القوم بالبكاء، ثم قال: كان
والله أبو الحسن كذلك فكيف صبرك عنه يا ضرار؟ قال: صبر من ذبح واحدها على
صدرها فهي لا ترقى عبرتها ولا تسكن حسرتها ثم قام وخرج وهو باك، فقال
معاوية: أما إنكم لو فقدتموني لما كان فيكم من يثني علي هذا الثناء، فقال بعض من
كان حاضرا: الصاحب على قدر صاحبه (1).
[15086] 17 - الديلمي رفعه إلى أبي محمد العسكري (عليه السلام) أنه قال: من أنس بالله
استوحش من الناس وعلامة الأنس بالله الوحشة من الناس (2).
[15087] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: كيف يأنس بالله من
لا يستوحش من الخلق (3).
[15088] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إياك أن توحش موادك
وحشة تفضي به إلى اختياره البعد عنك وايثار الفرقة (4).
[15089] 20 - المجلسي نقلا من عدة الداعي لابن فهد الحلي رفعه إلى أبي محمد
العسكري (عليه السلام) أنه قال: الوحشة من الناس على قدر الفطنة بهم (5).



(1) ارشاد القلوب: 218.
(2) أعلام الدين: 313.
(3) غرر الحكم: ح 7003.
(4) غرر الحكم: ح 2689.
(5) بحار الأنوار: 67 / 111.
132
الود
[15090] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي جعفر محمد بن
النعمان الأحول صاحب الطاق، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان، ألا ومن أحب في
الله وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء الله (1).
[15091] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم:
يلقاه بالبشر إذا لقيه، ويوسع له في المجلس إذا جلس إليه، ويدعوه بأحب
الأسماء إليه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15092] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن
عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث:
قلت: قوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) (3)؟
قال: ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال الله تعالى، الحديث (4).



(1) الكافي: 2 / 125 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 645 ح 3.
(3) سورة مريم: 96.
(4) الكافي: 1 / 431 ح 90.
133
[15093] 4 - الكليني بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال
في صفة المؤمن:... خالص الود، وثيق العهد، وفي العقد، شفيق، الحديث (1).
[15094] 5 - الصدوق قال: وفي رواية مسعدة بن صدقة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله عز وجل عليه: الإجلال له في عينه والود له
في صدره والمواساة له في ماله وأن يحرم غيبته وأن يعوده في مرضه وأن يشيع جنازته
وأن لا يقول فيه بعد موته إلا خيرا (2).
[15095] 6 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ود
قوم يوم القيامة أنهم سقطوا من الثريا ولم يؤمروا على شيء (3).
[15096] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في ذم الدنيا:... وإنما
أنتم إخوان على دين الله، ما فرق بينكم إلا خبث السرائر وسوء الضمائر فلا توازرون
ولا تناصحون ولا تباذلون ولا توادون، ما بالكم تفرحون باليسير من الدنيا تدركونه
ولا يحزنكم الكثير من الآخرة تحرمونه، الخطبة (4).
[15097] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لما عوتب على التسوية
في العطاء:... ولم يضع امرؤ ماله في غير حقه ولا عند غير أهله إلا حرمه الله
شكرهم، وكان لغيره ودهم، فإن زلت به النعل يوما فاحتاج إلى معونتهم فشر خليل
وألأم خدين (5).
[15098] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: وأخذوا يمينا وشمالا ظعنا



(1) الكافي: 2 / 228.
(2) الفقيه: 4 / 398 ح 5850.
(3) جامع الأحاديث: 128.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 113.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 126.
134
في مسالك الغي وتركا لمذهب الرشد فلا تستعجلوا ما هو كائن مرصد ولا تستبطئوا ما
يجئ به الغد، فكم من مستعجل بما إن أدركه ود أنه لم يدركه وما أقرب اليوم من
تباشير غد، الخطبة (1).
[15099] 10 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن العلاء،
عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: ود من في القبور لو أن له حجة واحدة
بالدنيا وما فيها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
قد مر منا عنوان المودة في محلها فراجعها إن شئت.



(1) نهج البلاغة: الخطبة 150.
(2) التهذيب: 5 / 23 ح 13.
135
الوديعة
[15100] 1 - الكليني، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن عبد الله بن محمد،
عن الخشاب قال: حدثنا بعض أصحابنا، عن خيثمة قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
يا خيثمة نحن شجرة النبوة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمة ومعدن العلم وموضع
الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله ونحن وديعة الله في عباده ونحن حرم الله
الأكبر ونحن ذمة الله ونحن عهد الله فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ومن خفرها فقد
خفر ذمة الله وعهده (1).
[15101] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد العظيم بن
عبد الله الحسني، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله خلق الإسلام فجعل له عرصة
وجعل له نورا وجعل له حصنا وجعل له ناصرا، فأما عرصته فالقرآن وأما نوره
فالحكمة وأما حصنه فالمعروف وأما أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا فأحبوا أهل بيتي
وشيعتهم وأنصارهم فإنه لما أسري بي إلى السماء الدنيا فنسبني جبرئيل (عليه السلام) لأهل
السماء استودع الله حبي وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب الملائكة فهو عندهم وديعة
إلى يوم القيامة، ثم هبط بي إلى أهل الأرض فنسبني إلى أهل الأرض فاستودع
الله عز وجل حبي وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب مؤمني أمتي فمؤمنوا أمتي يحفظون



(1) الكافي: 1 / 221 ح 3.
136
وديعتي في أهل بيتي إلى يوم القيامة، ألا فلو أن الرجل من أمتي عبد الله عز وجل عمره أيام
الدنيا ثم لقى الله عز وجل مبغضا لأهل بيتي وشيعتي ما فرج الله صدره إلا عن النفاق (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15102] 3 - الكليني، عن أحمد بن مهران (رحمه الله) رفعه، وأحمد بن إدريس، عن محمد بن
عبد الجبار الشيباني، قال حدثني القاسم بن محمد الرازي، قال: حدثنا علي بن
محمد الهرمزاني، عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: لما قبضت فاطمة (عليها السلام)
دفنها أمير المؤمنين (عليه السلام) سرا وعفا على موضع قبرها ثم قام فحول وجهه إلى قبر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: السلام عليك يا رسول الله عني والسلام عليك عن ابنتك
وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قل
يا رسول الله عن صفيتك صبري وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي، ألا أن لي في
التأسي بسنتك في فرقتك موضع تعز، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك وفاضت نفسك
بين نحري وصدري، بلى وفي كتاب الله لي أنعم القبول إنا لله وانا إليه راجعون، قد
استرجعت الوديعة واخذت الرهينة وأخلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء
يا رسول الله، أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد وهم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي
دارك التي أنت فيها مقيم كمد مقيح وهم مهيج سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو
وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فكم
من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا، وستقول ويحكم الله وهو خير
الحاكمين، سلام مودع لا قال ولا سئم فإن أنصرف فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن
سوء ظن بما وعد الله الصابرين واه واها والصبر أيمن وأجمل، ولو لا غلبة المستولين
لجعلت المقام واللبث لزاما معكوفا ولا عولت إعوال الثكلى على جليل الرزية فبعين



(1) الكافي: 2 / 46 ح 3.
137
الله تدفن ابنتك سرا وتهضم حقها وتمنع إرثها ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر
وإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك وعليها
السلام والرضوان (1).
روى السيد الرضي مختصرها في نهج البلاغة: الخطبة 202.
[15103] 4 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن غير واحد،
عن أبان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا اختلفا في الرهن فقال
أحدهما: رهنته بألف درهم وقال الآخر: بمائة درهم، فقال: يسأل صاحب الألف
البينة فإن لم يكن له بينة حلف صاحب المائة، وإن كان الرهن أقل مما رهن أو أكثر
واختلفا فقال أحدهما: هو رهن وقال الآخر: هو عندك وديعة، فقال: يسأل
صاحب الوديعة البينة فإن لم يكن له بينة حلف صاحب الرهن (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15104] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صاحب الوديعة والبضاعة مؤتمنان، وقال: إذا
هلكت العارية عند المستعير لم يضمنه إلا أن يكون قد اشترط عليه.
وقال في حديث آخر: إذا كان مسلما عدلا فليس عليه ضمان (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15105] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن علي الكاتب، عن إبراهيم
ابن محمد الثقفي، عن عبد الله بن أبي شيبة، عن حريز، عن عطاء بن السائب، عن
زاذان قال: استودع رجلان امرأة وديعة وقالا لها: لا تدفعيها إلى واحد منا حتى



(1) الكافي: 1 / 458 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 237 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 238 ح 1.
138
نجتمع عندك ثم انطلقا، فغابا فجاء أحدهما إليها فقال: أعطيني وديعتي فإن صاحبي
قد مات، فأبت حتى كثر اختلافه ثم أعطته، ثم جاء الآخر فقال: هاتي وديعتي،
فقالت: أخذها صاحبك وذكر أنك قد مت، فارتفعا إلى عمر فقال لها عمر: ما أراك
إلا وقد ضمنت، فقالت المرأة: اجعل عليا (عليه السلام) بيني وبينه، فقال عمر: اقض بينهما،
فقال علي (عليه السلام): هذه الوديعة عندي وقد أمرتماها أن لا تدفعها إلى واحد منكما حتى
تجتمعا عندها فائتني بصاحبك فلم يضمنها، وقال (عليه السلام): إنما أرادا أن يذهبا بمال
المرأة (1).
[15106] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد،
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن إسحاق بن عمار قال: سألت
أبا الحسن (عليه السلام) عن رجل استودع رجلا ألف درهم فضاعت، فقال الرجل: كانت
عندي وديعة وقال الآخر: إنما كانت عليك قرضا؟ قال: المال لازم له إلا أن يقيم
البينة أنها كانت وديعة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15107] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير،
عن الحسين بن عثمان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام): في رجل قال
لرجل: لي عليك ألف درهم، فقال الرجل: لا ولكنها وديعة، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
القول قول صاحب المال مع يمينه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15108] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين قال: كتبت إلى



(1) الكافي: 7 / 428 ح 12.
(2) الكافي: 5 / 239 ح 8.
(3) الكافي: 5 / 238 ح 3.
139
أبي محمد (عليه السلام): رجل دفع إلى رجل وديعة فوضعها في منزل جاره فضاعت فهل يجب
عليه إذا خالف أمره وأخرجها من ملكه؟ فوقع (عليه السلام): هو ضامن لها إن شاء الله (1).
المكاتبة صحيحة الإسناد.
[15109] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... اللهم اجعل نفسي
أول كريمة تنتزعها من كرائمي وأول ووديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندي،
الخطبة (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 5 / 238، والفقيه:
3 / 302، والتهذيب: 7 / 179، والوافي: 18 / 873، وبحار الأنوار: 100 / 174،
ووسائل الشيعة: 19 / 67، ومستدرك الوسائل: 14 / 5 كلاهما من طبع آل البيت،
وجامع أحاديث الشيعة: 23 / 587 من الطبعة الحديثة، وكتاب الوديعة من كتب
الأخبار.



(1) الكافي: 5 / 239 ح 9.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 215.
140
الورع
[15110] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال: قال لي علي بن الحسين صلوات
الله عليهما: الزهد عشرة أجزاء: أعلا درجة الزهد أدنى درجة الورع وأعلى درجة
الورع أدنى درجة اليقين وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا (1).
وذكرها مفصلا في الكافي: 2 / 128 ح 4.
[15111] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي المغرا، عن زيد الشحام، عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قلت له: إني لا ألقاك إلا في السنين فأخبرني بشيء آخذ به، فقال: أوصيك
بتقوى الله والورع والاجتهاد واعلم أنه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه (2).
الرواية معتبرة الإسناد. وروى مثلها في الكافي: 2 / 78 ح 11.
[15112] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة
ابن أيوب، عن الحسن بن زياد الصيقل، عن فضيل بن يسار قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
إن أشد العبادة الورع (3).
الرواية حسنة سندا.
[15113] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد، عن القاسم بن



(1) الكافي: 2 / 62 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 76 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 77 ح 5.
141
محمد، عن سليمان المنقري، عن حفص بن غياث قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
الورع من الناس، فقال: الذي يتورع عن محارم الله عز وجل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15114] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن أبي أسامة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليك بتقوى الله والورع
والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق وحسن الجوار وكونوا دعاة
إلى أنفسكم بغير ألسنتكم وكونوا زينا ولا تكونوا شينا وعليكم بطول الركوع
والسجود فإن أحدكم إذا طال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويله
أطاع وعصيت وسجد وأبيت (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15115] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنا لا نعد الرجل مؤمنا حتى يكون بجميع أمرنا متبعا مريدا ألا
وإن من أتباع أمرنا وإرادته الورع فتزينوا به، يرحمكم الله وكبدوا أعدائنا [به]
ينعشكم الله (3).
الرواية صحيحة الإسناد. التكبيد: ايصال الألم. والنعش: الرفع.
[15116] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن
العلاء، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كونوا دعاة للناس بغير
ألسنتكم ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير فإن ذلك داعية (4).
الرواية صحيحة الإسناد. ومثلها في الكافي: 2 / 105 ح 10.



(1) الكافي: 2 / 77 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 77 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 78 ح 13.
(4) الكافي: 2 / 78 ح 14.
142
[15117] 8 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام): يا موسى ما تقرب
إلي المتقربون بمثل الورع عن محارمي فإني أبيحهم جنات عدن لا أشرك معهم
أحدا (1).
[15118] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن يونس بن
عبد الرحمن رفعه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الصبر صبران: صبر على البلاء حسن
جميل، وأفضل الصبرين الورع عن المحارم (2).
[15119] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا،
عن علي بن سليمان بن رشيد، عن موسى بن سلام، عن سعدان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قلت له: ما الذي يثبت الإيمان في العبد؟ قال: الورع، والذي يخرجه منه؟
قال: الطمع (3).
[15120] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل من أصحابه
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام) أن عبادي لم يتقربوا إلي
بشيء أحب إلي من ثلاث خصال، قال موسى: يا رب وما هن؟ قال: يا موسى
الزهد في الدنيا والورع عن المعاصي والبكاء من خشيتي، قال موسى: يا رب فما لمن
صنع ذا؟ فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى أما الزاهدون في الدنيا ففي الجنة وأما
البكاؤون من خشيتي ففي الرفيع الأعلى لا يشاركهم أحد وأما الورعون عن معاصي
فإني أفتش الناس ولا أفتشهم (4).



(1) الكافي: 2 / 80 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 91 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 320 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 482 ح 6.
143
[15121] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أسامة زيد
الشحام قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): اقرأ على من ترى أنه يطيعني منهم ويأخذ
بقولي السلام وأوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق
الحديث وأداء الأمانة وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أدوا
الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأمر بأداء الخيط
والمخيط، صلوا عشائركم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم فإن
الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس،
قيل: هذا جعفري فيسرني ذلك و يدخل علي منه السرور، وقيل: هذا أدب جعفر،
وإذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر، فوالله لحدثني
أبي (عليه السلام) أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (عليه السلام) فيكون زينها، آداهم
للأمانة وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائعهم، تسأل
العشيرة عنه، فتقول: من مثل فلان إنه لأدانا للأمانة وأصدقنا للحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15122] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن مالك بن عطية، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل قال:
سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: الزهد في الدنيا قصر الأمل وشكر كل نعمة والورع
عن كل ما حرم الله عز وجل (2).
[15123] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد
القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سليمان المنقري، عن فضيل بن عياض قال:



(1) الكافي: 2 / 636 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 71 ح 3.
144
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أشياء من المكاسب فنهاني عنها، فقال: يا فضيل والله
لضرر هؤلاء على هذه الأمة أشد من ضرر الترك والديلم، قال: وسألته عن الورع
من الناس، قال: الذي يتورع عن محارم الله عز وجل ويجتنب هؤلاء وإذا لم يتق الشبهات
وقع في الحرام وهو لا يعرفه وإذا رأى المنكر فلم ينكره وهو يقدر عليه فقد أحب أن
يعصى الله عز وجل ومن أحب أن يعصى الله فقد بارز الله عز وجل بالعداوة ومن أحب بقاء
الظالمين فقد أحب أن يعصى الله أن الله تعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين فقال:
(وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) (1) (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15124] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن حديد بن حكيم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اتقوا الله وصونوا دينكم
بالورع (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15125] 16 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن يزيد بن خليفة قال: وعظنا أبو عبد الله (عليه السلام) فأمر وزهد ثم قال:
عليكم بالورع فإنه لا ينال ما عند الله إلا بالورع (4).
[15126] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أعينونا
بالورع، فإنه من لقى الله عز وجل منكم بالورع كان له عند الله فرجا وإن الله عز وجل يقول:
(من يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين



(1) سورة الأنعام: 45.
(2) الكافي: 5 / 108 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 76 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 76 ح 3.
145
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) (1) فمنا النبي ومنا الصديق والشهداء
والصالحون (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15127] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان،
عن خيثمة قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودعه، فقال: يا خيثمة أبلغ من ترى من
موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على
ضعيفهم وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقيا بعضهم بعضا
حياة لأمرنا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا، يا خيثمة أبلغ موالينا أنا لا نغني عنهم من الله
شيئا إلا بعمل، وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالورع وأن أشد الناس حسرة يوم القيامة
من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15128] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد،
والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن
مسكان، عن حبيب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أما والله ما أحد من الناس
أحب إلي منكم وإن الناس سلكوا سبلا شتى فمنهم من أخذ برأيه ومنهم من اتبع هواه
ومنهم من اتبع الرواية وإنكم أخذتم بأمر له أصل، فعليكم بالورع والاجتهاد
واشهدوا الجنائز وعودوا المرضى واحضروا مع قومكم في مساجدهم للصلاة أما
يستحيي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) سورة النساء: 69، وفيها «والرسول» وكأنه نقل بالمعنى.
(2) الكافي: 2 / 78 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 175 ح 2.
(4) الكافي: 8 / 146 ح 121.
146
[15129] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو
ابن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين
القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم، ثم قال: إني والله لأحب رياحكم
وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع
والاجتهاد ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله، الحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15130] 21 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل:
ورع يحجزه عن معاصي الله وخلق يداري به الناس وحلم يرد به جهل الجاهل (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15131] 22 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
ما يعبؤ من يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي
الله وحلم يملك به غضبه وحسن الصحبة لمن صحبه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15132] 23 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول
لحمران بن أعين: يا حمران انظر إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك
في المقدرة فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك، واعلم



(1) الكافي: 8 / 212 ح 259.
(2) الكافي: 2 / 116 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 286 ح 2.
147
أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله جل ذكره من العمل الكثير على غير
يقين، واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم
ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي ولا جهل
أضر من العجب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15133] 24 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن حنان بن سدير قال: قال أبو الصباح الكناني
لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تلقى من الناس فيك؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وما الذي تلقى من
الناس في؟ فقال: لا يزال يكون بيننا وبين الرجل الكلام فيقول: جعفري خبيث،
فقال: يعيركم الناس بي؟ فقال له أبو الصباح: نعم، قال: فقال: ما أقل والله من يتبع
جعفرا منكم، إنما أصحابي من اشتد ورعه وعمل لخالقه ورجا ثوابه فهؤلاء
أصحابي (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15134] 25 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أردت أن تعرف أصحابي
فانظر إلى من اشتد ورعه وخاف خالقه ورجا ثوابه وإذا رأيت هؤلاء فهؤلاء
أصحابي (3).
[15135] 26 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، عن حنان بن سدير، عن أبي سارة الغزال، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال



(1) الكافي: 8 / 244 ح 338.
(2) الكافي: 2 / 77 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 236 ح 23.
148
الله عز وجل: ابن آدم اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس (1).
[15136] 27 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن أبي زيد، عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عيسى بن عبد الله القمي
فرحب به وقرب من مجلسه، ثم قال: يا عيسى بن عبد الله ليس منا - ولا كرامة - من
كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون وكان في ذلك المصر أحد أورع منه (2).
[15137] 28 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن علي بن محمد بن سعيد، عن محمد
ابن مسلم، عن محمد بن حمزة العلوي قال: أخبرني عبيد الله بن علي، عن أبي الحسن
الأول (عليه السلام) قال: كثيرا ما كنت أسمع أبي يقول: ليس من شيعتنا من لا تتحدث
المخدرات بورعه في خدورهن وليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف
رجل فيهم [من] خلق [ا] لله أورع منه (3).
[15138] 29 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبة الوسيلة:...
ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة، الحديث (4).
[15139] 30 - الصدوق بإسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) أنه
قال:... يا علي ثلاث من لقى الله عز وجل بهن فهو من أفضل الناس: من أتى الله بما
افترض عليه فهو من أعبد الناس، ومن ورع عن محارم الله عز وجل فهو من أورع الناس،
ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس، الحديث (5).
[15140] 31 - الصدوق بإسناده عن يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام) عن
آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:... وأورع الناس من ترك المراء وإن كان



(1) الكافي: 2 / 77 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 78 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 79 ح 15.
(4) الكافي: 8 / 19.
(5) الفقيه: 4 / 358.
149
محقا، الحديث (1).
[15141] 32 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
العباس بن معروف، عن أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أورع الناس من
وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشد
الناس اجتهادا من ترك الذنوب (2).
[15142] 33 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن
عبد الله بن ميمون، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
فضل العلم أحب إلى الله عز وجل من فضل العبادة وأفضل دينكم الورع (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15143] 34 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سئل: أي الأعمال
أعظم عند الله عز وجل؟ قال: التسليم والورع، الحديث (4).
[15144] 35 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن
ابن محبوب، عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يجمع الله عز وجل لمؤمن
الورع والزهد [والإقبال إلى الله عز وجل في الصلاة] في الدنيا إلا رجوت له الجنة، ثم
قال: وإني لأحب للرجل منكم المؤمن إذا قام في صلاة فريضة أن يقبل بقلبه إلى الله
ولا يشغل قلبه بأمر الدنيا، فليس من مؤمن يقبل بقلبه في صلاته إلى الله إلا أقبل الله
إليه بوجهه وأقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبة له بعد حب الله عز وجل إياه (5).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الفقيه: 4 / 395.
(2) الخصال: 1 / 16 ح 56.
(3) الخصال: 1 / 4 ح 9.
(4) معاني الأخبار: 199.
(5) ثواب الأعمال: 163.
150
[15145] 36 - الطوسي، عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن الإمام علي
الهادي (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: عليكم بالورع فإنه الدين
الذي نلازمه وندين الله به ونريده ممن يوالينا، لا تتعبونا بالشفاعة (1).
[15146] 37 - الطوسي، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن محمد بن عيسى
الضرير، عن محمد بن زكريا المكي، عن كثير بن طارق، عن زيد بن علي، عن أبيه
علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال: الورع نظام العبادة فإذا انقطع الورع ذهبت الديانة، كما
أنه إذا انقطع السلك اتبعه النظام (2).
النظام: الخيط الذي ينظم فيه اللؤلؤ وغيره.
[15147] 38 - ابن إدريس الحلي نقلا من كتاب حريز، عن الفضيل، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: يا فضيل أبلغ من لقيت من موالينا عنا السلام وقل لهم:
إني أقول: إني لا أغني عنهم من الله شيئا إلا بورع، فاحفظوا ألسنتكم وكفوا أيديكم
وعليكم بالصبر والصلاة فإن الله يقول: (واستعينوا بالصبر والصلاة فإن الله مع
الصابرين) (3) (4).
[15148] 39 - الديلمي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما أوحى
الله إليه ليلة المعراج قال تعالى: يا أحمد: عليك بالورع فإن الورع رأس الدين ووسط
الدين وآخر الدين، إن الورع به يتقرب إلى الله تعالى.
يا أحمد: إن الورع زين المؤمن وعماد الدين، إن الورع مثله كمثل السفينة كما أن
البحر لا ينجو إلا من كان فيها كذلك لا ينجو الزاهدون إلا بالورع.
يا أحمد: ما عرفني عبد وخشع لي إلا خشع له كل شيء.



(1) أمالي الطوسي: المجلس العاشر ح 82 / 281 الرقم 544.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الأربعون ح 10 / 703 الرقم 1507.
(3) سورة البقرة: 45.
(4) السرائر: 3 / 587.
151
يا أحمد: الورع يفتح على العبد أبواب العبادة فيكرم به العبد عند الخلق ويصل به
إلى الله عز وجل، الحديث (1).
[15149] 40 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: من لم يتورع
في دين الله تعالى ابتلاه الله تعالى بثلاث خصال: أما أن يميته شابا، أو يوقعه في خدمة
السلطان أو يسكنه في الرساتيق (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 2 / 76،
والوافي: 4 / 325، والمحجة البيضاء: 3 / 213، وبحار الأنوار: 67 / 296،
وارشاد القلوب للديلمي: 101، ووسائل الشيعة: 11 / 192،
ومستدرك الوسائل: 11 / 268، وفهرس غرر الحكم: 7 / 401، وهداية العلم:
633، وغيرها من كتب الأخبار.



(1) ارشاد القلوب: 203.
(2) جامع الأخبار: 391 ح 3.
152
الوزارة
[15150] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتي عمر بن الخطاب بجارية قد شهدوا عليها أنها بغت وكان
من قصتها أنها كانت يتيمة عند رجل وكان الرجل كثيرا ما يغيب عن أهله فشبت
اليتيمة فتخوفت المرأة أن يتزوجها زوجها فدعت بنسوة حتى أمسكنها فأخذت
عذرتها بأصبعها، فلما قدم زوجها من غيبته رمت المرأة اليتيمة بالفاحشة وأقامت
البينة من جاراتها اللائي ساعدتها على ذلك فرفع ذلك إلى عمر فلم يدر كيف يقضي
فيها! ثم قال للرجل: أيت علي بن أبي طالب (عليه السلام) واذهب بنا إليه فأتوا عليا (عليه السلام)
وقصوا عليه القصة فقال لامرأة الرجل: ألك بينة أو برهان؟ قالت: لي شهود هؤلاء
جاراتي يشهدن عليها بما أقول، فأحضرتهن، فأخرج علي بن أبي طالب (عليه السلام) السيف
من غمده فطرحه بين يديه وأمر بكل واحدة منهن فأدخلت بيتا ثم دعا بامرأة الرجل
فأدارها بكل وجه فأبت أن تزول عن قولها فردها إلى البيت الذي كانت فيه، ودعا
إحدى الشهود وجثى على ركبتيه ثم قال: تعرفيني أنا علي بن أبي طالب وهذا سيفي
وقد قالت امرأة الرجل ما قالت ورجعت إلى الحق وأعطيتها الأمان وإن لم تصدقيني
لأملأن السيف منك، فالتفتت إلى عمر فقالت: يا أمير المؤمنين الأمان علي فقال لها
أمير المؤمنين (عليه السلام): فاصدقي، فقالت: لا والله إلا أنها رأت جمالا وهيئة فخافت فساد
زوجها عليها فسقتها المسكر ودعتنا فأمسكناها فافتضتها بأصبعها، فقال علي (عليه السلام):
الله أكبر أنا أول من فرق بين الشاهدين إلا دانيال النبي فالزم على المرأة حد القاذف
وألزمهن جميعا العقر وجعل عقرها أربعمائة درهم وأمر امرأة أن تنفى من الرجل

153
ويطلقها زوجها، وزوجه الجارية وساق عنه علي (عليه السلام) المهر، فقال عمر: يا أبا الحسن
فحدثنا بحديث دانيال، فقال (عليه السلام): إن دانيال كان يتيما لا أم له ولا أب وإن امرأة من
بني إسرائيل عجوزا كبيرة ضمته فربته وإن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان له
قاضيان وكان لهما صديق وكان رجلا صالحا وكانت له امرأة بهية جميلة وكان يأتي
الملك فيحدثه واحتاج الملك إلى رجل يبعثه في بعض أموره فقال للقاضيين: اختارا
رجلا أرسله في بعض أموري، فقالا: فلان، فوجهه الملك، فقال الرجل للقاضيين:
أوصيكما بامرأتي خيرا، فقالا: نعم فخرج الرجل فكان القاضيان يأتيان باب
الصديق فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها فأبت فقالا لها: والله لئن لم تفعلي لنشهدن
عليك عند الملك بالزنى ثم لنرجمنك، فقالت: افعلا ما أحببتما، فأتيا الملك فأخبراه
وشهدا عنده أنها بغت فدخل الملك من ذلك أمر عظيم واشتد بها غمه وكان بها معجبا
فقال لهما: إن قولكما مقبول ولكن ارجموها بعد ثلاثة أيام، ونادى في البلد الذي هو
فيه احضروا قتل فلانة العابدة فإنها قد بغت فإن القاضيين قد شهدا عليها بذلك فأكثر
الناس في ذلك وقال الملك لوزيره: ما عندك في هذا من حيلة؟ فقال: ما عندي في
ذلك من شيء فخرج الوزير يوم الثالث وهو آخر أيامها فإذا هو بغلمان عراة يلعبون
وفيهم دانيال وهو لا يعرفه، فقال دانيال: يا معشر الصبيان تعالوا حتى أكون أنا
الملك وتكون أنت يا فلان العابدة ويكون فلان وفلان القاضيين الشاهدين عليها، ثم
جمع ترابا وجعل سيفا من قصب وقال للصبيان: خذوا بيد هذا فنحوه إلى مكان كذا
وكذا وخذوا بيد هذا فنحوه إلى مكان كذا وكذا، ثم دعا بأحدهما وقال له: قل حقا
فإنك إن لم تقل حقا قتلتك، والوزير قائم ينظر ويسمع فقال: أشهد أنها بغت فقال:
متى؟ قال: يوم كذا وكذا، فقال ردوه إلى مكانه وهاتوا الآخر فردوه إلى مكانه
وجاؤوا بالآخر فقال له: بما تشهد؟ فقال: أشهد أنها بغت، قال: متى؟ قال: يوم
كذا وكذا، قال: مع من؟ قال: مع فلان بن فلان، قال: وأين؟ قال: بموضع كذا
وكذا، فخالف أحدهما صاحبه فقال دانيال: الله أكبر شهدا بزور يا فلان ناد في الناس

154
أنهما شهدا على فلانة بزور فاحضروا قتلهما فذهب الوزير إلى الملك مبادرا فأخبره
الخبر فبعث الملك إلى القاضيين فاختلفا كما اختلف الغلامان فنادى الملك في الناس
وأمر بقتلهما (1).
الرواية صحيحة الإسناد. ورويها الصدوق في الفقيه: 3 / 20 ح 3251، والشيخ
في التهذيب: 6 / 308 ح 59.
[15151] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
حديد، عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده جماعة من مواليه
فجرى ذكر العقل والجهل فقال أبو عبد الله (عليه السلام): اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده
تهتدوا، قال سماعة فقلت: جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
إن الله عز وجل خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال
له: أدبر فأدبر ثم قال له: أقبل فأقبل، فقال الله تبارك وتعالى: خلقتك خلقا عظيما
وكرمتك على جميع خلقي قال: ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا فقال له: أدبر
فأدبر ثم قال له: أقبل فلم يقبل فقال له: استكبرت فلعنه ثم جعل للعقل خمسة
وسبعين جندا فلما رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة فقال
الجهل: يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به فأعطني
من الجند مثل ما أعطيته فقال: نعم فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من
رحمتي قال: قد رضيت فأعطاه خمسة وسبعين جندا فكان مما أعطى به العقل من
الخمسة والسبعين الجند.
الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل، والإيمان وضده الكفر،
والتصديق وضده الجحود، والرجاء وضده القنوط، والعدل وضده الجور، والرضا
وضده السخط، والشكر وضده الكفران، والطمع وضده اليأس و... الحديث (2).



(1) الكافي: 7 / 425 ح 9.
(2) الكافي: 1 / 20 ح 14.
155
[15152] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم وزير الإيمان العلم، ونعم وزير العلم الحلم، ونعم وزير الحلم
الرفق، ونعم وزير الرفق الصبر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15153] 4 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن أحمد بن صالح، عن
حكيم بن عبد الرحمان، عن مقاتل بن سليمان، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): يا علي أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم
وبمنزلة سام من نوح وبمنزلة إسحاق من إبراهيم وبمنزلة هارون من موسى وبمنزلة
شمعون من عيسى إلا أنه لا نبي بعدي.
يا علي أنت وصيي وخليفتي فمن جحد وصيتك وخلافتك فليس مني ولست منه
وأنا خصمه يوم القيامة.
يا علي أنت أفضل أمتي فضلا وأقدمهم سلما وأكثرهم علما وأوفرهم حلما
وأشجعهم قلبا وأسخاهم كفا.
يا علي أنت الإمام بعدي والأمير وأنت الصاحب بعدي والوزير وما لك في
أمتي من نظير.
يا علي أنت قسيم الجنة والنار بمحبتك يعرف الأبرار من الفجار ويميز بين الأشرار
والأخيار وبين المؤمنين والكفار (2).
تدل على مقام الوزارة للأمير (عليه السلام) عدة من الروايات، منها: خبر أبي سعيد عقيصا
المروي في أمالي الصدوق المجلس الثالث والخمسون ح 13 / 410 الرقم 533،
وروايتي زيد بن علي وجابر بن يزيد المرويتان في الخصال: 2 / 492 ح 7 و 8، وما



(1) الكافي: 1 / 48 ح 3.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الحادي عشر ح 4 / 100 الرقم 77.
156
رويها الشريف الرضي في نهج البلاغة: الخطبة 192، وخبر أبي ذر الغفاري
المروي في أمالي الطوسي المجلس العشرون: ح 3 / 544 الرقم 1167، ومنها:
الرواية الآتية أيضا، وغيرها من الروايات.
[15154] 5 - الصدوق، عن علي بن محمد المعروف بابن مقبرة، عن محمد بن أحمد بن
المؤمل، عن محمد بن علي بن خلف، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن خالد، عن
زيد بن علي، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كان لي من
رسول الله عشر خصال ما أحب أن يكون لي بإحداهن ما طلعت عليه الشمس قال
لي: أنت أخي في الدنيا والآخرة وأقرب الخلائق مني في الموقف وأنت الوزير والوصي
والخليفة في الأهل والمال وأنت آخذ لوائي في الدنيا والآخرة وإنك وليي ووليي ولي
الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله (1).
[15155] 6 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الحلم وزير المؤمن والعلم
خليله والرفق أخوه والبر والده والصبر أمير جنوده (2).
[15156] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال بعد قتل عثمان لما أراد الناس
البيعة له: دعوني والتمسوا غيري، فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان لا تقوم له
القلوب ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت واعلموا
أني إن أجبتكم ركبت بكم بما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب وإن
تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيرا
خير لكم مني أميرا (3).
[15157] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا ومن شركهم في الآثام



(1) الخصال: 2 / 428 ح 6.
(2) الارشاد: 1 / 303.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 92.
157
فلا يكونن لك بطانة، فإنهم أعوان الأثمة وإخوان الظلمة، وأنت واجد منهم خير
الخلف ممن له مثل آرائهم ونفاذهم وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم وآثامهم ممن
لم يعاون ظالما على ظلمه ولا آثما على إثمه، أولئك أخف عليك مؤونة وأحسن لك
معونة وأحنى عليك عطفا وأقل لغيرك إلفا فاتخذ أولئك خاصة لخلواتك وحفلاتك،
ثم ليكن آثرهم عندك أقولهم بمر الحق لك وأقلهم مساعدة فيما يكون منك مما كره الله
لأوليائه، واقعا ذلك من هواك حيث وقع، الكتاب (1).
قد مر منا أن لهذا العهد الشريف سند معتبر.
[15158] 9 - علي بن إبراهيم القمي قال: (فهل ينظرون إلا الساعة) يعني القيامة
(أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها) فإنه حدثني أبي عن سليمان بن مسلم
الخشاب، عن عبد الله بن جريح المكي، عن عطاء بن أبي رياح، عن عبد الله بن
عباس قال: حججنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حجة الوداع فأخذ باب الكعبة ثم أقبل
علينا بوجهه فقال: ألا أخبركم بأشراط الساعة؟ وكان أدنى الناس منه يومئذ
سلمان (رضي الله عنه)، فقال: بلى يا رسول الله، فقال: إن من أشراط القيامة إضاعة الصلاة
واتباع الشهوات والميل مع الأهواء وتعظيم المال وبيع الدين بالدنيا فعندها يذاب
قلب المؤمن وجوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره،
قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان إن
عندها أمراء جورة ووزراء فسقة وعرفاء ظلمة وامناء خونة، فقال سلمان: وإن هذا
لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها يكون المنكر
معروفا والمعروف منكرا وائتمن الخائن ويخون الأمين ويصدق الكاذب ويكذب
الصادق، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده يا
سلمان فعندها إمارة النساء ومشاورة الإماء وقعود الصبيان على المنابر ويكون



(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
158
الكذب طرفا والزكاة مغرما والفئ مغنما ويجفو الرجل والديه ويبر صديقه و...
الحديث (1).
[15159] 10 - القطب الراوندي بإسناده عن الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد
ابن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق، عن عمار، عن الصادق (عليه السلام) قال: كان
في زمان بني إسرائيل رجل يسمى إليا رئيس على أربع مائة من بني إسرائيل وكان
ملك بني إسرائيل هوى امرأة من قوم يعبدون الأصنام من غير بني إسرائيل فخطبها
فقالت: على أن أحمل الصنم فأعبده في بلدتك، فأبى عليها ثم عاودها مرة بعد مرة
حتى صار إلى ما أرادت فحولها إليه ومعها صنم وجاء معها ثمانمائة رجل يعبدونه.
فجاء إليا إلى الملك فقال: ملكك الله ومد لك في العمر فطغيت وبغيت، فلم يلتفت
إليه، فدعا الله إليا أن لا يسقيهم قطرة فنالهم قحط شديد ثلاث سنين حتى ذبحوا
دوابهم فلم يبق لهم من الدواب إلا برذون يركبه الملك وآخر يركبه الوزير وكان قد
استتر عند الوزير أصحاب إليا يطعمهم في سرب.
فأوحى الله تعالى جل ذكره إلى إليا: تعرض للملك فإني أريد أن أتوب عليه،
فأتاه فقال: يا إليا ما صنعت بنا، قتلت بني إسرائيل، فقال إليا: تطيعني فيما آمرك به،
فأخذ عليه العهد فأخرج أصحابه وتقربوا إلى الله تعالى بثورين ثم دعا بالمرأة فذبحها
وأحرق الصنم وتاب الملك توبة حسنة حتى لبس الشعر وأرسل إليه المطر
والخصب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) تفسير القمي: 2 / 303. ونقل عنه في بحار الأنوار: 6 / 305 ح 6.
(2) قصص الأنبياء: 242 ح 285، ونقل عنه في بحار الأنوار: 13 / 399 ح 6.
159
الوزر
[15160] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الجاموراني،
عن ابن أبي حمزة، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتت امرأة
إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: ما حق الزوج على المرأة؟ فقال: أن تجيبه إلى حاجته
وإن كانت على قتب، ولا تعطي شيئا إلا بإذنه فإن فعلت فعليها الوزر وله الأجر، ولا
تبيت ليلة وهو عليها ساخط، قالت: يا رسول الله وإن كان ظالما؟ قال: نعم، قالت:
والذي بعثك بالحق لا تزوجت زوجا أبدا (1).
[15161] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من
أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من
عمل بفتياه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15162] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن
ابن الحجاج، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) في رجلين يتسابان؟ فقال: البادي منهما
أظلم ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يتعد المظلوم (3).



(1) الكافي: 5 / 508 ح 8.
(2) الكافي: 1 / 42 ح 3 و 7 / 409 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 322 ح 3.
160
الرواية صحيحة الإسناد. وروى نحوها في الكافي أيضا: 2 / 360 ح 4.
[15163] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله رجل في المسجد الحرام من
أعظم الناس وزرا؟ فقال: من يقف بهذين الموقفين عرفة والمزدلفة وسعى بين هذين
الجبلين ثم طاف بهذا البيت وصلى خلف مقام إبراهيم (عليه السلام) ثم قال في نفسه أو ظن أن الله
لم يغفر له فهو من أعظم الناس وزرا (1).
[15164] 5 - الصدوق بإسناده عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن
علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول الله رأيت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي
واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي؟ فقال له الرضا (عليه السلام): أنا المدفون في
أرضكم وأنا بضعة من نبيكم وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني وهو يعرف
ما أوجب الله عز وجل من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ومن كنا شفعاؤه
نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والانس، ولقد حدثني أبي (عليه السلام) عن
جدي (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من رآني في منامه فقد رآني لأن
الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة واحدة من
شيعتهم وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة (2).
الرواية موثقة سندا.
[15165] 6 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: آكل الربا ومؤكله
وكاتبه وشاهداه في الوزر سواء (3).



(1) الكافي: 4 / 541 ح 7.
(2) الفقيه: 2 / 584 ح 3191.
(3) الفقيه: 3 / 274 ح 3993.
161
[15166] 7 - الصدوق بإسناده إلى حديث مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:... ومن
اصطنع إلى أخيه معروفا فأمتن به، أحبط الله عمله وثبت وزره ولم يشكر له سعيه،
ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يقول الله عز وجل: حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات وهو
النمام، الحديث (1).
[15167] 8 - الصدوق بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في آخر خطبة خطبها بالمدينة
قال فيها:... ومن اكتسب مالا حراما لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقا ولا حجا
ولا اعتمارا وكتب الله عز وجل بعدد أجر ذلك أوزارا وما بقي منه بعد موته كان زاده إلى
النار، ومن قدر عليها وتركها مخافة الله كان في محبة الله ورحمته ويؤمر به إلى الجنة.
ومن صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة مغلولا، ثم يؤمر به إلى النار.
ومن فاكه امرأة لا يملكها حبس بكل كلمة كلمها في الدنيا ألف عام [في النار]
والمرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها أو قبلها أو باشرها حراما أو فاكهها وأصاب منها
فاحشة فعليها من الوزر ما على الرجل، فإن غلبها على نفسها كان على الرجل وزره
ووزرها، الحديث (2).
[15168] 9 - ابن شعبة الحراني رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) في وصيته لأبي جعفر محمد
ابن النعمان الأحول المعروف بمؤمن الطاق:... يا ابن النعمان إن المذيع ليس كقاتلنا
بسيفه بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا، الحديث (3).
[15169] 10 - الكراجكي رفعه إلى الحسين بن علي سيد الشهداء (عليه السلام) أنه قال يوما
لابن عباس: يا ابن عباس لا تكلمن فيما لا يعنيك فإنني أخاف عليك فيه الوزر،
ولا تكلمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعا، فرب متكلم قد تكلم بالحق فعيب،



(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 517 الرقم 707.
(2) عقاب الأعمال: 334.
(3) تحف العقول: 309.
162
ولا تمارين حليما ولا سفيها، فإن الحليم يقليك والسفيه يرديك، ولا تقولن في أخيك
المؤمن إذا توارى عنك إلا [مثل] ما تحب أن تقول فيك إذا تواريت عنه. واعمل
عمل رجل يعلم أنه مأخوذ بالإجرام، مجزي بالإحسان والسلام (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتب الأخبار.



(1) كنز الفوائد: 2 / 32.
163
الوسط
[15170] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن
ابن اذينة، عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) قول الله تبارك وتعالى:
(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم
شهيدا) (1) قال: نحن الأمة الوسط ونحن شهداء الله تبارك وتعالى على خلقه
وحججه في أرضه، قلت: قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا
واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو
إجتباكم) قال: إيانا عنى ونحن المجتبون ولم يجعل الله تبارك وتعالى (في الدين من
حرج) فالحرج أشد من الضيق (ملة أبيكم إبراهيم) إيانا عنى خاصة و (سميكم
المسلمين) الله سمانا المسلمين (من قبل) في الكتب التي مضت (وفي هذا)
القرآن (ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس) (2)
فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الشهيد علينا بما بلغنا عن الله تبارك وتعالى ونحن الشهداء على
الناس فمن صدق يوم القيامة صدقناه ومن كذب كذبناه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15171] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن رجاله قال:



(1) سورة البقرة: 143.
(2) سورة الحج: 77 و 78.
(3) الكافي: 1 / 191 ح 4.
164
قال أبو عبد الله (عليه السلام): من كانت له إلى الله عز وجل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله ثم
يسأل حاجته ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد فإن الله عز وجل أكرم من أن يقبل
الطرفين ويدع الوسط إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه (1).
[15172] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام): في قول الله عز وجل: (ويسألونك ماذا ينفقون قل
العفو) (2) قال: العفو: الوسط (3).
[15173] 4 - الكليني، عن الحسين بن علي العلوي، عن سهل بن جمهور، عن عبد العظيم
ابن عبد الله الحسني، عن الحسن بن الحسين العرني، عن علي بن هاشم، عن أبيه،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما ضر من مات منتظرا لأمرنا إلا يموت في وسط فسطاط
المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وعسكره (4).
[15174] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: قال: إذا أخذ السارق قطعت يده من وسط
الكف فإن عاد قطعت رجله من وسط القدم فإن عاد استودع السجن فإن سرق في
السجن قتل (5).
الرواية موثقة سندا. ولا بأس بإضمارها حيث كان مضمرها سماعة بن مهران.
[15175] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (من أوسط ما تطعمون أهليكم) (6)



(1) الكافي: 2 / 494 ح 16.
(2) سورة البقرة: 219.
(3) الكافي: 4 / 52 ح 3.
(4) الكافي: 1 / 372 ح 6.
(5) الكافي: 7 / 223 ح 8.
(6) سورة المائدة: 91.
165
قال: هو كما يكون أنه يكون في البيت من يأكل أكثر من المد ومنهم من يأكل أقل من
المد فبين ذلك وان شئت جعلت لهم أدما والأدم أدناه الملح وأوسطه الخل والزيت
وأرفعه اللحم (1).
[15176] 7 - الصدوق رفعه وقال: ذكر النساء عند أبي الحسن (عليه السلام) فقال: لا ينبغي
للمرأة أن تمشي في وسط الطريق ولكنها تمشي إلى جانب الحائط (2).
[15177] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... وسيهلك في صنفان:
محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير
الحق، وخير الناس في حالا النمط الأوسط فالزموه والزموا السواد الأعظم فإن يد الله
مع الجماعة، وإياكم والفرقة فإن الشاذ من الناس للشيطان كما أن الشاذ من الغنم
للذئب، الحديث (3).
[15178] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق وأعمها في العدل وأجمعها
لرضى الرعية، الكتاب (4).
قد مر منا أن لهذا العهد سند معتبر.
[15179] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: نحن النمرقة الوسطى بها
يلحق التالي وإليها يرجع الغالي (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتب الأخبار.



(1) الكافي: 7 / 453 ح 7.
(2) الفقيه: 3 / 561 ح 4927.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 127.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 109.
166
الوسعة
[15180] 1 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد
ابن عيسى، عن أبي محمد الأنصاري، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن المؤمن يأخذ بأدب الله عز وجل إذا وسع عليه اتسع وإذا أمسك
عليه أمسك (1).
[15181] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن ربيع بن محمد المسلي، عن عبد الله بن سليمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إن الله تعالى وسع في أرزاق الحمقاء ليعتبر العقلاء ويعلموا أن الدنيا ليس ينال
ما فيها بعمل ولا حيلة (2).
[15182] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن بعض أصحابنا قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) ربما أطعمنا الفراني
والأخبصة ثم يطعم الخبز والزيت، فقيل له: لو دبرت أمرك حتى تعتدل، فقال:
إنما نتدبر بأمر الله عز وجل فإذا وسع علينا وسعنا وإذا قتر علينا قترنا (3).
[15183] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)



(1) الكافي: 4 / 12 ح 12.
(2) الكافي: 5 / 82 ح 10.
(3) الكافي: 6 / 279 ح 1.
167
قال: إن الله عز وجل إذا كان أمره أن يكرم عبدا وله ذنب إبتلاه بالسقم فإن لم يفعل ذلك له
إبتلاه بالحاجة فإن لم يفعل به ذلك شدد عليه الموت ليكافيه بذلك الذنب، قال: وإذا
كان من أمره أن يهين عبدا وله عنده حسنة صحح بدنه فإن لم يفعل به ذلك وسع عليه
في رزقه فإن هو لم يفعل ذلك به هون عليه الموت ليكافيه بتلك الحسنة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15184] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن
عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كسا أخاه كسوة شتاء
أو صيف كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنة وأن يهون عليه سكرات الموت
وأن يوسع عليه في قبره وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى وهو قول
الله عز وجل في كتابه: (وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون) (2) (3).
[15185] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم
يلقاه بالبشر إذا لقيه ويوسع له في المجلس إذا جلس إليه ويدعوه بأحب الأسماء
إليه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15186] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ينبغي للرجل أن يوسع على عياله كيلا يتمنوا موته
وتلا هذه الآية: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) (5) قال:



(1) الكافي: 2 / 444 ح 1.
(2) سورة الأنبياء: 103.
(3) الكافي: 2 / 204 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 643 ح 3.
(5) سورة الإنسان: 8.
168
الأسير عيال الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءه في السعة عليهم،
ثم قال: إن فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها أسراءه وجعلها عند فلان فذهب الله بها،
قال معمر: وكان فلان حاضرا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15187] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن ذكره،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (إنا نراك من المحسنين) (2) قال: كان يوسع
المجلس ويستقرض للمحتاج ويعين الضعيف (3).
[15188] 9 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن هاشم، عن
القداح، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال عيسى بن
مريم (عليه السلام): طوبى لمن كان صمته فكرا ونظره عبرا ووسعه بيته وبكى على خطيئته
وسلم الناس من يده ولسانه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15189] 10 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن
أحمد بن محمد، عن ابن معروف، عن ابن مهزيار، عن حكم بن بهلول، عن إسماعيل
بن همام، عن ابن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال:
سمعت عليا (عليه السلام) يقول لأبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني: يا أبا الطفيل العلم علمان:
علم لا يسع الناس إلا النظر فيه وهو صبغة الإسلام، وعلم يسع الناس ترك النظر فيه
وهو قدرة الله عز وجل (5).



(1) الكافي: 4 / 11 ح 3.
(2) سورة يوسف: 78.
(3) الكافي: 2 / 637 ح 3.
(4) الخصال: 1 / 295 ح 62.
(5) الخصال: 1 / 41 ح 30.
169
[15190] 11 - الصدوق بإسناده إلى الرضا (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
ضمن لي واحدة ضمنت له أربعة: يصل رحمه، فيحبه الله تعالى ويوسع عليه رزقه
ويزيد في عمره ويدخله الجنة التي وعده (1).
[15191] 12 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من اتسع أمله قصر
عمله (2).
[15192] 13 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الرضا (عليه السلام) أنه قال: صاحب النعمة يجب أن
يوسع على عياله (3).
[15193] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال فيما رده على المسلمين من
قطائع عثمان: والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته، فإن في
العدل سعة ومن ضاق عليه العدل، فالجور عليه أضيق (4).
[15194] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه وصى لعبد الله بن عباس عند
استخلافه إياه على البصرة: سع الناس بوجهك ومجلسك وحلمك وإياك والغضب
فإنه طيرة من الشيطان. واعلم أن ما قربك من الله يباعدك من النار وما باعدك من الله
يقربك من النار (5).
[15195] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: آلة الرياسة سعة
الصدر (6).
[15196] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: طوبى لمن ذل في نفسه



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 37 ح 93.
(2) الارشاد: 1 / 304.
(3) تحف العقول: 442.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 15.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 76.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 176.
170
وطاب كسبه وصلحت سريرته وحسنت خليقته وأنفق الفضل من ماله وأمسك
الفضل من لسانه وعزل عن الناس شره ووسعته السنة ولم ينسب إلى البدعة (1).
[15197] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: كل وعاء يضيق بما جعل
فيه إلا وعاء العلم، فإنه يتسع به (2).
[15198] 19 - الطوسي، عن ابن مخلد، عن جعفر بن محمد بن نصير، عن محمد بن
عثمان العبسي، عن عبد الجبار بن عاصم، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الملك بن
عمير، عن مصعب بن شيبة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أخذ القوم مجالسهم، فإن
دعا رجل أخاه وأوسع له في مجلسه فليأته، فإنما هي كرامة أكرمه بها أخوه وإن لم
يوسع له أحد فلينظر أوسع مكان يجده فليجلس فيه (3).
[15199] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إذا رزقت فأوسع (4).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 123.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 205.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر ح 15 / 393 الرقم 867.
(4) غرر الحكم: ح 4002.
171
الوسوسة
[15200] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
محمد بن حمران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الوسوسة وإن كثرت؟ فقال: لا شيء
فيها، تقول: «لا إله إلا الله» (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15201] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أنه يقع في قلبي أمر عظيم، فقال: قل:
«لا إله إلا الله»، قال جميل: فكلما وقع في قلبي شيء قلت: «لا إله إلا الله»
فيذهب عني (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15202] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مسلم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله هلكت،
فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): أتاك الخبيث فقال لك: من خلقك؟ فقلت: الله، فقال لك: الله من
خلقه؟ فقال: إي والذي بعثك بالحق لكان كذا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ذاك والله
محض الإيمان.
قال ابن أبي عمير: فحدثت بذلك عبد الرحمن بن الحجاج فقال: حدثني أبي عن



(1) الكافي: 2 / 424 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 424 ح 2.
172
أبي عبد الله (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما عنى بقوله هذا «والله محض الإيمان» خوفه أن
يكون قد هلك حيث عرض له ذلك في قلبه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15203] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد جميعا، عن علي بن مهزيار قال: كتب رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام)
يشكو إليه لمما يخطر على باله، فأجابه في بعض كلامه: إن الله عز وجل إن شاء ثبتك فلا
يجعل لإبليس عليك طريقا، قد شكى قوم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لمما يعرض لهم لأن
تهوي بهم الريح أو يقطعوا أحب إليهم من أن يتكلموا به، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
أتجدون ذلك؟ قالوا: نعم، فقال: والذي نفسي بيده إن ذلك لصريح الإيمان، فإذا
وجدتموه فقولوا: «آمنا بالله ورسوله ولا حول ولا قوة إلا بالله» (2).
الرواية صحيحة الإسناد. الهوي: السقوط من أعلى إلى أسفل.
[15204] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن محمد، عن محمد بن بكر بن جناح، عن زكريا بن محمد، عن أبي اليسع داود
الأبزاري، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن رجلا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
يا رسول الله إنني نافقت، فقال: والله ما نافقت ولو نافقت ما أتيتني تعلمني، ما الذي
رابك؟ أظن العدو الحاضر أتاك فقال لك: من خلقك؟ فقلت: الله خلقني، فقال لك:
من خلق الله؟ قال: إي والذي بعثك بالحق لكان كذا، فقال: إن الشيطان أتاكم من
قبل الأعمال فلم يقو عليكم فأتاكم من هذا الوجه لكي يستزلكم، فإذا كان كذلك
فليذكر أحدكم الله وحده (3).
[15205] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي رفعه، عن



(1) الكافي: 2 / 425 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 425 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 425 ح 5.
173
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وضع عن أمتي تسع خصال: الخطاء
والنسيان وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه وما استكرهوا عليه والطيرة
والوسوسة في التفكر في الخلق والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد (1).
[15206] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رجل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله أشكو إليك ما ألقى
من الوسوسة في صلاتي حتى لا أدري ما صليت من زيادة أو نقصان، فقال: إذا
دخلت في صلاتك فاطعن فخذك الأيسر بإصبعك اليمنى المسبحة ثم قل: «بسم الله
وبالله وتوكلت على الله أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم» فإنك تنحره
وتطرده (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15207] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: صام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى
قيل: ما يفطر، ثم أفطر حتى قيل: ما يصوم، ثم صام صوم داود (عليه السلام) يوما ويوما لا،
ثم قبض على صيام ثلاثة أيام في الشهر، قال: إنهن يعدلن صوم الشهر ويذهبن بوحر
الصدر، والوحر: الوسوسة.
قال حماد: فقلت: أي الأيام هي؟ قال: أول خميس في الشهر وأول أربعاء بعد
العشر منه وآخر خميس فيه، فقلت: كيف صارت هذه الأيام التي تصام؟ فقال:
إن من قبلنا من الأمم كان إذا نزل على أحدهم العذاب نزل في هذه الأيام، فصام
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الأيام المخوفة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 463 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 358 ح 4.
(3) الكافي: 4 / 89 ح 1.
174
[15208] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
إسماعيل بن محمد، عن جده زياد بن أبي زياد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن التمني عمل
الوسوسة وأكثر مصائد الشيطان أكل الطين وهو يورث السقم في الجسم ويهيج الداء
ومن أكل طينا فضعف عن قوته التي كانت قبل أن يأكله وضعف عن العمل الذي كان
يعمله قبل أن يأكله حوسب على ما بين قوته وضعفه وعذب عليه (1).
[15209] 10 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أكل حبة من رمان
أمرضت شيطان الوسوسة أربعين يوما (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15210] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليكم بالرمان الحلو فكلوه
فإنه ليست من حبة تقع في معدة مؤمن إلا أبادت داء وأطفأت شيطان الوسوسة
عنه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15211] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي مالك
الحضرمي، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة لم ينج منها نبي فمن
دونه: التفكر في الوسوسة في الخلق والطيرة والحسد إلا أن المؤمن لا يستعمل
حسده (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 6 / 266 ح 6.
(2) الكافي: 6 / 353 ح 8.
(3) الكافي: 6 / 354 ح 10.
(4) الكافي: 8 / 108 ح 86.
175
[15212] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
رجل فقال: يا نبي الله الغالب علي الدين ووسوسة الصدر، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قل:
«توكلت على الحي الذي لا يموت، الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن
له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا» قال: فصبر الرجل ما شاء
الله، ثم مر على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهتف به فقال: ما صنعت؟ فقال: أدمنت ما قلت لي
يا رسول الله فقضى الله ديني وأذهب وسوسة صدري (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15213] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ما من مؤمن إلا ولقلبه أذنان في جوفه: أذن ينفق فيها الوسواس الخناس وأذن ينفث
فيها الملك فيؤيد الله المؤمن بالملك فذلك قوله: (وأيدهم بروح منه) (2) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15214] 15 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة،
عن أبي بصير قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) الوسواس، فقال: يا أبا محمد اذكر
تقطع أوصالك في قبرك ورجوع أحبابك عنك إذا دفنوك في حفرتك وخروج بنات
الماء من منخريك وأكل الدود لحمك فإن ذلك يسلي عنك ما أنت فيه، قال أبو بصير:
فوالله ما ذكرته إلا سلى عني ما أنا فيه من هم الدنيا (4).
بنات الماء: الديدان التي تتولد من الرطوبات.



(1) الكافي: 2 / 554 ح 2.
(2) سورة المجادلة: 22.
(3) الكافي: 2 / 267 ح 3.
(4) الكافي: 3 / 255 ح 20.
176
[15215] 16 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن
صفوان بن يحيى، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن آدم شكا إلى الله عز وجل ما يلقى من حديث النفس والحزن فنزل
عليه جبرئيل، فقال له: يا آدم قل: «لا حول ولا قوة إلا بالله» فقالها، فذهب عنه
الوسوسة والحزن (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15216] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى
اليقطيني، عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن
أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: أربعة من الوسواس: أكل الطين وفت الطين وتقليم
الأظفار بالأسنان وأكل اللحية (2).
الرواية صحيحة الإسناد. فت الشيء: كسره.
[15217] 18 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد
النرسي، عن بعض أصحابه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يغسل رأسه بالسدر ويقول: اغسلوا رؤوسكم بورق السدر ونقوا فإنه قدسه كل
ملك مقرب وكل نبي مرسل، ومن غسل رأسه بورق السدر صرف الله عنه وسوسة
الشيطان سبعين يوما ومن صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما لم يعص الله
ومن لم يعص دخل الجنة (3).
[15218] 19 - الصدوق بإسناده إلى حديث أربعمائة لأمير المؤمنين (عليه السلام) أنه
قال:... ذكرنا أهل البيت شفاء من العلل والأسقام ووسواس الريب وجهتنا رضى



(1) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والثمانون ح 5 / 637 الرقم 855.
(2) الخصال: 1 / 221 ح 46.
(3) ثواب الأعمال: 36.
177
الرب عز وجل والآخذ بأمرنا معنا غدا في حظيرة القدس. والمنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه
في سبيل الله ومن شهد في حربنا أو سمع واعيتنا فلم ينصرنا أكبه الله على منخريه في
النار، الحديث (1).
[15219] 20 - الطبرسي رفعه عن أنس بن مالك أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن
الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، وإذا نسي التقم قلبه،
فذلك الوسواس الخناس (2).
الخناس: الذي عادته أن يخنس وهو منسوب إلى الخنوس وهو التأخر. كذا قاله
في تفسير جوامع الجامع (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتب الأخبار.



(1) الخصال: 2 / 625.
(2) مجمع البيان: 10 / 571، ونقل عنه في تفسير كنز الدقائق: 11 / 651.
(3) جوامع الجامع: 4 / 566.
178
الوسيلة
[15220] 1 - الكليني بإسناده إلى خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:...
أيها الناس إن الله تعالى وعد نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) الوسيلة ووعده الحق ولن يخلف الله
وعده ألا وإن الوسيلة على درج الجنة وذروه ذوائب الزلفة ونهاية غاية الأمنية، لها
ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد مائة عام وهو ما بين مرقاة
درة إلى مرقاة جوهرة، إلى مرقاة زبرجدة، إلى مرقاة لؤلؤة، إلى مرقاة ياقوتة، إلى
مرقاة زمردة، إلى مرقاة مرجانة، إلى مرقاة كافور، إلى مرقاة عنبر، إلى مرقاة
يلنجوج، إلى مرقاة ذهب، إلى مرقاة غمام، إلى مرقاة هواء، إلى مرقاة نور قد أنافت
على كل الجنان ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يومئذ قاعد عليها مرتد بريطتين ريطة من رحمة الله
وريطة من نور الله، عليه تاج النبوة وإكليل الرسالة قد أشرق بنوره الموقف وأنا
يومئذ على الدرجة الرفيعة وهي دون درجته وعلي ريطتان ريطة من ارجوان النور
وريطة من كافور والرسل والأنبياء قد وقفوا على المراقي، وأعلام الأزمنة وحجج
الدهور عن أيماننا وقد تجللهم حلل النور والكرامة لا يرانا ملك مقرب ولا نبي مرسل
إلا بهت بأنوارنا وعجب من ضيائنا وجلالتنا وعن يمين الوسيلة عن يمين
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) غمامة بسطه البصر يأتي منها النداء: يا أهل الموقف طوبى لمن أحب
الوصي وآمن بالنبي الأمي العربي ومن كفر فالنار موعده، وعن يسار الوسيلة عن
يسار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ظلة يأتي منها النداء: يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي
وآمن بالنبي الأمي والذي له الملك الأعلى، لا فاز أحد ولا نال الروح والجنة إلا من
لقى خالقه بالإخلاص لهما والاقتدار بنجومهما فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض

179
وجوهكم وشرف مقعدكم وكرم مآبكم وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين ويا أهل
الانحراف والصدود عن الله عز ذكره ورسوله وصراطه وأعلام الأزمنة أيقنوا بسواد
وجوهكم وغضب ربكم جزاءا بما كنتم تعملون و... الحديث (1).
[15221] 2 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا كان يوم القيامة نادى
مناد: أيها الخلائق أنصتوا فإن محمدا يكلمكم فتنصت الخلائق فيقوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فيقول: يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه،
فيقولون: بآبائنا وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا بل اليد والمنة والمعروف
لله ولرسوله على جميع الخلائق، فيقول لهم: بلى من آوى أحدا من أهل بيتي أو برهم
أو كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافيه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك
فيأتي النداء من عند الله عز وجل: يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم
من الجنة حيث شئت، قال: فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد
وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين (2).
[15222] 3 - الصدوق بإسناده عن التميمي، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الأئمة من ولد الحسين من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم
فقد عصى الله، هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله عز وجل (3).
[15223] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه،
عن ابن المغيرة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة
المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحدا: «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها
الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد وذريته»، قضى الله له



(1) الكافي: 8 / 24.
(2) الفقيه: 2 / 65 ح 1727.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 58 ح 217.
180
مائة حاجة سبعين في الدنيا وثلاثين في الآخرة، قال: قلت له: ما معنى صلاة الله
وصلاة ملائكته وصلاة المؤمنين؟ قال: صلاة الله رحمة من الله وصلاة ملائكته تزكية
منهم له وصلاة المؤمنين دعاء منهم له ومن سر آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصلاة على النبي
وآله: «اللهم صل على محمد وآل محمد في الأولين وصل على محمد وآل محمد في
الآخرين وصل على محمد وآل محمد في الملأ الأعلى وصل على محمد وآل محمد في
المرسلين، اللهم أعط محمدا الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة، اللهم إني
آمنت بمحمد ولم أره فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته وارزقني صحبته وتوفني على ملته
واسقني من حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظمأ بعده أبدا إنك على كل شيء
قدير، اللهم كما آمنت بمحمد ولم أره فعرفني في الجنان وجهه، اللهم بلغ روح
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عني تحية كثيرة وسلاما»، فإن من صلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الصلوات
هدمت ذنوبه ومحيت خطاياه ودام سروره واستجيب دعاؤه وأعطي أمله وبسط له في
رزقه واعين على عدوه وهي له سبب أنواع الخير ويجعل من رفقاء نبيه في الجنان
الأعلى، يقولهن ثلاث مرات غدوة وثلاث مرات عشية (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15224] 5 - الصدوق، عن القطان، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن
ابن بهلول، عن عبد الله بن صالح، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن ابن جبير،
عن عائشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أنا سيد الأولين والآخرين وعلي بن
أبي طالب (عليه السلام) سيد الوصيين وهو أخي ووارثي ووزيري وخليفتي على أمتي وولايته
فريضة واتباعه فضيلة ومحبته إلى الله وسيلة، فحزبه حزب الله وشيعته أنصار الله
وأولياؤه أولياء الله وأعداؤه أعداء الله وهو إمام المسلمين ومولى المؤمنين وأميرهم
بعدي (2).



(1) ثواب الأعمال: 187.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والثمانون ح 26 / 678 الرقم 924.
181
[15225] 6 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال وهو متوجه إلى قتال
الخوارج: لو لا أنني أخاف أن تتكلموا وتتركوا العمل لأخبرتكم بما قضاه الله على
لسان نبيه عليه وآله السلام فيمن قاتل هؤلاء القوم مستبصرا بضلالتهم، وإن فيهم
لرجلا مودون اليد له كثدي المرأة وهم شر الخلق والخليقة وقاتلهم أقرب الخلق إلى
الله وسيلة، ولم يكن المخدج معروفا في القوم فلما قتلوا جعل (عليه السلام) يطلبه في القتلى
ويقول: والله ما كذبت ولا كذبت، حتى وجد في القوم فشق قميصه فكان على كتفه
سلعة كثدي المرأة عليها شعرات إذا جذبت انجذبت كتفه معها وإذا تركت رجع كتفه
إلى موضعه فلما وجده كبر ثم قال: إن في هذا لعبرة لمن استبصر (1).
المودون: القصير العنق والألواح واليدين الناقص الخلق الضيق المنكبين.
السلعة: هي غدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غمزت باليد تحركت.
[15226] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في توصيف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):...
حتى أورى قبسا لقابس وأنار علما لحابس فهو أمينك المأمون وشهيدك يوم الدين
وبعيثك نعمة ورسولك بالحق رحمة، اللهم أقسم له مقسما من عدلك وأجزه
مضعفات الخير من فضلك، اللهم أعل على بناء البانين بناءه وأكرم لديك نزله وشرف
عندك منزله وآته الوسيلة وأعطه السناء والفضيلة واحشرنا في زمرته غير خزايا ولا
نادمين ولا ناكبين ولا ناكثين ولا ضالين ولا مفتونين، الخطبة (2).
[15227] 8 - محمد بن الحسن الصفار، عن أبي الفضل العلوي، عن سعيد بن عيسى
الكريزي البصري، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن شريك بن عبد الله،
عن عبد الأعلى الثعلبي، عن أبي تمام، عن سلمان الفارسي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
في قول الله تبارك وتعالى: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم



(1) الارشاد: 1 / 316.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 106.
182
الكتاب) (1) فقال: أنا هو الذي عنده علم الكتاب وقد صدقه الله وأعطاه الوسيلة في
الوصية ولا تخلى أمته من وسيلته إليه وإلى الله فقال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وابتغوا إليه الوسيلة) (2) (3).
[15228] 9 - السيد فضل الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: أفضل
الناس عند الله منزلة وأقربهم من الله وسيلة المحسن يكفر إحسانه (4).
[15229] 10 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: أكثروا
من الصلوات علي يوم الجمعة، فإنه يوم تضاعف فيه الأعمال واسألوا الله لي الدرجة
والوسيلة من الجنة. قيل: يا رسول الله وما الدرجة والوسيلة من الجنة؟ قال: هي
أعلى درجة من الجنة لا ينالها إلا نبي أرجو أن أكون أنا (5).



(1) سورة الرعد: 43.
(2) سورة المائدة: 35.
(3) بصائر الدرجات: 216 ح 21.
(4) النوادر: 104 ح 73.
(5) جامع الأخبار: 157 ح 29.
183
الوصية
[15230] 1 - الكليني قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن علي بن إسحاق، عن الحسن
ابن حازم الكلبي ابن أخت هشام بن سالم، عن سليمان بن جعفر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصا في مروءته
وعقله، قيل: يا رسول الله وكيف يوصي الميت؟ قال: إذا حضرته وفاته واجتمع
الناس إليه قال: «اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم
اللهم إني أعهد إليك في دار الدنيا إني أشهد أن لا إله إلا الله وحدك لا شريك لك وأن
محمدا عبدك ورسولك وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق وأن الحساب
حق والقدر والميزان حق وأن الدين كما وصفت، وأن الإسلام كما شرعت وأن القول
كما حدثت وأن القرآن كما أنزلت وأنك أنت الله الحق المبين، جزى الله محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)
خير الجزاء وحيا الله محمدا وآل محمد بالسلام، اللهم يا عدتي عند كربتي ويا صاحبي
عند شدتي ويا ولي نعمتي، إلهي وإله آبائي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا فإنك
إن تكلني إلى نفسي طرفة عين أقرب من الشر وأبعد من الخير فانس في القبر
وحشتي واجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا»، ثم يوصي بحاجته وتصديق هذه
الوصية في القرآن في السورة التي يذكر فيها مريم في قوله عز وجل: (لا يملكون الشفاعة
إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) فهذا عهد الميت والوصية حق على كل مسلم أن
يحفظ هذه الوصية ويعلمها، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): علمنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): علمنيها جبرئيل (عليه السلام) (1).



(1) الكافي: 7 / 2 ح 1.
184
[15231] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد
ابن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال له رجل: إني خرجت إلى مكة فصحبني
رجل وكان زميلي فلما أن كان في بعض الطريق مرض وثقل ثقلا شديدا فكنت أقوم
عليه ثم أفاق حتى لم يكن عندي به باس فلما أن كان اليوم الذي مات فيه أفاق فمات في
ذلك اليوم، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من ميت تحضره الوفاة إلا رد الله عز وجل عليه من
سمعه وبصره وعقله للوصية أخذ الوصية أو ترك وهي الراحة التي يقال لها: راحة
الموت فهي حق على كل مسلم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15232] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن
الوصية؟ فقال: هي حق على كل مسلم (2).
[15233] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): الوصية حق وقد
أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فينبغي للمسلم أن يوصي (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15234] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول
الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين
الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم) (4) قلت: ما آخران من



(1) الكافي: 7 / 3 ح 3.
(2) الكافي: 7 / 3 ح 4.
(3) الكافي: 7 / 3 ح 5.
(4) سورة المائدة: 105.
185
غيركم؟ قال: هما كافران، قلت: ذوا عدل منكم؟ فقال: مسلمان (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15235] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن علي بن
الحكم، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا
أوصى الرجل إلى أخيه وهو غائب فليس له أن يرد عليه وصيته لأنه لو كان شاهدا
فأبى أن يقبلها طلب غيره (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15236] 7 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان
ابن يحيى، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الوصية للوارث
لا بأس بها.
الفضل بن شاذان، عن يونس، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن مسلم، عن
أبي جعفر (عليه السلام) نحوه (3).
الرواية صحيحة بسنديها.
[15237] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: كان البراء بن معرور الأنصاري بالمدينة وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة وإنه
حضره الموت وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة وأصحابه والمسلمون يصلون إلى بيت
المقدس وأوصى البراء إذا دفن أن يجعل وجهه إلى تلقاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى القبلة وأوصى
بثلث ماله فجرت به السنة (4).



(1) الكافي: 7 / 3 ح 1.
(2) الكافي: 7 / 6 ح 3.
(3) الكافي: 7 / 9 ح 3.
(4) الكافي: 7 / 10 ح 1.
186
الرواية صحيحة الإسناد.
[15238] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
ابن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: للموصي أن يرجع
في وصيته إن كان في صحة أو مرض (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15239] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل أوصى بماله في سبيل
الله؟ فقال: أعطه لمن أوصى به له وإن كان يهوديا أو نصرانيا، إن الله تبارك وتعالى
يقول: (فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه) (2) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 7 / 2، والفقيه:
4 / 174، والتهذيب: 9 / 159، والوافي: 24 / 15، وبحار الأنوار: 100 / 193،
ووسائل الشيعة: 19 / 257، ومستدرك الوسائل: 14 / 85، كلاهما من طبع
آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة: 24 / 216 الطبعة الحديثة، وكتاب الوصية من
كتب الأخبار.



(1) الكافي: 7 / 12 ح 1.
(2) سورة البقرة: 181.
(3) الكافي: 7 / 14 ح 1.
187
الوضيعة
[15240] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد
ابن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
الرجل يعمل بالمال مضاربة، قال: له الربح وليس عليه من الوضيعة شيء إلا أن
يخالف عن شيء مما أمره صاحب المال (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15241] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بعض
أصحابنا، عن معاوية بن عمار، عن زيد الشحام قال: أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) بجارية
أعرضها فجعل يساومني وأساومه ثم بعتها إياه فضم على يدي، قلت: جعلت فداك
إنما ساومتك لأنظر المساومة تنبغي أو لا تنبغي؟ وقلت: قد حططت عنك عشرة
دنانير، فقال: هيهات ألا كان هذا قبل الضمة أما بلغك قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الوضيعة
بعد الضمة حرام (2).
[15242] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عمن حدثه، عن معلى بن عبيد، عن علي
ابن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام): قال: سألته عن الزكاة تجب علي في
موضع لا يمكنني أن أؤديها؟ قال: اعزلها فإن اتجرت بها فأنت ضامن لها ولها الربح،
وإن تويت في حال ما عزلتها من غير أن تشغلها في تجارة فليس عليك، وإن لم تعزلها



(1) الكافي: 5 / 241 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 286 ح 2.
188
واتجرت بها في جملة مالك فلها بقسطها من الربح ولا وضيعة عليها (1).
[15243] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن رفاعة
قال: سألت أبا الحسن موسى (عليه السلام) عن رجل شارك رجلا في جارية له وقال: إن
ربحنا فيها فلك نصف الربح وإن كانت وضيعة فليس عليك شيء؟ فقال: لا أرى بهذا
بأسا إذا طابت نفس صاحب الجارية (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15244] 5 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن خالد، عن عبد الله
ابن المغيرة، عن منصور بن حازم، عن بكر بن حبيب قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام):
رجل دفع مال يتيم مضاربة، فقال: إن كان ربح فلليتيم وإن كان وضيعة فالذي
أعطى ضامن (3).
[15245] 6 - الطوسي بإسناده عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن ابن أبي عمير،
عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يأتي الرجل فيقول له: أنقذ
عني في السلعة فيموت أو يصيبها شيء، قال: له الربح وعليه الوضيعة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15246] 7 - الطوسي بإسناده عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن صفوان بن
يحيى، عن إسحاق بن عمار قال: قلت للعبد الصالح (عليه السلام): الرجل يدل الرجل على
السلعة فيقول: اشترها ولي نصفها، فيشتريها الرجل وينقد من ماله، قال: له نصف
الربح، قلت: فإن وضع يلحقه من الوضيعة شيء؟ قال: عليه من الوضيعة كما أخذ



(1) الكافي: 4 / 60 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 212 ح 16.
(3) التهذيب: 7 / 190 ح 28.
(4) التهذيب: 7 / 43 ح 71.
189
من الربح (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15247] 8 - الطوسي بإسناده عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن
ابن أبي عمير، عن أبان، ويحيى، عن أبي المغراء، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: المال الذي يعمل به مضاربة له من الربح وليس عليه من الوضيعة شيء إلا أن
يخالف أمر صاحب المال (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15248] 9 - الطوسي بإسناده عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن عبد الله بن جبلة،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن مال المضاربة، قال: الربح
بينهما والوضيعة على المال (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15249] 10 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في المال الذي يعمل به مضاربة: له من الربح
وليس عليه من الوضيعة شيء إلا أن يخالف أمر صاحب المال، فإن العباس كان كثير
المال وكان يعطي الرجال يعملون به مضاربة ويشترط عليهم أن لا ينزلوا بطن واد ولا
يشتروا ذا كبد رطبة فإن خالفت شيئا مما أمرتك به فأنت ضامن للمال (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتب الأخبار.



(1) التهذيب: 7 / 187 ح 10.
(2) التهذيب: 7 / 187 ح 14.
(3) التهذيب: 7 / 188 ح 15.
(4) التهذيب: 7 / 191 ح 29.
190
الوضوء
[15250] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): ألا
أحكى لكم وضوء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلنا: بلى، فدعا بقعب فيه شيء من ماء ثم
وضعه بين يديه ثم حسر عن ذراعيه ثم غمس فيه كفه اليمنى ثم قال: هكذا إذا كانت
الكف طاهرة ثم غرف فملأها ماءا فوضعها على جبينه ثم قال: بسم الله وسدله على
أطراف لحيته ثم أمر يده على وجهه وظاهر جبينه مرة واحدة ثم غمس يده اليسرى
فغرف بها ملاها ثم وضعه على مرفقه اليمنى وأمر كفه على ساعده حتى جرى الماء على
أطراف أصابعه ثم غرف بيمينه وملأها فوضعه على مرفقه اليسرى وأمر كفه على
ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه ومسح مقدم رأسه وظهر قدميه ببلة
يساره وبقية بلة يمناه.
قال: وقال أبو جعفر (عليه السلام): إن الله وتر يحب الوتر فقد يجزئك من الوضوء ثلاث
غرفات واحدة للوجه واثنتان للذراعين وتمسح ببلة يمناك ناصيتك وما بقي من بلة
يمينك ظهر قدمك اليمنى وتمسح ببلة يسارك ظهر قدمك اليسرى.
قال زرارة: قال أبو جعفر (عليه السلام): سأل رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن وضوء
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فحكى له مثل ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد. ويقال لها ولمثلها الروايات البيانية في الوضوء، ونحوها



(1) الكافي: 3 / 25 ح 4.
191
الرواية الآتية، فراجع إن شئت باب صفة الوضوء في الكافي الشريف: 3 / 24.
[15251] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يأخذ أحدكم الراحة
من الدهن فيملأ بها جسده والماء أوسع [من ذلك] ألا أحكي لكم وضوء
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قلت: بلى، قال: فأدخل يده في الإناء ولم يغسل يده فأخذ كفا
من ماء فصبه على وجهه ثم مسح جانبيه حتى مسحه كله ثم أخذ كفا آخر بيمينه فصبه
على يساره ثم غسل به ذراعه الأيمن ثم أخذ كفا آخر فغسل به ذراعه الأيسر ثم مسح
رأسه ورجليه بما بقي في يديه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15252] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إنما الوضوء حد من حدود الله ليعلم الله من يطيعه ومن يعصيه وإن المؤمن لا
ينجسه شيء إنما يكفيه مثل الدهن (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15253] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: قلت
لأبي جعفر (عليه السلام): ألا تخبرني من أين علمت وقلت: إن المسح ببعض الرأس وبعض
الرجلين؟ فضحك ثم قال: يا زرارة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونزل به الكتاب من الله لأن
الله عز وجل يقول: (فاغسلوا وجوهكم) فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل ثم قال:
(وأيديكم إلى المرافق) ثم فصل بين الكلام فقال: (وامسحوا برؤوسكم)



(1) الكافي: 3 / 24 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 21 ح 2.
192
فعرفنا حين قال: (برؤوسكم) أن المسح ببعض الرأس لمكان الباء ثم وصل
الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه فقال: (وأرجلكم إلى الكعبين) فعرفنا
حين وصلها بالرأس أن المسح على بعضها ثم فسر ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للناس
فضيعوه، ثم قال: (فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم
وأيديكم منه) فلما وضع الوضوء إن لم تجدوا الماء أثبت بعض الغسل مسحا لأنه
قال: (بوجوهكم) ثم وصل بها (وأيديكم) ثم قال: (منه) أي من ذلك التيمم
لأنه علم أن ذلك أجمع لم يجر على الوجه لأنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف ولا
يعلق ببعضها، ثم قال: (ما يريد الله ليجعل عليكم [في الدين] من حرج) (1)
والحرج الضيق (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15254] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن حماد، عن حريز، عن زرارة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): تابع بين الوضوء
كما قال الله عز وجل إبدأ بالوجه ثم باليدين ثم امسح الرأس والرجلين ولا تقدمن شيئا بين
يدي شيء تخالف ما أمرت به وإن غسلت الذراع قبل الوجه فابدأ بالوجه وأعد على
الذراع وإن مسحت الرجل قبل الرأس فامسح على الرأس قبل الرجل ثم أعد على
الرجل، ابدأ بما بدأ الله به (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15255] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة
ابن أيوب، عن الحسين بن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)



(1) سورة المائدة: 6.
(2) الكافي: 3 / 30 ح 4.
(3) الكافي: 3 / 34 ح 5.
193
قال: إذا توضأت بعض وضوئك فعرضت لك حاجة حتى ينشف وضوئك فأعد
وضوءك فإن الوضوء لا يتبعض (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15256] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
زرارة قال: قلت له: في مسح الخفين تقية؟ فقال: ثلاثة لا أتقي فيهن أحدا: شرب
المسكر ومسح الخفين ومتعة الحج.
قال زرارة: ولم يقل: الواجب عليكم ألا تتقوا فيهن أحدا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15257] 8 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بينا
أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم جالسا مع ابن الحنفية إذ قال: يا محمد ائتني بإناء ماء
أتوضأ للصلاة، فأتاه محمد بإناء فأكفأ بيده اليمنى على يده اليسرى ثم قال: «بسم الله
والحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا»، قال: ثم استنجى فقال: «اللهم
حصن فرجي وأعفه واستر عورتي وحرمني على النار»، قال: ثم تمضمض فقال:
«اللهم لقني حجتي يوم ألقاك وأطلق لساني بذكرك [وشكرك]»، ثم استنشق فقال:
«اللهم لا تحرم علي ريح الجنة واجعلني ممن يشم ريحها وروحها وريحانها وطيبها»
قال: ثم غسل وجهه فقال: «اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه ولا تسود
وجهي يوم تبيض فيه الوجوه» ثم غسل يده اليمنى فقال: «اللهم أعطني كتابي بيميني
والخلد في الجنان بيساري وحاسبني حسابا يسيرا» ثم غسل يده اليسرى فقال:
«اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا من وراء ظهري ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي وأعوذ



(1) الكافي: 3 / 35 ح 7.
(2) الكافي: 3 / 32 ح 2.
194
بك من مقطعات النيران» ثم مسح رأسه فقال: «اللهم غشني برحمتك وبركاتك
وعفوك» ثم مسح رجليه فقال: «اللهم ثبتني [قدمي] على الصراط يوم تزل فيه
الأقدام واجعل سعيي فيما يرضيك عني يا أرحم الراحمين» ثم رفع رأسه فنظر إلى محمد
فقال (عليه السلام): يا محمد من توضأ مثل وضوئي وقال مثل قولي خلق الله عز وجل من كل قطرة
ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره ويكتب الله عز وجل له ثواب ذلك إلى يوم القيامة (1).
[15258] 9 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو
ابن عثمان، عن صباح الحذاء، عن سماعة بن مهران، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) أنه
قال: من توضأ للمغرب كان وضوئه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في نهاره ما خلا
الكبائر، ومن توضأ لصلاة الصبح كان وضوئه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في ليله ما
خلا الكبائر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15259] 10 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من جدد وضوءه لغير صلاة جدد الله توبته من غير استغفار (3).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت راجع كتاب الطهارة من كتب
الأخبار.



(1) ثواب الأعمال: 31 ح 1.
(2) ثواب الأعمال: 32 ح 1.
(3) ثواب الأعمال: 33 ح 2.
195
الوطن
[15260] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أردت زيارة الحسين (عليه السلام) فزره
وأنت حزين مكروب شعث مغبر جائع عطشان وسله الحوائج وانصرف عنه ولا
تتخذه وطنا (1).
رويها الشيخ في التهذيب: 6 / 76 ح 20.
[15261] 2 - الصدوق بإسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) أنه قال:... يا علي
لا خير في القول إلا مع الفعل ولا في المنظر إلا مع المخبر ولا في المال إلا مع الجود
ولا في الصدق إلا مع الوفاء ولا في الفقه إلا مع الورع ولا في الصدقة إلا مع النية ولا في
الحياة إلا مع الصحة ولا في الوطن إلا مع الأمن والسرور، الحديث (2).
رويها المفيد في الاختصاص: 233 عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
[15262] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الغنى في الغربة وطن، والفقر
في الوطن غربة (3).
[15263] 4 - ابن طاوس الحسيني، عن أبي الحسين زيد بن جعفر العلوي المحمدي،
عن إسحاق بن الحسن، عن محمد بن همام بن سهيل الكاتب، ومحمد بن شعيب بن



(1) الكافي: 4 / 587 ح 2.
(2) الفقيه: 4 / 369.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 56.
196
أحمد المالكي جميعا، عن شعيب بن أحمد المالكي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه كان يأمر بالدعاء للحجة صاحب
الزمان (عليه السلام) فكان من دعائه له صلوات الله عليهما: «اللهم صل على محمد وآل محمد
وادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك... إلى أن قال (عليه السلام): اللهم وشركاؤه
في أمره ومعاونوه على طاعتك الذين جعلتهم حصنه وسلاحه ومفزعه وأنسه، الذين
سلوا عن الأهل والأولاد وتجافوا الوطن»، الدعاء (1).
[15264] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من ضيق العطن لزوم
الوطن (2).
ضرب القوم بعطن إذا أناخوا حول الماء بعد السقي. ومن المستعار: فلان واسع
العطن إذا كان رحب الذراع، قاله الزمخشري في أساس البلاغة: 306.
[15265] 6 - وعنه (عليه السلام): شر الأوطان ما لم يأمن فيه القطان (3).
[15266] 7 - وعنه (عليه السلام): ليس بلد أحق البلاد بك من بلد، خير البلاد ما حملك (4).
[15267] 8 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: عمرت البلدان بحب
الأوطان (5).
[15268] 9 - المجلسي نقلا من ابن طاوس بإسناده إلى أبي محمد هارون بن موسى
التلعكبري، بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي أنه قال: كان علي
ابن الحسين صلوات الله عليهما يصلي عامة ليلته في شهر رمضان، فإذا كان السحر دعا
بهذا الدعاء: «... اللهم وخصني منك بخاصة ذكرك ولا تجعل شيئا مما أتقرب به في
آناء الليل وأطراف النهار رئاء ولا سمعة ولا أشرا ولا بطرا، واجعلني لك من



(1) جمال الأسبوع: 512 و 518، ونقل عنه في بحار الأنوار: 92 / 332 ح 5.
(2) غرر الحكم: ح 9276.
(3) غرر الحكم: ح 5712 و 7496 ونقلتهما عنه بواسطة هداية العلم: 82.
(4) غرر الحكم: ح 5712 و 7496 ونقلتهما عنه بواسطة هداية العلم: 82.
(5) بحار الأنوار: 75 / 45 ح 50.
197
الخاشعين، اللهم وأعطني السعة في الرزق والأمن في الوطن وقرة العين في الأهل
والمال والولد والمقام في نعمك عندي والصحة في الجسم والقوة في البدن والسلامة في
الدين»، الدعاء (1).
[15269] 10 - المجلسي رفعه وقال: دعا [الإمام الحسن العسكري] (عليه السلام) في قنوته وأمر
أهل قم بذلك لما شكوا من موسى بن بغا: «الحمد لله شاكرا لنعمائه... إلى أن
قال (عليه السلام): واجعله اللهم في أمن مما يشفق عليه منه، ورد عنه من سهام المكايد ما
يوجهه أهل الشنآن إليه، وإلى شركائه في أمره ومعاونيه على طاعة ربه، الذين
جعلتهم سلاحه وحصنه ومفزعه وأنسه، الذين سلوا عن الأهل والأولاد وجفوا
الوطن وعطلوا الوثير من المهاد ورفضوا تجاراتهم وأضروا بمعايشهم وفقدوا في
أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم»، الدعاء (2)



(1) بحار الأنوار: 95 / 91.
(2) بحار الأنوار: 82 / 229 و 232.
198
الوعد
[15270] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن حازم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما سمي إسماعيل صادق الوعد لأنه وعد رجلا في مكان
فانتظره في ذلك المكان سنة فسماه الله عز وجل صادق الوعد ثم [قال] إن الرجل أتاه بعد
ذلك فقال له إسماعيل: ما زلت منتظرا لك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15271] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث من كن
فيه كان منافقا وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: من إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب
وإذا وعد أخلف، إن الله عز وجل قال في كتابه: (إن الله لا يحب الخائنين) (2) وقال:
(أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين) (3) وفي قوله عز وجل: (واذكر في الكتاب
إسماعيل أنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا) (4) (5).
[15272] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له، فمن



(1) الكافي: 2 / 105 ح 7.
(2) سورة الأنفال: 58.
(3) سورة النور: 7.
(4) سورة مريم: 54.
(5) الكافي: 2 / 290 ح 8.
199
أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض وذلك قوله: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون
ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15273] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليف إذا وعد (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15274] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن هشام، عن أبي جميلة، عن أبي حمزة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: من عرف من عبد من عبيد الله كذبا إذا حدث وخلفا إذا وعد
وخيانة إذا ائتمن ثم ائتمنه على أمانة كان حقا على الله تعالى أن يبتليه فيها ثم
لا يخلف عليه ولا يأجره (4).
[15275] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن صفوان، عن أبي مخلد السراج، عن
عيسى بن حسان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كل كذب مسؤول عنه صاحبه
يوما إلا [كذبا] في ثلاثة: رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه، أو رجل أصلح
بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى به هذا يريد بذلك الإصلاح ما بينهما، أو رجل وعد
أهله شيئا وهو لا يريد أن يتم لهم (5).
[15276] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن



(1) سورة الصف: 2 و 3.
(2) الكافي: 2 / 363 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 364 ح 2.
(4) الكافي: 5 / 299 ح 5.
(5) الكافي: 2 / 342 ح 18.
200
الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعد رجلا إلى صخرة فقال: إني لك
ههنا حتى تأتي، قال: فاشتدت الشمس عليه فقال أصحابه: يا رسول الله لو أنك
تحولت إلى الظل، قال: قد وعدته إلى هاهنا وإن لم يجئ كان منه المحشر (1).
[15277] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أشيم، عن
الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: أتدري لم سمي إسماعيل صادق الوعد؟
قلت: لا أدري، قال: وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره (2).
[15278] 9 - القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن
الكوفي، عن التفليسي، عن الفضل بن أبي قرة السمندي، عن الصادق (عليه السلام)، عن
آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أفضل الصدقة صدقة اللسان
تحقن به الدماء وتدفع به الكريهة وتجر المنفعة إلى أخيك المسلم.
ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن عابد بني إسرائيل الذي كان أعبدهم كان يسعى في حوائج
الناس عند الملك وأنه لقى إسماعيل بن حزقيل فقال: لا تبرح حتى أرجع إليك
يا إسماعيل، فسها عنه عند الملك، فبقي إسماعيل إلى الحول هناك، فأنبت الله
لإسماعيل عشبا فكان يأكل منه وأجرى له عينا وأظله بغمام فخرج الملك بعد ذلك
إلى التنزه ومعه العابد فرأى إسماعيل، فقال: إنك لهاهنا يا إسماعيل؟ فقال له: قلت:
لا تبرح فلم أبرح، فسمي صادق الوعد.
قال: وكان جبار مع الملك فقال: أيها الملك كذب هذا العبد قد مررت بهذه البرية
فلم أره هاهنا، فقال له إسماعيل: إن كنت كاذبا فنزع الله صالح ما أعطاك، قال:
فتناثرت أسنان الجبار، فقال الجبار: إني كذبت على هذا العبد الصالح فاطلب



(1) علل الشرايع: 78 ح 4.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 79 ح 9.
201
يدعو الله أن يرد علي أسناني فإني شيخ كبير، فطلب إليه الملك فقال: إني أفعل، قال:
الساعة؟ قال: لا وأخره إلى السحر ثم دعا، ثم قال: يا فضل إن أفضل ما دعوتم الله
بالأسحار قال الله تعالى: (وبالاسحار هم يستغفرون) (1) (2).
[15279] 10 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه عن أبي الحميساء قال: تابعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
قبل أن يبعث فواعدته مكانا فنسيته يومي والغد فأتيته اليوم الثالث، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا
فتى لقد شققت علي، أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام (3).
رويها الديلمي في أعلام الدين: 354.
[15280] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ما بات لرجل عندي
موعد قط فبات يتململ على فراشه ليغدو بالظفر بحاجته أشد من تململي على
فراشي حرصا على الخروج إليه من دين عدته وخوفا من عائق يوجب الخلف،
فإن خلف الوعد ليس من أخلاق الكرام (4).
[15281] 12 - وعنه (عليه السلام): المروة إنجاز الوعد (5).
[15282] 13 - وعنه (عليه السلام): الوعد مرض والبرء إنجازه (6).
[15283] 14 - وعنه (عليه السلام): الوعد أحد الرقين (7).
[15284] 15 - وعنه (عليه السلام): إنجاز الوعد أحد العتقين (8).
[15285] 16 - وعنه (عليه السلام): إنجاز الوعد من دلائل المجد (9).
[15286] 17 - وعنه (عليه السلام): المنع الجميل أحسن من الوعد الطويل (10).
[15287] 18 - وعنه (عليه السلام): ملاك الوعد إنجازه (11).



(1) سورة الذاريات: 18.
(2) قصص الأنبياء: 188 ح 235.
(3) مكارم الأخلاق: 21.
(4) غرر الحكم: ح 9692 و 844 و 1124 و 1649 و 1647 و 2193 و 2183 و 9717.
(5) غرر الحكم: ح 9692 و 844 و 1124 و 1649 و 1647 و 2193 و 2183 و 9717.
(6) غرر الحكم: ح 9692 و 844 و 1124 و 1649 و 1647 و 2193 و 2183 و 9717.
(7) غرر الحكم: ح 9692 و 844 و 1124 و 1649 و 1647 و 2193 و 2183 و 9717.
(8) غرر الحكم: ح 9692 و 844 و 1124 و 1649 و 1647 و 2193 و 2183 و 9717.
(9) غرر الحكم: ح 9692 و 844 و 1124 و 1649 و 1647 و 2193 و 2183 و 9717.
(10) غرر الحكم: ح 9692 و 844 و 1124 و 1649 و 1647 و 2193 و 2183 و 9717.
(11) غرر الحكم: ح 9692 و 844 و 1124 و 1649 و 1647 و 2193 و 2183 و 9717.
202
[15288] 19 - وعنه (عليه السلام): لا تعد بما تعجز عن الوفاء به (1).
[15289] 20 - وعنه (عليه السلام): لا تعدن عدة لا تثق من نفسك بإنجازها (2).
في هذا المجال راجع المحجة البيضاء: 5 / 237، وجامع أحاديث الشيعة:
13 / 581، وألف حديث في المؤمن: 333، وغيرها من كتب الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 10177 و 10297.
(2) غرر الحكم: ح 10177 و 10297.
203
الوفاء
[15290] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن عنبسة بن مصعب، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: ثلاث لم يجعل الله عز وجل لأحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البر
والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين (1).
روى الكليني نحوها في الكافي الشريف: 5 / 132 ح 1.
[15291] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما معنى قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «يسعى بذمتهم
أدناهم»؟ قال: لو أن جيشا من المسلمين حاصروا قوما من المشركين فأشرف
رجل فقال: أعطوني الأمان حتى ألقى صاحبكم وأناظره، فأعطاه أدناهم الأمان
وجب على أفضلهم الوفاء به (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15292] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن أبي عبد الله
الرازي، عن سجادة، عن درست، عن أبي خالد السجستاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع: أولها الوفاء،
والثانية التدبير، والثالثة الحياء، والرابعة حسن الخلق، والخامسة - وهي تجمع هذه



(1) الكافي: 2 / 162 ح 15.
(2) الكافي: 5 / 30 ح 1.
204
الخصال - الحرية (1).
[15293] 4 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن
الحسن بن الحصين، عن موسى بن القاسم، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن
بكير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أربعة اسرع شيء عقوبة: رجل أحسنت
إليه ويكافيك بالإحسان إليه إساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل
عاهدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك، ورجل يصل قرابته
ويقطعونه (2).
[15294] 5 - الصدوق، عن جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة،
عن جده الحسن، عن عمرو بن عثمان، عن سعيد بن شرحبيل، عن ابن لهيعة، عن
أبي مالك قال: قلت لعلي بن الحسين (عليه السلام): أخبرني بجميع شرايع الدين، قال: قول
الحق والحكم بالعدل والوفاء بالعهد (3).
[15295] 6 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن أبيه
رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: خمس من خمسة محال: النصيحة من الحاسد محال،
والشفقة من العدو محال، والحرمة من الفاسق محال، والوفاء من المرأة محال، والهيبة
من الفقير محال (4).
[15296] 7 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن يحيى، عن
موسى بن عمران، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه،
عن أبي بصير قال: قال الصادق (عليه السلام): شيعتنا أهل الورع والاجتهاد وأهل الوفاء



(1) الخصال: 1 / 284 ح 33.
(2) الخصال: 1 / 230 ح 71.
(3) الخصال: 1 / 113 ح 90.
(4) الخصال: 1 / 269 ح 5.
205
والأمانة وأهل الزهد والعبادة وأصحاب الإحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة،
القائمون بالليل، الصائمون بالنهار ويزكون أموالهم ويحجون البيت ويجتنبون كل
محرم (1).
[15297] 8 - الصدوق بإسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) أنه قال:...
يا علي الإسلام عريان فلباسه الحياء وزينته الوفاء، ومروءته العمل الصالح وعماده
الورع ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت، الحديث (2).
[15298] 9 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن
ابن عيسى، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
أربع من كن فيه كمل إسلامه واعين على إيمانه ومحصت ذنوبه ولقى ربه وهو عنه راض
ولو كان فيما بين قرنه إلى قدميه ذنوب حطها الله عنه وهي: الوفاء بما يجعل الله على
نفسه، وصدق اللسان مع الناس، والحياء مما يقبح عند الله وعند الناس، وحسن
الخلق مع الأهل والناس.
وأربع من كن فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى عليين في غرف في محل الشرف
كل الشرف: من آوى اليتيم ونظر له فكان له أبا، ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه،
ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرهما ولم يحزنهما، ومن لم يخرق بمملوكه وأعانه على
ما يكلفه ولم يستسعه فيما لم يطيق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
الخرق: ضد الرفق، فلم يخرق يعني أن يرفق به ولا يسيء إليه.
[15299] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أيها الناس إن الوفاء



(1) صفات الشيعة: 2.
(2) الفقيه: 4 / 364.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السابع ح 21 / 189 الرقم 319 ونقل عنه في بحار الأنوار: 79 / 291 ح 19.
206
توأم الصدق ولا أعلم جنة أوقى منه، وما يغدر من علم كيف المرجع. ولقد أصبحنا
في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة.
ما لهم! قاتلهم الله! قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه،
فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين (1).
[15300] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الوفاء لأهل الغدر غدر
عند الله والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله (2).
[15301] 12 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: والسرور في ثلاث
خلال: في الوفاء، ورعاية الحقوق، والنهوض في النوائب (3).
[15302] 13 - الديلمي رفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال: خير مفاتيح الأمور الصدق،
وخير خواتيمها الوفاء (4).
[15303] 14 - الديلمي رفعه إلى علي الهادي (عليه السلام) أنه قال للمتوكل في جواب كلام
دار بينهما: لا تطلب الصفاء ممن كدرت عليه، ولا الوفاء ممن غدرت به، ولا النصح
ممن صرفت سوء ظنك إليه، فإنما قلب غيرك [لك] كقلبك له (5).
[15304] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الوفاء كرم والمودة
رحم (6).
[15305] 16 - وعنه (عليه السلام): الوفاء حصن السؤدد (7).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 41.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 259.
(3) تحف العقول: 323.
(4) أعلام الدين: 300.
(5) أعلام الدين: 312.
(6) غرر الحكم: ح 10.
(7) غرر الحكم: ح 1044.
207
[15306] 17 - وعنه (عليه السلام): الوفاء عنوان وفور الدين وقوة الأمانة (1).
[15307] 18 - وعنه (عليه السلام): الوفاء حلية العقل وعنوان النبل (2).
[15308] 19 - وعنه (عليه السلام): سبب الإتلاف الوفاء (3).
[15309] 20 - وعنه (عليه السلام): لا تعتمد على مودة من لا يوفي بعهده (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع المحجة البيضاء: 3 / 369،
وبحار الأنوار: 72 / 91، وغيرهما من كتب الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 1430.
(2) غرر الحكم: ح 1601.
(3) غرر الحكم: ح 5511.
(4) غرر الحكم: ح 10160.
208
الوقار
[15310] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقال: اطلبوا
العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار وتواضعوا لمن تعلمونه العلم وتواضعوا لمن طلبتم
منه العلم ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15311] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
خالد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بريد بن معاوية، عن محمد بن
مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أصلحك الله بلغنا شكواك وأشفقنا، فلو أعلمتنا
أو علمتنا من؟ قال: إن عليا (عليه السلام) كان عالما والعلم يتوارث فلا يهلك عالم إلا بقي من
بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله، قلت: أفيسع الناس إذا مات العالم ألا يعرفوا
الذي بعده؟ فقال: أما أهل هذه البلدة فلا - يعني المدينة - وأما غيرها من البلدان
فبقدر مسيرهم، إن الله يقول: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل
فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم
يحذرون) (2) قال: قلت: أرأيت من مات في ذلك؟ فقال: هو بمنزلة من خرج من
بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله، قال: قلت: فإذا



(1) الكافي: 1 / 36 ح 1.
(2) سورة التوبة: 122.
209
قدموا بأي شيء يعرفون صاحبهم؟ قال: يعطى السكينة والوقار والهيبة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15312] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن
القاسم، عن مدرك بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
الإسلام عريان فلباسه الحياء وزينته الوقار ومروءته العمل الصالح وعماده الورع
ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت.
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن القاسم، عن مدرك
ابن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (2).
[15313] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن هشام بن الحكم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليتزين أحدكم يوم
الجمعة يغتسل ويتطيب ويسرح لحيته ويلبس أنظف ثيابه وليتهيأ للجمعة وليكن
عليه في ذلك اليوم السكينة والوقار وليحسن عبادة ربه وليفعل الخير ما استطاع فإن
الله يطلع على أهل الأرض ليضاعف الحسنات (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15314] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دخلت المسجد الحرام فأدخله حافيا على السكينة
والوقار والخشوع وقال: ومن دخله بخشوع غفر الله له إن شاء الله، قلت:
ما الخشوع؟ قال: السكينة لا تدخله بتكبر فإذا انتهيت إلى باب المسجد فقم وقل:
«السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته بسم الله وبالله ومن الله وما شاء الله



(1) الكافي: 1 / 379 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 46 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 417 ح 1.
210
والسلام على أنبياء الله ورسله والسلام على رسول الله والسلام على إبراهيم والحمد لله
رب العالمين». فإذا دخلت المسجد فارفع يديك واستقبل البيت وقل: «اللهم إني
أسألك في مقامي هذا في أول مناسكي أن تقبل توبتي وأن تجاوز عن خطيئتي وتضع
عني وزري الحمد لله الذي بلغني بيته الحرام، اللهم إني أشهد أن هذا بيتك الحرام الذي
جعلته مثابة للناس وأمنا مباركا وهدى للعالمين، اللهم إني عبدك والبلد بلدك
والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك وأؤم طاعتك مطيعا لأمرك راضيا بقدرك أسألك
مسألة المضطر إليك، الخائف لعقوبتك، اللهم افتح لي أبواب رحمتك واستعملني
بطاعتك ومرضاتك» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15315] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انحدر من الصفا ماشيا إلى المروة وعليك
السكينة والوقار حتى تأتي المنارة وهي على طرف المسعى فاسع ملأ فروجك وقل:
«بسم الله والله أكبر وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما
تعلم وأنت الأعز الأكرم»، حتى تبلغ المنارة الاخرى فإذا جاوزتها فقل: «يا ذا المن
والفضل والكرم والنعماء والجود اغفر لي ذنوبي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»، ثم امش
وعليك السكينة والوقار حتى تأتي المروة فاصعد عليها حتى يبدو لك البيت واصنع
عليها كما صنعت على الصفا وطف بينهما سبعة أشواط تبدء بالصفا وتختم بالمروة (2).
الرواية صحيحة الإسناد. ملأ فروجك: يعني أسرع في مسيرك.
[15316] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد
ابن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، وصفوان، عن معاوية بن



(1) الكافي: 4 / 401 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 434 ح 6.
211
عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم التروية إن شاء الله فاغتسل والبس
ثوبيك وادخل المسجد حافيا وعليك السكينة والوقار ثم صل ركعتين عند مقام
إبراهيم (عليه السلام) أو في الحجر ثم اقعد حتى تزول الشمس فصل المكتوبة ثم قل في دبر
صلاتك كما قلت حين أحرمت من الشجرة وأحرم بالحج ثم امض وعليك السكينة
والوقار فإذا انتهيت إلى الرفضاء دون الردم فلب فإذا انتهيت إلى الردم وأشرفت على
الأبطح فارفع صوتك بالتلبية حتى تأتي منى (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15317] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إن المشركين كانوا يفيضون من قبل أن تغيب الشمس فخالفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فأفاض بعد غروب الشمس قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا غربت الشمس فأفض
مع الناس وعليك السكينة والوقار وأفض بالاستغفار فإن الله عز وجل يقول: (ثم
أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) (2) فإذا انتهيت
إلى الكثيب الأحمر عن يمين الطريق فقل: «اللهم ارحم موقفي وزد في
علمي وسلم لي ديني وتقبل مناسكي» وإياك والوجيف الذي صنعه الناس فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أيها الناس إن الحج ليس بوجيف الخيل ولا إيضاع الإبل ولكن
اتقوا الله وسيروا سيرا جميلا، لا توطئوا ضعيفا ولا توطئوا مسلما وتؤدوا واقتصدوا
في السير فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يكف ناقته حتى يصيب رأسها مقدم الرجل
ويقول: أيها الناس عليكم بالدعة فسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تتبع.
قال معاوية: وسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «اللهم اعتقني من النار» وكررها



(1) الكافي: 4 / 454 ح 1.
(2) سورة البقرة: 199.
212
حتى أفاض، فقلت: ألا تفيض فقد أفاض الناس؟ فقال: إني أخاف الزحام وأخاف
أن أشرك في عنت إنسان (1).
الرواية صحيحة الإسناد. الكثيب: الطل من الرمل. الوجيف: ضرب من سير
الإبل والخيل. إيضاع الإبل: حملها على العدو السريع. التؤدة: الرزانة والتأني.
العنت: الوقوع في أمر شاق.
[15318] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير، عن معاوية
ابن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ارم في كل يوم عند زوال الشمس وقل كما قلت
حين رميت جمرة العقبة فابدأ بالجمرة الاولى فارمها عن يسارها في بطن المسيل وقل
كما قلت يوم النحر قم عن يسار الطريق فاستقبل القبلة فاحمد الله واثن عليه وصل
على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم تقدم قليلا فتدعو وتسأله أن يتقبل منك ثم تقدم أيضا ثم افعل ذلك
عند الثانية واصنع كما صنعت بالأولى وتقف وتدعو الله كما دعوت ثم تمضي إلى الثالثة
وعليك السكينة والوقار فارم ولا تقف عندها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15319] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين
ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن نعيم بن الوليد، عن يونس الكناسي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام) فائت الفرات واغتسل بحيال قبره
وتوجه إليه وعليك السكينة والوقار حتى تدخل إلى القبر من الجانب الشرقي وقل
حين تدخله: «السلام على ملائكة الله المنزلين السلام على ملائكة الله المردفين»،
الحديث (3).



(1) الكافي: 4 / 467 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 480 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 572 ح 1.
213
[15320] 11 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الهيثم النهدي،
عن عبد العزيز بن عمر، عن بعض أصحابه، عن يحيى بن عمران الحلبي قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): أي الخصال بالمرء أجمل؟ فقال: وقار بلا مهابة وسماح بلا طلب
مكافأة وتشاغل بغير متاع الدنيا (1).
رويها الصدوق مسندا في أماليه: المجلس الثامن والأربعون ح 8 / 364 الرقم
451.
[15321] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين
ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ثم قال: قالت
مريم: (إني نذرت للرحمن صوما) (2) أي صوما صمتا وفي نسخة أخرى أي
صمتا، فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا،
قال: وسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأة تسب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بطعام فقال لها: كلي، فقالت إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سبيت
جاريتك؟ إن الصوم ليس من الطعام والشراب.
قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح
ودع المراء وأذى الخادم وليكن عليك وقار الصيام ولا تجعل يوم صومك كيوم
فطرك (3).
[15322] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص
ابن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان الناس لا يشيبون، فأبصر إبراهيم (عليه السلام)



(1) الكافي: 2 / 240 ح 33.
(2) سورة مريم: 26.
(3) الكافي: 4 / 87 ح 3.
214
شيبا في لحيته فقال: يا رب ما هذا؟ فقال: هذا وقار، فقال: يا رب زدني وقارا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15323] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعنه، عن علي بن
النعمان، عن سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لابد للصرورة أن يدخل
البيت قبل أن يرجع فإذا دخلته فأدخله بسكينة ووقار ثم ائت كل زاوية من زواياه ثم
قل: «اللهم إنك قلت: (ومن دخله كان آمنا) (2) فآمني من عذاب يوم القيامة»
وصل بين العمودين اللذين يليان على الرخامة الحمراء وإن كثر الناس فاستقبل كل
زاوية في مقامك حيث صليت وادع الله وأسأله (3).
[15324] 15 - الصدوق بإسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) أنه قال:...
يا علي ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقار عند الهزاهز وصبر عند البلاء
وشكر عند الرخاء وقنوع بما رزقه الله عز وجل، لا يظلم الأعداء ولا يتحامل على
الأصدقاء، بدنه منه في تعب والناس منه في راحة (4).
الهزاهز: الفتن التي يفتتن الناس بها والبلايا الموجبة للحركة.
[15325] 16 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد
ابن الوليد، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): بما يعرف صاحب هذا الأمر؟ قال: بالسكينة والوقار والعلم
والوصية (5).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 6 / 492 ح 5.
(2) سورة آل عمران: 97.
(3) الكافي: 4 / 529 ح 6.
(4) الفقيه: 4 / 354.
(5) الخصال: 1 / 200 ح 12.
215
[15326] 17 - الصدوق بإسناده عن إسماعيل بن الفضل، عن أبي حمزة الثمالي،
عن زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) في رسالة الحقوق:... وحق الصلاة أن تعلم
أنها وفادة إلى الله عز وجل وأنت فيها قائم بين يدي الله عز وجل، فإذا أنت علمت ذلك قمت مقام
العبد الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان
بين يديه بالسكون والوقار وتقبل عليها بقلبك، وتقيمها بحدودها وحقوقها... (1).
[15327] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إن توقرت أكرمت (2).
[15328] 19 - وعنه (عليه السلام): بالوقار تكثر الهيبة (3).
[15329] 20 - وعنه (عليه السلام): من كثر وقاره كثرت جلاله (4).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) الفقيه: 2 / 619.
(2) غرر الحكم: ح 3756.
(3) غرر الحكم: ح 4184.
(4) غرر الحكم: ح 8385.
216
الوقت
[15330] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر
ابن اذينة، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أصلحك الله وقت كل صلاة أول
الوقت أفضل أو أوسطه أو آخره؟ فقال: أوله، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن الله عز وجل
يحب من الخير ما يعجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15331] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لكل
صلاة وقتان وأول الوقت أفضله وليس لأحد أن يجعل آخر الوقتين وقتا إلا في عذر
من غير علة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15332] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد
الأزدي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لفضل الوقت الأول على الأخير خير للرجل من
ولده وماله (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 3 / 274 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 274 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 274 ح 7.
217
[15333] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن حماد، عن حريز،
عن زرارة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إعلم أن أول الوقت أبدا أفضل فعجل بالخير
ما استطعت وأحب الأعمال إلى الله عز وجل ما داوم العبد عليه وإن قل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15334] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بالناس الظهر والعصر حين زالت الشمس في جماعة من غير علة وصلى بهم المغرب
والعشاء الآخرة قبل سقوط الشفق من غير علة في جماعة وإنما فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ليتسع الوقت على أمته (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15335] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن صفوان، عن
الكاهلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن القصار يسلم إليه الثوب واشترط عليه
أن يعطى في وقت، قال: إذا خالف الوقت وضاع الثوب بعد الوقت فهو ضامن (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15336] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الصلاة تحضر وقد وضع الطعام،
قال: إن كان في أول الوقت يبدأ بالطعام وإن كان قد مضى من الوقت شيء وتخاف أن



(1) الكافي: 3 / 274 ح 8.
(2) الكافي: 3 / 286 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 242 ح 6.
(4) الكافي: 6 / 298 ح 9.
218
تفوتك فتعيد الصلاة فابدأ بالصلاة (4).
الرواية موثقة سندا.
[15337] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود
المسترق قال: حدثني بعض أصحابنا قال: مررت مع أبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة في يوم
بارد وإذا رجل يضرب بالسوط، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): سبحان الله في مثل هذا
الوقت يضرب! قلت له: وللضرب حد؟ قال: نعم إذا كان في البرد ضرب في حر
النهار وإذا كان في الحر ضرب في برد النهار (1).
[15338] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن
عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: أيما امرأة رأت الطهر وهي قادرة على
أن تغتسل في وقت صلاة ففرطت فيها حتى يدخل وقت صلاة أخرى كان عليها قضاء
تلك الصلاة التي فرطت فيها وإن رأت الطهر في وقت صلاة فقامت في تهيئة ذلك فجاز
وقت صلاة ودخل وقت صلاة أخرى فليس عليها قضاء وتصلي الصلاة التي دخل
وقتها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15339] 10 - الكليني، عن جماعة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير قال: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كل سهو في الصلاة يطرح منها غير أن الله تعالى يتم بالنوافل، إن
أول ما يحاسب به العبد الصلاة فإن قبلت قبل ما سواها، إن الصلاة إذا ارتفعت في أول
وقتها رجعت إلى صاحبها وهي بيضاء مشرقة تقول: حفظتني حفظك الله، وإذا



(1) الكافي: 7 / 217 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 103 ح 4.
219
ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها رجعت إلى صاحبها وهي سوداء مظلمة تقول:
ضيعتني ضيعك الله (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت أكثر مما سردناها عليك فراجع كتب
الأخبار.



(1) الكافي: 3 / 268 ح 4.
220
الوقف
[15340] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد،
وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن
جعفر بن حيان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل وقف غلة له على قرابة من أبيه
وقرابة من أمه وأوصى لرجل ولعقبه من تلك الغلة ليس بينه وبينه قرابة بثلاثمائة
درهم في كل سنة ويقسم الباقي على قرابته من أبيه وقرابته من أمه؟ قال: جائز للذي
أوصى له بذلك، قلت: أرأيت إن لم يخرج من غلة الأرض التي وقعها إلا خمسمائة
درهم؟ فقال: أليس في وصيته أن يعطى الذي أوصى له من الغلة ثلاثمائة درهم
ويقسم الباقي على قرابته من أمه وقرابته من أبيه؟ قلت: نعم قال: ليس لقرابته أن
يأخذوا من الغلة شيئا حتى يوفي الموصى له بثلاثمائة درهم ثم لهم ما يبقى بعد ذلك،
قلت: أرأيت إن مات الذي أوصى له، قال: إن مات كانت الثلاثمائة درهم لورثته
يتوارثونها ما بقي أحد فإذا انقطع ورثته ولم يبق منهم أحد كانت الثلاثمائة درهم لقرابة
الميت ترد إلى ما يخرج من الوقف ثم يقسم بينهم يتوارثون ذلك ما بقوا وبقيت الغلة،
قلت: فللورثة من قرابة الميت أن يبيعوا الأرض إذا احتاجوا ولم يكفهم ما يخرج من
الغلة؟ قال: نعم إذا رضوا كلهم وكان البيع خيرا لهم باعوا (1).
[15341] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعدة من



(1) الكافي: 7 / 35 ح 29.
221
أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن علي بن مهزيار قال: كتب إلى أبي جعفر (عليه السلام)
أن فلانا ابتاع ضيعة فوقفها وجعل لك في الوقف الخمس ويسأل عن رأيك في بيع
حصتك من الأرض أو يقومها على نفسه بما اشتراها به أو يدعها موقوفة؟ فكتب (عليه السلام)
إلي: أعلم فلانا أني آمره ببيع حقي من الضيعة وإيصال ثمن ذلك إلي وإن ذلك رأيي إن
شاء الله أو يقومها على نفسه إن كان ذلك أوفق له، وكتبت إليه أن الرجل ذكر أن بين
من وقف بقية هذه الضيعة عليهم إختلافا شديدا وأنه ليس يأمن أن يتفاقم ذلك بينهم
بعده فإن كان ترى أن يبيع هذا الوقف ويدفع إلى كل إنسان منهم ما كان وقف له من
ذلك أمرته؟ فكتب بخطه إلي وأعلمه أن رأيي له إن كان قد علم الاختلاف ما بين
أصحاب الوقف أن يبيع الوقف أمثل فإنه ربما جاء في الاختلاف ما فيه تلف الأموال
والنفوس (1).
المكاتبة صحيحة الإسناد.
[15342] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن مهزيار قال: قلت: روى بعض مواليك عن آبائك (عليهم السلام) أن كل وقف إلى وقت
معلوم فهو واجب على الورثة وكل وقف إلى غير وقت معلوم جهل مجهول باطل
مردود على الورثة وأنت أعلم بقول آبائك؟ فكتب (عليه السلام): هو عندي كذا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15343] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وأبي علي الأشعري،
عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال:
سألته عن الرجل يوقف الضيعة ثم يبدو له أن يحدث في ذلك شيئا، فقال: إن كان



(1) الكافي: 7 / 36 ح 30.
(2) الكافي: 7 / 36 ح 31.
222
أوقفها لولده ولغيرهم ثم جعل لها قيما لم يكن له أن يرجع فيها وإن كانوا صغارا وقد
شرط ولايتها لهم حتى يبلغوا فيحوزها لهم لم يكن له أن يرجع فيها، وإن كانوا كبارا
لم يسلمها إليهم ولم يخاصموا حتى يحوزوها عنه فله أن يرجع فيها لأنهم لا يحوزونها
عنه وقد بلغوا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15344] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السلام)
إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل وكان يتولى له الوقف بقم، فقال: يا سيدي
اجعلني من عشرة آلاف في حل فإني أنفقتها، فقال له: أنت في حل، فلما خرج
صالح، قال أبو جعفر (عليه السلام): أحدهم يثب على أموال حق آل محمد وأيتامهم
ومساكينهم وفقرائهم وأبناء سبيلهم فيأخذه ثم يجيء فيقول: اجعلني في حل، أتراه
ظن أني أقول: لا أفعل، والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15345] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى قال: كتب بعض أصحابنا إلى
أبي محمد (عليه السلام) في الوقف وما روى فيها، فوقع (عليه السلام): الوقوف على حسب ما يقفها أهلها
إن شاء الله (3).
هذه شهادة من محمد بن يحيى (قدس سره) على التوقيع فالمكاتبة معتبرة الإسناد.
[15346] 7 - الكليني، عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن عيسى، عن أبي علي
ابن راشد قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) قلت: جعلت فداك اشتريت أرضا إلى جنب



(1) الكافي: 7 / 37 ح 36.
(2) الكافي: 1 / 548 ح 27.
(3) الكافي: 7 / 37 ح 34.
223
ضيعتي بألفي درهم فلما وفيت المال خبرت أن الأرض وقف، فقال: لا يجوز شراء
الوقف ولا تدخل الغلة في مالك ادفعها إلى من أوقفت عليه، قلت: لا أعرف لها ربا؟
قال: تصدق بغلتها (1).
رويها الصدوق بسند معتبر في الفقيه: 4 / 242 ح 5576.
[15347] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن جعفر،
عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أسأله عن
أرض أوقفها جدي على المحتاجين من ولد فلان بن فلان وهم كثير متفرقون في
البلاد، فأجاب (عليه السلام): ذكرت الأرض التي أوقفها جدك على فقراء ولد فلان بن فلان
وهي لمن حضر البلد الذي فيه الوقف وليس لك أن تتبع من كان غائبا (2).
[15348] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الثاني (عليه السلام)
قال: سألته عن الحيطان السبعة التي كانت ميراث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة (عليها السلام)،
فقال: لا إنما كانت وقفا وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأخذ إليه منها ما ينفق على أضيافه
والتابعة يلزمه فيها، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة (عليها السلام) فيها فشهد علي (عليه السلام)
وغيره أنها وقف على فاطمة (عليها السلام) وهي: الدلال والعواف والحسنى والصافية وما لام
إبراهيم والميثب والبرقة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15349] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن ابن عيسى، عن ابن محبوب،
عن ابن رئاب، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس يتبع الرجل بعد موته من



(1) الكافي: 7 / 37 ح 35.
(2) الكافي: 7 / 38 ح 37.
(3) الكافي: 7 / 47 ح 1.
224
الأجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته إلى يوم القيامة
صدقة موقوفة لا تورث، أو سنة هدى سنها فكان يعمل بها وعمل بها من بعده
غيره، أو ولد صالح يستغفر له (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الوافي: 10 / 547،
وبحار الأنوار: 100 / 181، ووسائل الشيعة: 19 / 171، ومستدرك الوسائل:
14 / 45 كلاهما طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة: 24 / 142 الطبعة الحديثة
في عام 1420، وكتاب الوقف من كتب الأخبار.



(1) الخصال: 1 / 151 ح 184.
225
الولاية
[15350] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن زرارة والفضيل بن يسار، وبكير بن أعين، ومحمد بن مسلم، وبريد بن
معاوية، وأبي الجارود جميعا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي
وأنزل عليه (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة) (1) وفرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي، فأمر الله
محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج فلما أتاه
ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن
يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه: (يا أيها الرسول بلغ
ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (2)
فصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي (عليه السلام) يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة
وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب.
قال عمر بن اذينة: قالوا جميعا غير أبي الجارود: وقال أبو جعفر (عليه السلام): وكانت
الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عز وجل
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) (3) قال أبو جعفر (عليه السلام): يقول



(1) سورة المائدة: 55.
(2) سورة المائدة: 67.
(3) سورة المائدة: 5.
226
الله عز وجل: لا انزل عليكم بعد هذه فريضة، قد أكملت لكم الفرائض (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15351] 2 - الكليني قال: حدثني الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد
الزيادي، عن الحسن بن علي الوشاء قال: حدثنا أبان بن عثمان، عن فضيل، عن أبي
حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم
والحج والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15352] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن
عباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشيء
كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه يعني الولاية (3).
[15353] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعبد الله بن الصلت جميعا، عن حماد
بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام
على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، قال زرارة: فقلت:
وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل
عليهن، قلت: ثم الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال: الصلاة إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
الصلاة عمود دينكم، قال: قلت: ثم الذي يليها في الفضل؟ قال: الزكاة
لأنه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الزكاة تذهب الذنوب،
قلت: والذي يليها في الفضل؟ قال: الحج قال الله عز وجل: (ولله على الناس حج



(1) الكافي: 1 / 289 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 18 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 18 ح 3.
227
البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) (1) وقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لحجة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة ومن طاف بهذا البيت
طوافا أحصى فيه أسبوعه وأحسن ركعتيه غفر الله له وقال في يوم عرفة ويوم المزدلفة
ما قال، قلت: فما ذا يتبعه؟ قال: الصوم، قلت: وما بال الصوم صار آخر ذلك
أجمع؟ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصوم جنة من النار، قال: ثم قال: إن أفضل
الأشياء ما إذا فاتك لم تكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه، إن الصلاة
والزكاة والحج والولاية ليس يقع شيء مكانها دون أدائها وإن الصوم إذا فاتك أو
قصرت أو سافرت فيه أديت مكانه أياما غيرها وجزيت ذلك الذنب بصدقة ولا
قضاء عليك وليس من تلك الأربعة شيء يجزيك مكانه غيره.
قال: ثم قال: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن الطاعة
للإمام بعد معرفته، إن الله عز وجل يقول: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى
فما أرسلناك عليهم حفيظا) (2) أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع
ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه
ما كان له على الله جل وعز حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان، ثم قال: أولئك
المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل رحمته (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15354] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى،
عن عيسى بن السري أبي اليسع قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني بدعائم
الإسلام التي لا يسع أحدا التقصير عن معرفة شيء منها، الذي من قصر عن معرفة



(1) سورة آل عمران: 97.
(2) سورة النساء: 80.
(3) الكافي: 2 / 18 ح 5.
228
شيء منها فسد دينه ولم يقبل [الله] منه عمله ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه
وقبل منه عمله ولم يضق به مما هو فيه لجهل شيء من الأمور جهله؟ فقال: شهادة أن
لا إله إلا الله والايمان بأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والإقرار بما جاء به من عند الله وحق
في الأموال الزكاة; والولاية التي أمر الله عز وجل بها: ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: فقلت
له: هل في الولاية شيء دون شيء فضل يعرف لمن أخذ به؟ قال: نعم قال الله عز وجل:
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (1) وقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وكان عليا (عليه السلام) وقال الآخرون: كان معاوية، ثم كان الحسن (عليه السلام) ثم كان الحسين (عليه السلام)،
وقال الآخرون: يزيد بن معاوية وحسين بن علي (عليه السلام) ولا سواء ولا سواء، قال: ثم
سكت، ثم قال: أزيدك؟ فقال له حكم الأعور: نعم جعلت فداك، قال: ثم كان
علي بن الحسين (عليه السلام) ثم كان محمد بن علي أبا جعفر (عليه السلام) وكانت الشيعة قبل أن يكون
أبو جعفر (عليه السلام) وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان
أبو جعفر (عليه السلام) ففتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى صار الناس
يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس وهكذا يكون الأمر والأرض لا
تكون إلا بإمام ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية وأحوج ما تكون إلى ما
أنت عليه إذ بلغت نفسك هذه - وأهوى بيده إلى حلقه - وانقطعت عنك الدنيا تقول:
لقد كنت على أمر حسن.
أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن عيسى بن السري
أبي اليسع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (2).
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.



(1) سورة النساء: 59.
(2) الكافي: 2 / 19 ح 6.
229
[15355] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعته يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) فقال
له: جعلت فداك أخبرني عن الدين الذي افترض الله عز وجل على العباد ما لا يسعهم
جهله ولا يقبل منهم غيره ما هو؟ فقال: أعد علي فأعاد عليه، فقال: شهادة أن لا
إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت من
استطاع إليه سبيلا وصوم شهر رمضان ثم سكت قليلا ثم قال: والولاية - مرتين - ثم
قال: هذا الذي فرض الله على العباد ولا يسأل الرب العباد يوم القيامة فيقول ألا
زدتني على ما افترضت عليك؟ ولكن من زاد زاده الله، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سن سننا
حسنة جميلة ينبغي للناس الأخذ بها (1).
[15356] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء،
عن أبان، عن إسماعيل الجعفي قال: دخل رجل على أبي جعفر (عليه السلام) ومعه صحيفة
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل،
فقال: رحمك الله هذا الذي أريد، فقال أبو جعفر (عليه السلام): شهادة أن لا إله إلا وحده لا
شريك له وأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله وتقر بما جاء من عند الله والولاية لنا أهل
البيت والبراءة من عدونا والتسليم لأمرنا والورع والتواضع وانتظار قائمنا فإن لنا
دولة إذا شاء الله جاء بها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15357] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وأبي علي الأشعري، عن
محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان، عن عمرو بن حريث قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد فقلت له: جعلت فداك ما حولك



(1) الكافي: 2 / 22 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 22 ح 13.
230
إلى هذا المنزل؟ قال: طلب النزهة، فقلت: جعلت فداك ألا أقص عليك ديني؟
فقال: بلى، قلت: أدين الله بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا
عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وإقام الصلاة
وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والولاية للحسن والحسين والولاية لعلي بن الحسين والولاية لمحمد
بن علي ولك من بعده صلوات الله عليهم أجمعين وأنكم أئمتي عليه أحيا وعليه أموت
وأدين الله به. فقال: يا عمرو هذا والله دين الله ودين آبائي الذي أدين الله به في السر
والعلانية فاتق الله وكف لسانك إلا من خير ولا تقل إني هديت نفسي بل الله هداك فأد
شكر ما أنعم الله عز وجل به عليك ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينه وإذا أدبر طعن في
قفاه ولا تحمل الناس على كاهلك فإنك أوشك إن حملت الناس على كاهلك أن
يصدعوا شعب كاهلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15358] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري والحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق،
عن سعدان بن مسلم، عن غير واحد من أصحابنا قال: أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) رجل
بالبصرة بصحيفة فقال: يا أمير المؤمنين انظر إلى هذه الصحيفة فإن فيها نصيحة،
فنظر فيها ثم نظر إلى وجه الرجل فقال: إن كنت صادقا كافيناك وإن كنت كاذبا
عاقبناك وإن شئت أن نقيلك أقلناك، فقال: بل تقيلني يا أمير المؤمنين، فلما أدبر
الرجل قال: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما إنكم لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من
أخر الله وجعلتم الولاية والوراثة حيث جعلها الله ما عال ولي الله، ولا طاش سهم من
فرائض الله، ولا اختلف اثنان [في حكم الله ولا تنازعت الأمة في شيء من أمر الله]



(1) الكافي: 2 / 23 ح 14.
231
إلا علم ذلك عندنا من كتاب الله فذوقوا وبال ما قدمت أيديكم وما الله بظلام للعبيد،
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15359] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عبيد الله الحلبي، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام)
إلى اليمن فأفلت فرس لرجل من أهل اليمن ومر يعدو فمر برجل فنفحه برجله فقتله،
فجاء أولياء المقتول إلى الرجل فأخذوه ورفعوه إلى علي (عليه السلام) فأقام صاحب الفرس
البينة عند علي (عليه السلام) أن فرسه أفلت من داره ونفح الرجل فأبطل علي (عليه السلام) دم
صاحبهم، فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا رسول الله إن
عليا (عليه السلام) ظلمنا وأبطل دم صاحبنا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن عليا (عليه السلام) ليس بظلام
ولم يخلق للظلم، إن الولاية لعلي (عليه السلام) من بعدي والحكم حكمه والقول قوله ولا يرد
ولايته وقوله وحكمه إلا كافر ولا يرضى ولايته وقوله وحكمه إلا مؤمن، فلما سمع
اليمانيون قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (عليه السلام) قالوا: يا رسول الله رضينا بحكم علي (عليه السلام)
وقوله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هو توبتكم مما قلتم (2).
[15360] 11 - الصدوق، عن أبي الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة،
عن إسماعيل بن علي بن رزين ابن أخي دعبل بن علي الخزاعي، عن أبيه، عن
الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تلا هذه الآية (لا يستوي
أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) (3) فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
أصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي بن أبي طالب بعدي وأقر بولايته وأصحاب



(1) الكافي: 7 / 78 ح 1.
(2) الكافي: 7 / 352 ح 8.
(3) سورة الحشر: 20.
232
النار من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدي (1).
[15361] 12 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن
الحسين بن خالد قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (إنا عرضنا الأمانة على
السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان أنه
كان ظلوما جهولا) (2) فقال: الأمانة: الولاية، من ادعاها بغير حق فقد كفر (3).
[15362] 13 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن سعد، عن ابن عيسى، عن القاسم بن
الحسن بن علي بن يقطين، عن ابن أبي نجران، وجعفر بن سليمان، عن العلاء بن
رزين، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): بني الإسلام على خمس: إقام
الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم شهر رمضان والولاية لنا أهل البيت، فجعل
في أربع منها رخصة ولم يجعل في الولاية رخصة، من لم يكن له مال لم تكن عليه
الزكاة، ومن لم يكن عنده مال فليس عليه حج، ومن كان مريضا صلى قاعدا وأفطر
شهر رمضان، والولاية صحيحا كان أو مريضا وذا مال أو لا مال له فهي لازمة
[واجبة] (4).
[15363] 14 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الليث بن محمد العنبري،
عن أحمد بن عبد الصمد، عن خاله أبي الصلت الهروي قال: كنت مع الرضا (عليه السلام) لما
دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء، وقد خرج علماء نيسابور في استقباله، فلما
صار إلى المرتعة تعلقوا بلجام بغلته وقالوا: يا ابن رسول الله حدثنا بحق آبائك
الطاهرين حديثا عن آبائك صلوات الله عيهم أجمعين، فأخرج رأسه من الهودج



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 280 ح 22، ونقل عنه في مسند الإمام الرضا (عليه السلام): 1 / 376 ح 187.
(2) سورة الأحزاب: 72.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 306 ح 66. ومعاني الأخبار: 110 ح 3.
(4) الخصال: 1 / 277 ح 21.
233
وعليه مطرف خز فقال: حدثني أبي موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه جعفر بن محمد بن
علي (عليه السلام)، عن أبيه محمد بن علي (عليه السلام)، عن أبيه علي بن الحسين (عليه السلام)، عن أبيه
الحسين (عليه السلام) سيد شباب أهل الجنة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: أخبرني جبرئيل الروح الأمين عن الله تقدست أسماؤه وجل وجهه قال: إني
أنا الله لا إله إلا أنا وحدي، عبادي فاعبدوني، وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن
لا إله إلا الله مخلصا بها أنه قد دخل حصني ومن دخل حصني أمن عذابي، قالوا:
يا ابن رسول الله وما إخلاص الشهادة لله؟ قال: طاعة الله ورسوله وولاية أهل
بيته (عليهم السلام) (1).
[15364] 15 - الطوسي، عن الغضائري، عن علي بن محمد العلوي، عن عبد الله بن محمد،
عن الحسين، عن أبي عبد الله بن أسباط، عن أحمد بن محمد بن زياد العطار، عن
محمد بن مروان الغزال، عن عبيد بن يحيى، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن، عن
جده الحسن بن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن في الفردوس لعينا أحلى من
الشهد وألين من الزبد وأبرد من الثلج وأطيب من المسك فيها طينة خلقنا الله عز وجل منها
وخلق شيعتنا منها فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ولا من شيعتنا وهي الميثاق
الذي أخذ الله عز وجل على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
قال عبيد: فذكرت لمحمد بن الحسين (عليهما السلام) هذا الحديث فقال: صدقك يحيى بن
عبد الله هكذا أخبرني أبي (عليه السلام) عن جدي (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال عبيد: قلت: أشتهي أن تفسره لنا إن كان عندك تفسير، قال: نعم أخبرني
أبي (عليه السلام) عن جدي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن لله ملكا رأسه تحت العرش
وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى بين عينيه راحة أحدكم فإذا أراد الله عز وجل أن



(1) أمالي الطوسي: المجلس الخامس والعشرون ح 9 / 588 الرقم 1220.
234
يخلق خلقا على ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة
فرمى بها في النطفة حتى تصير إلى الرحم، منها يخلق وهي الميثاق (1).
المراد بمحمد بن الحسين، الامام الباقر (عليه السلام) والنسبة إلى الجد شايع ويشهد عليه ما
رواه الطوسي في المجلس الحادي عشر ح 67 / 308 الرقم 620.
[15365] 16 - الطوسي، عن الفحام، عن محمد بن الهاشم الهاشمي، عن أبي هاشم
ابن القاسم، عن محمد بن زكريا بن عبد الله، عن عبد الله بن المثنى، عن تمامة بن
عبد الله بن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا كان يوم
القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من كان معه جواز فيه ولاية علي
ابن أبي طالب (عليه السلام) وذلك قوله: (وقفوهم إنهم مسؤولون) (2) يعني: عن ولاية
علي بن أبي طالب (عليه السلام) (3).
[15366] 17 - البرقي، عن ابن أبي نجران، والبزنطي معا، عن عاصم بن حميد،
عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستة
صور فيهن صورة أحسنهن وجها وأبهاهن هيئة وأطيبهن ريحا وأنظفهن صورة،
قال: فيقف صورة عن يمينه وأخرى عن يساره وأخرى بين يديه وأخرى خلفه
وأخرى عند رجله وتقف التي هي أحسنهن فوق رأسه فإن أتى عن يمينه منعته التي
عن يمينه ثم كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الست، قال: فتقول أحسنهن صورة: ومن
أنتم جزاكم الله عني خيرا؟ فتقول التي عن يمين العبد: أنا الصلاة، وتقول التي عن
يساره: أنا الزكاة، وتقول التي بين يديه: أنا الصيام، وتقول التي خلفه: أنا الحج
والعمرة، وتقول التي عند رجليه: أنا بر من وصلت من إخوانك، ثم يقلن: من أنت



(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع والثلاثون ح 6 / 655 الرقم 1356.
(2) سورة الصافات: 24.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 11 / 290 الرقم 564.
235
فأنت أحسننا وجها وأطيبنا ريحا وأبهانا هيئة؟ فتقول: أنا الولاية لآل محمد
صلوات الله عليهم أجمعين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15367] 18 - محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن محبوب،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ولاية علي مكتوب في جميع صحف
الأنبياء ولن يبعث الله نبيا إلا بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وولاية وصيه علي (عليه السلام) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15368] 19 - الصفار، عن حمزة بن يعلى، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة
الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيا قط
إلا بها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15369] 20 - الصفار، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، وغيره، عن محمد بن
الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت: جعلت فداك إن الشيعة
يسألونك عن تفسير هذه الآية (عم يتسائلون * عن النبأ العظيم) (4) قال:
فقال: ذلك إلي إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أخبرهم، قال: فقال: لكني أخبرك
بتفسيرها، قال: فقلت: (عم يتسائلون) قال: فقال: هي في أمير المؤمنين (عليه السلام)،
قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما لله آية أكبر مني ولا لله من نبأ عظيم أعظم مني
ولقد عرضت ولايتي على الأمم الماضية فأبت أن تقبلها.



(1) المحاسن: 288، ونقل عنه في بحار الأنوار: 6 / 234 ح 50.
(2) بصائر الدرجات: 72 ح 1.
(3) بصائر الدرجات: 75 ح 8.
(4) سورة النبأ: 1 و 2.
236
قال: قلت له: (قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون) (1) قال: هو والله
أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بصائر الدرجات: 74،
وما بعدها، والكافي: 2 / 18، وبحار الأنوار: 27 / 51، ووسائل الشيعة:
ومستدرك الوسائل: 1 / 149 كلاهما طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة:
1 / 502 الطبعة الحديثة وغيرها من كتب الأخبار.



(1) سورة ص: 68.
(2) بصائر الدرجات: 76 ح 3.
237
الولد
[15370] 1 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن العلاء
ابن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يحتاج إلى
مال ابنه، قال: يأكل منه ما شاء من غير سرف.
وقال: في كتاب علي (عليه السلام): إن الولد لا يأخذ من مال والده شيئا إلا بإذنه والوالد
يأخذ من مال ابنه ما شاء وله أن يقع على جارية ابنه إذا لم يكن الابن وقع عليها وذكر
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لرجل: أنت ومالك لأبيك (1).
[15371] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن زرارة بن أعين قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يتزوج المرأة بغير
شهود، فقال: لا بأس بتزويج البتة فيما بينه وبين الله إنما جعل الشهود في تزويج البتة
من أجل الولد لولا ذلك لم يكن به بأس (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15372] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الولد الصالح ريحانة من الله قسمها
بين عباده وإن ريحانتي من الدنيا الحسن والحسين (عليهما السلام) سميتهما باسم سبطين من
بني إسرائيل شبرا وشبيرا (3).



(1) الكافي: 5 / 135 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 387 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 2 ح 1.
238
الرواية معتبرة الإسناد.
[15373] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثروا الولد أكاثر بكم الأمم غدا (1).
[15374] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن فلانا رجلا سماه قال:
إني كنت زاهدا في الولد حتى وقفت بعرفة فإذا إلى جانبي غلام شاب يدعو ويبكي
ويقول: يا رب والدي والدي، فرغبني في الولد حين سمعت ذلك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15375] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه
مرسلا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة الرجل الولد
الصالح (3).
رويها الكليني بسند معتبر في الكافي: 6 / 3 ح 11.
[15376] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح
قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أني اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين وذلك أن
أهلي كرهت ذلك وقالت: أنه يشتد علي تربيتهم لقلة الشيء فما ترى؟ فكتب (عليه السلام)
إلي: اطلب الولد فإن الله عز وجل يرزقهم (4).
[15377] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الولد الصالح ريحانة من



(1) الكافي: 6 / 2 ح 3.
(2) الكافي: 6 / 3 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 3 ح 6.
(4) الكافي: 6 / 3 ح 7.
239
رياحين الجنة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15378] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف
ابن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
مر عيسى بن مريم (عليه السلام) بقبر يعذب صاحبه ثم مر به من قابل فإذا هو لا يعذب، فقال:
يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان يعذب ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب؟
فأوحى الله إليه: أنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فلهذا غفرت له بما
فعل ابنه، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ميراث الله عز وجل من عبده المؤمن ولد يعبده من
بعده، ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) آية زكريا (عليه السلام): ([رب] هب لي من لدنك وليا *
يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا) (2) (3).
[15379] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من نعمة الله على الرجل أن يشبهه
ولده (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15380] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن إبراهيم بن مهزم، عن إبراهيم الكرخي، عن ثقة
حدثه من أصحابنا قال: تزوجت بالمدينة فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): كيف رأيت؟
قلت: ما رأى رجل من خير في امرأة إلا وقد رأيته فيها ولكن خانتني، فقال: وما
هو؟ قلت: ولدت جارية، قال: لعلك كرهتها، إن الله عز وجل يقول: (آباؤكم



(1) الكافي: 6 / 3 ح 10.
(2) سورة مريم: 6 و 7.
(3) الكافي: 6 / 3 ح 12.
(4) الكافي: 6 / 4 ح 1.
240
وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا) (1) (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15381] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن محمد الواسطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
أبي إبراهيم (عليه السلام) سأل ربه أن يرزقه ابنة تبكيه وتندبه بعد موته (3).
[15382] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم الولد البنات ملطفات مجهزات
مونسات مباركات مفليات (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15383] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي
ابن الحكم، عن أبي العباس الزيات، عن حمزة بن حمران يرفعه قال: أتى رجل وهو
عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبر بمولود أصابه فتغير وجه الرجل، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
ما لك؟ فقال: خير، فقال: قل، قال: خرجت والمرأة تمخض فأخبرت أنها ولدت
جارية، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الأرض تقلها والسماء تظلها والله يرزقها وهي ريحانة
تشمها، ثم أقبل على أصحابه فقال: من كانت له ابنة فهو مفدوح ومن كانت له ابنتان
فيا غوثاه بالله ومن كانت له ثلاث وضع عنه الجهاد وكل مكروه، ومن كان له أربع
فيا عباد الله أعينوه، يا عباد الله أقرضوه، يا عباد الله ارحموه (5).
[15384] 15 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن محمد



(1) سورة النساء: 11.
(2) الكافي: 6 / 4 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 5 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 5 ح 5.
(5) الكافي: 6 / 5 ح 6.
241
القاساني، عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المدائني، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك وتعالى على الأناث
أرأف منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلا
فرحه الله تعالى يوم القيامة (1).
[15385] 16 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض من رواه،
عن أحمد بن عبد الرحيم، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البنات
حسنات والبنون نعمة فإنما يثاب على الحسنات ويسأل عن النعمة (2).
[15386] 17 - الكليني، عن أحمد بن محمد العاصمي، عن علي بن الحسن التيملي،
عن علي بن أسباط، عن أبيه، عن الجارود بن المنذر قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
بلغني أنه ولد لك ابنة فتسخطها وما عليك منها ريحانة تشمها وقد كفيت رزقها
و [قد] كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بنات (3).
[15387] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن الحكم، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة، فقيل: يا رسول الله واثنتين؟
فقال: واثنتين، فقيل: يا رسول الله وواحدة؟ فقال: وواحدة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15388] 19 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن أبان بن عثمان، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أردت
الولد فقل عند الجماع: «اللهم ارزقني ولدا واجعله تقيا ليس في خلقه زيادة ولا



(1) الكافي: 6 / 6 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 6 ح 8.
(3) الكافي: 6 / 6 ح 9.
(4) الكافي: 6 / 6 ح 10.
242
نقصان واجعل عاقبته إلى خير» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15389] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
الحسين بن سعيد قال: كنت أنا وابن غيلان المدائني دخلنا على أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
فقال له ابن غيلان: أصلحك الله بلغني أنه من كان له حمل فنوى أن يسميه محمدا ولد
له غلام؟ فقال: من كان له حمل فنوى أن يسميه عليا ولد له غلام، ثم قال: علي
محمد ومحمد علي شيئا واحدا، قال: أصلحك الله إني خلفت امرأتي وبها حبل فادع
الله أن يجعله غلاما، فاطرق إلى الأرض طويلا ثم رفع رأسه فقال له: سمه عليا فإنه
أطول لعمره، فدخلنا مكة فوافانا كتاب من المدائن أنه قد ولد له غلام (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15390] 21 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن علي، عن محمد بن الفضيل، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: أول ما
يبر الرجل ولده أن يسميه باسم حسن، فليحسن أحدكم اسم ولده (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15391] 22 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن
عبد الرحمن بن محمد العرزمي قال: استعمل معاوية مروان بن الحكم على المدينة
وأمره أن يفرض لشباب قريش ففرض لهم، فقال علي بن الحسين (عليه السلام): فأتيته،
فقال: ما اسمك؟ فقلت: علي بن الحسين، فقال: ما اسم أخيك؟ فقلت: علي، قال:
علي وعلي؟! ما يريد أبوك أن يدع أحدا من ولده إلا سماه عليا؟! ثم فرض لي



(1) الكافي: 6 / 10 ح 12.
(2) الكافي: 6 / 11 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 18 ح 3.
243
فرجعت إلى أبي فأخبرته، فقال: ويلي على ابن الزرقاء دباغة الأدم لو ولد لي مائة
لأحببت أن لا اسمي أحدا منهم إلا عليا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15392] 23 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن
صالح، عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لا يدخل الفقر بيتا فيه
اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد الله أو فاطمة
من النساء (2).
[15393] 24 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن مسلم،
عن الحسين بن نصر، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: أراد أبو جعفر (عليه السلام)
الركوب إلى بعض شيعته ليعوده فقال: يا جابر ألحقني فتبعته، فلما انتهى إلى باب
الدار خرج علينا ابن له صغير فقال له أبو جعفر (عليه السلام): ما اسمك؟ قال: محمد، قال: فبما
تكنى؟ قال: بعلي، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): لقد احتظرت من الشيطان احتظارا
شديدا، إن الشيطان إذا سمع مناديا ينادي يا محمد يا علي ذاب كما يذوب الرصاص
حتى إذا سمع مناديا ينادي باسم عدو من أعدائنا اهتز واختال (3).
[15394] 25 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد
ابن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا بصحيفة حين حضره
الموت يريد أن ينهى عن أسماء يتسمى بها فقبض ولم يسمها منها: الحكم والحكيم
وخالد ومالك وذكر أنها ستة أو سبعة مما لا يجوز أن يتسمى بها (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 6 / 19 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 19 ح 8.
(3) الكافي: 6 / 20 ح 12.
(4) الكافي: 6 / 20 ح 14.
244
[15395] 26 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ولد له مولود فليؤذن في أذنه
اليمنى بأذان الصلاة وليقيم في اليسرى فإنها عصمة من الشيطان الرجيم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15396] 27 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ثواب المؤمن من ولده إذا مات الجنة صبر أو لم يصبر (2).
الرواية موثقة من حيث السند.
[15397] 28 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا تجعلن أكثر شغلك
بأهلك وولدك فإن يكن أهلك وولدك أولياء الله، فإن الله لا يضيع أولياءه وإن يكونوا
أعداء الله، فما همك وشغلك بأعداء الله؟! (3).
[15398] 29 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إن للولد على الوالد حقا،
وإن للوالد على الولد حقا، فحق الوالد على الولد أن يطيعه في كل شيء إلا في معصية
الله سبحانه، وحق الولد على الوالد: أن يحسن اسمه ويحسن أدبه ويعلمه القرآن (4).
[15399] 30 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: أولادنا
أكبادنا صغراؤهم أمراؤنا وكبراؤهم أعداؤنا، فإن عاشوا فتنونا وإن ماتوا
أحزنونا (5).
[15400] 31 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه نظر إلى بعض



(1) الكافي: 6 / 24 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 219.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 352.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 399.
(5) جامع الأخبار: 283 ح 2.
245
الأطفال فقال: ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم، فقيل: يا رسول الله من آبائهم
المشركين؟ فقال: لا، من آبائهم المؤمنين، لا يعلمونهم شيئا من الفرائض وإذا تعلموا
أولادهم منعوهم، ورضوا عنهم بعرض يسير من الدنيا، فأنا منهم بريء وهم منى
براء (1).
[15401] 32 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الولد الصالح أجمل الذكرين (2).
[15402] 33 - وعنه (عليه السلام): الولد أحد العدوين (3).
[15403] 34 - وعنه (عليه السلام): شر الأولاد العاق (4).
[15404] 35 - وعنه (عليه السلام): فقد الولد محرق الكبد (5).
[15405] 36 - وعنه (عليه السلام): من بر والديه بره ولده (6).
[15406] 37 - وعنه (عليه السلام): موت الولد صدع في الكبد (7).
[15407] 38 - وعنه (عليه السلام): ولد السوء يهدم الشرف ويشين السلف (8).
[15408] 39 - وعنه (عليه السلام): ولد السوء يعر السلف ويفسد الخلف (9).
[15409] 40 - وعنه (عليه السلام): ولد عقوق محنة وشؤم (10).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع الكافي: 6 / 2 وما بعدها،
وجامع الأخبار: 283، وبحار الأنوار: 101 / 77 وما بعدها، وألف حديث في
المؤمن: 287 وغيرها من كتب الأخبار. رزقنا الله وإياكم الخلف الصالح والنسل
الطيب إن شاء الله تعالى.



(1) جامع الأخبار: 285 ح 14.
(2) غرر الحكم: ح 1665 و 1668 و 5688 و 6542 و 9145 و 9822 و 10065 و 10066 و 10072.
(3) غرر الحكم: ح 1665 و 1668 و 5688 و 6542 و 9145 و 9822 و 10065 و 10066 و 10072.
(4) غرر الحكم: ح 1665 و 1668 و 5688 و 6542 و 9145 و 9822 و 10065 و 10066 و 10072.
(5) غرر الحكم: ح 1665 و 1668 و 5688 و 6542 و 9145 و 9822 و 10065 و 10066 و 10072.
(6) غرر الحكم: ح 1665 و 1668 و 5688 و 6542 و 9145 و 9822 و 10065 و 10066 و 10072.
(7) غرر الحكم: ح 1665 و 1668 و 5688 و 6542 و 9145 و 9822 و 10065 و 10066 و 10072.
(8) غرر الحكم: ح 1665 و 1668 و 5688 و 6542 و 9145 و 9822 و 10065 و 10066 و 10072.
(9) غرر الحكم: ح 1665 و 1668 و 5688 و 6542 و 9145 و 9822 و 10065 و 10066 و 10072.
(10) غرر الحكم: ح 1665 و 1668 و 5688 و 6542 و 9145 و 9822 و 10065 و 10066 و 10072.
246
الوليمة
[15410] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال
رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) قال: الوليمة يوم ويومان مكرمة وثلاثة أيام رياء وسمعة (1).
[15411] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الوليمة أول يوم حق والثاني معروف
وما زاد رياء وسمعة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15412] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أجب في الوليمة والختان ولا تجب في خفض الجواري (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15413] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الوليمة في أربع: العرس والخرس
وهو المولود يعق عنه ويطعم والأعذار وهو ختان الغلام والإياب وهو الرجل يدعو
إخوانه إذا آب من غيبته.
وفي رواية أخرى: أو توكير وهو بناء الدار [أ] و غيره (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 5 / 368 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 368 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 275 ح 6.
(4) الكافي: 6 / 281 ح 3.
247
[15414] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن بعض أصحابنا قال: أولم أبو الحسن موسى (عليه السلام) وليمة على بعض ولده فأطعم أهل
المدينة ثلاثة أيام الفالوذجات في الجفان في المساجد والأزقة، فعابه بذلك بعض أهل
المدينة فبلغه (عليه السلام) ذلك، فقال: ما آتى الله عز وجل نبيا من أنبيائه شيئا إلا وقد آتى
محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) مثله وزاده ما لم يؤتهم قال لسليمان (عليه السلام): (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك
بغير حساب) (1) وقال لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم): (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا) (2) (3).
[15415] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد بإسناد ذكره عن
أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طعام وليمة يخص بها الأغنياء ويترك
الفقراء (4).
[15416] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الهيثم بن
أبي مسروق، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لا تجب الدعوة إلا في
أربع: العرس والخرس والإياب والأعذار (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15417] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن معاوية
ابن عمار قال: قال رجل لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا نجد لطعام العرس رائحة ليست برائحة
غيره، فقال له: ما من عرس يكون ينحر فيه جزور أو تذبح بقرة أو شاة إلا بعث الله



(1) سورة ص: 39.
(2) سورة الحشر: 7.
(3) الكافي: 6 / 281 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 282 ح 4.
(5) الكافي: 6 / 281 ح 2.
248
تبارك وتعالى ملكا معه قيراط من مسك الجنة حتى يديفه في طعامهم فتلك الرائحة
التي تشم لذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15418] 9 - الصدوق بإسناده عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام): إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا وليمة إلا في خمس في عرس أو خرس أو عذار أو وكار أو
ركاز، فالعرس: التزويج، والخرس: النفاس بالولد، والعذار: الختان، والوكار:
الرجل يشتري الدار، والركاز: الرجل يقدم من مكة (2).
لم يذكر الصدوق (رحمه الله) سنده إلى موسى بن بكر في مشيخة الفقيه ورويها أيضا
الطوسي (قدس سره) في التهذيب: 7 / 409 ح 6.
[15419] 10 - الطوسي، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن عيسى، عن محمد بن
عيسى، عن إسماعيل بن أبي زياد بواسطة، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام): إن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن رجل يدعى إلى وليمة وإلى جنازة فأيهما أفضل وأيهما يجيب؟
فقال: يجيب الجنازة فإنها تذكر الآخرة وليدع الوليمة فإنها تذكر الدنيا (3).



(1) الكافي: 6 / 282 ح 5.
(2) الفقيه: 3 / 402 ح 4404.
(3) التهذيب: 1 / 462 ح 155.
249
الوهم
[15420] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله (لا تدركه
الأبصار) (1) قال: إحاطة الوهم ألا ترى إلى قوله (قد جاءكم بصائر من ربكم)
ليس يعني بصر العيون (فمن أبصر فلنفسه) ليس يعني من البصر بعينه (ومن
عمى فعليها) (2) ليس يعني عمى العيون إنما عنى إحاطة الوهم كما يقال: فلان بصير
بالشعر وفلان بصير بالفقه وفلان بصير بالدراهم وفلان بصير بالثياب، الله أعظم من
أن يرى بالعين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15421] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن
ابن أبي نجران قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن التوحيد فقلت: أتوهم شيئا؟ فقال:
نعم، غير معقول ولا محدود فما وقع وهمك عليه من شيء فهو خلافه، لا يشبهه شيء
ولا تدركه الأوهام كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصور في
الأوهام إنما يتوهم شيء غير معقول ولا محدود (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) سورة الأنعام: 103.
(2) سورة الأنعام: 104.
(3) الكافي: 1 / 98 ح 9.
(4) الكافي: 1 / 82 ح 1.
250
[15422] 3 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل البرمكي،
عن علي بن عباس الخراذيني، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر الجعفري،
عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: ذكر عنده قوم يزعمون أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء
الدنيا، فقال: إن الله لا ينزل ولا يحتاج إلى أن ينزل، إنما منظره في القرب والبعد سواء
لم يبعد منه قريب ولم يقرب منه بعيد ولم يحتج إلى شيء بل يحتاج إليه، وهو ذو الطول
إلا إله إلا هو العزيز الحكيم أما قول الواصفين: إنه ينزل تبارك وتعالى فإنما يقول ذلك
من ينسبه إلى نقص أو زيادة، وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به، فمن
ظن بالله الظنون هلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدونه بنقص أو
زيادة أو تحريك أو تحرك أو زوال أو استنزال أو نهوض أو قعود، فإن الله جل وعز
عن صفة الواصفين ونعت الناعتين وتوهم المتوهمين، وتوكل على العزيز الرحيم الذي
يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين (1).
[15423] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: عشر ركعات ركعتان من الظهر وركعتان
من العصر وركعتا الصبح وركعتا المغرب وركعتا العشاء الآخرة لا يجوز الوهم فيهن
ومن وهم في شيء منهن استقبل الصلاة استقبالا وهي الصلاة التي فرضها الله عز وجل على
المؤمنين في القرآن وفوض إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فزاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصلاة سبع ركعات
وهي سنة ليس فيها قراءة إنما هو تسبيح وتهليل وتكبير ودعاء فالوهم إنما يكون
فيهن فزاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في صلاة المقيم غير المسافر ركعتين في الظهر والعصر
والعشاء الآخرة وركعة في المغرب للمقيم والمسافر (2).
الرواية صحيحة الإسناد. والوهم هنا بمعنى الشك وهكذا في الرواية الآتية.



(1) الكافي: 1 / 125 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 273 ح 7.
251
[15424] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، ومحمد
ابن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة،
وأبي بصير قالا: قلنا له: الرجل يشك كثيرا في صلاته حتى لا يدري كم صلى ولا ما
بقي عليه؟ قال: يعيد، قلنا له: فإنه يكثر عليه ذلك كلما عاد شك؟ قال: يمضي في
شكه ثم قال: لا تعودوا الخبيث من أنفسكم بنقض الصلاة فتطمعوه فإن الشيطان
خبيث يعتاد لما عود فليمض أحدكم في الوهم ولا يكثرن نقض الصلاة فإنه إذا فعل
ذلك مرات لم يعد إليه الشك، قال زرارة: ثم قال: إنما يريد الخبيث أن يطاع فإذا
عصي لم يعد إلى أحدكم (1).
الرواية صحيحة الإسناد. ووردت في كثير الشك.
[15425] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار، ومحمد
ابن الحسن، عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن
أبي الحسن (عليه السلام) في أربعة شهدوا على رجل أنه زنى فرجم ثم رجعوا وقالوا: قد وهمنا
يلزمون الدية وإن قالوا: إنا تعمدنا قتل أي الأربعة شاء ولي المقتول ورد الثلاثة ثلاثة
أرباع الدية إلى أولياء المقتول الثاني ويجلد الثلاثة كل واحد منهم ثمانين جلدة وإن شاء
ولي المقتول أن يقتلهم رد ثلاث ديات على أولياء الشهود الأربعة ويجلدون ثمانين كل
واحد منهم ثم يقتلهم الإمام، وقال: في رجلين شهدا على رجل أنه سرق فقطع ثم
رجع واحد منهما وقال: وهمت في هذا ولكن كان غيره يلزم نصف دية اليد ولا تقبل
شهادته في الآخر فإن رجعا جميعا وقالا: وهمنا بل كان السارق فلانا الزما دية اليد
ولا تقبل شهادتهما في الآخر، وإن قالا: إنا تعمدنا قطع يد أحدهما بيد المقطوع
ويؤدي الذي لم يقطع ربع دية الرجل على أولياء المقطوع اليد فإن قال المقطوع الأول



(1) الكافي: 3 / 358 ح 2.
252
لا أرضى أو تقطع أيديهما معا رد دية يد فتقسم بينهما وتقطع أيديهما (1).
الحكم بربع دية الرجل إما محمول على التقية أو على إجراء الحكم عند
المخالفين.
[15426] 7 - الصدوق، عن الفامي، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن ابن عيسى،
عن محمد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من شبه الله بخلقه فهو مشرك إن الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء وكل
ما وقع في الوهم فهو بخلافه (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[15427] 8 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن محمد العطار، عن ابن أبان، عن ابن أورمة،
عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن عبد الله بن جرير العبدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
أنه كان يقول: الحمد لله الذي لا يحس ولا يجس ولا يمس ولا يدرك بالحواس الخمس
ولا يقع عليه الوهم ولا تصفه الألسن وكل شيء حسته الحواس أو لمسته الأيدي فهو
مخلوق، الحمد لله الذي كان إذ لم يكن شيء غيره وكون الأشياء فكانت كما كونها
وعلم ما كان وما هو كائن (3).
[15428] 9 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم الطالقاني، عن أحمد بن محمد بن سعيد
الكوفي، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال:
قلت له: لم خلق الله عز وجل الخلق على أنواع شتى ولم يخلقهم نوعا واحدا؟ فقال:
لئلا يقع في الأوهام أنه عاجز ولا يقع صورة في وهم ملحد إلا وقد خلق الله عز وجل عليها
خلقا لئلا يقول قائل: هل يقدر الله عز وجل على أن يخلق صورة كذا وكذا، لأنه لا يقول



(1) الكافي: 7 / 366 ح 4.
(2) التوحيد: 80 ح 36.
(3) التوحيد: 75 ح 29.
253
من ذلك شيئا إلا وهو موجود في خلقه تبارك وتعالى فيعلم بالنظر إلى أنواع خلقه أنه
على كل شيء قدير (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15429] 10 - الصدوق، عن ابن عصام، عن الكليني، عن محمد بن علي بن معن،
عن محمد بن علي بن عاتكة، عن الحسين بن النضر الفهري، عن عمرو الأوزاعي،
عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام)،
عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة خطبها بعد موت
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بسبعة أيام وذلك حين فرغ من جمع القرآن فقال: الحمد لله الذي أعجز
الأوهام أن تنال إلا وجوده وحجب العقول عن أن تتخيل ذاته في امتناعها من الشبه
والشكل بل هو الذي لم يتفاوت في ذاته ولم يتبعض بتجزئة العدد في كماله، فارق
الأشياء لا على اختلاف الأماكن وتمكن منها لا على الممازجة، وعلمها لا بأداة
- لا يكون العلم إلا بها - وليس بينه وبين معلومه علم غيره، إن قيل: كان، فعلى
تأويل أزلية الوجود، وإن قيل: لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم فسبحانه وتعالى عن
قول من عبد سواه واتخذ إلها غيره علوا كبيرا، الحديث (2).



(1) علل الشرائع: 14 ح 13.
(2) التوحيد: 72 ح 27.
254
الويل
[15430] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن
حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه
السلام: ويل لعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15431] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)
يقول: إن في بعض ما أنزل الله من كتبه: إني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخير وخلقت
الشر فطوبى لمن أجريت على يديه الخير وويل لمن أجريت على يديه الشر وويل لمن
يقول: كيف ذا؟ وكيف ذا؟ (2).
[15432] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن يحيى، عن
محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن سعد بن
طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أحب أن يحيى حياة تشبه
حياة الأنبياء ويموت ميتة تشبه ميتة الشهداء ويسكن الجنان التي غرسها الرحمن،
فليتول عليا وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعده فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، اللهم
ارزقهم فهمي وعلمي وويل للمخالفين لهم من أمتي اللهم لا تنلهم شفاعتي (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 1 / 47 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 154 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 208 ح 3.
255
[15433] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، والحسن بن محمد، عن جعفر بن محمد،
عن القاسم بن إسماعيل الأنباري، عن الحسين بن علي، عن أبي المغرا، عن
ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ويل لطغاة العرب من أمر قد
اقترب، قلت: جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟ قال: نفر يسير، قلت: والله إن
من يصف هذا الأمر منهم لكثير، قال: لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا
ويستخرج في الغربال خلق كثير (1).
[15434] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن إسماعيل بن جابر، عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز وجل يقول: ويل للذين يختلون الدنيا بالدين وويل للذين
يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية،
أبي يغترون أم علي يجترؤون فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تترك الحليم منهم
حيران (2).
[15435] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان،
عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن
أبي جعفر (عليه السلام) وأبي عبد الله (عليه السلام) قال: ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر (3).
[15436] 7 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن أحمد، عن محمد بن أحمد النهدي،
عن محمد بن الوليد، عن أبان بن عثمان، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لجعفر (عليه السلام) حين قدم من الحبشة: أي شيء أعجب ما رأيت؟ قال:



(1) الكافي: 1 / 370 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 299 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 56 ح 4.
256
رأيت حبشية مرت وعلى رأسها مكتل فمر رجل فزحمها فطرحها ووقع المكتل عن
رأسها فجلست، ثم قالت: ويل لك من ديان يوم الدين إذا جلس على الكرسي وأخذ
للمظلوم من الظالم، فتعجب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
المكتل - كمنبر -: زنبيل يسع خمسة عشر صاعا.
[15437] 8 - الصدوق قال: روي أنه هبط جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قباء أسود
ومنطقة فيها خنجر، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا جبرئيل ما هذا الزي؟ فقال: زي ولد عمك
العباس، يا محمد ويل لولدك من ولد عمك العباس، فخرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى العباس
فقال: يا عم ويل لولدي من ولدك، فقال: يا رسول الله أفأجب نفسي؟ قال: جرى
القلم بما فيه (2).
[15438] 9 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ويل لتجار أمتي من لا والله
وبلى والله وويل لصناع أمتي من اليوم وغد (3).
[15439] 10 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: طوبى لمن طال عمره
وحسن عمله فحسن منقلبه إذ رضي عنه ربه، وويل لمن طال عمره وساء عمله فساء
منقلبه إذ سخط عليه ربه عز وجل (4).
[15440] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: ويل
لمن غلبت آحاده أعشاره، فقلت له: وكيف هذا؟ فقال: أما سمعت الله عز وجل يقول:
(من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها) (5)



(1) الكافي: 8 / 366 ح 557.
(2) الفقيه: 1 / 252 ح 769.
(3) الفقيه: 3 / 160 ح 3584.
(4) الفقيه: 4 / 396 ح 5846.
(5) سورة الأنعام: 160.
257
فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة
فنعوذ بالله ممن يرتكب في يوم واحد عشر سيئات ولا تكون له حسنة واحدة فتغلب
حسناته سيئاته (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15441] 12 - الصدوق بإسناده عن الجواد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في حديث:... ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة
رضي عنها زوجها (2).
[15442] 13 - الصدوق بإسناده عن الرضا (عليه السلام) أنه قال في حديث:... وكان نقش
خاتم عيسى (عليه السلام) حرفين اشتقهما من الإنجيل: طوبى لعبد ذكر الله من أجله وويل لعبد
نسي الله من أجله، الحديث (3).
[15443] 14 - الصدوق، عن الهمداني، عن محمد بن معقل القرميسيني، عن محمد
ابن عبد الله البصري، عن إبراهيم بن مهزم، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم
الله فهمي وعلمي وحكمتي وخلقهم من طينتي وويل للمتكبرين عليهم بعدي
القاطعين فيهم صلتي ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي (4).
[15444] 15 - الصدوق، عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، عن منصور بن عبد الله
الاصفهاني، عن علي بن عبد الله الإسكندراني، عن أحمد بن علي بن مهدي الرقي،
عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي طوبى لمن أحبك وصدق بك وويل لمن أبغضك وكذب



(1) معاني الأخبار: 248 ح 1.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 11 ح 24.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السبعون ح 5 / 542 الرقم 726.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 64 ح 32.
258
بك محبوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك هم أهل
الدين والورع والسمت الحسن والتواضع لله عز وجل خاشعة أبصارهم وجلة قلوبهم لذكر
الله عز وجل وقد عرفوا حق ولايتك وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكبة تحننا عليك
وعلى الأئمة من ولدك يدينون الله بما أمرهم به في كتابه وجاءهم به البرهان من سنة
نبيه عاملون بما يأمرهم به أولوا الأمر منهم، متواصلون غير متقاطعين، متحابون
غير متباغضين، إن الملائكة لتصلي عليهم وتؤمن على دعائهم وتستغفر للمذنب منهم
وتشهد حضرته وتستوحش لفقده إلى يوم القيامة (1).
[15445] 16 - المفيد، عن الجعابي، عن محمد بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن
الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي
بكم يفتح هذا الأمر وبكم يختم عليكم بالصبر فإن العاقبة للمتقين أنتم حزب الله
وأعداؤكم حزب الشيطان، طوبى لمن أطاعكم وويل لمن عصاكم أنتم حجة الله على
خلقه والعروة الوثقى من تمسك بها اهتدى ومن تركها ظل، أسأل الله لكم الجنة
لا يسبقكم أحد إلى طاعة الله فأنتم أولى بها (2).
[15446] 17 - المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن معروف،
عن ابن مهزيار، عن واصل بن سليمان، عن ابن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: كان المسيح (عليه السلام) يقول لأصحابه: إن كنتم أحبائي وإخواني فوطنوا أنفسكم
على العداوة والبغضاء من الناس فإن لم تفعلوا فلستم بإخواني، إنما أعلمكم لتعملوا
ولا أعلمكم لتعجبوا. إنكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ما تشتهون وبصبركم على ما
تكرهون.
وإياكم والنظرة فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة.



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 261 ح 21.
(2) أمالي المفيد: المجلس الثاني عشر ح 9 / 109.
259
يا طوبى لمن يرى بعينيه الشهوات ولم يعمل بقلبه المعاصي ما أبعد ما قد فات
و [ما] أدنى ما هو آت ويل للمغترين لو قد آزفهم ما يكرهون وفارقهم ما يحبون
وجاءهم ما يوعدون في خلق هذا الليل والنهار معتبر.
ويل لمن كانت الدنيا همه والخطايا عمله كيف يفتضح غدا عند ربه، ولا تكثروا
الكلام في غير ذكر الله فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن
لا يعلمون، لا تنظروا إلى عيوب الناس كأنكم رئايا عليهم ولكن انظروا في خلاص
أنفسكم فإنما أنتم عبيد مملوكون.
إلى كم يسيل الماء على الجبل لا يلين؟ إلى كم تدرسون الحكمة لا يلين عليها
قلوبكم؟ عبيد السوء فلا عبيد أتقياء، ولا أحرار كرام، إنما مثلكم كمثل الدفلى
يعجب بزهرها من يراها ويقتل من طعمها والسلام (1).
الرواية معتبرة الإسناد. أزفهم: أي أعجلهم. رئايا عليهم: أي عيونا وجواسيس
عليهم. الدفلى: نبت مر يقال لها بالفارسية «خرزهره» قتال زهره.
[15447] 18 - المفيد، عن الأوزاعي رفعه أن لقمان الحكيم قال في وصاياه:... يا بني
ويل لمن تجبر وتكبر، كيف يتعظم من خلق من طين وإلى طين يعود ثم لا يدري إلى
ماذا يصير إلى الجنة فقد فاز، أو إلى النار فقد خسر خسرانا مبينا وقد خاب.
ويروى: كيف يتجبر من قد جرى في مجرى البول مرتين (2).
[15448] 19 - فرات بن إبراهيم الكوفي، عن محمد بن أحمد معنعنا عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم: يا علي إن جبرئيل (عليه السلام) أخبرني أن أمتي تغدر
بك من بعدي فويل ثم ويل ثم ويل لهم ثلاث مرات، قلت: يا رسول الله وما ويل؟
قال: واد في جهنم أكثر أهله معادوك والقاتلون لذريتك والناكثون لبيعتك، فطوبى ثم



(1) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 43 / 208.
(2) الاختصاص: 338.
260
طوبى ثم طوبى ثلاث مرات لمن أحبك ووالاك، قلت: يا رسول الله وما طوبى؟ قال:
شجرة في دارك في الجنة ليس دار من دور شيعتك في الجنة إلا وفيها غصن من تلك
الشجرة تهدل عليهم بكل ما يشتهون (1).
[15449] 20 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
ويل للمخدوم من الخادم يوم القيامة (2).
[15450] 21 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
الويل لظالمي أهل بيتي، عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار (3).
[15451] 22 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ويل
لمن علم ولم ينفعه علمه سبع مرات، وويل لمن لم يعلم ولو شاء لعلمه ثلاث مرات (4).
[15452] 23 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال (5).
[15453] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... فالويل لمن أنكر
المقدر وجحد المدبر، زعموا أنهم كالنبات مالهم زارع ولا لاختلاف صورهم صانع
ولم يلجؤا إلى حجة فيما ادعوا، ولا تحقيق لما أوعوا، وهل يكون بناء من غير بان أو
جناية من غير جان، الخطبة (6).
[15454] 25 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبيد الله بن الحسين العلوي،
عن محمد بن علي بن حمزة العلوي، عن أبيه، عن الحسين بن زيد بن علي قال: سألت



(1) تفسير فرات الكوفي: 215 الطبعة الحديثة، ونقل عنه في بحار الأنوار: 8 / 312.
(2) جامع الأحاديث: 127.
(3) جامع الأحاديث: 128.
(4) جامع الأحاديث: 129.
(5) جامع الأحاديث: 130.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 185.
261
أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) عن سن جدنا علي بن الحسين (عليهما السلام)، فقال: أخبرني
أبي (عليه السلام)، عن أبيه علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: كنت أمشي خلف عمي وأبي الحسن
والحسين في بعض طرقات المدينة في العام الذي قبض فيه عمي الحسن وأنا يومئذ
غلام قد ناهزت الحلم أو كدت، فلقيهما جابر بن عبد الله وأنس بن مالك
الأنصاريان في جماعة من قريش والأنصار فما تمالك جابر بن عبد الله حتى أكب على
أيديهما وأرجلهما يقبلها، فقال له رجل من قريش كان نسيبا لمروان: أتصنع هذا
يا أبا عبد الله في سنك هذا وموضعك من صحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وكان جابر قد
شهد بدرا، فقال له: إليك عني فلو علمت يا أخا قريش من فضلهما ومكانهما ما أعلم
لقبلت ما تحت أقدامهما من التراب.
ثم أقبل جابر على أنس بن مالك، فقال: يا أبا حمزة أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فيهما بأمر ما ظننته أن يكون في بشر، قال له أنس: وبما ذا أخبرك يا أبا عبد الله؟
قال علي بن الحسين: فانطلق الحسن والحسين (عليهما السلام) ووقفت أنا أسمع محاورة القوم
فأنشأ جابر يحدث قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم في المسجد وقد خف من حوله
إذ قال لي: يا جابر ادع لي حسنا وحسينا، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) شديد الكلف بهما، فانطلقت
فدعوتهما، وأقبلت أحمل هذا مرة وهذا أخرى حتى جئته بهما، فقال لي وأنا أعرف
السرور في وجهه لما رأى من محبتي لهما وتكريمي إياهما: أتحبهما يا جابر؟ قلت: وما
يمنعني من ذلك فداك أبي وأمي ومكانهما منك مكانهما، قال: أفلا أخبرك عن فضلهما؟
قلت: بلى بأبي أنت وأمي.
قال: إن الله تعالى لما أحب أن يخلقني خلقني نطفة بيضاء طيبة، فأودعها صلب
أبي آدم (عليه السلام) فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح وإبراهيم (عليهما السلام) ثم
كذلك إلى عبد المطلب فلم يصبني من دنس الجاهلية شيء ثم افترقت تلك النطفة
شطرين إلى عبد الله وأبي طالب، فولدني أبي فختم الله بي النبوة وولد علي فختمت به
الوصية ثم اجتمعت النطفتان مني ومن علي فولدتا الجهر والجهير الحسنين، فختم الله

262
بهما أسباط النبوة وجعل ذريتي منهما والذي يفتح مدينة - أو قال: مدائن - الكفر فمن
ذرية هذا - وأشار إلى الحسين (عليه السلام) - رجل يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلا
بعد ما ملئت ظلما وجورا، فهما طاهران مطهران، وهما سيدا شباب أهل الجنة طوبى
لمن أحبهما وأباهما وأمهما وويل لمن حاربهم وأبغضهم (1).
[15455] 26 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر بن الحسن
الرزاز، عن أبي أمه محمد بن عيسى القيسي، عن إسحاق بن يزيد، عن عبد الغفار بن
القاسم، عن عبد الله بن شريك العامري، عن جندب بن عبد الله البجلي، عن علي بن
أبي طالب (عليه السلام) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن يضرب الحجاب وهو في
منزل عائشة، فجلست بينه وبينها، فقالت: يا بن أبي طالب، ما وجدت لاستك
مكانا غير فخذي أمط عني، فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين كتفيها ثم قال لها: ويل لك
ما تريدين من أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين؟ (2).
[15456] 27 - الطوسي، عن المفيد، عن علي بن خالد، عن محمد بن صالح، عن
عبد الأعلى بن واصل، عن مخول بن إبراهيم، عن علي بن حزور، عن ابن نباتة، عن
عمار بن ياسر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا علي إن الله قد زينك بزينة لم
يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها، زينك بالزهد في الدنيا وجعلك لا ترزأ منها شيئا
ولا ترزأ منك شيئا، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون
بك إماما فطوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأما من
أحبك وصدق فيك فأولئك جيرانك في دارك وشركاؤك في جنتك، وأما من أبغضك
وكذب عليك فحق على الله أن يوقفه موقف الكذابين (3).



(1) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 2 / 499 ح 1095.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السابع والعشرون ح 3 / 602 الرقم 1246.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السابع ح 5 / 181 الرقم 303.
263
[15457] 28 - الطوسي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في وصيته لأبي ذر:...
يا أبا ذر من ملك ما بين فخذيه وبين لحييه دخل الجنة. قلت: يا رسول الله إنا لنؤخذ
بما ينطق به ألسنتنا؟ قال: يا أبا ذر وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا
حصائد ألسنتهم، إنك لا تزال سالما ما سكت فإذا تكلمت كتب لك أو عليك.
يا أبا ذر إن الرجل يتكلم بالكلمة من رضوان الله فيكتب له بها رضوانه إلى يوم
القيامة وإن الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوى في جهنم ما بين
السماء والأرض.
يا أبا ذر ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له، ويل له، ويل له،
الحديث (1).
[15458] 29 - القطب الراوندي رفعه وقال: روي أن عبد الله بن الزبير قال:
احتجم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذت الدم لأهريقه، فلما برزت حسوته، فلما رجعت، قال:
ما صنعت؟ قلت: جعلته في أخفى مكان، قال: ألفاك شربت الدم، ثم قال: ويل
للناس منك وويل لك من الناس (2).
[15459] 30 - المجلسي رفعه وقال:... فسقطت فاطمة (عليها السلام) على وجهها وهي
تقول: الويل ثم الويل لمن دخل النار... (3).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار فإن شئت أكثر مما ذكرنا
لك فراجعها، والحمد لله رب العالمين.



(1) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 / 536 الرقم 1162.
(2) الخرايج: 1 / 67 ح 122، ونقل عنه في بحار الأنوار: 22 / 113 ح 80.
(3) بحار الأنوار: 43 / 88، ونقل عنه في مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام): 77 للعلامة السيد حسين شيخ
الاسلامي.
264
باب الياء

265
يأتي على الناس
[15460] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي،
عن بعض أصحابه، عن أبي سعيد الخيبري، عن المفضل بن عمر قال: قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): اكتب وبث علمك في إخوانك فإن مت فأورث كتبك بنيك فإنه يأتي
على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم (1).
[15461] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن سليمان بن سفيان،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يأتي على الناس زمان من سأل الناس
عاش ومن سكت مات، قلت: فما أصنع إن أدركت ذلك الزمان؟ قال: تعينهم بما
عندك فإن لم تجد فتجاهد (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15462] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد،
عن ابن فضال، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يأتي على الناس
زمان عضوض يعض كل امرء على ما في يديه وينسى الفضل وقد قال الله عز وجل:
(ولا تنسوا الفضل بينكم) (3) ينبري في ذلك الزمان قوم يعاملون المضطرين هم
شرار الخلق (4).



(1) الكافي: 1 / 52 ح 11.
(2) الكافي: 4 / 46 ح 1.
(3) سورة البقرة: 237.
(4) الكافي: 5 / 310 ح 28.
267
الرواية موثقة سندا. زمن عضوض: كلب صعب. ينبري: أي يتعرض.
[15463] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو
ابن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يأتي على الناس
زمان يشكون فيه ربهم، قلت: وكيف يشكون فيه ربهم؟ قال: يقول الرجل: والله
ما ربحت شيئا منذ كذا وكذا ولا آكل ولا أشرب إلا من رأس مالي ويحك وهل أصل
مالك وذروته إلا من ربك؟! (1).
[15464] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن
العباس بن عامر، عن العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر ولا الغنى إلا بالغصب
والبخل ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على
الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل
وهو يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي (2).
[15465] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مداراة الناس نصف الإيمان
والرفق بهم نصف العيش، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): خالطوا الأبرار سرا وخالطوا
الفجار جهارا ولا تميلوا عليهم فيظلموكم فإنه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من
ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله وصبر نفسه على أن يقال له: أنه أبله لا عقل له (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15466] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيأتي على الناس زمان تخبس فيه



(1) الكافي: 5 / 312 ح 37.
(2) الكافي: 2 / 91 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 117 ح 5.
268
سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا لا يريدون به ما عند ربهم يكون دينهم
رياء لا يخالطهم خوف يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم (1).
الرواية معتبرة الإسناد. ورويها أيضا بهذا السند في الكافي: 8 / 306 ح 476،
ورويها الصدوق بسند معتبر في عقاب الأعمال: 301 ح 3.
[15467] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيأتي على
الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد
الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء
تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود (2).
الرواية معتبرة الإسناد. ورويها الصدوق بسند معتبر في عقاب الأعمال: 301 ح 4.
[15468] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن سعد بن المنذر بن
محمد، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن أبيه قال:
خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) ورواها غيره بغير هذا الإسناد وذكر أنه خطب بذي قار
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الله تبارك وتعالى بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق
ليخرج عباده من عبادة عباده إلى عبادته ومن عهود عباده إلى عهوده ومن طاعة
عباده إلى طاعته ومن ولاية عباده إلى ولايته بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه
وسراجا منيرا عودا وبدءا وعذرا ونذرا بحكم قد فصله وتفصيل قد أحكمه وفرقان
قد فرقه وقرآن قد بينه ليعلم العباد ربهم إذ جهلوه وليقروا به إذ جحدوه وليثبتوه بعد
إذ أنكروه فتجلى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه، فأراهم حلمه كيف
حلم وأراهم عفوه كيف عفا وأراهم قدرته كيف قدر، وخوفهم من سطوته وكيف
خلق ما خلق من الآيات وكيف محق من محق من العصاة بالمثلات واحتصد من



(1) الكافي: 2 / 296 ح 14.
(2) الكافي: 8 / 307 ح 479.
269
احتصد بالنقمات وكيف رزق وهدى وأعطى، وأراهم حكمه كيف حكم وصبر حتى
يسمع ما يسمع ويرى.
فبعث الله عز وجل محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك ثم إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك
الزمان شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب على الله تعالى
ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته
ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه وليس في العباد
ولا في البلاد شيء هو أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر وليس فيها فاحشة أنكر
ولا عقوبة أنكى من الهدى عند الضلال في ذلك الزمان فقد نبذ الكتاب حملته،
وتناساه حفظته حتى تمالت بهم الأهواء وتوارثوا ذلك من الآباء وعلموا بتحريف
الكتاب كذبا وتكذيبا فباعوه بالبخس وكانوا فيه من الزاهدين فالكتاب وأهل
الكتاب في ذلك الزمان طريدان منفيان وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا
يأويهما مؤو، فحبذا ذانك الصاحبان واها لهما ولما يعملان له فالكتاب وأهل الكتاب
في ذلك الزمان في الناس وليسوا فيهم ومعهم وليسوا معهم وذلك لأن الضلالة لا توافق
الهدى وإن اجتمعا وقد اجتمع القوم على الفرقة وافترقوا عن الجماعة قد ولوا أمرهم
وأمر دينهم من يعمل فيهم بالمكر والمنكر والرشا والقتل كأنهم أئمة الكتاب وليس
الكتاب إمامهم لم يبق عندهم من الحق إلا اسمه ولم يعرفوا من الكتاب إلا خطه وزبره،
يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فلا يطمئن جالسا حتى يخرج من الدين
ينتقل من دين ملك إلى دين ملك ومن ولاية ملك إلى ولاية ملك ومن طاعة ملك إلى
طاعة ملك ومن عهود ملك إلى عهود ملك فاستدرجهم الله تعالى من حيث لا يعلمون
وإن كيده متين بالأمل والرجاء حتى توالدوا في المعصية ودانوا بالجور والكتاب لم
يضرب عن شيء منه صفحا ضلالا تائهين، قد دانوا بغير دين الله عز وجل وأدانوا لغير
الله.
مساجدهم في ذلك الزمان عامرة من الضلالة خربة من الهدى [قد بدل فيها من

270
الهدى] فقراؤها وعمارها أخائب خلق الله وخليقته من عندهم جرت الضلالة وإليهم
تعود فحضور مساجدهم والمشي إليها كفر بالله العظيم إلا من مشى إليها وهو عارف
بضلالهم فصارت مساجدهم من فعالهم على ذلك النحو خربة من الهدى عامرة من
الضلالة قد بدلت سنة الله وتعديت حدوده ولا يدعون إلى الهدى ولا يقسمون الفيئ
ولا يوفون بذمة، يدعون القتيل منهم على ذلك شهيدا قد أتوا الله بالافتراء والجحود
واستغنوا بالجهل عن العلم ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة وسموا صدقهم على
الله فرية وجعلوا في الحسنة العقوبة السيئة وقد بعث الله عز وجل إليكم رسولا من أنفسكم
عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنزل عليه كتابا
عزيزا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد قرآنا عربيا
غير ذي عوج لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فلا يلهينكم الأمل ولا
يطولن عليكم الأجل فإنما أهلك من كان قبلكم أمد أملهم وتغطية الآجال عنهم حتى
نزل بهم الموعود الذي ترد عنه المعذرة وترفع عنه التوبة وتحل معه القارعة والنقمة
وقد أبلغ الله عز وجل إليكم بالوعد وفصل لكم القول وعلمكم السنة وشرح لكم المناهج
ليزيح العلة وحث على الذكر ودل على النجاة وإنه من انتصح لله واتخذ قوله دليلا هداه
للتي هي أقوم ووفقه للرشاد وسدده ويسره للحسنى فإن جار الله آمن محفوظ وعدوه
خائف مغرور، الحديث (1).
[15469] 10 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: الوضوء مد والغسل
صاع وسيأتي أقوام بعدي يستقلون ذلك فأولئك على خلاف سنتي والثابت على سنتي
معي في حظيرة القدس (2).
المد: قريب من 43 ليتر والصاع: قريب من 3 ليتر، والظاهر إن هذا المقدار
يكفي لجميع الواجبات والمستحبات في الوضوء والغسل.



(1) الكافي: 8 / 386 ح 586.
(2) الفقيه: 1 / 34 ح 70.
271
[15470] 11 - الصدوق، عن القطان، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن
ابن بهلول، عن أبيه، عن حفص، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يأتي على الناس زمان يكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع،
خير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين (1).
اللكع عند العرب العبد ثم استعمل في الحمق والذم.
[15471] 12 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن أبيه، عن
المغيرة، عن المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: يأتي على
الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان إن أدنى ما
يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري جل جلاله فيقول: عبادي وإمائي آمنتم
بسري وصدقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب مني فأنتم عبادي وإمائي حقا منكم
أتقبل وعنكم أعفو ولكم أغفر وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء ولولاكم
لأنزلت عليهم عذابي، قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله فما أفضل ما يستعمله
المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: حفظ اللسان ولزوم البيت (2).
[15472] 13 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير،
عن جميل، عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يأتي على الناس زمان يغيب عنهم
إمامهم، فقلت له: ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟ قال: يتمسكون بالأمر الذي هم
عليه حتى يتبين لهم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15473] 14 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن علي بن



(1) معاني الأخبار: 325.
(2) كمال الدين وتمام النعمة: 1 / 330 ح 15.
(3) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 350 ح 44.
272
مهزيار بإسناده يرفعه قال: يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء:
تسعة منها في اعتزال الناس وواحدة في الصمت (1).
الرواية مرفوعة مضمرة.
[15474] 15 - الصدوق بأسانيده الثلاثة عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن
الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: خطبنا أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: سيأتي على الناس زمان
عضوض يعض المؤمن على ما في يده ولم يؤمر بذلك قال الله تعالى: (ولا تنسوا
الفضل بينكم إن الله كان بما تعملون بصيرا) (2) وسيأتي زمان يقدم فيه
الأشرار وينسى فيه الأخيار ويبايع المضطر وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن بيع
المضطر وعن بيع الغرر، فاتقوا الله يا أيها الناس وأصلحوا ذات بينكم واحفظوني
في أهلي (3).
روى الشريف الرضي مثلها في نهج البلاغة: الحكمة 468.
[15475] 16 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: يأتي على الناس
زمان لا يبالي الرجل ما تلف من دينه إذا سلمت له دنياه (4).
[15476] 17 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: يأتي على الناس
زمان يكون الناس فيه ذئابا، فمن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب (5).
[15477] 18 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس
زمان ليس فيه شيء أعز من أخ أنيس وكسب درهم حلال (6).



(1) الخصال: 2 / 437 ح 24.
(2) سورة البقرة: 237.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 45 ح 168.
(4) تحف العقول: 52.
(5) تحف العقول: 54.
(6) تحف العقول: 368.
273
[15478] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس زمان
لا يقرب فيه إلا الماجل ولا يظرف فيه إلا الفاجر ولا يضعف فيه إلا المنصف، يعدون
الصدقة فيه غرما وصلة الرحم منا والعبادة استطالة على الناس، فعند ذلك يكون
السلطان بمشورة النساء وإمارة الصبيان وتدبير الخصيان (1).
[15479] 20 - الطوسي بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين،
عن محمد بن حسان، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): للمؤذن فيما بين الأذان والإقامة مثل أجر الشهيد المتشحط
بدمه في سبيل الله، قال: قلت: يا رسول الله إنهم يجتلدون على الأذان، قال: كلا إنه
يأتي على الناس زمان يطرحون الأذان على ضعفائهم وتلك لحوم حرمها الله على
النار (2).
روى الصدوق مثلها في ثواب الأعمال: 53 ح 1 مسندا، وفي الفقيه: 1 / 283
ح 869 مرفوعا.
يجتلدون: يتقابلون ويتنازعون على الأذان رغبة فيه وحرصا عليه.
[15480] 21 - الطوسي بإسناده عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن
حماد الأنصاري، عن محمد بن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يأتي على الناس زمان يكون فيه حج الملوك نزهة وحج الأغنياء تجارة وحج المساكين
مسألة (3).
[15481] 22 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن الحسين بن
حفص، عن إسماعيل بن موسى، عن عمرو بن شاكر من أهل المصيصة، عن أنس



(1) نهج البلاغة: الحكمة 102.
(2) التهذيب: 2 / 283 ح 32.
(3) التهذيب: 5 / 462 ح 259.
274
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض
على الجمر (1).
[15482] 23 - الطوسي بهذا الإسناد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يأتي على الناس زمان
الصابر منهم على دينه له أجر خمسين منكم. قالوا: يا رسول الله أجر خمسين منا؟
قال: نعم أجر خمسين منكم، قالها ثلاثا (2).
[15483] 24 - الطوسي بإسناده إلى المجاشعي، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه
كما يذوب الآنك في النار - يعني الرصاص - وما ذاك إلا لما يرى من البلاء والإحداث
في دينهم لا يستطيع له غيرا (3).
[15484] 25 - الديلمي رفعه عن أم هاني بنت أبي طالب رضي الله عنهما عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: يأتي على الناس زمان إذا سمعت باسم رجل خير من أن تلقاه،
فإذا لقيته خير من أن تجربه ولو جربته أظهر لك أحوالا، دينهم دراهمهم وهمتهم
بطونهم وقبلتهم نساؤهم، يركعون للرغيف ويسجدون للدرهم، حيارى سكارى،
لا مسلمين ولا نصارى (4).
[15485] 26 - الديلمي رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: يأتي على أمتي زمان يكون
أمراؤهم على الجور وعلماؤهم على الطمع وقلة الورع وعبادهم على الرياء وتجارهم
على أكل الربا وكتمان العيب في البيع والشراء، ونساؤهم على زينة الدنيا فعند ذلك
يسلط عليهم أشرارهم، فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم (5).



(1) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 29 / 484 الرقم 1060.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر 30 / 484 الرقم 1061.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 43 / 518 الرقم 1136.
(4) أعلام الدين: 291.
(5) أعلام الدين: 285.
275
[15486] 27 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: يأتي في
آخر الزمان أناس من أمتي يأتون المساجد يقعدون فيها حلقا، ذكرهم الدنيا وحب
الدنيا، لا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة (1).
[15487] 28 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: يأتي على
الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين كأمثال الذئاب
الضواري، سفاكون للدماء، لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن تابعتهم إرتابوك وإن
حدثتهم كذبوك وإن تواريت عنهم اغتابوك، السنة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنة
والحليم بينهم غادر والغادر بينهم حليم، المؤمن فيما بينهم مستضعف والفاسق فيما بينهم
مشرف، صبيانهم عارم، ونساؤهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن
المنكر، الالتجاء إليهم خزي، والاعتزاز بهم ذل وطلب ما في أيديهم فقر، فعند ذلك
يحرمهم الله قطر السماء في أوانه وينزله في غير أوانه، ويسلط عليهم شرارهم
فيسومونهم سوء العذاب، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، فيدعو خيارهم
فلا يستجاب لهم (2).
[15488] 29 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: سيأتي
زمان على أمتي لا يعرفون العلماء إلا بثوب حسن، ولا يعرفون القرآن إلا بصوت
حسن، ولا يعبدون الله إلا في شهر رمضان، فإذا كان كذلك سلط الله عليهم سلطانا
لا علم له ولا حلم له ولا رحم له (3).
[15489] 30 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: سيأتي
زمان على أمتي يفرون من العلماء كما يفر الغنم عن الذئب، فإذا كان كذلك ابتلاهم الله



(1) جامع الأخبار: 356 ح 3.
(2) جامع الأخبار: 355 ح 1.
(3) جامع الأخبار: 356 ح 7.
276
تعالى بثلاثة أشياء: الأول: يرفع البركة من أموالهم، والثاني: سلط الله عليهم
سلطانا جائرا، والثالث: يخرجون من الدنيا بلا إيمان (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع معجم الملاحم
والفتن: 2 / 322 من مؤلفات العلامة الجليل السيد محمود الدهسرخي الاصفهاني
دامت بركاته، لأنه أتعب نفسه الشريفة في تدوينها جزاه الله خيرا.



(1) جامع الأخبار: 356 ح 4.
277
اليأس
[15490] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الهيثم بن
أبي مسروق، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن الحسين بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل ولا
تكون في ولده وتكون في الولد ولا تكون في أبيه وتكون في العبد ولا تكون في الحر،
قيل: وما هن؟ قال: صدق اليأس وصدق اللسان وأداء الأمانة وصلة الرحم وإقراء
الضيف وإطعام السائل والمكافاة على الصنايع والتذمم للجار والتذمم للصاحب
ورأسهن الحياء (1).
[15491] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن الحسين بن أبي العلاء، عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعز ومذهبة للحياء، واليأس مما في أيدي
الناس عز للمؤمن في دينه والطمع هو الفقر الحاضر (2).
الرواية معتبرة الإسناد. الإستلاب: الاختلاس.
[15492] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن حماد بن
عيسى، عن معاوية بن عمار، عن نجم بن حطيم الغنوي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
اليأس مما في أيدي الناس عز المؤمن في دينه أو ما سمعت قول حاتم:



(1) الكافي: 2 / 55 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 148 ح 4.
278
إذا ما عزمت اليأس ألفيته الغنى * إذا عرفته النفس، والطمع الفقر (1)
[15493] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن من الكبائر: عقوق الوالدين
واليأس من روح الله والأمن لمكر الله.
وقد روي [أن] أكبر الكبائر الشرك بالله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15494] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله
القاسم، عن صفوان الجمال قال: شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) واستقبل القبلة قبل التكبير
وقال: «اللهم لا تؤيسني من روحك ولا تقنطني من رحمتك ولا تؤمني مكرك فإنه
لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون». قلت: جعلت فداك ما سمعت بهذا من أحد
قبلك، فقال: إن من أكبر الكبائر عند الله اليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله
والأمن من مكر الله (3).
[15495] 6 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، وغيره، عن محمد بن أحمد، عن أحمد
ابن نوح بن عبد الله، عن الذهلي رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المعروف ابتداء وأما
من أعطيته بعد المسألة فإنما كافيته بما بذل لك من وجهه يبيت ليلته أرقا متململا يمثل
بين الرجال واليأس لا يدري أين يتوجه لحاجته، ثم يعزم بالقصد لها فيأتيك وقلبه
يرجف وفرائصه ترعد قد ترى دمه في وجهه لا يدري أيرجع بكآبة أم بفرح (4).
[15496] 7 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، وعن غيره، عن أحمد بن محمد



(1) الكافي: 2 / 149 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 278 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 544 ح 3.
(4) الكافي: 4 / 23 ح 2.
279
ابن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
لرجل: اقنع بما قسم الله لك ولا تنظر إلى ما عند غيرك ولا تتمن ما لست نائله فإنه من
قنع شبع ومن لم يقنع لم يشبع وخذ حظك من آخرتك.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): أنفع الأشياء للمرء سبقه الناس إلى عيب نفسه، وأشد
شيء مؤونة إخفاء الفاقة، وأقل الأشياء غناءا النصيحة لمن لا يقبلها ومجاورة
الحريص وأرواح الروح اليأس من الناس.
وقال: لا تكن ضجرا ولا غلقا وذلل نفسك باحتمال من خالفك ممن هو فوقك
ومن له الفضل عليك فإنما أقررت بفضله لئلا تخالفه ومن لا يعرف لأحد الفضل فهو
المعجب برأيه.
وقال لرجل: إعلم أنه لا عز لمن لا يتذلل لله تبارك وتعالى ولا رفعة لمن لم
يتواضع لله عز وجل.
وقال لرجل: أحكم أمر دينك كما أحكم أهل الدنيا أمر دنياهم فإنما جعلت الدنيا
شاهدا يعرف بها ما غاب عنها من الآخرة فاعرف الآخرة بها ولا تنظر إلى الدنيا إلا
بالاعتبار (1).
الرواية حسنة سندا.
[15497] 8 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبته الوسيلة:...
أيها الناس أعجب ما في الإنسان قلبه وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها فإن
سنح له الرجاء أذله الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه اليأس قتله
الأسف، الحديث (2).
[15498] 9 - الصدوق، عن محمد بن الفضل بن زيدويه، عن إبراهيم بن عمروس



(1) الكافي: 8 / 243 ح 337.
(2) الكافي: 8 / 21.
280
الهمداني، عن الحسن بن إسماعيل، عن سعيد بن الحكم، عن أبيه، عن الأوزاعي،
عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا
والآخرة فلا يشكن أحد أنه في الجنة فإن في حب أهل بيتي عشرين خصلة عشر منها
في الدنيا وعشر في الآخرة، أما التي في الدنيا: فالزهد والحرص على العمل والورع في
الدين والرغبة في العبادة والتوبة قبل الموت والنشاط في قيام الليل واليأس مما في
أيدي الناس والحفظ لأمر الله ونهيه عز وجل والتاسعة بغض الدنيا والعاشرة السخاء،
وأما التي في الآخرة: فلا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان ويعطى كتابه بيمينه
ويكتب له براءة من النار ويبيض وجهه ويكسى من حلل الجنة ويشفع في مائة من
أهل بيته وينظر الله عز وجل إليه بالرحمة ويتوج من تيجان الجنة والعاشرة يدخل الجنة
بغير حساب فطوبى لمحبي أهل بيتي (1).
[15499] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه رفعه إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: جاء جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله إن الله تبارك
وتعالى أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك، قال رسول الله: قلت: وما هي؟
قال: الصبر وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: الرضا وأحسن منه، قلت: وما هو؟
قال: الزهد وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: الإخلاص وأحسن منه، قلت:
وما هو؟ قال: اليقين وأحسن منه، قلت: وما هو يا جبرئيل؟ قال: إن مدرجة
ذلك التوكل على الله عز وجل، فقلت: وما التوكل على الله عز وجل فقال: العلم بأن المخلوق
لا يضر ولا ينفع ولا يعطى ولا يمنع واستعمال اليأس من الخلق فإذا كان العبد كذلك
لم يعمل لأحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا
هو التوكل، الحديث (2).



(1) الخصال: 2 / 515 ح 1.
(2) معاني الأخبار: 260.
281
[15500] 11 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن الجاموراني،
عن ابن أبي عثمان، عن محمد بن أبي حمزة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله
الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: تبع حكيم حكيما سبعمائة فرسخ في سبع كلمات فلما
لحق به قال له: يا هذا ما أرفع من السماء وأوسع من الأرض وأغنى من البحر وأقسى
من الحجر وأشد حرارة من النار وأشد بردا من الزمهرير وأثقل من الجبال
الراسيات؟ فقال له: يا هذا الحق أرفع من السماء والعدل أوسع من الأرض وغنى
النفس أغنى من البحر وقلب الكافر أقسى من الحجر والحريص الجشع أشد حرارة
من النار واليأس من روح الله عز وجل أشد بردا من الزمهرير والبهتان على البريء أثقل
من الجبال الراسيات (1).
رويها الصدوق في الخصال: 1 / 348 ح 21، ومعاني الأخبار: 177، والشيخ
جعفر بن أحمد القمي في الغايات: 227 وغيره في غيرها.
[15501] 12 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن
عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال:
دخل عمرو بن عبيد البصري على أبي عبد الله (عليه السلام) فلما سلم وجلس عنده تلا هذه
الآية قول الله عز وجل: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش) (2) ثم أمسك عنه
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ما أسكتك؟ قال: أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله،
فقال: نعم يا عمرو أكبر الكبائر الشرك بالله يقول الله تبارك وتعالى: (أنه من يشرك
بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) (3) وبعده
اليأس من روح الله لأن الله يقول: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح



(1) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والأربعون ح 1 / 317 الرقم 369.
(2) سورة الشورى: 37.
(3) سورة المائدة: 72.
282
الله إلا القوم الكافرون) (1) والأمن من مكر الله لأن الله يقول: (ولا يأمن مكر الله إلا
القوم الخاسرون) (2) ومنها عقوق الوالدين لأن الله عز وجل جعل العاق جبارا شقيا في
قوله حكاية قال عيسى (عليه السلام): (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا) (3) وقتل
النفس التي حرم الله إلا بالحق لأن الله عز وجل يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه
جهنم خالدا فيها) (4) إلى آخر الآية وقذف المحصنات لأن الله تبارك وتعالى يقول:
(إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم
عذاب عظيم) (5) وأكل مال اليتيم ظلما لقوله عز وجل: (إن الذين يأكلون أموال
اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) (6) والفرار من
الزحف لأن الله عز وجل يقول: (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا
إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) (7) وأكل الربا لأن
الله عز وجل يقول: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان
من المس) (8) والسحر لأن الله عز وجل يقول: (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في
الآخرة من خلاق) (9) والزنا لأن الله عز وجل يقول: (ومن يفعل ذلك يلق أثاما *
يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهانا * إلا من تاب) (10) واليمين



(1) سورة يوسف: 87.
(2) سورة الأعراف: 99.
(3) سورة مريم: 32.
(4) سورة النساء: 94.
(5) سورة النور: 23.
(6) سورة النساء: 10.
(7) سورة الأنفال: 16.
(8) سورة البقرة: 275.
(9) سورة البقرة: 102.
(10) سورة الفرقان: 68 و 69 و 70.
283
الغموس لأن الله عز وجل يقول: (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا
أولئك لا خلاق لهم في الآخرة) (1) الآية والغلول يقول الله عز وجل: (ومن يغلل يأت
بما غل يوم القيامة) (2) ومنع الزكاة المفروضة لأن الله عز وجل يقول: (يوم يحمى
عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم) (3) وشهادة الزور وكتمان
الشهادة لأن الله عز وجل يقول: (والذين لا يشهدون الزور) (4) الآية ويقول: (ومن
يكتمها فإنه آثم قلبه) (5) وشرب الخمر لأن الله عز وجل عدل بها عبادة الأوثان (6)
وترك الصلاة متعمدا لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من ترك الصلاة متعمدا من غير علة
فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله ونقض العهد وقطيعة الرحم لأن الله عز وجل يقول:
(أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (7)، قال: فخرج عمرو وله صراخ من بكائه
وهو يقول: هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم (8).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15502] 13 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل بن شاذان
فيما كتب الرضا (عليه السلام) للمأمون من شرائع الدين:... واجتناب الكبائر وهي قتل
النفس التي حرم الله عز وجل والزنا والسرقة وشرب الخمر وعقوق الوالدين والفرار من
الزحف وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به
من غير ضرورة وأكل الربا بعد البينة والسحت والميسر وهو القمار والبخس في



(1) سورة آل عمران: 77.
(2) سورة آل عمران: 161.
(3) سورة التوبة: 35.
(4) سورة الفرقان: 72.
(5) سورة البقرة: 283.
(6) كما في قوله تعالى في سورة المائدة: 90.
(7) سورة الرعد: 25.
(8) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 285 ح 33.
284
المكيال والميزان وقذف المحصنات واللواط وشهادة الزور واليأس من روح الله
والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله ومعونة الظالمين والركون إليهم واليمين
الغموس وحبس الحقوق من غير عسر والكذب والكبر والإسراف والتبذير
والخيانة والاستخفاف بالحج والمحاربة لأولياء الله تعالى والاشتغال بالملاهي
والإصرار على الذنوب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15503] 14 - الصدوق بإسناده إلى علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال في تفسير
الذنوب:... والذنوب التي تقطع الرجاء: اليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله
والثقة بغير الله والتكذيب بوعد الله، الحديث (2).
[15504] 15 - الصدوق بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية
أنه قال:... قد يكون اليأس إدراكا والطمع هلاكا الحديث (3).
[15505] 16 - المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن معروف،
عن ابن مهزيار، عن ابن حديد، عن علي بن النعمان رفعه قال: كان علي بن
الحسين (عليه السلام) يقول: ويح من غلبت واحدته عشرته.
وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة.
وكان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: أظهر اليأس من الناس فإن ذلك هو الغنى وأقل
طلب الحوائج إليهم فإن ذلك فقر حاضر وإياك وما يعتذر منه، وصل صلاة مودع
وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس وغدا خيرا منك اليوم فافعل (4).



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 126.
(2) معاني الأخبار: 271.
(3) الفقيه: 4 / 391.
(4) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 6 / 183.
285
[15506] 17 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال في وصيته لجابر
ابن يزيد الجعفي:... واقطع أسباب الطمع ببرد اليأس... وادفع ذل الطمع بعز
اليأس واستجلب عز اليأس ببعد الهمة، الحديث (1).
[15507] 18 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: من رزق ثلاثا
نال ثلاثا وهو الغنى الأكبر: القناعة بما أعطي، واليأس مما في أيدي الناس، وترك
الفضول (2).
[15508] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... ومرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس... قد يكون اليأس
إدراكا إذا كان الطمع هلاكا، الحديث (3).
[15509] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الغنى الأكبر اليأس عما
في أيدي الناس (4).
[15510] 21 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إذا أراد أحدكم أن
لا يسأل الله سبحانه شيئا إلا أعطاه فلييئس من الناس ولا يكون له رجاء إلا
الله سبحانه (5).
[15511] 22 - وعنه (عليه السلام): لا تؤيسن مذنبا فكم عاكف على ذنبه ختم له بالمغفرة
وكم مقبل على عمل هو مفسد له، ختم له في آخر عمره بالنار (6).
[15512] 23 - وعنه (عليه السلام): اليأس خير من التضرع إلى الناس (7).



(1) تحف العقول: 285 و 286.
(2) تحف العقول: 318.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 342.
(5) غرر الحكم: ح 4127 و 10389 و 1415.
(6) غرر الحكم: ح 4127 و 10389 و 1415.
(7) غرر الحكم: ح 4127 و 10389 و 1415.
286
[15513] 24 - وعنه (عليه السلام): اليأس أحد النجحين (1).
[15514] 25 - وعنه (عليه السلام): أول الإخلاص اليأس مما في أيدي الناس (2).
[15515] 26 - وعنه (عليه السلام): تحل باليأس مما في أيدي الناس تسلم من غوائلهم وتحرز
المودة منهم (3).
[15516] 27 - وعنه (عليه السلام): تعجيل اليأس أحد الظفرين (4).
[15517] 28 - وعنه (عليه السلام): من أيس من شيء سلا عنه (5).
[15518] 29 - وعنه (عليه السلام): لا تيأس من الزمان إذا منع ولا تثق به إذا أعطى وكن
منه على أعظم الحذر (6).
[15519] 30 - المجلسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: لا يزال العز قلقا حتى يأتي
دارا قد استشعر أهلها اليأس مما في أيدي الناس فيوطنها (7).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 1606 و 3291 و 4507 و 4577 و 9153 و 10301.
(2) غرر الحكم: ح 1606 و 3291 و 4507 و 4577 و 9153 و 10301.
(3) غرر الحكم: ح 1606 و 3291 و 4507 و 4577 و 9153 و 10301.
(4) غرر الحكم: ح 1606 و 3291 و 4507 و 4577 و 9153 و 10301.
(5) غرر الحكم: ح 1606 و 3291 و 4507 و 4577 و 9153 و 10301.
(6) غرر الحكم: ح 1606 و 3291 و 4507 و 4577 و 9153 و 10301.
(7) بحار الأنوار: 75 / 206 ح 55.
287
اليتم
[15520] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الله
ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الكبائر
سبع: قتل المؤمن متعمدا وقذف المحصنة والفرار من الزحف والتعرب بعد الهجرة
وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الربا بعد البينة وكل ما أوجب الله عليه النار (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15521] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) اشتكى عينه فعاده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا هو
يصيح، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أجزعا أم وجعا؟ فقال: يا رسول الله ما وجعت وجعا قط
أشد منه، فقال: يا علي إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من
نار فينزع روحه به فتصيح جهنم، فاستوى علي (عليه السلام) جالسا فقال: يا رسول الله أعد
علي حديثك فلقد أنساني وجعي ما قلت، ثم قال: هل يصيب ذلك أحدا من أمتك؟
قال: نعم حاكم جائر وآكل مال اليتيم ظلما وشاهد زور (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15522] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن
أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام): يقول: ليس على مال اليتيم زكاة وإن بلغ اليتيم



(1) الكافي: 2 / 277 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 253 ح 10.
288
فليس عليه لما مضى زكاة ولا عليه فيما بقي حتى يدرك فإذا أدرك فإنما عليه زكاة
واحدة ثم كان عليه مثل ما على غيره من الناس (1).
الرواية صحيحة الإسناد. وفي هذا المجال راجع الكافي: 3 / 540 باب زكاة
مال اليتيم.
[15523] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أوعد الله عز وجل في مال اليتيم بعقوبتين:
إحداهما عقوبة الآخرة النار وأما عقوبة الدنيا فقوله عز وجل: (وليخش الذين لو تركوا
من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم) (2) الآية يعني ليخش إن أخلفه في ذريته كما
صنع بهؤلاء اليتامى (3).
الرواية موثقة سندا.
[15524] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن عجلان أبي صالح قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أكل مال اليتيم،
فقال: هو كما قال الله عز وجل: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في
بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) (4) ثم قال (عليه السلام) من غير أن أسأله: من عال يتيما
حتى ينقطع يتمه أو يستغني بنفسه أوجب الله عز وجل له الجنة كما أوجل النار لمن أكل
مال اليتيم (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15525] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،



(1) الكافي: 3 / 541 ح 4.
(2) سورة النساء: 9.
(3) الكافي: 5 / 128 ح 1.
(4) سورة النساء: 10.
(5) الكافي: 5 / 128 ح 2.
289
عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا ندخل على أخ لنا في
بيت أيتام ومعهم خادم لهم فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم
وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟ فقال: إن
كان في دخولكم عليهم منفعة لهم فلا بأس وإن كان فيه ضرر فلا، وقال (عليه السلام): (بل
الإنسان على نفسه بصيرة) (1) فأنتم لا يخفى عليكم وقد قال الله عز وجل: (وإن
تخالطوهم فإخوانكم [في الدين] والله يعلم المفسد من المصلح) (2) (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15526] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ذبيان بن حكيم
الأودي، عن علي بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لي ابنة أخ يتيمة فربما
أهدي لها الشيء فآكل منه ثم أطعمها بعد ذلك الشيء من مالي فأقول: يا رب هذا
بهذا؟ فقال (عليه السلام): لا بأس (4).
[15527] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ومن كان فقيرا فليأكل
بالمعروف) (5) فقال: من كان يلي شيئا لليتامى وهو محتاج ليس له ما يقيمه فهو
يتقاضى أموالهم ويقوم في ضيعتهم فليأكل بقدر ولا يسرف وإن كان ضيعتهم لا تشغله
عما يعالج لنفسه فلا يرزأن من أموالهم شيئا (6).
الرواية موثقة سندا. ورزأ ماله: أصاب منه شيئا.



(1) سورة القيامة: 14.
(2) سورة البقرة: 220 وكلمة (في الدين) ليست في الآية الشريفة بل ذكرها (عليه السلام) توضيحا.
(3) الكافي: 5 / 129 ح 4.
(4) الكافي: 5 / 129 ح 5.
(5) سورة النساء: 6.
(6) الكافي: 5 / 129 ح 1.
290
[15528] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن عثمان، عن سماعة قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وإن تخالطوهم فإخوانكم) (1) قال:
يعني اليتامى إذا كان الرجل يلي لأيتام في حجره فليخرج من ماله على قدر ما يخرج
لكل إنسان منهم فيخالطهم ويأكلون جميعا ولا يرزأن من أموالهم شيئا إنما هي
النار (2).
[15529] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد جميعا،
عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل:
(فليأكل بالمعروف) قال: المعروف هو القوت وإنما عنى الوصي أو القيم في أموالهم
وما يصلحهم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15530] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الفضيل، عن
أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ومن كان فقيرا فليأكل
بالمعروف) فقال: ذلك رجل يحبس نفسه عن المعيشة فلا بأس أن يأكل بالمعروف
إذا كان يصلح لهم أموالهم فإن كان المال قليلا فلا يأكل منه شيئا. قال: قلت: أرأيت
قول الله عز وجل: (وإن تخالطوهم فإخوانكم) قال: تخرج من أموالهم بقدر ما يكفيهم
وتخرج من مالك قدر ما يكفيك ثم تنفقه. قلت: أرأيت إن كانوا يتامى صغارا وكبارا
وبعضهم أعلا كسوة من بعض وبعضهم آكل من بعض وما لهم جميعا؟ فقال: أما
الكسوة فعلى كل إنسان منهم ثمن كسوته وأما [أكل] الطعام فاجعلوه جميعا فإن
الصغير يوشك أن يأكل مثل الكبير (4).



(1) سورة البقرة: 220.
(2) الكافي: 5 / 129 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 130 ح 3.
(4) الكافي: 5 / 130 ح 5.
291
الرواية صحيحة الإسناد.
[15531] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أسباط بن سالم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كان لي أخ هلك فأوصى إلى أخ
أكبر مني وأدخلني معه في الوصية وترك إبنا له صغيرا وله مال فيضرب به أخي فما
كان من فضل سلمه لليتيم وضمن له ماله، فقال: إن كان لأخيك مال يحيط بمال اليتيم
إن تلف فلا بأس به وإن لم يكن له مال فلا يعرض لمال اليتيم (1).
الرواية حسنة سندا.
[15532] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في مال اليتيم قال: العامل به ضامن
ولليتيم الربح إذا لم يكن للعامل به مال، وقال: إن أعطب أداه (2).
الرواية صحيحة الإسناد. وأعطب: أي تلف.
[15533] 14 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن
ابن أبي عمير، عن ربعي بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في رجل عنده مال
اليتيم، فقال: إن كان محتاجا وليس له مال فلا يمس ماله وإن هو اتجر به فالربح لليتيم
وهو ضامن (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15534] 15 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل ولى مال يتيم
أيستقرض منه؟ فقال: إن علي بن الحسين (عليه السلام) قد كان يستقرض من مال أيتام كانوا



(1) الكافي: 5 / 131 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 131 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 131 ح 3.
292
في حجره فلا بأس بذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15535] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، وصفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن
أبي الحسن (عليه السلام) في الرجل يكون عند بعض أهل بيته مال لأيتام فيدفعه إليه فيأخذ منه
دراهم يحتاج إليها ولا يعلم الذي كان عنده المال للأيتام أنه أخذ من أموالهم شيئا ثم
تيسر بعد ذلك أي ذلك خير له، أيعطيه الذي كان في يده أم يدفعه إلى اليتيم وقد بلغ؟
وهل يجزئه أن يدفعه إلى صاحبه على وجه الصلة ولا يعلمه أنه أخذ له مالا؟ فقال:
يجزئه أي ذلك فعل إذا أوصله إلى صاحبه فإن هذا من السرائر إذا كان من نيته إن شاء
رده إلى اليتيم إن كان قد بلغ على أي وجه شاء وإن لم يعلمه إن كان قبض له شيئا وإن
شاء رده إلى الذي كان في يده، وقال: إن كان صاحب المال غائبا فليدفعه إلى الذي
كان المال في يده (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15536] 17 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اتقوا الله في الضعيفين - يعني بذلك
اليتيم والنساء - وإنما هن عورة (3).
الرواية موثقة سندا.
[15537] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أدب اليتيم



(1) الكافي: 5 / 131 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 132 ح 7.
(3) الكافي: 5 / 511 ح 3.
293
بما تؤدب منه ولدك واضربه مما تضرب منه ولدك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15538] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى [عن محمد
ابن عيسى] عن منصور، عن هشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انقطاع يتم اليتيم
بالاحتلام وهو أشده وإن احتلم ولم يؤنس منه رشد وكان سفيها أو ضعيفا فليمسك
عنه وليه ماله (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15539] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد
ابن إسماعيل، عن أبيه قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن وصي أيتام تدرك أيتامه فيعرض
عليهم أن يأخذوا الذي لهم فيأبون عليه كيف يصنع؟ قال (عليه السلام): يرده عليهم
ويكرههم على ذلك (3).
[15540] 21 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن البرقي، عن محمد بن علي الكوفي،
عن التفليسي، عن إبراهيم بن محمد، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مر عيسى بن مريم (عليه السلام) بقبر يعذب صاحبه ثم مر به من قابل فإذا هو
ليس يعذب، فقال: يا رب مررت بهذا القبر العام الأول فكان صاحبه يعذب ثم
مررت به العام فإذا هو ليس يعذب! فأوحى الله عز وجل إليه يا روح الله أنه أدرك له ولد
صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه.
وقال عيسى بن مريم (عليه السلام) ليحيى بن زكريا (عليهما السلام): إذا قيل فيك ما فيك فاعلم أنه
ذنب ذكرته فاستغفر الله منه، وإن قيل فيك ما ليس فيك فاعلم أنه حسنة كتبت لك لم



(1) الكافي: 6 / 47 ح 8.
(2) الكافي: 7 / 68 ح 2.
(3) الكافي: 7 / 68 ح 1.
294
تتعب فيها (1).
[15541] 22 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن علي بن عقبة، عن عبد الله بن سنان، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أربع
من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة: من آوى اليتيم ورحم الضعيف وأشفق على والديه
ورفق بمملوكه (2).
الرواية موثقة سندا.
[15542] 23 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن سلمة بن الخطاب، عن إسماعيل
ابن إسحاق، عن إسماعيل بن أبان، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما من مؤمن ولا مؤمنة يضع يده على رأس
يتيم ترحما له إلا كتب الله له بكل شعرة مرت يده عليها حسنة (3).
[15543] 24 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن سلمة بن الخطاب، عن
علي بن الحسن، عن محسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن الحسن بن السري، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من عبد يمسح يده على رأس يتيم رحمة له إلا أعطاه الله بكل
شعرة نورا يوم القيامة (4).
[15544] 25 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن أبيه،
عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أنكر منكم قساوة قلبه فليدن يتيما فيلاطفه وليمسح رأسه يلين
قلبه بإذن الله، إن لليتيم حقا.



(1) أمالي الصدوق: المجلس السابع والسبعون ح 8 / 603 الرقم 837.
(2) ثواب الأعمال: 161.
(3) ثواب الأعمال: 237 ح 1.
(4) ثواب الأعمال: 237 ح 2.
295
وقال في حديث آخر: يقعده على خوانه ويمسح رأسه يلين قلبه فإنه إذا فعل ذلك
لان قلبه بإذن الله عز وجل (1).
[15545] 26 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن
ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن عبيد الله بن الضحاك، عن أبي خالد الأحمر، عن
أبي مريم الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن اليتيم إذا بكى اهتز له العرش
فيقول الرب تبارك وتعالى: من هذا الذي أبكى عبدي الذي سلبته أبويه في صغره،
فوعزتي وجلالي لا يسكته أحد إلا أوجبت له الجنة (2).
[15546] 27 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في
كتاب علي (عليه السلام): إن آكل مال اليتامى ظلما سيدركه وبال ذلك في عقبه من بعده في
الدنيا ويلحقه وبال ذلك في الآخرة، أما في الدنيا فإن الله عز وجل يقول: (وليخش الذين لو
تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) (3)
وأما في الآخرة فإن الله عز وجل يقول: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما
يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) (4) (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15547] 28 - الصدوق بإسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) أنه قال:...
يا علي لا رضاع بعد فطام ولا يتم بعد احتلام، الحديث (6).



(1) ثواب الأعمال: 237 ح 3.
(2) ثواب الأعمال: 237 ح 1.
(3) سورة النساء: 9.
(4) سورة النساء: 10.
(5) عقاب الأعمال: 277 ح 1.
(6) الفقيه: 4 / 361.
296
[15548] 29 - الحميري، عن ابن طريف، عن ابن علوان، عن الصادق (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من كفل يتيما وكفل نفقته كنت أنا وهو في الجنة
كهاتين، وقرن بين إصبعيه: المسبحة والوسطى (1).
[15549] 30 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في وصيته للحسن
والحسين (عليهما السلام) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله:... الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم
ولا يضيعوا بحضرتكم، الحديث (2).
[15550] 31 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... وتعهد أهل اليتم وذوي الرقة في السن ممن لا حيلة له ولا ينصب
للمسألة نفسه، وذلك على الولاة ثقيل، والحق كله ثقيل، وقد يخففه الله على أقوام
طلبوا العاقبة فصبروا أنفسهم، ووثقوا بصدق موعود الله لهم، الكتاب (3).
قد مر منا أن لهذا العهد سند معتبر.
[15551] 32 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أحسنوا في عقب غيركم
تحفظوا في عقبكم (4).
[15552] 33 - الطوسي بإسناده إلى المجاشعي، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)،
عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من عال يتيما حتى يبلغ أشده
أوجب الله عز وجل له بذلك الجنة، كما أوجب لآكل مال اليتيم النار (5).
[15553] 34 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: بروا أيتامكم وواسوا
فقرائكم وارفقوا بضعفائكم (6).



(1) قرب الإسناد: 94 ح 315.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 47.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 264.
(5) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 62 / 522 الرقم 1155.
(6) غرر الحكم: ح 4449.
297
[15554] 35 - وعنه (عليه السلام): ظلم اليتامى والأيامى ينزل النقم ويسلب النعم
أهلها (1).
[15555] 36 - وعنه (عليه السلام): كافل اليتيم والمسكين عند الله من المكرمين (2).
[15556] 37 - وعنه (عليه السلام): كافل اليتيم أثير عند الله (3).
الأثير: الخليص ورجل أثير: مكين مكرم، جمعه أثراء.
[15557] 38 - وعنه (عليه السلام): من ظلم يتيما عق أولاده (4).
[15558] 39 - وعنه (عليه السلام): من رعى الأيتام رعي في بنيه (5).
[15559] 40 - وعنه (عليه السلام): من أفضل البر بر الأيتام (6).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 5 / 128 وما بعدها،
وبحار الأنوار: 72 / 1 وغيرهما من كتب الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 6079.
(2) غرر الحكم: ح 7251.
(3) غرر الحكم: 7256.
(4) غرر الحكم: ح 7814.
(5) غرر الحكم: ح 8174.
(6) غرر الحكم: ح 9433.
298
اليد
[15560] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل
معروف صدقة وأفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى وابدء بمن تعول واليد العليا خير
من اليد السفلى ولا يلوم الله على الكفاف (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15561] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يحيى
الطويل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما جعل الله عز وجل بسط اللسان وكف اليد ولكن
جعلهما يبسطان معا ويكفان معا (2).
[15562] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن أبي محمود، عن
أبيه، عن رجل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا غسلت يدك للطعام فلا تمسح يدك
بالمنديل فإنه لا تزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد (3).
[15563] 4 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن غير
واحد، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي صلوات الله
عليه لا يزيد على قطع اليد والرجل ويقول: إني لأستحي من ربي أن أدعه ليس له



(1) الكافي: 4 / 26 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 55 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 291 ح 1.
299
ما يستنجي به أو يتطهر به، قال: وسألته إن هو سرق بعد قطع اليد والرجل؟ فقال:
أستودعه السجن أبدا وأغني عن الناس شره (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15564] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن
يحيى، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قطع رجل السارق بعد
قطع اليد ثم لا يقطع بعد فإن عاد حبس في السجن وأنفق عليه من بيت مال
المسلمين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15565] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل أشل اليد اليمنى أو أشل اليد الشمال
سرق، قال: تقطع يده اليمنى على كل حال (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15566] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله
ابن هلال، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أخبرني عن السارق لم تقطع
يده اليمنى ورجله اليسرى ولا تقطع يده اليمنى ورجله اليمنى، فقال (عليه السلام): ما أحسن ما
سألت إذا قطعت يده اليمنى ورجله اليمنى سقط على جانبه الأيسر ولم يقدر على القيام
فإذا قطعت يده اليمنى ورجله اليسرى اعتدل واستوى قائما، قلت له: جعلت فداك
وكيف يقوم وقد قطعت رجله؟ قال: إن القطع ليس من حيث رأيت يقطع وإنما يقطع
الرجل من الكعب ويترك من قدمه ما يقوم عليه يصلي ويعبد الله، قلت له: من أين



(1) الكافي: 7 / 222 ح 3.
(2) الكافي: 7 / 223 ح 6.
(3) الكافي: 7 / 225 ح 16.
300
تقطع اليد؟ قال: تقطع الأربع أصابع وتترك الإبهام يعتمد عليها في الصلاة ويغسل
بها وجهه للصلاة، قلت: فهذا القطع من أول من قطع؟ قال: قد كان عثمان بن عفان
حسن ذلك لمعاوية (1).
[15567] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن بكير بن أعين،
عن أبي جعفر (عليه السلام) في رجل سرق فلم يقدر عليه ثم سرق مرة أخرى فلم يقدر عليه
وسرق مرة أخرى فأخذ فجاءت البينة فشهدوا عليه بالسرقة الاولى والسرقة
الأخيرة، فقال: تقطع يده بالسرقة الاولى ولا تقطع رجله بالسرقة الأخيرة، فقيل:
كيف ذاك؟ فقال: لأن الشهود شهدوا جميعا في مقام واحد بالسرقة الاولى والأخيرة
قبل أن يقطع بالسرقة الاولى ولو أن الشهود شهدوا عليه بالسرقة الاولى ثم أمسكوا
حتى يقطع ثم شهدوا عليه بالسرقة الأخيرة قطعت رجله اليسرى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15568] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: تقطع يد السارق ويترك إبهامه
وصدر راحته وتقطع رجله وتترك له عقبه يمشي عليها (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15569] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان
ابن عيسى، عن سماعة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) برجال قد
سرقوا فقطع أيديهم ثم قال: إن الذي بان من أجسادكم قد وصل إلى النار فإن تتوبوا



(1) الكافي: 7 / 225 ح 17.
(2) الكافي: 7 / 224 ح 12.
(3) الكافي: 7 / 224 ح 13.
301
تجرونها وإن لم تتوبوا تجركم (1).
الرواية موثقة سندا.
[15570] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألته عن اليد، فقال: نصف الدية وفي الأذن
نصف الدية إذا قطعها من أصلها (2).
الرواية موثقة سندا ولا يضر اضمارها حيث أن مضمرها سماعة.
[15571] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، ومحمد بن خالد، عن القاسم بن عروة، عن ابن بكير، عن زرارة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في اليد نصف الدية وفي اليدين جميعا الدية وفي الرجلين
كذلك وفي الذكر إذا قطعت الحشفة وما فوق ذلك الدية وفي الأنف إذا قطع المارن الدية
وفي الشفتين الدية وفي العينين الدية وفي إحديهما نصف الدية (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15572] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الفضيل بن يسار قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الذراع إذا ضرب فانكسر منه الزند، قال فقال: إذا يبست
منه الكف فشلت أصابع الكف كلها فإن فيها ثلثي الدية دية اليد، قال: وإن شلت
بعض الأصابع وبقي بعض فإن في كل إصبع شلت ثلثي ديتها، قال: وكذلك الحكم في
الساق والقدم إذا شلت أصابع القدم (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 7 / 224 ح 14.
(2) الكافي: 7 / 311 ح 2.
(3) الكافي: 7 / 312 ح 6.
(4) الكافي: 7 / 328 ح 9.
302
[15573] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن معاوية بن
حكيم قال: سمعت عثمان الأحول يقول: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ليس من دواء
إلا وهو يهيج داءا وليس شيء في البدن أنفع من إمساك اليد إلا عما يحتاج
إليه (1).
[15574] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
بعض أصحابه، عن صالح بن عقبة، عن سليمان بن زياد التميمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال الحسن بن علي (عليهما السلام): القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه والبعيد من
بعدته المودة وإن قرب نسبه، لا شيء أقرب إلى شيء من يد إلى جسد وإن اليد تغل
فتقطع وتقطع فتحسم (2).
[15575] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان
ابن عيسى، عن يحيى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لن يرغب
المرء عن عشيرته وإن كان ذا مال وولد وعن مودتهم وكرامتهم ودفاعهم بأيديهم
وألسنتهم هم أشد الناس حيطة من ورائه وأعطفهم عليه وألمهم لشعثه إن أصابته
مصيبة أو نزل به بعض مكاره الأمور ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم
يدا واحدة ويقبض عنه منهم أيدي كثيرة ومن يلن حاشيته يعرف صديقه منه المودة
ومن بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في آخرته
ولسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه، لا يزدادن
أحدكم كبرا وعظما في نفسه ونأيا عن عشيرته إن كان موسرا في المال، ولا يزدادن
أحدكم في أخيه زهدا ولا منه بعدا إذا لم ير منه مروة وكان معوزا في المال، ولا يغفل
أحدكم عن القرابة بها الخصاصة أن يسدها بما لا ينفعه إن أمسكه ولا يضره



(1) الكافي: 8 / 273 ح 409.
(2) الكافي: 2 / 643 ح 7.
303
إن استهلكه (1).
[15576] 17 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن علي بن
عقبة، عن أبي خالد القماط، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن المؤمنين إذا التقيا وتصافحا
أدخل الله يده بين أيديهما فصافح أشدهما حبا لصاحبه (2).
الرواية موثقة سندا.
[15577] 18 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن إسماعيل بن مهران، عن أيمن
ابن محرز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما صافح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا قط فنزع يده
حتى يكون هو الذي ينزع يده منه (3).
[15578] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال: لقى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حذيفة فمد
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يده فكف حذيفة يده، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا حذيفة بسطت يدي إليك
فكففت يدك عني، فقال حذيفة: يا رسول الله بيدك الرغبة ولكني كنت جنبا فلم
أحب أن تمس يدي يدك وأنا جنب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أما تعلم أن المسلمين إذا التقيا
فتصافحا تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر (4).
[15579] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
رفاعة بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يقبل رأس أحد ولا يده إلا يد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو من أريد به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 154 ح 19.
(2) الكافي: 2 / 179 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 182 ح 15.
(4) الكافي: 2 / 183 ح 19.
(5) الكافي: 2 / 185 ح 2.
304
[15580] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): يا سليمان أتدري من المسلم؟ قلت: جعلت فداك أنت أعلم، قال:
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ثم قال: وتدري من المؤمن؟ قال: قلت:
أنت أعلم، قال: إن المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم والمسلم حرام
على المسلم أن يظلمه أو يخذله أو يدفعه دفعة تعنته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15581] 22 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز
الجبار إلا استحيا الله عز وجل أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء فإذا
دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على وجهه ورأسه (2).
[15582] 23 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن علي بن حسان، عن موسى
ابن بكر، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: قال: ضرب الرجل يده على فخذه عند
المصيبة إحباط لأجره (3).
روى نحوها الشريف الرضي في نهج البلاغة: الحكمة 144.
[15583] 24 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن بعض من حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في
كلام له: ومن يبسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له
في آخرته (4).



(1) الكافي: 2 / 233 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 471 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 225 ح 9.
(4) الكافي: 4 / 43 ح 4.
305
[15584] 25 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سليمان بن حفص، عن علي بن
جعفر، عن أخيه موسى (عليه السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا أتاه الضيف أكل معه ولم
يرفع يده من الخوان حتى يرفع الضيف يده (1).
[15585] 26 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من غسل يده قبل الطعام
وبعده عاش في سعة وعوفي من بلوى في جسده (2).
[15586] 27 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد، عن أبيه، عن سليمان
الجعفري قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): ربما أتي بالمائدة فأراد بعض القوم أن يغسل يده
فيقول: من كانت يده نظيفة فلا بأس أن يأكل من غير أن يغسل يده (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15587] 28 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الوضوء قبل الطعام
يبدأ صاحب البيت لئلا يحتشم أحد فإذا فرغ من الطعام بدأ بمن عن يمين صاحب
البيت حرا كان أو عبدا.
قال: وفي حديث آخر: يغسل أولا رب البيت يده ثم يبدأ بمن على يمينه وإذا رفع
الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل ويكون آخر من يغسل يده صاحب المنزل
لأنه أولى بالصبر على الغمر (4).
[15588] 29 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد،



(1) الكافي: 6 / 286 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 290 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 298 ح 13.
(4) الكافي: 6 / 290 ح 1.
306
عن خلف بن حماد، عن عمرو بن ثابت، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اغسلوا أيديكم
في إناء واحد تحسن أخلاقكم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15589] 30 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن علي بن
النعمان، عن إسحاق عمن سمعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في قول الله عز وجل: (وقالت
اليهود يد الله مغلولة) لم يعنوا أنه هكذا ولكنهم قالوا: قد فرغ من الأمر فلا يزيد
ولا ينقص، فقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم: (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل
يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) (2) ألم تسمع الله عز وجل يقول: (يمحو الله ما
يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (3) (4).
[15590] 31 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
يد الله فوق رأسه المكفرين [ترفرف] بالرحمة (5).
[15591] 32 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
يد الله فوق أيدي المشتركين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خان أحدهما رفع الله يده
عن أيديهما وذهبت البركة منهما (6).
[15592] 33 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... والزموا السواد
الأعظم فإن يد الله مع الجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشاذ من الناس للشيطان كما أن
الشاذ من الغنم للذئب (7).



(1) الكافي: 6 / 291 ح 2.
(2) سورة المائدة: 64.
(3) سورة الرعد: 39.
(4) التوحيد: 167.
(5) جامع الأحاديث: 139.
(6) جامع الأحاديث: 141.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 127.
307
[15593] 34 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... وأمر بالمعروف تكن من أهله وأنكر المنكر بيدك ولسانك وباين
من فعله بجهدك... وحفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يدي غيرك...
وأكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي إليه تصير ويدك التي بها
تصول، الوصية (1).
[15594] 35 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي أمره بتقوى الله:... وأن ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه فإنه جل اسمه
قد تكفل بنصر من نصره واعزاز من أعزه... وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء
عليهم فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة والرفق بالرعية
وتحفظ من الأعوان فإن أحد منهم بسط يده إلى خيانة اجتمعت بها عليه عندك أخبار
عيونك اكتفيت بذلك شاهدا فبسطت عليه العقوبة في بدنه وأخذته بما أصاب من
عمله ثم نصبته بمقام المذلة ووسمته بالخيانة وقلدته عار التهمة... أملك حمية أنفك
وسورة حدك وسطوة يدك وغرب لسانك واحترس من كل ذلك بكف البادرة
وتأخير السطوة حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار ولن تحكم ذلك من نفسك حتى
تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربك، الحديث (2).
قد مر منا أن لهذا العهد سند معتبر.
[15595] 36 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أقيلوا ذوي المروءات
عثراتهم فما يعثر منهم عاثر إلا ويد الله بيده يرفعه (3).
[15596] 37 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إذا حييت بتحية



(1) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 20.
308
فحي بأحسن منها وإذا أسديت إليك يد فكافئها بما يربي عليها والفضل مع
ذلك للبادئ (1).
[15597] 38 - الرضي رفع إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من يعط باليد القصيرة
يعط باليد الطويلة (2).
[15598] 39 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا يصدق إيمان عبد
حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده (3).
[15599] 40 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أيها الناس ليركم الله
من النعمة وجلين كما يراكم من النقمة فرقين، إنه من وسع عليه في ذات يده فلم ير
ذلك استدراجا فقد أمن مخوفا ومن ضيق عليه في ذات يده فلم ير ذلك اختبارا فقد
ضيع مأمولا (4).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 62.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 232.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 310.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 358.
309
اليسر
[15600] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز،
عن معلى بن خنيس، وعثمان بن سليمان النخاس، عن مفضل بن عمر، ويونس بن
ظبيان قالا: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اختبروا إخوانكم بخصلتين فإن كانتا فيهم وإلا
فاعزب ثم اعزب ثم اعزب: محافظة على الصلوات في مواقيتها والبر بالإخوان في
العسر واليسر (1).
[15601] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام): يا بني ما السماحة؟ قال: البذل في اليسر
والعسر (2).
[15602] 3 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عمن حدثه عن جميل بن دراج قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص
الإيمان البر بالإخوان والسعي في حوائجهم وإن البار بالإخوان ليحبه الرحمن وفي ذلك
مرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ودخول الجنان، يا جميل أخبر بهذا غرر
أصحابك، قلت: جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: هم البارون بالإخوان في
العسر واليسر، ثم قال: يا جميل أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك وقد مدح الله
في عز وجل ذلك صاحب القليل فقال في كتابه: (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم



(1) الكافي: 2 / 672 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 41 ح 11.
310
خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (1) (2).
[15603] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن
جمهور، عن فضالة بن أيوب، عن الحسن بن زياد، عن الفضيل بن يسار قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): وإن الروح والراحة والفلح والعون والنجاح والبركة والكرامة
والمغفرة والمعافاة واليسر والبشرى والرضوان والقرب والنصر والتمكن والرجاء
والمحبة من الله عز وجل لمن تولى عليا وائتم به وبرئ من عدوه وسلم لفضله وللأوصياء
من بعده حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي وحق على ربي تبارك وتعالى أن يستجيب
لي فيهم فإنهم أتباعي ومن تبعني فإنه مني (3).
[15604] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن أبان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكفؤ أن يكون عفيفا
وعنده يسار (4).
[15605] 6 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى،
عن ابن مسكان، عن محمد بن علي الحلبي قال: شكى رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
الفاقة والحرفة في التجارة بعد يسار قد كان فيه ما يتوجه في حاجة إلا ضاقت عليه
المعيشة فأمره أبو عبد الله (عليه السلام) أن يأتي مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين القبر والمنبر فيصلي
ركعتين ويقول مائة مرة: «اللهم إني أسألك بقوتك وقدرتك وبعزتك وما أحاط به
علمك أن تيسر لي من التجارة أوسعها رزقا وأعمها فضلا وخيرها عاقبة»، قال
الرجل: ففعلت ما أمرني به فما توجهت بعد ذلك في وجه إلا رزقني الله (5).



(1) سورة الحشر: 9.
(2) الكافي: 4 / 41 ح 15.
(3) الكافي: 1 / 210 ح 7.
(4) الكافي: 5 / 347 ح 1.
(5) الكافي: 3 / 473 ح 1.
311
الرواية صحيحة الإسناد.
[15606] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفضل الناس من
عشق العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها فهو لا يبالي على ما
أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر (1).
[15607] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن بحر السقا قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
يا بحر حسن الخلق يسر ثم قال: ألا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل
المدينة؟ قلت: بلى، قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت
جارية لبعض الأنصار وهو قائم، فأخذت بطرف ثوبه، فقام لها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم تقل
شيئا ولم يقل لها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا، حتى فعلت ذلك ثلاث مرات فقام لها النبي في
الرابعة وهي خلفه فأخذت هدبة من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك
وفعل حبست رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث مرات لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا
ما كانت حاجتك إليه؟ قالت: إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لأخذ هدبة من ثوبه [ل‍]
يستشفي بها، فلما أردت أخذها رآني فقام فاستحييت منه أن آخذها وهو يراني
وأكره أن أستامره في أخذها فأخذتها (2).
الهدبة: خمل الثوب. فعل الله بك وفعل: دعاء عليها.
[15608] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن
جميل بن صالح، عن ذريح المحاربي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أيما مؤمن نفس
عن مؤمن كربة وهو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا والآخرة، قال: ومن



(1) الكافي: 2 / 83 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 102 ح 15.
312
ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة،
قال: والله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه فانتفعوا بالعظة وارغبوا في
الخير (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15609] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن هارون بن
مسلم، عن رجل من أصحابنا وهو الحسن بن علي بن الفضل - ويلقب سكباج - عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر صاحب الأنزال وكان يقوم ببعض امور الماضي (عليه السلام) قال:
قال لي يوما وأملى علي من كتاب: التختم بالزمرد يسر لا عسر فيه (2).
[15610] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن الحسن بن رباط، عن يونس بن رباط، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رحم الله من أعان ولده على بره، قال: قلت: كيف يعينه
على بره؟ قال: يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به فليس
بينه وبين أن يصير في حد من حدود الكفر إلا أن يدخل في عقوق أو قطيعة رحم، ثم
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الجنة طيبة طيبها الله وطيب ريحها يوجد ريحها من مسيرة ألفي
عام ولا يجد ريح الجنة عاق ولا قاطع رحم ولا مرخي الإزار خيلاء (3).
[15611] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل موسر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
نقي الثوب فجلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى
جنب الموسر فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أخفت
أن يمسك من فقره شيء؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيب من غناك شيء؟ قال: لا،



(1) الكافي: 2 / 200 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 471 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 50 ح 6.
313
قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال لا، قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال:
يا رسول الله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن وقد جعلت له نصف
مالي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): للمعسر أتقبل؟ قال: لا، فقال له الرجل: ولم؟ قال:
أخاف أن يدخلني ما دخلك (1).
[15612] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن الحكم، عن سدير الصيرفي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما منعك أن تعتق كل
يوم نسمة؟ قلت: لا يحتمل مالي ذلك، قال: تطعم كل يوم مسلما، فقلت: موسرا
أو معسرا؟ قال: فقال: إن الموسر قد يشتهي الطعام (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15613] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن
عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت عليا صلوات الله عليه
يقول لشريح: انظر إلى أهل المعك والمطل ودفع حقوق الناس من أهل المقدرة واليسار
ممن يدلي بأموال المسلمين إلى الحكام فخذ للناس بحقوقهم منهم وبع فيها العقار
والديار فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: مطل المسلم الموسر ظلم للمسلم، ومن لم
يكن له عقار ولا دار ولا مال فلا سبيل عليه، واعلم أنه لا يحمل الناس على الحق إلا
من ورعهم عن الباطل، ثم واس بين المسلمين بوجهك ومنطقك ومجلسك حتى لا
يطمع قريبك في حيفك ولا ييأس عدوك من عدلك، ورد اليمين على المدعي مع بينة
فإن ذلك أجلى للعمى وأثبت في القضاء، واعلم إن المسلمين عدول بعضهم على بعض
إلا مجلودا في حد لم يتب منه أو معروف بشهادة زور أو ظنين، وإياك والتضجر
والتأذي في مجلس القضاء الذي أوجب الله فيه الأجر ويحسن فيه الذخر لمن قضى



(1) الكافي: 2 / 262 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 202 ح 12.
314
بالحق، واعلم أن الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما،
واجعل لمن ادعى شهودا غيبا أمدا بينهما فإن أحضرهم أخذت له بحقه وإن لم
يحضرهم أوجبت عليه القضية، فإياك أن تنفذ فيه قضية في قصاص أو حد من حدود
الله أو حق من حقوق المسلمين حتى تعرض ذلك علي إن شاء الله ولا تقعدن في مجلس
القضاء حتى تطعم (1).
الرواية حسنة سندا. ورويها الصدوق في الفقيه: 3 / 15 ح 3243.
[15614] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
محبوب، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على أنبيائه صلى الله
عليهم ثم قال: أيها الناس ليبلغ الشاهد منكم الغائب ألا ومن أنظر معسرا كان له على
الله عز وجل في كل يوم صدقة بمثل ماله حتى يستوفيه، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): (وإن كان
ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وإن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون) (2) أنه
معسر فتصدقوا عليه بمالكم [عليه] فهو خير لكم (3).
[15615] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن عامر بن جذاعة قال: جاء رجل إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له: يا أبا عبد الله قرض إلى ميسرة، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام):
إلى غلة تدرك؟ فقال الرجل: لا والله، قال: فإلى تجارة تؤب؟ قال: لا والله، قال:
فإلى عقدة تباع، فقال: لا والله، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فأنت ممن جعل الله له في
أموالنا حقا ثم دعا بكيس فيه دراهم فأدخل يده فيه فناوله منه قبضة ثم قال له:



(1) الكافي: 7 / 412 ح 1.
(2) سورة البقرة: 280.
(3) الكافي: 4 / 35 ح 4.
315
إتق الله ولا تسرف ولا تقتر ولكن بين ذلك قواما، إن التبذير من الإسراف قال
الله عز وجل: (ولا تبذر تبذيرا) (1) (2).
الرواية حسنة سندا.
[15616] 17 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من أقرض رجلا قرضا إلى
ميسرة كان ماله في زكاة وكان هو في الصلاة مع الملائكة حتى يقضيه (3).
[15617] 18 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يقول بعد الصبح: «الحمد لله رب الصباح، الحمد لله فالق
الاصباح» ثلاث مرات، «اللهم افتح لي باب الأمر الذي فيه اليسر والعافية، اللهم
هيئ لي سبيله وبصرني مخرجه، اللهم إن كنت قضيت لأحد من خلقك علي مقدرة
بالشر فخذه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن تحت قدميه ومن فوق
رأسه واكفنيه بما شئت ومن حيث شئت وكيف شئت» (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15618] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الحر حر على جميع أحواله، إن نابته نائبة صبر لها وإن
تداكت عليه المصائب لم تكسره وإن اسر وقهر واستبدل باليسر عسرا كما كان يوسف
الصديق الأمين صلوات الله عليه لم يضرر حريته أن استعبد وقهر واسر ولم تضرره
ظلمة الجب ووحشته وما ناله أن من الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد إذ كان



(1) سورة الإسراء: 26.
(2) الكافي: 3 / 501 ح 14.
(3) الكافي: 3 / 558 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 528 ح 18.
316
[له] مالكا فأرسله ورحم به أمة وكذلك الصبر يعقب خيرا فاصبروا ووطنوا
أنفسكم على الصبر توجروا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15619] 20 - الصدوق بإسناده، عن أحمد بن إسحاق بن سعد، عن عبد الله بن
ميمون، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال الفضل بن العباس:
أهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بغلة أهداها له كسرى أو قيصر فركبها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بجل
من شعر وأردفني خلفه، ثم قال لي: يا غلام احفظ الله يحفظك واحفظ الله تجده أمامك
تعرف إلى الله عز وجل في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت
فاستعن بالله عز وجل فقد مضى القلم بما هو كائن فلو جهد الناس أن ينفعوك بأمر لم يكتبه
الله لك لم يقدروا عليه ولو جهدوا أن يضروك بأمر لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه،
فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل فإن لم تستطع فاصبر، فإن في الصبر
على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وإن مع
العسر يسرا إن مع العسر يسرا (2).
[15620] 21 - الطوسي بإسناده عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر (عليه السلام)،
عن أبيه (عليه السلام) عن علي (عليه السلام): إن امرأة استعدت على زوجها أنه لا ينفق عليها وكان
زوجها معسرا فأبى (عليه السلام) أن يحبسه وقال: إن مع العسر يسرا (3).
الرواية معتبرة الإسناد. ورويها أيضا في التهذيب: 7 / 454 ح 25.
[15621] 22 - الطوسي باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن أبي إسماعيل القماط، عن بشار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان



(1) الكافي: 2 / 89 ح 6.
(2) الفقيه 4 / 412 ح 5900.
(3) التهذيب: 6 / 299 ح 44.
317
معسرا فلم يتهيأ له حجة الإسلام فليأت قبر أبي عبد الله (عليه السلام) وليعرف عنده فذلك
يجزيه عن حجة الإسلام، أما إني لا أقول يجزي ذلك عن حجة الإسلام إلا لمعسر،
فأما الموسر إذا كان قد حج حجة الإسلام فأراد أن يتنفل بالحج والعمرة فمنعه عن
ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى الحسين بن علي (عليهما السلام) في يوم عرفة أجزأه ذلك عن أداء
حجته وعمرته وضاعف الله له بذلك أضعافا مضاعفة، قلت: كم تعدل حجة؟ وكم
تعدل عمرة؟ قال: لا يحصي ذلك، قلت: مائة؟ قال: ومن يحصي ذلك، قلت:
ألف؟ قال: وأكثر، ثم قال: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) (1) (2).
[15622] 23 - أبو علي محمد بن همام الإسكافي قال: روى أحمد بن محمد البرقي
في كتابه الكبير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا ولكل
نعمة شكرا ولكل عسر يسرا، اصبر نفسك عند كل بلية ورزية - في ولد أو مال - فإن
الله إنما يفيض جاريته (3) وهبته ليبلو شكرك وصبرك (4).
[15623] 24 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: لا يكون الجواد
جوادا إلا بثلاثة: يكون سخيا بماله على حال اليسر والعسر. وأن يبذله للمستحق.
ويرى أن الذي أخذه من شكر الذي أسدى إليه أكثر مما أعطاه (5).
[15624] 25 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه يدعو ويلتجئ إلى الله أن
يغنيه: اللهم صن وجهي باليسار ولا تبذل جاهي بالإقتار، فأسترزق طالبي رزقك
وأستعطف شرار خلقك وابتلى بحمد من أعطاني وافتتن بذم من منعني وأنت من وراء
ذلك كله ولي الإعطاء والمنع إنك على كل شيء قدير (6).



(1) سورة إبراهيم: 34 وسورة النحل: 18.
(2) التهذيب: 6 / 50 ح 29.
(3) يقيض عاريته، نسخة بدل.
(4) التمحيص: 60 ح 127.
(5) تحف العقول: 318.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 225.
318
[15625] 26 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... وما خير خير لا ينال إلا بشر، ويسر لا ينال إلا بعسر...
الحديث (1).
[15626] 27 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: قلة العيال أحد
اليسارين (2).
رويها الصدوق في الفقيه: 4 / 416 ح 5904، والحميري في قرب الإسناد: 116
ح 406.
[15627] 28 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبة الأشباح:...
وقدر الأرزاق فكثرها وقللها وقسمها على الضيق والسعة فعدل فيها ليبتلي من أراد
بميسورها ومعسورها وليختبر بذلك الشكر والصبر من غنيها وفقيرها، الحديث (3).
[15628] 29 - الطبرسي رفعه وقال: خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما مسرورا فرحا وهو
يضحك ويقول: لن يغلب عسر يسرين (فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر
يسرا) (4) (5).
[15629] 30 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: حق الله في العسر
الرضى والصبر، وحقه في اليسر الحمد والشكر (6).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 141.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 91.
(4) سورة الانشراح: 6 و 7.
(5) مجمع البيان: 10 / 509.
(6) بحار الأنوار: 75 / 45.
319
اليقظة
[15630] 1 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن الحسين بن زيد، عن درست بن أبي منصور، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع: المعرفة والجهل والرضا والغضب والنوم
واليقظة (1).
[15631] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، ومحمد بن أبي عبد الله، عن إسحاق، عن
الأقرع قال: كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أسأله عن الإمام هل يحتلم؟ وقلت في نفسي بعد
ما فصل الكتاب: الاحتلام شيطنة وقد أعاذ الله تبارك وتعالى أولياءه من ذلك، فورد
الجواب: حال الأئمة في المنام حالهم في اليقظة لا يغير النوم منهم شيئا وقد أعاذ الله
أولياءه من لمة الشيطان كما حدثتك نفسك (2).
[15632] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله
ابن ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: اللهم إني أعوذ
بك من الاحتلام ومن سوء الأحلام وأن يلعب بي الشيطان في اليقظة والمنام (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15633] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي،



(1) الكافي: 1 / 164 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 509 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 536 ح 5.
320
عن هشام بن سالم، ودرست بن أبي منصور عنه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الأنبياء
والمرسلون على أربع طبقات: فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبي يرى في النوم
ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ولم يبعث إلى أحد وعليه إمام مثل ما كان إبراهيم
على لوط (عليهما السلام)، ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد أرسل إلى
طائفة قلوا أو كثروا كيونس قال الله ليونس: (وأرسلناه إلى مائة ألف أو
يزيدون) (1) قال: يزيدون ثلاثين ألفا وعليه إمام، والذي يرى في نومه ويسمع
الصوت ويعاين في اليقظة وهو إمام مثل أولي العزم وقد كان إبراهيم (عليه السلام) نبيا وليس
بإمام حتى قال الله: (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي
الظالمين) (2) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما (3).
الرواية حسنة سندا.
[15634] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن
الأحول قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الرسول والنبي والمحدث، قال: الرسول الذي
يأتيه جبرئيل قبلا فيراه ويكلمه فهذا الرسول، وأما النبي فهو الذي يرى في منامه
نحو رؤيا إبراهيم ونحو ما كان رأي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أسباب النبوة قبل الوحي
حتى أتاه جبرئيل (عليه السلام) من عند الله بالرسالة وكان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حين جمع له النبوة
وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلمه بها قبلا، ومن الأنبياء من جمع
له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير أن يكون يرى في
اليقظة، وأما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) سورة الصافات: 147.
(2) سورة البقرة: 124.
(3) الكافي: 1 / 174 ح 1.
(4) الكافي: 1 / 176 ح 3.
321
[15635] 6 - الصدوق، عن ابن ناتانة، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم
الكرخي قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): إن رجلا رأى ربه عز وجل في منامه، فما
يكون ذلك؟ فقال: ذلك رجل لا دين له إن الله تبارك وتعالى لا يرى في اليقظة ولا في
المنام ولا في الدنيا ولا في الآخرة (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[15636] 7 - الصدوق، عن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري، عن
محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام)،
عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن للجسم ستة أحوال: الصحة والمرض
والموت والحياة والنوم واليقظة، وكذلك الروح: فحياتها علمها وموتها جهلها
ومرضها شكها وصحتها يقينها ونومها غفلتها ويقظتها حفظها (2).
[15637] 8 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن أبي الخطاب، عن
ابن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق جعفر
ابن محمد (عليه السلام) قال: كان فيما وعظ الله تبارك وتعالى به عيسى بن مريم (عليه السلام) أن قال له:
يا عيسى أنا ربك ورب آبائك، اسمي واحد وأنا الأحد المتفرد بخلق كل شيء وكل
شيء من صنعي وكل خلقي إلي راجعون.
يا عيسى أنت المسيح بأمري وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني وأنت تحيي
الموتى بكلامي فكن إلي راغبا ومني راهبا فإنك لن تجد مني ملجأ إلا إلي.
يا عيسى أوصيك وصية المتحنن عليك بالرحمة حين حقت لك مني الولاية
بتحريك مني المسرة فبوركت كبيرا وبوركت صغيرا حيثما كنت، أشهد أنك عبدي
ابن أمتي.



(1) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والثمانون ح 6 / 708 الرقم 974.
(2) التوحيد: 300 ح 7.
322
يا عيسى أنزلني من نفسك كهمك واجعل ذكري لمعادك وتقرب إلي بالنوافل
وتوكل علي أكفك ولا تول غيري فأخذلك.
يا عيسى اصبر على البلاء وارض بالقضاء وكن كمسرتي فيك فإن مسرتي أن
أطاع فلا أعصى.
يا عيسى أحي ذكري بلسانك وليكن ودي في قلبك.
يا عيسى تيقظ في ساعات الغفلة واحكم لي بلطيف الحكمة.
يا عيسى كن راغبا وراهبا وأمت قلبك بالخشية.
يا عيسى راع الليل لتحري مسرتي واظمأ نهارك ليوم حاجتك عندي.
يا عيسى نافس في الخير جهدك لتعرف بالخير حيثما توجهت.
يا عيسى احكم في عبادي بنصحي وقم فيهم بعدلي فقد أنزلت عليك شفاء لما في
الصدور من مرض الشيطان، الحديث (1).
[15638] 9 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال في وصيته
لجابر بن يزيد الجعفي:... وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم، واستعمل
حاضر العلم بخالص العمل وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ.
واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف، الحديث (2).
[15639] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال عند تلاوته (يا أيها
الإنسان ما غرك بربك الكريم) (3): أدحض مسوؤل حجة واقطع مغتر معذرة،
لقد أبرح جهالة بنفسه. يا أيها الإنسان ما جرأك على ذنبك وما غرك بربك وما أنسك
بهلكة نفسك؟ أما من دائك بلول؟ أم ليس من نومتك يقظة؟ أما ترحم من نفسك



(1) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والسبعون ح 1 / 606 الرقم 841.
(2) تحف العقول: 285.
(3) سورة الانفطار: 6.
323
ما ترحم من غيرك؟ فلربما ترى الضاحي من حر الشمس فتظله، أو ترى المبتلى بألم
يمض جسده فتبكي رحمة له، فما صبرك على دائك وجلدك على مصابك وعزاك عن
البكاء على نفسك وهي أعز الأنفس عليك. وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة وقد
تورطت بمعاصيه مدارج سطواته فتداو من داء الفترة في قلبك بعزيمة ومن كرى
الغفلة في ناظرك بيقظة، وكن لله مطيعا وبذكره آنسا، الحديث (1).
[15640] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: اليقظة نور، الغفلة
غرور (2).
[15641] 12 - وعنه (عليه السلام): اليقظة استبصار (3).
[15642] 13 - وعنه (عليه السلام): اليقظة كرب (4).
[15643] 14 - وعنه (عليه السلام): التيقظ في الدين نعمة على من رزقه (5).
[15644] 15 - وعنه (عليه السلام): ألا مستيقظ من غفلته قبل نفاد مدته (6).
[15645] 16 - وعنه (عليه السلام): من لم يستظهر باليقظة لم ينتفع بالحفظة (7).
[15646] 17 - وعنه (عليه السلام): من إمارات الدولة، اليقظة لحراسة الأمور (8).
[15647] 18 - وعنه (عليه السلام): من النبل أن تيقظ لإيجاب حق الرعية إليك وتتغابى عن
الجناية عليك (9).
[15648] 19 - وعنه (عليه السلام): لا تنجع الرياضة إلا في نفس يقظة (10).
[15649] 20 - وعنه (عليه السلام): قد يقظتم فتيقظوا وهديتم فاهتدوا (11).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 223.
(2) غرر الحكم: ح 103 و 175 و 221 و 2058 و 2752 و 8991 و 9360 و 9407 و 10899 و 6682.
(3) غرر الحكم: ح 103 و 175 و 221 و 2058 و 2752 و 8991 و 9360 و 9407 و 10899 و 6682.
(4) غرر الحكم: ح 103 و 175 و 221 و 2058 و 2752 و 8991 و 9360 و 9407 و 10899 و 6682.
(5) غرر الحكم: ح 103 و 175 و 221 و 2058 و 2752 و 8991 و 9360 و 9407 و 10899 و 6682.
(6) غرر الحكم: ح 103 و 175 و 221 و 2058 و 2752 و 8991 و 9360 و 9407 و 10899 و 6682.
(7) غرر الحكم: ح 103 و 175 و 221 و 2058 و 2752 و 8991 و 9360 و 9407 و 10899 و 6682.
(8) غرر الحكم: ح 103 و 175 و 221 و 2058 و 2752 و 8991 و 9360 و 9407 و 10899 و 6682.
(9) غرر الحكم: ح 103 و 175 و 221 و 2058 و 2752 و 8991 و 9360 و 9407 و 10899 و 6682.
(10) غرر الحكم: ح 103 و 175 و 221 و 2058 و 2752 و 8991 و 9360 و 9407 و 10899 و 6682.
(11) غرر الحكم: ح 103 و 175 و 221 و 2058 و 2752 و 8991 و 9360 و 9407 و 10899 و 6682.
324
اليقين
[15650] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن
محبوب، عن عمار بن أبي الأحوص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل وضع
الإيمان على سبعة أسهم على البر والصدق واليقين والرضا والوفاء والعلم والحلم ثم
قسم ذلك بين الناس فمن جعل فيه هذه السبعة الأسهم فهو كامل محتمل وقسم لبعض
الناس السهم ولبعض السهمين ولبعض الثلاثة حتى انتهوا إلى سبعة، ثم قال: لا
تحملوا على صاحب السهم سهمين ولا على صاحب السهمين ثلاثة فتبهضوهم، ثم
قال: كذلك حتى ينتهي إلى سبعة (1).
تبهضوهم: أي تثقلوا عليهم وتوقعوهم في الشدة.
[15651] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لأنسبن الإسلام نسبة لا ينسبه أحد قبلي
ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك: إن الإسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين واليقين
هو التصديق والتصديق هو الإقرار والإقرار هو العمل والعمل هو الأداء، إن المؤمن لم
يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه من ربه فأخذه، إن المؤمن يرى يقينه في عمله،
والكافر يرى إنكاره في عمله فوالذي نفسي بيده ما عرفوا أمرهم، فاعتبروا إنكار
الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة (2).



(1) الكافي: 2 / 42 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 45 ح 1.
325
[15652] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج،
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الإيمان، فقال: إن
الله جعل الإيمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد.
فالصبر من ذلك على أربع شعب: على الشوق والإشفاق والزهد والترقب، فمن
اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات ومن زهد
في الدنيا هانت عليه المصيبات ومن راقب الموت سارع إلى الخيرات.
واليقين على أربع شعب: تبصرة الفطنة وتأول الحكمة ومعرفة العبرة وسنة
الأولين، فمن أبصر الفطنة عرف الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف
العبرة عرف السنة ومن عرف السنة فكأنما كان مع الأولين واهتدى إلى التي هي أقوم
ونظر إلى من نجى بما نجى ومن هلك بما هلك وإنما أهلك الله من أهلك بمعصيته وأنجى
من أنجى بطاعته.
والعدل على أربع شعب: غامض الفهم وغمر العلم وزهرة الحكم وروضة الحلم
فمن فهم فسر جميع العلم ومن علم عرف شرائع الحكم ومن حلم لم يفرط في أمره
وعاش في الناس حميدا.
والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في
المواطن وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر
أرغم أنف المنافق وأمن كيده، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ومن شنئ
الفاسقين غضب لله ومن غضب لله غضب الله له فذلك الإيمان ودعائمه وشعبه (1).
[15653] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن
عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا أخا جعف إن الإيمان أفضل
من الإسلام وإن اليقين أفضل من الإيمان وما من شيء أعز من اليقين (2).



(1) الكافي: 2 / 50 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 51 ح 1.
326
[15654] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمد،
عن معلى بن محمد جميعا، عن الوشاء، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الإيمان
فوق الإسلام بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة واليقين فوق التقوى بدرجة وما
قسم في الناس شيء أقل من اليقين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15655] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن هارون بن الجهم، أو غيره، عن عمر بن أبان الكلبي، عن عبد الحميد الواسطي،
عن أبي بصير قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد الإسلام درجة، قال: قلت:
نعم، قال: والإيمان على الإسلام درجة، قال: قلت: نعم، قال: والتقوى على
الإيمان درجة قال: قلت: نعم، قال: واليقين على التقوى درجة، قال: قلت: نعم،
قال: فما أوتي الناس أقل من اليقين وإنما تمسكتم بأدنى الإسلام فإياكم أن ينفلت
من أيديكم (2).
ينفلت: أي يخرج من قلوبكم فجأة.
[15656] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال:
سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن الإيمان والإسلام، فقال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إنما هو
الإسلام والإيمان فوقه بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة واليقين فوق التقوى
بدرجة ولم يقسم بين الناس شيء أقل من اليقين، قال: قلت: فأي شيء اليقين؟
قال: التوكل على الله والتسليم لله والرضا بقضاء الله والتفويض إلى الله. قلت: فما
تفسير ذلك؟ قال: هكذا قال أبو جعفر (عليه السلام) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 51 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 52 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 52 ح 5.
327
[15657] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) قال: الإيمان فوق الإسلام بدرجة والتقوى
فوق الإيمان بدرجة واليقين فوق التقوى بدرجة ولم يقسم بين العباد شيء أقل
من اليقين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15658] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خص رسله
بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا أن ذلك من
خير وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها، قال: فذكر [ها] عشرة:
اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة
والمروة.
قال: وروى بعضهم بعد هذه الخصال العشرة وزاد فيها: الصدق وأداء
الأمانة (2).
الرواية موثقة سندا.
[15659] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن المثنى بن الوليد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس شيء
إلا وله حد، قال: قلت: جعلت فداك فما حد التوكل؟ قال: اليقين، قلت: فما حد
اليقين؟ قال: ألا تخاف مع الله شيئا (3).
الرواية حسنة سندا.



(1) الكافي: 2 / 52 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 56 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 57 ح 1.
328
[15660] 11 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم
يؤته الله فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره، ولو أن أحدكم
فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت، ثم قال: إن الله
بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك
والسخط (1).
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها. ورويها المفيد في أماليه: المجلس
الرابع والثلاثون ح 2 / 284.
[15661] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن العمل الدائم القليل على
اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15662] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد
الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه جلس إلى حائط
مائل يقضي بين الناس، فقال بعضهم: لا تعقد تحت هذا الحائط فإنه معور، فقال
أمير المؤمنين صلوات الله عليه: حرس امرءا أجله فلما قام سقط الحائط، قال: وكان
أمير المؤمنين (عليه السلام) مما يفعل هذا وأشباهه وهذا اليقين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 57 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 57 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 58 ح 5.
329
[15663] 14 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم،
عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا يجد
عبد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه
وأن الضار النافع هو الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15664] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الوشاء،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة، عن سعيد بن قيس الهمداني قال: نظرت يوما
في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقلت: يا
أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع؟ فقال: نعم يا سعيد بن قيس إنه ليس من عبد إلا
وله من الله حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في
بئر، فإذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل شيء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15665] 16 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن
أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: كان في الكنز الذي قال الله عز وجل:
(وكان تحته كنز لهما) (3) كان فيه: بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن
بالموت كيف يفرح وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن وعجبت لمن رأى الدنيا
وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يتهم الله في قضائه ولا
يستبطئه في رزقه، فقلت: جعلت فداك أريد أن أكتبه، قال: فضرب والله يده إلى
الدواة ليضعها بين يدي فتناولت يده فقبلتها وأخذت الدواة فكتبته (4).



(1) الكافي: 2 / 58 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 58 ح 8.
(3) سورة الكهف: 82.
(4) الكافي: 2 / 59 ح 9.
330
الرواية معتبرة الإسناد.
[15666] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن عبد الرحمن العرزمي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان قنبر
غلام علي يحب عليا (عليه السلام) حبا شديدا فإذا خرج علي صلوات الله عليه خرج على
أثره بالسيف فرآه ذات ليلة، فقال: يا قنبر ما لك؟ فقال: جئت لأمشي خلفك
يا أمير المؤمنين، قال: ويحك أمن أهل السماء تحرسني أو من أهل الأرض؟ فقال: لا
بل من أهل الأرض، فقال: إن أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلا بإذن الله من
السماء فارجع، فرجع (1).
[15667] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد، عن القاسم بن
محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه أن رجلا
سأل علي بن الحسين (عليهما السلام) عن الزهد، فقال: عشرة أشياء فأعلى درجة الزهد أدنى
درجة الورع وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين وأعلى درجة اليقين أدنى درجة
الرضا ألا وإن الزهد في آية من كتاب الله عز وجل: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا
تفرحوا بما آتاكم) (2) (3).
روى مثلها في الكافي: 2 / 62 ح 10.
[15668] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام)
قال: قلت له: من لم يدر في أربع هو أم في ثنتين وقد أحرز الثنتين؟ قال:
يركع ركعتين وأربع سجدات وهو قائم بفاتحة الكتاب ويتشهد ولا شيء عليه وإذا لم



(1) الكافي: 2 / 59 ح 10.
(2) سورة الحديد: 23.
(3) الكافي: 2 / 128 ح 4.
331
يدر في ثلاث هو أو في أربع وقد أحرز الثلاث قام فأضاف إليها أخرى ولا شيء عليه
ولا ينقض اليقين بالشك ولا يدخل الشك في اليقين ولا يخلط أحدهما بالآخر ولكنه
ينقض الشك باليقين ويتم على اليقين فيبنى عليه ولا يعتد بالشك في حال من
الحالات (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15669] 20 - الكليني بسند معتبر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث طويل:
ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك فيما بينهما، ومن نجا من ذلك فمن فضل
اليقين، ولم يخلق الله خلقا أقل من اليقين، الحديث (2).
[15670] 21 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن
عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لم يقسم بين العباد أقل
من خمس: اليقين والقنوع والصبر والشكر والذي يكمل له به هذا كله العقل (3).
الرواية موثقة سندا.
[15671] 22 - الصدوق، عن محمد بن أحمد الأسدي، عن أحمد بن محمد بن الحسن
العامري، عن إبراهيم بن عيسى السدوسي، عن سليمان بن عمرو، عن عبد الله بن
الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين (عليه السلام)، عن أبيها (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إن صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين وهلاك آخرها بالشح والأمل (4).
[15672] 23 - الصدوق بسنده الصحيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير ما ألقي في القلب اليقين، الحديث (5).



(1) الكافي: 3 / 351 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 393.
(3) الخصال: 1 / 285 ح 36.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الأربعون ح 7 / 297 الرقم 333. الخصال: 1 / 79 ح 128.
(5) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والسبعون ح 1 / 576 الرقم 788.
332
[15673] 24 - الصدوق، عن الفامي، عن ابن بطة، عن البرقي، عن أبيه رفعه إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حرم الحريص خصلتين، ولزمته خصلتان: حرم القناعة
فافتقد الراحة، وحرم الرضا فافتقد اليقين (1).
[15674] 25 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من كان على يقين فأصابه
شك فليمض على يقينه، فإن اليقين لا يدفع بالشك (2).
[15675] 26 - المفيد بإسناده عن ابن مهزيار قال: أخبرني ابن إسحاق الخراساني
صاحب كان لنا قال: كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: لا ترتابوا
فتشكوا فتكفروا ولا ترخصوا لأنفسكم فتدهبوا ولا تداهنوا في الحق فتخسروا [و]
إن الحزم ان تتفقهوا ومن الفقه أن لا تغتروا وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه وإن
أغشكم لنفسه أعصاكم لربه. من يطع الله يأمن ويرشد ومن يعصه يخب ويندم.
واسألوا الله اليقين وارغبوا إليه في العاقبة وخير ما دار في القلب اليقين. أيها الناس
إياكم والكذب فإن كل راج طالب وكل خائف هارب (3).
[15676] 27 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن حماد، عن حريز، عن
زرارة قال: قلت: أصاب ثوبي دم رعاف أو غيره أو شيء من مني فعلمت أثره إلى أن
أصيب له من الماء فأصبت وحضرت الصلاة ونسيت أن بثوبي شيئا وصليت ثم إني
ذكرت بعد ذلك؟ قال: تعيد الصلاة وتغسله، قلت: فإني لم أكن رأيت موضعه
وعلمت أنه قد أصابه فطلبته فلم أقدر عليه فلما صليت وجدته؟ قال: تغسله
وتعيد، قلت: فإن ظننت أنه قد أصابه ولم أتيقن ذلك فنظرت فلم أر شيئا ثم صليت
فرأيت فيه؟ قال: تغسله ولا تعيد الصلاة، قلت: لم ذلك؟ قال: لأنك كنت على يقين



(1) الخصال: 1 / 69 ح 104.
(2) الارشاد: 1 / 302.
(3) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 38 / 206.
333
من طهارتك ثم شككت فليس ينبغي لك أن تنقض اليقين بالشك أبدا، قلت: فإني
قد علمت أنه قد أصابه ولم أدر أين هو فأغسله؟ قال: تغسل من ثوبك الناحية التي
ترى أنه قد أصابها حتى تكون على يقين من طهارتك، قلت: فهل علي إن شككت في
أنه أصابه شيء أن أنظر فيه؟ قال: لا ولكنك إنما تريد أن تذهب الشك الذي وقع في
نفسك. قلت: إن رأيته في ثوبي وأنا في الصلاة؟ قال: تنقض الصلاة وتعيد إذا
شككت في موضع منه ثم رأيته وإن لم تشك ثم رأيته رطبا قطعت الصلاة وغسلته ثم
بنيت على الصلاة لأنك لا تدري لعله شيء أوقع عليك فليس ينبغي أن تنقض اليقين
بالشك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15677] 28 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في حديث: وأما
علامة الموقن فستة: أيقن بالله حقا فآمن به، وأيقن بأن الموت حق فحذره، وأيقن
بأن البعث حق فخاف الفضيحة، وأيقن بأن الجنة حق فاشتاق إليها، وأيقن بأن
النار حق فظهر سعيه للنجاة منها، وأيقن بأن الحساب حق فحاسب نفسه،
الحديث (2).
[15678] 29 - البرقي، عن أبيه رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له:
يا أيها الناس سلوا الله اليقين وارغبوا إليه في العافية فإن أجل النعمة العافية وخير ما
دام في القلب اليقين والمغبون من غبن دينه والمغبوط من غبط يقينه.
قال: وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) يطيل القعود بعد المغرب يسأل الله اليقين (3).
[15679] 30 - البرقي، عن محمد بن عبد الحميد، عن صفوان بن يحيى قال: سألت



(1) التهذيب: 1 / 421 ح 8.
(2) تحف العقول: 20.
(3) المحاسن: 248.
334
أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن قول الله لإبراهيم (عليه السلام): (أولم تؤمن قال بلى ولكن
ليطمئن قلبي) (1) أكان في قلبه شك؟ قال: لا، كان على يقين، ولكنه أراد من الله
الزيادة في يقينه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15680] 31 - محمد بن محمد بن الأشعث بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا حسب إلا التواضع ولا كرم إلا التقوى ولا عمل إلا
بنية ولا عبادة إلا بيقين (3).
[15681] 32 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: اليقين أفضل
عبادة (4).
[15682] 33 - وعنه (عليه السلام): أين الموقنون الذين خلعوا سرابيل الهوى وقطعوا
عنهم علائق الدنيا (5).
[15683] 34 - وعنه (عليه السلام): إن الدين لشجرة أصلها اليقين بالله وثمرها الموالاة في الله
والمعاداة في الله سبحانه (6).
[15684] 35 - وعنه (عليه السلام): عليكم بلزوم اليقين والتقوى فإنهما يبلغانكم جنة
المأوى (7).
[15685] 36 - وعنه (عليه السلام): على قدر الدين تكون قوة اليقين (8).
[15686] 37 - وعنه (عليه السلام): نوم على يقين خير من صلاة في شك (9).
[15687] 38 - وعنه (عليه السلام): هلك من باع اليقين بالشك والحق بالباطل والأجل
بالعاجل (10).



(1) سورة البقرة: 260.
(2) المحاسن: 247.
(3) الجعفريات: 150.
(4) غرر الحكم: ح 855 و 2823 و 3541 و 6163 و 6184 و 9958 و 1003.
(5) غرر الحكم: ح 855 و 2823 و 3541 و 6163 و 6184 و 9958 و 1003.
(6) غرر الحكم: ح 855 و 2823 و 3541 و 6163 و 6184 و 9958 و 1003.
(7) غرر الحكم: ح 855 و 2823 و 3541 و 6163 و 6184 و 9958 و 1003.
(8) غرر الحكم: ح 855 و 2823 و 3541 و 6163 و 6184 و 9958 و 1003.
(9) غرر الحكم: ح 855 و 2823 و 3541 و 6163 و 6184 و 9958 و 1003.
(10) غرر الحكم: ح 855 و 2823 و 3541 و 6163 و 6184 و 9958 و 1003.
335
[15688] 39 - وعنه (عليه السلام): يستدل على اليقين بقصر الأمل وإخلاص العمل
والزهد في الدنيا (1).
[15689] 40 - وعنه (عليه السلام): لا ايمان لمن لا يقين له (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 57،
وارشاد القلوب: 124، والوافي: 4 / 269، وبحار الأنوار: 67 / 130،
ووسائل الشيعة: 11 / 157، ومستدرك الوسائل: 11 / 194،
وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 132، وسفينة البحار: 2 / 733،
وجامع السعادات: 1 / 118، وهداية العلم: 668، وغيرها من كتب
الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 10970.
(2) غرر الحكم: ح 10781.
336
اليمن
[15690] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تزوجوا الزرق فإن فيهن اليمن (1).
الرواية معتبرة الإسناد. ورويها الصدوق في الفقيه: 3 / 387، والشيخ جعفر بن
أحمد القمي في جامع الأحاديث: 65، ومحمد بن محمد بن الأشعث في
الجعفريات: 92، والسيد فضل الراوندي في نوادره: 115 ح 113. الزرق:
جمع الزرقاء.
[15691] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن معاوية بن وهب، عن معاذ بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرفق يمن والخرق شؤم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15692] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الرجل يلبس
الثوب الجديد، قال: يقول: «اللهم اجعله ثوب يمن وتقى وبركة، اللهم ارزقني فيه
حسن عبادتك وعملا بطاعتك وأداء شكر نعمتك، الحمد لله الذي كساني ما أواري به
عورتي وأتجمل به في الناس» (3).



(1) الكافي: 5 / 335 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 119 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 458 ح 1.
337
الرواية صحيحة الإسناد.
[15693] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي أيوب
المديني، عن سليمان الجعفري، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: الشيب في مقدم
الرأس يمن وفي العارضين سخاء وفي الذوائب شجاعة وفي القفا شؤم (1).
[15694] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبي يوسف
يعقوب بن عبد الله من ولد أبي فاطمة، عن إسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى
الكاهلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في مسجد
الكوفة فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرد عليه فقال:
جعلت فداك إني أردت المسجد الأقصى فأردت أن اسلم عليك وأودعك، فقال له:
وأي شيء أردت بذلك؟ فقال: الفضل جعلت فداك، قال: فبع راحلتك وكل زادك
وصل في هذا المسجد فإن الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة والنافلة عمرة مبرورة
والبركة فيه على اثني عشر ميلا يمينه يمن ويساره مكر وفي وسطه عين من دهن وعين
من لبن وعين من ماء شراب للمؤمنين وعين من ماء طهر للمؤمنين منه سارت سفينة
نوح وكان فيه نسر يغوث ويعوق وصلى فيه سبعون نبيا وسبعون وصيا أنا أحدهم
وقال بيده في صدره: ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلا أجابه الله
وفرج عنه كربته (2).
رويها الشيخ الطوسي في التهذيب: 3 / 251 ح 9.
[15695] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد
جميعا، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: أهدى أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أربعة أفراس من اليمن، فقال:



(1) الكافي: 6 / 493 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 491 ح 2.
338
سمها لي فقال: هي ألوان مختلفة، قال: ففيها وضح؟ فقال: نعم فيها أشقر به وضح،
قال: فأمسكه علي، قال: وفيها كميتان أوضحان، فقال: أعطهما ابنيك، قال:
والرابع أدهم بهيم قال: بعه واستخلف به نفقة لعيالك إنما يمن الخيل في ذوات
الأوضاح.
قال: وسمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: كرهنا البهيم من الدواب كلها إلا الحمار والبغل
وكرهت شئة الأوضاح في الحمار والبغل الألون، وكرهت القرح في البغل إلا أن يكون
به غرة سائلة ولا أشتهيها على حال (1).
الفرس به وضح: إذا كان في قوائمه كلها بياض وقد يكون به البرص. أشقر: شديدة
الحمرة. الكميت: الذي خالط حمرته صفرا. البهيم من الدواب: هو الذي لا
يخالط لونه لون غيره. القرحة: البياض في وجه الفرس دون الغرة.
[15696] 7 - البرقي، عن الجاموراني، عن الحسن بن علي، عن ابن عميرة، عن
منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مشاورة العاقل
الناصح رشد ويمن وتوفيق من الله فإذا أشار عليك الناصح العاقل فإياك والخلاف فإن
في ذلك العطب (2).
روى نحوها ابن شعبة الحراني في وصية الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) لهشام بن
الحكم، راجع تحف العقول: 398.
[15697] 8 - البرقي، عن بعض من ذكره، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي إن الوضوء قبل الطعام وبعده شفاء
في الجسد ويمن في الرزق (3).



(1) الكافي: 6 / 535 ح 3.
(2) المحاسن: 602، نقل عنه في بحار الأنوار: 72 / 102 ح 27.
(3) المحاسن: 425، ونقل عنه في بحار الأنوار: 63 / 356 ح 17.
339
[15698] 9 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
يمن الخيل في شقرها (1).
وفي هذا المجال راجع بحار الأنوار: 61 / 173 ح 26.
[15699] 10 - السيد فضل الله الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: من يمن المرأة
أن يكون بكرها جارية، يعني أول ولدها ابنة (2).
رويها محمد بن محمد بن الأشعث في الجعفريات: 99 والقاضي نعمان المصري
في دعائم الإسلام: 2 / 196 ح 720.



(1) جامع الأحاديث: 142.
(2) النوادر: 151 ح 220.
340
اليمين
[15700] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن الحسن بن محبوب، عن
مالك بن عطية، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في كتاب علي (عليه السلام): ثلاث
خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة
يبارز الله بها، وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم وإن القوم ليكونون فجارا
فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون، وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار
بلاقع من أهلها وتنقل الرحم وإن نقل الرحم انقطاع النسل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15701] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن علي، عن الحسين بن مخارق أبي جنادة السلولي، عن أبي حمزة، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صام شعبان كان له طهرا
من كل زلة ووصمة وبادرة، قال أبو حمزة: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما الوصمة؟ قال:
اليمين في المعصية والنذر في المعصية، قلت: فما البادرة؟ قال: اليمين عند الغضب
والتوبة منها الندم (2).
[15702] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله
ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل صوم يفرق إلا ثلاثة أيام في كفارة



(1) الكافي: 2 / 347 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 93 ح 8.
341
اليمين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15703] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين متتابعات لا يفصل
بينهن (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15704] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد،
وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن
جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة عندكم يغتدي كل يوم
بكرة من القصر فيطوف في أسواق الكوفة سوقا سوقا ومعه الدرة على عاتقه وكان لها
طرفان وكانت تسمى السبيبة فيقف على أهل كل سوق فينادي: يا معشر التجار
اتقوا الله عز وجل، فإذا سمعوا صوته (عليه السلام) ألقوا ما بأيديهم وارعوا إليه بقلوبهم وسمعوا
بآذانهم فيقول (عليه السلام): قدموا الاستخارة وتبركوا بالسهولة واقتربوا من المبتاعين
وتزينوا بالحلم وتناهوا عن اليمين وجانبوا الكذب وتجافوا عن الظلم وانصفوا
المظلومين ولا تقربوا الربا وأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا
تعثوا في الأرض مفسدين، فيطوف (عليه السلام) في جميع أسواق الكوفة ثم يرجع فيقعد
للناس (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15705] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن ابن بكير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل حكم



(1) الكافي: 4 / 140 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 140 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 151 ح 3.
342
في دمائكم بغير ما حكم به في أموالكم، حكم في أموالكم إن البينة على المدعي واليمين
على المدعى عليه وحكم في دمائكم إن البينة على من ادعى عليه واليمين على من ادعى
لكيلا يبطل دم امرئ مسلم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15706] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن جميل، وهشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
البينة على من ادعى واليمين على من ادعي عليه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15707] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) في الرجل يدعي ولا بينة له، قال:
يستحلفه فإن رد اليمين على صاحب الحق فلم يحلف فلا حق له (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15708] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن ثعلبة بن ميمون، عن يعقوب الأحمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من حلف على
يمين وهو يعلم أنه كاذب فقد بارز الله عز وجل (4).
[15709] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حنان، عن فليح بن
أبي بكر الشيباني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اليمين الصبر الكاذبة تورث العقب
الفقر (5).



(1) الكافي: 7 / 361 ح 6 - 7 / 415 ح 2.
(2) الكافي: 7 / 415 ح 1.
(3) الكافي: 7 / 416 ح 1.
(4) الكافي: 7 / 435 ح 1.
(5) الكافي: 7 / 436 ح 4.
343
[15710] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن يمين الصبر الكاذبة تترك الديار
بلاقع (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15711] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن
علي، عن علي بن حماد، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اليمين الغموس
ينتظر بها أربعين ليلة (2).
[15712] 13 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن علي، عن علي بن حماد،
عن حريز، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اليمين الغموس التي توجب
النار، الرجل يحلف على حق امرئ مسلم على حبس ماله (3).
[15713] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن اليمين الفاجرة تنغل في الرحم، قال:
قلت: جعلت فداك ما معنى تنغل في الرحم؟ قال: تعقر (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15714] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد،
عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الأيمان ثلاث: يمين ليس فيها كفارة
ويمين فيها كفارة ويمين غموس توجب النار، فاليمين التي ليس فيها كفارة الرجل يحلف
بالله على باب بر أن لا يفعله فكفارته أن يفعله، واليمين التي تجب فيها الكفارة الرجل



(1) الكافي: 7 / 436 ح 6.
(2) الكافي: 7 / 436 ح 7.
(3) الكافي: 7 / 436 ح 8.
(4) الكافي: 7 / 437 ح 10.
344
يحلف على باب معصية أن لا يفعله فيفعله فتجب عليه الكفارة، واليمين الغموس التي
توجب النار الرجل يحلف على حق امرئ مسلم على حبس ماله.
علي بن إبراهيم قال: الأيمان ثلاثة: يمين تجب فيها النار، ويمين تجب فيها
الكفارة، ويمين لا تجب فيها النار ولا الكفارة، فأما اليمين التي تجب فيها النار
فرجل يحلف على مال رجل يجحده ويذهب بماله ويحلف على رجل من
المسلمين كاذبا فيورطه أو يعين عليه عند سلطان وغيره فيناله من ذلك تلف نفسه أو
ذهاب ماله فهذا تجب فيه النار، وأما اليمين التي تجب فيها الكفارة فالرجل يحلف
على أمر هو طاعة لله أن يفعله أو يحلف على معصية لله أن لا يفعلها ثم يفعلها فيندم
على ذلك فتجب فيه الكفارة، وأما اليمين التي لا تجب فيها الكفارة فرجل يحلف
على قطيعة رحم أو يجبره السلطان أو يكرهه والده أو زوجته أو يحلف على معصية
لله أن يفعلها ثم يحنث فلا تجب فيه الكفارة (1).
[15715] 16 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء،
عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يجوز يمين في تحليل حرام
ولا تحريم حلال ولا قطيعة رحم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15716] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يمين لولد مع
والده ولا لمملوك مع مولاه ولا للمرأة مع زوجها ولا نذر في معصية ولا يمين في قطيعة
رحم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 7 / 438 ح 1.
(2) الكافي: 7 / 439 ح 2.
(3) الكافي: 7 / 440 ح 6.
345
[15717] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل جعل عليه أيمانا
أن يمشي إلى الكعبة أو صدقة أو عتق أو نذر أو هدى إن هو كلم أباه أو أمه أو أخاه أو
ذا رحم أو قطع قرابة أو مأثم فيه يقيم عليه أو أمر لا يصلح له فعله، فقال: كتاب الله
قبل اليمين ولا يمين في معصية (1).
الرواية موثقة سندا.
[15718] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان،
عن ابن مسكان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل يمين لا يراد بها وجه الله
تعالى في طلاق أو عتق فليس بشيء (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15719] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: الرجل يحلف بالأيمان
المغلظة أن لا يشتري لأهله شيئا، قال: فليشتر لهم وليس عليه شيء في يمينه (3).
الرواية موثقة سندا.
[15720] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح قال: والله لقد قال لي جعفر بن محمد (عليه السلام): إن
الله علم نبيه التنزيل والتأويل فعلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) قال: وعلمنا والله، ثم
قال: ما صنعتم من شيء أو حلفتم عليه من يمين في تقية فأنتم منه في سعة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 7 / 440 ح 7.
(2) الكافي: 7 / 442 ح 13.
(3) الكافي: 7 / 442 ح 14.
(4) الكافي: 7 / 442 ح 15.
346
[15721] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن سعيد
الأعرج قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يحلف على اليمين فيرى أن تركها
أفضل وإن لم يتركها خشي أن يأثم أيتركها؟ فقال: أما سمعت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إذا رأيت خيرا من يمينك فدعها (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15722] 23 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وسئل عما يجوز وعما لا يجوز من النية على
الإضمار في اليمين، فقال: قد يجوز في موضع ولا يجوز في آخر، فأما ما يجوز فإذا كان
مظلوما فما حلف به ونوى اليمين فعلى نيته وأما إذا كان ظالما فاليمين على نية
المظلوم (2).
الرواية معتبرة الإسناد. ورويها الطوسي في التهذيب: 8 / 280 ح 17.
[15723] 24 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ليس كل يمين فيها
كفارة أما ما كان منها مما أوجب الله عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلت فليس
عليك فيها الكفارة، وأما ما لم يكن مما أوجب الله عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله
ففعلته فإن عليك فيه الكفارة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15724] 25 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن حمزة بن حمران قال:



(1) الكافي: 7 / 444 ح 5.
(2) الكافي: 7 / 444 ح 1.
(3) الكافي: 7 / 445 ح 2.
347
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (واذكر ربك إذا نسيت) (1) قال: ذلك
في اليمين إذا قلت: والله لا أفعل كذا وكذا، فإذا ذكرت أنك لم تستثن فقل:
إن شاء الله (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15725] 26 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد
ابن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في كفارة اليمين يطعم عشرة مساكين لكل مسكين مد
من حنطة أو مد من دقيق وحفنة أو كسوتهم لكل إنسان ثوبان أو عتق رقبة وهو في
ذلك بالخيار أي الثلاثة صنع، فإن لم يقدر على واحدة من الثلاثة فالصيام عليه ثلاثة
أيام (3).
الرواية صحيحة الإسناد. الحفنة: بضم الحاء وفتحها ملء الكفين.
[15726] 27 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم
ابن حميد، عن محمد بن قيس قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم):
(يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك... قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم) (4)
فجعلها يمينا وكفرها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قلت: بما كفر؟ قال: أطعم عشرة مساكين
لكل مسكين مد، قلنا: فما حد الكسوة؟ قال: ثوب يواري به عورته (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15727] 28 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،



(1) سورة الكهف: 23.
(2) الكافي: 7 / 448 ح 3.
(3) الكافي: 7 / 451 ح 1.
(4) سورة التحريم: 2 و 3.
(5) الكافي: 7 / 452 ح 4.
348
عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن شيء من كفارة اليمين،
فقال: يصوم ثلاثة أيام، قلت: أنه ضعف عن الصوم وعجز، قال: يتصدق على
عشرة مساكين، قلت: أنه عجز عن ذلك، قال: فليستغفر الله ولا يعد فإنه أفضل
الكفارة وأقصاه وأدناه فليستغفر ربه ويظهر توبة وندامة (1).
الرواية موثقة سندا.
[15728] 29 - الصدوق بإسناده في خبر الأعمش عن الصادق (عليه السلام): الكبائر
محرمة وهي الشرك بالله عز وجل وقتل النفس التي حرم الله وعقوق الوالدين والفرار من
الزحف وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الربوا بعد البينة وقذف المحصنات وبعد ذلك الزنا
واللواط والسرقة وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به من غير ضرورة
وأكل السحت والبخس في المكيال والميزان والميسر وشهادة الزور واليأس من روح
الله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله وترك معاونة المظلومين والركون إلى
الظالمين واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسر واستعمال الكبر والتجبر
والكذب والإسراف والتبذير والخيانة والاستخفاف بالحج والمحاربة لأولياء الله عز وجل
والملاهي التي تصد عن ذكر الله تبارك وتعالى مكروهة كالغناء وضرب الأوتار
والإصرار على صغائر الذنوب، ثم قال (عليه السلام): إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين (2).
وروى مثلها في عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 127 بسند معتبر.
[15729] 30 - الصدوق بإسناده إلى سعيد بن علاقة قال سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام)
يقول في حديث: واليمين الفاجرة تورث الفقر... واجتناب اليمين الكاذبة يزيد في
الرزق، الحديث (3).



(1) الكافي: 7 / 453 ح 11.
(2) الخصال: 2 / 610.
(3) الخصال: 2 / 504 ح 2.
349
[15730] 31 - الصدوق بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث المناهي:...
ونهى عن اليمين الكاذبة وقال: إنها تترك الديار بلاقع، وقال: من حلف بيمين كاذبة
صبرا ليقطع بها مال امرئ مسلم لقى الله عز وجل وهو عليه غضبان إلا أن يتوب ويرجع،
الحديث (1).
[15731] 32 - الصدوق بإسناده إلى علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال في حديث:
والذنوب التي تعجل الفناء: قطيعة الرحم واليمين الفاجرة والأقوال الكاذبة والزنا
وسد طرق المسلمين وادعاء الإمامة بغير حق، الحديث (2).
[15732] 33 - العياشي رفعه عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سألته عن قول الله: (من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم) (3) في كفارة
اليمين؟ قال: ما يأكل أهل البيت لشبعهم يوم وكان يعجبه مد لكل مسكين، قلت:
(أو كسوتهم) قال: ثوبين لكل رجل (4).
[15733] 34 - العياشي رفعه عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في كفارة
اليمين عتق رقبة (أو اطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم)
بالادام، الوسط الخل والزيت وأرفعه الخبز واللحم، والصدقة مد مد لكل مسكين
والكسوة ثوبان فمن لم يجد فعليه الصيام يقول الله: (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام)
ويصومهن متتابعات ويجوز في عتق الكفارة الولد ولا يجوز في عتق القتل إلا مقرة
بالتوحيد (5).
[15734] 35 - العياشي رفعه عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول:



(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 511 الرقم 707.
(2) معاني الأخبار: 271.
(3) سورة المائدة: 89.
(4) تفسير العياشي: 1 / 337 ح 168.
(5) تفسير العياشي: 1 / 338 ح 173.
350
إن الله فوض إلى الناس في كفارة اليمين كما فوض إلى الإمام في المحارب أن يصنع
ما يشاء، وقال: كل شيء في القرآن أو فصاحبه فيه بالخيار (1).
[15735] 36 - البرقي، عن أبيه، عن صفوان، عن أبي الحسن، والبزنطي معا،
عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يستكره على اليمين فيحلف بالطلاق
والعتاق وصدقة ما يملك أيلزمه ذلك؟ فقال: لا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وضع عن
أمتي ما اكرهوا عليه ولم يطيقوا وما أخطأوا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15736] 37 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: كيف يسلم من عذاب الله
المتسرع إلى اليمين الفاجرة (3).
[15737] 38 - وعنه (عليه السلام): من مهانة الكذاب جوده باليمين بغير مستحلف (4).
[15738] 39 - وعنه (عليه السلام): لا تعود نفسك اليمين فإن الحلاف لا يسلم من الإثم (5).
[15739] 40 - وعنه (عليه السلام): للأحمق مع كل قول يمين (6).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر مما ذكرنا عليك فراجع إلى كتاب
الأيمان في كتب الأخبار، وقد مر منا عنوان الحلف في محله فراجعه.



(1) تفسير العياشي: 1 / 338 ح 175.
(2) المحاسن: 339. ونقل عنه في بحار الأنوار: 101 / 288.
(3) غرر الحكم: ح 6988.
(4) غرر الحكم: ح 9315.
(5) غرر الحكم: ح 10299.
(6) غرر الحكم: ح 7336.
351
اليوم
ما ورد في أيام الأسبوع
[15740] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن عبد الله
الأشعري، عن ابن محبوب، عن حبيب السجستاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يوم الجمعة يوم عبادة فتعبدوا لله عز وجل فيه ويوم السبت
لآل محمد (عليهم السلام) ويوم الأحد لشيعتهم ويوم الاثنين يوم بني أمية ويوم الثلاثاء يوم لين
ويوم الأربعاء لبني العباس وفتحهم ويوم الخميس يوم مبارك بورك لأمتي في بكورها
فيه (1).
[15741] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن سهل بن زياد، عن
عمر بن سفيان رفع الحديث إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لرجل من مواليه: يا فلان ما
لك لم تخرج؟ قال: جعلت فداك اليوم الأحد، قال: وما للأحد؟ قال الرجل:
للحديث الذي جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: احذروا حد الأحد فإن له حدا مثل حد
السيف، قال: كذبوا كذبوا ما قال ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن الأحد اسم من أسماء
الله عز وجل، قال: قلت: جعلت فداك فالإثنين؟ قال: سمي باسمهما، قال الرجل: سمي
باسمهما ولم يكونا؟ فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): إذا حدثت فافهم إن الله تبارك وتعالى قد
علم اليوم الذي يقبض فيه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) واليوم الذي يظلم فيه وصيه فسماه باسمهما،



(1) الخصال: 2 / 382 ح 59.
352
قال: قلت: فالثلاثاء؟ قال: خلقت يوم الثلاثاء النار وذلك قوله تعالى: (انطلقوا
إلى ما كنتم به تكذبون * انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب * لا ظليل ولا يغني من
اللهب) (1) قال: قلت: فالأربعاء؟ قال: بنيت أربعة أركان النار، قال: قلت:
فالخميس؟ قال: خلق الله الجنة [الخمسة ن ل] يوم الخميس، قال: قلت:
فالجمعة؟ قال: جمع الله عز وجل الخلق لولايتنا يوم الجمعة، قال: قلت: فالسبت؟ قال:
سبتت الملائكة لربها يوم السبت فوجدته لم يزل واحدا (2).
[15742] 3 - الصدوق، عن محمد بن عمرو البصري، عن محمد بن عبد الله الواعظ،
عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
سأل الشامي أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الأيام وما يجوز فيها من العمل، فقال (عليه السلام): يوم
السبت يوم مكر وخديعة ويوم الأحد يوم عرس وبناء ويوم الاثنين يوم سفر وطلب
ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم ويوم الأربعاء يوم شوم فيه يتطير الناس ويوم الخميس
يوم الدخول على الأمراء وقضاء الحوائج ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح (3).
[15743] 4 - الصدوق، عن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى العطار،
وأحمد بن إدريس معا، عن محمد بن أحمد الأشعري، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول:
قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء واستحموا يوم الأربعاء وأصيبوا من الحجام حاجتكم يوم
الخميس وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة (4).
[15744] 5 - الصدوق بإسناده إلى ابن سلام في حديث قال: أخبرني عن أول يوم



(1) سورة المرسلات: 29 - 31.
(2) الخصال: 2 / 383 ح 61.
(3) علل الشرائع: 598. الخصال: 2 / 384 ح 62.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 279 ح 20. الخصال: 2 / 391 ح 89.
353
خلق الله عز وجل؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يوم الأحد، قال: ولم سمي يوم الأحد؟ قال: لأنه
واحد محدود. قال فإثنين؟ قال: هو اليوم الثاني من الدنيا. قال: فالثلاثاء؟ قال:
الثالث من الدنيا. قال: فالأربعاء؟ قال: اليوم الرابع من الدنيا. قال: فالخميس؟
قال: هو يوم خامس من الدنيا وهو يوم أنيس لعن فيه إبليس ورفع فيه إدريس.
قال: فالجمعة؟ قال: هو يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ويوم شاهد
ومشهود. قال: فالسبت؟ قال: يوم مسبوت وذلك قوله عز وجل في القرآن: (ولقد
خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) (1) فمن الأحد إلى الجمعة ستة
أيام والسبت معطل، الخبر (2).
[15745] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن
محمد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: السبت لنا والأحد
لشيعتنا والاثنين لأعدائنا والثلاثاء لبني أمية والأربعاء يوم شرب الدواء والخميس
تقضى فيه الحوائج والجمعة للتنظف والتطيب وهو عيد المسلمين وهو أفضل من الفطر
والأضحى ويوم غدير أفضل الأعياد وهو الثامن عشر من ذي الحجة وكان يوم
الجمعة ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة وتقوم القيامة يوم الجمعة وما من عمل
يوم الجمعة أفضل من الصلاة على محمد وآله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15746] 7 - الصدوق، عن محمد بن علي بن شاه، عن أبي بكر عبد الله النيسابوري،
عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، وعن أحمد بن إبراهيم الخوزي،
وإبراهيم بن مروان الخوزي، عن جعفر بن محمد بن زياد، عن أحمد بن عبد الله



(1) سورة ق: 38.
(2) علل الشرايع: 470 ح 33.
(3) الخصال: 2 / 394 ح 101.
354
الشيباني، وعن الحسين بن محمد الأشناني، عن علي بن محمد بن مهرويه، عن داود
ابن سليمان جميعا، عن الرضا (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: السبت
لنا والأحد لشيعتنا والاثنين لبني أمية والثلاثاء لشيعتهم والأربعاء لبني العباس
والخميس لشيعتهم والجمعة لسائر الناس جميعا وليس فيه سفر قال الله تعالى: (فإذا
قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) (1) يعني: يوم
السبت (2).
[15747] 8 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد
الموصلي، عن الصقر بن أبي دلف الكرخي قال: لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن
العسكري (عليه السلام) جئت أسأل عن خبره، قال: فنظر إلي الرازقي وكان حاجبا للمتوكل
فأمر أن ادخل إليه فأدخلت إليه، فقال: يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خير أيها
الأستاد، فقال: اقعد فأخذني ما تقدم وما تأخر وقلت: أخطأت في المجيء، قال:
فوحى الناس عنه ثم قال لي: ما شأنك وفيم جئت؟ قلت: لخير ما، فقال: لعلك
تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له: ومن مولاي؟ مولاي أمير المؤمنين، فقال:
اسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك، فقلت: الحمد لله، قال:
أتحب أن تراه؟ قلت: نعم، قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده. قال:
فجلست فلما خرج قال لغلام له: خذ بيد الصقر وأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي
المحبوس وخل بينه وبينه، قال: فأدخلني إلى الحجرة فأومأ إلى بيت فدخلت
فإذا (عليه السلام) جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور، قال: فسلمت فرد ثم أمرني
بالجلوس، ثم قال لي: يا صقر ما أتى بك؟ قلت: يا سيدي جئت أتعرف خبرك؟
قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت، فنظر إلي فقال: يا صقر لا عليك لن يصلوا الينا



(1) سورة الجمعة: 10.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 42 ح 146.
355
بسوء الآن، فقلت: الحمد لله، ثم قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
لا أعرف معناه، قال: وما هو؟ فقلت: قوله: «لا تعادوا الأيام فتعاديكم»
ما معناه؟ فقال: نعم، الأيام نحن ما قامت السماوات والأرض فالسبت اسم
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأحد كناية عن أمير المؤمنين والاثنين الحسن والحسين والثلاثاء
علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد والأربعاء موسى بن جعفر وعلي
ابن موسى ومحمد بن علي وأنا والخميس ابني الحسن بن علي والجمعة ابن أبني وإليه
تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، فهذا
معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة، ثم قال: ودع وأخرج
فلا آمن عليك (1).
[15748] 9 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه عن علي (عليه السلام) قال: كنا مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ جاء رجل فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن يوم
الأحد كيف سمي يوم الأحد؟ فقال: لأنه أحد يوم خلق الله الدنيا وهو أول يوم
خلقه الله. فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرني عن يوم الاثنين كيف سمي يوم
الاثنين؟ قال: لأنه ثاني يوم خلق الله الدنيا وهو يوم ولدت فيه ويوم نزلت فيه النبوة
وأخبرني حبيبي أنه يوم اقبض فيه. فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرني عن
يوم الثلاثاء؟ فقال: هو ثالث يوم خلق الله من الدنيا وهو يوم تاب الله فيه على آدم
ورضي عنه واجتباه وهداه. فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرني عن يوم
الأربعاء؟ فقال: هو رابع يوم خلق الله من الدنيا وهو يوم نحس مستمر فيه خلق الله
الريح الصرصر. قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرني عن يوم الخميس؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): هو خامس يوم خلق الله من الدنيا ليلة أنيس ونهاره جليس وفيه رفع
إدريس ولعن فيه إبليس. قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرني عن يوم



(1) الخصال: 2 / 394 ح 102.
356
الجمعة؟ فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: سألتني عن يوم الجمعة، فقال: نعم، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تسميه الملائكة في السماء يوم المزيد. يوم الجمعة يوم خلق الله فيه
آدم (عليه السلام) يوم الجمعة يوم نفخ الله في آدم الروح، يوم الجمعة يوم أسكن الله آدم فيه
الجنة، يوم الجمعة يوم أسجد الله ملائكته لآدم، يوم الجمعة يوم جمع الله فيه لآدم
حواء، يوم الجمعة يوم قال الله للنار: (كوني بردا وسلاما على إبراهيم) (1) يوم
الجمعة يوم استجيب فيه دعاء يعقوب (عليه السلام)، يوم الجمعة يوم غفر الله فيه ذنب آدم،
يوم الجمعة يوم كشف الله فيه البلاء عن أيوب، يوم الجمعة يوم فدى الله فيه إسماعيل
بذبح عظيم، يوم الجمعة يوم خلق الله فيه السماوات والأرض وما بينهما، يوم الجمعة
يوم يتخوف فيه الهول وشدة القيامة والفزع الأكبر (2).
[15749] 10 - ابن فتال النيسابوري قال: روي أن اليهود أتت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألته
عن خلق السماوات والأرض، فقال: خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق
الجبال وما فيهن يوم الثلاثاء، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران
والخراب، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر
والملائكة، قالت اليهود: ثم ماذا يا محمد؟ قال: ثم استوى على العرش، قالوا: قد
أصبت لو أتممت، قالوا: ثم استراح، فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غضبا شديدا فنزل (ولقد
خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر
على ما يقولون) (3) (4).
راجع في هذا المجال الخصال: 2 / 382، وروضة الواعظين: 391،
وجامع الأخبار: 235، وبحار الأنوار: 56 / 18، وغيرها من كتب الأخبار.



(1) سورة الأنبياء: 69.
(2) كتاب العروس: 147.
(3) سورة ق: 38 و 39.
(4) روضة الواعظين: 394.
357
ما ورد في يوم السبت
[15750] 1 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن سعد، عن الإصبهاني، عن المنقري،
عن حفص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان مسافرا فليسافر يوم السبت فلو أن
حجرا زال عن جبل في يوم السبت لرده الله إلى مكانه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15751] 2 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن
محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري، عن محمد بن حسان، عن أبي محمد الرازي،
عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قلم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس وأخذ من شاربه عوفي
من وجع الأضراس ووجع العين (2).
[15752] 3 - الصدوق، عن محمد بن أحمد البغدادي الوراق، عن علي بن محمد بن
جعفر بن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد، عن دارم بن قبيصة، ونعيم بن صالح الطبري
قالا: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه موسى (عليه السلام)، عن أبيه جعفر (عليه السلام)، عن
أبيه محمد (عليه السلام)، عن أبيه علي (عليه السلام)، عن أبيه الحسين (عليه السلام)، عن أبيه علي بن
أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم سبتها
وخميسها (3).
[15753] 4 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
لا تخرج يوم الجمعة في حاجة، فإذا كان يوم السبت وطلعت الشمس فأخرج في
حاجتك (4).



(1) الخصال: 2 / 393 ح 97.
(2) الخصال: 2 / 394 ح 100.
(3) الخصال: 2 / 394 ح 98.
(4) مكارم الأخلاق: 241.
358
[15754] 5 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى الكاظم (عليه السلام) أنه قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان منكم محتجما فليحتجم يوم السبت (1).
في هذا المجال راجع الخصال: 2 / 393، وبحار الأنوار: 56 / 35.
ما ورد في يوم الأحد
[15755] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسين بن سعيد،
عن الحسين بن أسد البصري، عن الحسين بن سعيد عمن رواه، عن خلف بن حماد،
عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه مر بقوم يحتجمون فقال: ما كان عليكم لو أخرتموه
إلى عشية الأحد فكان يكون أنزل للداء (2).
[15756] 2 - البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن سنان، وأبي أيوب الخزاز
قالا: سألنا أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في
الأرض وابتغوا من فضل الله) (3) قال: الصلاة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت.
وقال: السبت لنا والأحد لبني أمية (4).
الرواية موثقة سندا.
[15757] 3 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: الحجامة
يوم الأحد فيها شفاء من كل داء (5).
راجع إن شئت الخصال: 2 / 383، وبحار الأنوار: 56 / 35.



(1) مكارم الأخلاق: 74.
(2) الخصال: 2 / 383 ح 60.
(3) سورة الجمعة: 10.
(4) المحاسن: 346. ونقل عنه في بحار الأنوار: 56 / 36 ح 6.
(5) مكارم الأخلاق: 74.
359
ما ورد في يوم الاثنين
[15758] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد الأشعري،
عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن يونس بن يعقوب قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: احتجم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الاثنين وأعطى الحجام
برا (1).
[15759] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر قال: جاء رجل إلى أخي موسى بن
جعفر (عليه السلام) فقال له: جعلت فداك إني أريد الخروج فادع لي، فقال: ومتى تخرج؟
قال: يوم الاثنين، فقال له: ولم تخرج يوم الاثنين؟ قال: أطلب فيه البركة لأن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولد يوم الاثنين، فقال: كذبوا، ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الجمعة وما
من يوم أعظم شوما من يوم مات فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وانقطع فيه وحي السماء وظلمنا
فيه حقنا، ألا أدلك على يوم سهل ألان الله لداود (عليه السلام) فيه الحديد؟ فقال الرجل: بلى
جعلت فداك، فقال: اخرج يوم الثلاثاء (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15760] 3 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد الأشعري، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن
إسماعيل، وأحمد بن الحسن الميثمي، أو أحدهما، عن إبراهيم بن مهزم، عمن ذكره
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحتجم يوم الاثنين بعد العصر (3).
[15761] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، ومحمد



(1) الخصال: 2 / 384 ح 63.
(2) الخصال: 2 / 385 ح 67.
(3) الخصال: 2 / 384 ح 64.
360
ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن حماد بن عيسى، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: الحجامة يوم الاثنين من آخر النهار تسل الداء سلا من البدن (1).
[15762] 5 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد الأشعري، عن العباس بن معروف، عن ابن أبي عمير، عن
أبي حمزة، عن عقبة بن بشير الأزدي قال: جئت إلى أبي جعفر (عليه السلام) يوم الاثنين،
فقال: كل، فقلت: إني صائم، فقال: كيف صمت؟ قال: قلت: لأن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولد فيه، فقال: أما ما فيه ولد فلا تعلمون وأما ما قبض فيه فنعم،
ثم قال: فلا تصم ولا تسافر فيه (2).
إن شئت راجع الخصال: 2 / 384، وبحار الأنوار: 56 / 37.
ما ورد في يوم الثلاثاء
[15763] 1 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الخزرج، عن سليمان، عن أبي نضرة، عن
أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة
أو تسع عشرة أو لإحدى وعشرين من الشهر كانت له شفاء من كل داء من أدواء
السنة كلها وكانت لما سوى ذلك شفاء من وجع الرأس والأضراس والجنون والجذام
والبرص (3).
[15764] 2 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن
القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان مسافرا فليسافر يوم السبت فلو أن حجرا زال عن



(1) الخصال: 2 / 385 ح 65.
(2) الخصال: 2 / 385 ح 66.
(3) الخصال: 2 / 385 ح 68.
361
حجر يوم السبت لرده الله تعالى إلى مكانه ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها
يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود (عليه السلام) (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15765] 3 - البرقي، عن بعض أصحابه يرفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من
كانت له حاجة فليطلبها يوم الثلاثاء فإن الله تبارك وتعالى ألان فيه الحديد
لداود (عليه السلام) (2).
[15766] 4 - علي بن إبراهيم القمي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: اطلبوا الحوائج
يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود (عليه السلام) (3).
[15767] 5 - الحسن بن الفضل الطبرسي نقلا من فردوس الأخبار رفعه عن أنس قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبع وعشر من
الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة للبدن ولقد أوصاني جبرئيل (عليه السلام) بالحجم حتى ظننت
أنه لابد منه (4).
في هذا المجال راجع الخصال: 2 / 385، وبحار الأنوار: 56 / 37.
ما ورد في يوم الأربعاء
[15768] 1 - الصدوق، عن محمد بن عمر البصري، عن محمد بن عبد الله الواعظ، عن
عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن
الحسين بن علي (عليه السلام): قال قام رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الجامع بالكوفة فقال: يا
أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء والتطير منه وثقله؟ وأي أربعاء هو؟



(1) الخصال: 2 / 386 ح 69.
(2) المحاسن: 345، ونقل عنه في بحار الأنوار: 56 / 39 ح 8.
(3) تفسير القمي: 2 / 199، ونقل عنه في بحار الأنوار: 56 / 41 ح 16.
(4) مكارم الأخلاق: 75.
362
فقال (عليه السلام): آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه ويوم
الأربعاء ألقي إبراهيم (عليه السلام) في النار ويوم الأربعاء وضعوا المنجنيق ويوم الأربعاء أغرق
الله فرعون ويوم الأربعاء جعل الله عز وجل أرض قوم لوط عاليها سافلها ويوم الأربعاء
أرسل الله عز وجل الريح على قوم عاد ويوم الأربعاء أصبحت كالصريم ويوم الأربعاء
سلط الله على نمرود البقة ويوم الأربعاء طلب فرعون موسى ليقتله ويوم الأربعاء خر
عليهم السقف من فوقهم ويوم الأربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان ويوم الأربعاء خرب
بيت المقدس ويوم الأربعاء أحرق مسجد سليمان بن داود (عليه السلام) واصطخر من كورة
فارس ويوم الأربعاء قتل يحيى بن زكريا ويوم الأربعاء ظل قوم فرعون أول العذاب
ويوم الأربعاء خسف الله عز وجل بقارون ويوم الأربعاء ابتلى الله أيوب (عليه السلام) بذهاب ماله
وولده ويوم الأربعاء ادخل يوسف (عليه السلام) السجن ويوم الأربعاء قال الله عز وجل: (إنا
دمرناهم وقومهم أجمعين) (1) ويوم الأربعاء أخذتهم الصيحة ويوم الأربعاء عقروا
الناقة ويوم الأربعاء أمطر عليهم حجارة من سجيل ويوم الأربعاء شج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وكسرت رباعيته ويوم الأربعاء أخذت العماليق التابوت (2).
[15769] 2 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن
أحمد الأشعري، عن السياري، عن محمد بن أحمد الدقاق البغدادي قال: كتبت إلى
أبي الحسن الثاني (عليه السلام) أسأله عن الخروج يوم الأربعاء لا يدور، فكتب (عليه السلام): من خرج
يوم الأربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة وقي من كل آفة وعوفي من كل عاهة
وقضى الله له حاجته.
وكتبت إليه مرة أخرى أسأله عن الحجامة يوم الأربعاء لا يدور، فكتب (عليه السلام): من
احتجم في يوم الأربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة عوفي من كل آفة ووقي من كل



(1) سورة النمل: 51.
(2) الخصال: 2 / 388 ح 78.
363
عاهة ولم تخضر محاجمه (1).
الأربعاء لا يدور: يعني آخر أربعاء من الشهر. اخضرار المحاجم: يعني فساد محل
الحجامة وسواده.
[15770] 3 - الصدوق، عن محمد بن أحمد البغدادي الوراق، عن علي بن محمد بن
جعفر بن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد، عن دارم بن قبيصة، عن علي بن موسى
الرضا (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر (2).
رويها الشيخ جعفر بن أحمد القمي في كتابه المسلسلات: 257، الحديث الثاني
والعشرون.
[15771] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان، عن أبي جعفر الأحول، عن بشار بن
يسار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لأي شيء يصام يوم الأربعاء؟ قال: لأن النار
خلقت يوم الأربعاء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15772] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن أبي سعيد الآدمي،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور
قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) احتجم يوم الأربعاء بعد العصر (4).
في هذا المجال راجع الخصال: 2 / 386، وبحار الأنوار: 56 / 41.



(1) الخصال: 2 / 386 ح 72.
(2) الخصال: 2 / 387 ح 73.
(3) الخصال: 2 / 387 ح 74.
(4) الخصال: 2 / 387 ح 75.
364
ما ورد في يوم الخميس
[15773] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد
ابن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أول ما بعث يصوم حتى
يقال: ما يفطر، ويفطر حتى يقال: ما يصوم، ثم ترك ذلك وصام يوما وأفطر يوما
وهو صوم داود (عليه السلام) ثم ترك ذلك وصام الثلاثة الأيام الغر، ثم ترك ذلك وفرقها في كل
عشرة يوما خميسين بينهما أربعاء فقبض عليه وآله السلام وهو يعمل ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد. الأيام الغر: يعني أيام البيض من كل شهر. وروى نحوها
الصدوق بسند معتبر في الخصال: 2 / 390 ح 80.
[15774] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن مروان بن عبيد،
عن محمد بن سنان، عن معتب بن المبارك قال: دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) في يوم
الخميس وهو يحتجم، فقلت له: يا ابن رسول الله أتحتجم في يوم الخميس؟ قال: نعم
من كان منكم محتجما فليحتجم في يوم الخميس فإن عشية كل جمعة يبتدر الدم فرقا
من القيامة ولا يرجع إلى وكره إلى غداة الخميس، ثم التفت (عليه السلام) إلى غلامه ربيح
فقال: يا ربيح اشدد قصب الملازم، واجعل مصك رخيا واجعل شرطك زحفا.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): من احتجم في آخر خميس من الشهر في أول النهار سل منه
الداء سلا (2).
[15775] 3 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن
أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن هشام بن سالم، عن الأحول، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن صوم خميسين بينهما أربعاء، فقال: أما



(1) الكافي: 4 / 90 ح 2.
(2) الخصال: 2 / 389 ح 79.
365
الخميس فيوم تعرض فيه الأعمال، وأما الأربعاء فيوم خلقت فيه النار، وأما الصوم
فجنة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15776] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد الأشعري،
عن أبي عبد الله الرازي، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن عقبة، عن زكريا، عن
أبيه، عن يحيى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من قص أظافيره يوم الخميس وترك
واحدة ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر (2).
[15777] 5 - الصدوق بإسناده الثلاثة إلى الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسافر يوم الخميس ويقول: فيه ترفع
الأعمال إلى الله وتعقد فيه الولاية (3).
هكذا في المطبوع، وفي بحار الأنوار (4) تعقد فيه الألوية وهو الصحيح.
[15778] 6 - الحميري، عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن
جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسافر يوم الاثنين والخميس
ويعقد فيهما الألوية (5).
[15779] 7 - الحميري، عن الحسن، عن ابن علوان، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يوم الخميس يوم يحبه الله ورسوله، وفيه ألان
الحديد (6).



(1) الخصال: 2 / 390 ح 81.
(2) الخصال: 2 / 390 ح 82.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 37 ح 100.
(4) بحار الأنوار: 14 / 197 طبع الكمباني و 56 / 48 ح 7 طبع بيروت.
(5) قرب الإسناد: 121 ح 426.
(6) قرب الإسناد: 121 ح 427.
366
[15780] 8 - الحميري، عن الحسن، عن ابن علوان، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم بارك لأمتي في بكورها، واجعله يوم الخميس (1).
[15781] 9 - السيد علي بن طاوس الحسيني بإسناده إلى الشيخ الطوسي بإسناده
إلى عنبسة العابد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: آخر خميس في الشهر ترفع فيه
أعمال الشهر (2).
[15782] 10 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن الدم
يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس، فإذا زالت الشمس تفرق، فخذ حظك من
الحجامة قبل الزوال (3).
وفي هذا المجال راجع الخصال: 2 / 389، وبحار الأنوار: 56 / 47.
ما ورد في يوم الجمعة
[15783] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن حماد بن عيسى،
عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ما طلعت
الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة (4).
الرواية موثقة سندا.
[15784] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن حفص بن البختري، عن
محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا كان يوم الجمعة نزل الملائكة المقربون



(1) قرب الإسناد: 122 ح 428.
(2) محاسبة النفس: 364 طبع نشرة تراثنا العدد (45 - 46)، ونقل عنه في بحار الأنوار: 14 / 197 طبع
الكمباني و 56 / 49 ح 12 طبع بيروت.
(3) مكارم الأخلاق: 75.
(4) الكافي: 3 / 413 ح 1.
367
معهم قراطيس من فضة وأقلام من ذهب فيجلسون على أبواب المسجد على كراسي
من نور فيكتبون الناس على منازلهم الأول والثاني حتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام
طووا صحفهم، ولا يهبطون في شيء من الأيام إلا في يوم الجمعة، يعني الملائكة
المقربين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15785] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن الحسين، عن النضر بن
سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يستحب إذا دخل وإذا خرج في الشتاء أن يكون ذلك في ليلة الجمعة.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله اختار من كل شيء شيئا فاختار من الأيام يوم
الجمعة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15786] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن الحسين، عن النضر،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الساعة التي يستجاب فيها الدعاء
يوم الجمعة ما بين فراغ الإمام من الخطبة إلى أن يستوي الناس في الصفوف، وساعة
أخرى من آخر النهار إلى غروب الشمس (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15787] 5 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر،
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن يوم الجمعة سيد الأيام
يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات ويستجيب فيه
الدعوات ويكشف فيه الكربات ويقضي فيه الحوائج العظام وهو يوم المزيد لله فيه



(1) الكافي: 3 / 413 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 413 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 414 ح 4.
368
عتقاء وطلقاء من النار ما دعا به أحد من الناس وقد عرف حقه وحرمته إلا كان حقا
على الله عز وجل أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار فإن مات في يومه وليلته مات
شهيدا وبعث آمنا وما استخف أحد بحرمته وضيع حقه إلا كان حقا على الله عز وجل أن
يصليه نار جهنم إلا أن يتوب (1).
[15788] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن للجمعة حقا وحرمة فإياك أن تضيع أو تقصر
في شيء من عبادة الله والتقرب إليه بالعمل الصالح وترك المحارم كلها فإن الله يضاعف
فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات.
قال: وذكر أن يومه مثل ليلته فإن استطعت أن تحييها بالصلاة والدعاء فافعل فإن
ربك ينزل في أول ليلة الجمعة إلى سماء الدنيا فيضاعف فيه الحسنات ويمحو فيه
السيئات وإن الله واسع كريم (2).
الرواية صحيحة الإسناد. والمراد بنزوله نزول رحمته أو ملائكة رحمته كما هو
واضح.
[15789] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن النعمان،
عن عمر بن يزيد، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل عن يوم الجمعة وليلتها،
فقال: ليلتها غراء ويومها يوم زاهر وليس على الأرض يوم تغرب فيه الشمس أكثر
معافا من النار، من مات يوم الجمعة عارفا بحق أهل هذا البيت كتب الله له براءة من
النار وبراءة من العذاب ومن مات ليلة الجمعة أعتق من النار (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15790] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد،



(1) الكافي: 3 / 414 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 414 ح 6.
(3) الكافي: 3 / 415 ح 8.
369
عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): فضل الله
الجمعة على غيرها من الأيام وإن الجنان لتزخرف وتزين يوم الجمعة لمن أتاها وإنكم
تتسابقون إلى الجنة على قدر سبقكم إلى الجمعة وإن أبواب السماء لتفتح لصعود أعمال
العباد (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15791] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن
معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الساعة التي في يوم الجمعة التي لا يدعو
فيها مؤمن إلا استجيب له؟ قال: نعم إذا خرج الإمام، قلت: إن الإمام يعجل
ويؤخر، قال: إذا زاغت الشمس (2).
الرواية صحيحة الإسناد. زاغت الشمس: أي مالت وزالت.
[15792] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين،
عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اقرأ في
ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الأعلى وفي الفجر بسورة الجمعة وقل هو الله أحد
وفي الجمعة بالجمعة والمنافقين (3).
الرواية موثقة سندا.
[15793] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم،
عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اطرفوا أهاليكم في كل جمعة بشيء من الفاكهة واللحم
حتى يفرحوا بالجمعة. وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا خرج في الصيف من بيت خرج يوم



(1) الكافي: 3 / 415 ح 9.
(2) الكافي: 3 / 416 ح 12.
(3) الكافي: 3 / 425 ح 2.
370
الخميس وإذا أراد أن يدخل البيت في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة. وقد روي
أنه كان دخوله وخروجه يوم الجمعة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[15794] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن
ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قال في آخر
سجدة من النافلة بعد المغرب ليلة الجمعة وإن قاله في كل ليلة فهو أفضل: «اللهم إني
أسألك بوجهك الكريم واسمك العظيم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لي ذنبي
العظيم» - سبع مرات - انصرف وقد غفر له.
قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا كانت عشية الخميس وليلة الجمعة نزلت ملائكة
من السماء معهم أقلام الذهب وصحف الفضة لا يكتبون عشية الخميس وليلة الجمعة
ويوم الجمعة إلى أن تغيب الشمس إلا الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) [وآله] (2).
الرواية صحيحة الإسناد. ورويها الكليني في الكافي: 3 / 428 ح 1، والصدوق في
الفقيه: 1 / 424 ح 1251، والشيخ جعفر بن أحمد القمي في كتابه العروس: 150،
والطوسي في التهذيب: 3 / 8 ح 24، والمجلسي في بحار الأنوار: 86 / 311،
والنوري في مستدرك الوسائل: 6 / 87.
[15795] 13 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض
وابتغوا من فضل الله) (3) قال: الصلاة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت، وقال



(1) الخصال: 2 / 391 ح 85.
(2) الخصال: 2 / 393 ح 95.
(3) سورة الجمعة: 10.
371
أبو عبد الله (عليه السلام): أف للرجل المسلم أن لا يفرغ نفسه في الأسبوع يوم الجمعة لأمر
دينه فيسأل عنه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15796] 14 - الصدوق، عن العطار القزويني، عن محمد بن أحمد بن مصعب، عن
أحمد بن محمد بن غالب، عن دينار مولى أنس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن ليلة الجمعة
أربع وعشرون ساعة لله عز وجل في كل ساعة ستمائة ألف عتيق من النار (2).
[15797] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن
معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: لا ينبغي
للرجل أن يدع الطيب في كل يوم، فإن لم يقدر عليه فيوم ويوم لا، فإن لم يقدر ففي كل
جمعة ولا يدع ذلك (3).
الرواية صحيحة الإسناد. ورويها الكليني بسند صحيح في الكافي: 6 / 510 ح 4،
والصدوق في عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 279 ح 21.
[15798] 16 - الصدوق، عن أحمد بن زياد الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
محمد بن أبي عمير، وعلي بن الحكم جميعا، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في الرجل يريد أن يعمل شيئا من الخير مثل الصدقة والصوم ونحو هذا، قال:
يستحب أن يكون ذلك يوم الجمعة فإن العمل يوم الجمعة يضاعف (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[15799] 17 - الصدوق بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إن الله
تبارك وتعالى لينادي كل ليلة جمعة من فوق عرشه من أول الليل إلى آخره: ألا عبد



(1) الخصال: 2 / 393 ح 96.
(2) الخصال: 2 / 392 ح 92.
(3) الخصال: 2 / 392 ح 90.
(4) الخصال: 2 / 392 ح 93.
372
مؤمن يدعوني لآخرته ودنياه قبل طلوع الفجر فأجيبه؟ ألا عبد مؤمن يتوب إلي من
ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب عليه؟ ألا عبد مؤمن قد قترت عليه رزقه يسألني
الزيادة في رزقه قبل طلوع الفجر فأوسع عليه، ألا عبد [مؤمن] سقيم يسألني أن
أشفيه قبل طلوع الفجر فأعافيه؟ ألا عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن أطلقه من
حبسه فأخلي سربه؟ ألا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلوع
الفجر فأنتصر له وآخذ له بظلامته؟ قال: فما يزال ينادي بهذا حتى يطلع
الفجر (1).
رويها الشيخ جعفر بن أحمد القمي في كتابه العروس: 152، والمفيد في المقنعة:
25، والطوسي في التهذيب: 3 / 5 ح 11 وابن فتال النيسابوري في روضة
الواعظين: 332، وغيرهم في غيرها.
[15800] 18 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا
كان يوم القيامة بعث الله الأيام في صور يعرفها الخلق أنها الأيام، ثم يبعث الجمعة
أمامها يقدمها كالعروس ذات جمال وكمال، تهدى إلى ذي دين ومال، قال: فتقف
على باب الجنة والأيام خلفها تشهد وتشفع لكل من أكثر الصلاة على محمد وآل محمد
لا غيرهم، قيل له: وكم الكثير من هذا؟ وفي أي أوقات أفضل؟ قال: مائة مرة
وليكن ذلك بعد صلاة العصر، قال: فكيف أقول؟ قال: تقول: «اللهم صل على
محمد وآل محمد وعجل فرجهم» (2).
[15801] 19 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
أنه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن جبرئيل أتاني بمرآة في وسطها كالنكتة السوداء، فقلت
له: يا جبرئيل ما هذه؟ قال: هذه الجمعة، قال: قلت: وما الجمعة؟ قال: لكم فيها



(1) الفقيه: 1 / 420 ح 1239.
(2) كتاب العروس: 145.
373
خير كثير، قال: قلت: وما الخير الكثير؟ فقال: تكون لك عيدا ولامتك من بعدك
إلى يوم القيامة، قلت: وما لنا فيها؟ قال: لكم فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل
الله مسألة فيها وهي له قسم في الدنيا إلا أعطاها، وإن لم يكن له قسم في الدنيا ذخرت
له في الآخرة أفضل منها، وإن تعوذ بالله من شر ما هو عليه مكتوب، صرف الله عنه
ما هو أعظم منه (1).
[15802] 20 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه
قال: إن للجمعة ليلتين، ينبغي أن يقرأ في ليلة السبت مثل ما يقرأ في عشية الخميس
ليلة الجمعة (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 3 / 413،
والفقيه: 1 / 409، والخصال: 2 / 390، وكتاب العروس المطبوع ضمن جامع
الأحاديث: 143 للشيخ جعفر بن أحمد القمي (رحمه الله)، والتهذيب: 3 / 2،
وجامع الأخبار: 233، وبحار الأنوار: 56 / 31، وغيرها من كتب الأخبار،
والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
المعصومين.



(1) كتاب العروس: 146.
(2) كتاب العروس: 149.
374
خاتمة
المشيخة
اختصرتها من كتابي
طريق الوصول إلى أخبار آل الرسول عليهم السلام
(المشيخة - الإجازات)
والتفصيل يطلب من الكتاب

375
المرجع الأعلى
آية الله العظمى الحاج
السيد محمد رضا الموسوي الگلپايگاني
العلامة الفقيه المرجع الرئيس السيد محمد رضا ابن السيد محمد باقر.
ولد يوم الاثنين الثامن من ذي القعدة عام 1316، بقرية «گوگد» من قرى «گلپايگان».
قرأ المقدمات وبعض السطوح على العلماء والفضلاء بگلپايگان منهم:
السيد محمد حسن الخونساري والشيخ محمد باقر الگلپايگاني والآخوند محمد تقي
الگوگدي.
ثم سافر إلى أراك أوائل عام 1336 واستفاد من حوزتها وحضر بحث المؤسس الحائري
عام 1337 واستفاد منه في الفقه وأصوله.
ثم هاجر العلامة المؤسس الحائري (قدس سره) إلى قم المقدسة في شعبان المعظم عام 1340 وأقام
بها ودعا المترجم إليها فهاجر في شوال المكرم من تلك السنة إلى قم ولازم درس أستاذه
الحائري حتى توفى الأستاذ في عام 1355.
واستفاد أيضا من عدة من الأعلام حين مهاجرتهم إلى قم المقدسة منهم:
جدنا العلامة أبو المجد الشيخ محمد الرضا النجفي الاصفهاني والسيد أبو الحسن الاصفهاني
والميرزا محمد حسين النائيني والشيخ محمد حسين الغروي الاصفهاني والشيخ ضياء الدين
العراقي والحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي طاب ثراهم.
وفي حياة أستاذه الحائري شرع بتدريس سطوح الفقه والأصول وبعده إبتدأ بتدريس
خارج الفقه.

377
قالوا فيه
1 - قال العلامة الطهراني في نقباء البشر: «... عالم جليل ومدرس فاضل... وهو اليوم
من العلماء الفضلاء في قم ومن المدرسين المشاهير بها» (1).
2 - قال في آئينه دانشوران ما معربه: «... السيد الگلپايگاني مدرس السطوح العالية في
الفقه والأصول وموضع تدريسه المدرس السابق في المدرسة الفيضية» (2).
3 - قال الشيخ الرازي في شأنه ما معربه: «من أكابر الحوزة العلمية ومن أساتذتها
المعروفين بدرس الفقه والأصول ويستفيدونه الفضلاء، وسماحته فضلا عن الدرجات
العلمية، فهو في الزهد والتقوى والأخلاق العالية والملكات الفاضلة مقبول عند العامة
والخاصة» (3).
4 - وقال في كتابه الآخر ما معربه: «... سيد العلماء والمجتهدين رئيس الملة والدين
الحاج السيد محمد رضا ابن العالم الجليل السيد محمد باقر الگلپايگاني واحد من مشاهير
العلماء والمراجع الكبار في عصرنا» (4).
5 - وقال أيضا في مجلد آخر منه ما معربه: «سيد الفقهاء والمجتهدين آية الله العظمى السيد
محمد رضا ابن السيد الجليل السيد محمد باقر الگلپايگاني من مراجع التقليد الكبار
المعاصرين ومن الزعماء الثلاثة للحوزة المقدسة بقم» (5).
6 - قال العلامة المهدوي في بيان سبل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية ما معربه:
«سماحة آية الله العظمى الحاج السيد محمد رضا ابن العالم الجليل السيد محمد باقر الگلپايگاني
من مشاهير الفقهاء والمجتهدين المعاصرين ومراجع التقليد الكبار...» (6).



(1) نقباء البشر: 2 / 742.
(2) آئينة دانشوران: 26.
(3) آثار الحجة: 2 / 71.
(4) گنجينه دانشمندان: 2 / 31.
(5) گنجينه دانشمندان: 6 / 422.
(6) تاريخ علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير: 2 / 267.
378
مشايخه في الإجازة
أجازه ثلاثة من الأعلام:
1 - جدنا العلامة أبو المجد الشيخ محمد رضا النجفي الاصفهاني (1287 - 1362).
2 - أستاذه المؤسس الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي (1276 - 1355).
3 - العلامة الشيخ عباس القمي (1294 - 1359).
تأليفاته
1 - إفاضة العوائد تعليق على درر الفوائد.
تعليقة على كتاب درر الفوائد لأستاذه الحائري في علم الأصول اشتغل بها حين تدريسه
للكتاب طبع في مجلدين بقم المقدسة. وذكرها العلامة الطهراني في الذريعة: 26 / 267.
2 - حاشية العروة الوثقى.
طبعت مكررا.
3 - حاشية الوسيلة.
حاشية فتوائية على وسيلة النجاة للسيد أبي الحسن الأصبهاني طبعت مع أصلها في ثلاث
مجلدات.
4 - مجمع المسائل.
جمع من فتاويه وطبع أولا بالفارسية في ثلاث مجلدات ثم ترجم إلى العربية.
5 - تلخيص أحكام الحج.
كتبه تلخيصا من دروسه في الحج بقلمه الشريف وطبع في مناسك حجه.
6 - دليل الحاج.
طبع في مناسك حجه.
7 - حول مسائل الحج.
رسالة في جواب بعض المسائل حول الحج باللغة الفارسية، طبعت عام 1412.

379
8 - رسالة في عدم تحريف القرآن.
مختصرة.
9 - رسالة في صلاة الجمعة.
10 - رسالة في صلاة الخوف والمطاردة.
11 - رسالة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمسائل الاجتماعية في
الاسلام.
باللغة الفارسية.
12 - رسالة في المحرمات بالنسب.
مختصرة.
13 - هداية العباد.
دورة فقهية فتوائية طبع في مجلدين.
14 - ارشاد السائل.
جمع من فتاويه وطبع في عام 1413 في بيروت.
15 - توضيح المسائل.
طبع مكررا.
وعدة من الرسائل الفتوائية والمناسك بعدة من اللغات.
تقريرات أبحاثه
ارتقى منبر تدريس الفقه أكثر من نصف القرن وحضر عنده جماعة من الفضلاء جيلا بعد
جيل وكتبوا تقريرات بحثه كثيرا منهم، ولكن أذكر هنا المطبوع من تقريرات بحثه في الفقه إلى
الآن:
1 - كتاب الطهارة.
كتبها العلامة الشيخ محمد هادي المقدس النجفي، وطبع في مجلد واحد بقم المقدسة.

380
2 - نتايج الأفكار في نجاسة الكفار.
للعلامة الشيخ علي الكريمي الجهرمي، طبع في مجلد واحد في عام 1413 بقم المقدسة.
3 - كتاب الحج.
في ثلاث مجلدات للعلامة الشيخ أحمد الصابري الهمداني.
4 - كتاب القضاء.
في مجلدين للعلامة السيد علي الحسيني الميلاني.
5 - كتاب الشهادات.
في مجلد واحد له أيضا.
6 - بلغة الطالب في التعليق على بيع المكاسب.
في مجلد واحد له أيضا.
7 - الهداية إلى من له الولاية.
في ولاية للأب والجد والفقيه في مجلد واحد للعلامة الشيخ أحمد الصابري الهمداني طبع
في عام 1383.
8 - الدر المنضود في أحكام الحدود.
طبع في ثلاث مجلدات للعلامة الشيخ علي الكريمي الجهرمي.
زعامته للشيعة
بعد ارتحال المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد أبي القاسم الخوئي (قدس سره) في صفر عام 1413
بالنجف الأشرف انتقلت المرجعية العامة إليه وصار زعيما للشيعة ومرجعهم الأعلى إلى أن
توفي إلى رحمة الله تعالى.

381
وفاته ومدفنه
ارتحل إلى رحمة الله تعالى قبيل مغرب يوم الخميس، الرابع والعشرين من جمادي الآخرة
عام 1414 في طهران حيث أخذ إليها للمعالجة بأيام وشيع تشيعا حافلا بطهران مساء يوم
الجمعة ثم انتقل إلى قم المقدسة وشيعه الناس يوم السبت وحضرت تشيعه، ولم أر في حياتي
مثل هذا التشيع وكان يوما مشهودا، وصلى عليه شيخنا وصهره ومن قام مقامه آية الله
العلامة الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني مد ظله، ودفن في المسجد المعروف ب‍ «بالأسر»
بجنب أستاذه العلامة المؤسس الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري طاب ثراهما وجعل الجنة
مثواهما.
وكان يليق بذلك لأنه (رحمه الله) سعى في تشييد أركان الحوزة العلمية أكثر من نصف القرن. سيما
بعد وفاة آية الله الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي (رحمه الله).
ومنذ ورودي إلى الحوزة العلمية بقم المقدسة وهو محرم الحرام عام 1406 كان رحمه الله
رئيسا لها إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى.
وكان من المراجع العظام الذين لم ير مثلهم في الأعصار، فسلام عليه يوم ولد ويوم مات
ويوم يبعث حيا.
وبعد ارتحاله كتب تلميذه وصهر صهره العلامة الشيخ علي الكريمي الجهرمي ترجمته في
كتاب مستقل تحت عنوان «خورشيد آسمان فقاهت ومرجعيت» وطبع بقم المقدسة.
وقد انتشرت مراثيه بالفارسية في رسالة مستقلة تحت عنوان «در سوك خورشيد»
وأخبار ارتحاله وتشيعه ومجالس عزائه في رسالة «بدرقه آفتاب» وآثاره الاجتماعية نحو
مدرسته ومكتبته ومستشفائه ودار قرآنه في رسالة «ميراث آفتاب» وبعض كلماته وبياناته
في رسالة «حديث نور». قدس الله سره القدوسي.

382
شيخ الفقهاء والمجتهدين آية الله العظمى
الحاج الشيخ محمد علي الأراكي
العلامة الفقيه الأصولي الزاهد، أسوة التقى وبقية السلف الماضين الحاج الشيخ محمد علي
الأراكي ابن الحاج الشيخ الميرزا آقا الفراهاني.
ولد في 24 جمادى الثانية عام 1312 بأراك، قرأ المبادئ والسطوح عند علمائها منهم:
الشيخ جعفر الشيثي والشيخ عباس إدريس آبادي والشيخ محمد سلطان العلماء صاحب
حاشية الكفاية والسيد نور الدين العراقي ثم لازم العلامة المؤسس الحاج الشيخ عبد الكريم
الحائري من بدو وروده إلى أراك عام 1332 ثم هاجر مع أستاذه المؤسس إلى بلدة قم المقدسة
عام 1340 وحضر عنده في الفقه وأصوله وكتب تقريرات بحثه وصار من خواص أصحاب
المؤسس حتى لبى الأستاذ داعي الله عام 1355.
فاستفاد من المؤسس الحائري (قدس سره) مدة ثلاث وعشرين سنة حتى برع واجتهد.
شركاء بحثه
بحث الدروس الحوزوية مع عدة من الأعلام منهم: السيد محمد تقي الخوانساري
والسيد أحمد الخوانساري والشيخ إسماعيل الجاپلقي، والشيخ عبد الرزاق القائيني طاب
ثراهم.

383
إقامة صلاة الجمعة والجماعة
كان (قدس سره) أبا الزوجة للعلامة السيد محمد تقي الخوانساري فلذا بعده أقام الجماعة مقامه في
المدرسة المباركة الفيضية عشاء وفي الحرم الفاطمي (عليها السلام) ظهرا وأقام صلاة الجمعة أكثر من
ثلاثين عاما بقم المقدسة واقتدى به العلماء والفضلاء والخواص والعوام.
قالوا فيه
1 - قال في آئينه دانشوران ما معربه: «الشيخ محمد علي الأراكي ابن الحاج الميرزا آقا
الفراهاني ولد عام 1312 في مدينة سلطان آباد العراق وحصل العلم من مسقط رأسه وكان
من المهاجرين إلى قم عندما انتقلت الحوزة إليها من العراق العجم، واختص بآية الله اليزدي
الذي كان قد أخذ على يديه أكثر العلوم» (1).
2 - قال الشيخ الرازي في آثار الحجة في شأنه ما معربه: «هذا الرجل الجليل يتمثل فيه
العلم والمعرفة ويتجسد فيه الصفا والبساطة... هو من مفاخر الإسلام والعالم الشيعي سيما
الحوزة العلمية ومن أبرز تلامذة المرحوم آية الله المؤسس الحائري (قدس سره)» (2).
3 - وقال أيضا في كتابه الآخر في شأنه ما معربه: «... إن الآداب الحميدة والأخلاق
الحسنة لسماحته يتجاوز قدرتنا على الوصف والتعريف لأنه زين علمه بالحلم
والتواضع» (3).
4 - قال في معجم رجال الفكر والأدب في النجف: «... عالم فاضل فقيه
أصولي...» (4).



(1) آئينه دانشوران: 58 الطبعة الاولى.
(2) آثار الحجة: 2 / 68.
(3) گنجينه دانشمندان: 2 / 64.
(4) معجم رجال الفكر والأدب في النجف: 310.
384
5 - قال في رجال قم ما معربه: «من العلماء والأتقياء وهو في غاية التواضع بقم
المقدسة... من تلامذة آية الله الحائري اليزدي وقد تشرف إلى قم المقدسة معه وكتب
تقريرات بحث أستاذه في الفقه والأصول وهو اليوم من أساتذة الحوزة العلمية فيها...» (1).
شيخه في الإجازة
له شيخ واحد وهو العلامة المحدث الحاج الشيخ عباس القمي (رحمه الله) (1294 - 1359)
أجازه شفهيا ثم كتب المجاز أسناد المجيز بخطه الشريف.
الراوون عنه
يروي عنه جمع كثير منهم: السيد مصلح الدين المهدوي.
تأليفاته
1 - أصول الفقه.
دورة أصولية كاملة من تقريرات بحث أستاذه الحائري طبع في مجلدين في عام 1417 بقم
المقدسة.
2 - دورة أصولية أخرى.
بالنظر إلى كفاية الأصول للمحقق الخراساني طبعت في مجلد واحد بعنوان الجزء الثالث
من أصول الفقه. في عام 1419 بقم المقدسة.
3 - تعليقات نافعة على درر الفوائد.
والدرر من مؤلفات أستاذه الحائري وعلق عليها المترجم وقد طبع التعليق مع المتن
بتوسط جماعة المدرسين بقم المقدسة عام 1408.



(1) رجال قم وبحثي در تاريخ آن: 279 و 280 لمؤلفه السيد محمد مقدس زاده، طبع ثانيا مع تعليقات
نافعة للمحقق ناصر الباقري البيدهندي في عام 1421 بقم المقدسة.
385
4 - رسالة في الاجتهاد والتقليد.
حيث لم يرد في الدرر هذا البحث أضاف إليها مع حفظ مسلكه وديدنه في الاختصار
وطبعت مع الدرر في عام 1408.
5 - رسالة أخرى في الاجتهاد والتقليد.
هذه مفصلة وتلك مختصرة، طبعت في آخر المجلد الثاني من كتاب بيعه، في عام 1415.
6 - كتاب الطهارة.
طبع في مجلدين في عام 1415.
7 - رسالة في الدماء الثلاثة وأحكام الأموات والتيمم.
كتبها تقريرا من مجلس درس العلامة آية الله السيد محمد تقي الخوانساري، طبعت في آخر
المجلد الثاني من كتاب طهارته.
8 - رسالة في الخمس.
طبعت في عام 1413 مع المكاسب المحرمة.
9 - كتاب النكاح.
طبع في مجلد واحد عام 1419.
10 - رسالة في نفقة الزوجة.
طبعت مع رسالته في الإرث في مجلد واحد عام 1413.
11 - المكاسب المحرمة.
طبع في مجلد واحد عام 1413.
12 - كتاب البيع.
طبع في مجلدين عام 1415.
13 - الخيارات.
طبع في مجلد واحد عام 1414.

386
14 - رسالة في الإرث.
طبعت في عام 1413.
15 - كتاب الصلاة.
طبعت في مجلدين بقم المقدسة عام 1421.
16 - رسالة في صلاة الجمعة.
17 - تقريرات بحث أستاذه الشيخ محمد سلطان العلماء.
في أصول الفقه، مجلد واحد.
18 - تعليقة على العروة الوثقى.
طبعت في ذي القعدة الحرام 1409.
19 - توضيح المسائل.
طبع أولا في عام 1368 ه‍. ش ثم طبع مكررا.
20 - المسائل الواضحة.
رسالة فتوائية طبعت في مجلدين.
21 - زبدة الأحكام.
طبع في جمادى الآخرة 1413.
22 - مناسك الحج.
بالفارسية طبع في شوال المكرم 1411.
23 - التعليقة على مناسك الحج.
للسيد الإمام الخميني (قدس سره) طبعت مع المتن بالعربية والفارسية.
24 - استفتاءات.
جمع من فتاويه، وطبعت في عام 1415.
25 - أحكام جوانان.
رسالة فتوائية مختصرة طبعت بالفارسية.

387
26 - كلمة حول تفسير القرآن والعقل ومؤلفه.
هذا التفسير للسيد نور الدين العراقي (قدس سره) وطبعت في المجلد الأول منه، وأيضا طبعت ضمن
شرح أحواله: 434.
27 - رسالة في إثبات ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام).
طبعت في تفسير «القرآن والعقل» وضمن شرح أحواله: 441.
28 - رسالة في الولاية التكوينية للمعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام).
بالفارسية، طبعت ضمن شرح أحواله: 405.
29 - رسالة في دفع إشكال إعادة المعدوم.
بالفارسية، طبعت في شرح أحواله: 413.
30 - رسالة في حقانية مذهب التشيع.
بالفارسية، طبعت ضمن شرح أحواله: 416.
31 - رسالة في جواب بعض التجار في بحث الخمس.
بالفارسية، طبعت في شرح أحواله: 426.
32 - رسالة في ترجمة آية الله السيد محمد تقي الخوانساري (قدس سره).
طبعت ضمن شرح أحواله: 473.
33 - رسالة يشبه بالكشكول.
قريب من مأة صفحة، بالفارسية، طبعت ضمن شرح أحواله: 477.
34 - رسالة في علل تأخر الإنسان.
بالفارسية، طبعت ضمن شرح أحواله: 400.
تذكرة: استفاد أكثر ما كتبه في الفقه الإستدلالي وأصوله من مجلس درس أستاذه
العلامة المؤسس الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري (قدس سره)، فيصح أن يعد من تقريرات أبحاثه
كما هو كذلك.
وله أبيات في مديح فاطمة (عليها السلام) بنت موسى بن جعفر (عليهما السلام) طبعت ضمن شرح أحواله: 270.

388
تدريسه
قام بالتدريس من زمن أستاذه الحائري، حضر عنده جماعة من الفضلاء في
السطوح المختلفة وبعد ارتحال صهره آية الله السيد محمد تقي الخوانساري في
عام 1371 قام مقامه في تدريس الفقه وأصوله على مستوى دراسات الخارج واستدام
الدرس أربعين عاما.
مرجعيته
مع إبائه وفراره من المرجعية، رجع إليه المؤمنون بعد ارتحال آية الله الإمام السيد
روح الله الموسوي الخميني طاب ثراه في عام 1409 فقد صار من المراجع العظام.
بل أصبح المرجع الأعلى بعد وفاة آية الله السيد محمد رضا الگلپايگاني طاب ثراه في
عام 1414.
وفاته ومدفنه
وافاه الأجل في الليلة المسفر صباحها عن الخامس والعشرين من جمادي الآخرة عام
1415 بطهران، حيث انتقل إليها قبل وفاته بأيام قلائل للعلاج ثم شيع تشيعا حافلا عظيما
بها يوم الأربعاء السادس والعشرين من هذا الشهر، ثم انتقل جسده الشريف إلى وطنه عش
آل محمد (عليهم السلام) قم المقدسة وشيع تشيعا لم ير مثله يوم الخميس السابع والعشرين من جمادى
الآخرة وقد مات ستة أشخاص في تشيعه لأجل الزحام حين الدخول من باب الحرم
الفاطمي سلام الله عليها وصلى عليه شيخنا العلامة آية الله الحاج الشيخ محمد تقي البهجة
مد ظله ثم دفن عند قبر أستاذه المؤسس الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي (قدس سره) في
زاوية المسجد المعروف ب‍ «بالأسر».

389
وقد كان وحيد عصره في الزهد والتقوى ولم تلد أم الدهر مثله في هذه الأيام قدس الله سره
وطاب ثراه وجعل الجنة مثواه.
وقد انتشرت ترجمته في كتاب كبير بالفارسية بقلم العلامة الشيخ رضا الاستادي
الطهراني في عام 1418.

390
آية الله العظمى
السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
العلامة الفقيه المحدث الرجالي النسابة المصنف المكثر، المسمى بالسيد محمد حسين
والملقب بشهاب الدين والمكنى بأبي المعالي ابن السيد محمود الحسيني المرعشي النجفي.
ولادته
ولد صباح يوم الخميس عشرين شهر صفر عام 1315 في النجف الأشرف.
أساتذته
ابتدأ بالعلوم عند والده العلامة السيد محمود، وأخذ علوم البلاغة والأدبية من العلامة
الشيخ مرتضى الطالقاني النجفي والشيخ شمس الدين الشكوئي القفقازي والشيخ محمد حسين
السدهي والسيد محمد كاظم الخرم آبادي النجفي.
وأخذ سطوح الفقه والأصول من عدة من الأعلام منهم: الشيخ مرتضى الطالقاني والميرزا
حبيب الله الاشتهاردي والسيد أحمد المشهور بالسيد آقا الشوشتري وميرزا محمد الطهراني
العسكري والشيخ محمد علي الكاظمي والشيخ أبي الحسن المشكيني والشيخ عبد الحسين
الرشتي والميرزا آقا الاصطهباناتي والشيخ موسى الكرمانشاهي والشيخ نعمت الله اللاريجاني
والسيد علي الطباطبائي اليزدي وغيرهم.
وحضر في درسي خارج الفقه وأصوله عند الشيخ ضياء الدين العراقي والشيخ أحمد بن

391
علي آل كاشف الغطاء والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء والشيخ علي بن باقر آل صاحب
الجواهر والشيخ علي أصغر ختائي التبريزي كلهم في النجف الأشرف.
وحضر عند الشيخ عبد النبي النوري وآقا حسين النجم آبادي في طهران.
وحضر عند المؤسس الشيخ عبد الكريم الحائري والمير السيد علي الحسيني اليثربي
وجدنا الشيخ أبي المجد محمد الرضا النجفي الاصفهاني في قم المقدسة.
قال العلامة الروضاتي في شأن أساتذته في خارج الفقه وأصوله: «وقرأ دروسه الخارج
على الإمام العلامة السيد حسن الصدر مؤلف تأسيس الشيعة الكرام لفنون الإسلام وعلى
العلامة المرحوم الشيخ مهدي الخالصي بالكاظمية وعلى العلامة الشيخ مهدي النوائي
المازندراني وعلى الإمام العلامة المحقق الأصولي الشيخ ضياء الدين العراقي من مراجع النجف
الأشرف وعلى الإمام الفقيه الأصولي المحقق الشيخ محمد حسين الاصفهاني المعروف
بالكمپاني وعلى العلامة الشيخ إسماعيل المحلاتي وعلى العلامة الفقيه المحقق المتبحر السيد
أبي تراب الخوانساري وعلى العلامة الحاج الميرزا علي المرعشي الشهرستاني، ثم بعد سفره
إلى إيران قرأ على العلامة الفقيه الشيخ عبد النبي النوري أيام إقامته بطهران وعلى العلامة
الميرزا حسين النجم آبادي، ثم سكن بقم سنة 1342 ق وحضر على الإمام المؤسس الفقيه
الأصولي المحقق المرجع الديني الكبير الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي سنين عديدة
إلى آخر أيام وفاته وصار مجازا من قبله في الإجتهاد كما سيأتي وفي تلك الأيام حين مهاجرة
جمع من الأعلام الفقهاء من علماء أصفهان أمثال العلامة الفقيه المحقق الورع الحاج مير محمد
صادق الخاتون آبادي المدرس الاصفهاني والعلامة الشيخ أبي المجد الاصفهاني النجفي
صاحب نقد فلسفة داروين وغيرهما إلى قم زمن السلطان الجائر رضا البهلوي الملعون
وشروعهم في تدريس خارج الفقه حضر صاحب الترجمة دروسهما أيام إقامتهما بقم
أيضا» (1).



(1) التحفة الأحمدية: 26 مخطوطة.
392
وهكذا حضر عند غيرهم في غيرها من العلوم الاسلامية. وعد أساتيده في العلوم المختلفة
صاحب كتاب علماء معاصرين: 218، وصاحب كتاب قبسات: (28 - 38) فراجعهما.
قالوا فيه
1 - قال العلامة الطهراني في مصفى المقال: «... وهو الفاضل المعاصر الماهر في فن
الرجال والأنساب والتاريخ وتراجم العلماء وأحوالهم وطبقاتهم وطرق مشيختهم
وإجازاتهم. وقد دون كثيرا مما ذكرنا وبعد مشغول به» (1).
2 - وقال في نقباء البشر: «... عالم فاضل جليل...» (2).
3 - وقال العلامة الخياباني ما معربه: «... وباختصار فإن المترجم من أكابر العصر
الحاضر وأجلائهم، فهو العلامة الفهامة النسابة الفقيه الأصولي المحدث الرجالي الأديب
الأريب الفاضل الكامل المؤرخ الرياضي حاوي الفروع والأصول، جامع المعقول
والمنقول...» (3).
4 - وقال العلامة المهدوي في رجال أصفهان ما معربه: «العالم الجليل والعلامة العظيم
سماحة آية الله السيد شهاب الدين أبي المعالي المشهور بآقا النجفي التبريزي من مفاخر رجال
العلم والأدب في عصرنا...» (4).
5 - قال في معجم رجال الفكر والأدب في النجف: «... فقيه محقق من مراجع التقليد في
قم ومتضلع في الأنساب...» (5).



(1) مصفى المقال: 196.
(2) نقباء البشر: 2 / 847.
(3) علماء معاصرين: 217.
(4) رجال أصفهان: يد.
(5) معجم رجال الفكر والأدب في النجف: 410.
393
6 - قال الشيخ الرازي: «صاحب الفضيلة والسماحة زين العلماء العاملين وسند الفقهاء
والمجتهدين العلامة الكبرى والآية العظمى سيدنا الأستاذ أبو المعالي السيد شهاب الدين
المرعشي النجفي الحسيني...» (1).
ذكره الشيخ محمد حسين ناصر الشريعة في تاريخ قم: 269، والشيخ محمد علي المدرس
التبريزي في ريحانة الأدب: 5 / 290، والشيخ محمد حرز الدين في معارف الرجال:
2 / (268 - 271)، والسيد علي رضا الريحان اليزدي في آئينه دانشوران: 25 من الطبعة
الاولى، والشيخ الرازي في آثار الحجة: 2 / 46، والسيد عادل العلوي في قبساته، وناصر
الباقري البيدهندي في مجلة نور علم العدد 37 / (48 - 86).
وقد كتب العلامة السيد أحمد الروضاتي دامت بركاته في ترجمته كتابا مستقلا سماه
«التحفة الأحمدية في ترجمة زعيم الإسلام من السادة المرعشية»، رأيت صورتها ولا يزال
مخطوطة.
مشايخه في الإجازة
إجازاته من العلماء يبلغ المئات، ذكر بعضهن في إجازته الكبيرة لنجله السيد محمود
وكلهن في كتابه الكبير المسلسلات في الإجازات.
واستجاز أربعة من أحفاد جدنا العلامة الشيخ محمد تقي الرازي النجفي الاصفهاني (قدس سره)
صاحب هداية المسترشدين وهم:
1 - عمنا الشهيد آية الله على الإطلاق الحاج آقا نور الله النجفي الاصفهاني
(1278 - 1346).
لم يذكره المجاز في إجازته الكبيرة لنجله ولا في المسلسلات ولكن ذكر لي شفاها أن له



(1) گنجينه دانشمندان: 2 / 37.
394
إجازة منه وهكذا كتب إلى السيد الأمين صاحب أعيان الشيعة ونقله في كتابه (1) ونقل عنه
السيد المهدوي في كتابه (2). والظاهر كون هذه الإجازة شفاهية والعلم عند الله تعالى.
2 - جدنا العلامة آية الله أبو المجد الشيخ محمد الرضا النجفي الاصفهاني
(1287 - 1362).
ذكره المجاز في الإجازة الكبيرة وطبع في أولها صورة إجازته (3) وقال في شأنه: «استاذنا
كعبة أهل الفضل والأدب ونابغة الزمان الهمام المقدام حجة الاسلام آية الله الشيخ أبو المجد
الآقا محمد رضا بن محمد حسين بن محمد باقر بن الشيخ محمد تقي صاحب الحاشية على
المعالم، الاصفهاني المعروف بالمسجد شاهي» (4).
وهكذا ذكر إجازته في المسلسلات (5) وترجمه فيها (6).
3 - جدنا من طريق الأم آية الله الحاج الشيخ محمد إسماعيل النجفي الاصفهاني
(1288 - 1370).
ذكره وترجمه في الإجازة الكبيرة (7). وهكذا ذكر إجازته في المسلسلات (8) وترجمه
فيها (9).
4 - ابن عمنا آية الله الشيخ مهدي النجفي الاصفهاني (1298 - 1393).



(1) أعيان الشيعة: 50 / 35 من الطبعة الاولى و 10 / 230 من طبع دار التعارف البيروتية.
(2) تاريخ علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير: 2 / 22.
(3) الإجازة الكبيرة: 50.
(4) الإجازة الكبيرة: 181 الرقم 226.
(5) المسلسلات: 1 / 110.
(6) المسلسلات: 2 / (87 - 99).
(7) الإجازة الكبيرة: 151 الرقم 187.
(8) المسلسلات: 1 / 239.
(9) المسلسلات: 2 / 347.
395
ذكره وترجمه في الإجازة الكبيرة (1). وهكذا ذكر إجازته في المسلسلات (2) وترجمه
فيها (3).
وطبعت مصورة إجازة الأخيرين في كتاب السيد المهدوي (رحمه الله) «بيان سبل الهداية في ذكر
أعقاب صاحب الهداية» في ترجمة المجيزين (4). قبل أن يطبع في المسلسلات بسنوات.
الراوون عنه
هو قطب رحى الإجازة واختصت شيخوخة الإجازة فيه سيما بعد ارتحال العلامة الشيخ
آقا بزرك الطهراني (قدس سره) فما أصدره من الإجازات لا تعد ولا تحصى وسرد أسماء المجازين منه
يستلزم تدوين كتاب كبير.
تأليفاته
له مؤلفات كثيرة مطبوعة ومخطوطة تربو على المأة لا يسعني ذكرها، فمن أراد
أسمائها فعليه بمراجعة ريحانة الأدب 2 / (268 - 271) وعلماء معاصرين: 219
وگنجينه دانشمندان 2 / (46 - 50) والقبسات: (53 - 69) والذريعة في مختلف أجزائها
وغيرها.
ولكن أذكر هنا بعضها:
1 - المسلسلات في الإجازات.
طبع بعد ارتحاله في مجلدين.



(1) الإجازة الكبيرة: 228 الرقم 278.
(2) المسلسلات: 1 / 110.
(3) المسلسلات: 2 / 253.
(4) تاريخ علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير: 3 / 31 و 3 / 179.
396
وذكرها في الذريعة: 19 / 351 باسم «المجازات إلى مشايخ الإجازات» وفيها: 21 / 21
باسم «المسلسلات إلى مشايخ الإجازات».
2 - مشجرات آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
كتاب كبير في أنساب آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكرها في الذريعة: 21 / 43، قال مؤلفها
في شأنها: «فإنه من أنفس ما أعده ذخرا ليوم فقري وفاقتي وقد حققت
فيه وذكرت من أنساب البيوت العلوية ما لا يوجد في غيره وأودعت فيه مسموعاتي
ومروياتي عن والدي العلامة وشيخي السيد محمد مهدي الغريفي البحراني وأخيه
السيد محمد رضا» (1).
3 - طبقات النسابين.
من صدر الإسلام إلى عصرنا الحاضر، ذكرها في الذريعة: 15 / 153، وقال: «هذه
الطبقات كالمقدمة للمشجرات كما ذكره لنا».
4 - ملحقات إحقاق الحق.
كتب العلامة الحلي المتوفي 726 كتابه «نهج الحق وكشف الصدق» في اثبات مذهبنا
الإمامية ورد عليه الفضل بن روزبهان وسماه «إبطال نهج الباطل» وفرغ من تصنيفه عام
909 في مدينة كاشان ورد على الفضل السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري الشهيد عام
1019 في كتاب كبير وسماه «احقاق الحق وإزهاق الباطل».
كتب السيد المرعشي مقدمة كبيرة على متن إحقاق الحق ثم طبع الكتاب ثم علق عليه
بتعليقات وملحقات تزيد على الأصل بكثير وطبعت في 37 مجلدا مع فهارسها.
ويصح أن يقال: ملحقات احقاق الحق أكبر موسوعة في فضائل أهل البيت (عليهم السلام)
المطبوعة إلى الآن.



(1) الإجازة الكبيرة: 523.
397
5 - منية الرجال في شرح نخبة المقال.
منظومة نخبة المقال للعلامة السيد حسين الحسيني البروجردي المتوفي 1277
وقد شرحها السيد المرعشي وطبع المجلد الأول من الشرح في عام 1378 بقم
المقدسة وذكرها في الذريعة: 23 / 204.
تقريراته
أنه (قدس سره) صعد على منبر التدريس في مختلف العلوم الاسلامية أكثر من ثلثي
القرن وحضر عنده الأعلام وكتب بعضهم تقريرات بحثه، ولكن إلى الآن طبع من
تقريرات بحثه في علم الفقه، كتاب القصاص في ثلاث مجلدات بقلم العلامة السيد
عادل العلوي.
مكتبته النفيسة
قال العلامة الطهراني في نقباء البشر: «... وله ولع بجمع الكتب وقد
اجتمعت لديه مكتبة ولما تشرفت إلى قم للزيارة زارني ثم بعث إلى منزلي بعض
مخطوطاته فقرأته، وبعد عودتي إلى النجف بعث إلي فهرسها فوزعته على أبواب
الذريعة» (1).
وذكر ابنه مكتبة السيد المرعشي في فهرس المكتبات المنقول عنها في الذريعة
والطبقات (2).
وقال العلامة المهدوي (رحمه الله) في شأنها ما معربه: «... قدم سماحته بهذا العمل خدمة كبيرة



(1) نقباء البشر: 2 / 847.
(2) راجع طبقات أعلام الشيعة - القرن التاسع: 174.
398
للإسلام والتشيع والعلماء الكرام في حفظ التراث العلمي والمؤلفات القيمة وبحق أن يسجل
اسمه في طليعة الذين شيدوا الإسلام والشريعة.
إن مكتبة آية المرعشي في قم تعد من نوادر المكتبات من حيث الكم وبالأخص من حيث
الكيف، فبعد تأسيس الحوزة العلمية الشيعية بقم المقدسة كان من الضروري وجود هذه
المكتبة وقد أسست بهمة هذا المرجع العظيم وهي تزدهر يوما بعد آخر كمالا ونأمل أن تكون
من أهم المكتبات الإسلامية في العالم» (1).
وقد أشار بالمكتبة الشيخ الرازي (رحمه الله) في كتابه (2). كما نشر حولها كتاب «گنج وگنجينه».
وطبع فهرس مخطوطاتها بقلم العلامة المحقق السيد أحمد الحسيني الاشكوري دامت
بركاته في أكثر من 29 مجلدا.
وفاته ومدفنه
رحل إلى جوار ربه في الساعة التاسعة من مساء الأربعاء السابع من صفر عام 1411 بعد
إقامة صلاة العشائين بالجماعة في صحن السيدة المعصومة (عليها السلام) وشيع تشيعا ضخما يوم
الجمعة التاسع من هذا الشهر وكان يوما مشهودا وصلى عليه شيخنا الأستاذ آية الله الشيخ
محمد الفاضل اللنكراني مد ظله ودفن في مكتبته العامرة وأقيمت له مجالس الفاتحة في مختلف
البلاد. قدس الله سره.



(1) تاريخ علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير: 2 / 270.
(2) گنجينه دانشمندان: 1 / (211 - 215).
399
رثائه وتاريخ وفاته
قال الشيخ محمد باقر الإيرواني في رثائه:
قد قام في قم ناعي الحزن من كمد * ينعى فقيد التقى والمجد والشرف
وأعلنت حوزة العلم الحداد أسى * لشخص هو في الإسلام غير خفي
قضى نؤرخه «آه له أسفا * المرعشي شهاب الدين النجفي»
1411
وقد طبعت بعد ارتحاله ترجمته في كتاب مستقل بالفارسية المسمى ب‍ «شهاب شريعت»
بقلم على رفيعى علامرودشتى.

400
آية الله العظمى
الشيخ الحاج آقا رضا المدني الكاشاني (1)
العلامة الفقيه المرجع الحاج آقا رضا المدني الكاشاني ابن الملا عبد الرسول بن محمد بن
زين العابدين ابن المولى محمود ابن الآقا علي الشيرازي أصلا والكاشاني مولدا.
ولد في ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من محرم الحرام عام 1321 وابتدأ بالعلوم في
مسقط رأسه كاشان، قرأ على علامة عصره الآقا السيد محمد العلوي الكاشاني ووالده الملا
عبد الرسول وجده من طريق أمه العلامة الألمعي الملا حبيب الله الشريف الكاشاني قدس الله
سرهم وجماعة أخرى ثم سافر إلى قم في عام 1340 وحضر أبحاث العلامة المؤسس آية الله
الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري (قدس سره) فقها وأصولا حتى عام 1352 وحضر أيضا عند جدنا
العلامة أبي المجد (قدس سره) في أيام إقامته ببلدة قم.
ثم رجع إلى كاشان حسب أمر والده واستدعاء جماعة من الفضلاء لتأسيس الحوزة
العلمية هناك.
مشايخه وإجازاته
قال العلامة الطهراني: «أجازه أستاذه اليزدي وصدق الإجازة كل من السيد أبي الحسن
الاصفهاني والشيخ ضياء الدين العراقي» (2).
وله أيضا إجازة من جدنا العلامة أبي المجد الشيخ محمد الرضا النجفي الاصفهاني في رواية
الحديث.



(1) صحح هذه الترجمة شيخنا المترجم بقلمه الشريف.
(2) نقباء البشر: 2 / 759.
401
قالوا فيه
1 - قال أستاذه المؤسس الحائري (قدس سره) في تصديق مراتبه العلمية ما معربه:
«بسم الله الرحمن الرحيم»
«الدرجات الرفيعة لسماحته غير خفية، فقد نال - بحمد الله تعالى - أقصى درجة الفضل
والكمال وفاز برتبة الاجتهاد، فله العمل بما استنبطه من الأحكام ويحرم عليه التقليد ولله دره
وكثر بين الأنام أمثاله - حرره الأحقر عبد الكريم الحائري» (1).
2 - وقال في نقباء البشر: «... عالم فاضل جليل» (2).
3 - قال الشيخ الرازي في آثار الحجة ما معربه: «... رجع إلى كاشان بأمر والده المرحوم
وطلبا من بعض أهلها ولا يزال مشغولا بالتدريس والبحث والتأليف وإقامة الجماعة. وليس
له أصحاب غير الكتب هناك وقانعا كأبيه وأجداده بالعيش الزهيد، باذلا همته في المطالعة
والبحث وقد صدق مقامه العلمي آية الله الحائري موقعا على ذلك بخطه الشريف وتشرف
بزيارة العتبات في العراق في عام 1358 ومع البحث بالعلمين العراقي والاصبهاني وقعا هما
أيضا على ذلك» (3).
4 - وقال أيضا ما معربه: «حجة الإسلام والمسلمين آية الله في العالمين سماحة الحاج آقا
رضا المدني الكاشاني ابن العالم العابد والفقيه الزاهد حجة الاسلام والمسلمين الآخوند الملا
عبد الرسول المدني من العلماء الكبار في الحوزة العلمية بقم ومن الفقهاء المعروفين والمراجع
المعاصرين في كاشان» (4).
5 - قال العلامة المهدوي في بيان سبل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية ما معربه:



(1) فروغ فقاهت: 53.
(2) نقباء البشر: 2 / 759.
(3) آثار الحجة: 2 / 333.
(4) گنجينه دانشمندان: 6 / 260.
402
«آية الله العالم الجليل الحاج آقا رضا المدني الكاشاني... أخذ من العلماء والمجتهدين
في مدينة كاشان وقم المقدسة حتى بلغ درجة الإجتهاد وهو منذ سنين مشغول في مدينة
كاشان مولده ومسقط رأسه بالوظائف الشرعية من التدريس والتأليف والبحث وتربية
رجال الدين وإقامة الجماعة وإرشاد الناس وهدايتهم والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر...» (1).
6 - قال العلامة الاستادي في شأنه ما معربه: «... كان (قدس سره) من المراجع التقليد ومن
تلاميذ الحاج الشيخ عبد الكريم اليزدي (قدس سره) وجده الملا حبيب الله الكاشاني (قدس سره) وله مؤلفات
كثيرة وقد طبع بعضها...» (2).
تأليفاته
له مصنفات كثيرة إليك أسمائها:
1 - آئينه دل.
جمع من نظمه، وطبع بعد أربع سنين من ارتحاله.
2 - أحكام الحدود.
رسالة فقهية في مسائل الحدود، فقدت منه.
3 - أصول مذهب التشيع.
رسالة باللغة الفارسية، طبعت.
4 - براهين الحج للفقهاء والحجج.
في أربع مجلدات مشتمل على حل المسائل الغامضة في الحج طبع ثلاث مرات آخرها في



(1) بيان سبل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية أو تاريخ علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير:
2 / 269.
(2) بيست مقاله: 398.
403
جمادي الاولى عام 1411.
5 - تعليقة على بحث الخيارات والشروط.
من كتاب المتاجر للشيخ الأعظم الأنصاري (قدس سره). وهي تقريرات بحث أستاذه الحائري،
طبعت في محرم الحرام 1409 بقم المقدسة.
6 - حاشية توضيح المسائل.
7 - حاشية ذخيرة العباد.
8 - حاشية العروة الوثقى.
إلى آخر بحث الخمس.
9 - حاشية الغاية القصوى في ترجمة العروة الوثقى.
بالفارسية إلى آخر بحث الخمس.
10 - الحجابية.
رسالة طبعت وذكرها العلامة الطهراني في الذريعة: 10 / 66.
11 - الخلافة.
رسالة شاملة على الأخبار المذكورة في كتب العلماء والأعاظم من أهل السنة تدل على
خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) طبع ثلاث مرات آخرها في عام 1412.
12 - الدرة المضيئة في أحكام آنية الذهب والفضة.
طبعت وذكرها العلامة الطهراني في الذريعة: 10 / 66.
13 - الديات.
رسالة فقهية استدلالية في أحكام الديات، طبع الجزء الأول منها في شوال المكرم عام
1408 بقم المقدسة.
14 - كتاب الربا.
طبع وذكره الطهراني في الذريعة: 10 / 66 بعنوان الربائية.

404
15 - عدم مشروعية التيمم لضيق الوقت مع وجود الماء.
وترجمته بالفارسية، طبعا وفرغ من العربية في ذي الحجة الحرام 1397.
16 - عمليات بانكى
رسالة باللغة الفارسية في أعمال البنوك من الجهة الفقهية، طبعت.
17 - فرائض المقلدين.
رسالة عملية باللغة الفارسية طبعت أربع مرات آخرها عام 1398.
18 - القصاص للفقهاء والخواص.
كتاب فقهي استدلالي في مبحث القصاص طبع مرتين في عامي 1405 و 1410 بقم
المقدسة.
19 - كشف الأستار عن حكم المغرب والإستتار.
رسالة فقهية استدلالية طبعت في عام 1375 وذكرها في الذريعة: 18 / 10.
20 - كشف الحقايق في الرد على الزنديق والمنافق.
ثلاثة أجزاء طبعت في مجلد واحد، ثلاث مرات أولها عام 1373 بطهران وآخرها
1398، وذكرها في الذريعة: 18 / 31.
21 - كفاية رؤية الهلال في البلاد البعيدة.
رسالة فقهية استدلالية، طبعت.
22 - مناسك الحج.
رسالة فتوائية باللغة الفارسية. طبعت ثلاث مرات آخرها 1398.
23 - منتخب الأحكام.
رسالة فتوائية، طبعت.
24 - من هم آل محمد (عليهم السلام)؟
رسالة باللغة الفارسية، طبعت.

405
25 - من ولى السفهاء؟
رسالة فقهية استدلالية طبعت.
26 - كتاب النكاح والرضاع.
ولكنهما مفقودان.
27 - ولاية الفقيه.
رسالة، طبعت.
وفاته ومدفنه
ارتحل إلى رحمة ربه ظهر يوم الجمعة الرابع والعشرين من ذي الحجة الحرام
عام 1412 وشيع تشيعا حافلا صباح الأحد، السادس والعشرين من ذي الحجة الحرام
في بلدته كاشان من بيته إلى مزار شاه پنجه وهو كما قيل مقبرة هارون بن موسى بن
جعفر (عليهم السلام)، وصلى عليه نجله العلامة الشيخ محمد تقي المدني بوصية منه ودفن هناك في
جوار والده العلامة، سلام الله على الوالد وما ولد وسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات
ويوم يبعث حيا.
وقد انتشرت ترجمته في كتاب مستقل بالفارسية بعد ارتحاله وسمي ب‍ «فروغ فقاهت».

406
آية الله العظمى
السيد علي العلامة الفاني الاصفهاني
العلامة الفقيه والأصولي المحقق السيد علي بن محمد حسن اليزدي الاصفهاني.
ولد عند زوال يوم الخميس 26 ربيع الأول 1333 في أصبهان ونشأ بها وابتداء بالمقدمات
ثم قرأ عند الشيخ محمد الحكيم الخراساني المتوفى 1355 القوانين وقرأ عند السيد مرتضى
الخراساني المتوفى 1357 رسائل شيخنا الأعظم الأنصاري (قدس سره) وعند السيد محمد النجف
آبادي المتوفى 1358 المكاسب والكفاية ثم حضر الأبحاث العليا في الفقه والأصول عند
الحاج المير السيد علي النجف آبادي المتوفى 1362 وجدنا أبي المجد الشيخ محمد الرضا النجفي
الاصفهاني المتوفى 1362. ثم بعد وفاة أستاذيه الأخيرين هاجر إلى النجف الأشرف
ووردها في ربيع الثاني 1362 وحضر هناك عند جمع كثير من الأعلام منهم: السيد
أبو الحسن الاصفهاني والشيخ محمد كاظم الشيرازي والسيد عبد الهادي الشيرازي
وغيرهم.
ولكن أكثر استفادته من أستاذه المير السيد علي النجف آبادي بأصبهان وحضر أبحاثه
مدة 13 عاما وكان يقول: هو أستاذي الوحيد.
واشتغل في النجف الأشرف من بدو وروده بتدريس السطوح العالية ثم اشتغل بتدريس
الفقه والأصول على مستوى دراسات الخارج واستفاد منه جمع من الأعلام.
ثم هاجر إلى إيران وأقام بقم المقدسة في رجب المرجب 1393 واشتغل بالتدريس.
وقد ذهب في أيام العطلة الصيفية إلى مسقط رأسه أصبهان وحضر عليه أعلامها
للاستفادة العلمية وصعد منبر التدريس في مدرسة الجدة الكبيرة في سوق أصبهان وربما
أقامت الجماعة فيها ظهرا سيما في أيام شهر رمضان المبارك.

407
قالوا فيه
1 - قال العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني (قدس سره) صاحب الغدير في شأنه: «... الشريف
العلامة الحجة حسنة الوقت ومفخرة علماء العصر السيد علي الفاني الإصفهاني أحد أساتذة
النجف الأشرف الفطاحل دام فضله ومعاليه» (1).
2 - وقال نجله في شأنه: «... مجتهد محقق محدث عالم متتبع من أساتذة الفقه والأصول
وأئمة التقليد والجماعة والفتيا...» (2).
3 - قال الشيخ الرازي (قدس سره): «سيد الفقهاء والمجتهدين آية الله في العالمين الحاج السيد
علي...» (3).
4 - قال العلامة المهدوي (رحمه الله) ما معربه: «سماحة آية الله العظمى الحاج السيد علي العلامة
الفاني ابن المرحوم السيد محمد حسن الفاني اليزدي الاصفهاني من أكابر العلماء والفقهاء
والمجتهدين المعاصرين» (4).
5 - قال العلامة السيد محمد رضا الجلالي دامت بركاته في عد مشايخه في الرواية: «سماحة
آية الله الفقيه الأصولي الحجة السيد علي العلامة الفاني الاصفهاني (رحمه الله)» (5).
مشايخه في الإجازة
ذكر في إجازته لي بعضهم وهم:
1 - جدنا أبو المجد الشيخ محمد الرضا النجفي الاصفهاني (1287 - 1362).
2 - السيد علي النجف آبادي (1287 - 1362).



(1) الغدير: 11 / ب.
(2) معجم رجال الفكر والأدب في النجف: 327.
(3) گنجينه دانشمندان: 2 / 210.
(4) تاريخ علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير: 2 / 329.
(5) ثبت الأسانيد العوالي: 8.
408
3 - الشيخ آقا بزرك الطهراني (1293 - 1389).
4 - السيد صدر الدين الصدر (1299 - 1373).
5 - السيد محمد تقي الخوانساري (1305 - 1371).
الراوون عنه
استجاز عنه جمع كثير في الرواية منهم:
- تلميذه والمقرر لأبحاثه السيد محمد علي الصادقي الاصفهاني.
- الشيخ جعفر الصبوري القمي صاحب سلك الدرر في نظم الأثر.
- الشيخ عباس المصباح الاصفهاني المتوفى 1408.
- السيد مصلح الدين المهدوي.
- السيد محمد رضا الحسيني الجلالي.
- الشيخ محمد السمامى الحائري.
تأليفاته
1 - آراء حول القرآن.
طبع في قم عام 1399.
2 - آراء حول مبحث الإرادة.
طبع عام 1405.
3 - البداء عند الشيعة.
طبعت في ربيع الثاني 1394 وترجمت إلى الفارسية وطبعت.
4 - بيان الخيانة.
ردا على أحمد الأمين المصري وإتهاماته على الشيعة.

409
5 - تحفة الجواهر.
في جواب مسائل الشيخ أحمد الداوري.
6 - ترجمة تقويم المحسنين.
إلى الفارسية من مؤلفات المولى محسن الفيض الكاشاني طبعت عام 1368.
7 - ترجمة نصايح الهدى.
إلى الفارسية للعلامة الشيخ محمد جواد البلاغي (رحمه الله) طبعت بأصبهان 1370.
8 - ترجمة خطبة الزهراء سلام الله عليها.
إلى الفارسية، طبعت.
9 - تنزيه الصفوة.
ردا على القائل بتزويج آدم (عليه السلام) أبنائه من بناته.
10 - تعليقة على العروة الوثقى.
طبعت الجزء الأول منها في العبادات عام 1391 والجزء الثاني في المعاملات عام 1394.
11 - التعليقة على وسيلة النجاة.
للسيد أبي الحسن الاصفهاني، طبعت مرتان.
12 - تفسير سورة الجمعة.
13 - تفسير سورة الفاتحة.
14 - تفسير سورة الفتح.
15 - تفسير سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
16 - توضيح المسائل.
بعدة من اللغات: الفارسية والعربية والإنجليزية والفرنسية.
17 - خمسون مسألة.
في جواب مسائل الشيخ مبارك البحراني، طبعت.

410
18 - دستور حج وعمره.
طبع.
19 - ديوان أشعاره.
رأيت عنده في مجلد واحد وقد هيئه للطبع.
20 - رسالة في أحكام البنوك.
21 - رسالة في أحكام الخراج.
22 - رسالة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
23 - رسالة في جوائز السلطان.
24 - رسالة في الخمس.
25 - رسالة في الذباحة.
26 - رسالة في علم الإمام (عليه السلام).
كتبها في ليلة واحدة وسماها الليلة المباركة كما قالها لي وترجمها إلى الفارسية تلميذه
السيد محمد علي الصادقي الاصفهاني وكلتاهما مخطوطتان.
27 - رسالة في القرعة.
28 - رسالة في المعاملات الربوية.
29 - رسالة في المعاصي الكبيرة.
30 - رسالة في الوصايا.
31 - السير إلى الله.
كتبه باستدعاء العلامة السيد مرتضى المستجابي.
32 - الشعائر الحسينية.
وترجمت إلى الفارسية والأردو، وطبعت جميعا.
33 - عبد الله بن عباس.

411
علمه وتفسيره ومنطقه وورعه وعلة اتهامه بالإختلاس، طبع عام 1398.
34 - غالية البيان في عدم تحريف القرآن.
35 - الفوائد الرجالية.
36 - قبسات العقول في الفروع والأصول.
وهي تعريب أربعينه، ذكره في الذريعة 17 / 34 وطبع.
37 - المتعة مشروعة.
تحليل لحلها ورد القائل بحرمتها. طبع في شعبان المعظم 1408 بقم المقدسة.
38 - المعارف العلوية في الكلام.
39 - مناسك الحج.
بعدة من اللغات: الفارسية والعربية والاردو.
40 - منظومة في مديح المعصومين (عليهم السلام).
بالفارسية طبعت مرتان.
تقريراته
اشتغل بالتدريس قريب من نصف القرن وكتب تلاميذه دروسه وأبحاثه سيما في علمي
الفقه والأصول وإليك سرد أسمائها:
1 - المختار في الجبر والاختيار.
ذكره العلامة الطهراني في الذريعة: 20 / 166 وطبع.
2 - آراء الأصول.
في ستة أجزاء طبعت منها مباحث الألفاظ في مجلدين.
3 - كتاب الطهارة.
في خمس مجلدات كلها مطبوعة.

412
4 - كتاب الصلاة.
في سبع مجلدات طبعت منها خمس.
5 - كتاب الإجارة.
طبعت في مجلد واحد.
6 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
طبع.
7 - كتاب الخمس.
8 - كتاب الزكاة.
9 - كتاب الوصايا.
10 - كتاب المكاسب.
على نهج متاجر الشيخ الأعظم إلى بحث الفضولي.
والمقرر في جميع هذه الأبحاث تلميذه الوحيد آية الله السيد محمد علي الصادقي الاصفهاني
المولود في الحادي عشر من شهر شوال المكرم عام 1346 والمتوفى في 20 ربيع الثاني
عام 1417 والمدفون بمقبرة «تخت فولاد» بأصبهان في قرب مرقد آية الله الحاج آقا رحيم
الأرباب (قدس سره).
11 - بحوث في فقه الرجال.
بقلم السيد علي مكي العاملي طبع عام 1410 بقم المقدسة.
12 - كتاب النكاح.
بقلم الشيخ علي العفى العاملي.
13 - زن از ديدگاه شريعت إسلام.
14 - بينش كلى إمام (عليه السلام).
والأخيران بقلم بعض الهاشميات وطبعا بالفارسية.

413
وفاته ومدفنه
ارتحل إلى رحمة ربه بعد عملية جراحية غير ناجحة قبيل الظهر من يوم الاثنين الثالث
والعشرين من شوال المكرم عام 1409 في طهران ثم انتقل جسده الشريف إلى قم عش آل
محمد (عليهم السلام) وشيع تشيعا ضخما وصلى عليه آية الله السيد محمد رضا الگلپايگاني (قدس سره) ودفن في
إحدى حجرات الصحن الفاطمي سلام الله عليها.
وكان (قدس سره) من الفقهاء العظام والمراجع الكرام ونوابغ الزمان ومفاخر أصبهان وهيهات أن
يأتي الدهر بمثله، رحمة الله عليه رحمة واسعة.

414
آية الله العلامة
الشيخ محمد تقي التستري
العلامة المحقق الرجالي المدقق الشيخ محمد تقي ابن الشيخ محمد كاظم (1297 - 1371)
ابن الشيخ محمد علي (ت 1322) ابن الحاج الشيخ جعفر (1220 - 1303) ابن الشيخ
حسين ابن الشيخ حسن ابن الملا علي بن علي بن حسين التستري.
ولد في النجف الأشرف حوالي عام 1320 ثم انتقل والده الشيخ محمد كاظم إلى تستر
فكان المترجم معه وهو طفل.
قرأ المقدمات والسطوح عند السيد حسين النوري والسيد مهدي آل الطيب والسيد علي
أصغر الحكيم والسيد محمد علي الإمام (ت 1394) ثم حضر أبحاث والده.
وهاجر إلى النجف الأشرف عام 1354 وأقام بها ستة سنوات ولم يحضر عند أحد ثم
رجع إلى بلده تستر سنة 1360 وأقام بها حتى وافاه الأجل.
أجازه الشيخ آغا بزرك الطهرإني في 19 محرم الحرام سنة 1360 ووصفه فيها ب‍ «الشيخ
العالم البارع الشيخ محمد تقي حفيد آية الله الشهير الحاج الشيخ جعفر التستري طاب ثراه...».
قالوا فيه
1 - ذكره العلامة الطهراني في مصفى المقال وقال: «... له تصانيف... كتاب التعليقات
على رجال الممقاني، كبير فيه تحقيقات كثيرة وجلها تنقيدات» (1).



(1) مصفى المقال: 96.
415
2 - وقال أيضا في نقباء البشر: «هو الشيخ محمد تقي... عالم مصنف بارع، ولد في
النجف 1321 ونشأ بها على حب العلم والفضيلة، اللذين ورثهما عن آبائه وعن جده الأعلى
الشيخ جعفر الغني عن الوصف... فاشتغل عند الأعلام الأفاضل مجدا مجتهدا حتى برع
وصنف...» (1).
3 - قال الأستاذ آية الله السيد موسى الشبيري الزنجاني مد ظله ما ملخصه ومعربه:
«... إن واحدا ممن ورث هذا الزهد والروحانية والتدقيق في البحث، هو ابن حفيده الشيخ
محمد تقي التستري الذي يعد هو وكتابه قاموس الرجال من مفاخر العصر الحاضر كلاهما
المؤلف والمؤلف...» (2).
4 - قال الأستاذ آية الله الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته في شأنه: «... فهو من
المشايخ الأعاظم الذي يضن بهم الدهر إلا في فترات قليلة وله على العلم وأهله أيادي
مشكورة» (3).
5 - قال العلامة السيد محمد الجزائري دامت بركاته ما ملخصه ومعربه: «آية الله
الحاج الشيخ محمد تقي الشيخ، العالم الجليل الزاهد الذي جعل التقوى شعاره والمحقق
النقي وهو مفخرة لا لأهله وأهل بلده فحسب بل مفخرة للعالم الشيعي في هذا العصر،
ولد عام 1320.
وقد عرفته منذ ثلاثين عاما من قريب، فلم أقف له على زلة وهو في الزهد والتقى
يعد تاليا لسلمان وأما في العلم فهو المقدم على الإسلام في علمي الحديث والرجال،
والسباق في هذين المجالين على الآخرين، بل لابد أن يعد نابغة في علم الرجال



(1) نقباء البشر: 1 / 265.
(2) مجلة كيهان فرهنگى السنة الثانية العدد الأول - شهر فروردين 1364 ه‍. ش.
(3) كليات في علم الرجال: 137 الطبعة الاولى.
416
ومعجزته كتاب قاموس الرجال» (1).
6 - قال في معجم رجال الفكر والأدب في النجف: «... عالم مصنف مجتهد بارع مؤلف
مكثر...» (2).
7 - قال نجله الدكتور محمد علي الشيخ - الأستاذ بجامعة طهران - عن والده:
«... فهو يجلس كل يوم في غرفة الاستقبال من بيته ويستقبل الزائرين والمراجعين
وطلاب العلم بوجه باسم، ويجيب عن أسئلتهم التي تدور حول المسائل الدينية بلسان
لين، ووجه طلق وهو يعيش في أعلى درجة من السذاجة، متوجها إلى الله، ومتوكلا عليه،
ومنصرفا عمن سواه. فلا ريب أنه أحد عباد الله الصالحين المتوكلين عليه، فهو حسبه
وناصره ومجزيه» (3).
8 - مدحه الدكتور السيد جعفر الشهيدي - الأستاذ بجامعة طهران - في أبيات منها:
مع الفخر عش وانشر لوا المجد رافعا * فمثلك أحرى أن يعيش ممجدا
إليك تناهى المجد في العلم والتقى * فصرت لرواد الأحاديث مسندا
فكم عالم أبلى الزمان حديثه * فعاش بقاموس الرجال مخلدا
وكم خابط عشواء لم يدر رشده * أنارت له أضواء علمك فاهتدى
شرحت لنا نهج البلاغة وافيا * وأوضحت ما كنا نراه معقدا
وأبديت في بهج الصباغة معجزا * سيبقى على كر الزمان مشيدا
فراعيك عين الله عن كل آفة * وحظك منه العيش رغدا مؤبدا (4)



(1) مجلة كيهان فرهنگى السنة الثانية العدد الأول.
(2) معجم رجال الفكر والأدب في النجف: 91.
(3) مقدمة الأخبار الدخيلة - المجلد الأول - كلمة في حياة المؤلف.
(4) مجلة كيهان فرهنگى السنة الثانية - العدد الأول.
417
مشايخه والراوون عنه
قد مر منا إجازة الشيخ الطهراني له وأما المجازين منه فقد استجازه في رواية الحديث كثير
من الأعلام لكن لم أعرف منهم إلا:
- الشيخ رضا الاستادي أجازه في 15 / 1 / 1359 ه‍. ش ببلدة تستر.
تأليفاته
1 - آيات بينات في حقية بعض المنامات.
طبع بطهران عام 1393.
2 - الأخبار الدخيلة ومستدركاته.
في أربع مجلدات طبعت بطهران.
3 - الأربعون حديثا.
طبع بقم المقدسة عام 1400، واختاره من أربعيناته الثلاثة، لاحظ الذريعة: 11 / 51.
4 - الأوائل.
طبع بطهران عام 1405.
5 - البدايع.
وهو كشكوله طبع بطهران عام 1363 ه‍. ش.
6 - بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة.
في أربعة عشر مجلدا طبع بطهران وقم. وهو أول شرح موضوعي لنهج البلاغة، شرحها
في ستين موضوعا.
7 - تفسير القرآن الكريم.
مخطوط.

418
8 - جوامع أحوال الأئمة أو رسالة في تواريخ النبي والآل.
طبع ملحقا بالجزء الحادي عشر من قاموس الرجال في عام 1390، وذكره العلامة
الطهراني في الذريعة: 11 / 51 تبعا لأربعينه ومستقلا فيها: 26 / 260.
9 - سهو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
رسالة في المحاكمة بين شيخي الصدوق والمفيد في مسألة سهو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). طبعت مصورا
من خطه ملحقا بالجزء الحادي عشر من كتابه قاموس الرجال في عام 1390.
10 - قاموس الرجال.
وهو كتابه الكبير، كتبه أولا على هامش رجال المامقاني ثم أفرده في كتاب مستقل وطبع
أولا في أربعة عشر مجلدا ثم أعاد طبعه جماعة المدرسين بقم المقدسة على أحسن هيئة.
ذكره العلامة الطهراني تحت عنوان حواشي تنقيح المقال في الذريعة: 7 / 96، ورجال
الشيخ محمد تقي التستري فيها: 10 / 101.
11 - قضاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
طبع بالنجف الأشرف وقم وبيروت أكثر من عشر مرات وترجم إلى الفارسية مكررا
وطبع; وأيضا ترجم مختصره إلى الانكليزية. وذكره في الذريعة: 17 / 137 و 17 / 153.
12 - الرسالة المبصرة في أحوال البصيرية أو الدر النظير في المكنين بأبي بصير.
طبعت ملحقا بالجزء الحادي عشر من قاموس الرجال في عام 1390.
13 - النجعة في شرح اللمعة.
شرح استدلالي على اللمعة للشهيد الأول طبع بطهران في أحد عشر مجلدا، من كتاب
الطهارة إلى الديات.
وأما مؤلفاته بالفارسية:
1 - ما كتبه في جواب مسائل مؤتمر الشيخ الطوسي.
طبع في الجزء الثالث من ذكرى الشيخ الطوسي بمدينة المشهد المقدس.

419
2 - ما كتبه ردا على الدكتور علي الشريعتي دفاعا عن دعاء الندبة.
مخطوط. نسختها موجودة عند العلامة الشيخ رضا الأستادي.
3 - مقدمة توحيد المفضل.
طبعت بطهران.
وجمع فهرس تصانيفه العلامة الشيخ رضا الاستادي في كتابه الأربعين مقالة (1): 327.
وفاته ومدفنه
ارتحل إلى رحمة ربه صبيحة يوم الجمعة التاسع عشر من ذي الحجة الحرام عام 1415
ببلدته تستر وشيع تشيعا حافلا يوم الأحد الحادي والعشرين من ذي الحجة الحرام من
جامع بلدته إلى بقعة السيد محمد گلابي (قدس سره) في تستر ودفن فيها.
ولا يرى في هذه الأعصار مثل تشيعه ومجالس تعزيته في تلك البلاد.
وكان (رحمه الله) من نوابغ عصره وفرائد دهره وكان دقيق النظر وكثير التحقيق في العلوم
الإسلامية سيما علمي الرجال والدراية، ومؤلفاته تشهد بذلك قدس الله سره.



(1) چهل مقاله: 327.
420
آية الله المعظم
السيد مصطفى الصفائى الخوانساري (1)
العلامة الفقيه والرجالي النسابة السيد مصطفى بن أحمد الحسيني الصفائي الخوانساري
صاحب كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار.
ولد في شهر ربيع الأول عام 1321 بمدينة خوانسار.
ضبط العلامة الإشكوري نسبه هكذا: «مصطفى بن أحمد بن رضا بن أحمد بن رضا بن
عمو سيد بن هاشم بن شهدى بن جعفر بن شمس الدين بن مرجا بن محمد مؤمن بن القاسم بن
همايون شاه بن شاه قاسم بدلا بن عبد الكريم شاه بن شاه أبي الحسن بن شاه عبد الله بن يحيى
الفاضل بن أبي الحسن الوحاحدي بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن المنصور بن محمد
ابن عبد الله بن عبد الواحد بن الشريف مالك بن شهاب الدين بن الشريف حمزة المهنأ الأكبر
ابن داود بن القاسم بن عميد الدين بن عبيد الله المكرم بن عميد الدين بن يحيى العبيدلي بن
الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج بن أبي عبد الله الحسين الأصغر بن الإمام السجاد
زين العابدين علي (عليه السلام) بن الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام) بن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) بن
أبي طالب (عليه السلام)» (2).
قرأ المقدمات عند خاله السيد علي النقوي الرضوي الخوانساري وابتدأ بالسطح عند



(1) صحح هذه الترجمة شيخنا المترجم بقلمه الشريف وزاد عليها إضافات.
(2) أحسن الأثر في أعلام القرن الخامس عشر، مخطوط.
421
والده السيد أحمد والسيد الميرزا محمود الرضوي الخوانساري والحاج الميرزا يوسف
المهدويان الخوانساري والمعقول عند العلامة الآخوند ملا محمد علي الحكيم الإيماني
الخوانساري في خوانسار.
ثم هاجر إلى قم في عام 1340 ولازم العلامة المؤسس الحائري (قدس سره) فقها وأصولا خمس
عشرة سنة إلى أن توفي الأستاذ في عام 1355.
واستفاد من أساتيد آخرين، منهم: الشيخ محمد علي الصفائي القمي والسيد أبو الحسن
الاصفهاني والميرزا محمد حسين النائيني والحاج آقا حسين القمي والشيخ محمد الكفائي
والحاج الشيخ مرتضى الآشتياني والسيد محمد صادق الخاتون آبادي الاصفهاني وجدنا
العلامة أبو المجد الشيخ محمد الرضا النجفي الاصفهاني.
كما حضر في المعقول عند السيد أبي الحسن القزويني والسيد أحمد الخوانساري وفي
العرفان النظري عند الشيخ محمد علي الشاه آبادي وفي الأخلاق عند الميرزا جواد آقا
الملكي.
ثم بعد ورود آية الله الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي لازمه وصار من خواص
أصحابه وحواريه وحضر مجلس استفتائه وله أيادي مشكورة لمحافظة الحوزة المقدسة
العلمية بقم عش آل محمد (عليهم السلام).
قالوا فيه
1 - قال السيد علي رضا ريحان اليزدي ما معربه: «السيد مصطفى ابن السيد أحمد
الخوانساري الصفائي ولد في خوانسار عام 1317 وارتحل إلى قم عام 1340 وأخذ من السيد
أحمد الخوانساري والسيد محمد تقي الخوانساري وأخذ المعقول من الشيخ محمد علي الشاه
آبادي والسيد أبي الحسن القزويني وهو الآن يستفيد من آية الله الحائري ومن مؤلفاته كتاب

422
الديانة الاسلامية والمعتقدات الامامية لم يتمه» (1).
2 - قال العلامة الطهراني: «السيد الفاضل الكامل البارع السيد مصطفى نزيل قم ابن
السيد أحمد بن محمد رضا بن أحمد بن محمد رضا الحسيني ينتهي إلى الحسين الأصغر كما في
الشجرة الموجودة الخوانساري الصفائي المولود (1317) ترجمه آئينه دانشوران ص 92،
رأيت إجازة والده له على ظهر نسخة الجزء الأول من الفقيه تاريخها (ج 2 - 1359) وكانت
وفاة والده 14 ذي القعدة 1359 فالإجازة قبل وفاته بخمسة أشهر...» (2).
3 - قال العلامة آية الله السيد شهاب الدين المرعشي في رسالته الخاصة بترجمة والده:
«... فإنه خلف عدة أولاد منهم: العالم الجليل المتتبع آية الله الحاج السيد مصطفى الحسيني
الصفائي الخوانساري نزيل بلدة قم وهو أشهرهم وأجلهم شأنا وأفضلهم» (3).
4 - قال الشيخ الرازي في شأنه ما معربه: «من الفضلاء المعروفين والعلماء
المحترمين نزيل قم المقدسة والحوزة العلمية ومن خواص أصحاب سماحة آية الله
البروجردي...» (4).
5 - وقال في كتابه الآخر ما معربه: «حجة الاسلام والمسلمين آية الله الحاج السيد
مصطفى ابن العلامة الحاج السيد أحمد الحسيني الخوانساري من العلماء الأعلام والآيات
العظام في الحوزة العلمية بقم المقدسة، له مقامات علمية وكمالات النفسية الحسبية
والنسبية...» (5).
6 - قال العلامة المهدوي ما معربه: «سماحة آية الله الحاج السيد مصطفى ابن العالم الجليل



(1) آئينه دانشوران: 92 من الطبعة الاولى.
(2) نقباء البشر: قسم المخطوط.
(3) كشف الأستار عن حياة مؤلف كشف الأستار: 26.
(4) آثار الحجة 2 / 76.
(5) گنجينه دانشمندان: 2 / 138.
423
المرحوم السيد أحمد الصفائي الخوانساري القمي عالم زاهد، جليل القدر من أكابر العلماء
والفقهاء والمدرسين وأئمة الجماعة المعاصرين بقم المقدسة...» (1).
7 - قال العلامة الإشكوري دامت بركاته في شأنه: «... له حافظة قوية جدا،
يستحضر المسائل العلمية مع مصادرها ويختزن في ذاكرته كثيرا من الأحداث التاريخية
والوقايع التي قرأها في الكتب، مع اطلاع واسع في تراجم معاصريه ومن يقرب من عصره
من العلماء والشخصيات...» (2).
8 - قال العلامة الاستادي دامت بركاته في شأنه ما معربه: «... صدق اجتهاده جمع من
فطاحل العلماء نحو:
- آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي مؤسس الحوزة العلمية بقم
المقدسة.
- آية الله الحاج السيد أبو الحسن الاصفهاني.
- آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي.
- آية الله الميرزا محمد علي الشاه آبادي الاصفهاني من أساتذة الإمام الخميني (قدس سره).
- آية الله الحاج الشيخ مرتضى الآشتياني ابن الحاج الميرزا حسن الآشتياني.
- آية الله السيد جمال الدين الگلپايگاني.
- آية الله الميرزا رضى التبريزي.
- آية الله الحاج آقا حسين البروجردي.
- آية الله الحاج الميرزا محمد الفيض القمي.
- آية الله الحاج السيد محمد تقي الخوانساري.
- آية الله الحاج السيد محمد الحجة الكوه كمري.



(1) تاريخ علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير: 2 / 275.
(2) أحسن الأثر في أعلام القرن الخامس عشر، مخطوط.
424
- آية الله السيد محمد مهدي الخوانساري صاحب «أحسن الوديعة».
- آية الله الحاج السيد محمد رضا الگلپايگاني.
- آية الله الحاج الشيخ محمد علي الأراكي» (1) قدس الله أسرارهم.
مشايخه في الإجازة
له مشايخ كثيرة في نقل الرواية، ذكرهم في إجازته لي وإليك أسمائهم على ترتيب كتابته في
إجازتي:
1 - والده السيد أحمد الصفائي الخوانساري (1291 - 1359).
2 - المؤسس الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي (1279 - 1355).
3 - السيد أبو الحسن الاصفهاني (1284 - 1361).
4 - الشيخ ضياء الدين العراقي (1287 - 1361).
5 - الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي (1292 - 1380).
6 - السيد محسن الحكيم (1306 - 1390).
7 - السيد محمد تقي الخوانساري (1305 - 1371).
8 - السيد محمد الحجة الكوهكمري (1310 - 1372).
9 - الشيخ محمد الفيض القمي (1293 - 1370).
10 - الشيخ مهدي الزاهد الحكمي القمي (1280 - 1360).
11 - الشيخ محمد علي الصفائي القمي (1299 - 1358).
12 - الميرزا صادق آقا التبريزي (1274 - 1351).
13 - الميرزا رضى [الزنوزي] التبريزي (1294 - 1374).
14 - الحاج الشيخ عباس القمي (1294 - 1359).



(1) بيست مقاله: 295.
425
15 - الشيخ علي أكبر النهاوندي (1278 - 1369).
16 - الشيخ آقا بزرك الطهراني (1293 - 1389).
17 - جدنا أبو المجد الشيخ محمد الرضا النجفي الاصفهاني (1287 - 1362).
18 - الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (1295 - 1373).
19 - السيد عبد الحسين شرف الدين (1290 - 1377).
20 - السيد محمد باقر القزويني (1291 - 1365).
21 - الشيخ محمد علي الشاه آبادي الإصفهاني (1292 - 1369).
22 - السيد مهدي الخوانساري الكاظميني (1319 - 1391).
23 - السيد جمال الدين الموسوي الگلپايگاني (1295 - 1377).
24 - الميرزا محمد العسكري الطهراني (1281 - 1371).
وآخرون
الراوون عنه
استجاز عنه جمع من الأعلام منهم:
- العلامة الأستاذ آية الله الشيخ محمد الفاضل اللنكراني.
- السيد محمد علي الروحاني القمي.
- السيد محسن الخرازي الطهراني.
- السيد أحمد الحسيني الإشكوري.
- الشيخ خليل المبشري الكاشاني.
- الشيخ رضا الاستادي.
- السيد مصلح الدين المهدوي.
- الشيخ محمد باقر الساعدي.

426
- السيد أمير حسين المرعشي.
- الشيخ يوسف حسن الكامل اللبناني.
- الشيخ محمد السمامي الحائري.
- الشيخ إبراهيم الكاظمي الخوانساري.
- ناصر الباقري البيدهندي.
تأليفاته
1 - تقريرات درس أستاذه العلامة المؤسس الحائري (قدس سره) في الفقه وأصوله.
2 - الحواشي على بعض الكتب الدراسية الحوزوية.
3 - الديانة الاسلامية والمعتقدات الإمامية.
4 - الجواهر المودعة والذخائر الرهينة.
يشبه بالكشكول في مأتي صفحة أكثرها بخطه الشريف موجودة في مكتبته المهداة إلى
مكتبة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) (1).
مكتبته الخاصة
له مكتبة نفيسة من حيث المخطوطات، وقد كانت بابها مفتوحة لرواد التحقيق وأهل
الفضل.
وقد بيعت - بعد ارتحاله من ورثته وانتقلت المخطوطات منها إلى مكتبة ثامن الحجج علي
ابن موسى الرضا عليه آلاف التحية والثناء، وقد فهرسها بعد انتقالها العلامة الشيخ رضا
الاستادي في مجلد واحد وكتب في أوله ترجمة والده السيد أحمد ثم ترجمة ولده ثم طبع اجازته
منه وهكذا كتب ترجمتهما في كتابه العشرين مقالة (2).



(1) راجع فهرس مخطوطات مكتبته: 95.
(2) بيست مقاله: 287.
427
وفاته ومدفنه
ارتحل إلى رحمة ربه في ليلة الجمعة الثامن عشر من ربيع الثاني عام 1413 وشيع تشيعا
حافلا بقم المقدسة في صباح السبت التاسع عشر من هذا الشهر على ما رأيت وحضرت
وصلى عليه آية الله الشيخ أبو الفضل الخوانساري النجفي مد ظله ودفن في المسجد الذي يلي
رأس فاطمة المعصومة (عليها السلام) بنت موسى بن جعفر (عليهما السلام) المشهور بمسجد «بالأسر» قريبا من
محرابه الذي أقام الجماعة فيه صباحا.
وأقيمت له مجالس الفاتحة المتعددة في قم وطهران وخوانسار، رحمه الله وحشره مع جده
أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

428
آية الله الوالد الحاج الشيخ
مهدي غياث الدين مجد الإسلام النجفي (1)
والدي العلامة الأديب الفقيه الأستاذ.
ولد في يوم العشرين من صفر المظفر المصادف يوم الثاني والعشرين من ارديبهشت عام
1315 ه‍. ش في مدينة أصبهان.
نسبه
كان (قدس سره) أكبر أولاد ذكور والده آية الله الشيخ مجد الدين (مجد العلماء) النجفي
الاصفهاني (1326 - 1403) صاحب اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن.
ابن آية الله العظمى العلامة أبي المجد الشيخ محمد الرضا النجفي الاصفهاني المسجد شاهي
(1287 - 1362) صاحب وقاية الأذهان وغيرها.
ابن آية الله العظمى الحاج الشيخ محمد حسين النجفي الاصفهاني (1266 - 1308)
صاحب مجد البيان في تفسير القرآن.
ابن آية الله العظمى الحاج الشيخ محمد باقر النجفي الاصفهاني (1235 - 1301) صاحب
شرح حجية المظنة.
ابن آية الله العظمى الحاج الشيخ محمد تقي الرازي النجفي الاصفهاني (1185 - 1248) (2)
صاحب هداية المسترشدين في شرح أصول معالم الدين قدس الله أسرارهم.



(1) ألحقت هذه الترجمة بالكتاب بعد ارتحاله تخليدا لذكريه طاب ثراه وجعل الجنة مثواه.
(2) كان تاريخ ولادته على التخمين والتقريب.
429
أمه واسمه ولقبه
كانت أمه العلوية الفاضلة بنت آية الله السيد محمد هادي الحسيني الشمس آبادي
الملقب بصدر العلماء المتوفى عام 1321 ه‍. ش (1).
وقد سماه والده العلامة بالمهدي ولقبه جده أبو المجد ب‍ «غياث الدين» واشتهر اللقب على
اسمه. ولقبه بعض الناس بعد ارتحال والده ب‍ «مجد الإسلام» تخليدا لذكريه.
تحصيلاته
اشتغل بالدراسات وهو طفل، قرأ المقدمات عند الشيخ الجامي والشيخ غلامعلى
الحاجي النجف آبادي، وقرأ السطح الأول عند الشيخ أمان الله القودجاني والشيخ محمد
حسين الفاضل الكوهاني، وقرأ المنظومة في الحكمة عند الشيخ الحاج الملا فرج الله الدري
المتوفى 1382 ه‍. ق.
وهكذا قرأ العلوم الجديدة في المدارس الحديثة بأصبهان ثم سافر إلى طهران
لأجل الذهاب إلى جامعة طهران وهو في التاسع عشر من عمره الشريف، يعني في
عام 1334 ه‍. ش. وسكن في حجرات مدرسة سپهسالار وقرأ ما بقي من السطح العالي
عند الشيخ المحسني الدماوندي فيها، وحضر أيضا في كلية المعقول والمنقول واستفاد من
أساتيدها في أربع سنين منهم:
بديع الزمان فروزانفر الخراساني والمير جلال الدين المحدث الارموى وحكمت آل آقا
والسيد كمال الدين نور بخش الدهكردى والشيخ حسينعلي الراشد اليزدي والسيد محمد



(1) أنت تجد ترجمته في (تاريخ علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير: 3 / 276).
430
المشكاة البيرجندي والسيد محمد باقر السبزواري والسيد كاظم المعزى والشيخ مهدي
الحائري اليزدي ومحمد جعفر الجعفري اللنگرودي ومحمود شهابي والشيخ مهدي الهي
القمشه والسيد محسن صدر الأشراف والسيد حسن تقي زاده وعبد الحسين زرين كوب
وزين العابدين ذو المجدين والشيخ الحاج الميرزا خليل الكمره اى والدكتور محمود النجم
آبادي (قدس سرهم).
وبلغ إلى رتبة الممتاز في الجامعة، ثم سافر إلى وطنه أصبهان عام 1338 ه‍. ش
وحضر دروس والده العلامة آية الله الشيخ مجد الدين النجفي وآية الله الحاج السيد علي
البهبهاني المتوفى عام 1395 في الفقه على مستوى دراسات الخارج.
وصدق اجتهاده بعض من الآيات العظام.
قالوا فيه
1 - كتب (قدس سره) لي إجازة الإجتهاد وأرسلها إلى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى
الحاج آقا رضا المدني الكاشاني طاب ثراه فوقع في ذيلها: «بسم الله الرحمن الرحيم،
ما صدر عنه دام ظله وقع في محله أدام الله أيامهما ووفقهما لترويج أحكام الشرع،
حرره الأحقر رضا المدني الكاشاني». ثم ختمه بمهره الشريف (1).
2 - قال والده آية الله الشيخ مجد الدين النجفي (قدس سره) في تقريظ على كتابه المطبوع ما معربه:
«... لما رأيت الكتاب المستطاب آداب اللغة العربية في صدر الإسلام من مؤلفات
حضرة المستطاب العلامة الكبير الحاج آقا مهدي النجفي الملقب بغياث الدين
دام ظله العالي...» (2).



(1) الإجازة موجودة عندي بخط الكاتب الخطاط الشيخ حبيب الله الفضائلي (رحمه الله) وتوقيع الوالد
وختمه (قدس سره).
(2) أدبيات عرب در صدر اسلام: ب.
431
3 - ذكره العلامة المهدوي (رحمه الله) في تلاميذ والده وقال في شأنه ما معربه: «الصديق المكرم،
العالم الجليل سماحة الحاج الشيخ مهدي غياث الدين النجفي نجل المرحوم مجد العلماء والوارث
بالاستحقاق لمحرابه ومنبره...» (1).
وذكر أن تأليف الكتاب باستدعائه (2)، ونقل عنه قضية أيضا فيه (3).
4 - قال العلامة الاستادي دامت بركاته في مقدمته على أحد رسائل جده ما معناه
بالعربية: «... إني أبتهج من همة حفيده وابن حفيده، وكليهما من أهل العلم والفضل وفي
كسوة الروحانيين على طبع كتبه لأجل استفادة الحوزات العلمية منها...» (4).
5 - قال العلامة السيد محمد رضا الجلالي دامت بركاته في ترجمة جده: «... وخلف
أولادا أمجادا وذرية صالحة، من أعيانهم: ابنه الشيخ مجد الدين الذي خلفه في المحراب
والدرس في أصبهان، والشيخ عز الدين ابنه الآخر، وحفيده الشيخ مهدي مجد الإسلام
النجفي...» (5).
6 - السيد أبو الحسن المهدوي دامت بركاته نقل عنه قضية في كتابه في ترجمة جده آية الله
الشيخ محمد حسين النجفي الاصفهاني (قدس سره) صاحب مجد البيان في تفسير القرآن، ثم قال:
«العالم الفاضل سماحة الحاج الشيخ مهدي النجفي دام عزه نقلا من والده الكريم آية الله
مجد العلماء النجفي (قدس سره)» (6).



(1) تاريخ علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير: 3 / 167.
(2) تاريخ علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير: 1 / 31.
(3) تاريخ علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير: 3 / 379.
(4) بيست مقاله: 368.
(5) الإجازة الشاملة للسيدة الفاضلة، المطبوعة في مجلة علوم الحديث العدد الرابع: 324.
(6) نمونه اى از يك انسان، وارسته پيوسته، زندگى نامه مرحوم آية الله شيخ محمد حسين نجفي
أصفهاني رحمة الله عليه: 23.
432
تدريسه
اشتغل بالتدريس من بدو وروده إلى أصبهان في مدارسها وجامعة المعلمين وبعض
الجامعات الاخرى واستمر هذا التدريس أكثر من ثلاثين سنة.
مشايخه في الرواية والراوون عنه
أجازه جمع من المشايخ منهم:
- والده العلامة آية الله الشيخ مجد الدين النجفي.
- آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي.
واستجاز منه جمع من الأعلام لم أعرف منهم إلا:
- المحقق ناصر الباقري البيدهندي.
إمامته للجماعة
بعد ارتحال والده العلامة في عام 1403 قام مقامه وصلى بالناس في مسجد نو بازار
ومسجد الجامع العباسي (مسجد الشاه) بأصبهان، واستمرت إمامته قريب من عشرين
سنة.

433
تأليفاته
1 - أدبيات عرب در صدر اسلام.
طبع عام 1363 ه‍. ش مع تقريظ والده العلامة بتوسط منشورات تدين أصبهان.
2 - حاشية على متن التلخيص.
للعلامة محمد بن عبد الرحمن الخطيب القزويني في المعاني والبيان والبديع،
مخطوطة.
3 - حقوق.
رسالة مخطوطة.
4 - درسهائى از جهان بيني اسلامى.
طبع في جامعة المعلمين.
5 - دستور زبان فارسي.
رسالة مخطوطة.
6 - فيض الباري إلى قرة عيني الهادي.
إجازة مفصلة كتبها لي.
7 - مقالات.
8 - تحقيق ومقدمة رسالة أمجدية.
من مؤلفات جده العلامة أبي المجد آية الله الشيخ محمد الرضا النجفي الاصفهاني
طبعت بتوسط بنياد بعثت في طهران عام 1364 ه‍. ش.
9 - مقدمة ديوان أبي المجد.
من نظم جده العلامة واهتم بطبعه عام 1408 بقم المقدسة.

434
10 - مقدمة على اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن.
من مؤلفات والده العلامة واهتم بطبعه عام 1409 بقم المقدسة.
11 - مقدمة على بيان سبل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية. أو (تاريخ
علمي واجتماعي أصفهان در دو قرن أخير).
كتب العلامة السيد مصلح الدين المهدوي (1334 - 1416) هذا الكتاب بإشارته
واستدعائه في ثلاث مجلدات، وطبع باهتمامه بقم المقدسة عام 1367 ه‍. ش.
12 - مقدمة على وقاية الأذهان.
من مؤلفات جده أبي المجد وطبع الكتاب بتوسط مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) في قم المقدسة
عام 1413.
13 - مقدمة على كتابي ألف حديث في المؤمن.
كتبها لي وطبع الكتاب بتوسط جماعة المدرسين بقم المقدسة عام 1416.
14 - مقدمة على هداية المسترشدين في شرح أصول معالم الدين.
من مؤلفات جده الأعلى آية الله العظمى الحاج الشيخ محمد تقي الرازي النجفي
الاصفهاني. طبع الكتاب بتوسط جماعة المدرسين بقم المقدسة في ثلاث مجلدات عام
1420 و 1421.

435
وفاته ومدفنه
وافاه الأجل قبل الظهر يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر صفر عام 1422
المصادف ليوم السابع والعشرين من ارديبهشت عام 1380 ه‍. ش (1) وهو في الطريق إلى
مسجده لأجل إقامة صلاة الجماعة في مدينة أصبهان، وانتقل جسده الشريف إلى بيته وغسله
أحد أعلام الدين وهو العلامة الحجة السيد محمود الميرهندي دامت بركاته في ليلة الجمعة.
ثم انتقل في يوم الجمعة الرابع والعشرين من صفر إلى مسجد الجامع العباسي (مسجد
الشاه) وصلى عليه آية الله الشيخ محمد تقي المجلسي مد ظله مع جمع كثير.
ثم شيع تشيعا حافلا من مسجد الجامع العباسي (مسجد الشاه) إلى مسجد نو بازار ودفن
هناك قبل الظهر يوم الجمعة في مكتبته التي أسسها في جوار المسجد بوصية منه (قدس سره).
وأقيمت له مجالس الفاتحة المتعددة ولمدة سبعة أيام في مدينة أصبهان، وأقيمت له أيضا مجلس
الفاتحة في الحوزة العلمية بقم المقدسة مع حضور المراجع والآيات والعلماء.
والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.



(1) ومن عجيب الاتفاق وقوع ولادته ووفاته في العشرة الثالثة من شهري صفر وارديبهشت.
436
سند المؤلف إلى روايات الكتاب
ثم أذكر هنا طريقي إلى المشايخ وأرباب الكتب لاتصال سند الكتاب وخروجه عن شبهة
الإرسال والتفصيل يطلب من محله:
أروي عن مشايخي آيات الله العظام السيد محمد رضا الگلپايگاني، والسيد شهاب الدين
المرعشي النجفي، والحاج آقا رضا المدني الكاشاني، والسيد علي العلامة الفاني الاصفهاني،
والسيد مصطفى الصفائي الخوانساري، كلهم عن جدنا العلامة آية الله أبي المجد الشيخ محمد
الرضا النجفي الاصفهاني صاحب وقاية الأذهان ونقد فلسفة دارون وغيرهما، عن الحاج
الميرزا حسين النوري صاحب مستدرك الوسائل.
(حيلولة): أروي عن آية الله الحاج الشيخ محمد علي الأراكي عن شيخه
الشيخ عباس القمي صاحب سفينة البحار وغيرها عن الشيخ النوري صاحب مستدرك
الوسائل.
(حيلولة): أروي عن العلامة الشيخ محمد تقي التستري عن الشيخ آقا بزرك
الطهراني صاحب الذريعة وطبقات أعلام الشيعة عن الشيخ النوري صاحب
المستدرك.
(حيلولة): أروي عن والدي العلامة آية الله الحاج الشيخ مهدي غياث الدين
مجد الإسلام النجفي (قدس سره) عن والده آية الله الحاج الشيخ مجد الدين النجفي عن جده العلامة
آية الله أبي المجد الشيخ محمد الرضا النجفي الإصفهاني عن الشيخ النوري صاحب المستدرك.

437
(حيلولة): أروي عن آية الله السيد مصطفى الخوانساري، عن آية الله الحاج آقا حسين
الطباطبائي البروجردي الذي الف تحت إشرافه كتاب جامع أحاديث الشيعة، عن عمنا
آية الله الشيخ محمد تقي آقا النجفي الاصفهاني، عن والده وجدنا العلامة الفقيه الرئيس الشيخ
محمد باقر، عن الشيخ الأعظم الأنصاري، عن المولى أحمد النراقي، عن والده المولى مهدي
صاحب جامع السعادات ومستند الشيعة، عن الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق،
عن الشيخ عبد الله البلادي، عن الشيخ محمود بن عبد السلام، عن الشيخ محمد بن الحسن
الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة.
وأما الشيخ الحاج الميرزا حسين النوري صاحب مستدرك الوسائل ينقل عن الشيخ
عبد الحسين بن علي الطهراني، عن الشيخ حسين علي الملايري التويسركاني، عن جدنا
العلامة الشيخ محمد تقي الرازي النجفي الاصفهاني صاحب هداية المسترشدين في شرح
أصول معالم الدين وتبصرة الفقهاء، عن جد أولاده الشيخ جعفر النجفي صاحب كشف
الغطاء، عن أستاذ الكل آقا محمد باقر الوحيد البهبهاني، عن والده محمد أكمل، عن
الشيخ جعفر القاضي والميرزا محمد الشيرواني، عن العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب
بحار الأنوار، عن المولى محسن الفيض الكاشاني صاحب الوافي، عن السيد ماجد البحراني،
عن الشيخ بهاء الدين العاملي، عن والده الشيخ حسين بن عبد الصمد، عن الشيخ
زين الدين الشهيد الثاني صاحب منية المريد، عن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي، عن
سميه الشيخ علي بن عبد العالي الكركي المحقق الثاني صاحب جامع المقاصد، عن ملحق
الأحفاد بالأجداد الشيخ علي بن هلال الجزائري، عن الشيخ أحمد بن فهد الحلي صاحب
المهذب البارع وعدة الداعي، عن الشيخ علي بن الخازن الحائري، عن الشيخ محمد بن
مكي الشهيد الأول صاحب ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة والدروس وغاية المراد
والدرة الباهرة، عن فخر الدين محمد صاحب إيضاح الفوائد، عن العلامة حسن بن يوسف
ابن المطهر الحلي صاحب تذكرة الفقهاء ومنتهى المطلب وقواعد الأحكام، عن خاله أبي

438
القاسم جعفر بن الحسن الحلي المحقق الأول صاحب الشرايع، عن السيد شمس الدين فخار
ابن معد الموسوي، عن الشيخ سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي، عن العماد الطبري،
عن الشيخ أبي علي الطوسي، عن والده شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي صاحب
تهذيب الأحكام والاستبصار والأمالي، عن الشيخ المفيد صاحب المقنعة والإرشاد
والأمالي، عن الشيخ الصدوق صاحب من لا يحضره الفقيه والأمالي وغيرهما، عن محمد بن
محمد بن عصام الكليني، عن محمد بن يعقوب الكليني صاحب الكافي قدس الله أسرارهم
وطاب ثراهم.
والسند من الكليني إلى الأئمة المعصومين (عليهم السلام) مذكور في متن الكتاب، وبهذا صار
الكتاب مسندا متصلا معنعنا.
وإلى هنا تمت موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) في يوم الجمعة
غرة رجب المرجب 1421، يوم ولادة الإمام أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام)،
ببلدة قم المقدسة، على يد مؤلفها العبد هادي النجفي
وقد استوعبت عشر سنين من حياتي تقريبا
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله على
محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين

439
أهم مصادر الكتاب (1)
1 - آداب المتعلمين:
لمحمد بن محمد بن الحسن المعروف بالخواجه نصير الدين الطوسي المتوفى 672.
تحقيق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي - منشورات مكتبة امام عصر «عج»
شيراز - 1416.
2 - اثبات الوصية:
لأبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي المتوفى 346.
مؤسسة أنصاريان - قم 1417.
3 - الاثني عشرية في مواعظ العددية:
لمحمد بن محمد بن الحسن الحسيني العاملي.
طبع الحجري.
4 - الاحتجاج:
لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي.
علق عليه السيد محمد باقر الموسوي الخرسان - مؤسسة الأعلمي - بيروت 1403.
5 - الأخبار الدخيلة:
للعلامة الشيخ محمد تقي التستري.
دونه علي أكبر الغفاري - مكتبة الصدوق - طهران.



(1) حيث أكثر مصادر الكتاب كانت ذات طبعات متعددة ذكرت الطبعة التي نقلت منها.
441
6 - الاختصاص:
للشيخ المفيد المتوفي 413.
صححه وعلق عليه علي أكبر الغفاري - طبع جماعة المدرسين بقم.
7 - اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي:
لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى 460.
صححه وعلق عليه الشيخ حسن المصطفوي - طبع جامعة مشهد 1348 ه‍. ش.
8 - الأخلاق:
لأبي القاسم الكوفي.
نقلت عنه بواسطة مستدرك الوسائل.
9 - الأربعون حديثا في حقوق الإخوان:
لابن زهرة الحلبي.
تحقيق نبيل رضا علوان - قم 1405.
10 - الأربعون حديثا في من يملأ الأرض قسطا وعدلا:
للعبد هادي النجفي.
نشر الهداية 1411 قم المقدسة.
11 - ارشاد القلوب:
للشيخ الحسن بن أبي الحسن الديلمي.
طبع منشورات الرضي - قم المقدسة.
12 - الارشاد:
للشيخ المفيد المتوفى 413.
تحقيق مؤسسة آل البيت - 1413 قم.
13 - أساس البلاغة:
لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري المتوفى 538.

442
تحقيق عبد الرحيم محمود.
14 - الاستبصار فيما اختلف من الأخبار:
لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى 460.
تصحيح السيد حسن الموسوي الخرسان - طبع دار الكتب الاسلامية - طهران -
1363 ه‍. ش.
15 - الأصول الستة عشر:
لستة عشر من أصحاب الأئمة (عليهم السلام).
دار الشبستري - قم المقدسة 1405.
16 - أعلام الدين في صفات المؤمنين:
للشيخ الحسن بن أبي الحسن الديلمي.
تحقيق مؤسسة آل البيت - قم المقدسة 1408.
17 - إعلام الورى بأعلام الهدى:
لأمين الإسلام الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي.
تحقيق مؤسسة آل البيت - قم المقدسة 1417.
18 - الاقبال:
لابن طاوس الحسيني المتوفى 664.
طبع الحجري وربما نقلت من طبع الحروفي بقم المقدسة في ثلاث مجلدات بتحقيق جواد
القيومي الاصفهاني.
19 - ألف حديث في المؤمن:
للعبد هادي النجفي.
طبع جماعة المدرسين - قم المقدسة 1416.
20 - أمالي الشريف المرتضى:
للسيد المرتضى علم الهدى المتوفى 436.

443
مكتبة آية الله المرعشي أفست من الطبعة الاولى بمصر 1325.
21 - أمالي الشيخ الطوسي:
للشيخ الطوسي.
تحقيق قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - 1414 - قم.
22 - أمالي الصدوق:
للشيخ الصدوق المتوفى 381.
نقلت من طبع مؤسسة الأعلمي - بيروت 1400 ثم من طبع مؤسسة البعثة - قم 1417.
23 - أمالي المفيد:
للشيخ المفيد المتوفى 413.
تحقيق الحسين أستاذ ولي وعلي أكبر الغفاري - جماعة المدرسين - 1403.
24 - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان:
للسيد علي بن موسى بن طاوس المتوفى 664.
تحقيق مؤسسة آل البيت - قم المقدسة 1409.
25 - ايضاح الاشتباه:
للعلامة الحلي المتوفى 726.
تحقيق الشيخ محمد الحسون - طبع جماعة المدرسين - 1411.
26 - الايضاح:
لأبي محمد الفضل بن شاذان النيسابوري.
مؤسسة الأعلمي - بيروت 1402.
27 - بحار الأنوار:
للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي المتوفى 1110.
دار إحياء التراث العربي - بيروت 1403.
وربما نقلت من طبع الكمباني على الحجر بإيران.

444
28 - بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لشيعة المرتضى (عليه السلام):
لأبي جعفر محمد بن أبي القاسم محمد بن علي الطبري.
منشورات مكتبة الحيدرية - النجف الأشرف 1383.
29 - بصائر الدرجات:
للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الصفار القمي المتوفى 290.
صححه وعلق عليه الحاج الميرزا محسن كوچه باغي التبريزي - أفست مكتبة آية الله
المرعشي 1404.
30 - تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام:
للسيد حسن الصدر الكاظمي.
منشورات الأعلمي - طهران.
31 - تأويل الآيات الطاهرة في فضائل العترة الطاهرة:
لشرف الدين علي الحسيني الأسترآبادي.
تحقيق مدرسة الامام المهدي «عج» قم المقدسة 1407.
32 - التبيان في تفسير القرآن:
للشيخ الطوسي.
طبع بيروت.
33 - التحرير الطاوسي:
للشيخ حسن بن زين الدين الشهيد الثاني المتوفى 1011.
منشورات دار الذخائر - قم المقدسة 1408.
34 - تحف العقول:
لأبي محمد الحسن بن علي بن شعبة الحراني.
تحقيق علي أكبر الغفاري - جماعة المدرسين 1404.

445
35 - التشريف بالمنن في التعريف بالفتن المعروف بالملاحم والفتن:
لعلي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس المتوفى 664.
مؤسسة صاحب الأمر - قم المقدسة - 1416.
36 - تفسير البرهان:
للسيد هاشم البحراني المتوفى 1107.
مؤسسة البعثة - قم المقدسة 1416.
37 - تفسير جوامع الجامع:
لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي المتوفي 548.
تحقيق الدكتور أبو القاسم گرجي - جامعة طهران.
38 - تفسير الحبري:
لأبي عبد الله الحسين بن الحكم الحبري الكوفي المتوفى 281.
حققه السيد محمد رضا الحسيني الجلالي - مؤسسة آل البيت - بيروت 1408.
39 - تفسير الرازي:
للشيخ أبي الفتوح الرازي.
40 - تفسير الصافي:
للفيض الكاشاني.
طبع الحجري.
41 - تفسير العياشي:
للشيخ أبي النضر محمد بن مسعود العياشي المتوفى نحو 320.
تحقيق السيد هاشم الرسولي المحلاتي - طهران - 1380 وربما نقلت من طبع مؤسسة البعثة
- بقم المقدسة - 1421.
42 - تفسير فرات:
لفرات بن إبراهيم الكوفي.

446
تحقيق محمد الكاظم - وزارة الارشاد - طهران وربما نقلت من طبعه الاولى.
43 - تفسير القمي:
لعلي بن إبراهيم القمي.
طبع مؤسسة دار الكتاب - قم المقدسة.
44 - تفسير كنز الدقائق:
للميرزا محمد المشهدي المتوفى حدود 1125.
تحقيق الشيخ مجتبى العراقي - جماعة المدرسين بقم المقدسة - 1413.
45 - التمحيص:
لأبي علي محمد بن همام الإسكافي.
تحقيق مدرسة الإمام المهدي «عج» - قم 1404.
46 - تنبيه الخواطر ونزهة النواظر المعروف بمجموعة ورام:
لأبي الحسين ورام بن أبي فراس المتوفى 605.
دار الكتب الاسلامية - طهران 1368 ه‍. ش.
47 - تنقيح المقال في علم الرجال:
للعلامة الشيخ عبد الله المامقاني.
أفست من طبع الحجري.
48 - تهذيب الأحكام:
للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي.
حققه وعلق عليه السيد حسن الخرسان - دار الكتب الاسلامية - طهران 1390.
49 - التوحيد:
للشيخ الصدوق.
صححه وعلق عليه السيد هاشم الحسيني الطهراني - جماعة المدرسين - قم المقدسة.

447
50 - ثواب الأعمال:
للشيخ الصدوق.
صححه وعلق عليه علي أكبر الغفاري - طهران 1391.
51 - جامع الأحاديث:
للشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي.
صححه وعلق عليه السيد محمد الحسيني النيسابوري - الآستانة الرضوية
المقدسة 1413.
52 - جامع أحاديث الشيعة:
الف تحت اشراف آية الله الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي (قدس سره).
طبع الحروفي - وربما نقلت من طبعه الأخير بقم المقدسة.
53 - جامع الأخبار:
للشيخ محمد بن محمد السبزواري.
تحقيق علاء آل جعفر - مؤسسة آل البيت 1414.
54 - جامع الرواة:
للشيخ محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري.
أفست مكتبة آية الله المرعشي 1403.
55 - جامع السعادات:
للشيخ محمد مهدي النراقي المتوفى 1209.
تحقيق السيد محمد كلانتر - النجف الأشرف 1383.
56 - جزاء أعداء الإمام العسكري (عليه السلام) في دار الدنيا:
للسيد هاشم الناجي الجزائري.
قم المقدسة 1419.

448
57 - الجعفريات:
لمحمد بن محمد بن الأشعث.
طبع الحجري - طهران 1370.
58 - جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع:
لابن طاوس الحلي المتوفي 664.
دار الذخائر - قم المقدسة 1411.
59 - الحج في الكتاب والسنة:
اصدار مركز الحج للدراسات والنشر.
طهران 1407.
60 - حقائق التأويل في متشابه التنزيل:
للشريف الرضي.
تحقيق محمد الرضا آل كاشف الغطاء - مؤسسة البعثة - طهران 1406.
61 - خصائص الأئمة:
للشريف الرضي المتوفى 406.
تحقيق محمد هادي الأميني - الآستانة الرضوية المقدسة 1406.
62 - الخصال:
للشيخ الصدوق.
صححه وعلق عليه علي أكبر الغفاري - جماعة المدرسين بقم 1403.
63 - خلاصة الأقوال المعروف برجال العلامة الحلي:
للعلامة الحلي المتوفى 726.
دار الذخائر - قم المقدسة 1411.
64 - الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة:
للشيخ محمد بن جمال الدين العاملي الشهيد الأول.

449
الآستانة الرضوية المقدسة - 1365 ه‍. ش.
65 - الدروع الواقية:
للسيد علي بن موسى بن طاوس المتوفى 664.
تحقيق مؤسسة آل البيت - قم المقدسة 1414.
66 - دعائم الاسلام:
للقاضي النعمان المصري.
أفست مؤسسة آل البيت - قم المقدسة.
67 - الدعوات:
للقطب الراوندي المتوفى 573.
مدرسة الإمام المهدي «عج» - قم المقدسة 1407.
68 - دلائل الإمامة:
لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري الإمامي.
قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم المقدسة 1413.
69 - رجال ابن داود:
لتقي الدين ابن داود.
طبع طهران.
70 - رجال الطوسي:
للشيخ الطوسي.
تحقيق محمد صادق بحر العلوم - النجف الأشرف.
71 - رجال النجاشي:
لأبي العباس أحمد بن علي بن العباس النجاشي.
تحقيق آية الله السيد موسى الشبيري الزنجاني - جماعة المدرسين 1407.

450
72 - رسائل الشريف المرتضى:
للسيد المرتضى.
تحقيق السيد أحمد الحسيني والسيد مهدي الرجائي - دار القرآن الكريم - قم المقدسة.
73 - رسالة أبي غالب الزراري إلى ابنه في ذكر آل أعين:
وتكملتها لأبي عبد الله الغضائري.
تحقيق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي - قم المقدسة 1411.
74 - الرسالة الذهبية المعروفة بطب الإمام الرضا (عليه السلام):
المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام).
تحقيق محمد مهدي نجف طبع ضمن مجموعة الآثار - الآستانة الرضوية المقدسة 1406.
75 - الرسالة السعدية:
للعلامة الحلي المتوفى 726.
تحقيق الشيخ عبد الحسين محمد علي البقال - مكتبة آية الله المرعشي 1410.
76 - روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه:
للشيخ محمد تقي المجلسي الأول المتوفى 1070.
تحقيق السيد حسين الموسوي الكرماني والشيخ علي پناه الإشتهاردي - بنياد
كوشانپور - طهران.
77 - روضة المفيد:
للشيخ المفيد.
نقلت عنه بواسطة مستدرك الوسائل.
78 - روضة الواعظين:
لمحمد بن فتال النيسابوري.
مكتبة الحيدرية - النجف الأشرف 1386.

451
79 - رياض الأبرار:
للسيد نعمة الله الجزائري.
80 - الزهد:
للحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي.
تحقيق ميرزا غلام رضا العرفانيان - قم المقدسة 1361 ه‍. ش.
81 - السرائر:
لابن إدريس الحلي.
جماعة المدرسين بقم المقدسة 1410.
82 - سفينة البحار:
للشيخ عباس القمي.
أفست من طبع الحجري - طهران 1363 ه‍. ش.
83 - سماء المقال في علم الرجال:
للشيخ أبي الهدى الكلباسي المتوفى 1356.
تحقيق السيد محمد الحسيني القزويني - مؤسسة ولي العصر «عج» - قم المقدسة 1419.
84 - شرح غرر الحكم ودرر الكلم:
لجمال الدين محمد الخوانساري.
تحقيق السيد جلال الدين المحدث الأرموي - جامعة طهران 1360 ه‍. ش.
85 - شرح فارسي شهاب الأخبار:
متنه للقاضي القضاعي.
تحقيق: السيد جلال الدين المحدث الأرموي - طهران 1361 ه‍. ش.
86 - شرح عبد الوهاب على مائة كلمة لأمير المؤمنين (عليه السلام).
لعبد الوهاب.
تحقيق السيد جلال الدين المحدث الأرموي - جماعة المدرسين 1390.

452
87 - شرح نهج البلاغة:
لابن أبي الحديد المعتزلي.
تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم - طبع مصر.
88 - الشهيد مسلم بن عقيل (عليه السلام).
للسيد عبد الرزاق المقرم المتوفى 1391.
مؤسسة البعثة - طهران.
89 - صحيفة الإمام الرضا (عليه السلام).
المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام).
تحقيق محمد مهدي نجف - المؤتمر العالمي للامام الرضا (عليه السلام) 1406.
90 - صفات الشيعة:
للشيخ الصدوق.
طبع إيران.
91 - طب الأئمة (عليهم السلام).
للحسين بن بسطام وأخيه أبي عتاب.
92 - طب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
للشيخ أبي العباس المستغفري السمرقندي.
93 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف:
لأبي القاسم علي بن موسى بن طاوس الحسيني المتوفى 664.
مطبعة الخيام - قم المقدسة 1400.
94 - الطرف:
لأبي القاسم علي بن موسى بن طاوس الحسيني.
95 - عدة الداعي:
لابن فهد الحلي.

453
صححه وعلق عليه أحمد الموحدي القمي - قم المقدسة.
96 - العروس:
للشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي.
تحقيق السيد محمد الحسيني النيسابوري - طبع ضمن جامع الأحاديث.
97 - عقاب الأعمال:
للشيخ الصدوق.
تحقيق علي أكبر الغفاري - طبع طهران.
98 - علل الشرايع:
للشيخ الصدوق.
مكتبة الحيدرية - النجف الأشرف 1385.
99 - عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب:
لجمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى 828.
مؤسسة أنصاريان - قم المقدسة 1417.
100 - عوالم العلوم والمعارف والأحوال:
للشيخ عبد الله البحراني الاصفهاني.
مدرسة الامام المهدي «عج» - قم المقدسة.
101 - عوالي اللآلي:
لابن أبي جمهور الأحسائي.
تحقيق الشيخ مجتبى العراقي - قم المقدسة.
102 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام).
للشيخ الصدوق.
تصحيح السيد مهدي اللاجوردي - مكتبة طوسي 1363 ش.

454
103 - الغارات:
لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي المتوفى 283.
تحقيق السيد جلال الدين المحدث الأرموي - طهران 1395.
وربما نقلت من طبع بيروت.
104 - الغايات:
للشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي.
تحقيق السيد محمد الحسيني النيسابوري - طبع ضمن جامع الأحاديث.
105 - الغدير:
للعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني (قدس سره).
الطبعة الثانية بطهران.
106 - غرر الحكم ودرر الكلم.
للآمدي.
مع شرح الخوانساري - جامعة طهران 1360 ه‍. ش.
107 - الغيبة:
للشيخ الطوسي.
مكتبة نينوى الحديثة - طهران 1398 وربما نقلت من طبع مؤسسة المعارف الاسلامية
بقم المقدسة.
108 - الغيبة:
للشيخ النعماني.
طبع طهران.
109 - فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب في الاستخارات:
للسيد أبي القاسم علي بن طاوس الحسيني المتوفى 664.
تحقيق حامد الخفاف - مؤسسة آل البيت 1409.

455
110 - فرحة الغري:
للسيد غياث الدين عبد الكريم بن طاوس الحسيني المتوفى 693.
منشورات الرضي - قم المقدسة.
111 - الفصول العشرة في الغيبة:
للشيخ المفيد المتوفي 413.
مؤسسة دار الكتاب - قم المقدسة.
112 - فضائل الأشهر الثلاثة:
للشيخ الصدوق.
تحقيق ميرزا غلام رضا عرفانيان - النجف الأشرف 1396.
113 - الفضائل الخمسة من الصحاح الستة:
للسيد مرتضى الفيروزآبادي.
بيروت - 1402.
114 - فقه اللغة وسر العربية:
لأبي منصور إسماعيل الثعالبي النيسابوري المتوفى 429.
أفست مؤسسة اسماعيليان - قم المقدسة.
115 - الفقه الرضوي:
المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام).
تحقيق مؤسسة آل البيت.
116 - فلاح السائل:
للسيد أبي القاسم علي بن طاوس الحسيني المتوفى 664.
مكتبة الاعلام الاسلامي - قم المقدسة.
117 - الفهرست:
لابن النديم.

456
تحقيق رضا تجدد - طهران 1393.
118 - الفهرست:
للشيخ الطوسي.
صححه وعلق عليه السيد محمد صادق بحر العلوم - طبع النجف الأشرف.
وربما نقلت من تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي - قم المقدسة 1420.
119 - قاموس الرجال:
للعلامة الشيخ محمد تقي التستري.
طبع جماعة المدرسين بقم المقدسة.
120 - قاموس اللغة:
للفيروز آبادي.
طبع الحجري.
121 - قرب الإسناد:
للشيخ أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري.
مؤسسة آل البيت - 1413.
122 - قصص الأنبياء:
للقطب الراوندي المتوفى 573.
تحقيق ميرزا غلام رضا عرفانيان - مؤسسة المفيد بيروت 1409.
123 - قضاء حقوق المؤمنين:
لأبي علي بن طاهر الصوري.
تحقيق حامد الخفاف - مؤسسة آل البيت 1408.
124 - الكاشف عن ألفاظ نهج البلاغة في شروحه:
للسيد جواد المصطفوي الخراساني.
دار الكتب الاسلامية - طهران 1395.

457
125 - الكافي:
لثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني المتوفي 329.
تحقيق علي أكبر الغفاري - طهران.
126 - كامل الزيارات:
للشيخ أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه المتوفي 367.
صححه وعلق عليه الشيخ عبد الحسين الأميني. النجف الأشرف 1356.
127 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح:
لجعفر بن محمد بن شريح.
طبع ضمن الأصول الستة عشر - قم المقدسة 1405.
128 - كتاب سليم بن قيس.
لسليم بن قيس الهلالي المتوفى حدود عام 90.
تحقيق علاء الدين الموسوي - مؤسسة البعثة 1407.
129 - كشف الغمة:
للأربلي.
130 - كشف المحجة:
للسيد علي بن طاوس الحسيني.
131 - كفاية النصوص:
للخزاز القمي.
تحقيق السيد عبد اللطيف الكوه كمرى - قم المقدسة.
132 - كمال الدين وتمام النعمة:
للشيخ الصدوق.
تحقيق علي أكبر الغفاري - جماعة المدرسين 1405.

458
133 - كنز الفوائد:
لأبي الفتح محمد بن علي الكراجكي.
علق عليه الشيخ عبد الله النعمة. بيروت 1410.
وربما نقلت من طبع الحجري.
134 - لب اللباب:
للقطب الراوندي.
نقلت عنه بواسطة مستدرك الوسائل.
135 - لسان العرب:
لابن منظور.
136 - مائة منقبة المعروف بالمناقب:
لأبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن القمي المعروف بابن شاذان، أستاذ
الكراجكي مدرسة الامام المهدي «عج» - قم 1407 وربما نقلت من طبعتها البيروتية.
137 - مجد البيان في تفسير القرآن:
للعلامة الشيخ محمد حسين النجفي الاصفهاني (قدس سره) المتوفي 1308.
طبع الحروفي بطهران.
138 - المجدي في أنساب الطالبين:
لأبي الحسن علي بن محمد العلوي العمري النسابة.
تحقيق الدكتور أحمد المهدوي الدامغاني - مكتبة آية الله المرعشي 1409.
139 - مجمع الأمثال:
لأبي الفضل أحمد بن محمد النيسابوري المعروف بالميداني.
الآستانة الرضوية المقدسة - 1366 ش - أفست من الطبعة الاولى بمصر.
140 - مجمع البحرين:
للشيخ الطريحي.

459
طبع الحجري.
141 - مجمع البيان في تفسير القرآن:
لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي المتوفى 548.
مطبعة العرفان - صيدا 1333.
142 - مجمع الرجال:
للمولى عناية الله القهبائي.
تحقيق السيد ضياء الدين العلامة - أصفهان 1384.
143 - محاسبة النفس أو محاسبة الملائكة الكرام آخر كل يوم من الذنوب والآثام:
للسيد علي بن طاوس الحسيني المتوفى 664.
المطبوع في نشرة تراثنا العدد (45 - 46) بتحقيق الشيخ هادي حسن القبيسي العاملي
وربما نقلت من طبعه السابق بطهران.
144 - المحاسن:
للبرقي.
تحقيق السيد جلال الدين المحدث الأرموي - طبع طهران وربما نقلت من طبع قم بتحقيق
السيد مهدي الرجائي.
145 - المحجة البيضاء:
للفيض الكاشاني.
تحقيق علي أكبر الغفاري - جماعة المدرسين بقم المقدسة.
146 - المحجة فيما نزل في القائم الحجة «عج»:
للسيد هاشم البحراني.
تحقيق محمد منير الميلاني - مؤسسة الوفاء بيروت 1403.
147 - المختار من كلمات الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف:
للشيخ محمد الغروي.

460
قم المقدسة - 1414.
148 - مختصر بصائر الدرجات:
للشيخ حسن بن سليمان بن خالد الحلي تلميذ الشهيد الأول.
طبع النجف الأشرف.
149 - مرآة العقول:
للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي.
طبع طهران.
150 - المراجعات:
للسيد عبد الحسين شرف الدين.
تحقيق حسين الراضي - بيروت - الدار الاسلامية 1406.
151 - مروج الذهب ومعادن الجوهر.
للمسعودي.
تحقيق شارل پلا - بيروت 1970.
152 - المزار:
للشيخ المفيد.
مدرسة الامام المهدي «عج» قم المقدسة 1409.
153 - مسائل علي بن جعفر:
لعلي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) العريضي.
مؤسسة آل البيت - 1409.
154 - مستدرك الوسائل:
للميرزا حسين النوري المتوفي 1320.
مؤسسة آل البيت.

461
155 - مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد:
للشيخ زين الدين علي بن أحمد الجبعي العاملي المعروف بالشهيد الثاني المستشهد 965.
مؤسسة آل البيت - 1407.
156 - المسلسلات:
للشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي.
تحقيق السيد محمد الحسيني النيسابوري - طبع ضمن جامع الأحاديث.
157 - مسند الإمام المجتبى (عليه السلام):
للشيخ عزيز الله العطاردي.
انتشارات عطارد - طهران 1373 ه‍. ش.
158 - مسند الإمام الكاظم (عليه السلام):
للشيخ عزيز الله العطاردي.
المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام) - 1409.
159 - مسند الإمام الرضا (عليه السلام):
للشيخ عزيز الله العطاردي.
المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام) - 1406.
160 - مسند الإمام الجواد (عليه السلام):
للشيخ عزير الله العطاردي.
المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام) - 1410.
161 - مسند الإمام الهادي (عليه السلام):
للشيخ عزير الله العطاردي.
المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام) - 1410.
162 - مسند الإمام العسكري (عليه السلام):
للشيخ عزير الله العطاردي.

462
المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام) - 1410.
163 - مسند فاطمة الزهراء سلام الله عليها:
للشيخ عزير الله العطاردي.
وزارة الارشاد - طهران - 1412.
164 - مسند فاطمة الزهراء سلام الله عليها:
للسيد حسين شيخ الإسلامي التويسركاني.
مكتبة الإعلام الاسلامي - قم المقدسة 1419.
165 - مشكاة الأنوار في غرر الأخبار:
للسبط الطبرسي.
منشورات المكتبة الحيدرية في النجف الأشرف 1385.
166 - مصادقة الإخوان:
للشيخ الصدوق.
طبع قم المقدسة - مع الترجمة 1402.
167 - مصباح الزائر:
للسيد علي بن موسى بن طاوس المتوفى 664.
مؤسسة آل البيت - 1417.
168 - مصباح الكفعمي:
للشيخ تقي الدين إبراهيم العاملي الكفعمي.
قم المقدسة - منشورات الرضي والزاهدي.
169 - مصباح المتهجدين:
للشيخ الطوسي.
طبع طهران.

463
170 - المصباح المنير:
لأحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي المتوفى 770.
منشورات دار الهجرة - قم المقدسة 1405.
171 - معاني الأخبار:
للشيخ الصدوق.
تصحيح علي أكبر الغفاري - جماعة المدرسين بقم المقدسة.
172 - معجم الثقات وترتيب الطبقات.
للشيخ أبي طالب التجليل التبريزي.
جماعة المدرسين بقم المقدسة 1404.
173 - معجم رجال الحديث:
لآية الله السيد أبي القاسم الخوئي (قدس سره).
الطبعة الرابعة - إيران.
174 - معجم مفردات ألفاظ القرآن:
للراغب الاصفهاني المتوفى 502.
تحقيق نديم مرعشلى
175 - المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم:
لمحمد فؤاد عبد الباقي.
القاهرة 1364.
176 - المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة:
للشيخ محمد الدشتي والسيد كاظم المحمدي.
جماعة المدرسين بقم المقدسة 1405.
177 - معجم مقاييس اللغة:
لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا المتوفى 395.

464
تحقيق عبد السلام محمد هارون - مكتب الاعلام الاسلامي - قم 1404.
178 - معجم الملاحم والفتن:
للسيد محمود ابن السيد مهدي الموسوي الدهسرخي الاصفهاني.
قم المقدسة 1420.
179 - المعجم الموحد:
للشيخ محمود درياب النجفي.
مجمع الفكر الاسلامي - قم المقدسة 1414.
180 - معدن الجواهر ورياضة الخواطر:
لأبي الفتح محمد بن علي الكراجكي.
تحقيق السيد أحمد الحسيني - طهران 1394.
181 - مفتاح الأبواب لكتب البحار:
للشيخ جواد بن أبي القاسم الاصفهاني.
طبع الدهسرخي - قم 1403.
182 - مفتاح الكتب الأربعة:
للسيد محمود بن المهدي الموسوي الدهسرخي الاصفهاني.
طبع النجف الأشرف وقم المقدسة.
183 - مقباس الهداية في علم الدراية:
للشيخ عبد الله المامقاني المتوفى 1351.
تحقيق الشيخ محمد رضا المامقاني - مؤسسة آل البيت - قم المقدسة 1411.
184 - المقنع:
للشيخ الصدوق.
مؤسسة الإمام الهادي (عليه السلام) - قم المقدسة 1415.

465
185 - المقنعة:
للشيخ المفيد.
جماعة المدرسين بقم المقدسة.
186 - مكارم الأخلاق:
لأبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي.
مؤسسة الأعلمي - بيروت 1392.
187 - المناقب:
لابن شهر آشوب السروي المازندراني.
طبع قم المقدسة وربما نقلت من طبعه الحديث ببيروت.
188 - منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر «عج»:
لآية الله الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني.
مكتبة الداوري - قم المقدسة.
189 - منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان:
للشيخ حسن بن زين الدين الشهيد الثاني المتوفى 1011.
تحقيق علي أكبر الغفاري - جماعة المدرسين بقم المقدسة - 1362 ه‍. ش.
190 - منتهى المقال المعروف برجال أبي علي:
لأبي علي محمد بن إسماعيل الحائري المتوفى 1216.
مؤسسة آل البيت - 1416.
191 - المنجد في اللغة:
للأب لويس معلوف اليسوعي.
طبع بيروت.
192 - من لا يحضره الفقيه:
للشيخ الصدوق.

466
صححه وعلق عليه علي أكبر الغفاري - جماعة المدرسين 1404.
193 - من هو المهدي «عج»؟
للشيخ أبي طالب التجليل التبريزي.
جماعة المدرسين بقم المقدسة 1409.
194 - منية المريد:
للشيخ زين الدين بن علي العاملي الشهيد الثاني المستشهد 965.
تحقيق الشيخ رضا المختاري - مكتب الإعلام الاسلامي 1409.
195 - المهذب البارع في شرح المختصر النافع:
لابن فهد الحلي.
تحقيق الشيخ مجتبى العراقي - جماعة المدرسين بقم المقدسة 1407.
196 - موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام):
معهد تحقيقات باقر العلوم (عليه السلام).
منظمة الإعلام الاسلامي - طهران 1416.
197 - المؤمن:
للحسين بن سعيد الأهوازي.
مدرسة الإمام المهدي «عج» - قم المقدسة 1404.
198 - ميزان الحكمة:
للشيخ محمد الريشهري.
مكتب الإعلام الاسلامي.
199 - الميزان في تفسير القرآن:
للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي التبريزي.
جماعة المدرسين بقم المقدسة.

467
200 - نقد الرجال:
للسيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي.
تحقيق مؤسسة آل البيت - قم المقدسة 1418.
201 - نهاية الدراية في شرح الوجيزة:
للسيد حسن الصدر العاملي الكاظمي المتوفى 1354.
تحقيق الشيخ ماجد الغرباوي - نشر المشعر.
202 - النهاية في غريب الحديث والأثر:
لابن الأثير المتوفي 606.
تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي - قم المقدسة 1367 ه‍. ش.
203 - نهج البلاغة:
للشريف الرضي.
جماعة المدرسين بقم المقدسة.
204 - النوادر:
للسيد ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني الراوندي.
تحقيق سعيد رضا علي عسكري - مؤسسة دار الحديث 1418.
وقبل صدور هذه الطبعة نقلت من طبع مؤسسة دار الكتاب - قم المقدسة.
205 - الهداية:
للشيخ الصدوق.
مؤسسة الإمام الهادي (عليه السلام) - قم المقدسة 1418.
206 - هداية العلم في تنظيم غرر الحكم:
للسيد حسين شيخ الاسلامي التويسركاني.
مؤسسة أنصاريان - قم المقدسة - 1412.

468
207 - الوافي:
للفيض الكاشاني.
مكتبة أمير المؤمنين (عليه السلام) - أصفهان.
208 - الوجيزة في علم الرجال:
للعلامة المجلسي.
تحقيق الشيخ محمد كاظم رحمان ستايش - وزارة الارشاد - طهران.
209 - وسائل الشيعة:
للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي.
مؤسسة آل البيت وربما نقلت من طبع طهران في عشرين مجلد.
210 - وقعة صفين:
لنصر بن مزاحم المنقري.
تحقيق عبد السلام محمد هارون - أفست مكتبة آية الله المرعشي - 1403.
211 - ولايت وامامت:
للعبد هادي النجفي.
قم المقدسة 1370 ه‍. ش.
212 - يوم الطف:
للعبد هادي النجفي.
قم المقدسة - 1413.

469
شكر وتقدير
في ختام هذه الموسوعة الشريفة يجب أن أشكر عدة من الأعلام الذين لهم حق علي
وهم:
1 - سماحة العلامة المحقق حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الحسيني الإشكوري
مد ظله حيث شوقني وحثني وأرشدني حين التأليف.
2 - سماحة العلامة المفضال حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
دامت بركاته من عنايته الخاصة على مشيخة الكتاب.
3 - صديقي المحقق حجة الإسلام الشيخ علي الدماوندي دامت بركاته حيث صحح
الموسوعة حين تنضيد الحروف مرة واحدة.
4 - الأخ في الله المحقق الحاج كمال الكاتب حفظه الله تعالى حيث صحح الجزء الأول من
الموسوعة حين تنضيد الحروف.
5 - الأخ في الله حيدر الغفار حفظه الله تعالى حيث كان على عاتقه مسؤولية تنضيد
الحروف والصف الإلكتروني في الموسوعة وقام به بأحسن وجه كما ترى.
والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين
المؤلف

470