ان آية ملكه ان ياتيكم التابوت وقوله ان الله مبتليكم بنهر
سل الله ان يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ، و كانت النبوة في بني إسرائيل في بيت ، و الملك و السلطان في بيت آخر لم يجمع الله لهم النبوة و الملك في بيت واحد ، فمن ذلك ) قالوا ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله فقال لهم نبيهم هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الاتقاتلوا قالوا و ما لنا ألا نقاتل في سبيل الله و قد أخرجنا من ديارنا و أبنائنا ) و كان كما قال الله تبارك و تعالى : ( فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم و الله عليم بالظالمين فقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا ) فغضبوا من ذلك و قالوا : ( انى يكون له الملك علينا و نحن أحق بالملك منه و لم يؤت سعة من المال ) و كانت النبوة في ولد لاوى و الملك في ولد يوسف ، و كان طالوت من ولد ابن يامين أخو يوسف لامه ، لم يكن من بيت النبوة و لا من بيت المملكة ، ( فقال لهم نبيهم ان الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم و الله يؤتى ملكه من يشاء و الله واسع عليم ) و كان أعظمهم جسما و كان شجاعا قويا و كان اعلمهم الا انه كان فقيرا فعابوه بالفقر : ( فقالوا لم يؤت سعة من المال فقال لهم نبيهم ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم و بقية مما ترك آل موسى و آل هارون تحمله الملئكة ) و كان التابوت الذي أنزل الله على موسى فوضعته فيه امه فألقته في اليم ، فكان في بني إسرائيل يتبركون به فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الالواح و درعه و ما كان عنده من آيات النبوة و أودعه يوشع وصيه فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به ، و كان الصبيان يلعبون به في الطرقات فلم يزل بنو إسرائيل في عز و شرف ما دام التابوت عندهم ، فلما عملوا بالمعاصي و استخفوا بالتابوت رفعه الله عنهم ، فلما سألوا النبي بعث الله طالوت إليهم ملكا يقاتل معهم رد الله عليهم التابوت كما قال الله : ( ان آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم و بقية مما ترك آل موسى و آل هارون تحمله الملئكة ) قال : البقية ذرية الانبياء قوله : ( فيه سكينة من ربكم ) فان التابوت كان يوضع بين يدى العدو و بين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الانسان .977 - في تفسير العياشي عن حريز عن رجل عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله : ( يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم و بقية مما ترك آل موسى و آل هارون تحمله