فقال لها ، فإذا كان غدا فآتيك حتى أحييه لك باذن الله تبارك و تعالى ، فلما كان من الغد أتاها فقال لها : انطلقى معي إلى قبره ، فانطلقا حتى أتيا قبره فوقف عليه عيسى صلى الله عليه ثم دعى الله عز و جل فانفرج القبر و خرج ابنها حيا فلما رأته امه و رآها بكيا فرحمهما عيسى صلى الله عليه فقال له عيسى : أ تحب ان تبقي مع امك في الدنيا ؟ فقال له : يا نبي الله بأكل و رزق و مدة ام بغير أكل و لا رزق و لا مدة ؟ فقال له عيسى صلى الله عليه : بأكل و رزق و مدة ، تعمر عشرين سنة و تزوج و يولد لك قال ، نعم إذا قال ، فدفعه عيسى إلى امه فعاش عشرين سنة و ولد له .150 - في تفسير على بن إبراهيم حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال : حدثني جعفر بن عبد الله قال ، حدثنا كثير بن عياش عن زياد بن المنذر ابى الجارود عن ابى جعفر محمد بن على عليهما السلام في قوله ، و أنبئكم بما تأكلون و ما تدخرون في بيوتكم فان عيسى عليه السلام كان يقول لبني إسرائيل ، ( انى رسول الله إليكم وانى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله و أبرئ الاكمه و الابرص ) الاكمه هو الاعمى قالوا : ما نرى الذي تصنع الا سحرا فأرنا آية نعلم انك صادق ، قال ، ا رأيتكم ان أخبرتكم بما تأكلون و ما تدخرون في بيوتكم ؟ - يقول ، ما أكلتم في بيوتكم قبل ان تخرجوا و ما ادخرتم إلى الليل - تعلمون انى صادق ؟ قالوا ، نعم ، فكان يقول للرجل أكلت كذا و كذا ، و شربت كذا و كذا ، و رفعت كذا و كذا ، فمنهم من يقبل منه فيؤمن ، و منهم من يكفر و كان لهم في ذلك آية ان كانوا مؤمنين .قال عزمن قائل و مصدقا لما بين يدى من التوراة الاية .151 - في تفسير العياشي عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان بين داود و عيسى ابن مريم عليهما السلام أربعمائة سنة ، و كان شريعة عيسى انه بعث بالتوحيد و الاخلاص و بما أوصى به نوح و إبراهيم و موسى ، و أنزل عليه الانجيل ، واخذ عليه الميثاق الذي اخذ على النبيين ، و شرع له في الكتاب أقام الصلوة مع الدين و الامر بالمعروف ، و النهى عن المنكر ، و تحريم الحرام و تحليل الحلال ، و أنزل عليه في الانجيل مواعظ و أمثال و حدود ليس فيها قصاص ، و لا احكام حدود و لا فرض مواريث ، و أنزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى في التوراة ، و هو قول الله في الذي قال عيسى