قوله تعالى : فلما ان جاء البشير القاه على وجهه ( الى ) رحيم
195 - في كتاب كمال الدين و تمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال : قدم أعرابي على يوسف ليشتري منه طعاما فباعه ، فلما فرغ قال له يوسف ؟ أين منزلك ؟ قال له : بموضع كذا و كذا قال فقال له : فإذا مررت بوادي كذا و كذا فقف فناد : يا يعقوب ، فانه سيخرج إليك رجل عظيم وسيم جميل ، فقل له : لقيت رجلا بمصر و هو يقرئك السلام و يقول لك : ان وديعتك عند الله عز و جل لن تضيع ، قال : فمضى الاعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغلمانه : احفظوا على الابل ، ثم نادي : يا يعقوب [ يا يعقوب ] ، فخرج اليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقي الحائط بيده حتى أقبل ، فقال له الرجل : أنت يعقوب ؟ قال : نعم فابلغه ما قال له يوسف ، قال : فسقط مغشيا عليه ثم أفاق فقال له : يا أعرابي ألك حاجة إلى الله عز و جل ؟ فقال له : نعم اني رجل كثير المال ولي ابنة عم و ليس لي بولد منها فأحب ان تدعو الله ان يرزقني ولدا ، قال : فتوضى يعقوب وصلى ركعتين ثم دعى الله عز و جل فرزق أربعة أبطن - أو قال : ستة أبطن - في كل بطن اثنين ، فكان يعقوب عليه السلام يعلم ان يوسف حي لم يمت ، و ان الله تعالى ذكره سيظهر له بعد غيبته ، و كان يقول لبنيه : " اني أعلم من الله ما لا تعلمون " و كان أهله و أقربائه يفندونه على ذكره ليوسف حتى انه لما وجد ريح يوسف " قال اني لاجد ريح يوسف لو لا ان تفندون قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم فلما ان جاءه البشير " و هو يهودا ابنه و القى قميص يوسف على وجهه فارتد بصيرا قال ألم اقل لكم اني أعلم من الله ما لا تعلمون .196 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى إسمعيل بن الفضل الهاشمي قال قلت لجعفر بن محمد عليه السلام : أخبرني عن يعقوب عليه السلام لما قال له بنوه : يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين قال سوف استغفر لكم ربي فأخر الاستغفار لهم ، و يوسف عليه لما قالوا له : " تالله لقد آثرك الله علينا و ان كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو أرحم الراحمين " ؟ قال : لان قلب الشاب أرق من قلب الشيخ ، و كانت جناية ولد يعقوب على يوسف ، و جنايتهم على يعقوب انما كانت بجنايتهم على يوسف ، فبادر يوسف إلى العفو عن حقه ، و اخر يعقوب