تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم و قوله : " الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم " فان الله تبارك و تعالى يدبر الامور كيف يشاء ، يوكل من خلقه من يشاء بما يشاء ، اما ملك الموت فان الله يوكله بخاصته بمن يشاء من خلقه و يوكل رسله من يشاء من خاصته بمن يشاء من خلقه يدبر الامور كيف يشاء ، و ليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس ، لان فيهم القوي و الضعيف ، و لان منه ما يطاق حمله و منه ما لا يطاق حمله ، الا لمن سهل الله له حمله و أعانه عليه من خاصة أوليائه ، و انما يكفيك ان تعلم ان الله المحيى و المميت ، و انه يتوفى الانفس على يد من يشاء من خلقه من ملائكة و غيرهم .73 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي ( ره ) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول مجيبا لبعض الزنادقة و قد قال أجد الله تعالى يقول " يتوفيكم ملك الموت الذي و كل بكم " و " الله يتوفى الانفس حين موتها " و " الذين تتوفيهم الملائكة طيبين " و ما أشبه ذلك ، فمرة يجعل الفعل لنفسه ، و مرة لملك الموت ، و مرة للملائكة ، فاما قول الله عز وجل : " الله يتوفى الانفس حين موتها " و قوله : " يتوفيكم ملك الموت " و " توفته رسلنا " و " توفيهم الملائكة طيبين " و " الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم " فهو تبارك و تعالى أجل و أعظم من أن يتولى ذلك بنفسه ، و فعل رسله و ملائكته فعله ، لانهم بأمره يعملون ، فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا و سفرة بينه و بين خلقه ، و هم الذين قال الله فيهم : " الله يصطفى من الملائكة رسلا و من الناس " فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة و من كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة ، و لملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة و النقمة ، يصدرون عن أمره ، و فعلهم و فعله و كل ما يأتونه منسوب اليه و إذا كان فعلهم فعل ملك الموت ، و فعل ملك الموت فعل الله ، لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء و يعطى و يمنع و يثيب و يعاقب على يد من يشاء و ان فعل امنائه فعله كما قال : " و ما تشاؤون الا أن يشاء الله " .74 - في من لا يحضره الفقية و سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز و جل : " الله يتوفى الانفس حين موتها " و عن قول الله عز و جل : " الذين تتوفيهم الملائكة طيبين " و " الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم " و عن قول الله عز و جل " توفته رسلنا " و عن قوله